المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january30.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

خلاف بين المؤمنين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ورقة معراب هي استنساخ لورقة تفاهم عون وحزب الله/الياس بجاني

أحزاب شركات ... وزلم هوبرجية ع العمياني/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نصرالله ملتزم بعون: صفقة فرنجية ملتبسة!

نواب التحشيش/محمد علي مقلد/المدن

ارتياب في 14 آذار من إصرار حزب الله على السلة وعودة الروح للحكومة يقابلها مزيد من التعقيد في الملف الرئاسي

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 29/1/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 29 كانون الثاني 2016

محادثات جنيف تنطلق بين الغام التحفظات وروحاني يحاذر التفـــاؤل

جعجع يحذر من تطيير "البلدية" والتحالف المسيحي يعزز النتائج الانتخابية

روسيا وجهة جديدة للنفايات والمواجهات الارهابية الحدوديـــة تتجدد

بري عرض الأوضاع مع حرب واستقبل وزير الخارجية اليمني وسفير الامارات

قتلى وجرحى واسرى نتيجة الاشتباكات بين داعش والنصرة في جرود عرسال

سقوط 5 قذائق قرب المنازل في مشتى حمود مصدرها الجانب السوري ولا اصابات

الجهاز المشبوه في العديسة تبين انه جهاز تجسس يحمل كاميرا

 جعجع: متمسكون بالطائف وعلاقتنا بالسعودية على حالها ولا طلاق مع الحريري

جعجع : تطيير الانتخابات البلدية أمر خطير

 الاحرار: لحسم 8 آذار موقفها من مرشحها للرئاسة

الخلاف على ماهية القانون الانتخابي الجديد قائم وسط تقدّم "المختلط" وحزب الله يفضله على الرئاسـة.. وحلف التـيار- القوات رقم صعب

«حزب الله» يستنفد موارده المالية والعسكرية دفاعاً عن الأسد

ماذا يُحضر لعرسال/خالد موسى/موقع 14 آذار

حمادة لـ «السياسة»: «حزب الله» يُطبق على الانتخابات الرئاسية لإفساح المجال أمام المناورات الإيرانية

وفد نيابي إلى واشنطن استباقاً للعقوبات الأميركية

عندما يخبر الراهب المسؤول عن ملفّ مار شربل كيف أقامه القديس من الموت. ما لا تعرفونه عن مار شربل تقرأونه للمرة الأولى عبر أليتيا/هيثم الشاعر/"أليتييا"

تخوّف فاتيكاني: “مصالحة معراب” مقدمة لتعديل “الطائف/موقع الشفاف

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

السرياني العالمي: نرفض تفريغ الشرق من مسيحييه

مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك أقر تعديلات قانون كاريتاس وملء شواغر العمل الراعوي الجامعي

ريفي في حديث لاذاعة لبنان: انجزنا هيكلا تنظيميا جديدا لوزارة العدل ونضع اللمسات الاخيرة لبناء تصور للسجون

سامي ونديم الجميل وجعجع اتصلوا بعائلة الكسندرا مزهر معزين

النابلسي: الى متى يبقى لبنان مشلول القرار

 قاسم: ما نراه اليوم كذب في السياسة وفي الإعلام وفي العلاقات ولسنا راضين عن معالجة ملف النفايات

باسيل شرح ما سيطرحه في مؤتمر لندن عن عودة النازحين: جلسة مجلس الوزراء أعادت تفعيل عمل الحكومة

الأحدب زار الرافعي: لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها

قزي: عدم انعقاد جلسة 8 شباط يعني استمرار التعطيل والحوار مع حزب الله هدفه الوصول لورقة عمل حول نقاط الخلاف

 مشروع حل دولي للعراق الجديد بعد دحر "داعش" ثلاثة اقاليم بصلاحيـات شبه مطلقة مركزها بغداد

كرامي: فرنجية لن ينسحب رغم الضغوط وسأصوّت له وجلســة الحــوار المقبلــــة تبحث "الســلّة"

مارونـي: نحاور "حزب الله" لإنقاذ البـلد و"القوات" إخوتنا وحلفنا مع المستقبل متين

 "شينــوك" تقـدّم مستنداتهـــا المطلوبــة:موافقة روسية على استقبال ومعالجة نفايات لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رجوي: استقبال روحاني في أوروبا ترحيب بعراب الإرهاب ونددت رئيسة المعارضة الإيرانية مريم رجوي بزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني باريس.

باريس وطهران تسعيان لتعزيز العلاقات ومكافحة الإرهاب رغم الاختلافات

بلجيكا: تأجيل محاكمة شبكة تجند متطرفين

وفد من نظام الأسد ضم 16 عضواً التقى دي ميستورا وديبلوماسيا غربيا وصف المفاوضات بـ الفاشلة وانطلاق محادثات السلام السورية رغم مقاطعة المعارضة

رئيس مؤتمر ميونخ للأمن يقترح الحوار مع «داعش»

أعلنت الجزائر وتونس والمغرب دول آمنة وألمانيا تشدد شروط لم شمل عائلات المهاجرين

40 في المئة من الألمان يؤيدون رحيل ميركل

الاشتباه بفني في «مصر للطيران» زرع القنبلة في الطائرة الروسية

واشنطن ولندن تجسستا على إسرائيل/هنية: «حماس» ستواصل حفر الانفاق ومستعدة لأي مواجهة مع إسرائيل

حصيلة ضحايا تفجير المسجد في السعودية ارتفعت الى 4 قتلى و18 جريحا

10 قتلى على الاقل جراء هجوم انتحاري في سوق شمال شرق نيجيريا

 روحاني يشكك في حل سياسي سريع للازمة السورية

بلجيكا: ارجاء محاكمة شبكة تجنيد متطرفين لسوريا الى اجل غير مسمى لدواع امنية

"لوفيغارو": مظليون اميركيون يعملون لاستعادة الموصل

"لوموند": جمورية حسن روحاني فرصة ذهبية لفرنسا

صحف بريطانية: محادثات جنيف تحمل أملاً

"الشرق الأوسط" نحو تدشين طبعتها التركية بعد الكندية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميشال عون وموت اتفاق الطائف/مـكـرم ربـاح/لبنان الآن

 خطاب نصر الله: لدينا التزام اخلاقي وسياسي بدعم ترشيح عون ونسعى للوصول الى رئيس للجمهورية يملك اكبر نسبة من التأييد والتوافق

المنافسة بين عون وفرنجية تزيد من أهمية الكتل المحايدة/ سليم نصار/الحياة

عون لنصرالله: الأفعال يا عزيزي/ احمد عياش/النهار

هل من توافق على الاستحقاق بين الرئيسين الفرنسي والإيراني/خليل فليحان/النهار

تسونامي" 18 كانون الثاني يطيح الانتخابات البلدية؟ "التيار" و"القوات" معاً في مواجهة التمديد/ألين فرح/النهار

تفعيل الحكومة استثناء من قاعدة التعطيل! سلام يخشى أن ينحر تأخير الرئاسة النظام/ روزانا بومنصف/النهار

حزب الله» يمضي بإرهابه في مضايا/علي الحسيني/المستقبل

الأمم المتحدة تبحث عن «طائف».. سوري/بسام النونو/المستقبل

سورية: الحرب الصعبة والسلام المستحيل/ عادل مالك/الحياة

عري في مرآة روحاني/ بيسان الشيخ/الحياة

الأزمة سورية وخيبة الأمل أميركية/سلمان الدوسري /الشرق الأوسط

فرنسا وإيران: بازار وشطرنج من دون نبيذ/د. خطار أبودياب/العرب

لمَ إيران وليست قطر/فاروق يوسف /العرب/ كرم نعمة /العرب

جنيف وفق الوصفة الروسية.. اختاروا بين الأسد وداعش/غسان إبراهيم /العرب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

خلاف بين المؤمنين

من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس/الفصل الأول/من 10حتى19/: "ولكنني أطلب إليكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولا واحدا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد لأني أخبرت عنكم يا إخوتي من أهل خلوي أن بينكم خصومات فأنا أعني هذا: أن كل واحد منكم يقول: أنا لبولس، وأنا لأبلوس، وأنا لصفا، وأنا للمسيح هل انقسم المسيح؟ ألعل بولس صلب لأجلكم، أم باسم بولس اعتمدتم أشكر الله أني لم أعمد أحدا منكم إلا كريسبس وغايس حتى لا يقول أحد إني عمدت باسمي وعمدت أيضا بيت استفانوس. عدا ذلك لست أعلم هل عمدت أحدا آخر  لأن المسيح لم يرسلني لأعمد بل لأبشر، لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح  فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله لأنه مكتوب: سأبيد حكمة الحكماء، وأرفض فهم الفهماء”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ورقة معراب هي استنساخ لورقة تفاهم عون وحزب الله

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/29/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%AE-%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%82/

الياس بجاني/29 كانون الثاني/16

بصراحة ودون مواربة وشهادة للحق والحقيقة واحتراماً لدماء الشهداء نقول إن ورقة معراب هي حقيقة وفي الجوهر استنساخ لورقة تفاهم عون مع حزب الله سنة 2006.

للأسف الهمروجة الإعلامية التي تدافع عن ورقة معراب هي محصورة بأتباع الشركتين فقط لا غير أو من يدور في فلكهما.

(القوات والتيار شركتين وليسا حزبين طبقاً لكل معايير الأحزاب في كافة البلاد الحرة والديموقراطية، وما ينطبق على هاتين الشركتين ينطبق على كل أحزاب لبنان الشركات)

أما أراء غالبية المثقفين والإعلاميين والسياسيين من غير ربع الشركتين فهم في غير واد ولا يرون في الورقة إلا جنوحاً قاتلاً باتجاه إيران وذراعها العسكرية في لبنان، حزب الله.

في هذا السياق نرى أنه من الغريب والعجيب ومن المهين للوطنية أن ندافع عن ميشال عون السياسة والمواقف والتحالفات والنرسيسية والعائلية والانحرافات والفساد والإفساد لأننا إن فعلنا نكون قد فقدنا ذاتنا ووجداننا والضمير وقتلنا بداخلنا كل ما هو حرية واحترام للذات وثقة بالنفس.

عون من خلال ورقة معراب تم تعويمه ومكافئته على كل ارتكاباته والأخطاء والخطايا أضافة إلى ترشيحه لأعلى مركز مسيحي في الجمهورية وهو لا يزال في أحضان إيران والأسد وحزب الله ولم يبدل ولم يغيّر فاصلة واحدة من تبعيته والغنمية. ونقطة ع السطر.

ورقة معراب كما نراها ونقرأ فيها شخصياً لا تختلف بشيء في الجوهر والأهداف عن ورقة تفاهم عون مع حزب الله وهذه حقيقة علينا أن لا نتجاهلها لأي سبب كان. إنها ورقة التخلي عن المبادئ والإستسلام للأمر الواقع الإحتلالي، لا أكثر ولا أقل

أما ظاهرة هوبرات وهيجان أتباع الشركتين على الفايسبوك والتوتر وهم أهلنا، فهي عادية جداً وليست غريبة في حياتا السياسية حيث عبادة الزعيم والسير خلفه ع عماها هي القاعدة لدى كثر من أفراد شرائح مجتمعاتنا.

حقيقة جارحة وصارخة ومهينة ومأساوية، ولكنها الحقيقة دون تجميل وذمية وتقية.. ويقول المثل من لا يعترف بعلته، علته تقتله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

أحزاب شركات ... وزلم هوبرجية ع العمياني

الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/28/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B2%D9%84%D9%85-%D9%87%D9%88%D8%A8%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9/

28 كانون الثاني/16

فعلاً، نيال الزعماء أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية بزلمهم والأتباع والهوبرجية...

وين ما بدون الزعماء بيروحوا وبيمشوا وراهون الزلم والأتباع ع العمياني...

ع الضاحية لعند السيد وقاسم بيروحوا...

ع الشام ... ع سوريا الأسد ...وع براد بيروحوا...

ع القرداحة كمان بيروحوا...

ع الطائف بيروحوا وراحوا...

ع طهران بيروحوا...

ع الرياض كمان بيروحوا...

ع الدوحة بيروحوا...

ع انقرة والقاهرو بيروحوا...

ع جهنم.. بيروحوا..

ع غزة لعند حماس راحوا...

زلم مطيعين ما بيردوا لرئيس الحزب طلب....

سبوا فلان بيسبوه...

حبوا فلان بيموتوه من التبويس..

مجدوا بفلان بيمجدوه...

خونوا فلان بيخونوه وبيلعنوا سلسفيلوه...

وتماما متل ما صاير اليوم بين ربع وزلم وهوبرجية أحزاب 14 آذار ... من غير شر وبدون صيبة عين وحسد!!

زلم واغنام مطيعين ع الآخر ومطرح ما بدو الزعيم ورئيس الحزب الشركة بيروحوا وراه متل  الغنم وع عماها...

بيروحوا وبيهوبروا بالروح وبالدم منفديك يا زعيم!!

طيب هيك شعب غنمي وين ممكن تكون نهايته؟؟

النهاية أكيد بالمسلخ ...

والله يساعد ويشفي كل لبناني قاتل حاسة النقد عندو مقتولي، ومخدر ضميره، وبايع حاله للشياطين، وقابل بوضعية الغنم.

مع هيك هوبرجية وزلم، قمح بدك تاكلي يا حني.

وكاسك يا وطن في زمن تعتير ومحل وبؤس.

*الكاتب تاشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

نصرالله ملتزم بعون: صفقة فرنجية ملتبسة!

المدن - سياسة | السبت 30/01/2016

نصرالله ملتزم بعون: صفقة فرنجية ملتبسة! عدوان لـ"المدن": كلمة نصرالله تلقى ترحيباً قواتياً في مضمونها وجوهرها  قدم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مقاربة شاملة للإستحقاق الرئاسي، بعد صمت طويل، اثر لقاء الرئيس سعد الحريري في باريس رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، واثر تبني رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون. وإن كانت هذه المطالعة أوضحت صورة الإستحقاق المعلق، إلا أنها في المقابل أكدت أن الأمور لا تزال عند المربع الأول. بداية، انطلق نصرالله من الدور الإيراني، معتبراً أن "ايران لا علاقة لها بهذا الملف ولم تتدخل ولن تتدخل"، داعياً الى "عدم انتظار المعطى الاقليمي والدولي"، متوجهاً إلى الفريق الآخر بالقول إن "انتظاركم المعطى الاقليمي والدولي ليس لصالحكم". وعاد نصرالله، في إشارة إيجابية، الى تأكيد أن كل ما يحكى عن ربط الإنتخابات الرئاسية، بمؤتمر تأسيسي أو تعديلات دستورية، هو "كلام فارغ"، مكرراً الحديث عن تسوية تحت سقف الطائف، وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب، أي "رئيس جمهورية من هنا ورئيس حكومة من هنا"، لكنه في المقابل، أشار إلى أن طرح السلة المتكاملة اليوم هو عملياً لقوى "14 آذار"، بعد أن حقق فريقه السياسي "ربحاً كبيراً" على صعيد الملف الرئاسي.

وبدا نصرالله بوضوح أنه متمسك بقوة بتحالفه مع "التيار الوطني الحر"، خصوصاً أنه خصص حيزاً كبيراً للحديث إلى قواعد "التيار"، قبل أن يكرر أن عون هو المرشح الطبيعي، وأن حزب الله" ملتزم أخلاقياً بدعمه، وبالتالي سيعمد الى تعطيل الإنتخابات عبر عدم حضور الجلسات "طالما ان أي جلسة تعقد لا تضمن وصول المرشح الذي نؤمن به وهذا حق من حقوقنا". أما فرنجية، وإن كان نصرالله تقصد التأكيد مراراً أنه "حليف قديم وصديق عزيز"، إلا أنه لم يخف امتعاضه من الخطوات الأخيرة، كاشفاً أنه أبلغه أن هناك مخاوف من ان يكون "هناك من يحاول أن يوقع الخلاف بينك وبين العماد عون او بين عون وحزب الله"، كما أبلغه ان الحزب ملتزم اخلاقياً مع عون، معتبراً أن تسريب خبر اللقاء قطع الطريق على اي حوار حقيقي وجدي مع عون. وخلص الى التأكيد أن الحزب لا يجبر الحلفاء "على موقف من المواقف"، وبالتالي دعا إلى مزيد من التواصل والنقاش لإنتخاب رئيس يحظى بأعلى نسبة من التأييد، في إشارة واضحة إلى تيار "المستقبل"، من أجل فتح حوار جديد مع عون. ورأت مصادر سياسية مطلعة على خلفيات الملف الرئاسي لـ"المدن" أن "ما قاله نصر الله هو إعادة تصويب للأمور، ووضعها في نصابها لجهة دعم ترشيح عون للرئاسة، لا سيما انه أعلن صراحة استعداد الحزب للنزول إلى مجلس النواب وانتخابه فور توافر حظوظه الرئاسية". وتتوقف المصادر عند إشارة أطلقها نصرالله، ومفادها أن الحزب لا يمكن أن يتراجع عن دعمه لعون، إلا في حال هو أراد الإنسحاب، ورأت أن ذلك مستحيل، إلا في حال قدم له ثمن مقابل. وتشير المصادر إلى ما قاله نصرالله بشأن ضرورة التروي والإنتظار، والبحث في مجمل الأمور، على اعتبار أن هذا الكلام دليل على ان الامور تحتاج الى المزيد من الوقت، خصوصاً أن كلام نصرالله أثبت أن موضوع ترشيح فرنجية، بالنسبة إلى الحزب، فيه العديد من الملابسات.

"القوات" ترحب!

وفي السياق، أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان لـ"المدن" أن "القوات كانت تتوقع ما قاله نصرالله، لجهة الإعلان بشكل حاسم دعم ترشيح عون"، لافتاً إلى أن "الحزب سيصوت لعون، ولن يتخلى عنه، وبالتالي فإن كلمة نصرالله تلقى ترحيباً قواتياً في مضمونها وجوهرها، وكل ما بعدها ينتظر بلورة مجمل الأمور لإنجاز الإستحقاق". وتعتبر مصادر قواتية لـ"المدن" أن نصرالله أوضح الأمور لكنه أبقاها مفتوحة على مختلف الإحتمالات، ولا تتوقع المصادر أن يتغير شيء سريعاً، على الرغم من تثبيت الموقف الذي قطع الطريق على كل التأويلات والتحليلات والتساؤلات، لكنه ترك الامور ان تأخذ مداها وهي بحاجة لمزيد من الانتظار.

 

نواب التحشيش

محمد علي مقلد/المدن/السبت 30/01/2016

وصفة نوح زعيتر سحرية من غير شك. اعطوهم صواريخ حشيشة، ولن يبقى موقع الرئاسة شاغراً. يضحك مع ما في الوصفة من بلية. لا نوح هو المضحك ولا الحشيشة. المضحك هو الموصوف لهم، نواب الأمة. مضحكون لأنهم يصدقون أن بأيديهم أمر البت بمصير رئاسة الجمهورية، وبأن بإمكانهم أن يقترعوا لأحد المرشحين، وأن يدلوا بأصواتهم وأن لهم القدرة على الحل والربط في القضايا الكبرى، مع أن واحدهم لا يعرف من ثلث الثلاثة سوى ما ينعم عليه به سيده في مجلس الرئاسة الثلاثي أو السباعي أو الثماني. مضحكون لأنهم يتزودون بالمعلومات، ككل المواطنين،  من النشرات الاخبارية أو من جلسة الاربعاء النيابية أو من جلسة بيت الوسط أو من خطابات الأمين العام لحزب الله أو من اجتماعات التيار أو الحزب  ... وفي كثير من الأحيان من أصدقائهم الصحافيين أو رؤساء كتلهم أو ملقنيهم السفراء. مضحكون لألف سبب وسبب، مضافاً إليها استصغار نوح لهم، حين لم يجد غير وصفة التحشيش حلاً لأزمة وطنية عجزوا هم عن حلها. ربما فات نوحاً أنهم يحولون الجلسات التي يحضرونها إلى جلسات تحشيش سياسي مقتصرة على تحيات بلهاء ومؤتمرات صحافية يتبادلون فيها الصراخ والتهم ويأخذون علماً بالموعد الجديد. أما الذين يستنكفون عن الحضور فلهم طقوسهم التحشيشية في مقرات أحزابهم أو أمام أولياء النعم السياسية.

ومضحكون حين يتحمسون للمرشح من غير أن يميزوا بين ترشيح جدي وترشيح نكايات وآخر للمناورة أو للتعطيل أو للديكور الديمقراطي. ومضحكون حين يدققون حساب البوانتاج للرابح المحتمل والخاسر المحتمل، وهم لا يعرفون أن خسارة الوطن فيهم  تفوق كل الحسابات، وأن الربح الوطني الوحيد يكمن في مغادرتهم تلك المقاعد إلى غير رجعة. مضحكون لأنهم اعتادوا على انتظار الترياق من العراق، ولم ينتبهوا إلى أن العراق والأمة العربية والأمة الاسلامية كلها لم تصدر لنا من البضائع السياسية غير الاستبداد، فراحوا يمارسون على الشعب ما مورس عليهم أيام نظام الوصاية، حتى أن بعضهم راح يستعيد من الأمجاد البابلية والسريانية والسلجوقية والعثمانية والحسينية كل ملامح القمع والقهر التي عرفها تاريخ الاستبداد الشرقي. مضحكون هم وطبيبهم نوح ووصفته، لأن الرئيس المرتجى سيبتلي بهم ولن يجد حلاً للتحشيش السياسي بربضهم المؤبد على صدور الشعب( هو حكم الرويبضة، حيث يسوس العامة سفهاء العامة، بحسب رواية عن أحد الصحابة). مضحكون لأنهم لا يعرفون أن خلاص الرئاسة والوطن يكمن في الخلاص من قانون انتخاب يتهيبون تعديله بل يحجمون عن ذلك، لأنهم يحسبون أن خسارة الوطن تهون أمام خسارة الكرسي النيابي. يبقى أن نوح زعيتر ووصفته أهم من أهل البرلمان، وفضله عليهم أنه يفكر بحل وبوصفة، أما هم فما زالوا في سكرة التحشيشة القديمة التي دعتهم إلى عدم التفكير لأن أحداً ما يفكر عنهم، ولا تهمهم هوية هذا الأحد، قد يكون نظام الوصاية أو أية قوة خارجية أخرى ذات نفوذ، أو أوهام التاريخ أو الأمراض النفسية أو المصالح الفئوية أو الخطاب الطائفي والمذهبي. وفي جميع الحالات يجسد نوابنا الأكارم لحظة العقل المستقيل. لكن لا يفوتهم واجب من تحشيشات الطقوس الاجتماعية في المآتم والأعراس والسهرات الراقصة. تبدو وصفة نوح كأنها مجرد نصيحة يسديها إلى المراجع السياسية، ولا ضير في ذلك ما دام سيل تقصيرهم قد بلغ الزبى. إلا أن يكون قد تجاوز ذلك فيدعي لعب دور البديل الناجح لشيعية سياسية أخفقت خلال توليها الحكم والمعارضة على امتداد أربعة عقود. لكن ، للأسف ، ربما لن يجد البدائل الموازية التي سيتحاصص معها مملكة التحشيش، بعد أن صار عالم المخدرات، هو الآخر، أشبه بنظام توتاليتاري أي خاضع لحكم الحزب الواحد، ولا يقبل أن يشاركه أو أن يحاصصه أحد. نعرف أن أصحاب السعادة يفضلون نصيحة نوح على نصائحنا. مع ذلك سنصرخ في طواحينهم وندعوهم، قبل انتخاب الرئيس وبعده، إلى فتح باب الاصلاح بسن قانون للانتخابات النيابية يحرر كراسي البرلمان من وطأة إقامتهم الطويلة فيه وعبء وجودهم الثقيل على صدر الوطن. 

 

ارتياب في 14 آذار من إصرار حزب الله على السلة وعودة الروح للحكومة يقابلها مزيد من التعقيد في الملف الرئاسي

30/01/16/بيروت – «السياسة»/في مقابل عودة الروح إلى مجلس الوزراء الذي استعاد عافيته بعد التوافق السياسي على إمرار التعيينات العسكرية، على أن تبحث جلسة الحكومة الثلاثاء المقبل في موضوع التعيينات الأمنية في مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي، فإن الملف الرئاسي يغوص في الغموض المفتوح على كل الاحتمالات، وسط تزايد الحديث عن أن الأمور على هذا الصعيد ذاهبة إلى مزيد من التعقيد، بفعل إصرار «حزب الله» على السلة المتكاملة والتي تتضمن الرئاسة الأولى وشكل الحكومة ومن سيتولى رئاستها وقانون الانتخابات وهو ما تعارضه قوى «14 آذار» التي تصر على انتخاب رئيس الجمهورية أولاً، على أن يصار بعدها إلى البحث في الحكومة وقانون الانتخابات. وأكدت أوساط قيادية في «14 آذار» لـ»السياسة»، أن إصرار «حزب الله» على السلة يعني نسفاً تاماً للانتخابات الرئاسية وإبقاء البلد في حال الفراغ والفوضى، ريثما تتهيأ الظروف لأخذ البلد إلى المؤتمر التأسيسي لتغيير النظام السياسي القائم وفرض نظام جديد يثبت أكثر فأكثر الهيمنة الإيرانية على لبنان. وأشارت إلى أنه لهذا السبب لا يبدو «حزب الله» مستعجلاً على إجراء انتخابات رئاسية، لأن الفراغ الرئاسي يناسبه ويرتاح إليه. وفي الشأن الرئاسي، اعتبر السفير السابق جوني عبدو أن الحلف الذي حصل بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب ميشال عون خلق حالة قمعية في لبنان، حيث أنه ممنوع على الآخرين التحدث، منتقداً رد أحد نواب «القوات اللبنانية» على ما قاله الرئيس أمين الجميل، ورافضاً التشكيك بمسيحية «حزب الكتائب». وأضاف «إن نواب تيار المستقبل كما نواب حزب الكتائب، سيحضرون جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بغض النظر عن الفائز». وفي خطوة داعمة لوالدها، نشرت كلودين ميشال عون زوجة العميد ميشال روكز عبر حسابها على «فايسبوك» عبارة « PLAN A « وأرفقتها بنقطة على السطر، ما يعني أن والدها هو المرشح الأول والأخير. لى ذلك، لفت جعجع إلى أن هناك أجواءً، أن حزبين كبيرين على وشك الاتفاق لتطيير الانتخابات البلدية، معتبراً أن هذا الأمر خطير ويضعف إيمان المواطن اللبناني نهائياً بوجود دولة لبنانية، مشدداً على أن جميع أطراف الحكومة مسؤولون بالتكافل والتضامن عن اتخاذ القرارات اللازمة لدعوة الهيئات الناخبة في المهلة القانونية. وكان مجلس الوزراء استكمل المجلس العسكري وإن بصعوبة من خلال إقراره الاتفاق السياسي على التعيينات العسكرية، حيث جرى التوافق على الأسماء التالية، العميد محسن فنيش لمركز مدير عام الإدارة (شيعي)، والعميد سمير الحاج لمركز المفتش العام (أرثوذكسي)، والعميد جورج شريم لمركز عضو متفرغ (كاثوليكي)، في حين تم تأجيل البحث في طلب وزير العدل أشرف ريفي إحالة ملف ميشال سماحة على المجلس العدلي إلى الجلسة المقبلة. لوحظ أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل طالب خلال جلسة الحكومة، بإعادة النظر في البيان الوزاري بالنسبة إلى سياسة لبنان الخارجية وموضوع النأي بالنفس، وهل لا يزال ملائماً في ظل التطورات التي حصلت أم لم يعد ملائماً؟.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 29/1/2016

الجمعة 29 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مؤتمر جنيف-3 فشل قبل ان يبدأ فالامم المتحدة قالت إنها ستبدأ المحادثات ووفد المعارضة السورية لم يحضر بسبب عدم تلبية مطلبه في وقف الغارات والقصف والاهتمام بالناحية الإنسانية.

وقد حضر وفد النظام السوري وأعلنت الامم المتحدة عن محادثات معه تليها محادثات مع جانب المعارضة. وبدأ الجانب الروسي التسويق لمحادثات تجري في الحادي عشر من شباط المقبل.

محليا، يحدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الليلة موقفه من المطروح على صعيد الانتخاب الرئاسي وينتظر ان يجدد دعمه لترشيح العماد ميشال عون وان يتحدث عن سلة متكاملة من الحلول للوضع الراهن.

وفي رأي أوساط سياسية ان الشعب يريد رئيسا يجمع الأطراف كلها ويعيد الثقة بالدولة وكذلك يعيد ثقة العالم بلبنان ويكون معنيا بالشأن الاقتصادي والاجتماعي لخلق فرص عمل لاثنين وأربعين بالمئة من شبابنا العاطل عن العمل.

وقالت الاوساط نفسها: الشعب يريد رئيسا يطبق ما كان يردده الرئيس المرحوم صائب سلام: لا غالب ولا مغلوب. وتحدثت هذه الاوساط عن وجود شخصيات مهمة في السباق الرئاسي تنطبق عليها المواصفات المشار إليها.

نبقى مع محطة جنيف-3 لنشير الى اتصالات كثيفة لإنقاذ المفاوضات التي تحولت من مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة برعاية الأمم المتحدة الى محادثات بين الامم المتحدة ووفد النظام على ان تجري محادثات أخرى مع وفد المعارضة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بعد قرابة الساعة من الان، يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله على شاشة المنار، ليتحدث كعادته بكلام فصيح صريح بالغ الوضوح، فيضع النقاط على الحروف، ويعيد تأكيد الموقف وتظهير المسار الذي سلكته قضية انتخابات رئيس الجمهورية منذ البداية وحتى الان. موقف ينتظره الجميع في الداخل والخارج، وهم يعلمون أنه ما كان يوما الا بفعل ثوابت لا احتمال فيها للمواربة او المزايدة او الاستعراض.

وفي جنيف، مزايدات ومشاحنات وتعقيدات من الأطراف المختلفة التي تقف خلف ما يسمى بالمعارضة السورية في محاولة يائسة بائسة لتحسين شروط التفاوض في ربع الساعة الاخير.. أطراف تسعى الى التأزيم ما استطاعت إليه سبيلا بعد أن أسقط بيدها بفعل المتغيرات الميدانية الكبيرة والتحول القوي في التوجهات الدولية التي نصحت المعارضات باسقاط كل تحفظ والحضور كي لا تضيع الفرصة التاريخية..

يبقى أن جديد العدوان على اليمن الذي تصاعد بشكل وحشي مع تكثيف كبير للغارات خلال الساعات الماضية، صدور دعوة برلمانية أوروبية تطالب بتحقيق دولي في ما يرتكبه العدوان السعودي من جرائم ضد الانسانية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

على وقع معارك الكر والفر في الداخل السوري، والتفجيرات الارهابية المتنقلة والتي استهدفت اليوم؛ مسجدا في مدينة الاحساء في المملكة العربية السعودي، تنطلق الليلة محادثات جنيف ثلاثة؛ بشأن الازمة السورية.

داخليا؛ لا جديد بشأن الاستحقاق الرئاسي الذي ينتظر جلسة الثامن من شباط؛ وما سيعلنه الليلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله؛ في اطلالته التلفزيونية في ضوء وجود ثلاثة مرشحين؛ من بينهم مرشحان؛ لقوى الثامن من اذار.

وفي غمرة الانهماك بالانتخابات الرئاسية؛ كان لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع؛ كلام اليوم عن أن حزبين كبيرين على وشك الاتفاق؛ لتطيير الانتخابات البلدية، معتبرا أن هذا أمر خطير، ويضعف إيمان المواطن اللبناني نهائيا؛ بوجود دولة.

بيئيا؛ فإن السؤال؛ طرح اليوم بقوة؛ عما اذا كان ترحيل النفايات قد دخل حيز التنفيذ؛ مع تقديم شركة شينوك أوراقها والرخص التي يفترض أن تؤمنها من الدول التي ستصدر إليها النفايات.

وفي هذا السياق أكد وزير الزراعة اكرم شهيب؛ ان الشركة قدمت الاوراق فعلا؛الى مجلس الانماء والاعمار، وشملت موافقة روسية؛ لاستقبال نفايات لبنان ومعالجتها.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

كما تصلب الجليد على الشجر.. جمد السيد حسن الدماء الرئاسية في عروق السياسيين قبل إطلالته هذا المساء.. فراح الجميع ينتظر كلام السادة ليبني على الترشيح مقتضاه. ما يطلبه المستمعون من الأمين العام لحزب الله.. ليس بالأمر السهل على حزب يراد له أن يفاضل بين خيارين.. ومرشحين.. ويضغط على حلفائه لدعم خياره ولأن الخطاب لسيده قريب جدا فلن نحتاج إلى كثير من التحليلات بل إلى قليل من الصبر.. لأخذ الموقف من مصدره من دون مصادره لكن كل ما علم من صوب بنشعي أن زعيم تيار المردة سيكون تحت سقف السيد نصرالله.. وانه مرشح رئاسي لكنه لا ينزل الى جلسة ليس فيها حزب الله وهو يكون بذلك قد انتهج عين الصواب.. لا سيما إذا ما قرأنا في تحالف عون جعجع أبعادا انتخابية على المستوى النيابي.. وأصبحت الانتخابات النيابية استحقاقا يسبق الانتخابات الرئاسية.. عندئذ نصبح أمام "محدلة" سياسية جديدة مسيحية هذه المرة تجرف ما حولها من قيادات وزعامات.

خطاب نصرالله قد يأخذ بعده الأمني أيضا.. لا سيما بعد القرقعة السوداء على الحدود لجهة عرسال.. والمعارك المستمرة التي يخوضها الجيش والمقاومة صدا للذين يحاولون التسلل إلى القرى وهذا المساء أعلن الإعلام الحربي لحزب الله سقوط معسكر للنصرة بيد داعش في جرود عرسال.. ما يعني أن تنظيم الدولة الإرهابي حارس الحدود.. ولا شيء يمنعه من التوغل إلى عرسال ساعة يشاء.. علما أن النصرة لم تكن داعية سلام وتعاملت مع المنطقة كولاية تابعة لها. النصرة.. داعش.. جيش الإسلام ومعارضة الرياض.. كلها أطراف مقررة على الميدان السوري.. لكنها لم تشارك اليوم في مؤتمر جنيف الذي انطلقت أعماله بمن حضر.. أي بوفد النظام وبشخصيات التزمت فنادقها استعدادا لتقرير مصيرها بالمشاركة. أبرز المقاطعين لغاية الساعة هم معارضو الرياض.. والمنقسمون أصلا على مواقفهم ويشترطون وقفا لإطلاق النار وإدخال المساعدات قبل بدء المؤتمر.. غير أن منسق جنيف ستيفان ديمستورا أعلن أن لا شروط مسبقة.. وأن هذه المطالب تتحقق ضمن إجراءات بناء الثقة.

صورة جنيف السوري بدت حتى الساعة "شوربا سياسية".. كحال الاعتصام الذي نفذه بضعة شبان أمام مقر الفندق لكن لا الشباب المعتصم يعرف شيئا عن تجويع الشعب السوري.. ولا معارضة الرياض تدرك أن مقاطعتها أو حضورها يعطيان المفعول نفسه.. ولا وفد النظام سينجح في التحاور مع نفسه.. أو "بالكاد" مع قدره الجميل من المعارضين وحده ديمستورا سيبقى مناضلا أمميا يأكل الضربات.. وسينتظر حسم السوخوي لتبدأ فعليا معارك الفنادق التفاوضية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ماذا سيقول السيد حسن نصر الله في اطلالته المرتقبة بعد اربعين دقيقة من الان، معلومات المصادر المقربة من حزب الله تشير الى ان نصر الله سيكرر تأييد الحزب للنائب ميشال عون، لكنه لن يتناول ترشيح النائب سليمان فرنجيه بطريقة سلبية.

والارجح ان نصر الله سيلمح الى ضرورة انجاح الاستحقاق الرئاسي وفق سلة متكاملة تشمل رئاسة الحكومة والحكومة وقانون الانتخابات والانتخابات مما يعني عودة الملف الرئاسي الى نقطة الصفر من جديد.

في ملف النفايات تطور بارز تمثل في موافقة روسيا على استقبال نفايات لبنان ومعالجتها عبر الحرق فهل تفتح هذه الموافقة الباب على لحل ازمة امتدت اشهر طويلة؟

اقليميا، محادثات جنيف حول الازمة السورية انطلقت بتعثر كبير نتيجة غياب وفد المعارضة وهو غياب قد يستمر مما يهدد مصير المفاوضات.

في هذا الوقت كانت السعودية تعيش حدثا امنيا تمثل باستهداف انتحاري مسجد شيعي في شرقي المملكة مما ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى .

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الارهاب يضرب مجددا المصلين في بيوت الله ليؤكد مقولة ان لا دين له، هدف الارهابيين هذه المرة كان مسجد الامام الرضا عليه السلام بمحافظة الاحساء السعودية خلال صلاة الجمعة، دخل انتحاريان الى المسجد، عند محاولة اعتراضهما قام احدهما بتفجير نفسه فيما بادر الاخر الى اطلاق النار على المصلين ليرتفع اربعة شهداء ويجرح ثمانية عشر اخرين.

من يقرأ في طالع المواقف والتصريحات التي رافقت اطلاق مفاوضات جينيف بنسختها الثالثة يدرك حقائق لا لبس فيها، اولها ان حديث بعض المعارضات السورية عن عدم الرغبة بالمشاركة واتهام موسكو بالتعطيل لا يغدو عن كونه زوبعة في فنجان لتحسين الشروط التفاوضية لرعاتهم الاقليميين وجعبتهم الخالية في السياسة والميدان، والخارجية الروسية اختصرته اليوم بالقول حرفيا انه هراء كامل.

اما الحقيقة الثانية فهي ضغط الامم المتحدة باتجاه اجراء المفاوضات مهما كانت الظروف، ما يعني التسليم بالموقع القوي للدولة السورية وحلفائها وبالتالي وجود تفاهم دولي كبير على هذا المسار وبموافقة اميركية اكيدة رغم الهامش الممنوح لبعض حلفاء واشنطن الاقليميين والذي يخدم اولا واخيرا المصلحة الاميركية، فهو ان لم ينفع لن يضر، هذه الحقيقة جعلت المبعوث الاممي ستيفان ديمستورا يلعب اوراقه مكشوفة غير مستورة ويعقد جولة اولى من التفاوض بشكل سولو بالمفرق وبمن حضر.

في لبنان اقرار التعيينات العسكرية كان بمثابة باروميتر يؤشر الى انتظام الحكومة في جلساتها وفق الية عمل اتفق عليها قبل حصول المقاطعة والتعطيل.

رئاسيا كلام مرتقب للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اول موقف له بعد اعلان معراب.

وفي جرود عرسال تتواصل حرب الاستنزاف والسيطرة بين جبهة النصرة وتنظيم داعش وبشكل قوي عند معبر الزمراني ووادي الخيل وقرنة العوينة ومدينة الملاهي وجرود القلمون وسط جهوزية عالية لوحدات الجيش اللبناني في المنطقة سواء لجهة الرصد والاستطلاع او حتى القدرة على استهداف المسلحين.

اما في العديسة فخرق جديد للسيادة اللبنانية تمثل بضبط الجيش اللبناني جهاز تجسس كان مزروعا عند منطقة قريبة من الشريط التقني الشائك.

وبعيدا عن السياسة انضم فيروس زيكا الى جدول الاهتمامات الدولية بعد تفشيه في الاميركيتين، لبنان بعيد حتى الان ولكن هذا لا يعني عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع دخوله لا سيما ان جالية لبنانية كبيرة تتواجد على مساحة انتشاره.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

مرة أخرى يهدد اللبنانيون بحرمانهم من حقهم الطبيعي بالتعبير عن إرادتهم... حتى أن مسلسل الديكتاتورية المقنعة صار نهجا، لا بل نمطا ممنهجا... سنة 2013 حرم اللبنانيون من انتخاب نوابهم... ثم مدد حرمانهم هذا لأربعة أعوام كاملة. من دون سبب ولا تبرير ولا شورى ولا "دستوري"... بعدها، وبناء على تلك الخطوة الاستبدادية الأولى، حرم اللبنانيون من انتخاب رئيس يمثلهم... لا مباشرة، ولا عبر نواب منتخبين بإرادة اللبنانيين وبوكالة شرعية صالحة لانتخاب الرئيس... اليوم، وصل مسلسل القمع إلى الانتخابات البلدية. أي إلى سقف كل منزل لبناني وحراسته ونظافة بيته وحيه وبلدته... بعدما أغرقوا البلد بالنفايات، وأغرقوا اللبنانيين بابتزاز سافر... فإما أن يأكلوا آخر فلس في جيوبكنا الفارغة، وإما أن يتركوا النفايات تأكلنا لمصلحة جيوب أطماعهم الفاغرة... الانتخابات البلدية، ومعها فرعية جزين النيابية، مهددتان بالتطيير... لأن المخطط كان على الشكل التالي: إما أن يعودوا إلى السلطة، فينهبوا ما تبقى من مغانمها، لينفقوه على انتخابات بلدية صورية، وإما أن يتركوا الاستحقاق البلدي بلا إجراء... وأيضا بلا قانون لتمديد ولاية المجالس البلدية... وهو ما يؤدي وفق المخطط الديكتاتوري نفسه، إلى حل أكثر من ألف بلدية في لبنان، وجعلها تحت وصاية وزارة الداخلية. التي تتحكم عندها بأحوال البلديات وأموالها... لكن رياح اللبنانيين تذهب في غير اتجاه أشرعة الذين شرعوا الوطن للوصايات والخارجية والطبخات الأجنبية... رياح اللبنانيين تذهب في اتجاه حسم الأمور، من فوق إلى تحت، تماما كما يشطف كل درج من أوساخ المتمترسين داخل أدراج السلطات المعلبة ... هل من مخرج من هذه الهاوية القاتلة؟ لا مخرج إلا بحوار ميثاقي. تماما كما يبحث السوريون في حوار جنيف، عن مخارج من قتالهم...

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

يقول الاعلان، يطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الثامنة والنصف من مساء اليوم الجمعة حيث يتناول موضوع الانتخابات الرئاسية، انتهى الاعلان.

انها من المرات النادرة التي يتم فيها تحديد موضوع واحد سيتحدث فيه السيد نصرالله، تحديد الرئاسة كموضوع وحيد يعكس اهمية ودقة ما وصلت اليه الامور في هذا الملف ولا سيما على مستوى المواقف بين العماد عون والنائب فرنجية وربما هذا ما استدعى ان يقول السيد نصرالله كلمته ليتوقف الاجتهاد، اذا بعد نصف ساعة من الان يقطع الشك باليقين ويحضر النص فيغيب الاجتهاد.

وفي السياق الرئاسي علمت ال LBCI ان السيد نادر الحريري زار الخارجية اليوم واجتمع مع الوزير جبران باسيل، وفي انتظار ما يمكن ان يقوله السيد نصرالله يمكن تسجيل ان التاسع والعشرين من كانون الثاني هو تاريخ طي صفحة من صفحات النفايات.

اليوم تم التوقيع مع شركة شينوك التي كشفت عن وجهة الترحيل وهي روسيا، لكن ما نغص هذا التطور هو ان شركتين تقدمتا متأخرتين بعرضين اقل كلفة لكن لم يؤخذ بهما بذريعة التأخر علما ولانعاش الذاكرة فإن مجلس الوزراء كان الغى اتفاقات مع ثلاث مجموعات الصيف الماضي كانت ستحل محل سوكلين بذريعة ارتفاع اسعارها فلماذا تم الالغاء انذاك حتى بعد فض العروض فيما ابقي على شينوك اليوم وهي الشركة اليتيمة؟ انها القطب المخفية في الادارات والوزارات ومجلس الانماء والاعمار.

وفيما لبنان منهمك برئاسته ونفاياته كانت انظار العالم موجهة الى جينيف حيث المحادثات بمن حضر.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 29 كانون الثاني 2016

الجمعة 29 كانون الثاني 2016

النهار

تحدّث مرجع قضائي سابق فقال: ان حال القضاء العسكري من حال القضاء كلّه وإن إصلاحه يتطلّب ورشة بنيويّة.

شكّك حزب سياسي في مصدر بيان صادر عن حزب منافس، فقالت مصادره إن قارئه غير كاتبه.

قال رئيس حكومة سابق إن على العماد عون أن يختار بين التزامه "ورقة التفاهم" مع "حزب الله" أو ورقة "اعلان النيات" مع "القوات اللبنانية" لأن ثمّة تناقضاً في بعض بنودهما.

أكد سياسيّون متابعون أن إيران تربط مصير الانتخابات الرئاسيّة في لبنان بمصير الحل في سوريا.

لوحظ أن العميد المتقاعد شامل روكز فتح مكتباً له استعداداً لخوض المعترك السياسي.

السفير

لوحظ أن هيئة رسمية رفضت التعاون مع التفتيش المالي، بالرغم من أن وزير الوصاية قد أعلن عن فتح أبواب الإدارات والمؤسسات التابعة لوزارته أمام الهيئات الرقابية.

أظهر تقرير أمني أن سجيناً في رومية أقدم على رمي سطل مياه ساخنة على سجين آخر بسبب خلافات بينهما، ما أدى إلى إصابة الثاني بحرق بالغ في كتفه.

قام مسلحون في عرسال بخطف قاصر لمدة ثلاثة أيام قبل أن يسلبوه مبلغاً مالياً وهاتفاً خلوياً ويتركوه عند مدخل البلدة.

المستقبل

يقال

إن قيادياً في "المردة" علّق على تأكيد قيادي في "التيّار الوطني الحر" أنه يمثّل و"القوات اللبنانية" 80 في المئة من المسيحيين بالتساؤل: استناداً الى اعتبار "التيّار" أنه يمثّل لوحده 70 في المئة فمعنى ذلك أنه يرى حجم "القوات" 10 في المئة فقط؟.

اللواء

تدرس كتل مسيحية ونواب مستقلون اللجوء إلى خيار الورقة البيضاء إذا أُحرجت في جلسة يكتمل فيها نصاب إنتخاب الرئيس..

ما تزال "الرسائل" قائمة بين عين التينة والرابية، وآخرها تعيينات في وزارة سياديّة!

تتزايد المخاوف من تأجيل الإنتخابات البلدية إلى ما بعد الإنتخابات النيابية والرئاسية

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن أحد الزعماء العاملين على خط الرئاسة وجّه رسائل مفادها أن لا رئاسة قريباً مُعتمِداً أسلوباً فكاهياً شبيهاً بالوضع السياسي العام.

يرى عاملون على خط التبريد أن انفلاش الصراع بين حزبين حليفين صَعَّب من مهمّة التهدئة خصوصاً بعد دخول قياديّي الصفّ الأول في الشجار المباشر.

قال مرجع رئاسي سابق إنّ ما كان يَصلُح من قوانين إنتخابية لحظة صياغة إتفاق الطائف لا ينطبق على وقتنا هذا.

البناء

استغرب وزير بارز ما حصل في جلسة مجلس الوزراء أمس حيث طرح وزير الدفاع سمير مقبل أسماء العمداء الذي يقترح تعيينهم في المجلس العسكري، ثم عاد وتحفّظ على أحدهم! وقال الوزير البارز: "هذه سابقة لا تحصل إلا في هذا النظام اللبناني الغريب العجيب، ولا يمكن تبريرها، لا بالعقل والمنطق، ولا بالدستور والقانون"، سائلاً: "كيف يمكن لمن يرشح اسماً لمنصب معيّن أن يعود ويتحفّظ عليه"؟

 

محادثات جنيف تنطلق بين الغام التحفظات وروحاني يحاذر التفـــاؤل

جعجع يحذر من تطيير "البلدية" والتحالف المسيحي يعزز النتائج الانتخابية

روسيا وجهة جديدة للنفايات والمواجهات الارهابية الحدوديـــة تتجدد

المركزية- حدثان بارزان يطبعان المشهد السياسي. الاول خارجي مع انطلاق محادثات جنيف حول الازمة السورية مساء على رغم الاجواء غير المشجعة المحيطة بهذه الانطلاقة والتي لخّصها الرئيس الايراني حسن روحاني بقوله ان التوصل الى حل سياسي للازمة السورية سيستغرق وقتا وينبغي تجنب الافراط في التفاؤل حيال ما ستفضي اليه المفاوضات. والثاني محلي بامتياز تمثله اطلالة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله التلفزيونية "الرئاسية" حيث سيجدد تأييد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون من دون ان يتناول سلبا ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.

وما بين الحدثين تطور اقليمي أعاد الى الواجهة الاستهدافات الارهابية للمساجد الشيعية في المملكة العربية السعودية حيث هاجم انتحاري مسجدا شيعيا في مدينة الاحساء شرق البلاد، ما ادى الى سقوط اربعة قتلى وثمانية عشر جريحا.

تطيير الانتخابات؟ وعلى وقع ترجيح اعادة نصرالله التذكير بالسلّة التي يقدّمها على هوية الرئيس ويهتم لمعرفة اسم رئيس الحكومة وتوزيع الحقائب على الأفرقاء السياسيين وصولا الى الاتفاق على قانون الانتخاب، والانتخابات النيابية، برزت اشارة لافتة في اتجاه الانتخابات البلدية المفترضة في ايار المقبل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ضمّنها معلومة عن "أجواء مفادها أن حزبين كبيرين على وشك الاتفاق لتطيير الانتخابات البلدية"، محذرا من خطورة ما يحاك لكونه يُضعف إيمان المواطن اللبناني نهائياً بوجود دولة لبنانية."

وبعدما انهت لجنة اعداد قانون الانتخاب عملها أمس، من دون نتائج عملية تذكر واكتفى رئيس اللجنة النائب جورج عدوان بالاشارة الى ان التوجه الغالب هو لاعتماد قانون مختلط يجمع بين النظامين الاكثري والنسبي، فان الخلاف بين القوى السياسية حول شكل القانون العتيد لا يزال قائما، والتوافق بعيد في ضوء تضارب المصالح السياسية، الا ان مصادر مسيحية اوضحت لـ"المركزية" ان المصالحة بين الرابية ومعراب ستفعل فعلها في المعادلة الانتخابية، ذلك ان تقارب القوتين الابرز على الساحة المسيحية سيتيح للمسيحيين إيصال ممثليهم الحقيقيين في مناطقهم، ولعب دور وازن ومرجح في المناطق الاخرى، ولفتت الى ان النظام النسبي او المختلط يصب في صالح الثنائي المسيحي الجديد المتوقع ان يحقق بتحالفه انجازات مهمة تعزز موقع المسيحيين عموما في المعادلة السياسية.

فرنجيه لن ينسحب: رئاسيا، لم يسجل جديد على محور الحراك بين المقار المعنية، في انتظار موقف نصرالله مساء. الا ان النائب احمد كرامي اعلن عبر "المركزية" انه والرئيس نجيب ميقاتي سيصوّتان لمصلحة رئيس "تيار المردة"، رافضاً مقولة ان العماد عون هو الاكثر تمثيلاً في لبنان، فهو الاكثر تمثيلاً في كسروان ونقل عن النائب فرنجية انه "مُصمم على ترشّحه للرئاسة و لن ينسحب مهما تعرّض لضغوط، لكن مسألة نزوله الى مجلس النواب في 8 شباط لم تُحسم بعد"، معتبراً ان "حزب الله" سيدعم ترشيح عون ولن "يضغط" على فرنجية للانسحاب من المعركة الرئاسية لمصلحة حليفه.

النفايات الى روسيا: في غضون ذلك، إجتاز قطار ترحيل النفايات محطة جديدة مع تقديم شركة "شينوك" ظهرَ اليوم، أوراقها والرخص التي يفترض أن تؤمنها من الدول التي ستصدر إليها النفايات، الى السلطات اللبنانية، وشملت موافقة روسية لاستقبال نفايات لبنان ومعالجتها عبر الحرق، وفق ما أكد رئيس مجلس الانماء والإعمار نبيل الجسر. وأشارت معلومات حصلت عليها "المركزية" الى أن الملف الذي سلّمته "شينوك" الى السلطات اللبنانية اليوم يتضمن أوراقا تثبت موافقة وزارة الخارجية كما المحرقة الروسيتين على نقل نفايات لبنان الى أراضيها ومعالجتها عبر الحرق. من جهته، أكّد السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين متابعة القضية لحظة بلحظة، موضحاً أنّه لا يملك أي تفاصيل إضافية في شأنها حتى الساعة. وأفادت أوساط اللجنة الوزارية المكلفة متابعة أزمة النفايات "المركزية" أن رفع القمامة من الطرق يفترض أن يعاود في قابل الايام، لافتة الى ان تقديم "شينوك" أوراقها وضع قطار الترحيل على السكة.

مؤتمر لندن: على خط آخر، كانت التحضيرات للاجتماع الدولي الذي سيعقد الخميس المقبل في لندن والمخصص لمناقشة أزمة اللاجئين، في صلب اجتماع ضم في السراي رئيس الحكومة تمام سلام و المفوض في الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع جوهانس هان على رأس وفد من الاتحاد. وقال هان بعد الاجتماع "كي تكون لنا اهداف محددة يجب ان نكون دقيقين في كيفية صرف الاموال للمساهمة في تأمين أهدافنا ألا وهي السلام والاستقرار والازدهار واعتقد ان الاوروبيين لديهم صدقية ووعي عاليين للتعامل في هذا المجال، ويجب علينا ايضا الاستثمار في التعليم ودعم المؤسسات في هذا البلد، لبنان يقوم بعمل لا يصدق وسأشير الى ما يفعله الشعب اللبناني بشكل لا يصدق خصوصا وانه من دون رئيس للجمهورية وعلينا التفكير في لحظة انتهاء الصراعات في المنطقة وكيفية مساهمة لبنان في تحقيق السلام والاعمار وايضا في فرص اقتصادية اخرى في المنطقة."

"النصرة" و"داعش": أمنيا، تجددت الاشتباكات العنيفة بين "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش"، في جرود عرسال. وامتدت الى معبر الزمراني، وادي الخيل، خربة الحصن، قرنة العويني، والملاهي، وضهر اللزابه وجرود الجراجير في القلمون، واسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. في المقابل، سجّل استنفار في صفوف الجيش اللبناني الذي استهدف بشكل متقطع تحركات المسلحين في جرود رأس بعلبك.

وزراء اطفائيون: من جهة ثانية، وفي ضوء عدم التجاوب الرسمي مع مطالبهم المزمنة، اعلن متطوعو الدفاع المدني في مؤتمر صحافي من رياض الصلح حيث يعتصمون أن في "حال لم يقر مشروع تثبيتهم في مجلس الوزراء الثلثاء المقبل، سيضطرون آسفين بأن يعتذروا عن تلبية اي مهمة على الاراضي اللبنانية كافة، وسيزودون المواطنين بأرقام الوزراء ليتحملوا مسؤولياتهم من حرائق ونقل جرحى ومرضى ومياه وفتح طرق"، متمنين "الا يضطروا الى تنفيذ هذا التهديد".

سلامة المصارف: في مجال آخر، أوضحت مصادر مقرّبة من رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه لـ"المركزية أن "الاخير موجود حالياً خارج لبنان حيث يتابع ملف القطاع المصرفي اللبناني مع المرجعيات المعنية بعد صدور قوانين الكونغرس الأميركي الأخيرة في شأن التشدد في التعاطي مع "حزب الله"، ويعتبر أن سلامة المصارف اللبنانية في هذه الظروف، أولوية على أي اهتمام آخر". واشارت الى ان طربية ليس راهنا في صدد القيام بأي نشاط انتخابي يتعلق بانتخابات الرابطة المارونية، كما تردد، ترشيحاً أو تأليفاً للوائح".

 

بري عرض الأوضاع مع حرب واستقبل وزير الخارجية اليمني وسفير الامارات

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي ووكيل الوزارة اوسان العود والسفير اليمني علي الديلمي، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات في المنطقة.

وزير الاتصالات

ثم استقبل وزير الاتصالات بطرس حرب وعرض معه الاوضاع الراهنة. وقال حرب على الأثر: "اللقاء كالعادة للتشاور مع دولته في الظروف الصعبة التي يمر بها البلد وفي ما بعد حل مسألة تفعيل مجلس الوزراء، والآلية التي اتبعت او التي يمكن أن تتبع في تسيير أعمال الدولة في مجلس الوزراء، بالاضافة الى الاستحقاق الاساسي، وهو انتخاب رئيس الجمهورية، والذي مهما فعلنا في الدولة فلا يمكن ان تسير الامور كما يجب إلا إذا حققناه. وكانت مناسبة للبحث في الظروف المحيطة وتوزع القوى السياسية في هذا الاستحقاق، وما يمكن القيام به لتسهيل حصوله". أضاف: "لا حاجة للاشارة الى حرصنا المشترك على عودة استقرار المؤسسات الدستورية، بدءا برئيس الجمهورية مرورا بمجلس الوزراء ومجلس النواب، لأن الثابت هو ان بقاء المركز الرئاسي فارغا سيؤدي الى شلل كل المؤسسات الدستورية. وما يمكن ان يقدمه وجود رئيس الجمهورية على رأس الدولة هو انتظام عمل المؤسسات الدستورية والذي لا يمكن ان يتم إلا بعد انتخابه". وتابع: "نحن نعرف ان العقبات كبيرة، وان الصراع على هذا المركز كبير، ونتمنى، وهذا ما أكدته لدولة الرئيس، وهو من هذا الرأي، ان تأخذ القضية الديموقراطية مجراها الطبيعي، وأن ينزل النواب الى المجلس في 8 شباط ويمارسوا واجبهم وحقهم في اختيار رئيس الجمهورية. ونأمل من القوى السياسية الممتنعة عن النزول الى مجلس النواب والتي عطلت نصاب انتخابات رئاسة الجمهورية حتى اليوم أن تغير رأيها بعدما ظهرت بصورة واضحة هويات المرشحين الذين يمكن ان يتنافسوا على رئاسة الجمهورية في مجلس النواب، لأن أي عمل يؤدي الى تعطيل انتخاب الرئيس هو عمل يؤدي الى تعطيل الدولة ومؤسساتها، والى تعريض النظام والصيغة السياسية في لبنان لخطر السقوط والزوال. وأملي أن تكون هذه المرحلة مختلفة، من دون أن يكون هذا الأمل كبيرا". ثم استقبل بري سفير الامارات العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي، وعرض معه التطورات الراهنة والعلاقات الثنائية.

 

قتلى وجرحى واسرى نتيجة الاشتباكات بين داعش والنصرة في جرود عرسال

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الهرمل جمال الساحلي ان الاشتباكات بين تنظيم داعش وجبهة النصرة اليوم، اسفرت عن مقتل 5 مسلحين من النصرة وأسر 6 آخرين واحتلال معسكر لها يقع ما بين "الملاهي" و"خربة حمام" في جرود بلدة عرسال.

في المقابل، قتل عدد من مسلحي داعش بينهم مسؤول احدى المجموعات ويدعى "ابو ماريا". كما جرح عدد من المسلحين من الطرفين، فيما لا زالت حالة الاستنفار القصوى قائمة بين الطرفين.

 

سقوط 5 قذائق قرب المنازل في مشتى حمود مصدرها الجانب السوري ولا اصابات

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - عكار - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام ميشال حلاق عن سقوط 5 قذائف صاروخية منذ بعض الوقت، مصدرها الجانب السوري في خراج بلدة مشتى حمود بالقرب من المنازل، حيث سقطت قذيفتان منهما في حديقة منزل رئيس الجالية اللبنانية في بريطانيا هايل خزعل، الامر الذي أحدث قلقا عند الاهالي. ولم يفد حتى الان عن وقوع إصابات.

 

الجهاز المشبوه في العديسة تبين انه جهاز تجسس يحمل كاميرا

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - مرجعيون - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" رونيت ضاهر، ان الجسم المشبوه على شكل حجر مموه، الذي عثر عليه قرب الشريط الشائك المقابل لبلدة عديسة الحدودية مع فلسطين المحتلة في منطقة تعرف ب"المحافير" وهي منطقة متنازع عليها، تبين انه عبارة عن جهاز تجسس يحمل كاميرا موضوع على الارض. وانتشرت عناصر الجيش واليونيفيل والقوى الامنية في المنطقة، فيما انتشر جنود الاحتلال الاسرائيلي في الطرف الآخر لمراقبة الجانب اللبناني.

 

 جعجع: متمسكون بالطائف وعلاقتنا بالسعودية على حالها ولا طلاق مع الحريري

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في مقابلة مع صحيفة "الرياض" أنه "متفهم جدا للسخط الخليجي من مواقف لبنان في جامعة الدول العربية وفي اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي من حيث نأيه بنفسه عن شجب التدخل الإيراني في الشؤون العربية وإحراق السفارة السعودية في طهران، وذلك انطلاقا من المقولة التي نعرفها والقائلة بأن العتب على قدر المحبة، إن الإخوان الخليجيين ومنذ زمن بعيد يكنون الكثير من المحبة للبنان، وربما أكثر مما يسمح به المنطق، بل يعتبرونه بلدهم الثاني، وهم لم يتأخروا يوما - والمملكة العربية السعودية في المقدمة - في مساعدة لبنان في السراء والضراء، لذا كان توقعهم منطقيا بأن يؤازرهم لبنان في واحدة من أزماتهم التي سببت لهم كدرا وحزنا وغضبا. وللأسف فإن موقف لبنان سواء في الاجتماع الوزاري العربي أو في اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي لم يكن كما ينبغي أن يكون، ما يستدعي أن يقوم رئيس الحكومة والحكومة ككل ووزير الخارجية والمغتربين بمبادرة لاستدراك هذا الأمر، وخصوصا أن ما تطرحه المملكة ودول الخليج منطقي، فإذا تمت مهاجمة سفارة الصين بأميركا سوف يسعى لبنان إلى الاستنكار انطلاقا من موقف مبدئي".

أضاف:: "حتى المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية الإيرانيين حسن روحاني استنكرا التعدي على السفارة السعودية، فأقله كان على لبنان أن يستنكر وهذا ما لم يحصل. أتمنى على المسؤولين اللبنانيين استدراك هذا الأمر وخصوصا وأن الدول الخليجية والمملكة العربية السعودية ليسوا اغرابا بل هم إخوة وأكثر، وأتمنى على القادة في دول الخليج - الذين أعرف معظمهم - أن يأخذوا هذا الأمر برحابة صدر كما هي العادة، وأن لا يأخذوا الشعب اللبناني برمته بنفس الجريرة، صحيح أن البعض يتهجم عليهم لكن أكثرية الشعب اللبناني تشكرهم بشكل مستمر على كل ما قدموه ويقدمونه للبنان وبالأخص على استضافتهم لأبنائه العاملين في الدول الخليجية".

وعن فتور في علاقته بالمملكة العربية السعودية بعد ترشيحه لرئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، نفى جعجع "هذه الأقاويل العارية عن الصحة، فعلاقتي بالمملكة العربية السعودية لا تزال كما كانت في الماضي والقريب والمتوسط والبعيد وستبقى بإذن الله. وفي هذه المناسبة أريد التأكيد على جانب قد لا يعرفه كثر من اللبنانيين: فالسعودية وعلى خلاف العديد من الدول وحتى تلك الصديقة للبنان لا تتدخل في التفاصيل الداخلية اللبنانية لناحية تفضيل شخصية دون أخرى. لدى السعودية سياستها العامة في المنطقة وهي واضحة ومعروفة من الجميع، أما جوهر السياسة السعودية وعصبها في لبنان فيكمن في الحض دوما على بناء دولة قوية، وهذا يتلاقى مع طروحاتنا كقوات لبنانية وكقوى 14 آذار، وهذا ما جمعنا بها في الأعوام العشرة الأخيرة".

وردا على سؤال قال: "لم يتم ترشيحنا للعماد ميشال عون بين ليلة وضحاها، بل جاء ثمرة نقاشات طويلة تناولت مختلف جوانب الحياة السياسية في لبنان، وتجلت في النقاط العشر التي وافقنا عليها في حضور العماد عون شخصيا وبعد أن كان أعلن موافقته الناجزة عليها. في النقطة الثانية من النقاط العشر ثمة تأكيد على التمسك باتفاق الطائف. إن أكثرية هذه البنود تؤكد على الميثاقية في تحركاتنا وعلى مبدأ العيش المشترك. إلى ذلك دارت أحاديث مكثفة مع العماد عون حول رئاسة الحكومة، وقد تطرق العماد عون للأمر في مقابلة تلفزيونية أخيرة له، أكد خلالها أن رئاسة الحكومة تكون للأكثر تمثيلا في طائفته ومعروف من هو الأكثر تمثيلا في طائفته في ما يخص الطائفة السنية".

وعن تأثير المصالحة المسيحية وترشيح العماد عون على علاقته بالرئيس سعد الحريري وهل يمكن الحديث عن طلاق يؤشر الى تفكك فريق 14 آذار؟، أكد أن "لا طلاق ولا تفكك البتة، هذا أمر بعيد من الواقع، صحيح أن ثمة برودة في التعاطي السياسي مع الرئيس الحريري بسبب الموضوع الرئاسي لكن ذلك لن يفسد للود قضية، وستبقى 14 آذار كما كانت بغض النظر عما يمكن أن تحققه في هذا الموضوع. وضمن هذا السياق، ألفت النظر إلى أن الإطار السياسي الذي على أساسه تبنينا ترشيح العماد عون هو يرتكز على مبادىء 14 آذار".

وعما إذا كان من الممكن أن يلعب دور الوسيط بين عون والحريري؟، أكد أنه "ليس من ضرورة لوساطة بين الجنرال عون والرئيس الحريري، أذكر بأن أول من فكر بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية كان الرئيس سعد الحريري، ومذاك بنيت علاقات جيدة بين الطرفين ولا تزال قنوات التواصل بينهما موجودة بشكل مستمر، إذن لا لزوم لوسيط".

وردا على سؤال قال:"نحن لم نتبن ترشيح العماد ميشال عون لحشر حزب الله بل لأنه وبعد أن طرحت ترشيحات لشخصيات في 8 آذار رأينا أن العماد عون هو الأفضل في هذا المجال. إذن كان الترشيح في سبيل الخروج من المأزق الرئاسي، وبخلاف ما ورد في السؤال. إن "حزب الله" هو الذي يحشر نفسه بنفسه، فقد مرت لغاية اليوم أكثر من 10 أيام على ترشيحنا للعماد عون ولم نر بعد التحرك الذي كان منتظرا منه على ضوء هذا الترشيح. أمضى "حزب الله" سنة و8 أشهر يؤكد فيها يوميا بأنه يسير خلف العماد ميشال عون وأنه يؤيد وصوله للرئاسة الأولى. الآن انتهت كل التحضيرات اللازمة على الصعيد المسيحي، وثمة أكثرية مسيحية ساحقة بات العماد عون مرشحها الفعلي، وبالتالي لست أدري ما الذي يعيق "حزب الله" على الإسراع في خطواته ولملمة وضع قوى 8 آذار لانتخاب عون رئيسا".

أضاف: "أما لجهة التوقيت والقول إنه ليس الوقت المناسب الربط بالوضع السوري، فهذا ليس مقبولا بالنسبة إلينا لأنها ليست حسابات لبنانية، المقبول بالنسبة إلينا هي الحسابات اللبنانية التي تقول بأننا أمضينا عاما و8 أشهر في فراغ رئاسي وبالتالي يجب أن ننتخب رئيسا اليوم قبل غد بغض النظر عما يحدث في سوريا. أما في ما يتعلق بالسلة المتكاملة فهذا أمر نرفضه جملة وتفصيلا، لأن انتخابات رئاسة الجمهورية تعني انتخابات رئاسة الجمهورية فلم ربطها بأمور أخرى ومنها تشكيل الحكومة؟ حين يأتي وقت تشكيل الحكومة ليدل حينها "حزب الله" بدلوه. أما بالنسبة إلى قانون الانتخابات فليدل "حزب الله" برأيه الآن في اللجنة النيابية الفرعية التي تشكلت في خصوص هذا الموضوع، لكن لم ربط هذه المسائل كلها بانتخابات رئاسة الجمهورية؟ فهي أصلا غير مرتبطة دستوريا، وبالتالي هذا أمر تعجيزي وغير مقبول بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية".

وعن قانون الانتخابات الذي تتناقش فيه "القوات" مع "التيار الوطني الحر"، قال: "نعمل مع التيار على تقريب وجهات النظر حول قانون الانتخابات المناسب واتفقنا على ضرورة إقرار قانون جديد وللبحث صلة".

لا للفيدرالية

وردا على سؤل، أكد أن "نغمة الفيدرالية مرفوضة تماما ونحن متمسكون باتفاق الطائف حتى النهاية، ولا أرى أي منطق يبرر عدم قدرة أكثرية مسيحية ساحقة على إيصال رئيس للجمهورية، فلننتظر ونر".

وردا على اعتبار الرئيس نبيه بري الاستحقاق الرئاسي وطنيا وأنه وعون لا يمثلون كل لبنان، قال: "أنا أعتبر الرئيس بري صديقا والردود بيننا تبقى ضمن إطار المداعبة السياسية المحببة، والترشيح الذي حصل يندرج ضمن المشروع الوطني وهو تبعا للنقاط العشر ذي البعد الوطني، ولقد نسي الرئيس بري - وهو عادة لا ينسى - أن أحد الطرفين جزء من قوى 8 آذار والآخر جزء من قوى 14 آذار، وبالتالي هذا مشروع على مستوى لبنان كله لأن لبنان كان يحكمه في الأعوام العشرة الأخيرة تحالفان هما 8 و14آذار".

وردا على ماذا ستكون نتيجة الشراكة بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في الداخل اللبناني دستوريا وفي عمل المؤسسات ووجود المسيحيين في الإدارات العامة؟، أكد أن "أكبر قوة لاتفاق الطائف هو في توازنه ومشاركة الجميع فيه، من هنا فإن تفاهم معراب سيكون من أكثر الخطوات دعما لاتفاق الطائف في المرحلة القادمة. صحيح أن الطائف طالما كان موجودا، لكنه سوف يتثبت من الآن فصاعدا انطلاقا من المشاركة العامة التي ستصير فيه، وهي كانت مشاركة مجتزأة في السابق بفعل حكم الوصاية السورية وليس بحكم أي شيء آخر. من الآن فصاعدا فإن "تفاهم معراب" سوف ينعكس على وضع الدولة ككل، بمعنى أن الدولة اللبنانية سوف تمثل الجميع بشكل أفضل وستكون مدعمة ومحصنة بشكل أفضل وهي ستعطي بالتالي دفعا كبيرا لاتفاق الطائف".

وردا على سؤال قال: "للأسف لا حوار مع حزب الله، أقول للأسف لأنه يجب أن تكون حوارات دائمة بين اللبنانيين. إن ورقة النوايا واضحة المعالم وهي أقرب إلى كل طروحات المسيحية التاريخية والى طروحات 14 آذار. من جهة ثانية، صحيح أن التقارب بين القوات اللبنانية و"التيار الوطني الحر" سيؤثر على مجرى الأحداث من الآن فصاعدا، لكنه سيؤثر إيجابا لجهة متانة الوضع الداخلي اللبناني ولجهة أن الدولة ستكون أقوى وأن اتفاق الطائف سيكون أثبت".

أضاف: "لا نية لدى القوات اللبنانية لا من قريب ولا من بعيد لإغلاق الطريق على أحد، لكن كل طرف مسؤول على أن يفتح الطريق أو يغلقها على نفسه لا أكثر ولا أقل، هذا التحالف موضوعي وعدم حصوله كان الغلط وليس العكس. كنت أتوقع أن يحصل ترحيب عام من قبل الجميع، لأن الجميع كانوا مصرين في الأعوام العشرة الأخيرة على المصالحة مع "التيار الوطني الحر"، والآن لا أفهم لم حرد البعض؟ وسأتعاطى مع هذا الوضع بكل رحابة صدر، فهذا التحالف ليس تحالفا حصريا، وليس شركة مقفلة بل نحن سنتعاطى مع كل فريق بالطريقة التي يتعاطى فيها معنا".

وعما إذا كان فوض الملف الرئاسي اللبناني في وجه تفويض إيران للسيد حسن نصر الله هذا الملف؟"، قال:"كلا، إيران فوضته أما أنا بصراحة فلم يفوضني أحد، أتعاطى مع الموضوع لكوني رئيس أحد أكبر الأحزاب المسيحية في لبنان، ولدي دور ألعبه على الصعيد الوطني ومن الطبيعي أن أهتم بهذا الملف".

وعن اعتبار البعض أن ترشيحه للعماد عون عقد إجراء الاستحقاق الرئاسي أكثر، سأل: "لماذا؟ فهو من المفترض أن يسهله، أما العقد إذا وجدت فهي في رؤوس البعض، ولأن البعض لم يكن صادقا في مطالبته بإجراء الانتخابات الرئاسية أو بطرح العماد عون رئيسا للجمهورية".

وعما إذا كان "إعلان النوايا" بديلا من ورقة التفاهم مع "حزب الله"؟، قال: "هذا السؤال سوف نتركه للأيام المقبلة".

 

جعجع : تطيير الانتخابات البلدية أمر خطير

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - لفت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في تغريدة عبر "تويتر" الى ان "هناك أجواء أن حزبين كبيرين على وشك الاتفاق لتطيير الانتخابات البلدية"، معتبرا ان "هذا أمر خطير ويضعف إيمان المواطن اللبناني نهائيا بوجود دولة لبنانية". وقال :"ان جميع أطراف الحكومة الحالية مسؤولون بالتكافل والتضامن عن اتخاذ القرارات اللازمة لدعوة الهيئات الناخبة في المهلة القانونية، ماذا وإلا يتحملون أمام الله والوطن والناس مسؤولية جسيمة تتعدى الانتخابات البلدية بحد ذاتها".

 

 الاحرار: لحسم 8 آذار موقفها من مرشحها للرئاسة

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون "في احجام هيئة الحوار عن مقاربة الاستحقاق الرئاسي خروجا غير مبرر عن مهمتها الاساسية واستخفافا بموضوع الانتخاب في وقت من الواجب البحث به في ضوء التطور الاخير الناشىء عن لقاء معراب، مع الإشارة الى ان الكرة هي الآن في ملعب قوى 8 آذار التي عليها حسم موقفها من مرشحها للرئاسة. الا اننا نسجل ايجابية الاتفاق على تفعيل الحكومة انطلاقا من التوافق على التعيينات العسكرية مما يلبي حاجة ملحة لمنع الفراغ الحكومي حفاظا على المصلحة الوطنية وتسيير الشؤون العامة. مع التأكيد على عدم الربط بين تفعيل الحكومة وملء الشغور الرئاسي كمبدأ دستوري ملزم، علما ان انجازه ينعكس ايجابا على انتظام المؤسسات بما فيها مجلس الوزراء ويؤدي الى قيامها بمهامها في شكل طبيعي". اضاف :"نضم صوتنا الى الاصوات المطالبة بإحالة جريمة السيد ميشال سماحة الى المجلس العدلي من اجل احقاق الحق وتحقيق العدالة. ونرى فيها نموذجا للقضايا التي يعود لهذا المجلس بتها كونها تهدد الأمن الوطني ووحدة الشعب والاستقرار والسلامة العامة. ونعتبر ان الوقت حان لقيام محاكم مختصة كبديل من المحاكم الاستثنائية وفي مقدمها المحكمة العسكرية التي يجب ان تحصر مهمتها في النظر حصرا في شؤون العسكريين. وفي المناسبة نجدد موقفنا من قرار محكمة التمييز العسكرية إطلاق المتهم رغم اعترافاته الموثقة بالصوت والصورة وهي تدينه من دون اي لبس. وعندنا ان هذا القرار اصاب العدالة في الصميم وغلب الاعتبارات السياسية على المبادىء القانونية ملحقا بالغ الأذى بصدقية المحكمة العسكرية وقضاتها". ودان الحزب "خروج لبنان عن الاجماع العربي في مسألة الإعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية وقنصلياتها في ايران. هذا التفرد ، الذي لا يمكن فهمه الا بتعبير شخصي يهدف الى ارضاء حزب الله وايران، يسيء الى لبنان الملتزم قضايا العرب. ولا يمكن تبريره في اي شكل من الاشكال بشعار النأي بالنفس في ظل انخراط ايران وحزب الله في الحرب السورية وتدخل طهران الفاضح في شؤون الدول العربية. كما ان الموقف اللبناني المنحاز الى ايران يمكن ان يسيء الى مصالح اللبنانيين العاملين في الخليج والذين يشكلون مصدر دعم مالي كبير للبنان. كما لا تجوز المقارنة بين موقف المملكة العربية السعودية من لبنان وقضاياه، وآخرها الهبة المالية لدعم الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، وموقف ايران الذي يدعم الموالين لها دون سواهم من اللبنانيين. ناهيك عن موجب الاجماع العربي الذي تنص عليه مبادىء جامعة الدول العربية. لذا نطالب بالعودة عن هذا الموقف بتغليب المصلحة الوطنية من طريق الاجماع العربي مما يكفل مراعاة مصالح اللبنانيين خصوصا العاملين منهم في دول الخليح". وجدد المطالبة "بالإسراع في ترحيل النفايات باعتباره الموضوع الأكثر إلحاحا لانعكاساته على الصحة والبيئة، متوقفين خصوصا عند الكلام على عروض افضل من تلك التي تقدمت بها الشركة المفترض قيامها بالترحيل. نقول ذلك مع اقتناعنا بسلبية هذا الخيار الذي فرضه عدم الاتفاق على توفير المطامر الصحية انطلاقا من اعتبارات مناطقية ومذهبية. ومع التأكيد ان الترحيل لا يمكن الا ان يكون قرارا استثنائيا ولفترة زمنية محدودة تسمح بالرجوع الى القرار الوطني الجامع لإيجاد حل علمي لمعالجة النفايات اسوة بالدول التي واجهت المشكلة وانتهت الى ايجاد الحلول لها. ونهيب بجميع القوى السياسية وبهيئات المجتمع المدني التعاطي بإيجابية مع هذا الموضوع البيئي بامتياز وسحبه من دائرة المزايدات والتجاذبات البعيدة كل البعد عن المعايير العلمية وعن المصلحة الوطنية".

 

الخلاف على ماهية القانون الانتخابي الجديد قائم وسط تقدّم "المختلط" وحزب الله يفضله على الرئاسـة.. وحلف التـيار- القوات رقم صعب

المركزية- مع أن إنهاء لجنة إعداد قانون الانتخاب أعمالها أمس، يشكّل خطوة ايجابية على طريق وضع قانون جديد تتم على أساسه الانتخابات النيابية، الا أنه لا يعني أن المشوار الطويل اقترب من خواتيمه السعيدة. فاذا كان رئيس اللجنة النائب جورج عدوان كشف ان التوجه الغالب هو لاعتماد قانون مختلط يجمع بين النظامين الاكثري والنسبي، وأفيد أنه قد يصار الى اعتماد النسبية وفق 15 دائرة حسب المشروع المقدّم من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فان الخلاف بين القوى السياسية حول طبيعة القانون العتيد لا يزال قائما، فيما يبدو أن التوصل الى صيغة مرضية تتمكن من اجتياز معبر الهيئة العامة لمجلس النواب بنجاح، لا يزال بعيد المنال حتى اللحظة، خاصة في ظل ادراك كل طرف سياسي لاهمية تحصيل أكثرية نيابية مريحة تسمح له بالحكم. ففي نظرة الى خريطة مواقف التيارات من القانون الانتخابي، يظهر التباين واضحا في ما بينها. ففريق 8 آذار يعتبر ان النظام النسبي يؤمن له الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية، علما ان هذا الفوز سيأتي على حساب فريقي "المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي" في شكل خاص. انطلاقا من هنا، يرفض "التيار الازرق" النسبية، الا انه لا يحبذها لاعتبارات أولى. فهي كما تشرح اوساطه، ستفتح باب البرلمان امام التطرف السني، خاصة في الشمال والبقاع والجنوب. وعليه، يصر "المستقبل" على النظام الاكثري لانه يضبط التمثيل السني ويقطع الطريق امام ايصال متطرفين الى الندوة البرلمانية. بدوره، يتمسّك زعيم المختارة النائب وليد جنبلاط بالنظام الاكثري ويجهد لجمع عاليه والشوف في دائرة انتخابية واحدة، وقد تعزز توجهه هذا، بعد التحالف العوني – القواتي الذي أبصر النور في 18 كانون الثاني الجاري والذي بات يتهدد عرينه في الجبل. وبما ان الشيء بالشيء يذكر، فقد دخل لقاء معراب رقما صعبا جديدا الى المعادلة الانتخابية، حيث بات تقارب القوتين الابرز على الساحة المسيحية يسمح للمسيحيين بإيصال ممثليهم الفعليين في مناطق تواجدهم، لكنه أيضا يجعلهم قادرين على لعب دور "بيضة القبّان" التي يمكن ان ترجح كفة فريق على آخر في المناطق الاخرى. ويصب النظام النسبي او المختلط في صالح الثنائي المسيحي الجديد الذي يتوقع ان يحقق بتحالفه انتصارات واسعة. وتبدو الثنائية الشيعية التي تجمع "حزب الله" و"حركة أمل" من جهتها، مرتاحة لاي صيغة قد ترسو عليها بورصة قانون الانتخاب: نسبي، أكثري، مختلط أو حتى الإبقاء على قانون الستين، ذلك انها تحتكر بقوة تمثيل الطائفة الشيعية. هذا الواقع المطمئن يدفع بحزب الله، وفق ما تؤكد مصادر سياسية مستقلة، الى الضغط على الفريق السني لمحاولة انتزاع قانون الانتخاب أولا، خاصة انه يسبق الانتخابات الرئاسية في سلّم أولوياته. وعليه، يتمسك بمطلب السلة الشاملة التي تضم رئاسة الجمهورية والحكومة ورئيسها وقانون الانتخاب، في حين ترفض 14 آذار مساواة الرئاسة بالقانون الانتخابي. واذ تلفت المصادر الى ان الكباش السعودي – الايراني في المنطقة يعوق أي اتفاق سني – شيعي محتمل على قانون الانتخاب وعلى أي ملفات أخرى حتى الساعة، تشير الى أن التوصل الى اتفاق على قانون انتخابي في ظل الشغور قد يشكّل سيفا ذا حدين، اذ يمكن لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، اذا ما شعر أن وصوله الى قصر بعبدا بات صعبا، أن يعود الى مطلبه إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، لكن المصادر ترى أن هذا الطرح يجب ان يكون قد تلاشى بعد اتفاق معراب، مرجحة ان تتصدى 14 آذار مجتمعة لأي محاولة لانتزاع الاولوية من الاستحقاق الرئاسي. وتسأل المصادر أخيرا "لماذا لا يعتمد خيار الصوت الواحد الذي يعرف بـOne Man One Vote، من ضمن قانون الستين، ما يساوي بين المواطنين ويلغي التمييز الانتخابي"؟

 

«حزب الله» يستنفد موارده المالية والعسكرية دفاعاً عن الأسد

موقع 14 آذار/٢٩ كانون الثاني ٢٠١٦/ نشرت صحيفة «وال ستريت جورنال» تقريراً عن ملاحقة شبكات تمويل «حزب الله» ذكرت فيه ان الحزب «يواجه أوقاتاً صعبة، فقد استنزف دفاعه عن نظام الأسد موارده المالية والبشرية والعسكرية، وألحق به خسائر تعادل تلك التي تكبّدها طيلة 18 عاماً من حربه ضد إسرائيل». وأضافت «غير أن العقوبات المفروضة منذ فترة طويلة وتراجع أسعار النفط دفعت إيران إلى تقليص دعمها للحزب، وأصبحت نتائج ذلك ظاهرة في لبنان، حيث خفّض حزب الله رواتب بعض موظفيه، وتوقف عن الدفع لمورّديه، وألغى المنح الشهرية التي كان يوفرها للأحزاب الحليفة له».

وتابعت «ومع ذلك، عندما ظهر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر التلفزيون في الشهر الماضي وألقى خطاباً طويلاً، وكذلك فعل في تموز الماضي، ركّز على مسائل أخرى: لقد نفى تورّط حزبه في نشاطات تجارية ووصف الاتهامات بأن حزب الله له علاقة بتهريب المخدرات وتبييض الأموال بأنها غير عادلة وظالمة. إن هذا النفي الشديد جاء كرد على الجهود المكثفة التي تبذلها الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيسيين لاستهداف وسائل تهريب المخدرات وتبييض الأموال وشراء الأسلحة التي يديرها حزب الله». وأوضحت الصحيفة أن «وزارة الخزانة الأميركية بدأت تتحرّك بشكل مكثّف لتسمية إرهابيين وملاحقة أعضاء رئيسيين وشركات تسهّل جرائم حزب الله الدولية ووضعها على لوائح العقوبات، مع تركيزها على أولئك الذين يتمتعون بعلاقات خاصة مع منظمة الجهاد الاسلامي، وهي الذراع الارهابي لحزب الله. لقد كانت وزارة الخزانة على تنسيق وتواصل مع حكومات أوروبية لتوقيف مشتبه بهم في «تحقيقات بعيدة المدى تطال عمليات تبييض الأموال في اوروبا، أميركا الجنوبية، أميركا الشمالية وأفريقيا». وكانت صحيفة «وال ستريت جورنال» ذكرت في الشهر الماضي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وقّع في كانون الأول قانوناً يهدف إلى «إحباط شبكة الحزب المالية في كل الأماكن من خلال فرض عقوبات على المؤسسات المالية أو المراكز المالية التي تتعامل مع حزب الله أو شبكة المنار التلفزيونية التابعة له». وتابعت «ارتفعت وتيرة العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية التي تتضمن تجميد الأصول- إلى مستوى عال جداً في حزيران الماضي عندما وضعت الولايات المتحدة على لائحة العقوبات عميلاً رفيع المستوى في حزب الله هو أدهم طباجة وشركته المسماة مجموعة الانماء. وكانت وزارة الخزانة قد فرضت عقوبات على عدد من الشركات التي تتولى عملية توفير أجهزة عسكرية للحزب مثل شركة ستارز غروب هولدنغز في لبنان وفروعها الدولية التي كانت توفّر بعض العناصر التي تدخل في تصنيع الطائرات من دون طيار التي ينشرها حزب الله فوق سوريا وإسرائيل. كما استهدفت الخزانة بعض شركاء طباجة ومن بينهم حسين علي فاعور العضو في الجهاد الاسلامي التابع لحزب الله والذي وفّر بواسطة شركته بعض الآليات لحزب الله وساهم في عمليات تمويله».

وقال مسؤول في وزارة الخزانة للصحيفة إن «حزب الله يعتمد على شركاء في مجتمع الأعمال لإيداع وإدارة وتبييض أمواله الارهابية». وأدت التحقيقات التي قامت بها وزارة العدل الأميركية في بعض التحويلات المشبوهة «إلى توقيف مواطن أميركي يعمل في كولومبيا في حزيران الماضي، وشخص آخر في ليتوانيا، وذلك في إطار قضية تبييض أموال. وتسعى واشنطن لاسترداد المعتقلين». وفي تشرين الأول الماضي، «تم توقيف محام في باريس وسيدة أعمال في اتلانتا التي، كما ورد في الشكوى القضائية ضدها، تآمرت على تبييض عائدات مخدرات وتورّطت في عمليات تهريب أسلحة دولية». وقالت السيدة للعميل المتخفي الذي تمكن من اعتقالها إن «لديها شركاء في حزب الله يسعون إلى شراء كميات من الكوكايين والأسلحة والذخائر». أما بالنسبة إلى المحامي فقد اتهمته وزارة العدل بأنه اقترح لعميل متخف «ان بإمكانه استخدام صلاته بحزب الله من أجل تأمين شحن المخدرات».

ولفتت الصحيفة الى أن «هذا التنوع في التصرفات يجب أن يكون محل اهتمام نصرالله الذي هاجم في خطاباته الولايات المتحدة التي تتهم أشخاصاً او شركات تتعامل مع حزب الله. إن المصارف اللبنانية تتخذ تدابير ضد هؤلاء الأشخاص وحساباتهم. وبموجب القانون الذي وقع في كانون الأول الماضي، فإن المصارف الأجنبية ستبدأ بتطبيق القانون نفسه أو أنها ستكون بمواجهة الولايات المتحدة». وأشارت إلى أن «المحققين تابعوا العديد من القضايا المرتبطة بحزب الله خلال السنوات الماضية تحديداً، عقب توصلهم إلى أدلة حول عمليات مهرب المخدرات أيمن جمعة عبر القارات الخمس منذ أوائل العام 2011. وقد أوصلت الأدلة المحققين إلى الدائرة الداخلية لقيادة حزب الله بمن فيهم عبدالله صفي الدين، ممثل الحزب في إيران واحد أقرباء نصرالله». وختمت الصحيفة «وفي خطابه في كانون الأول الماضي، تحدّى نصرالله الذين يتهمونه قائلاً: اجلبوا لي الأدلة. يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى تفعل ذلك».

 

ماذا يُحضر لعرسال؟

خالد موسى/موقع 14 آذار/٢٩ كانون الثاني ٢٠١٦

 بعد محاولات تنفيذ عمليات "الترانسفير الطائفي" من الزبداني ومضايا على يد حزب الله والنظام السوري، يبدو أنه حان دور بلدة عرسال، لتنفيذ المخطط القديم – الجديد، الذي لطالما حلم به الحزب، كون عرسال هي من أوائل البلدات التي دعمت الثورة السورية واستقبلت اللاجئين السوريين في بيوتها ومخيماتها.

ويبدو أنه من غير المكتوب لهذه البلدة الصامدة والصابرة أن ترتاح ومع تجدد الإشتباكات بين تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" في الجرود ليل أمس – الأول، وقصف تجمعات المسلحين بالمدفعية الثقيلة من الجيش، نشط الإعلام الموالي لـ "حزب الله" الى بث الشائعات عن حظر تجوال في البلدة وعن إجتماعات تعقد لقيادة "داعش" داخل البلدة وعن إستنفار عسكري لمسلحيها ومسلحي جبهة "النصرة" في محاولة من هذا الإعلام لإعادة تشويه صورة البلدة وتصويرها على أنها ملاذ لمسلحين من "النصرة" و "داعش"، تماماً كما جرى تصويرها على أنها "محتلة" بعد عملية تبادل العسكريين المخطوفين بين جبهة "النصرة" من جهة وبين الدولة اللبنانية من جهة أخرى.

حصار وانتقام

في هذا السياق، كشفت مصادر سورية معارضة في القلمون في حديث لموقع "14 آذار" عن أن "بعض المناوشات حصلت بين تنظيمي جبهة النصرة وداعش في الجرود ليل الثلاثاء- الإربعاء وصباح الإربعاء"، نافية "ما تناقله بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والموالية لحزب الله عن هروب مقاتلي جبهة النصرة من جرود عرسال باتجاه البلدة أو تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية باتجاه عرسال"، مشيرة الى أن "الهدف من الشائعات محاصرة البلدة والدخول إليها والانتقام من اللاجئين السوريين وأهالي عرسال".

لا وجود لمسلحين

من جهته، أشار رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، في حديث خاص لموقعنا، الى "حصول إشتباكات بين الطرفين في الجرود، وهذا أمر طبيعي، وليست المرة الأولى التي تحصل، ولا أعرف سبب كل هذا التضخيم حول المعارك الدائرة في الجرود"، نافياً أن "يكون قد حصل أي إجتماع للتنظمين داخل البلدة أو اي إستنفار مسلح، فلا وجود لأي مسلح من الطرفين داخل البلدة وهذا أمر ممنوع".

تشويه صورة عرسال

وشدد على أن "كل من له مصلحة بتشويه صورة عرسال وضربها وخلق فتنة داخلها هو المستفيد من بث ونشر مثل هذه الشائعات عبر إعلامه"، لافتاً الى أن "إشتباكات تحصل بين التنظمين، ولا دخل لعرسال بها من قريب أو بعيد".

مخطط قديم- جديد

بدوره، اعتبر المنسق العام لتيار "المستقبل" في عرسال بكر الحجيري، في حديث لموقعنا، أن "الأخبار التي ظهرت في الإعلام مؤخراً عن الإشتباكات في جرود البلدة فيها شيء من المبالغة"، مشدداً على أنه "يبدو أن الإشتباكات الخفيفة التي حصلت لم تغير أي شيء على الأرض، ويمكن أن تكون ليست لصالح تنظيم داعش".

كذب وتحريض

وشدد على أن "الحديث عن إنتشار لمسلحي داعش في البلدة ترافقت مع إجتماع لقياديين من التنظيم، لا أساس لها من الصحة، وهذا أقل ما يقال فيه أنه كذب وتحريض، ويبدو أن هناك في الأفق مخطط قديم جديد للعودة الى إستباحة البلدة بأكملها من أجل تنفيذ مشاريع جهنمية على حساب هذه البلدة وأمنها".

بؤر لنشر الفتنة

ولفت الحجيري الى أنه "تم نشر شائعة مفادها أن هناك حظر للتجول في عرسال ولا يوجد أحد في شوارع البلدة، فهذه المعلومات غير صحيحة، والطقس كان بارد جداً ودرجات الحرارة سجلت في البلدة انخفاضاً وصل الى حوال 9 تحت الصفر، فكيف يريدون للناس أن تتنقل في هذا الطقس؟"، كاشفاً عن "إختراع بؤر داخل البلدة أصبحت مكشوفة وتابعة لكل انواع الاجهزة الإستخباراتية هدفها تخويف الناس ونشر الذعر والفتنة بينهم ونشر الرعب وصولاً الى تهجيرهم بمعنى آخر".

أعمل تخريبية

وكشف عن "دخول آليات الجيش الى البلدة مساء أمس وجرى إلقاء القبض على المتهم بإطلاق النار على منزل أثناء مرور إبن رئيس البلدية ما ادى الى إصابته بجروح طفيفة، وهذا الشخص الذي ألقي القبض عليه هو جسم مشبوه في البلدة ولا نعرف من اين أتى وهو مدفوع للقيام بمثل هذه الأعمال التخريبية في البلدة وخلق فتنة"، مشيراً الى ان "مقتل زوجة عز الدين أمس الأول كان بدافع السرقة، ويبدو ان الزوجة تصدت للسارقين لمنزل زوجها ما أدى الى إطلاق النار عليها وقتلها بكل دم بارد وهي عروس جديدة".

 

حمادة لـ «السياسة»: «حزب الله» يُطبق على الانتخابات الرئاسية لإفساح المجال أمام المناورات الإيرانية

30/01/16/بيروت – «السياسة»/أكد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة، أن مأزق الرئاسة لا يزال يتميز بصفتين، الأولى هي الاستقرار الميداني النسبي الذي ما زال يسود البلاد، والثانية هي الجمود الكامل الذي أصاب العملية الانتخابية بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية، فمن المفارقات اللبنانية هذا التزاوج غير المعهود بين قبول «حزب الله» لهدنة تناسبه طالما هو يخوض المعارك في سورية وغيرها وإطباقه على العملية الرئاسية ومنعها لإفساح المجال أمام المناورات الإيرانية الإقليمية والدولية. وقال حمادة لـ»السياسة»، إنه لم يظهر بعد الخيط الأبيض من الخيط الأسود، بالنسبة إلى نتائج لقاء الرئيسين الفرنسي والإيراني، إنما الواضح أن لا شيء حاسماً في موضوع الرئاسة اللبنانية، سوى إبقاء الاتصال مفتوحاً بين الديبلوماسيتين الفرنسية والإيرانية وتحجج إيران بأن القرار النهائي في هذا المضمار، يعود إلى «حزب الله» وأمينه العام حسن نصر الله، وكل ذلك يدل على نية إيرانية للعمل على تعديلات جوهرية في النظام اللبناني تؤمن للحزب الهيمنة السياسية عبر ما يسميه بسلة من التفاهمات متممة لهيمنته العسكرية على البلاد. وأضاف حمادة إن جلسة 8 فبراير المقبل، ستنضم إلى سابقاتها ولن ينتخب رئيس للجمهورية والأمور مؤجلة حتى إشعار آخر، لافتاً إلى أن التطورات المتصلة بالرئاسة بعد اتفاق معراب، جمدت منظومة «14 آذار»، لكن تبقى القوى موجودة. أشار إلى أن «حزب الله» يحاول التهويل كي لا يتخذ أحد من حلفائه كما من خصومه قراراً خارج إرادته والحملة الأخيرة تستهدف بالدرجة الأولى كتلة الرئيس نبيه بري لدفعه إلى عدم تأييد النائب سليمان فرنجية.

 

وفد نيابي إلى واشنطن استباقاً للعقوبات الأميركية

30/01/16/بيروت – «السياسة»، «أ ف ب»/يتوجه وفد برلماني لبناني في الأسبوع الأول من فبراير المقبل، إلى الولايات المتحدة في تحرك استباقي حيال القوانين والعقوبات الأميركية التي قد تطال بعض المؤسسات والقطاعات اللبنانية. ويضم الوفد النواب ياسين جابر ومحمد قباني وألان عون وباسم الشاب وروبير فاضل، حيث سيلتقي الوفد مسؤولين من البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والخزانة وجهاز الأمن القومي وأعضاء في الكونغرس. عُلم أن الوفد لن يناقش في زيارته نظرة الإدارة الأميركية لـ»حزب الله» وإدراجه على لائحة المنظمات الإرهابية، بل سيشرح كيف أن لبنان يقوم عملياً بواجباته دولياً على الصعيد المصرفي والتزامه القوانين المتصلة بمكافحة تبييض الأموال. وفي واشنطن، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية لبنانيين إثنين على لائحتها للعقوبات، بتهمة القيام بتبييض أموال لحساب «حزب الله» اللبناني. ذكرت وزارة الخزانة في بيان، ليل أول من أمس، أن محمد نور الدين وحمدي زهر الدين عملا عبر شركة نور الدين في بيروت «تريد بوينت إنترناشيونال» بتحويل أموال مرتبطة بصفقات لـ»حزب الله» وأفراد مدرجين على اللائحة السوداء من قبل. وأكدت أن «نور الدين استخدم شبكة واسعة عبر آسيا وأوروبا والشرق الاوسط للقيام بتبييض أموال وإرسال كميات كبيرة من الأموال النقدية، وصرف عملات في السوق السوداء وغيرها من الخدمات المالية لعدد من الزبائن بينهم أعضاء في حزب الله»، مشيرة إلى أن حمدي زهر الدين كان موظفاً في هذه الشركة.

 

عندما يخبر الراهب المسؤول عن ملفّ مار شربل كيف أقامه القديس من الموت. ما لا تعرفونه عن مار شربل تقرأونه للمرة الأولى عبر أليتيا.

هيثم الشاعر/"أليتييا" - 29 كانون الثاني 2016

الحديث عن مار شربل، يطول ويطول. الإعلام اللبناني والعالمي ومنذ انتقال قديس لبنان إلى الحياة الثانية، يكتب عن عجائبه، وسيبقى هذا الشربل ينبض قداسة حتى انتهاء الدهر.

الأب لويس مطر، قيّم دير مار مارون عنايا، والمسؤول عن تسجيل شفاءات ومعجزات القديس شربل أخبر أليتيا عن أمور تنشر للمرة الأولى.

بعد التحيّة لابن تنورين الراهب مطر، الذي مضى على وجوده في دير عنايا أكثر من 27 سنة، بادرناه بالسؤال التالي:

هل هناك قطبة مخفيّة في حياة الراهب شربل مخلوف على الأرض لا نعرفها جعلته قديساً استثنائياً بعد انتقاله إلى الحياة الأخرى؟

عرف شربل أن لا خلاص في هذه الحياة إلّا من خلال الله، لهذا لم يتمسّك بأي شيء آخر في هذه الحياة الفانية، لم يعبد بشر (كما نحن نعبد هذا الزعيم أو ذاك) ، لم يعبد شهوات، بكليّته توجّه إلى الله، عاش بعلاقة مباشرة معه حتى وصل إلى وقت سكر بالله، وأجمل لقب أعطي له “شربل سكران بالله”. هذا الرجل الذي أعطى حياته كلّها للرب، كان رجل صمت، رجل صلاة، رجل تقشفات وإيماتات، لم يهتمّ بوضع جسده الصحي أو الإهتمام بذاته، فعاش 23 سنة في صقيع المحبسة من دون تدفئة، راكعا على طبق من قصب حتى غرز القصب في رجليه، رابطاً المسح على بطنه من شعر الجداء بحبل شائك حتى دخل الشوك بطنه، مات وكان وزنه 45 كلغ فقط. هذا الشخص الذي كان نكرة على أرضنا، ربح في توجّهه إلى الرب، لا يرفض الله طلباً له، فالشفاءات طبعاً تتم على يد الرب.

قديسون كثر يُرفعون على مذابح الكنيسة، لكننا نشعر أنّ شربل مختلف. حركته الدائمة التي لا تهدأ تجعلنا نسأل، لماذا هو وليس سواه، لماذا الله أعطاه هذه القدرة أكثر من سواه؟

دعني أخبرك عن قصة شفاء للقديس شربل في أريزونا مختلفة عن قصة شفاء المرأة المكسيكية والتي لم يتكلّم الإعلام عنها.

 

شفاء ديانا الشدياق في أريزونا

رجل لبناني من آل الشدياق من زحلة، وامرأته أميريكية اسمها ديانا تساعده في إدارة شركته التجارية في مساء كل يوم في وقت يعمل هو في الصباح. في إحدى الايام وهي عائدة إلى منزلها، فقدت وعيها مما أدى الى ارتطامها بالسيارات على الطريق العام، فنقلت فوراً إلى المستشفى. بعد شفائها، عادت ديانا إلى مزاولة عملها، فحصل الأمر ذاته، فقدت وعيها وارتطمت بجدار الطريق، أدخلت المستشفى من جديد، شفيت، عادت إلى عملها، وللمرة الثالثة فقدت وعيها، فقرر الأطباء إجراء فحوصات سريعة لمعرفة سبب فقدانها الوعي. لاحظ الأطباء ورماً كبيراً في رأسها، ونصحوا زوجها الإسراع بأخذ موعد من إحدى أطباء أريزونا ذات الشهرة العالمية في أمراض سرطان الدماغ، وعلى الرغم من ضيق وقته وعدم إمكانية أخذ مواعيد، استطاعت عائلة ديانا حجز موعد لها، وكانت النتيجة أن تجرى لها عملية سريعة في الساعة السابعة من صباح اليوم التالي وإمكانية الشفاء ضئيلة. دخلت ديانا غرفة العمليات، وقدّر الأطباء أن تبقى ديانا لمدة 6 ساعات على الأقل في حضور طبيبين مختصين بجراحة الدماغ، طبيبين آخرين مختصين في جراحة القلب، و4 ممرضات. في هذا الوقت، توجّهت عائلة الزوج في زحلة إلى كنيسة القديس شربل في المنطقة مصلّين لقديس لبنان. بعد ساعة من الوقت، خرجت الممرضة طالبة من الرجل اللبناني التحدّث مع الطبيب، فاعتقد أنّ ديانا قد فارقت الحياة، فسأل الحكيم فوراً: هل ماتت ديانا؟ فكان جواب الطبيب مفاجئاً: امرأتك بصحة جيدة، ما إن فتحنا جمجمتها، حتى قفز الورم والشرايين المعلّقة بالرأس خارجه، وبعد قيامنا بالفحوصات، تبين انّ العملية تمّت بنجاح. ضحك الرجل قائلاً، إنّه مار شربل.

جاءت عائلة الشدياق إلى دير عنايا وسجّلا الشفاء، في وقت طلب الطبيب الأميريكي من الأب لويس الصلاة له و بركة قديس لبنان.وبحسب التقارير الطبية السابقة، فإن السرطان كان بحجم الليمونة وذات شلوش عميقة في رأس ديانا.

أنا مار شربل لبنان

أنا مار شربل لبنان جايي إشفيك. هكذا يعرّف القديس شربل عن نفسه عندما يظهر لأشخاص غير لبنانيين. جعل عائلته لبنان، وليس مخلوف. إليك هذه الأعجوبة. رجل لبناني مقيم في كندا وفاعل خير كبير، أصيب بمرض السرطان في حنجرته وكان على شفير الموت في غرفة المستشفى. ووفق التقارير الطبية، لم يبق من حياته سوى أيام معدودة. وفي أيامه الأخيرة هذه، الساعة الرابعة صباحاً، يدخل إليه راهب، يهزّه بيده، قم. قال له الراهب: أنا جايي اشفيك. سأله الرجل: ومن أنت. قال له الراهب: أنا مار شربل لبنان. ويضع مار شربل يديه على حنجرته فزال المرض للتو. شفاه مار شربل ليكمل عمل الخير الذي يقوم به. عاد الرجل إلى لبنان وجثا أمام قبر القديس لساعتين، وقال: لن انسى لبنان طالما حييت.

للأسف، مار شربل يرفع اسم لبنان، ونحن نشد بلبنان لإغراقه في النفايات. لنصلي الى الله بشفاعة مار شربل ليحمي لبنان ورئاسة الجمهورية في لبنان.

وفي ختام الحديث سألت أليتيا الأب مطر: نريد أن نعرف عن علاقتك بمار شربل، هل حصل أن شفاك مار شربل أو ظهر لك؟

ضحك الأب مطر وقال: من سنتين تقريباً بينما كنت أحتفل بالذبيحة الإلهية في المحبسة يعاونني أحد الكهنة الكلدان القادم من الأردن لشكر مار شربل على شفائه من مرض السرطان، وفي وقت المناولة وقعت على الأرض وأنا أحمل كأس القربان في يدي.

فارقت الحياة من الساعة 10:55 حتى الساعة 1:45 ظهر ذاك اليوم:

أدخلت إلى مستشفى سيدة المعونات في جبيل، الدم متوقّف عن السريان في عروقي، نبضي ايضاً متوقف، طلب الطبيب الجراح من رئيس الدير إجراء عملية نسبة نجاحها لا تتعدى 4%، في وقت سارع طبيب الميل الدكتور “خرمة” بإدخال الميل من الفخذ في اتجاه القلب، فوجد أنّ الشريان ممتلىء بالحصى، فسارع الطبيب على ضخّ مواد سائلة لتحريك الحصى، أفلح حتى وصل إلى نقطة عجز خلالها انتزاع حصوة كبيرة، فتوقف سريان الدم ونظر الى المتواجدين في الغرفة قائلاً: لم يعد بامكاني القيام بأي شيء، “الأبونا راح”.

صرخ الرهبان بمار شربل، وللحال، أضاءة شاشة جهاز الميل فوراً وقذقت الحصوة خارجاً وعاد الدم إلى السريان من جديد.

أعطاني مار شربل حياة جديدة كي أتوب وأخبر عن عجائبه أكثر فأكثر. لهذا أنا متفرّغ لهذه الرسالة.

 

تخوّف فاتيكاني: “مصالحة معراب” مقدمة لتعديل “الطائف!

موقع الشفاف/29 كانون الثاني/16

نقلت مصادر ديبلوماسية عن “أوساط فاتيكانية” خشيتها من اتفاق ما سمي بالمصالحة في “معراب” بين “القوات اللبنانية” و”التيار العوني”، ليس من باب المصالحة المسيحية-المسيحية، والتي هي مطلب فاتيكاني، وسعى لتحقيقه العديد من السفراء البابويين والكرادلة والمطارنة، بل من باب ان تكون هذه المصالحة مستندة إلى اتفاق خفي مع حزب الله لتعديل “اتفاق الطائف”، من باب تحصين الوضع المسيحي، ولو على حساب الشأن الوطني والدولة المركزية. وأشارت الى ان الفاتيكان يبدي حرصا شديدا على تنفيذ اتفاق الطائف في لبنان، وانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، لما لهذا الموقع المسيحي الوحيد في الشرق الاوسط من اهمية استراتيجية للوجود المسيحي في الشرق. وتضيف ان الفاتيكان متمسك اليوم اكثر من اي يوم مضى باتفاق الطائف، الذي “أوقف العد” بين اللبنانيين على قاعدة الانتماء الديني. وتعتبر انه يشكل نموذجاً يُحتذى به ويمكن ان يطبق في اكثر من 80 دولة حول العالم تشهد نزاعات إثنية وعرقية وطائفية ومذهبية، إنطلاقا من التجربة اللبنانية التي كرسها “اتفاق الطائف” بمشاركة المسيحيين والمسلمين بشقيهم السني والشيعي، إضافة الى الدروز والعلويين والمكونات المسيحية الاخرى، في إدارة شؤون الدولة. وتضيف الاوساط الفاتيكانية أن بلدانا أفريقية عدة تشهد نزاعات عرقية وطائفية، وكذلك دول اوروبا الشرقية، او ما كان يعرف سابقا بدول المنظومة الاشتراكية، وهذه الدول يمكن لتجربة اتفاق الطائف ان تكون بالنسبة لها نموذجا لادارة شؤونها. وتشير الى ان اي تعديل في اتفاق الطائف او المساس به سيشكل ضربة ليس لصيغة العيش المشترك في لبنان فحسب، بل لما يكون ان تكون عليه الحلول للنزاعات التي تقض مضلجع الدوائر الفاتيكانية. وتضيف ان لبنان مثّل طوال تاريخيه، نموذجا للعيش المشترك، بين الطوائف والمذاهب والاديان. وجاء “اتفاق الطائف”، بعد معاناة طويلة من الحروب، ليكرس هذه التجربة ويضعها في سياقها الصحيح. وإن كان الاتفاق تعرض للتشويه خلال تنفيذه من قبل سلطة الوصاية السورية، إلا أنه ما زال يشكل الاساس الصالح لنموذج الحكم في لبنان وفي العالم الذي يشهد نزاعات مشابهة. وتاليا، فإن القاتيكان متمسك بتطبيق هذا الاتفاق بنسخته اللبنانية، من دون تكريس غلبة اي فريق على آخر، وانتخاب رئيس للجمهورية بموجب هذا الاتفاق.وهو سيقف في وجه كل المقولات الاخرى خصوصا ما يسمى “حلف الاقليات” الذي يعتبره الفاتيكان مدمرا للشرق الاوسط عموما ولبنان خصوصا، ويقضي على ما تبقى من الوجود المسيحي في الشرق.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

السرياني العالمي : نرفض تفريغ الشرق من مسيحييه

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي ابراهيم مراد خلال نشاط إنساني قام به الاتحاد السرياني في مقره العام في سد البوشرية، "أننا نرفض تفريغ الشرق من مسيحييه، فالهجرة هي بمثابة تسونامي جديدة وفاتورة غير شرعية تساهم في ضياع تاريخنا وإبادة هويتنا واندثار قيمنا واضمحلال حضورنا المسيحي". واشار خلال توزيع قسائم شراء مواد غذائية لأكثر من 450 عائلة سورية وعراقية وذلك بالتعاون مع الاتحاد السرياني الألماني إلى "أن المساعدات التي تقدم للاجئين من أي جهة كانت غير كافية وشكلية لا تفي بالغرض المطلوب ولا تؤمن الاستمرارية، لأن المعاناة هي أكبر من إمكانيات الأفراد وتحتاج إلى تدخل ومساع حثيثة من قبل الأمم المتحدة". بدوره، نوه صليبا جوزيف "بصمود المسيحيين السوريين والعراقيين بالرغم من قساوة التهجير وصعوبة الحياة المعيشية".

 

مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك أقر تعديلات قانون كاريتاس وملء شواغر العمل الراعوي الجامعي

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقد مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان دورة استثنائية، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ومشاركة البطريركين غريغوريوس الثالث لحام وكريكور بدروس العشرين وبطاركة الكنائس الكاثوليكية والرؤساء العامين والرئيسات العامات.

وصدر عن المجتمعين بيان ختامي تلاه المونسنيور وهيب الخواجه، وفيه:" نظر المجتمعون في التعديلات المقترحة على القانون الاساسي لرابطة كاريتاس لبنان فأقروها بعد ادخال الملاحظات المناسبة عليها. ثم انتقل المجتمعون الى ملء المناصب الشاغرة في رابطة كاريتالس لبنان وفي العمل الراعوي الجامعي فانتخبوا: السيد ايلي نوريه نائبا لرئيس كاريتاس لبنان، السيد شربل رزق امينا للسر العام، السيد يوسف الخوري امينا للمال، الاب جورج نجار مرشدا عاما، الاب بول بطرس مرشدا عاما للعمل الراعوي الجامعي. وتمنى المجتمعون للبنان واللبنانيين لمناسبة عيد القديس مارون وبشفاعته الخير والازدهار ولمنطقة الشرق الاوسط الامن والسلام".

 

ريفي في حديث لاذاعة لبنان: انجزنا هيكلا تنظيميا جديدا لوزارة العدل ونضع اللمسات الاخيرة لبناء تصور للسجون

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - اكد وزير العدل اشرف ريفي في حديث الى برنامج "بانوراما" عبر "اذاعة لبنان" مع الزميل كميل عبد الله، ان "عام 2016 سيحمل مفاجآت وتغييرات في وزارة العدل من خلال توزيع متواز لقصور العدل على كافة الاراضي اللبنانية لتتناسب والحاجات الفعلية للسكان اللبنانيين، لأن الهيكل التنظيمي لوزارة العدل تجاوز الخمسين عاما وهو لا يلبي الحاجات المطلوبة منه"، مشيرا الى انه "في صدد وضع اللمسات الاخيرة لتصور جديد للسجون". ولفت ريفي الى انه اعد "انجاز هيكل تنظيمي جديد يكون بمثابة خارطة طريق لوزارة العدل وانه خلال اسبوعين او ثلاثة على ابعد تقرير سيرفع هذا المشروع الى مجلس الوزراء لاقراره ليحال بعد ذلك الى المجلس النيابي". ورأى ان وجوده في "مؤسسة قوى الامن العريقة التي يناهز عمرها 155 سنة ولمدة اربعين عاما اعطاه خبرة ودروسا في كيفية بناء المؤسسات"، معتبرا ان "المدماك الاساسي لقيام القضاء بواجباته هو تأمين المستلزمات من بناء وصيانة وتجهيزات ووسائل وامن وحماية". وقال: "لقد شكلنا فريق عمل للهيكل التنظيمي وانجزنا العمل بالشكل الكامل وخلال اسبوعين او ثلاثة سيرفع الى مجلس الوزراء لاقراره ومن ثم الى مجلس النواب"، لافتا الى "الكثير من الامور الاساسية التي لم يتم انجازها ومنها ما هو متعلق بالسجون لكي تعود هذه الاخيرة الى وزارة العدل"، مشيرا الى "قرار لمجلس الوزراء عمره حوالى خمس سنوات في هذا الخصوص والذي لم ينفذ نهائيا". وطالب ب"ضرورة ايجاد شرطة تابعة لوزارة العدل كغالبية الدول في العالم"، مشددا على وجوب "استقلالية القضاء"، منوها ب"نزاهة بعض القضاة، والبعض الاخر منهم لا يليق بهم ان يكونوا قضاة".

واشار الى ان "الهيكل التنظيمي الجديد يتضمن جهازا خاصا متخصصا، وهو مرتبط بشكل مباشر مع الوزير ومهمته متابعة التطورات في العالم على المستوى القضائي للاستفادة منها". ونوه بأن "موضوع حقوق الانسان لا يمكن التهاون فيه بعد اليوم، خصوصا لجهة التعذيب سواء في اماكن التحقيق او التوقيف او السجون"، مشددا على "ضرورة ارساء وتعميم ثقافة حقوق الانسان". وعن قصور العدل رأى ريفي ان "غالبيتها قديمة وكل قصر عدل ينتمي لهوية معمارية وحقبة تاريخية مختلفة، مما يقضي بوجوب توفير هوية جامعة لقصور العدل"، كاشفا عن "اجراء مباراة غير معلنة وغير رسمية لاختيار نموذج لتعميمه على قصور العدل"، لافتا الى انه "قدم لنا خمسة نماذج استقررنا نحن كوزارة عدل اضافة الى مجلس القضاء الاعلى على نموذج اعتبرناه الافضل والانسب بالشكل الخارجي، كما توافقنا على كيفية توزيع الغرف وقاعات المحاكم داخل قصر العدل وعلى الحركة والانسيابية داخل قصور العدل ضمن شروط معينة ليكون العمل منظما".

ولفت الى "اختلاف احجام قصور العدل في لبنان واختلاف عدد قاعات المحاكمات"، مشيرا الى "الحاجة الملحة لايجاد محاكم منفردة للمناطق خارج المدن والعاصمة وضرورة وجود جسم قضائي لمحافظة عكار وللبقاع الشمالي"، مضيفا: "بدل 26 محكمة في لبنان اصبحنا بحاجة الى 35 محكمة".

واكد ان "هذا المشروع اقر ووافق عليه مجلس القضاء الاعلى وتم أخذ رأي مجلس شورى الدولة وكل المعنيين ورفع الى مجلس الوزراء لاعادة التقسيمات وخلق اجسام قضائية في المناطق التي لا يوجد فيها جسم قضائي كامل". وقال انه "في صدد وضع اللمسات الاخيرة لبناء تصور للسجون"، مشيرا الى ان "لجنة وزارية سابقة اقترحت ثلاثة سجون في المناطق (في الشمال والبقاع والجنوب) وكانت هذه اللجنة مع ترميم السجن المركزي في رومية، لكنني لست مع الطرح الاخير المتعلق بسجن روميه، وانا مع ضرورة ايجاد سجن مركزي آخر بعيد عن السكان، يغطي بيروت وجبل لبنان في الوقت ذاته، وبما ان عددا كبيرا من السجناء لهم خصوصية معينة فان لبنان بحاجة الى سجن يتسع لحوالى ثلاثمائة سجين ويخضع لاجراءات امنية خاصة جدا وايجاد قاعة محاكمة قريبة منه وخارج اسواره كي لا ينقل السجين الخطير من مكان لاخر". وتحدث عن "المجمع الذهني في التصور الجديد للسجون بحيث يكون مقسما لاربعة سجون، جزء للنساء سواء موقوفات او محكومات، وجزء للاحداث، وآخر للمرضى الصحيين والنفسيين وجزء يعتبر كمأى احترازي لمتعاطي المخدرات يتضمن اقساما للعلاج". وختم ريفي متمنيا "النظر الى السجين كانسان بغض النظر عن اسباب سجنه او توقيفه لان هذا حق من حقوق الانسان"، كما تمنى "ايجاد آلية في اقرب وقت ممكن لعدم التأخير في المحاكمات لان العدالة البطيئة برأيه تؤدي الى انعدام العدالة، ونحن بحاجة لزيادة اعداد القضاة عبر فتح دورة جديدة بعد الدورة الاولى التي حصلت ونجح فيها 33 متبار والهدف الاساسي من كل ذلك عدالة كاملة وسريعة".

 

سامي ونديم الجميل وجعجع اتصلوا بعائلة الكسندرا مزهر معزين

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - مرجعيون - تلقت عائلة مزهر في القليعة، اتصالات تعزية بفقيدتهم الكسندرا مزهر التي قتلت طعنا في السويد، مستنكرة الجريمة التي راحت ضحيتها "شهيدة الانسانية" كما بات يطلق عليها. واتصل معزيا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النائب نديم الجميل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

 

النابلسي: الى متى يبقى لبنان مشلول القرار

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلن العلامة الشيخ عفيف النابلسي في تصريح له اليوم، انه "اذا لم تتغير المقاييس الذهنية التي على أساسها يدار البلد فإننا سنبقى في التخلف أمدا طويلا" . وقال :" لا يمكن أن تبقى عقلية المحاصصة الطائفية بهذا الشكل المزري. لكل زعيم قطعة من هذا البلد الأشوه، ولكل طائفة مقاطعة، ولكل مقاطعة أمير أوحد عليها. وقد وجدنا رغم كل صيحات التغيير في عالمنا العربي، أن الإنحراف عندنا ارتفع منسوبا واتسع حجما". اضاف :" في وقت يعاني البلد من الاضطراب المعيشي، وتردي الأحوال الاجتماعية، جاءت عقدة الرئاسة لتضيف مشهدا قاتما على حياة اللبنانيين الذين يتوقون لغد أفضل". واشار الى "ان التدخلات الخارجية في المشهد السياسي الداخلي صارت مألوفة، لنفترض أن التعقيدات الخارجية ستبقى لزمن طويل، فهل يبقى لبنان مشلول المؤسسات والإدارة والقرار؟.

 

 قاسم: ما نراه اليوم كذب في السياسة وفي الإعلام وفي العلاقات ولسنا راضين عن معالجة ملف النفايات

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - اكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حفل تأبيني اقيم في "مجمع سيد الأوصياء"، في برج البراجنة، ان "أخلاقنا نتصرف من خلالها ليس في بيوتنا فقط وليس في شارعنا فقط، بل أيضا في مجتمعنا، في ساحة الجهاد، وفي ساحة السياسة، وفي ساحة الإعلام وفي كل الساحات، هذه الأخلاق التي نحملها ليست للمساجد فقط ولا لبيوتنا، إنما هي الأخلاق التي نريد أن نعممها في ساحة العمل، لذلك أقول بكل صراحة: نفتقر في لبنان إلى الأخلاق في السياسة، نفتقر في لبنان إلى الأخلاق في الإعلام، نفتقر في لبنان إلى الأخلاق في التعبير عن الاختلاف بين الأطراف المختلفة، لماذا لا نختلف بأخلاق؟ بأن تذكر ما لديك وأذكر ما لدي ونحاول أن نقنع بعضنا وأن نبرز الخلاف كما هو للناس بحقيقته، ولكن ما نراه هو كذب في السياسة وفي الإعلام وفي العلاقات".

اضاف: "تجد من يتصدون للحديث عن المواقف المختلفة ينقلون عنك المواقف، ويلصقون بك المواقف، ويتحدثون نيابة عنك وكل كلامهم كذب بكذب ليس له أي أصل من الصحة، وأقول بكل صراحة: نحن ملتزمون في حزب الله بالأخلاق السياسية والإعلامية في علاقاتنا مع الآخرين وفي إعلامنا، لن نبث إشاعة، ولن نتكلم بغير الحقيقة، ولن نقول ما ليس موجودا في الآخرين، ولن نشتم عندما نختلف في السياسة، وإنما نذكر الحقائق كما هي فالصدق منجاة، وهذا ما علمنا إياه الإسلام، حتى ولو ظن البعض أنه ربح بقلة أخلاقه لفترة من الزمن سيكتشف بعد ذلك أن دماره من قلة أخلاقه، وقد اكتشفنا وتبين لنا أن مصداقيتنا هي التي جعلتنا نقول الكلمة ويصدقنا الناس حتى ولو كانوا أعداءنا، أنتم تسمعون اليوم في الإعلام الإسرائيلي يقولون: إذا تحدث سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فإننا نصدقه في ما يقول ولا نصدق المسؤولين عندنا إذا قالوا غير ذلك، وهذا من نتاج الأخلاق والتربية الإسلامية عندنا".

وتابع: "المجاهدون لدينا عندما يواجهون التحديات والصعوبات يتصرفون بأخلاق في المعركة، لا يلحقون جريحا ويجهزون عليه، ولا يتصرفون إلا بكل إنسانية، حيث نرى أنه من المناسب أن يكون هناك صلح وتفاهم وتعاون وإصلاح بين الناس نذهب إليه طالما أن الخلاف داخلي وطالما أن الخلاف هو بين متخاصمين، فنحن في الواقع ندعو إلى اعتماد الأخلاق السياسية لأنها هي التي تقرب وهي التي تفتح المجال أمام العلاقات الإيجابية بين الأطراف المختلفة".

واردف: "لعل الحديث الذي يتم تداوله كثيرا هو ملف النفايات وكيفية معالجته، أقول لكم بالفم الملآن: لسنا راضين عن معالجة ملف النفايات والحل الذي طرح في مجلس الوزراء سكتنا عنه على غير رضى لأن الجميع من المسؤولين والناس سدوا الأبواب أمام كل الحلول المنطقية والمعقولة، وفي كل الأحوال هي حلول مؤقتة لسنة أو لسنة ونصف، مع ذلك لم تقدم الأمور بطريقة صحيحة من قبل من يتابعون الملف بالتفاصيل ولا أعني الوزير وإنما أعني كل الذين واكبوا هذا الملف، لأن الناس تكرارا يقولون لا، لا، لكل شيء حتى نجد أنفسنا أمام أسوأ الحلول ولكن لا حل آخر أسوأ منه أو أقل سوءا".

واشار الى ان جلسة الحكومة انعقدت أخيرا بعد طول غياب، والحمد لله اننا استطعنا أن نجد مع المخلصين المخارج الملائمة لانعقاد جلسة الحكومة، ولكن نتمنى أن لا تبرز لنا عقبات من هنا وهناك بلا معنى وبلا فائدة حرصا على استمرار هذا المرفق العام، وحرصا أن يجتمع المسؤولون لتأدية مصالح الناس المتراكمة، نحن نؤيد ونشجع انعقاد الحكومة، بل نؤيد ونشجع استمرار عملها في كل الظروف وأن لا تتوقف من أجل مصالح الناس، بل أكثر من هذا ندعو إلى استثمار الأجواء الإيجابية التي أدت إلى انعقاد جلسة الحكومة لانعقاد المجلس النيابي، إذ لا يوجد أي مبرر منطقي أو قانوني لعدم انعقاد المجلس وهناك مصالح للناس متوقفة على انعقاده، في الوقت التي يمكن لهذا المجلس أن يشرع ويعالج الكثير من القضايا العالقة في البلد بانتظار أن تفتح الأبواب لانتخاب رئيس للجمهورية، فقد تبين بالدليل القطعي أن الملفات إذا ربطناها ببعضها فإننا ننجح بالتعقيد ولكننا لا ننجح بالحل، فخير لنا أن نسير بما هو قابل للحل بانتظار أن نتوصل للحلول الأخرى لكل ملف من الملفات".

وقال: "لا بد من تحية لوزير خارجية لبنان الأستاذ جبران باسيل على موقفه في اجتماعات العرب وفي اجتماعات منظمة العمل الإسلامي، لأن موقفه كان موقفا متناسبا مع جو لبنان المنقسم سياسيا، وهو لم يمل إلى أي طرف من الطرفين وإنما حاول أن يخرج لبنان من معمعة تصفية الحسابات الإقليمية، وبالتالي هذا الموقف هو موقف الحكومة اللبنانية ويفترض أن يشكر عليه، ونحن لا نجد في هذا الموقف تأييدا لنا دون غيرنا بل نجده موقفا لم يؤيد أي طرف من الأطراف وإنما خرج بعيدا عن الاصطفافات السياسية المختلفة".

اضاف: "سمعنا اليوم بالتفجير الإرهابي الذي حصل في مسجد في الإحساء، وهذا التفجير حصل ضد المصلين القائمين الساجدين والطائعين لله تعالى، هؤلاء الذي قاموا بالتفجير هم مجرمون حقيقيون، وهم على كل حال يصرحون عن أنفسهم ويفتخرون بما قاموا به سواء كان اسمهم القاعدة أو داعش أو النصرة أو كل أخوات القاعدة، هؤلاء يرتكبون الجرائم المتنقلة في كل الأمكنة في العالم، إلا ضد إسرائيل، لأن إسرائيل محيدة من قاموسهم، ولأن إسرائيل يمكن أن تنزعج منهم وهم لا يريدون إزعاجها إن لم نقل أنهم ينسقون بالتفصيل معها. داعش أزمة في المنطقة، وقلنا مرارا وتكرارا أنها أزمة، ولكن للأسف في الغرب وفي الدول الإقليمية المجاورة في الخليج وغيره لم يسمعوا لنا ولم يردوا علينا. نحن نستنكر هذا التفجير أشد الاستنكار ونطالب أن تتحمل السعودية مسؤوليتها في كشف الفاعلين وفي إنزال أقسى العقوبات بهم، هؤلاء يستحقون الإعدام وليس الشيخ نمر النمر رحمه الله الذي قال كلمة الحق".

وتابع: "أما الغرب وتلك الدول التي ترعى هؤلاء المجرمين نقول لها: كفى رعاية لهؤلاء لأنكم رأيتم بأم العين كيف فجروا في برج البراجنة وفي باريس وفي كل مناطق أوروبا والمنطقة من دون تمييز لأنهم جماعة ضد الإنسانية، جماعة لا يمكن أن يكونوا مقبولين، وأقول لكم أكثر من هذا: لمن يعتقد أن داعش قوية. داعش ليست قوية، هم الذين يعطونها ويسهلون لها ويدعمونها بالأموال والأسلحة والموقف السياسي، ولذلك قويت، لم يكن بإمكان داعش أن تحتل الموصل لولا أميركا وتركيا والسعودية وقطر وكل هؤلاء الذين دعموها، لم يكن بإمكان داعش أن تحتل الرقة لولا هذا الدعم الإقليمي الدولي المعطى لهؤلاء بكل التسهيلات والإمكانات وكل التسلح، ولكن انتبهوا أخيرا أنها عبء عليهم". وختم بالقول: "على كل حال في رأينا أن داعش إلى أفول، وقد ارتدت الآن على مشغليها ولم يعودوا في موقع التحمل لآثارها وآثامها وجرائمها، وإن شاء الله تعالى تكون المرحلة القادمة مرحلة القضاء على هؤلاء المجرمين الذين عاثوا في الأرض فسادا، والحمد لله على الإنجازات الكبيرة التي أنجزها مجاهدونا والجيشان السوري والروسي وكل من ساعد من الإيرانيين وغيرهم في إبراز قوة هذا الخط وهذه المسيرة".

 

باسيل شرح ما سيطرحه في مؤتمر لندن عن عودة النازحين: جلسة مجلس الوزراء أعادت تفعيل عمل الحكومة

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن نتائج جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس والتعيينات العسكرية ومؤتمر لندن للمانحين، وقال: "رأينا جميعا موضوع إعادة تفعيل عمل الحكومة، ونريد ان نشكر جميع من ساهموا في هذا الامر وعلى رأسهم دولة الرئيس نبيه بري الذي قام بجهود حثيثة وحقيقية لتحقيق هذا الامر. كما نشكر دولة الرئيس تمام سلام وكل الأفرقاء السياسيين الذين قدموا السند لنا لتحقيق مطالبنا، كما نشكر من "ناكفنا" على عودتهم وقبولهم بما حصل". أضاف: "ما حصل هو تفعيل عمل الحكومة على قاعدتين: اولا إعادة العمل بمبدأ التوافق وبآلية القائمة على الدستور وعلى التوافق في ظل غياب رئيس للجمهورية، الامر الذي اعتمد في السابق وسمح لنا بتسيير أمور البلد. والنقطة الثانية، وهي كانت مطلبنا أيضا، التعيينات العسكرية بأن تكون على البند الأول في أول جلسة من أجل تصحيح خطأ كان قائما، وحتى لو لم يتم تصحيح هذا الخطأ بشكل كامل، لأننا نعرف أننا لم ننجح لا بل فشلنا في تعيين قائد للجيش، إنما تم التوافق والاتفاق على تعيين الشغور والنواقص في المجلس العسكري. هناك خسارة كبيرة للبنان للجيش ولنا جميعا بأنه لم يتم تعيين قائد للجيش، لا سيما الاسم الذي كان مطروحا من قبلنا، إنما من الممكن تعويض هذا الامر لاحقا من خلال خيرة ضباط الجيش اللبناني". وتابع: "لقد تحققت أمور عدة على مستوى التعيينات العسكرية، أولا تم ملء الشغور، وبحسب الأصول، الذي كان قائما في المؤسسة والذي أدى الى تعطيل قيادتها، وهذا الامر يؤكد انه يجب الا نعمل بخلاف الأصول والقوانين وأنه بإمكاننا الإتفاق وتعيين الاعضاء، واليوم لدينا ثلاثة أعضاء تم تعيينهم في المجلس العسكري بحسب الأصول، تم تصحيح هذا الخطأ بشكل جزئي وليس كاملا إنما تم. ثانيا هناك إعتراف بشكل او بآخر، ان هناك مكونا أساسيا في البلد وفي الحكومة يطرح مطلبا محقا وتم قبول هذا المطلب، لا أن ندير ظهرنا لا الى مكون أساسي ولا الى مطلب محق، لا سيما ان التعيين تم على أسس الكفاءة والسيرة والأصول، فالتعيينات حين تتم في مجلس الوزراء حسب الدستور اي من المكونات والأطراف السياسية، يكون هذا الامر بالتشاور والتوافق. إن القول بوجود محاصصة سياسية داخل المجلس العسكري والجيش، أمر لا يصح لأن هذا المجلس وقائد الجيش لطالما تم تعيينهما من قبل مجلس الوزراء وذلك بحسب القانون والدستور. ومن حاول اللجوء الى هذه الحجة ليمنع التعيين، وقع بكيديته لانه أسقط نفسه من خلال موافقته على إسم وإعتراضه على اسم آخر، وبالتالي من اعترض على هذا الموضوع أوقع نفسه في عملية التسييس لانه لم يكن عندهم موافقة على الاسم وليس على المبدأ، لانه لا يتم تعيين قائد الجيش والمجلس العسكري الا في مجلس الوزراء".

وأردف: "ثالثا الميثاقية والتماثلية داخل مجلس الوزراء، لأنه لا يصح أمر لفريق أو طائفة أو موقع في الدولة اللبنانية ويمنع على فريق أو طائفة أو موقع آخر. نأمل ان تكون هذه التجربة القاسية انتهت بعدما حرمت اللبنانيين وحرمتنا من العمل الفعال لمجلس الوزراء، وهي كانت نتيجة خطأ بالتصرف والميثاقية والتعامل مع بعضنا البعض ونتيجة مخالفة للقانون ما زالت قائمة في موقع قيادة الجيش. لذلك نحن أكدنا بألامس ونؤكد اليوم للرأي العام، أننا حققنا جزءا من مطالبنا ومصرون على إستكمال الباقي، من خلال تحقيق التوافق والتفاهم على تعيين قائد جديد للجيش اللبناني بحسب الأصول، وعلى المواقع الباقية في المجلس العسكري، وكذلك الامر بالنسبة لمدير عام قوى الامن الداخلي ولجهاز أمن الدولة الذي يصيبه الشلل التام نتيجة الحاجة الى تعديل مرسوم والموجود في مجلس الوزارء منذ 22 شهرا، وعليه موافقة من مجلس شورى الدولة. وعليه طالبنا بالامس معالجة هذا الموضوع لتكتمل الشواغر والنواقص الامنية وعدم إجتزائها بوجود نواقص هنا او هناك، عندما نريد نشيد بأن هذه الأجهزة تقوم بدورها ضد الارهاب وساعة اخرى نحرمها من عملها الفعال". وتناول باسيل مؤتمر النزوح السوري الذي سيعقد في لندن في 4 شباط، وقال: "هذا المؤتمر يعتبر محطة دولية جديدة لنرى كيفية الترجمة والوعي والإقرار الدولي بالغبن والتقصير الواقع على لبنان، نتيجة النزوح السوري. واليوم، هناك اعتراف بأن هذا الموضوع ليس فقط إنسانيا، بل يجب إدخال العامل التنموي عليه. وعلينا الآن أن ندخل في مفهوم عودة النازحين إلى بلادهم، فهو الحل الوحيد والمتوافر واللازم لهذه الازمة، وهذا الأمر بات اليوم أكثر إدراكا لدى الدول الأوروبية، التي كانت تتسابق على فتح حدودها، فيما اليوم تتسابق على إقفالها". أضاف: "لقد استقبل لبنان النازحين بجماعات منفصلة عن بعضها البعض، ولم يضع حدا لأعدادهم، ولم يقفل الحدود في وجههم. كما لم يرحل او يبعد أحدا، في الوقت الذي نرى فيه اليوم أن دولا أوروبية عدة تقفل حدودها مثل مالطا والمجر، وألمانيا التي سترحل 20 ألف محكوم ومقيم غير شرعي، والسويد التي أقرت آليات إبعاد 50 في المئة من اللاجئين، إضافة إلى دول قررت طردهم مثل النروج. وأخيرا، سمعت من وزير خارجية النمسا أنها اتخذت قرارا بوضع سقف محدد لأعداد اللاجئين الذين ستستقبلهم في عام 2016".

وشرح "فكرة step التي ستطرحها وزارة الخارجية في مؤتمر لندن كخطوة لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم"، مشيرا إلى أنها "تلخص فكرة برنامج العودة التوظيفي والمدعوم، الذي يقوم على ثلاث أفكار رئيسية:

أولا: تنشيط الاقتصاد اللبناني من خلال دعم قطاعات إنتاجية مثل الزراعة.

ثانيا: خلق فرص عمل للبنانيين والسوريين في القطاعات المسموح للسوريين العمل فيها كالزراعة والبناء والصناعات الأخرى.

ثالثا: تشجيع السوريين وتحفيزهم للعودة إلى بلادهم من خلال دعم اللبنانيين المستضيفين للقيام بمشاريع إنتاجية يتم من خلالها إنشاء صندوق خاص يوظف سوريين ولبنانيين في هذه المشاريع، على ان يكون للسوريين إختياريا العمل في هذه المشاريع ضمن أفق زمني معين يعودون بعده الى بلادهم مع أموال من عائداتهم يستخدمونها في سبيل عودتهم الكريمة".

وقال: "إن الهدف من هذا المشروع مساعدة الاقتصاد اللبناني واللبنانيين على البقاء في بلدهم كي يتمكنوا من استقبال السوريين ومساعدتهم للتفكير الجدي في العودة الى ديارهم. لذلك، إن لبنان يتفهم الاجراءات التي قامت بها الدول الأوروبية. كما أعتقد ان الأوروبيين أصبحوا اليوم في وضع يتفهمون وضعنا. ونحن اليوم مدعوون إلى اتخاذ الاجراءات التي تميز بين النازح الامني والاقتصادي. وبالتالي، تقع المسؤولية على إدارتنا في البدء بتصنيف من لا يستحق أن يكون نازحا ويحمل بطاقة نازح، وهو يبعد الفوائد للنازحين الحقيقيين".

حوار

سئل: بالنسبة الى خطة "الخطوة" التي شرحتها، يقول البعض إنها تشجع السوريين على البقاء في لبنان من خلال خلق فرص عمل لهم، بدلا من عودتهم إلى بلادهم؟

أجاب:" وصلتني رسائل عدة من قطاعات ونقابات زراعية في البقاع تشكو من نقص وجود اليد العاملة السورية التي كانت سابقا، وذلك بسبب المساعدات التي تصل اليها، وهي تغنيها عن العمل. فما نقوم به اليوم، أن هؤلاء السوريين الذين يحتاجون إلى العمل، والاقتصاد اللبناني يحتاج اليهم يدخلون في هذا البرنامج المحدد، وعند الانتهاء منه يعودون الى سوريا. وتأمينا وضمانا لعودتهم الكريمة والآمنة، هناك أموال محفوظة لهم في صندوق تعطى لهم عند عودتهم الى سوريا".

سئل: هل لديكم مرشح محدد لقيادة الجيش؟

أجاب ممازحا: "منحكي بعدين، فهذا المرشح يتم الاتفاق عليه، كما حصل خلال تعيينات المجلس العسكري، حتى اليوم ليس لدينا مرشح محدد، إنما هذا الموضوع يبقى للاتفاق عليه، كما حصل في المجلس العسكري".

سئل: هل تعتبر أن القمة الفرنسية - الإيرانية التي عقدت في باريس أمس ستكون لها تداعيات إيجابية على الوضع الداخلي، وتحديدا على الوضع الرئاسي؟

أجاب: "إذا كانت هذه القمة قائمة على مساعدة لبنان وعدم التدخل في شؤونه ستكون لها فوائد إيجابية، وإذا كانت نتائجها أيضا مساعدة اللبنانيين وتشجيعهم على الإرتكاز على خيارهم وخيار شعبهم أيضا ستكون لها فائدة أيضا. ونأمل بأن تحرص إيران وفرنسا على وحدتنا واستقرارنا وخيار شعبنا في إيجاد السيادة والنظام المناسبين".

ولم يشأ باسيل الرد على سؤال حول إذا ما كان قد تلقى معلومات عما دار في القمة الفرنسية - الإيرانية بشأن الاستحقاق الرئاسي.

سئل: هل تعتقد أن تفعيل العمل الحكومي سينعكس إيجابا على العمل النيابي قريبا ويترجم بانتخاب الرئيس؟

أجاب: "إن شاء الله".

 

الأحدب زار الرافعي: لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها

الجمعة 29 كانون الثاني 2016/وطنية - استقبل رئيس بلدية طرابلس المهندس عامر الطيب الرافعي، في مكتبه في القصر البلدي، رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الاحدب، في حضور عضوي المجلس البلدي عزت دبوسي وجان الشاطر. ودار البحث حول ألاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والامنية في طرابلس، إضافة الى العمل البلدي وأهميته في ظل الظروف المتردية التي تمر بها البلاد". وشدد الاحدب على "ضرورة إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها"، مؤكدا "أهمية دور الشرطة البلدية وتعزيزها لجهة ملء الشغور في هيكليتها".

 

قزي: عدم انعقاد جلسة 8 شباط يعني استمرار التعطيل والحوار مع حزب الله هدفه الوصول لورقة عمل حول نقاط الخلاف

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد وزير العمل سجعان قزي ان "ما من سبب يمنع حصول جلسة في الثامن من شباط وانتخاب رئيس للجمهورية، طالما ان النواب موجدون، والمرشحان موجودان وهما من 8 و 14 آذار موافقة على النزول الى المجلس، وفي حال لم تحصل الجلسة فهذا يعني ان قرار تعطيل الرئاسة ما يزال قائما". وقال في حديث الى محطة "أن بي أن": "ان حزب الكتائب أقرب الى المرشح الذي يحمل الى قصر بعبدا البنود الدستورية وليس هذه الورقة او تلك، وهو على تواصل مع العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية وكل القوى السياسية وليس لديه بالمبدأ فيتو على أحد".

أضاف: "نحن لا نطلب من أي مرشح أي شيء خارج الدستور اللبناني، نريده ان يحمل مشروع الدولة اللبنانية، ويحمي الدستور لا ان يحمل مشروع 8 او 14 آذار". وأشار الى ان "العماد ميشال عون التزم تنفيذ ورقة "مار مخايل"، واذا كان غير فليعلن هو ذلك". وإذ اعتبر "التفاهم الذي حصل في معراب انطلاقة جيدة"، رأى ان "النقاط التي اتفق عليها لم تكن كافية لقيام تحالف سياسي عميق وهي بحاجة الى توضيح وتحديد من المعني بها". وعن الحوار بين الكتائب و"حزب الله"، قال: "نحن حزب نؤمن بالحوار والتحالف مع الاطراف الداخلية، ولكن المهم ان نتوصل الى مشروع وطني واحد من اجل بناء الدولة اللبنانية".

وقال: "هناك اتصالات مع حزب الله منذ سنوات حيث التقينا بقيادات في الحزب وكذلك مع عدد من النواب، ونحن نعتبر ان نجاح هذا الحوار من شأنه ان يحل قضايا كثيرة. ان الحوار انطلق منذ فترة لكنه لم يصل الى حد وضع ورقة عمل نتحدث فيها عن القضايا الخلافية وليس عن حال الطقس".

أضاف: "كنا امام خيارين: اما ان نصدر ورقة عمل تشكل خيبة امل للناس تتحدث عن كل شيء وعن لا شيء، واما ان نتوصل الى الحديث عن مصير الدولة والسلاح والتعديلات الدستورية وعن اي لبنان نريد، وسياسة لبنان الخارجية ومواجهة اسرائيل، وهذا ما نزال بحاجة الى وقت للتفاهم عليه".

وإذ رفض قزي الدخول في تفاصيل مناقشات جلسة مجلس الوزراء امس، أكد ان "هذا النقاش كان حضاريا وراقيا"، مشددا على "وجوب المحافظة على هيبة وكرامة المؤسسة العسكرية وعدم تناول ما جرى في الاعلام، كأننا نتحدث عن تعيين شرطي بلدي". وأوضح ان "اعتراض وزراء الكتائب لم يكن على الاسماء بل على تسييس هذا الملف وعدم التشاور حوله"، مشددا على ان "وزراء الحزب كشفوا المسرحية التي كانت قد اعدت حول هذه التعيينات". وأكد "ضرورة عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد بشكل دوري وعادي، وألا يكون هناك شروط لدى هذا الفريق او ذاك". وقال: "اما ان نكون مقتنعين ان الحكومة قائمة بأعمال الدولة بغياب رئيس الجمهورية وعليها ان تجتمع وتنجح، واما ان نحول هذه الحكومة الى ورقة ابتزاز ومقايضة للوصول الى المحاصصة". وعن رأيه باتفاق الطائف، قال: "نحن مع الطائف كنظام سياسي في لبنان لكن لدينا ملاحظات على الثغرات التي يجب ان تعالج. هناك من يعمل على إسقاط الدولة للوصول الى المؤتمر التأسيسي". وعن موقف الوزير جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب، قال: "نحن مع سياسة النأي بالنفس وأبعد من ذلك مع الحياد، انما هذا لا يعني عدم احترام القوانين والاتفاقيات الدولية، وعلى لبنان ان يحترم الاجماع العربي حيال ادانة الاعتداء على السفارة السعودية في ايران".

وأعرب عن قلقه من تمدد "داعش" على الحدود مع لبنان، لانه "قد يكون مشروع فتح جبهة جديدة بعد الهزائم التي لحقت بها داخل سوريا، ومن الطبيعي ان يكون الجيش اللبناني في هذه الحال الجهة المسؤولة عن حماية الحدود اللبنانية وهو الذي يقرر ما اذا كان بحاجة لمن يساعده". وعن مؤتمر المانحين الذي سيعقد في لندن، قال قزي: "هذا المؤتمر يريد ان يفتح اسواق العمل للنازحين السوريين في لبنان، وهو أمر لا يتقرر في لندن بل في الشياح حيث وزارة العمل اللبنانية".

 

 مشروع حل دولي للعراق الجديد بعد دحر "داعش" ثلاثة اقاليم بصلاحيـات شبه مطلقة مركزها بغداد

المركزية- في موازاة الانهماك الدولي والاقليمي بوضع الازمة السورية على سكة المفاوضات لارساء التسوية السياسية كاطار وحيد للحل عبر مؤتمرات جنيف، تؤكد اوساط دبلوماسية عربية لـ"المركزية" ان دوائر القرار الدولي تعمل بعيدا من الاضواء على ارساء حل جذري للوضع العراقي الذي ولئن شهد تحسناً في المرحلة الاخيرة، بيد ان الخطر الذي يشكله وجود تنظيم "داعش" في مناطق مهمة لا سيما الموصل لا يمكن تبديده الا باجراءات حاسمة اما عسكرية او سياسية، علما ان الخيار العسكري مكلف جدا وقد لا يضع حدا للنزاع ويتطلب تدخلا دوليا غير محبذ. وتلفت في هذا المجال الى معلومات صحافية ترددت عن عودة اميركية محدودة الى العراق لتدريب قوات البشمركة على مواجهة "داعش" واحراز تقدم ميداني مطلوب بالحاح. الا ان الاوساط تكشف عن اتصالات اميركية تجري مع مسؤولين عراقيين من مختلف التوجهات اعقبتها لقاءات عقدت في بعض العواصم العربية والغربية تم خلالها التداول في الاتجاه الدولي لحل جذري يقضي بانشاء ثلاثة أقاليم على طريقة كردستان الى جانب اقليم العاصمة الفيدرالية حيث مركز الحكم في بغداد، ويتمتع كل منها بصلاحيات شبه مطلقة خصوصا في ما يتصل بالشؤون الاقتصادية والاستثمارات الخارجية وتحظى برعاية وحماية من إحدى الدول الكبرى بتأييد من مجلس الامن ، بعد تنظيفها بالكامل من التنظيمات الارهابية والميليشيات الموالية لدول اخرى لاسيما ايران، على ان يكون حيدر العبادي رئيسا لحكومة فيدرالية تمثل العراق على غرار النموذج السويسري. وفي ما يتصل بسبل النهوض بالمناطق المنكوبة بفعل سيطرة "داعش" واعادة اعمارها، توضح الاوساط ان مجموعة افكار طرحت على بساط البحث الدولي من ضمنها انشاء جسر جوي على مدى ستة أشهر في الحد الادنى لدعم الاقليم السني بحيث يسهم في اعادة بناء مدنه وانشاء بنيته التحتية المسحوقة بفعل المواجهات والاشتباكات الدامية. ولا تخفي الاوساط ان بعض الدول العربية وُضع في صورة الحل المرسوم للعراق واقاليمه الجديدة، وأن مشاورات مكثفة تدور في الاروقة الدبلوماسية الدولية حول كيفية الوصول الى بدء العمل بالفترة الانتقالية وسبل تجميد والغاء العمل بالقوانين السياسية الصادرة في المرحلة الماضية ومنح الأقاليم وبرلماناتها صلاحيات سن قوانين مدنية جديدة تتوافق مع متطلباتها وحاجاتها المحلية وتسهم في بناء مجتمعات متطورة بفعل الدعم الدولي وعودة الكفاءات العراقية والادمغة التي اضطرت الى الهجرة بفعل موجة الحروب المستمرة منذ عقود بما يؤمن نهضة كبيرة تعيد العراق الى موقع القوي. وتعتبر الاوساط ان هذه الخطوة تتطلب تغييرا جذريا على المستوى السياسي من زاوية اقصاء معظم الشخصيات السياسية التي كان لها دور في المرحلة الماضية، لا سيما تلك التي لعبت دورا في تغليب فريق على آخر، وبروز وجوه تضخ دما متجددا في عروق الحياة السياسية العراقية. وتختم بالاشارة الى اشكالية ما زال البحث جاريا عن ارساء حل لها تتمثل في تسمية الاقاليم، اذ ان القيمين على مشروع العراق الجديد يسعون الى ابعاده عن التسميات الطائفية.

 

كرامي: فرنجية لن ينسحب رغم الضغوط وسأصوّت له وجلســة الحــوار المقبلــــة تبحث "الســلّة"

المركزية- استبعد النائب احمد كرامي ان "يُنتخب رئيس الجمهورية في جلسة 8 شباط المقبل"، عازيا رأيه الى المعلومات التي تسرب عن ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لن ينزل وكتلته النيابية الى مجلس النواب الا اذا كان مرشّحاً وحيداً"، داعياً اياه الى ان "يُعلن مشاركته في الجلسة عندها "نُصدّق" ان رئيس الجمهورية سيُنتخب في 8 شباط". واعلن عبر "المركزية" انه سيصوّت والرئيس نجيب ميقاتي لمصلحة رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الذي تربطنا به علاقة صداقة واخوة، وهو يتمتّع بالكفاءة وعائلته مشهود لها بالعروبة، وهو رجل صادق، اذ انه الوحيد الذي تجرأ على المجاهرة بعلاقته مع الرئيس السوري"، رافضاً مقولة ان العماد عون الاكثر تمثيلاً في لبنان، فهو الاكثر تمثيلاً في كسروان فقط". ونقل عن النائب فرنجية الذي تناول الغداء معه بعد انتهاء جلسة الحوار الاربعاء الماضي، انه "مُصمم على ترشّحه للرئاسة وبانه لن ينسحب من المعركة الرئاسية مهما تعرّض لضغوط، لكن مسألة نزوله الى مجلس النواب في 8 شباط لم تُحسم بعد"، معتبراً رداً على سؤال ان "حزب الله" سيدعم ترشيح عون ولن "يضغط" على فرنجية للانسحاب لمصلحة حليفه، كما ان رئيس "المردة" ليس في وارد الانسحاب لمصلحة احد"، مشدداً على اهمية النزول الى مجلس النواب للمشاركة في جلسة انتخاب الرئيس، ومن يربح "صحتين على قلبو". الى ذلك، اشار كرامي الذي يُشارك في جلسات الحوار الشامل مع الرئيس نجيب ميقاتي الى ان "الجلسة المقبلة في 11 شباط ستعود لمناقشة البنود الاساسية المُدرجة على جدول الاعمال منذ انطلاقته، اي "السلّة المتكاملة" بدءاً برئيس الجمهورية ومن ثم قانون الانتخاب، وهذا ما ابلغنا به الرئيس نبيه بري".

 

مارونـي: نحاور "حزب الله" لإنقاذ البـلد و"القوات" إخوتنا وحلفنا مع المستقبل متين

المركزية- بينما تكثر الشكوك حول مدى فاعلية الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله في عين التينة، يبدو الحزب مقبلا على فتح صفحة حوارية ثنائية تجمعه هذه المرة بحزب الكتائب. وعلى رغم الترحيب بهذه الخطوة في مختلف الأوساط السياسية، إلا أن هذا الأمر لم يحجب التساؤلات حول "جدول أعمال" الطاولة الحوارية الجديدة، في ضوء الاختلاف الواضح بين الفريقين على عدد من الملفات الكبرى. وفي السياق، استغرب رئيس كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني في حديث لـ "المركزية" "الضجة الاعلامية حول هذا الملف، خصوصا أننا على تواصل حواري مع حزب الله منذ أكثر من عام ونصف العام. وتأتي كل اجتماعاتنا في إطار متابعة البحث في الشأن اللبناني العام. لا نأمل في أي شيء حاليا، لكننا فريق سياسي يؤمن بأن الحوار وسيلة التواصل بين اللبنانيين، والبديل ليس سوى التقاتل. وعن المقارنة بين الحوارين الثنائيين في ضوء ما حكي عن أن المستقبل قد يعيد حساباته في شأن طاولة عين التينة مع "حزب الله"، قال ماروني "لا شك في أن الحوار بين المستقبل وحزب الله ساهم في تنفيس الاحتقانات الأمنية والسياسية. ومن الممكن أن يساهم حوارنا معه أيضا في تقريب وجهات النظر حول أمور بديهية تحتاجها البلاد لإنقاذها من الوضع المأساوي الراهن". وعن جدول أعمال "الحوار الجديد" لو حصل، أكد أن "حوارنا سيتناول الرئاسة، ولكن في ما يتعلق بموضوعي السلاح وتدخل الحزب في سوريا، أعتقد أن الحوار الوطني الشامل لم يستطع أن يحسمهما". وفي ما يتعلق بالمشاركة الكتائبية في الحوار الشامل في ظل علامات الاستفهام التي تحوم حوله أيضا، لفت إلى أننا "نحاور ايمانا منا بأن التواصل يجب أن يبقى سائدا بين اللبنانيين".

وتعليقا على الاطلالة "الرئاسية" للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، نبّه إلى أننا "لا نتوقع منه سوى دعم العماد عون، خصوصا أنهم أعلنوا مرارا دعمهم للجنرال. لكنني أعتقد أن الدعم سيكون مرتبطا بسلة متكاملة". اما العلاقة الكتائبية مع القوات والمستقبل بعد المستجدات الرئاسية الأخيرة، فشدد ماروني على أن حلفنا مع "المستقبل" متين لا يتزعزع، ونحن والقوات إخوة في المصير والمسار وأبناء قضية واحدة". وفي ما يتصل بمصير ترشيح الرئيس الجميل عقب الكلام الكثير عن حصر الترشيحات الرئاسية بالعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، لفت ماروني إلى أننا "لم نتكلم عن حصر الترشيحات، بل الآخرون. ما زال الرئيس أمين الجميل مرشحنا، والهدف هو الانقاذ".

 

 "شينــوك" تقـدّم مستنداتهـــا المطلوبــة:موافقة روسية على استقبال ومعالجة نفايات لبنان

المركزية- بالتزامن مع انتهاء المهلة المعطاة من الدولة اللبنانية لشركة "شينوك" لإبراز أوراقها والرخص التي يفترض أن تؤمنها من الدول التي ستصدر إليها النفايات، ظهرَ اليوم، قدمت الشركة البريطانية موافقة روسية لاستقبال نفايات لبنان ومعالجتها عبر الحرق، وفق ما أكد رئيس مجلس الانماء والإعمار نبيل الجسر. وأشارت معلومات حصلت عليها "المركزية" الى أن الملف الذي سلّمته "شينوك" الى السلطات اللبنانية يتضمن أوراقا تثبت موافقة وزارة الخارجية كما المحرقة الروسيتين على نقل نفايات لبنان الى أراضيها ومعالجتها عبر الحرق. من جهته، أكّد السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين متابعة هذه القضية لحظة بلحظة، موضحاً أنّه لا يملك أي تفاصيل إضافية في شأنها حتى الساعة. ويمتد العقد مع "شينوك" 18 شهرا ستتقاضى خلالها من الدولة اللبنانية، 123 دولارا للطن الواحد مقابل الشحن. وأفادت أوساط اللجنة الوزارية المكلفة متابعة أزمة النفايات "المركزية" أن رفع القمامة من الطرق يفترض أن يعاود في قابل الايام، لافتة الى ان تقديم "شينوك" أوراقها وضع قطار الترحيل على السكة. وكانت الحكومة اللبنانية ذهبت نحو خيار التصدير المكلف، بعد أن سقطت خطة انشاء مطامر صحية تحت وطأة الاعتراضات الشعبية والمناطقية والتي لم تحاول القوى السياسية تليينها. وبين الطرحين، تكدست جبال النفايات منذ تموز الماضي، في الشوارع والوديان وتحت الجسور، وراجت ظاهرة حرقها عشوائيا للتخلص منها. تقرير "الاميركية": وفي السياق، دق تقرير نشرته الجامعة الأميركية في بيروت يظهر نتائج الوحدة البحثية حول نوعية الهواء، ناقوس الخطر. اذ أشار الى ان "خلال الأيام التي تُحرق فيها النفايات، تزيد نسبة المسرطِنات المنقولة جوّاً بنسبة ٢٣٠٠٪ على الأقل". في مؤتمر صحافي عقد لهذه الغاية، وافتتحه رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، عرضت أستاذة الكيمياء ومديرة مركز حماية الطبيعة في الجامعة الدكتورة نجاة صليبا نتائج الدراسة مشيرة إلى أن الوحدة البحثية استطاعت، أن تقيّم مخاطر الإصابة بالسرطان، خلال الأيام التي تحرق فيها النفايات.

وأظهرت نتائج الدراسة أن المعدلات اليومية للجزيئات التي يبلغ قطرها 10 ميكرومترات أو أقل (PM10)، أو 2.5 ميكرومترات أو أقل (PM2.5 تجاوزت المعدّلات المذكورة في توجيهات الأربع وعشرين ساعة لمنظّمة الصحّة العالمية بما يصل إلى 276 في المئة، و171 في المئة بالترتيب. كما سُجِّلت لها ارتفاعات هائلة في 5 و17 تشرين الأول.بالإضافة إلى ذلك، تمّ قياس تركيزات المعادن التي تُعتبر موشِّراً لحرق النفايات، ومن ضمنها الرصاص، الكادميوم، المنغنيز، التيتانيوم، الكروميوم، الزرنيخ، وكثير غيرها، حسب منهج IO-3.5 لوكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، ووجُد أنّها قد زادت بين 98 و144 في المئة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رجوي: استقبال روحاني في أوروبا ترحيب بعراب الإرهاب ونددت رئيسة المعارضة الإيرانية مريم رجوي بزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني باريس.

وقالت رجوي في رسالة مسجلة لمتظاهرين في باريس ضد زيارة روحاني، إن «فرش السجادة الحمراء أمام روحاني من قبل الدول الاوروبية، ترحيب لعراب الإرهاب والتطرف ويعزز نظام الملالي بمجمله ويأتي ضد حقوق الانسان في إيران». وأضافت إن استقبال روحاني «يشجع هذا النظام على ممارسة أعمال التعذيب والإعدام ضد الشعب الإيراني والمزيد من اثارة الحروب في المنطقة لاسيما في سورية وتصدير التطرف الاسلامي والإرهاب إلى مختلف الدول». دعت إلى «اشتراط العلاقة مع هذا النظام بوقف الإعدام وتحسين واقع حقوق الانسان في إيران»، مشددة على أن هذا هو مطلب الشعب الإيراني وهذا ما يتطلبه السلام ومحاربة الإرهاب في المنطقة والعالم. وأشارت رجوي إلى 2200 حالة إعدام خلال سنتين ونصف السنة من رئاسة روحاني وتصاعد القمع وقتل أهل السنة والمسيحيين، إلى جانب «دعم شامل لديكتاتورية الأسد ومذبحة المواطنين السوريين، وقصف سكان مخيم ليبرتي بالصواريخ، واصدار أوامر رسمية لتطوير الصواريخ البالستية لقوات الحرس أي انتشار أسلحة الدمار الشامل».

 

باريس وطهران تسعيان لتعزيز العلاقات ومكافحة الإرهاب رغم الاختلافات

30/01/16/باريس – وكالات: شدد الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والايراني حسن روحاني، خلال لقائهما في باريس، على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية سيما الاقتصادية والجهود المشتركة في محاربة الارهاب «رغم اختلافات» في مواقف البلدين بحيثيات الملفات الشرق أوسطية. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني مساء أول من أمس، «هذا فصل جديد في علاقاتنا يفتح». أوضح أن دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ واستئناف العلاقات الاقتصادية بين ايران وفرنسا «يعني ان طهران وباريس لديهما مسؤوليات دولية مشتركة» تتمثل في حل النزاعات والازمات السياسية ومحاربة «الارهاب» والرد على التوترات وتوفير الامن في الشرق الاوسط. وأضاف إنه «رغم وجود اختلافات في وجهات النظر الا ان المحادثات اتسمت بالصراحة وتمهد لصفحة جديدة في العلاقات بين البلدين»، مشيرا الى اطلاق حوار سياسي بين وزراء خارجية البلدين في الاشهر المقبلة بهدف التقريب في المواقف لتحقيق الاستقرار الاقليمي. رأى أنه «من الملح اتخاذ اجراءات انسانية والتفاوض على انتقال سياسي (في سورية)، انه امر ممكن». ودعا هولاند الى «خفض حدة التوتر» بين ايران والسعودية اللتين قطعتا العلاقات الديبلوماسية بينهما مطلع يناير الجاري. أشار إلى أنه «ذكر» نظيره الإيراني بـ»تمسك فرنسا بحقوق الإنسان»، ومضيفاً «لقد تحدثنا في كل شيء، لأن هذه هي القاعدة دائما في السلوك الفرنسي». من جهته، شدد روحاني على ضرورة أن يتصدى البلدان لـ»التعصب والارهاب والتطرف» وخصوصاً عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية. تحدث روحاني عن «المشكلات الأمنية في منطقة» الشرق الأوسط، مضيفاً «علينا تكثيف الجهود في هذه المجالات عبر تبادل معلوماتنا على مستوى الاستخبارات». وأعرب عن أمله في حل التوترات بين الرياض وطهران عبر السبل الديبلوماسية.وفي تصريحات صحافية، أمس، أكد روحاني أن التوصل لحل سياسي للازمة السورية سيستغرق وقتاً، مشيرا إلى أنه ينبغي تجنب الافراط في التفاؤل حيال ما ستفضي اليه المفاوضات. ولمناسبة الزيارة الاولى لرئيس ايراني منذ زيارة محمد خاتمي في العام 1999، والأولى التي تشمل بلدين أوروبيين، ايطاليا وفرنسا، حظي روحاني بتشريفات اضافية بينها مراسم عسكرية. وذكر مصدر دبلوماسي أن «هذه الزيارة تفتتح مرحلة للمحادثات لمواكبة ايران في عودتها على الساحة الدولية، حيث تؤدي دورا ايجابيا خصوصا في ما يتعلق بالملف السوري». من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية أن مأدبة الغداء بين رئيسي فرنسا وإيران لم تتم بسبب رفض باريس الامتناع عن تقديم الخمر أثناء الغداء الرسمي. وذكرت صحيفة «إندبندت» البريطانية أن الإيرانيين طلبوا من الجانب الفرنسي تقديم مأكولات حلال والامتناع عن تقديم مشروبات كحولية، إلا أن الفرنسيين أصروا على التزام قيم الجمهورية وقائمة المأكولات الأوروبية التقليدية والخمر. واقترح قصر الإليزيه في النهاية تحضير مأدبة إفطار بدلا من الغداء، لكن طهران رفضت هذا الاقتراح، معتبرة إياه «رخيصا».

 

بلجيكا: تأجيل محاكمة شبكة تجند متطرفين

30/01/16/بروكسل – أ ف ب: أرجأت محكمة الاستئناف البلجيكية أمس، محاكمة شبكة لتجنيد المتطرفين للقتال في سورية مجدداً، وإلى أجل غير مسمى، فيما أعرب القاضي عن غضبه لعدم تنفيذ تعليماته الأمنية. وقال رئيس محكمة الاستئناف بيار سان ريمي عند بدء الجلسة، إن «الإرشادات التي أصدرتها على المستوى الأمني لم تنفذ، لذا سترجأ قضية زرقاني (اسم المتهم الرئيسي) إلى أجل غير مسمى». ولم يكشف القاضي عن سبب غضبه، لكنه خرج قبل ذلك بدقائق من قاعة الجلسة وبدا عليه السخط، ووجه الحديث إلى مصورين صحافيين التقطوا صوراً وفيديو للمحكمة. وقال «قلت لا تصوير، آسف أن الشرطة لا تطبق تعليماتي»، مهدداً الصحافيين الذين سيصورون القاعة بملاحقات قضائية. وكان سان ريمي أجل المحاكمة أيضاً أول من أمس، متحدثاً عن «دوافع أمنية»، وحذر من أنه «إذا لم تكن التدابير كافية غداً (اليوم)، فسيتم تأجيل المحاكمة إلى أجل غير مسمى». من ناحيتها، ذكرت صحيفة «لا ليبر بلجيك» عن عقد اجتماع بعد الإرجاء لمركز الأزمة في الحكومة أدى إلى تعزيز إجراءات حماية عدد من القضاة. ومن بين المحكومين بتهمة «الانتماء إلى جماعة إرهابية» أشخاص نفذوا لاحقاً هجمات باريس، مثل شكيب عكروه وعبد الحميد أباعود. واستانف أربعة محكومين التهم، بينهم خالد زرقاني (42 عاماً)، المحكوم بالسجن 12 عاماً، وتعتبره النيابة العامة الفيدرالية «المرشد الروحي» الذي نشر الأيديولوجية المتطرفة في أوساط شبان وأرسلهم إلى سورية، سيما في حي مولنبيك في بروكسل.

 

وفد من نظام الأسد ضم 16 عضواً التقى دي ميستورا وديبلوماسيا غربيا وصف المفاوضات بـ الفاشلة وانطلاق محادثات السلام السورية رغم مقاطعة المعارضة

30/01/16/جنيف – وكالات: اجتمع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أمس، مع ممثلين عن النظام السوري، في مفاوضات لا تزال تخيم عليها الشكوك، في ظل غياب المعارضة المجتمعة في الرياض والتي تتمسك بتلبية مطالبها المتعلقة بايصال مساعدات الى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين قبل دخول المفاوضات. وقال مصدر قريب من السلطات السورية في جنيف، إن وفد الحكومة المؤلف من 16 عضوا بينهم نائبان وديبلوماسيون ويرأسه مندوب سورية إلى الامم المتحدة بشار الجعفري «وصل الى مطار جنيف». ويشرف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، على المحادثات من دمشق، إذ لم يتمكن من الانتقال «لأسباب صحية». وفي وقت لاحق، ذكرت الأمم المتحدة، أن مبعوثها إلى سورية ستيفان دي ميستورا بدأ المحادثات كما كان مقرراً، أمس، بالاجتماع مع وفد الحكومة، في إشارة إلى انطلاق حوار يرتقب أن يستمر ستة أشهر، ويجري بطريقة «غير مباشرة» أي يتفاوض الطرفان مع دي ميستورا الذي يقود ديبلوماسية مكوكية بينهما. وأضافت الأمم المتحدة في بيان، إن اجتماعات أخرى مع «مشاركين اخرين ستجرى بعد ذلك. من جانبه، قال ديبلوماسي غربي، طلب عدم نشر اسمه «هذا فشل تام»، واصفاً المحادثات بأنها «هدية» لحكومة الرئيس بشار الاسد. وأضاف الدبلوماسي «تخلصوا تماما من الورطة، مع من سيتحدثون، اذا كنت تريد الدخول في مفاوضات فيجب أن يكون هناك شريك، انها مناسبة رائعة للنظام ليظهر أنه عازم على الحوار». وأشار إلى أن أعضاء المعارضة اذا حضروا «فإنهم سيقولون انهم حضروا بصفتهم الشخصية». وفي الرياض، استأنفت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اتصالاتها، وقال احد اعضائها للصحافيين لدى خروجه من أحد الاجتماعات «لا جديد». وأول من أمس، صعدت المعارضة السورية موقفها عشية الموعد المحدد للمفاوضات. وقال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب في مقابلة مع قناة «العربية» الفضائية «غدا (أمس) لن نكون في جنيف»، مضيفاً «قد نذهب الى جنيف (في وقت لاحق) لكن لن ندخل قاعة الاجتماعات قبل تحقيق المطالب الانسانية». وأشار حجاب إلى أنه تلقى تأكيدات من دي ميستورا أن وفد الهيئة العليا سيكون الوفد الوحيد الممثل للمعارضة في مفاوضات جنيف، مضيفاً إن «بقية المشاركين دعاهم بصفة شخصية كمستشارين له».

وفي مدينة اسطنبول التركية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن «الحقيقة التي تقف وراء قرار المعارضة السورية المعتدلة، عدم المشاركة في مفاوضات جنيف، في اللحظة الأخيرة، هي عدم وفاء الطرف الآخر بالوعود، وخصوصاً استمرار روسيا في قصف مناطق المعارضة».وأشار أردوغان إلى أنه في حال شاركت المعارضة في مفاوضات جنيف، رغم عدم المثول لقرار وقف إطلاق النار في سورية، فإن ذلك سيُشكل خيانة للمقاتلين في الجبهات. ولفت أن المعارضة تشترط تطبيق وقف إطلاق النار في سورية بسرعة، مقابل مشاركتها في المفاوضات، مضيفًا «لذلك يحصل مثل هذا الانقطاع» في مسار جنيف.

وفي موسكو، دعت وزارة الخارجية الروسية كل الأطراف السورية إلى المشاركة في المفاوضات، من دون شروط مسبقة من أجل البحث عن السبل الفعالة لإيجاد تسوية سياسية في سورية. ومن جنيف، أطلق مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا، أول من أمس، نداء «إلى كل رجل، الى كل امرأة، الى كل طفل وطفلة من سورية داخل سورية أو خارجها في مخيمات اللاجئين أو في أي مكان كان»، قائلا «نحن بحاجة الآن لقدراتكم للوصول لحلول وسط في المناقشة، للتوصل إلى حل سلمي في سورية، نحن بحاجة إلى إسماع صوتكم، إلى كل من يحضر هذا المؤتمر، نقول: هذا المؤتمر فرصة لا ينبغي تفويتها»، معتبراً أن مفاوضات جنيف «لا يمكن ان تفشل».

 

رئيس مؤتمر ميونخ للأمن يقترح الحوار مع «داعش»

30/01/16/برلين – كونا: اقترح رئيس مؤتمر ميونخ للأمن فولفغانغ ايشينغر أمس، فتح قنوات حوار مع تنظيم «داعش». وقال ايشينغر إن «التوصل لحلول للأزمات العالقة في الشرق الأوسط يتطلب حتى الحديث مع التنظيم الإرهابي». جاء ذلك في معرض رد إيشينغر على سؤال خلال مؤتمر صحافي بشأن محادثات جنيف المخصصة للبحث في إنهاء الحرب السورية، مشيراً إلى أنه «أثناء حرب البلقان تم كذلك فتح قنوات حوار مع الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيش، ومن يعتبر الحديث مع داعش مرفوضاً لأسباب أخلاقية لم يفهم واقع الاشياء والصراعات في سورية ومنطقة الشرق الأوسط».

يشار إلى أن مؤتمر ميونيخ للأمن يعد المؤتمر الأهم من نوعه في العالم، والمقرر أن يعقد خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير المقبل، بمشاركة 30 رئيس دولة وحكومة و60 وزيراً للخارجية والدفاع. وسيتناول المؤتمر قضايا أمنية ملحة، أبرزها الحرب في سورية وأزمة اللاجئين والأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى بعض الملفات الأمنية الدولية العالقة.

 

أعلنت الجزائر وتونس والمغرب دول آمنة وألمانيا تشدد شروط لم شمل عائلات المهاجرين

30/01/16/برلين – أ ف ب: أعلن نائب المستشارة الألمانية وزير الاقتصاد ورئيس الحزب الإشتراكي الديمقراطي سيغمار غابرييل أن بلاده التي تريد الحد من تدفق اللاجئين ستشدد شروطها للم شمل العائلات، وذلك عبر تعليقها لسنتين إمكانية استقدام بعض المهاجرين لعائلاتهم. وقال غابرييل بعد اجتماع مع رئيسي الحزبين الآخرين في التحالف الحاكم المستشارة أنجيلا ميركل (الاتحاد الديمقراطي المسيحي) والبافاري هورست سيهوفر (الاتحاد المسيحي الاجتماعي) أول من أمس، إن المهاجرين الذي يحصلون على حماية ثانوية لن يحق لهم لمدة سنتين استقدام عائلاتهم. و»الحماية الثانوية» مرحلة تسبق تماماً حق اللجوء وتسمح بمنح المهاجر إقامة لمدة ثلاث سنوات وجلب عائلته، وتمنح لبعض الذين ترفض طلباتهم للجوء ولا يمكن طردهم بسبب احتمال تعرضهم للتعذيب أو الإعدام في بلدانهم، وتسمح بمنح إذن بالإقامة لمدة سنة واحدة أولى قابلة للتجديد. وسيشمل الإجراء الجديد عدداً من السوريين الذين استفادوا لفترة طويلة من حق اللجوء بشكل شبه تلقائي، لكن منذ الأول من يناير الجاري، أدخلت برلين مجدداً دراسة ملفات كل فرد بما في ذلك للسوريين. ويشكل فرض قيود على لم الشمل من النقاط التي تثير خلافاً كبيراً في هذه السلسلة الثانية من الإجراءات التي اتفق الشركاء في التحالف الحاكم عليها ليل أول من أمس. وكان الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاجتماعي يريدان تقليصها بشكل كبير، خلافاً للحزب الاشتراكي الديمقراطي. في سياق متصل، استقبلت ألمانيا منذ بداية العام الجاري، وحتى الآن، نحو 60 ألف لاجئ. وقالت وزيرة الشئون الاجتماعية الاتحادية إيميليا مولر أمام نادي الصحافة، ليل أول من أمس، إن «60 ألف لاجئ، عبروا الحدود النمساوية – الألمانية خلال شهر ينايرالجاري»، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ قرارات سريعة لتنظيم تدفقهم إلى البلاد. واتفقت الأحزاب الثلاثة على إدراج الجزائر والمغرب وتونس على لائحة «الدول الآمنة»، ما يحد بشكل كبير عدد الذين يمكنهم الحصول على اللجوء من مواطني هذه البلدان، بالإضافة إلى أن ذلك سيعني أنه يمكن إعادة طالبي اللجوء من تلك البلدان إلى بلدانهم الأصلية. كما اتفقت على تسهيل تأهيل الشبان الطالبين للجوء وإعطاء الأولوية في لم شمل العائلات في المستقبل للاجئين الآتين من تركيا ولبنان والأردن. من جهتها، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ارتياحها للاتفاق الذين توصلت إليه الاحزاب الثلاثة. من جهة ثانية، أعلنت الشرطة الألمانية أمس، أن مجهولين ألقوا قنبلة يدوية لم تنفجر في حرم مركز لطالبي اللجوء، لكن القنبلة لم تنفجر. وأشارت إلى أن القنبلة اليدوية ألقيت من فوق جدار المركز الواقع في مدينة فيلنغن-شفيننغن في الغابة السوداء (جنوب غرب).

 

40 في المئة من الألمان يؤيدون رحيل ميركل

30/01/16/برلين – أ ف ب، رويترز: كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس، مجلة «فوكوس» الأسبوعية، أن نحو 40 في المئة من الألمان يؤيدون استقالة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، نظراً لاستيائهم من سياسة اللجوء، لكنهم أقل ممن يؤيدون بقاءهم. وأكد الاستطلاع الذي أجراه معهد «إينسا» أن نسبة الألمان الذين يرون أن «سياستها حيال اللاجئين ليست سبباً لتستقيل» في ارتفاع (45,2 في المئة)، فيما لم يدل 14,9 في المئة بأي رأي. وأظهرت النتائج أن مؤيدي الحزب الشعبوي المعادي للاجئين «البديل لألمانيا» بطبيعة الحال، هم الأكثر عداء للمستشارة (64,4 في المئة). وتعد هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها «إينسا» سؤالا عما إذا كان يتعين على ميركل الاستقالة. وفي صفوف مؤيدي حزب ميركل «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» وفرعه البافاري «الاتحاد الاجتماعي المسيحي»، يطالب 27 في المئة فقط برحيلها. وأجري الاستطلاع خلال الفترة من 22 إلى 25 يناير الجاري، وشمل 2047 شخصاً. وفي استطلاع آخر للرأي نشرته مجموعة «ألكتور» للبحوث أمس، تبين أن شعبية حزب ميركل المحافظ ما زالت 37 في المئة، في حين كانت في سبتمبر العام 2015، 42 في المئة، فيما حصل حزب «البديل لألمانيا» على نسبة تأييد بلغت 11 في المئة.

 

الاشتباه بفني في «مصر للطيران» زرع القنبلة في الطائرة الروسية

30/01/16/القاهرة – وكالات: أعلنت مصادر قريبة من التحقيقات في سقوط طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء بمصر، أن هناك اشتباهاً في أن فنياً بشركة مصر للطيران هو الذي زرع قنبلة على طائرة الركاب التي سقطت في أواخر أكتوبر العام 2015. وقالت المصادر التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها لحساسية الأمر، أمس، إن الفني ألقي القبض عليه وأن له قريباً انضم لتنظيم «داعش» في سورية، مضيفة إنه ألقي القبض أيضاً على اثنين من شرطة المطار وعامل ممن يتعاملون مع أمتعة الركاب يشتبه في أنهم ساعدوه على وضع القنبلة على الطائرة. في المقابل، نفى مسؤول أمني كبير بـ»مصر للطيران» احتجاز أي من العاملين بالشركة أو الاشتباه بأي منهم، كما قال مسؤول بوزارة الداخلية إنه لم يتم إلقاء القبض على أحد. على صعيد آخر، قتل ضابطا شرطة مصريان وأصيب خمسة آخرون في مدينة العريش شمال سيناء، ليل أول من أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة بالمدرعة التي كانوا يستقلونها. وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أن «عبوة ناسفة انفجرت بمدرعة بجوار مدرسة أحمد عرابي دائرة قسم ثاني العريش، ما أسفر عن استشهاد النقيب محمد عادل أحمد السولية والملازم أول أبو اليزيد إبراهيم أبو اليزيد وإصابة خمسة شرطيين آخرين». وأضافت إن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات الحادث وسرعة ضبط الجناة واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة، إضافة إلى تمشيط موقع الحادث والمناطق المحيطة بحثاً عن أي متفجرات أو عبوة ناسفة أخرى. في سياق متصل، أعلنت «جماعة ولاية سيناء» الموالية لتنظيم «داعش» عن مسؤوليتها عن تقجير المدرعة. وذكرت في بيان، أن «جنود الخلافة تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة على آلية مصفحة». من جهة ثانية، اعتقلت قوات الأمن المصرية شابين عربيين عند أحد الكمائن جنوب العريش بمحافظة شمال سيناء ليل أول من أمس. وقال مصدر أمني إن الشابين يخضعان للتحقيقات بشأن أسباب تواجدهما في سيناء المصرية، خشية كونهما أعضاء في أي تنظيمات تكفيرية، خصوصاً «جماعه أنصار بيت المقدس»، مضيفاً إنه يجري اتخاذ إجراءات ترحيلهما إلى القاهرة لاستكمال التحقيق معهما. وأكد أن الحملات الأمنية مستمرة لمطاردة التكفيريين في قرى جنوب العريش ورفح والشيخ زويد بشمال سيناء.

 

واشنطن ولندن تجسستا على إسرائيل/هنية: «حماس» ستواصل حفر الانفاق ومستعدة لأي مواجهة مع إسرائيل

30/01/16/غزة – أ ف ب: أعلن نائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» إسماعيل هنية أمس، أن الحركة تواصل حفر الأنفاق في قطاع غزة، وأن مقاتلي «كتائب عز الدين القسام» مستعدون لأي مواجهة مقبلة مع إسرائيل. وقال هنية في خطبة الجمعة أمس، أمام آلاف المشاركين في تشييع سبعة من عناصر «كتائب القسام»، الذين قتلوا بانهيار نفق الثلاثاء الماضي، إن «القسام وفصائل المقاومة في مرحلة الإعداد المستمر في الجو والبر والبحر وتحت الأرض، المجاهدون سيستمرون بالإعداد وامتلاك كل وسائل القوة والمنعة من أجل فلسطين والقدس والمسجد الأقصى»، مضيفاً «في شرق مدينة غزة، أبطال تحت الأرض يبنون الانفاق، وغرب غزة أبطال يجربون الصواريخ كل يوم وكل صباح». وأشار إلى أن «التهدئة مع إسرائيل بمثابة معركة الإعداد وبناء وتطوير القوة والاستعداد لاي مواجهة مقبلةمع العدو الصهيوني». وأشاد بأهمية الأنفاق، مضيفاً إن «الانفاق كانت السلاح الستراتيجي في معركة العصف الماكول (حرب صيف العام 2014)، هنا على أرض غزة وبأيدي مجاهديها ومجاهدي القسام صنعوا أنفاقاً ضعف أنفاق فيتنام»، حيث «نفذ المجاهدون العمليات البطولية وأسروا جنوداً، من هذه الانفاق أسر المجاهدون الجندي الاسرائيلي شاؤول آرون كما فعلت الأنفاق في تحرير الأسرى في صفقة جلعاد شاليط».

على صعيد آخر، اخترقت أجهزة الإستخبارات الأميركية والبريطانية على مدى سنوات نظم معلومات الطائرات الإسرائيلية من دون طيار، التي كانت تقوم بمهام استطلاع جوي استعداداً لشن ضربات على إيران. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الصادرة أمس، نقلاً عن وثائق سربها المتعاقد السابق مع الإستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، قوله إن العملية التي حملت اسم «أناركيست» بدأت في العام 1998، في موقع بريطاني في جبال ترودوس القبرصية وموقع لوكالة الامن القومي الأميركية في منويذ هيل في شمال بريطانيا. وأضافت إن «الوثائق تبين أن إسرائيل تشغل أسطولاً كبيراً من الطائرات من دون طيار، تجمع معلومات في قطاع غزة والضفة الغربية ومناطق من الشرق الأوسط، واستخدمت ايضاً لجمع معلومات للتخطيط لضرب إيران». وأوضحت أن برنامج «أناركيست» اخترق شاشات عرض طياري مقاتلة «أف 16» وهي تتعقب هدفاً على الأرض «وكأنهم كانوا يجلسون معهما في الطائرة». من ناحية ثانية، أصيب عشرات الفلسطينيين بجراح وبحالات اختناق في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، خلال المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان والجدار الفاصل. وفي القدس الشرقية، نظم عشرات الفلسطينيين وقفة تضامنية في ساحة المسجد الأقصى، مع الصحافي محمد القيق، المضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية منذ 66 يوماً، رفضاً لاعتقاله إدارياً.

 

حصيلة ضحايا تفجير المسجد في السعودية ارتفعت الى 4 قتلى و18 جريحا

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - قتل أربعة اشخاص واصيب 18 آخرون بجروح، اليوم، عندما هاجم انتحاري مسجدا في مدينة الاحساء في شرق السعودية، بعد سلسلة اعتداءات مماثلة. وكان متحدث باسم وزارة الداخلية افاد في وقت سابق عن "استشهاد شخصين وإصابة 7 من المصلين" في مسجد الرضا في "تفجير انتحاري". ثم عاد واعلن على تلفزيون "الاخبارية" الحكومي، ان "عدد القتلى ارتفع الى 4 والجرحى الى 18". وقال المتحدث باسم الوزارة في بيان نقلته وكالة الانباء السعودية الرسمية: "تم بفضل الله الحيلولة دون تمكن شخصين انتحاريين من الدخول إلى مسجد الرضا في حي محاسن في محافظة الأحساء، أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة". وتمكنت قوى الامن، بحسب الوزارة، "من رصدهما أثناء توجههما إلى المسجد". واضاف المتحدث: "عند مباشرة رجال الأمن اعتراضهما بادر أحدهما بتفجير نفسه في مدخل المسجد فيما تم تبادل إطلاق النار مع الآخر وإصابته والقبض عليه، وضبط في حوزته حزام ناسف". وافاد سكان في الحي في مرحلة اولى ان المسجد تعرض لهجوم بقنبلة تم تفجيرها عند مدخله، ثم "دخل شخص الى المسجد وفتح النار". ووقع الهجوم في حي يقطنه عدد كبير من موظفي شركة "ارامكو" النفطية المملوكة للدولة. ونشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الهجوم بدا فيه اشخاص ممددين ارضا بلا حراك وسط شظايا الزجاج المتناثر. وبدا في الشريط احد الناجين يضمد جروح مصاب تلطخ ثوبه الابيض بالدم. وقال الشاهد "انتاب الناس غضب عارم، واوقفوا احد المشتبه فيهما لكن الشرطة اطلقت النار لمنعهم من اقتياده".

 

10 قتلى على الاقل جراء هجوم انتحاري في سوق شمال شرق نيجيريا

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - قتل اكثر من 10 اشخاص، اليوم، جراء اعتداء انتحاري نفذه فتى أقدم على تفجير نفسه في سوق مزدحم في غومبي في ولاية اداماوا في شمال شرق نيجيريا، على ما افاد شاهدان. وقال المسؤول الامني في غومبي ادامو احمد: "وقع اعتداء انتحاري في القسم المخصص للحبوب في السوق نحو الظهيرة"، مضيفا ان الهجوم الذي "نفذه كما نعتقد فتى عمره زهاء 12 عاما اوقع 11 قتيلا على الاقل والعديد من الجرحى". واكد تاجر كان في المكان سقوط "اكثر من 10 قتلى".

 

 روحاني يشكك في حل سياسي سريع للازمة السورية

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان "التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية سيستغرق وقتا"، مشيرا الى انه "ينبغي تجنب الافراط في التفاؤل حيال ما ستفضي اليه المفاوضات". وقال في حديث مع تلفزيون "فرانس 24" وصحيفة "لوموند" واذاعة "فرانس كولتور": "املنا ان نرى هذه المفاوضات تثمر في اسرع وقت. لكن سيكون مفاجئا ان احرزت نتيجة مبكرة جدا، ففي سوريا مجموعات تقاتل الحكومة المركزية وتتقاتل في ما بينها. هناك تدخل في الشؤون الداخلية السورية". واضاف: "المسألة السورية معقدة جدا. اعتقد ان الحل يجب ان يكون سياسيا، لكن من الصعب التوصل الى نتيجة في غضون اسابيع، عبر اجتماعات عدة. هذا سيكون تفاؤلا مفرطا، لان المسألة السورية معقدة الى حد كبير جدا".

 

بلجيكا: ارجاء محاكمة شبكة تجنيد متطرفين لسوريا الى اجل غير مسمى لدواع امنية

الجمعة 29 كانون الثاني 2016 /وطنية - ارجأت محكمة الاستئناف البلجيكية، اليوم، محاكمة شبكة "لتجنيد متطرفين للقتال في سوريا مجددا والى اجل غير مسمى"، فيما اعرب القاضي عن غضبه "لعدم تنفيذ تعليماته الامنية". وقال رئيس محكمة الاستئناف بيار سان ريمي عند بدء الجلسة: "ان الارشادات التي اصدرتها على المستوى الامني لم تنفذ. لذا سترجأ قضية زرقاني (اسم المتهم الرئيسي) الى اجل غير مسمى". ولم يكشف القاضي عن سبب غضبه، لكنه خرج قبل ذلك بدقائق من قاعة الجلسة وقد بدا عليه السخط ووجه الكلام الى مصورين صحافيين التقطوا صورا وفيديو للمحكمة من الرواق. وقال: "قلت لا تصوير". اسف ان الشرطة لا تطبق تعليماتي" مهددا الصحافيين الذين سيصورون القاعة ب"ملاحقات قضائية". وكان سان ريمي اجل المحاكمة ايضا أمس متحدثا عن "دوافع امنية" وحذر من أنه "إذا لم تكن التدابير كافية غدا، فسيتم تأجيل المحاكمة إلى أجل غير مسمى". وافادت صحيفة "لا ليبر بلجيك" عن عقد اجتماع بعد الارجاء لمركز الازمة في الحكومة ادى الى تعزيز اجراءات حماية عدد من القضاة.

 

"لوفيغارو": مظليون اميركيون يعملون لاستعادة الموصل

المركزية- اشارت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الى "ان 1800 من المظليين الأميركيين يستعدون للعودة إلى بغداد من أجل استعادة الموصل من تنظيم داعش"، واعلنت "ان هؤلاء سيصلون إلى العراق نهاية الشهر المقبل ولكن ليس للقتال، بل للمشاركة في تدريب قوات البشمركة الكردية لمساعدتهم في استعادة الموصل".

وأضافت الصحيفة أن الجنود الأميركيين لن يتمركزوا برا بل سيساعدون في تحقيق تقدم لقوات البشمركة على الأرض، لافتة الى "ان السلطات في واشنطن لا تريد أمركة النزاع في العراق بين العراقيين وتنظيم الدولة الاسلامية"، معتبرة "أن استعادة الموصل عسكريا ستكون الخطوة الأولى من الإستراتيجية الجديدة لوزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر في مكافحة تنظيم داعش".

 

"لوموند": جمورية حسن روحاني فرصة ذهبية لفرنسا

المركزية- نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالا يتحدث عن العلاقات السيئة التي جمعت فرنسا وايران منذ عام 1979 وتخوّف الحكومات الفرنسية خلال هذه السنوات من التقرب من طهران. وجاء في المقال "ان العالم لاحظ اليوم أن إيران مستقرة على جبهة محاربة التنظيمات الجهادية التي أصبحت تهدّد أغلب دول العالم، ومن هنا على فرنسا أن توطد علاقاتها الدبلوماسية وتعاونها في مختلف المجالات مع إيران التي يمكن أن تلعب دورا هامّا في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وبقية الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط". ولفت الى "ان إيران يمكن ان تكون حليفا موثوقا به من طرف الأوروبيين في مكافحة الإرهاب".

 

صحف بريطانية: محادثات جنيف تحمل أملاً

المركزية- كتبت الصحف البريطانية عن محادثات جنيف حول روسيا، فرأت صحيفة "غارديان" البريطانية ان "المحادثات تحمل الأمل، إلا أن الدبلوماسية الزائفة ليست دبلوماسية"، معتبرة ان "ليس هناك قضية أهم من العمل على وضع حد للمأساة الانسانية وزعزعة الاستقرار الإقليمي الذي أدى إلى إنتاج الصراع الدائر في سوريا". واشارت الى ان "الحرب الدائرة في سوريا قتلت نحو 300 الف سوري وأدت الى نزوح نصف عدد السكان، إضافة إلى تهجير حوالي 4 ملايين سوري إلى خارج البلاد". واوضحت الصحيفة أن "في حال اعتبرت الأزمة الانسانية السورية غير كافية للتوصل إلى حل في سوريا، فإن الحاجة للتوصل إلى حل لأزمة المهاجرين في أوروبا- كون الأزمة السورية سبباً مباشراً لها- قد يكون أحد الاسباب التي تدفعنا للاهتمام بمحادثات جنيف المرتقبة اليوم". من جهتها، اعلنت صحيفة "اندبندنت" ان " محادثات السلام محاولة لحل الأزمة التي تعصف بسوريا، وهي تولّد الأمل في إنهاء الصراع الدائر في سوريا على أيدي أقوى الدول في العالم"، مشيرة إلى أن "العديد من الأحزاب المشاركة في الصراع في سوريا لن تشارك في مؤتمر جنيف ومنها تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" وأكراد سوريا. واعتبرت الصحيفة أن "توظيف اقوى بلدين في العالم امكانياتهما العسكرية يعطيهما نفوذاً متزايداً على الأرض".

 

"الشرق الأوسط" نحو تدشين طبعتها التركية بعد الكندية

المركزية- في حدث جدير ذكره، حققت صحيفة "الشرق الاوسط" قفزة نوعية على مستوى انتشارها لا سيما مع التوجه الى تدشين طبعتها التركية بعد الطبعة الكندية. وفي السياق، أعلن العضو المنتدب للمجموعة السعودية للابحاث والتسويق الناشرة لصحيفة الشرق الاوسط وعدد من المطبوعات العربية الرائدة الدكتور عزام الدخيل ان الصحيفة التي تحمل اسم جريدة العرب الدولية تسير في اتجاه تعزيز تواجدها في العديد من عواصم القرار الإقليمية والدولية، موضحا ان الصحيفة ستزيد من توزيع أعدادها في لبنان بحيث لا تقتصر على المدن الرئيسية، بل تتعداها لتصل الى كل بيت لبناني. وأكد الدخيل ان الصحيفة، التي زادت من عدد صحافييها في لبنان منذ مطلع العام، تتجه الى إثبات حضورها كواحدة من الصحف المؤثرة على الساحة الإعلامية اللبنانية، وسيكون لها نشاطها البارز في لبنان، الذي تنظر اليه المجموعة كمحطة هامّة لنشاطها الإعلامي الرائد. وأعلن ان الصحيفة تتجه لتحقيق قفزة نوعية في الانتشار في كل قارات العالم، لتصل الى كل العرب، كما تعزز حضورها اللغوي لتخاطب غير العرب بلسانهم، وتقدم لهم الواقع العربي، بأقلام عربية. وكشف انه بعد طبعة كندا التي اوصلت الشرق الاوسط الى هذه المنطقة البعيدة من العالم، تتجه الصحيفة الى تدشين طبعتها التركية لتكون بذلك اول صحيفة عربية تطبع في اسطنبول وأنقرة وتوزع في العديد من المدن التركية، مثبتة ريادتها وأحقيتها في أن تكون جريدة العرب الدولية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميشال عون وموت اتفاق الطائف

مـكـرم ربـاح/لبنان الآن/29 كانون الثاني/16

جعجع يريد لعب دور صانع الرؤساء، لكنّ التعرّض لاتفاق الطائف قد يغيّر لبنان

هناك مثل لبناني يقول: "عيش كتير بتشوف كتير". هذا ما ينطبق على ما شاهدناه عندما أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، المتنافس هو نفسه على الرئاسة، دعمه الكامل لخصمه الأبرز ميشال عون. ما قد يبدو للبعض كعداءِ أساسي بين عون وجعجع، إنما يعود فقط إلى نهاية الحرب الأهلية عام 1990، حين قرر عون من موقعه كقائد للجيش ورئيس للوزراء بالوكالة، شنّ حرب على مستوى واسع على ميليشيا القوات اللبنانية آنذاك. وقد شهدت حرب الإلغاء بعض أشرس جولات القتال ما بين المسيحيين، ورآها البعض بمثابة الحد الفاصل الذي مهّد لإضعاف ووهن مسيحيي لبنان.

جاء هذا الترشيح الغريب، وإن كان متوقّعاً، كردّ على ترشيح حلفاء جعجع لسليمان فرنجية، أحد المتنافسين الأربعة الأوائل على كرسي الرئاسة الشاغرة منذ 20 شهراً. وفي حين يمكن النظر إلى ما فعله سمير جعجع كمناورة تعود عليه وعلى حزبه بمكاسب على المديين القريب والبعيد، فإنّ عواقب هذا التحرّك إشكالية أكثر مما تبدو. بعد اطلاق سراح جعجع من السجن عام 2005 وعودة عون من منفاه الباريسي، اختلف الرجلان في موقفهما من النظام السوري وسلاح حزب الله. حيث سرعان ما أعاد عون تموضعه موقّعاً مذكرة التفاهم مع حزب الله، وهي الصفقة التي تخلّى فيها عن مبادئه مقابل مكاسب معينة، مانحاً بذلك حزب الله الدعم المسيحي الذي كان بأمسّ الحاجة اليه لاسيما بعد حربه عام 2006 مع إسرائيل. فارقٌ وجودي آخر بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر هو موقفهما من اتفاق الطائف عام 1989 وبنية الحكم الجديدة التي أسّس لها. في حين وافقت القوات اللبنانية على التعديلات الدستورية وعلى صيغة تقاسم السلطة الجديدة رافضةً الوصاية السورية التي رافقتها، لم يتبنّ عون ولا حزب الله في المناسبة، اتفاق الطائف ولا احترما إعادة توزيع السلطة ما بعد الحرب التي حدّت من سلطات الرئيس الماروني. غير أنّ هذا لم يمنع هذين الزعيمين من محاولة التغلّب على خلافاتهما من أجل انتخاب رئيس. حيث وقّعا في حزيران 2015 إعلان نوايا تضمّن قائمة بالمواضيع التي على الجانبين معالجتها. غير أنّ هذا بقي مجرّد تمرين فكري ولم تأخذه باقي الأطراف اللبنانية على محمل الجِدّ، حتى اليوم.

اتفاق الطائف مهدّد

لم تحجب الطريقة المسرحية والأمبراطورية التي أعلن فيها جعجع ترشيح عون حقيقةً أساسية مفادها أنّ جعجع كان يتملّص من اتفاق الطائف ويتبنّى منطق الرئيس القوي الذي دأب عون على التباهي به أمام جماهيره. وهذه الإلتفافة الكاملة لجعجع أدّت إلى كسر مفهومين أساسيين.

المفهوم الأوّل الواضح هو حركة 14 آذار المنهكة منذ زمن طويل، والتي فشلت مراراً في الرد على تحديات 8 آذار وراعييه الإيراني والسوري. وبترشيح جعجع لعون يكون هذا الأخير قد بعث برسالة مفادها أنّ الرئيس التوافقي بما ينسجم مع اتفاق الطائف لم يعد خياراً مطروحاً، بل المطلوب هو رئيس قوي مواجه يمكنه المطالبة بحقوق المسيحيين.هذا التحدي الواضح للمؤسسة السياسية السنّية ولباقي المسلمين يمكن أن يكون له تأثير سيء على المسيحيين أقلّه على المدى الطويل. فمن خلال إبطال اتفاق الطائف الذي منح المسيحيين تمثيلاً غير متناسب على الرغم من أن الوقائع الديمغرافية لا تخدمهم أيضاً، يكون قد أزال شبكة أمان للمسيحيين في السنوات القادمة. لقد قاوم سعد الحريري لسنوات الدعوات الى إعادة التوازن إلى هذه الصيغة وتبنّي الكوتا الطائفية بنسبة 1/3 التي تمنح الشيعة دستورياً حصة متساوية في الحكومة. أقلّه لم يعد الحريري ملتزماً أخلاقياً لتبجيل تحالفه مع جعجع، الذي ترك دائرة النفوذ السعودي وقرّر تبني الحليف السياسي الأول لحزب الله. لكن كيف يمكن ترجمة ذلك على المستوى العملي؟ ترشيح عون للرئاسة وانتخابه رئيساً أمران مختلفان تماماً. كما يبدو فإنّ عون وفرنجية يقومان بكشف أوراقهما، إذا ما اتفق الطرفان على الذهاب الى البرلمان للتصويت. بالإضافة الى ذلك فإن تصويت القوات اللبنانية لعون لن يكون كافياً حتى مع كتلة "حزب الله" الأساسية لتأمين فوزه. في حين أنّ سليمان فرنجية، في حال استمر برفض الانسحاب لصالح عون، يجب أن يتمكّن من تأمين عدد أصواتٍ كاف، إن لم يكن في الجولة الأولى فربما في الجولة الثانية، بأصوات الجبهة المعادية لعون. ستضم هذه الجبهة كما هو محتمل الكتلة التابعة لنبيه بري، الذي لا يكنّ أي مشاعر مودّة سياسية أو شخصية تجاه عون، وهي حقيقة يبدو أنّ الأخير يدركها تماماً. وفي حين أنّ فرنجية مُثقَل بصداقته مع بشار الأسد وبشخصيته البسيطة غير المتكلّفة، فإنّ موقف عون العدائي والتنازلي والدعم الإيراني الكامل الذي يحظى به يجعلانه أقل حظاً في كسب السباق. يبدو أنّ الكتلة المناهضة لعون تفضّل رئيساً موالياً لسوريا يمكنه الحفاظ على آخر ما تبقّى من الطائف، بدل رئيس مسنّ ولكن قوي يهدّد هذا الاتفاق. من جهة أخرى، يريد جعجع لعب دور صانع الملوك، وهو أمر مسموح ومشروع سياسياً وشخصياً، لكن ما من أحد يجب أن ينسى بأنّ التعرّض للطائف يمكن أن يأتي بملكٍ جديد. وفي هذه المرحلة، فإنّ ضمان بقاء هذه المملكة التي اسمها لبنان على ما هي عليه هو أمر لا يمكن لشخص عاقل أن يتعهّد به.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية عن موقع middleeasteye (ترجمة زينة أبو فاعور)

 

 نصر الله: لدينا التزام اخلاقي وسياسي بدعم ترشيح عون ونسعى للوصول الى رئيس للجمهورية يملك اكبر نسبة من التأييد والتوافق

الجمعة 29 كانون الثاني 2016

وطنية - اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هذه الليلة عبر شاشة "المنار" والقى كلمة بدأها بتقديم التعازي لقيادة حركة حماس وقيادة كتائب عزالدين القسام بالشهداء الذين قضوا في انهيار احد الانفاق في غزة، وايضا التعازي لعائلات الشهداء في القدس وفلسطين.

وحيا المقاومين والضباط والجنود الصامدين في اعالي الجبال.

واعرب عن سعادته بالتفاهمات التي حصلت وادت الى اطلاق العمل الحكومي والالتزام بدقة بالاليات المتفق عليها، منوها بإيجابية كل القوى السياسية، موجها شكره الخاص الى الرئيس نبيه بري للجهود التي بذلها من اجل التوصل اليها.

وتمنى على مجلس الوزراء ان ينصف متطوعي الدفاع المدني تقديرا للمخاطر التي يتعرضون لها.

وعن ملف الرئاسة المح الى عدم الكشف عن كل المعلومات وتركه للكشف عنها الى مرحلة لاحقة.

وانطلق من قول للامام زين العابدين حول اهمية الصدق والوفاء وقال "المزايدات والابتزاز حكم ملف الرئاسة، في حين انه يحتاج الى دراسة ولقاءات.

واشار الى من يتهم ايران بالتعطيل الى ان ايران القوة العظمى الاقليمية الاولى والتي يتسابق العالم على كسب ودها، فهي ليست بحاجة الى طرح موضوع الرئاسة خلال بحثها الملف النووي.

واكد نصرالله ان الايراني كان يرفض الدخول في اي ملف خارج الاتفاق النووي. والمح الى انه تم توقيع الاتفاق بالرغم من مساعي تعطيله لدى اسرائيل والسعودية، مطالبا اصدقاء فرنسا وايطاليا ما اذا كان الرئيس روحاني قد فاتح من التقاهم هناك بموضوع الرئاسة في لبنان، بل على العكس اولئك كانوا يفتحون الموضوع ويطلبون من ايران التدخل.

وطالب من يتهم ايران بالتعطيل بتقديم الاثباتات. وكرر نفيه تدخل ايران في ملف الرئاسة وقال لا تنتظروا ايران لا اليوم ولا غدا.

وكشف عن اتصال مع مسؤولين ايرانيين حول هذا الامر بالامس تناول موضوع الرئاسة واذا ما تم بحثه في زيارة روحاني. وتمنى مجددا الخروج من حكاية انتظار ايران والوضع الاقليمي، داعيا اللبنانيين الى الحوار.

واشار الى خروج سوريا من دائرة اتهام هؤلاء لها بالتدخل. واوضح ان ايران خاضت 35 دورة انتخابية كدليل على من يشكك بممارستها الديمقراطية، لا بل انها لم تعطل او تؤجل الانتخابات عندها بالرغم من حرب صدام حسين عليها، مذكرا البعض بأن اصدقاء لهم في دول معينة لم يحصل فيها انتخابات.

واضاف "مصلحة تشخيص النظام في ايران بمثابة استراتيجية لمستقبلها في كافة الامور، منتقدا من يشكك بمصلحة تشخيص النظام، في حين ان عندنا لم نجد حلا لرفع النفايات.

وتابع "لم نتطرق الى مؤتمر تأسيسي وانما الى تسوية وتسهيل لانتخاب الرئيس وايجاد حل على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، فالتسوية التي طرحتها هي تحت سقف الطائف، ولكن البعض لا يفهمنا وانما يلجأ الى التحريض علينا مهما تكلمنا.

وقال: "ان علاقتنا مع حلفائنا إنما قائمة على الصدق وعلى أساسيات مهمة، وإن كنا نختلف في بعض التفاصيل. ان 8 آذار ومن معه ليس له حزب قائد، وهو فريق سياسي يتناقش في ما بينه ويعمل على تنظيم الخلاف في ما بين اعضائه. هذه هي علاقتنا مع حلفائنا.

أضاف: "لم نكن نريد إحراج حلفائنا مثل قرارنا بالذهاب الى سوريا، ومثلها في حرب اليمن والحرب السعودية الغاشمة عليه، إذ لم نطلب منهم تأييدنا منعا لإحراجهم".

واعتبر "ان تصوير الآخر لعلاقتنا بحلفائنا إنما يهين هؤلاء الحلفاء، فنحن لا نتعاطى مع أي موضوع من باب تبرئة الذمة، وان تحالفاتنا لا تقوم على تقاطع المصالح السياسية، لأنها قائمة على قاعدة الثقة والود، والقرب والاحترام الخاص، وليست من منطلق الربح والخسارة. نحن حريصون جدا على قيام علاقات بين الطوائف مرتكزة على الطمأنينة والسلام الداخلي، ونؤكد عدم إيماننا بالتحالف أو الطعن من خلف الظهر.

وقال: "أريد قول الأمور كما هي وإغلاق الباب أمام التحريض الحاصل، ونجدد الالتزام الاخلاقي بهدف تأسيس البلد والمجتمع، وخلق وطن وبناء دولة. طيلة الفترة الماضية ومنذ الحديث عن الاستحقاق الرئيسي ثمة خصم وليس عدوا كان يعمل على إيقاع الخلاف مع حلفائنا سواء مع أهل السنة، او مع حركة أمل والتيار الوطني الحر.

وتابع:" اخجل ان انقل الكلام الفارغ الذي قيل عن علاقتنا بحركة "امل" والشواهد تثبت عكس ذلك، فالعلاقة بين حركة امل وحزب الله علاقة احترام وحوار وتواصل شبه يومي، وما نتفق عليه نسير به وما نختلف عليه نواصل النقاش فيه، وقد بات التحالف نموذجا في لبنان والمنطقة.

ونفى ان تكون العلاقة بين حزب الله وامل تابع ومتبوع.

وعن العلاقة مع التيار الوطني الحر، قال:"منذ لحظة توقيع التفاهم مع العماد عون، منذ عشر سنوات حاول الفريق الاخر الايقاع بيننا. وخاطب قواعد التيار الوطني الحر قائلا: "هناك عمل على التشكيك".

وعن الحملة على حزب الله منذ اكثر من سنة ونصف السنة قال: "لقد درست قيادة حزب الله خياراتها وتوصلنا الى نتيجة ان هناك مرشحا طبيعيا هو العماد عون وله حيثيات. وبناء عليه وعلى رؤيتنا السياسية ووفاء لمواقف العماد عون وللحيثيات المتوافرة فيه قررنا دعم هذا الترشيح".

واوضح "ان العماد عون لم يطلب منا ترشيحه او التصويت له، بل نحن من بادر باتجاهه".

وتابع: "لم نجامله بل اكدنا له اننا معه وسندعمه بما نستطيع.واكدنا هذا الامر للحلفاء عندما سألونا عن دعمنا لترشيح العماد عون".

وتطرق الى الجلسة الاولى التي صوتنا فيها بالورقة البيضاء بعد ان اوضح لنا العماد عون انه لم يعلن ترشيحه بعد.

وامتدح في موضع النقد الطرق المتبعة لدى مؤيدي فريق 14 آذار في الكتابة والتحريض، وتابع تفنيده لسلوكيات منتقدي حزب الله في موضوع ترشيح العماد عون.

وقال: اجرينا اتصالات وبذلنا جهدا ومارسنا حقنا الدستوري في الغياب عن جلسة مجلس النواب لانتخاب الرئيس، فاتهمونا بالتعطيل، وما زالوا يفعلون ذلك.

وقال: "نحن نقبل الاتهام لأننا لا نريد سوى مرشح نقبل به".

وعن الحوار بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" قال: "عقدت اجتماعات في باريس وكنا في الجو العام لا في التفاصيل، وأيدنا هذا التواصل وهذا الحوار لأننا نريد انتخاب رئيس جمهورية".

ولفت الى ان "الأمور تعطلت، وقيل ان السعودية وضعت "فيتو" على العماد عون ودخلت القصة في "الكوما".

وشدد على الثقة بحلفنا "وهذا ينطبق على كل ما سيجري في المستقبل لجهة الحوار بين أي طائفة وأخرى، لأن المطلوب ان يتفاهم الناس مع بعضهم البعض ولأننا مقتنعون بعدم وجود طائفة قائدة لوحدها".

وعن الاتصالات بين الرئيس سعد الحريري والنائب فرنجية، قال:" فرنجية حليف قديم وصديق عزيز وبيننا مودة قديمة منذ زمان وزمان ولا أحد مطلوب منه الاقتراب من هذا الموضوع.

سليمان بك فرنجية حليف ونتيجة الثقة بيننا أخبرنا باللقاءات، وقلنا له انتبه بأن يكون هناك من يريد إيقاع الخلاف بينك وبين العماد عون، أو بين حزب الله والعماد عون وهذا يؤدي الى مشكلة، فقال فرنجية لا مشكلة ولنتابع، وصولا الى لقاء بين الحريري وفرنجية في باريس. وقد سألني فرنجية، إذا كان دعمهم لترشيحي جديا وما هو موقفكم؟ كان جوابي بالحرف: "هذا الموضوع إذا كان جديا فهو معطى جديد ويحتاج الى نقاش مع العماد عون. نحن يا بك نثق بك، ولكن نحن نلتزم العماد عون وعلينا أن نناقشه بالأمر".

وتابع: "حصل اللقاء في باريس ولكن الطريقة التي تم بها اللقاء ونشر الخبر قطع الطريق على أي حوار جدي حول الأمر وخلق التباسا مما جعلنا نعمل كطفاية".

وقال: "لا أريد أن أتهم أحدا، ولكن الطريقة بمقاربة هذا الموضوع من باريس كان له انعكاس سلبي لدى فريقي 8 و 14 آذار. فهذا موضوع لم يكن لتتم مقاربته بهذا الشكل.

وانا لا اصدق التسريبات بل سليمان فرنجية الذي أكد لي أنه لم يعقد اتفاقات في لقائه مع الحريري في باريس حول رئاسة الحكومة وملفات أخرى.

وقال:" في ظل هذا المعطى الجديد الذي تمت مقاربته بشكل خاطىء فقد دخل في بازارات الكلام، وصار السؤال اين حزب الله من ترشيح العماد عون؟.

وتساءل:" لماذا تحميل حزب الله مسؤولية عدم وصول سليمان فرنجية الى الرئاسة، اليس هذا ظلم لنا بأننا عقبة في ملف الرئاسة؟ وصار مطلوب منا التوضيح لدى التيار الوطني الحر.

كنا حرصاء على وحدة فريقنا ما امكن".

ثم تناول موضوع ترشيح القوات اللبنانية للعماد عون قال:" نحن نثق بحليفنا العماد عون وهو حر في ان يجلس مع من يريد، ولن نزعج اذا دعم خصم لنا احد حلفائنا لأن الفريق الآخر هو المحتار، عكس ما نحن عليه من ثقة بوضعنا المحلي والاقليمي".

اضاف:" نحن مع اي تفاهم بين اي فئتين لبنانيتين وان يسود السلام بين جميع الطوائف.

نحن لا نبدل ولا نغير موقفنا ورأينا، لذا نحن غير مجبورين ان نعلن كل يوم تجديد موقفنا والتزامنا".

واوضح "احببنا بعد كل هذا التطور الدراماتيكي ان ننتظر، وان عدم اصدار بيان لا علاقة له بعدم اصدار موقف، وحتى هذا التطور الايجابي هناك من سعى الى الايقاع بيننا وبين العماد عون.

وكرر موقفه القائم على الصدق والثقة بما يقوله عون، تماما مثلما يقوله لنا فرنجية.

ونفى وجود تأثير على موقف حزب الله من اجواء التحريض، وقال "نحن نناقش مع حلفائنا ولكن لا نجبر اي من حلفائنا على اي موقف يتخذه، واي كلام اخر اهانة لهم ولنا".

وتابع "هناك مرشحان عون وفرنجية وبكلمة مختصرة نرى ربحا سياسيا لفريقنا السياسي، لأن المشهد السياسي يفيد بعدم وجود مرشح لفريق 14 آذار، وان الرئيس المقبل من 8 آذار وهذا يعني ربحا لنا".

وعن موقف حزب الله اكد قائلا "لدينا التزام اخلاقي بدعم ترشيح العماد عون، ونحن منذ التزامنا مع العماد عون لم يخطىء معنا، ونحن في حزب الله امام التزام من هذا النوع حتى في ظل ترشيح صديقي ونور عيني، فهل اترك التزامي الاخلاقي مع العماد عون، وهذا يعني ان فرنجية لا يستأهل الرئاسة.

وكرر "نحن نفي بالتزاماتنا ولو على قطع رقابنا، فقط في حالة واحدة ان يعلن العماد عون الانسحاب من ترشيح نفسه، اما غير ذلك فلا مخرج آخر. حزب الله ملتزم اخلاقيا وهو التزام قمنا به بقناعة وايمان.

وخاطب نصرالله تيار المردة ووصفهم بالاحبة وقال: "لو انه قبل سنة ونصف السنة كان الالتزام مع فرنجية لكنا معه".

ودعا الى المزيد من الحوار والتواصل والنقاش وعدم الاستعجال بالرغم من اهمية الامور المحلية والاقليمية. وقال:"علينا ان نسعى جميعا الى تفاهم حقيقي للوصول الى رئيس يحظى باجماع والا يشعر اي فريق بأنه كسر الاخر.نحن لسنا مع الاستعجال والامور تتطور ولكن على قاعدة الحوار الداخلي وليس انتظار الخارج، فالفريق الآخر يهاجم حزب الله لان لا عمل لديه سوى ذلك.

وختم بالتاكيد على الوفاء لهذا الترشيح، نافيا وجود سلة طالما ان المرشحين هما من فريقنا، وما اقتراحي بسلة متكاملة الا لتسهيل ايجاد حلول في البلد.

كما طالب باجراء انتخابات بلدية في موعدها "وسنرفض اي تمديد للمجالس البلدية اذا ما حصل. نحن ندافع عن بلدنا ونقدم الشهداء ومن يتهمنا يظلمنا ومن لديه دليل على اخطائنا فليقدمها".

 

المنافسة بين عون وفرنجية تزيد من أهمية الكتل المحايدة

 سليم نصار/الحياة/30 كانون الثاني/16

مع اقتراب موعد الاستحقاق الذي اختاره رئيس المجلس النيابي نبيه بري (8 شباط / فبراير) لانتخاب رئيس جمهورية لبنان، يتبيّن للمراقبين أن «الطبخة» المطلوبة لم تنضج بعد. هذا مع العلم أن عدداً كبيراً من القيادات الروحية والسياسية قد أعرب عن رغبته في حلحلة هذه الأزمة المعقدة. خصوصاً أنها تجاوزت الحد الأقصى من الانتظار والصبر، وبلغت من مراحل التأجيل كل خط أحمر يمكن تصوره. لذلك سارع البطريرك الماروني بشارة الراعي الى الاجتماع بالبابا فرنسيس في الفاتيكان، على أمل إثارة موضوع الرئاسة في لبنان مع الرئيس حسن روحاني. وهذا ما فعله من جهة أخرى سفير فرنسا لدى لبنان، إيمانويل بون، الذي توجه الى باريس الأسبوع الماضي حاملاً معه ملفاً خاصاً بأزمة الرئاسة. وكان من الطبيعي أن يثير الرئيس فرنسوا هولاند هذا الموضوع مع ضيفه الإيراني حسن روحاني. ومع أن شيئاً لم يرشح عن خلاصة هذه المحاولة، إلا أن طهران مطمئنة الى موقف «حزب الله» حيال مشكلة تعتبرها شأناً لبنانياً داخلياً، بعكس البطريرك الماروني الذي يعتبر أن مستقبل رئاسة الجمهورية في لبنان هو شأن إقليمي يخص كل دول المشرق العربي. ودليله على ذلك أن أجراس الكنائس في لبنان بقيت وحدها تُقرَع برضا المسلمين، بينما سكتت الأجراس في كل البلدان العربية بما فيها العراق ومصر وليبيا.

من هنا تضمن التقرير الذي قدمه البطريرك الماروني الى البابا نصاً يطالب فيه بضرورة إهتمام الفاتيكان بمسيحيي المشرق عبر البوابة اللبنانية. وكما ترتفع حدة أزمة الرئاسة اللبنانية قبل موعد الانتخابات المقرر في 8 شباط كذلك شهدت الساحة اللبنانية مشادات كلامية في شهر حزيران (يونيو) من السنة الماضية.

يومها فتح باب النقاش الحاد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بالقول: «إن لبنان لن ينتخب رئيساً في الظرف الحالي بسبب غياب الوسيط». ثم أكمل: «عندما انتخبنا ميشال سليمان كان هناك وسيط اسمه الدوحة. لذلك نصيحتي للفرقاء المسيحيين بأن يقتنعوا بوجود مرشح توافقي خارج ميشال عون وسمير جعجع وأمين الجميل. ربما سليمان فرنجية مقتنع بذلك، ولكنه لا يريد أن يختلف مع ميشال عون». وفي ختام حديثه أشار جنبلاط الى أهمية انتخاب رئيس مسيحي، قائلاً: «إن للرئيس المسيحي اللبناني رمزية خاصة وسط هذا الشرق العربي - الاسلامي. خصوصاً بعد الكوارث التي حلت بالعراق وسورية. وأعود الى الماضي لأذكّر المسيحيين بحكمة كميل شمعون وبيار الجميل وريمون إده. يومها أدركوا أن حظوظهم معدومة، لذلك انتخبوا سليمان فرنجية».

وفجأة، دخل على خط النقاش الحاد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ليرفع حرارة الجو السياسي بالقول: «إن الوضع واضح بالنسبة الى خيار الرئاسة، فإما أن تنتخبوا الجنرال ميشال عون وإما أن يؤجل أمر الرئاسة الى أجل غير مسمى، والله أعلم كم يطول هذا الموضوع!».

وكان من الطبيعي في حينه أن يُحدِث ذلك التصريح الحاسم ردود فعل غاضبة لدى فريق 14 آذار، الأمر الذي اضطر الرئيس نبيه بري للتدخل بهدف إعلان التهدئة قبل اللقاء المسيحي في بكركي. بعد ذلك التصريح الواضح، أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله موقفاً سياسياً ثابتاً أكد فيه أن ميشال عون هو مرشح الحزب، الأول والأخير لمنصب الرئاسة في لبنان. وقد رفع ذلك الموقف الصريح الغطاء عن حظوظ العماد جان قهوجي، الذي رشحته صحف عدة لموقع الرئاسة بعد الحصانة الأمنية التي وفرها الجيش للسفارة الايرانية ولسكان الضاحية الجنوبية.

يقول المراقبون للشأن اللبناني إن اتفاق سعد الحريري مع سليمان فرنجية كان السبب المباشر الذي شجع الدكتور سمير جعجع على مصالحة غريمه السياسي العماد ميشال عون. والكل في لبنان يذكر كيف شنّ العماد عون ضد «القوات اللبنانية» «حرب الإلغاء» على مختلف الجبهات في 31 كانون الثاني (يناير) 1990. واستمرت الى حين قام الجيش السوري في 13 تشرين الأول (اكتوبر) باختراق مواقع عون العسكرية، وإخراجه من قصر بعبدا ومبنى وزارة الدفاع. ولكن حاجة جعجع الى مساندة عون في هذه المرحلة بالذات أنسَته الجرح العميق الذي حفرته في ذاكرته «حرب الإلغاء». لذلك استغل توقَ عون وتشوّقه المزمن للعودة الى قصر بعبدا كي ينسج خطة وقائية تُعرَف بعالم السياسة بـ «خطة بمرنغ». و «بمرنغ» هي قطعة خشبية مسنَّنة وملتوية كان سكان استراليا الأصليون يستخدمونها للصيد. وإذا لم تُصِب الهدف، تنحرف القطعة وترجع الى قاذِفها.

أما المعنى الرمزي لهذه الخطة فنابعٌ من قناعة جعجع بأنه في حال لم يربح عون معركة الرئاسة، فإن حظه في خلافته بالرئاسة سيتضاعف. وهكذا يكون قد ضمِن ما أخذه منه سليمان فرنجية. أما في حال تحقق رهانه على عون، فإن مكاسبه من هذه الصفقة ستقوي نفوذه السياسي مع فريق 8 آذار، وتؤمن لجماعته في الحكومة وإدارات الدولة مناصب رفيعة. بعض الصحف الخليجية رأى في استدارة جعجع باتجاه عون نوعاً من التشكيك والإرتياب بأن السعودية هي التي شجعت سعد الحريري على طرح مبادرته. وبما أنه كان يتخيل نفسه المرشح المفضل لدى الرياض، لذلك ذهب بالاتجاه المعاكس بهدف قطع الطريق على رئيس «تيار المَرَدَة». ذلك أنه يعتبر وصول فرنجية الى قصر بعبدا تطوراً سياسياً يمكن أن يهدد قاعدة نفوذه الانتخابي في بشرّي ومحيطها. السؤال المحيّر الذي رافق هذه العملية المفاجئة يتعلق بالشروط التي عرضها رئيس حزب «القوات اللبنانية» أثناء لقاء «معراب». ويُستدَل من مراجعة بنود ما وصفه جعجع بـ «ورقة الانقاذ»، أن البند الوحيد الذي يقبل به «حزب الله» هو «اعتبار اسرائيل دولة عدوة». أما سائر البنود التي وافق عليها عون، قبل إعلانها في المؤتمر المشترك، فهي مناقضِة لطروحات «حزب الله» وشعاراته السياسية.

ومن أبرز نقاطه الرئيسية:

1- الإيمان بلبنان وطناً سيداً حراً مستقلاً، وفق المبادئ الواردة في الدستور.

2- الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرَّت في الطائف.

3- اعتماد مبادئ السيادة في المواضيع الإقليمية والدولية.

4- دعم الجيش، وتمكينه من بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.

5- عدم اللجوء الى السلاح والعنف.

6- التزام سياسة خارجية مستقلة بما يضمن مصلحة لبنان ويحترم القانون الدولي.

7- احترام قرارات الشرعية الدولية والالتزام بمواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

تؤكد مصادر حزبية أن قيادتي الرابية ومعراب كانتا قد أطلعتا «حزب الله» على وقائع التعاون المرتقب من دون الدخول في التفاصيل. ومع شدّة تحفظ الحزب على شراكة جعجع، فقد ترك لحليفه عون حرية التصرف لئلا يتهمه بتعطيل فرص وصوله الى الرئاسة.

وفي الوقت ذاته، وضعت «القوات اللبنانية» حليفاتها، في «الكتائب» والأمانة العامة لـ 14 آذار، في أجواء الفرصة المتاحة بين خصمَيْن كانا حتى الأمس القريب يتنافسان على زعامة القوى المسيحية المبعثرة.

والكل في لبنان يتذكر ضراوة الحملة الاعلامية التي قام بها جعجع في منتصف عام 2014 من أجل تسويق نهجه استعداداً لخوض معركة الرئاسة. وعلى سبيل التذكير نجتزئ، من تصريح طويل لأحد الزملاء، اليسير من «تواضع» جعجع الذي قال: سيكون للبنان رئيس توافقي بالمعنى الفعلي، لأنه سيوفّق بين اللبنانيين بمنطق الدستور والقانون. وعندما سأله الزميل عن برنامجه، أجاب بتواضع جم: ستكون للبنان دولة فعلية في حال وصلت الى قصر بعبدا. على كل حال، ان حياتي اليومية خالية من المزاح وممتلئة بالأعمال الجدية. وعلى سبيل المثال، لنفترض أني رئيس للجمهورية، وحصلت عملية خطف في البلاد. عندها أوقف الجمهورية اللبنانية بأكملها لملاحقة الخاطفين. ووفق رأيي، حين يتوقف المسؤولون في الدولة عند أكبر وأصغر الأحداث، بعدها لن يتجرأ أحد على الإخلال بالأمن، وقس على هذا المثال كيف سيكون أدائي السياسي!

ومثل هذا البرنامج الذي نُقِل الى حليفه ميشال عون، كان جاهزاً للتطبيق قبل أن يخطف «داعش» دولتين من الدول العربية، من دون أن تتمكن الأسرة الدولية من استرجاعهما بعد.

بقي أن ننتقل الى جوهر الموضوع، ونسأل ما إذا كانت «القنبلة» التي فجرها سمير جعجع ستعود عليه وعلى عون بالربح الوفير؟ اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان بعد 15 سنة، ينصّ على أنه لن تكون هناك غالبية سياسية لطائفة دينية. وبناء على هذا المبدأ، فإن البنية السياسية في الدولة ملزَمة بإنشاء ائتلافات أو اجتذاب أقطاب يمثلون مختلف أقطاب المسلمين والمسيحيين. وفي هذه الناحية بالذات تلعب العلاقات الشخصية بين القادة دوراً رئيسياً. كما يلعب الولاء للدول المؤثرة، مثل السعودية وايران وسورية، دوراً كبيراً أيضاً. وبما أن أصوات النواب المحسوبة لميشال عون ومنافسه سليمان فرنجية لا تصل الى الرقم المطلوب (85)، فإن البحث حالياً يجري لاستمالة نواب بري وجنبلاط والكتائب والأرمن، إضافة الى المستقلين ونائبي الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان ومروان فارس.

الرئيس بري كشف أوراقه منذ أكثر من سنة وأعلن أنه يؤيد جان عبيد. ولكنه هذا الأسبوع حسم تموضعه وصرح بأنه وأعضاء كتلته (13 نائباً) يؤيدون رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ويرى نواب كتلته أن هذا التصريح ملزِم، وأن تدخل «حزب الله» معه لن يبدل في قناعاته. خصوصاً أن «حزب الله» يحتاج الى زعيم حركة «أمل» كواجهة سياسية خارجية، وكحليف محلي يصعب إغضابه. رئيس «اللقاء الديموقراطي» و «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط أعاد الى الأذهان مواقف المرحوم الحاج حسين العويني الذي حافظ على شعرة معاوية مع الجميع. ففي حضور نجله ووريثه في الزعامة تيمور، قال جنبلاط إنه سيبقي اجتماعاته متواصلة لمواكبة النقاش السياسي الحاصل في البلد. كما سيبقي اتصالاته مستمرة مع كل الكتل النيابية للخروج من المأزق الراهن. وأكد استمرار ترشيح النائب هنري حلو كونه يمثل «خط الاعتدال ونهج الحوار». ولكنه في الوقت ذاته ثمَّن خطوة ترشيح النائب سليمان فرنجية باعتبارها تشكل مخرجاً من الأزمة. كما ثمَّن ترشيح العماد ميشال عون لأنه يجسّد المواصفات التي اتفِقَ عليها في «هيئة الحوار الوطني». ومع أن جنبلاط يحب الاقتداء بصديقه بري، إلا أنه، كعادته في الحالات السابقة، لا يكشف أوراقه قبل حلول الاستحقاق الأخير. ويبدو أن رئيس «الكتائب» سامي الجميل سيعزز موقفه الغامض من طريق الاقتداء بنظرية «الغموض البنّاء»...

 

عون لنصرالله: الأفعال يا عزيزي

 احمد عياش/النهار/30 كانون الثاني 2016

لم يكن منتظرا أن تحمل إطلالة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الرئاسية مساء امس جديدا بعد كل الذي قيل في طهران وباريس وبيروت في الايام القليلة الماضية وخلاصته: خيار "حزب الله" الاول هو العماد ميشال عون، لكن لا ضغوط ستمارس على النائب سليمان فرنجية كي يسحب ترشيحه. وما لم يقله نصرالله أفصح عنه رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي خلال اجتماعه مساء الاحد الماضي في طهران مع مبعوثة الامين العام للأمم المتحدة الى لبنان سيغريد كاغ، فقال: "نظرا للأنباء المتعلقة بالانتخابات الرئاسية يبدو أن ميشال عون يتمتع بحظ أكبر من منافسيه في الانتخابات، كما يبدو نظرا الى تصريحات بعض المنافسين أن شعبية عون أكثر من الأخرين". وأفاد ولايتي في الوقت نفسه "أن الاستقرار في لبنان يستلزم حل أزمة سوريا... وأن إيران ستستخدم كافة إمكاناتها لإعادة الاستقرار في لبنان". لم يظهر نصرالله أنه في عجلة من أمره لإنجاز الاستحقاق الرئاسي لكن العماد عون بدا في موقع المستعجل جدا كما أبلغ الزميلة "الاخبار" امس قائلا: "اللحظة الراهنة هي اللحظة المؤاتية التي قد لا تتكرر للتغيير". وذكّر بمثل سرياني يقول: "مورونويي لوم طقسو"، ومعناه "الموارنة لا ينتظمون". أضاف: "الان ضبطناهم الى حد كبير جدا". وخلص الى القول أنه يرى"براحة ضمير أننا و"القوات اللبنانية"نمثّل أكثرية ساحقة لدى المسيحيين وربما فوق الـ80 في المئة، فهل باتوا يريدون اليوم إجماعا مسيحيا؟"مشيرا الى "أن الثنائية الشيعية... لا يمكن أن تدّعي أنها تمثل إجماعا". لا يمكن للمرء أن يفصل ما قاله عون عن عمر الرجل الذي لا يتحمّل ترف الانتظار حتى ولو إقترن بكل النوايا الطيبة التي عبّر عنها نصرالله. لكن رغبات الزعيم الماروني الابرز لا تبدو في ظروف دولية مؤاتية. فكما كانت الحال عام 1990 عندما هبت رياح الوفاق الاميركي بين واشنطن ودمشق في عاصفة الصحراء فأطاحت بحليفه الرئيس العراقي صدام حسين وأخرجت عون الى منفاه الباريسي لمدة 15 عاما كذلك هي الحال عام 2016 مع الاتفاق النووي بين طهران والغرب والذي وضع إيران في موقع القرار الدولي الذي يتحاشى الانفراد. هناك من يقول إن إيران لن تفوّت فرصة الاتيان برئيس للجمهورية في لبنان خارج 8 آذار. لكن المعطيات تفيد أنها لن تذهب الى ما يضعها في مواجهة مع اميركا خصوصا إذا كانت الانتخابات في لبنان ستتحدى السعودية. ثم أن كلا من المرشحيّن البارزين عون وفرنجية أكد للرئيس سعد الحريري إلتزامه إتفاق الطائف الذي لا يرضى "حزب الله" ومن ورائه إيران أن يرسم مستقبل النظام في لبنان ولذلك يتم التركيز على "السلة" التي تتوارى فيها الرغبة في تعديل هذا النظام. في زمن الحقائق العارية لا يملك عون سوى العتب على نصرالله قائلا: "أريد أفعالا يا عزيزي".

 

هل من توافق على الاستحقاق بين الرئيسين الفرنسي والإيراني؟

خليل فليحان/النهار/30 كانون الثاني 2016

سارع مكلفون الاتصال بالخارج لدى المرشحين لرئاسة الجمهورية الى الاستفسار من مسؤولين فرنسيين عما جرى في القمة الفرنسية - الإيرانية التي عقدت الخميس الماضي في قصر الاليزيه حول ما إذا كان الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والايراني حسن روحاني اتفقا على دعم مرشح من بين المتنافسين، في الخلوة التي تلت جلسة المحادثات الموسعة، أم أن النقاش بين الرئيسين بقي ضمن التعابير العمومية. وما يفسّر حماسة هؤلاء للاستفسار عما حصل في القمة حول الاستحقاق الرئاسي، هو أن هولاند ركز في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع روحاني على أن "الهدوء في لبنان هش ومتوتر وعلينا ان نبذل ما في وسعنا لضمان وحدة لبنان والسهر على عدم استمرار الفراغ المؤسساتي"، في إشارة الى الشغور الرئاسي. ولم يتردد هولاند في التركيز في حديثه مع روحاني على "تفادي اي انفجار للوضع في لبنان، المهدد مباشرة من جراء التداعيات السورية. أما روحاني فكان له موقف أكثر دلالة عندما قال: "إن لبنان صديق لفرنسا وايران، ونتمنى ان يخرج من أزمته، وسنتعاون مع فرنسا لمصلحته". ولاحظت مصادر قريبة من أحد المرشحين انه للمرة الأولى يؤكد الرئيس الايراني للرئيس الفرنسي انه سيتعاون معه من اجل اخراج لبنان من أزمته. وسألت: هل المقصود الاستحقاق الرئاسي؟ وهل اتفق على مرشح من بين المتنافسين او على مرشح تسوية جديد؟ ودعت الى انتظار نتيجة التحرك الفرنسي مع الرياض، في محاولة من هولاند للاضطلاع بدور توفيقي وإعادة العلاقات الديبلوماسية المقطوعة بين البلدين، لأن ذلك سيساهم بفاعلية في انتخاب رئيس للجمهورية. وأفادت أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف مدى تجاوب المملكة مع وساطة الرئيس الفرنسي، الصديق لكل من الرياض وطهران. ورأت أن جلسة الثامن من شباط المقبل قد لا تشهد تطورا إيجابيا، حتى لو نجح الرئيس الفرنسي في مساعيه، لان اتصالات يجب ان تتم مع المفاتيح الانتخابية للاتفاق على مرشح، علما ان الجنرال عون لا ينسحب ولا ينزل مع نوابه الى المجلس إذا بقي أي مرشح يقابله، وفي هذه الحال ان نصاب الجلسة لن يكتمل لان نواب "القوات" سينضمون الى نواب "تكتل التغيير والاصلاح" و"الوفاء للمقاومة". وتوقعت ان تؤدي الاتصالات الفرنسية والايرانية بالكتل والنواب المستقلين، في حال تم اختيار عون او فرنجيه، الى تغيير كتل وازنة موقفها للانسحاب من هذا التجمع او ذاك وثني المرشح المطلوب انسحابه عن ذلك. وذكرت ان اتصالات جرت أمس بين "المجموعة الدولية لدعم لبنان" لمعرفة حقيقة ما جرى خلال القمة الفرنسية – الايرانية، وتوقف المراقبون ليلا عند كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لناحية أن على المعنيين عدم انتظار اي تأثير لتلك القمة على الاستحقاق الرئاسي بعد اتصالات أجراها بالجانب الايراني. ودعت المصادر الى انتظار نتيجة تحرك هولاند في اتجاه السعودية وجهات لبنانية ودولية وعلى الاخص فاتيكانية، لمعرفة كيفية تطور مسار الانتخاب الرئاسي. واكدت ان ضبابية جديدة ترتسم في الافق لتعرقل وصول رئيس للجمهورية في وقت قريب.

 

تسونامي" 18 كانون الثاني يطيح الانتخابات البلدية؟ "التيار" و"القوات" معاً في مواجهة التمديد

مَن مِن القوى السياسية ستجاهر بالتمديد للانتخابات البلدية؟

ألين فرح/النهار/30 كانون الثاني 2016

تزامناً مع ترشيحات رئاسة الجمهورية وتعقيداتها والمواقف منها، تتجه الأنظار الى الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار المقبل في ظل خشية من تمديد على غرار كل "التمديدات" في المؤسسات. وزير الداخلية نهاد المشنوق جال على المسؤولين معلناً جهوزية الوزارة لإجراء الانتخابات في موعدها، لكن هل كل القوى السياسية تريد اجراءها؟ تغريدتان عبر "تويتر" تحدثتا عن ميل بعض القوى الى التمديد، الأولى لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي قال إن"هناك أجواء أن حزبين كبيرين على وشك الاتفاق لتطيير الانتخابات البلدية. هذا أمر خطير ويُضعف إيمان المواطن اللبناني نهائياً بوجود دولة لبنانية"، مضيفاً "ان جميع أطراف الحكومة الحالية مسؤولون بالتكافل والتضامن عن اتخاذ القرارات اللازمة لدعوة الهيئات الناخبة في المهلة القانونية، وإلا فإنهم يتحمّلون أمام الله والوطن والناس مسؤولية جسيمة تتعدى الانتخابات البلدية في ذاتها"، والثانية في الموازاة لأمين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ابرهيم كنعان الذي غرد إن"الدولة مؤسسات منتخبة من الشعب، وإلا فإنها تكون سلطة عدم من عدم. نرفض التمديد للبلديات". وزارة الداخلية جاهزة لوجستياً للاستحقاق البلدي، في انتظار الإنتهاء من التواريخ القانونية لنشر لوائح الشطب وتاريخ انتهاء ولاية المجالس البلدية (عددها 2010) والتي يصادف بعضها هذه السنة (جبل لبنان) عيد الفصح لدى الطوائف الارثوذكسية، والتأكد من اجرائها في يوم آخر بغية دعوة الهيئات الناخبة وفق القانون. أما المستحقات المالية للانتخابات والتي قدّرت بـ31 مليار ليرة فمن المقرر أن يطرحها الوزير نهاد المشنوق على مجلس الوزراء الثلثاء المقبل لبتّها، كما قضية الدفاع المدني.

وليست القوى السياسية كلها متحمّسة لإنجاز الانتخابات البلدية، لا بل يعمل بعضها سرّاً على تأجيلها. وفي معلومات "النهار" ان اجتماعات عقدت أخيراً بين قوى من 8 و 14 آذار للبحث في الموضوع وكانت الآراء متضاربة، اذ كان قسم مع التمديد وآخر مع اجرائها في موعدها. وذكر متابعون ان اتجاه بعض الاحزاب الكبرى شبه حاسم إلى التأجيل، لكن ثمة بحثاً عن مخارج، وهناك من يعمل على تكليف أحد النواب البارزين بالتحضير لتقديم مشروع قانون أو ذريعة قانونية للتمديد للبلديات على غرار ما حصل في التمديدين لمجلس النواب. وتفيد المصادر ان ثمة من يخشى، في قوى 8 و 14 آذار هذه الانتخابات ويسعى جدياً إلى تأجيلها، خوفاً من خسارة مواقع خدماتية مهمة كانت تستعمل رافعة في الانتخابات النيابية وتشكّل الأساس لتأمين الأكثرية المطلوبة، اضافة الى قلق في المناطق المسيحية تحديداً بعد اتفاق 18 كانون الثاني من "تسونامي" في حال تحالف "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" نظراً الى تطلعهما الى اتفاق يتخطى رئاسة الجمهورية، والموجة الايجابية التي أحدثها في الوسط المسيحي. من هذا المنطلق أتت التغريدتان كتنبيه لعدم الإقدام على خطوة التمديد، فـ"القوات" و"التيار" لا يخفيان حماستهما لاجراء الانتخابات في موعدها، انتظاماً لعمل المؤسسات أولاً، ولتعزيز اتفاقهما ثانياً. وعلمت "النهار" ان الموقفين جاءا نتيجة تنسيق تامّ بين الحزبين، اذ حصلت اجتماعات بعيدة من الأضواء في الأيام الأخيرة، وكان اتفاق على رفض التمديد للبلديات، وفي حال تعنّت قوى أخرى تعمل على التمديد، فسيلجآن إلى طرق عدة للمواجهة أولها في الحكومة عبر وزيري "التيار"، ثانياً عبر تحرّك شعبي، وثالثاً عبر إمكان الايعاز الى مناصريهم في البلديات بالاستقالة وبالتالي حلّ البلديات، اضافة الى أي وسيلة أخرى يمكن أن يقوما بها معاً، خصوصاً انهما يرفضان كلياً فكرة تفريغ الدولة من أي شرعية شعبية بغية فرض واقع معيّن لا يناسبهما ويبقي الفساد وعدم انتظام مؤسسات الدولة. بالتالي مَن مِن القوى السياسية ستجاهر بالتمديد للانتخابات البلدية؟ ووفق أي حجة؟

 

تفعيل الحكومة استثناء من قاعدة التعطيل! سلام يخشى أن ينحر تأخير الرئاسة النظام

 روزانا بومنصف/النهار/30 كانون الثاني 2016

لا تخفي أوساط قريبة من رئيس الحكومة تمام سلام ارتياحه الى إعادة تفعيل عمل الحكومة بما يسمح بتمرير شؤون الناس في مجلس الوزراء بعد أشهر من التعطيل القسري الذي مارسه أفرقاء على عمل الحكومة لحصولهم على تعيينات تناسبهم في المجلس العسكري، إلا أن هذا التفعيل لا يدفع رئيس الحكومة الى النوم على حرير أن الحكومة ستسلك طريقها الى العمل الفاعل والمثمر والمجدي، خصوصا أن مجلس الوزراء حين كان يجتمع لم تكن جلساته تخلو من مماحكات عطلت اتخاذ القرارات أيضا، بحيث بدا التخصص بالتعطيل هو نقطة انطلاق عمل بعض الافرقاء. لذا، فإن التحفظ يبقى سيد الموقف على رغم الترحيب المبدئي من دون حماسة كبيرة أو غامرة اذا صح التعبير، خصوصا ان سلام اصلا لم يخف عدم ارتياحه مع هذه الحكومة، على رغم إقراره بعدم قدرته على الاستقالة في هذه الظروف نتيجة اعتبارات متعددة. لكن انطلاق تفعيل الحكومة لا يشكل في الواقع ضمانا فعليا وأكيدا لتفعيلها، خصوصا ان الحكومة مقبلة على تعيينات في مجلس قوى الامن الداخلي وتعيين مدير جديد للمخابرات في الجيش بعد شهرين. فالتعطيل يبدو من جهة السيف المصلت فوق رأس الحكومة ما دام الفريق الذي عطل استطاع ان يأخذ ما يريده تحت وطأة استمرار التعطيل، وما دام نجح في نيل ما يطلبه نتيجة لذلك. ويمكن ان يتم اللجوء الى هذا السلاح في كل وقت، فيما يبدو تفعيل الحكومة راهنا بدلا من ضائع في ظل عدم إمكان حصول انتخابات رئاسية في المدى القريب. ويعتقد أن ما جرى اخيرا من تحريك للملف الرئاسي، ساهم في وقف تعطيل الحكومة راهنا. وما يحرص عليه سلام، وفق الاوساط نفسها، هو ما يكرره في كل مناسبة، ومؤداه أن استمرار الشغور في موقع الرئاسة الاولى بات مكلفا جدا على البلد، وكلما مر يوم اضافي على هذا الواقع زادت الكلفة.

في أي حال، فإن "المواجهة" بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه، أوحت في الشكل ان الملف الرئاسي تقدم، في حين انه شهد المزيد من الضعف والتراجع استنادا الى التفتت الذي أصاب الاصطفافات التي كانت قائمة. فعلى رغم تذرع البعض بأن البلد مستمر من دون رئيس بلا تداعيات كبيرة منذ ما يزيد على سنة ونصف سنة، يشكل عدم الانتخاب نحراً للنظام الذي كان يمكن ان يعود ويقف على رجليه من أجل انتظام عمل مؤسسات البلد، فيما الامور لا تبدو مهيأة لحصول انتخابات قريبا. والواقع أن دعم الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب فرنجيه، ثم ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الجنرال ميشال عون، حركا المياه الراكدة في ملف الرئاسة، وأظهرا اقترابا لفرنجيه من قوى 14 آذار في مقابل اقتراب لجعجع من 8 آذار، لكن هذه الحركة لا يبدو أنها تتعدى ذلك، ولا أفق لها في ما خص الدفع لحصول انتخابات رئاسية قريبا، على رغم ما خلفته من انطباع عن حركة موفقة من جانب جعجع في تأمين التغطية المسيحية لعون بغية وصوله الى سدة الرئاسة الاولى، باعتبار أنها تركت أفرقاء كثرا خارجها لا يسيرون بركبها، وهم ليسوا قلة، حتى من ضمن الوسط المسيحي نفسه، أي بوجود حزب الكتائب و"تيار المردة" والمستقلين خارجها. ويخشى تاليا أن يكون كل السيناريو الاخير الذي حصل أعاد الامور في موضوع الرئاسة الى المربع الاول، على عكس ما توحيه بعض الاندفاعات الحاسمة، وتاليا فإن الرئاسة الى براد التأجيل مجددا. وثمة من لا يعول كثيرا على لقاء الرئيس الايراني حسن روحاني الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، على رغم أن الفرنسيين مهتمون بالملف الرئاسي اللبناني، باعتبار أن الرئيس الايراني عقد اتفاقات بملايين الدولارات مع الفرنسيين على نحو قد يحرج هؤلاء إذا أرادوا أن يطلبوا أي شيء بالنسبة الى أي ملف آخر، وهو بادر الى الاعلان عن عدم الاستعجال في حل المسألة السورية. ثم إن هناك التعثر الذي اصاب مبادرة الحريري على رغم انطلاقها بزخم إقليمي في الاساس، أي سعودي- ايراني، وهي لم تكن لتنطلق من دونه على رغم كل الكلام المغاير، استنادا الى كلام لمساعد وزير الخارجية الايراني حسين عبد الامير اللهيان في بيروت عن التقاء سعودي - ايراني على هامش لقائي وزيري خارجية البلدين في الموضوع السوري في جنيف، من أجل دعم لبنان وابعاده عن تأجج الخلافات، الامر الذي فهم منه عدم ممانعة في الدفع نحو ما تم تزخيمه في لقاء الحريري- فرنجيه. يضاف الى هذين العاملين عامل ثالث بات معروفا، لكنه يعود فيبرز مجددا لدى إعادة الموضوع الرئاسي الى الواجهة مرة بعد مرة، وهو أن ايران ترغب في انتظار ما ستؤول اليه الاوضاع في المنطقة. ويبدو الخارج عموما مطمئنا الى وضع أمني معقول ومتماسك والى وضع مالي تم ضبطه تحت سقف القوانين والقرارات التي أقرت في مجلس النواب، علما أن دولا عدة تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة تشهد غالبا مدا وجزرا. وهذه العوامل كلها لا تدفع الى الاستعجال في الملف الرئاسي، بل على العكس، خصوصا اذا كان هناك اعتقاد انه من الافضل ان يكون البلد من دون رئيس للجمهورية لا يخضع للمساءلة أو المحاسبة.

 

«حزب الله» يمضي بإرهابه في مضايا

علي الحسيني/المستقبل/30 كانون الثاني/16

«يُبدع« «حزب الله» في ممارسة سياسة القهر والحصار، فبعد عامين تقريباً على رفعه الحصار ولو بشكل جزئي عن عدد من مناطق الضاحية الجنوبية عقب التفجيرات التي كانت استهدفتها، بعد الصرخات التي أطلقها سُكّان هذه المناطق من جرّاء تضرّر مصالحهم وأرزاقهم، ها هو الحزب يُمارس مُجدداً سياسة الحصار والتجويع معاً بحق بلدة «مضايا» السورية وأهلها ويزيد عليها اليوم الإغلاق من جميع الجهات عبر سواتر ترابية وأسلاك شائكة حتى اصبحت أشبه بمعتقل تتجاوز مساحته الأربعة كيلومترات. ما عادت أخلاقيات الحرب ركناً أساسياً من أركان «حزب الله» القتالية ولا حتّى العقائدية، ففي لحظة تتكشّف أوراقه وتسقط عنه ورقة «المقاومة» التي كان يتلطّى خلفها لتكشف عن زيف مصطلحات وشعارات ومُمارسات بحق شعب ارتكب خطيئة كُبرى يوم دعم خيار الحزب في مغامرته في العام 2006 ووقف الى جانب جمهوره وفتح له أبواب منازله من «القلمون» إلى «الزبداني» وصولاً إلى «مضايا» التي تحوّلت بالشكل والمضمون إلى معتقل سياسي يُشبه إلى حد ما، معتقليّ «الخيام» و»أنصار»، لكن مع فارق أن المحتل هذه المرّة هو فريق يدّعي «المقاومة» ويبرع في توجيه دروس في الوطنية والعروبة. هي ليست المرّة الأولى التي ينتهك فيها «حزب الله« وحليفه النظام السوري شرعة حقوق الإنسان، فللحزب وحلفائه تاريخ من الانتهاك والقمع وارتكاب المجازر، سواء في العسكر أو بالممارسة السياسية أو حتى الدعائية والإعلامية تماماً كما فعل جمهور الحزب يوم قام بتوزيع صور لأنواع من المأكولات تحت عنوان «مع حصار مضايا» الأمر الذي جعل العديد من النشطاء السوريين يؤكدون أن هذا الفعل السيئ من الحزب وجمهوره هو جرح لن يندمل في العلاقة بين السوريين وقسم كبير من اللبنانيين حتى ولو انتهت الحرب. يعض أهل «مضايا» على جوعهم بعد أن وصلت صرخاتهم إلى العالم أجمع، وعلى محاصرتهم بعدما حوّلهم «حزب الله» إلى رهينة بيده وهو الذي سيّج بلدتهم بشريط شائك بارتفاع 5 أمتار وبطول ثلاثة كيلومترات كما زرع حولها 6000 لغم أرضي وأكثر من 4000 مثلها من جهة الكروم، ما جعل أهالي «مضايا» يُطلقون صرخاتهم ويناشدون المجتمع الدولي فتح الطريق ليس طلباً للمساعدات الغذائية، بل من أجل إخلاء مصابين وصفت حالتهم بالحرجة وآخرين تعرضوا لإصابات بحالات سوء تغذية خصوصاً أن البلدة ما زالت تشهد كل يوم حالات وفاة من جراء الحصار القاتل. يؤكد أهالي «مضايا» خلال نقل أحاديثهم على شاشات التلفزة أو عبر اتصالات بأقرباء لهم من خارج البلدة، أن بلدتهم أصبحت خالية تماماً من أي وجود مسلح وبأن أصوات المسلحين التي كانت تُسمع بين الحين والآخر استبدلت بأنين الأطفال وبُكاء النساء وصلوات العجائز. ويلفتون إلى أن الغاية من الحصار هي إجبارهم على مغادرة منازلهم لاستيطانها من قبل «الميليشيات الطائفية« وفقاً لخطة التغيير الديموغرافي التي تسعى قوات الأسد وحلفاؤها وتحديداً «حزب الله»، إلى تطبيقه على غرار ما كان حصل في كل من بلدة «القصير» وبعض قرى «القلمون» ومؤخراً في «الزبداني».

اليوم يُنهي «حزب الله« في «مضايا» آخر سطور إدعاءات تدخله في الحرب السورية والتي قامت على حجة حماية «المقامات« أو «الجهاد» تحت راية «التكليف الشرعي« و»الواجب الجهادي«، فهو اليوم يُحاصر بلدة اضطر أهلها الى الاستعاضة عن كسرة الخبز، بأكل القطط والحشائش وشرب مياه الصرف الصحي بعدما تحكّمت عناصره بأسعار المواد التي تُباع في الأسواق وبنوعيتها، فللمرة الألف يؤكد الأهالي في «مضايا« أن الحزب ما زال يتحكم بمصيرهم وبأسعار المواد الغذائية من أرز وسكر وحبوب. وأبعد من هذه الممارسات، يُمارس عناصر الحزب سطوتهم وجبروتهم على الأهالي، فيُخضعونهم ويجبرونهم على بيع ممتلكاتهم لقاء مبالغ زهيدة، وذلك في مناطق تُعتبر هي الأغنى زراعياً في سوريا في وقت تؤكد المعلومات أن السعر الحقيقي يتجاوز السعر المعروض بعشرات المرات. قضية «مضايا» فتحت باب الأسئلة الشرعية والإنسانية على مصراعيها، تماماً كما فتحت باب التساؤلات عن حزب لا يُوفّر قادته مناسبة إلا ويتحدثون خلالها عن مظلوميتهم والبيئة التي أجبروها على التآلف معهم. هناك من سأل: كيف يمكن لجماعةٍ رفعت على مدى عقود، شعار المظلومية والاضطهاد والحرمان والضعف والهوان، أن تتحول الى جماعةٍ معبّأةٍ بالحقد والكراهية، جماعةٍ متحجّرة ِالمشاعر، انتُزع من داخل أفرادها كل إحساس بالشفقة والرحمة والتعاطف الإنساني مع آلام الآخرين؟. وكيف يمكن لجماعة استبيحت أرضها وتذوّقت إجرام الاحتلال وويلات الموت والاعتقال والأسر، أن تتحول الى جماعةٍ عدوانيةٍ يغلب على أفرادها العنفُ المذهبي والعمى الأخلاقي؟.

 

الأمم المتحدة تبحث عن «طائف».. سوري

بسام النونو/المستقبل/30 كانون الثاني/16

من منطلق التداخل الجيوسياسي المفروض بحكم الممانعة والجغرافيا على البلدين، يهمّ اللبنانيين من دون أدنى شك تتبّع مسار الأحداث في رحلة البحث عن حل سياسي للحرب السورية قياساً على القاعدة «البرزانية» الشهيرة: إذا أردت أن تعرف ماذا في لبنان عليك أن تعرف ماذا في سوريا!.. وفي خضم المد والجزر الحاصل على ضفاف «جنيف» بين ممثلي المعارضة والقيّمين الإقليميين والدوليين على إطالة عمر النظام والنزاع في سوريا، استرعى الانتباه سؤال طرحه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قبل سنة بالتمام والكمال خلال اجتماعه مع ممثلي البعثات الديبلوماسية لدول الجوار السوري في سويسرا: «كيف يمكن اقتباس نظام الطائف اللبناني في سوريا الجديدة؟». سؤال واضح ومباشر حول كيفية «تطييف» نظام الحكم السوري على شاكلة نظام «الطائف» اللبناني، غير أنّ ما يختزنه من عمق في المعاني والمغازي يحمل الكثير من المدلولات السياسية والوطنية برسم بعض اللبنانيين الغارقين في «شبر ميّ» دستوري ممن يحاولون تحميل «الطائف» تبعات فشلهم التاريخي في محاولة تثبيت أواصر الاستئثار بالسلطة على حساب مفهوم الشراكة والتوافق في الحكم. هؤلاء المستميتون في سبيل تلغيم «الطائف» ونسف أسسه الدستورية الناظمة للعيش المشترك في لبنان بغية إقامة نظام تأسيسي بديل يحوّل العيش إلى تعايش والمشترك إلى معترك بين الطوائف والمذاهب، يجحدون من حيث يدرون أو لا يدرون نعمة يجهدون دولياً لاستنساخها بعد 26 عاماً من صياغة وثيقة الوفاق الوطني في الطائف. الأمم المتحدة بقضّها وقضيضها تبحث عن سبل بلوغ الحرب السورية خواتيم شبيهة بتلك التي انتهت إليها الحرب اللبنانية الأهلية، وقد قالها بالفم الملآن مبعوثها الخاص إلى سوريا لممثلي البعثة اللبنانية في جنيف قبل عام حين وجّه إليهم استفسارات محددة حول كيفية الاستفادة من التجربة اللبنانية ونظامها التوافقي المنصوص عليه في دستور «الطائف» لتطبيقه في سوريا المستقبل، منطلقاً بذلك من مبدأ التعددية الطائفية المشترك بين البلدين. فالجهود الأممية، في أبرز ما تصبو إليه، تنصب على ما بعد الحل السوري أمنياً وعسكرياً لضمان استتباب هذا الحل وديمومته، من خلال البحث والتمحيص في ماهية نظام الحكم الأمثل للسوريين في سياق موازٍ ومتوازٍ مع المساعي المبذولة لبلوغ الخواتيم العسكرية والأمنية للصراع في سوريا، باعتبار أنّ تلك الجهود وهذه المساعي هما في واقع الحال خطان متصلان لا ينفصلان على سكة الحل المنشود. إنه جوهر «الطائف» الكامن تحت رماد الخلافات السلطوية والتسلطية يسعى البعض في لبنان لطمسه وتغيير معالمه التوافقية، ويسعى العالم لنبشه واستنساخ نظامه التوافقي بوصفه حلاً دستورياً سحرياً لأزمة الاقتتال الأهلي في سوريا.. لكن قبل إنضاج أفق الحل السوري، لا بد من نصيحة لدي ميستورا ولكل العاملين على «تطييف» النظام هناك: خذوا من لبنان طائفه لا طائفيته، تنوعه لا تشرذمه، وحدته لا تشتته، التوافقية لا الفوقية، السلطة لا التسلط.. باختصار طبقوا دستور الطائف في سوريا كما لم يتسنَّ للبنانيين أن يفعلوا.

.. فما يراه بعض أبناء جمهورية الـ10452 كلم2 نقمة، يصلح أن يكون نعمة إن أُحسن اقتباسه لانتظام الحياة السياسية والوطنية على مساحة جمهورية الـ185 ألف كلم2.

 

سورية: الحرب الصعبة والسلام المستحيل!

 عادل مالك/الحياة/30 كانون الثاني/16

استمرت حالة التجاذبات الخاصة بانعقاد مؤتمر جنيف السوري حتى اللحظات الأخيرة من الموعد المحدد، وكانت المشهدية حتى كتابة هذا المقال (ظهر أمس الجمعة) على الشكل التالي:

ظلّ مصير المؤتمر بين الشك واليقين حتى الساعات الأخيرة التي سبقت انعقاده الجمعة. فقد حاول كل طرف فرض شروط معيّنة للمشاركة، حتى جاء تصريح الناطق باسم الخارجية الأميركية، الذي طالب فصائل المعارضة على اختلافها بحضوره «من دون شروط مسبقة»، فيما كان بعض المعارضات السورية يطالب بوقف إطلاق النار، وفك الحصار عن بعض القرى والمناطق، ونقل المواد الغذائية والطبية إليها. لكن، لم يتم التجاوب مع هذه المطالب.

وقد واجه الممثل الدولي ستيفان دي ميستورا، صعوبة كبيرة في سياق التحضير للمؤتمر ولمن يجب دعوته، نظراً الى تعدّد فصائل المعارضة وتعارض انتماءاتها، حيث تؤكد معلومات موثوقة وجود 500 فصيل مسلّح على مختلف الأراضي السورية، لمعظمها علاقات وارتباطات مع بعض القوى الإقليمية.

فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أصرّ على توجيه الدعوة الى أحد الأطراف الكردية، ما أثار جدلاً كبيراً حول «التمثيل الكردي»، وكانت تركيا الأكثر رفضاً لمشاركة أي طرف كردي، ما اضطر دي ميستورا لاستبعاد هذا الأمر وسط ارتفاع في منسوب مطالبة كردية بالحصول على نوع من الاستقلال الذاتي على غرار «كردستان العراق». وقد تم التفاهم في مؤتمر الرياض على من سيشارك، على اختلاف وجهات نظر المشاركين.

ما المطلوب والمرتجى من المؤتمر؟ لقد ورد في صياغة الدعوة الدولية للمشاركة ما حرفيته:

«مطلوب التوصل الى نتائج محددة ينبغي تحقيقها، وأهمها إرساء حكم ذي مصداقية وشامل وغير طائفي، وإطلاق عملية صياغة دستور جديد ضمن مهلة سته أشهر، وإجراء انتخابات حرة وعادلة بعد صياغة الدستور الجديد، على أن يتجدد موعدها ضمن فترة ثمانية عشر شهراً وتكون خاضعة لإدارة الأمم المتحدة وبإشرافها». وفي نص الدعوة بعض التعابير والمفردات اللافتة، ومنها مثلاً لا حصراً: «إرساء حكم ذي مصداقية وشامل وغير طائفي»، وأن المرحلة الآتية ستكون خاضعة للتدويل، و «إدارة الأمم المتحدة». ما هي الخطوة الأولى المرتقبة؟ الإجابة عن هذا التساؤل في الفقرة التالية: «فيما تنطلق هذه المفاوضات، علينا تسليط الضوء على أهمية أن تتخذ الأطراف كلها تدابير من شأنها بناء الثقة. ولهذه الغاية، سأتشاور - يقول دي ميستورا - ليس حول أنماط وقف إطلاق النار ومتطلباته (...) بل أيضاً حول تدابير بناء الثقة التي يمكن تطبيقها». ويضيف الوسيط الدولي: «على الممثلين كلهم أن يكونوا على استعداد لخوض وفاق يضم الجميع ويستمر ستة أشهر». ولن تكون المحادثات مباشرة، بل إن الوسيط الدولي سينتقل بين غرفتين أو ثلاث لنقل الأفكار المختلفة. وتستطيع «الحياة» التأكيد أن التركيز الأول سيكون على ضرورة التوصل الى وقف لإطلاق النار وحل الأزمات الإنسانية بتأمين المساعدات الغذائية منها والطبية، نظراً الى وجود بعض المناطق المطوقة، سواء من قوات النظام، أو من جانب المعارضة، منذ بضعة شهور، ويعاني مدنيوها من عدم الحصول على غذاء ولا دواء. لجنة الوفد الرسمي سيرأسها السفير بشار الجعفري، سفير سورية في الأمم المتحدة، إضافة الى خبرة آخرين، والمقرر للفترة الأولى أن تستمر عشرة أيام يتم خلالها الاتفاق على الخطوات اللأولية، فيما تتواصل المحادثات في الأشهر الستة المقبلة. ومع تعليق بعض الأوساط الآمال العريضة على انعقاد المؤتمر، فبلوغ مرحلة السلام دونها الكثير من العقبات. ومع افتتـــاح المؤتمر، يدور نزاع آخر علــى الأراضي السورية بين الوجود الأميركي والنفوذ الروسي سنعرض له لاحقاً. وفـــي هذه الأثناء، سئل وزير الخارجية الأميــركي جون كيري عن تعرّض المعارضة لضغوط، فأجاب: «من الأفضل الإعداد الجيد للمحادثات لتجنيب انهيارها في اليوم الأول. ما نحاول القيام به، التأكد من أنه عند بدء المحادثات يكون لدى الجميع الوضوح حول ما يحدث حتى لا يتم الذهاب الى المحادثات وينتهي الأمر بالفشل».

ورداً على اتهام المعارضين بممارسة كيري ضغوطاً عليهم، أجاب في موقف دفاعي: «موقف الولايات المتحدة لا يزال كما هو لم يتغير، وما زلنا ندعم المعارضة سياسياً ومالياً وعسكرياً... وللسوريين حق تقرير مستقبل بلادهم وتحديد مصير الرئيس بشار الأسد». وهذا أمر خلافي كبير بين الأطراف المعنية، وهو موقف أميركي جديد يحاط بالالتباس، بخاصة إشارته الى ان مصير الأسد يقرره السوريون، فيما ركزت سابقاً المواقف الأميركية على ضرورة رحيله الفوري. وأثارت تعليقات كيري تعليقات أخرى مثيــــرة للاهتمام لبعض المعارضين، منها رد سفــير «الائتلاف» في باريس منذر ماخوس بالقـــول: «المعارضة لن ترضخ لضغوطات كيري»، مشيراً الى أن اجتماع مختلف الفـــصائل في الرياض حدّد مصير موقف هذه المعارضة من انعقاد مؤتمر جنيف، واعتبــر أنها على قلب رجل واحد! وتعتزم بلورة موقفها من إشكاليات وتحديات عدة. ولوحظ أن كيري ربط استمرار الدعم الأميركي للمعارضة بالذهاب الى جنيف، ما انتقدته المعارضة. واتهم ماخوس تصريحات كيري بأنها «نتاج ضغوط روسية - إيرانية كرستها الأمم المتحدة». وكشفت الأيام والساعات التي سبقت انعقاد مؤتمر جنيف، العديد من الخلافات بين فصائل المعارضة والولايات المتحدة، ما يشير الى وجود علاقات متوترة بينهما، إضافة الى الخلافات العميقة بين النظام السوري والمعارضات. فالنظام يتحدث عن حكومة وحدة وطنية فيما المعارضة تتحدث عن عملية انتقال سياسي. والتقت تصريحات كيري حول مصير الأسد مع تصريحات أخرى للافروف أكد فيها أن موسكو «لم ولن تطلب من الرئيس بشار الأسد التخلّي عن الحكم»، ما يعني انتصار وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان ولا يزال يطالب بمشاركة الأسد في انتخابات عامة يتقرّر على ضوئها مصيره.

وبعد...

أولاً: يبدو مجدداً ومع استئناف مؤتمر جنيف، أن الوضع هو كالتالي: إنها الحرب الصعبة، في حال استمرارها، والسلام الأصعب، إذا تم التوصل إليه.

ولهذه المعادلة التي لا تزال في عالم الافتراض حيثيات ومبررات، منها أن استمرار المواجهات العسكرية لن يكون عملية سهلة على الفصائل لجهة الحصول على نوعيات معينة من الأسلحة تستطيع مواجهة قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي، ثم إن ارتباط بعض الفصائل بـ «داعش» لا يفيد قضية الشعب السوري في شيء. فـ «الدولة الإسلامية» لن يسلم لأي فصيل معارض بالاستيلاء على السلطة في أي من مناطق سورية، وتجربة «المعارضة المعتدلة» التي وعدت الولايات المتحدة بتسليحها وتدريبها فشلت، إذ أصيب البرنامج الأميركي الخاص بهذا الشأن في الصميم بعد اختصار عدد الذين تدربوا على القتال الى ما لا يزيد عن أربعة أو خمسة أشخاص.

ثانياً: كل الطروحات المتداولة راهناً لا تشــي بحيثيات واضحة عن استعادة سورية وحدتها ككيان مستقل، بل تتّجه الأمور نحو التقسيم على رغم ما يواجه هذا المخطط من معارضات واعتراضات. وإذا لم يكن هذا «الحل» هو المطلوب لتدعيم وحدة سورية، فهو الحل «العملي» وسط الانقسامات القائمة بين مجموعات المعارضات والنظام.

ثالثاً: إن الصراع الأميركي – الروسي على امتلاك زمام القرار السوري يشتد ويستعر، وتفيد معلومات في هذا الشأن بأن القوات الروسية تعمل على بناء قواعد عسكرية لإقامة قواتها، إضافة الى قاعدة خاصة للطيران.

ويقابل ذلك، نشاط أميركي لإقامة قاعدة جوية أو بحرية تنوب عن عدم التدخل المباشر في أي منطقة مشتعلة في الشرق الأوسط. لكن الصراع التقليدي بين واشنطن وموسكو يستدعي عدم الاستسلام للضغوط الروسية في سورية.

وسط هذه التطورات، صدرت للمرة الأولى تصريحات أميركية تنطوي على الكثير من التحدّي للقوات الروسية ولغيرها، وتشير الى استعداد أميركا لدعم «حرب برية» في سورية. وهذا الخيار، على صعوبته اللوجيستية، قد يشكل عاملاً حاسماً لمستقبل الحرب. لكن هذا الخيار لا يمكن أن يتم إلا بدعم تركيا ومعرفتها ومساعدتها، واستخدام الحدود المترامية الأطراف بينها وبين سورية، فهل تركيا على استعداد لهذه المغامرة؟

وأخيراً: استمرار المعـــارك فــــي ســـوريــــة نـوع من الحرب العبثية التي لن تفــــضي الى أي فوز عسكري بارز. وإذا كانت الأمم المتحدة تشدد في دعوتها لانعقاد المؤتمر على أن «عامل الثقة» هو الأساسي للحل، فأين يمكن العثور على بناء الثقة بعد كل ما حدث ويحدث وسيحدث في سورية؟

إن بعض التقارير ذات الطبيعة العسكرية، والتي كتب عليها «سري للغاية»، تتحدث عن «منتصرين» في سورية: النظام في جانب، و «داعش» في جانب آخر، حيث تخرج الحرب عن قواعد لعبة الحروب التقليدية. وليس الحديث هو عن رابح وخاسر، بل إن فرادة القتال ستنتهي الى «فرادة» الحل: لا النظام استطاع استرجاع المناطق التي خسرها، ولا المعارضون على تعدّدهم تمكنوا من إسقاط النظام. والحل المتاح، وليس الحل الأمثل، هو تقاسم النفوذ بين النظام والمقاتلين لأي اتجاه انتموا.

في العـــادة، أنواع الحروب كالتي تشهدها سورية لا تنتهي بحلول سحرية ولا أحادية. والنتائـــــج تؤشر الى حقبة تاريخية معينة تكــون فيها سورية «مقسمة»، بانتظار نشوب حرب أخرى أو أكثر لاستعادة وحدتها! لذلك، وضعنا عنواناً لهذا المقال: «سورية: الحرب الصعبة والسلام المستحيل».

ويبقى السؤال: هل سيسفر عضّ الأصابع بين فصائل المعارضة، والنظام، والأمم المتحدة، عن انعقاد مؤتمر جنيف، أم أنه فرصة من الفرص الضائعة بحيث يؤجل المؤتمر الى مؤتمر آخر؟

 

عري في مرآة روحاني

 بيسان الشيخ/الحياة/30 كانون الثاني/16

لم يحسم الجدل بعد من هي الجهة التي وقفت وراء قرار حجب التماثيل العارية عن انظار الرئيس الايراني حسن روحاني لدى زيارته المتحف الإيطالي. فقد بدأ تبادل الاتهامات والتهرب من المسؤولية فور اندلاع موجة من الانتقاد الحاد والسخرية اللاذعة في وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، تصور الايطاليين تجاراً صغاراً، «يقبلون بيع أي شيء مقابل المال»، وإن كان ذلك يعني التخلي عن إرثهم الثقافي والحضاري والفني. وفيما أعلن مكتب روحاني انه لم يطلب شخصياً هذا الأمر، لكنه اثنى عليه على ما يبدو، تنصل وزير الخارجية الايطالي من المسؤولية، ونفى وزير الثقافة معرفته بالمسألة برمتها، حتى ألقيت اللائمة أخيراً على مديرة المتحف، التي «تطوعت» على ما نقل، لتغليف المنحوتات تفادياً لـ «خدش حياء رئيس دولة مسلم». ولولا أنها الزيارة الرسمية الأولى لرئيس ايراني بعد رفع الحظر والعقوبات عن الجمهورية الإسلامية، ويفترض أن تُناقش خلالها ملفات شائكة وعقود اقتصادية لها انعكاسات سياسية مباشرة، لكانت مسألة التماثيل غطت على بنود جدول الأعمال لما تحمله من رمزية. لكن وبغض النظر عمن يتحمل مسؤولية الخطأ، يبقى ان التطوع لمهمة من هذا النوع، أو بالأحرى «الرقابة الذاتية» التي فرضتها موظفة ملمة بشؤون البروتوكول الدولي، تقول الكثير عن صورة الإسلام وبلدانه في الخارج، والسلطة المعنوية التي تسبق سمعته فيها. والى ذلك، والأهم ربما، أنها تكشف فجوة القيم والمفاهيم بين عالمين، ووجهاً من وجوه «صراع الحضارات» المسكوت عنه. وهو وجه حافظت فرنسا على بعض مائه، إذ رفض قصر الإليزيه النزول عند رغبة ضيفه الايراني، وإقامة غداء رسمي من دون نبيذ.

والحال أن نقاشاً كهذا يبدو ترفاً او رفاهية مفرطة اذا ما تم قياسه بما يجري سياسياً وعسكرياً في المنطقة العربية والعالم، وما للايرانيين من بصمات واضحة فيه. لذا، لا يكفي استحضار الفن الفارسي المشبع عرياً و «ايروتيكية» لتقديم مقابل ثقافي للتماثيل الرومانية، بل يجب البحث في ما هو أبعد وأعمق. فتلك حجة مضادة تخدم نظرية عنصرية يشهرها القوميون الكارهون للعرب في إيران، والقائلون ان تلك السلوكيات «الغريبة عنهم»، جاءتهم مع الدين الاسلامي (العرب) فيما هم (الفرس) براء منها. وهي أدبيات فئة غير قليلة من المعارضين الايرانيين للنظام السياسي- الديني الذي ارسته الثورة الخمينية، وتنطلق من معطيات ثقافية محضة. والحال إن «الرقابة الذاتية» المسبقة التي أفضت الى تغليف التماثيل في عقر دار أوروبا، وهي للمفارقة تزيد جدران مؤسسة دينية كالفاتيكان، تكتسي أهمية مضاعفة لأنها تتزامن مع نقاش وجودي عميق تخوضه القارة العجوز مع جالياتها المهاجرة، وسياسات دمجها، وأخطاء تهميشها، وظهور حالات «داعشية» غير قليلة بين ظهرانيها. ولا شك في أن لانهزام الكنيسة أمام الدولة دوراً كبيراً في حسم ذلك النقاش مسيحياً، لكنه عاد وطرح بشدة في العقد الأخير وازداد حدة اليوم مع توافد آلاف اللاجئين (المسلمين بغالبيتهم). وما يعقد الأمور أكثر، بعض ما ارتكب أخيراً من حوادث تحرش جماعي سقطت كالصفعة على وجه المرحبين باللاجئين، وأولهم المستشارة الالمانية انغيلا مركل، وهو ما أضعف حزبها سياسياً على كل حال.

فمسائل مثل الحجاب، والنقاب، والختان، والزواج القسري والتحرش والعنف الاسري، وحرية التفكير والتعبير والابداع، وغيرها مما هو ترف او تفاصيل واهية او شأن خاص بالنسبة «الينا»، وغالباً ما نطمرها تحت مسميات «ثقافة محلية» تحتمل وجهات نظر، هي مما يغير سياسات وقوانين ويطيح بحكومات «لديهم». لذا فإن تقديم التنازلات الثقافية والقيمية، لا بل المزيد منها كل يوم، لا يصبح في هذا السياق بادرة حسن نية او محاولة لبناء جسور بين الحضارات والثقافات، وربما استثمار ذلك سياسياً او اقتصادياً، بل يبدو استسلاماً لطرف أقوى وإقرار بصوابيته الأخلاقية يترجم على الضفة الأخرى «تفوقاً وانتصاراً»... إلا إذا تخيلنا ان زيارة رئيس اوروبي (مسيحي) لطهران قد يتخللها تقديم نبيذ شيراز الفاخر. الأمر ما عاد إذاً مجرد تنافس بين ثقافة أو حضارة تعلي الحشمة (اليابان على سبيل المثال) وأخرى متصالحة مع أعضائها البشرية ولا يخدش حياءها العري. المسألة تتعلق بتفوق أخلاقي تمنحه تلك البلدان لنفسها وتحاسب غيرها وفقه، مطالبة الآخر من دونها، بالتسلح بقيم التسامح والانفتاح لتعيد فتشهرها ضده حين يوافقها ذلك. ردم تلك الفجوة، حاجة أكثر الحاحاً اليوم مع ما يرتكبه النظام الإيراني بحق شعبه أولاً وشعوب المنطقة ثانياً من تجاوزات أخلاقية وانسانية وحضارية، تبدأ بطمس اي مكون عرقي او ديني أو ثقافي ولا تنتهي بعري سياسي فاضح تمارسه في محيطها الإقليمي، لا سيما سورية.تلك حاجة ملحة لنا قبل الغرب ربما، لأن سياسات ايران تطالنا في شكل مباشر، لكنها حاجة الغرب المستجدة ايضاً مع ما ستطرحه عليه الشراكة مع الجمهورية الاسلامية من شروط وتحديات. سوى أن ذلك لا يتم برقابة ذاتية ظرفية يمارسها الاوروبيون على أنفسهم لتمرير صفقات اقتصادية وتجارية، ولا باعتماد لغة التسامح المفرط مع طرف غير متسامح يخدش حياءه تمثال عار، ولا تؤرقه جثة انتهكت حميميتها.

 

الأزمة سورية وخيبة الأمل أميركية

سلمان الدوسري /الشرق الأوسط/30 كانون الثاني/16

كان الله في عون الشعب السوري، لم تتناقض المواقف الدولية ولم تعرف الازدواجية كما فعلتها في قضيتهم. وقف العالم مع الثورات العربية كلها، فلما جاء الدور عندهم، تغيرت الموازين والمعادلات والمواقف. أصبح قاتل مئات الآلاف حاكمًا يُغض النظر عنه، والإرهابي يسمح بالتعامل معه، والميليشيات تشرعن عملياتها، أما صاحب الثورة الحقيقي فلا بأس من قصفه وقتله وتهجيره وتجويعه، في أسوأ أزمة بالتاريخ الحديث، بالطبع لا أحد يسأل أين هي حقوق الإنسان التي تظهر متى ما أريد لها في المجتمعات الغربية، لكنها تختفي وتنمحي من الوجود متى ما كانت المصالح السياسية تقتضي ذلك.

الضغط الرهيب الذي تتعرض له المعارضة السورية للقبول بمشاركة شكلية وغير متوازنة أمام وفد النظام في مؤتمر «جنيف3»، مؤشر جديد على خذلان العالم للثورة السورية، فكل الطرق إلى جنيف تؤدي إلى مصلحة النظام السوري ومن خلفه روسيا، بل إن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 المتعلق بالحل السياسي في سوريا، يمكن القول إنه شكل تراجعًا عن وثيقة جنيف التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات، قبل أن يحوّر الحديث عن «حكومة وحدة وطنية»، وحتى عندما اجتمعت أخيرًا المعارضة - التي كان يقول الغرب إنها «بلا رأس» وإن المشكلة الأساسية في سوريا لأن معارضتها مفتتة - تحت لواء الهيئة العليا للتفاوض بعد مؤتمر الرياض، ظهرت مساعي تشتيتها وتكسيرها كما تفعل روسيا حاليًا وبمباركة وضغط مهول من الولايات المتحدة الأميركية. الأمم المتحدة تضغط من باب أن عدم حضور المعارضة للمفاوضات هو خسارة لهم ومكسب للنظام، وهو أمر صحيح، إلا أن السيد دي ميستورا يعلم والولايات المتحدة تعلم وروسيا أيضًا تعلم، أنه متى ما أقصيت أو همشت المعارضة الحقيقية التي تمثل روح الثورة، فإن أي حل سياسي قادم ليس أكثر من خدعة سينمائية سينكشف زيفها سريعًا.

للأسف صلابة الموقف الروسي وتذبذب الموقف الأميركي، أفضيا إلى أن يصل الحال بالأزمة السورية لأن تسعى موسكو لتنفيذ خطتها بتسلم مفتاح الأزمة السورية، بموافقة واشنطن، بحيث يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية بوجود رئيس النظام السوري من أجل «محاربة الإرهاب»، وهو الهدف الأسمى لدى إدارة الرئيس أوباما، طبعًا لا أحد يسأل كيف تتم محاربة الإرهاب ولا يزال بشار الأسد على هرم السلطة؟ لا أحد يسأل من سيقبل بهذه الخطة العجيبة على أشلاء 300 ألف قتيل و12 مليون لاجئ مشردين حول العالم؟ لا أحد يسأل كيف سيقبل الثوار السوريون على الأرض (الذين سخر منهم أوباما بأنهم جيش يقوده فلاحون وأطباء) بمثل هذه الحكومة، ويتعاملون معها مستقبلاً؟! العقدة الأساسية في الأزمة السورية لم تأتِ من الدب الروسي، فموقفه معروف منذ البداية وصامد عليه لم يتزحزح كثيرًا، العقدة أتت للأسف من الولايات المتحدة، التي طوال خمس سنوات هددت وأزبدت وأرعدت، وحذرت، عبر رئيسها، من الوصول للخطوط الحمراء، وعندما انتهكت هذه الخطوط حركت قواتها، ثم وبأسرع انعطاف سياسي في التاريخ تنازلت، فقبلت، أقوى دولة في العالم، أن تسير في نفس المسار الروسي الذي كان معاكسًا لها ونقيضًا. كم من خيبات الأمل باقية أمامنا من الإدارة الأميركية؟!

 

فرنسا وإيران: بازار وشطرنج من دون نبيذ

د. خطار أبودياب/العرب/30 كانون الثاني/16

ما بين زيارة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي إلى باريس عام 1999 وزيارة الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني إليها هذا الأسبوع، طغى على العلاقات الثنائية التباعد وبرز ذلك في المفاوضات حول الاتفاق النووي وفي المواقف المتناقضة من الأزمات الإقليمية. إلا أن الواقعية السياسية تجعل الذاكرة قصيرة لأن إيران تريد فتح صفحة جديدة لتكريس دورها الإقليمي والدولي، ولأن باريس تريد حصتها من الكعكة الإيرانية في زمن الهرولة نحو الالدورادو الجديد. عبر البسمة التي لا تفارق محيّاه والكلام المعسول والمنمّق، سعى حسن روحاني إلى تغيير صورة بلاده وبدأ ذلك في الفاتيكان عندما طلب من البابا فرنسيس أن يصلي لأجله، وفي روما حجبوا عن ناظري المعمم التماثيل العارية حتى لا يخدشوا حياءه وربما لم يفعل الجانب الإيطالي ذلك بناء على طلب إيراني بل تملّقا لبلد فيه ثمانون مليون مستهلك وتنظر إليه روما كشريك اقتصادي واعد خاصة أن علاقتها السياسية مع طهران لم تعكرها أزمات تذكر. أما مع فرنسا التي رفضت أن تتخلى عن بروتوكول تقديم النبيذ في المآدب الرسمية كي لا يشكل ذلك سابقة وتنازلا، فقد لاحظ أكثر من مراقب أنه مقابل كاريزما روحاني وتودده، بدا فرانسوا هولاند منغلقا وشبه متجهّم في حذر من هجمة السحر الروحانية.

بعد اتفاق فيينا، تتجه الجمهورية الإسلامية، نظريا، إلى التخفيف من نفوذ ولاية الفقيه المطلق، وهناك في أوروبا من يفترض أن روحاني سيصبح ميخائيل غورباتشوف أو دينغ هسياو بنغ إيراني، ولذا يتوجب الرهان عليه وفتح الأبواب أمامه لكي تصبح إيران الشريك العتيد. بيْد أن المحك على المدى المتوسط سيكون في قبول المرور من الثورة إلى الدولة، وإنفاق المليارات التي سيتم تحصيلها على التنمية لشعب طال انتظاره وليس على المغامرات الخارجية.

على درب العودة السياسية إلى أوروبا، تعتبر المحطة الباريسية حيوية بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية في مسألة إعادة بناء الثقة مع الغربيين، خاصة أن بين البلدين ما صنع الحداد. ألم تكن باريس “الشيطان الأصغر” بحسب تصنيف الإمام الخميني الذي استضافته فرنسا وانطلق منها قائدا للثورة؟ أليست فرنسا التي انحازت إلى العراق في الحرب ضد إيران.. وأليست طهران التي حركت خطف الرهائن وقتل الفرنسيين داخل باريس وخارجها. بالرغم من هذه البدايات الصعبة والمواجهات التي بدأتها الجمهورية الإسلامية مع إعدام أمير عباس هويدي رئيس الحكومة السابق عند الشاه وآخر إيراني تقلد وسام الصليب الأكبر من جوقة الشرف الفرنسية، عادت العلاقات للإقلاع مع وصول محمد خاتمي إلى الرئاسة وكانت باريس أول من بادر في 2003 لإطلاق فكرة التفاوض من أجل حل الملف النووي الإيراني بشكل سلمي. لكن موقف باريس المتحفظ على أطروحات محمود أحمدي نجاد ومجاراتها الانتفاضة الخضراء في 2009، بالإضافة إلى التشدد في الملف النووي من نيكولا ساركوزي إلى لوران فابيوس، زاد من الفجوة السياسية وأتى النزاع السوري معطوفا على الوضع اللبناني ليعمّق الخلاف بين الطرفين.

لا شيء مستغرب في هذا المضمار. تاريخيا كان هناك إعجاب ثقافي متبادل امتد من حافظ وعمر الخيام إلى “الرسائل الفارسية” لمونتسكيو، حتى حقبة هنري كوربان وإسهاماته حول الإسلام على الطريقة الإيرانية. لكن من الناحية السياسية، كانت “فارس” القديمة مدار تجاذب روسي – ألماني – أنغلوسكسوني، ولم يكن لفرنسا فيها نفوذ يذكر. بيد أن العلاقات الحديثة المستجدة بدأت بالنووي وتعقدت مع النووي. في منتصف سبعينات القرن الماضي قرر الشاه توسيع حلقة المساهمين في برنامجه النووي، واشتركت طهران في مشروع يوروديف الفرنسي الأوروبي لتخصيب اليورانيوم. وكانت الأموال التي دفعتها طهران محور نزاع قانوني بين البلدين بعد الثورة إثر قرار باريس التنصل منه. وفي حقبة لاحقة أصبح الموقف الفرنسي أكثر تشددا من الملف النووي الإيراني نتيجة خشية باريس من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة مضطربة، وكذلك لرفض سياسات طهران التوسعية في الإقليم. وممّا لا شك فيه أن امتداد الهلال الإيراني نحو شرق البحر الأبيض المتوسط كان برأي الأوساط الفرنسية مشروع نزاع مفتوح في الإقليم لربطه بسياسات هيمنة وبشرخ مذهبي داخل الإسلام.

كل هذا التاريخ المثقل أصبح وراءنا ويجري إسقاط التهم والخطابات الرنانة من هنا وهناك، وكذلك الحروب بالوكالة أو الجدل على طاولات المفاوضات في جنيف ولوزان وفيينا. وأتى الآن وقت البازار ولعبة الشطرنج من دون كأس نبيذ، ومن دون نكهة بين لاعبيْن لهما ما لهما وعليهما ما عليهما.

روحاني، المنفتح على أوروبا، يعلم علم اليقين أن مفاتيح القضاء (الطلبات حول حقوق الإنسان) والسياسة والاقتصاد ليست بيده بل بيد المرشد وحرسه الثوري وأن الثقة بوعوده وضماناته حذرة وتتطلب اختبارا، أما هولاند الذي يسعى دوما لإبراز دوره الخارجي والذي أُطلق عليه لقب فرانسوا العربي بعد حضوره قمة مجلس التعاون الخليجي وعقوده الخليجية والمصرية في 2015، فهو يدرك جيدا صعوبة التوفيق بين الشراكة الاستراتيجية مع الرياض وأخواتها، والعلاقة الجديدة مع طهران.

على الصعيد التجاري تعتبر عقود إيرباص وتوتال وبيجو وغيرها مكاسب مشتركة للطرفين، وبدايات يتهافت عليها رجال الأعمال الفرنسيين الذين يراهنون على النمو الاقتصادي في طهران وضرورة التعامل مع هذا البلد لخلق فرص عمل في فرنسا المضروبة بالبطالة، لكن لاعب الشطرنج الإيراني يعلم، جيدا، كيفية توزيع الصفقات في البازار ويربط الكثير منها بتقارب سياسي أو بتراجع فرنسي. خلال حقبة المفاوضات حول الملف النووي سعت باريس إلى إحداث اختراق في الملف الرئاسي اللبناني وردتها طهران خائبة أكثر من مرة. وفي قصر الإيليزيه أصر روحاني على تشدده في الملف السوري من دون أن يمنح شيئا ملموسا حول الملف اللبناني أو أي ملف آخر سوى إبداء الرغبة في الحوار. وفي نقلة نوعية على الرقعة الدبلوماسية حاول روحاني طرح بلاده كشريك أساسي ضد الإرهاب وجر باريس إلى مربع التبادل الأمني كي يتم إغفال الماضي الصعب تحت عنوان محاربة العدو الجديد، فزاعة القرن الحادي والعشرين، أي داعش الشركة الإقليمية الدولية المساهمة للإرهاب (من مواقع نشأتها، إلى أدوارها المشبوهة إقليميا وعالميا إذ أنها تضرب من باريس إلى سيناء وتستدعي نفسها إلى عدن ولا تهاجم قط إيران مثلا واللبيب من الإشارة يفهم). رحلة حياكة سجادة العلاقات المتجددة بين طهران وباريس سيحكمها تطور الوضع الإيراني الداخلي وحركات بركان الشرق الأوسط، وهي ستتدرج بهدوء ولن تتمم بسرعة لأن روحاني – إذا وافق خامنئي – يتمنى أن يستقبل أوباما صاحب الفضل ويفرش له سجادة حمراء فارسية، تماما كما فعل مع رئيسيْ الصين وروسيا، وقبل أن يقوم بهذا الجهد أمام أنجيلا ميركل أو ديفيد كاميرون أو فرانسوا هولاند.

       

لمَ إيران وليست قطر

فاروق يوسف /العرب/30 كانون الثاني/16

لو اتفقت روسيا والولايات المتحدة الأميركية على حل سياسي لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا، هل تملك إيران القدرة على إعاقة ذلك الاتفاق، أو على الأقل الإبطاء في تنفيذه؟ ما صار معروفا أن إيران تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الحرب إلى جانب النظام السوري. جنرالاتها المخضرمون حاضرون هناك، بل وقُتل عدد منهم. مخازن أسلحتها مفتوحة للفتك بالشعب السوري. هناك أيضا أفواج من الحرس الثوري التي تحمي دمشق. هذا من جهة ومن جهة آخرى فقد استعان النظام الإيراني بالميليشيات التابعة له، لبنانية وأفغانية وعراقية لتقاتل بذريعة حماية الأماكن المقدسة لدى الشيعة.

إيران تقاتل في سوريا دفاعا عن مصالحها. وهي مصالح تمتد إلى لبنان، حيث يشكل حزب الله هناك قبضتها الضاربة. هذا مفهوم. وما هو مفهوم أيضا أن إيران قد استغلت النظام السوري لتعزز وجودها في العراق وسوريا ولبنان. ولكن ذلك كله لا يعني أن إيران قد تحولت إلى لاعب أساسي في الحرب السورية. لا تملك إيران سلطة اتخاذ القرار المصيري الذي يدفع في اتجاه التهدئة مثلا. لا يزال في إمكان النظام السوري أن يحسم الأمور التي تؤدي إلى ذلك المنحى. جغرافيا فإن المنطقة التي تحارب فيها إيران وعملاؤها صغيرة إلى درجة أنها لا يمكن أن تقارن بالمناطق التي يسيطر عليها المتطرفون من أعداء النظام.

فلمَ يلتفت العالم إلى إيران كلما حان موعد الحل السياسي للحرب السورية؟ أقدّر مشاعر المعارضين السوريين وهم يجدون في التدخل الإيراني جريمة بحق بلادهم. لذلك يبالغون في تضخيم الدور الإيراني من أجل إثارة اهتمام العالم. ولكنني لا أفهم الأسباب التي تدعو الولايات المتحدة وروسيا إلى النظر إلى إيران، باعتبارها دولة فاعلة في الأزمة السورية. أما كان الأجدى مثلا الالتفات إلى قطر باعتبارها الدولة الراعية للجماعات المسلحة التي تحتل الجزء الأكبر من سوريا؟ سؤال أضعه على طاولة المفاوضات السورية التي ترعاها القوى الكبرى في العالم.

لمَ تغمض المعارضة السورية عينيها عن قطر، الدولة التي رعت وموّلت أطرافا من المعارضة السورية، وروّجت لها في المحافل الدولية وهناك أنفاق سرية مفتوحة على أكثر التنظيمات المسلحة غموضا؟ كانت قطر حاضرة في عمليات تبادل الأسرى بين النظام السوري وإيران من جهة، والجماعات المسلحة من جهة أخرى. وهو ما يعني أنها تضع يدها على الخرائط التنظيمية لتلك الجماعات. في مقابل تلك الذخيرة ما الذي تملكه إيران لتكون لاعبا رئيسا كما يشاع؟ إذا ما أقرت الهدنة تمهيدا للمفاوضات المتعلقة بإقامة حكومة “شراكة” لن يكون لإيران دور تلعبه. فلا هي تملك القدرة على تعطيل العمل بالاتفاق، ولا حزب الله الذي هو ذراعها الضاربة سيجرؤ على خرق تلك الهدنة. المشكلة الجوهرية التي ستظل عصيّة على الحل تكمن في موقف الجماعات المسلحة التي استبعدت من المفاوضات من الاتفاق. وهو موقف سيكون سلبيا كما هو متوقع. حينها لا بد من الاستنجاد بقطر. لا أعتقد أن هناك أي نوع من الحرج الأخلاقي سيقف بين قطر وبين العودة إلى الساحة السورية من باب حاجة المجتمع الدولي إلى التخلص من عار المنظمات الإرهابية المسلحة التي تسيطر على الجزء الأكبر من التراب السوري. بناء على ذلك فإن العالم إذن سيكون في حاجة إلى قطر. فما حاجته إلى إيران؟ من وجهة نظري فإن تضخيم الدور الإيراني في المسألة السورية يهدف إلى ابتزاز العرب، أكثر مما يعبّر عن الإيمان بحقيقة الدور الإيراني. من شأن إيران أن تصدق الكذبة التي تسعى أطراف دولية إلى تمريرها. لكن أن تصدق أطراف عربية لها خبرة لا يستهان بها بلعبة السياسة تلك الكذبة، هو ما يدعو إلى الاستغراب.

 

صمت إعلامي حيال انحناء آلهة روما لروحاني

 كرم نعمة /العرب/30 كانون الثاني/16

تخلى الإعلام الغربي عن حساسيته العالية وهو يراقب الاستثناءات التي حلت على التقاليد العريقة في إيطاليا وفرنسا عند زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للبلدين، مع أن مثل هذه الحساسية كانت ستكون في غاية الانفعال عندما يتعلق الأمر بالصور أو التماثيل العارية في متاحف عربية.

روما المدينة العريقة عانت بما يكفي وهي تتأمل الصمت المريب تجاه حريتها التاريخية من قبل إعلام حر، مثلما انتابها الخجل من الصفقة المريبة بين السلطات الإيطالية ورئيس مثل روحاني لا يستطيع التخلص من تفكيره وفق الخرافة الدينية، فهو لم يقدم نفسه إلى إيطاليا وفرنسا بوصفه رئيسا يمثل الحضارة الفارسية، بقدر ما قدم نفسه وسيطا لنقل تعاليم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي! ليس صعبا التوصل إلى تفسير تغطية التماثيل العارية عند زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي متحف كابيتوليان في العاصمة روما، لكن ما يبعث على الخجل هو التناول الخجول الذي هو أقرب إلى الصمت الإعلامي حيال هذا التنازل المريب عن قيم ليبرالية رفعها الغرب، من أجل لا شيء وفق الكاتب البريطاني رودجر بويز، عندما يتعاطى الغرب مع الوجه المعتدل لإيران من دون فهم لنواياها الحقيقية.

وهو ما دفع الكاتب الإيطالي ميشيل سيرا إلى القول إننا أخفينا أنفسنا ولم نغط التماثيل. النفي الحكومي الإيطالي بعدم إقرار أي تدابير في حجب التماثيل العارية، وصل متأخرا وفاقدا لجدواه، بعد أن غطيت التماثيل، وبعد أن وصفه بعض السياسيين المعارضين بالخضوع والتخلي عن الثقافة والفنون الإيطالية والتملق المخزي لرئيس الدولة النفطية المسلمة. فيما اكتفت بعض الصحف بنشر صور التماثيل المغطاة بعد أن مات الحدث. الحديث عن التقارب بين إيران والغرب لم يحظ بما يكفي من مراقبة السلطة الرابعة ومن الممكن أن يجعل المنطقة أكثر خطرا.

فتغطية التماثيل العارية في طريق مرور روحاني لا تكمن أهميتها في تجنب الإساءة إلى مشاعر الرئيس الإيراني، بل في الإساءة إلى الحرية التي اعتادتها المدينة، وطعن الفنانين في قبورهم وصم آذان روما برمتها عن ألمهم! لا أحد في صحافة إيطاليا المشغولة بالفساد والمافيا نبه حكومة بلاده، بأن روحاني يواجه يوميا في الطريق الواصل بين منزله ومبنى الرئاسة في طهران العشرات من المشاهد لبنات هوى يبعن أجسادهن من أجل البقاء، فمثل هذا المشهد المتكرر لا يمس مشاعر الرئيس الإيراني بقدر المبالغة في تغطية تماثيل تاريخية. ويبدو أن تقاليد النبيذ الإيطالي الباهرة ستتراجع من أجل رغبة سياسية ضيقة وغير مضمونة العواقب، فبعدما ركعت آلهة روما أبعد النبيذ عن مكانه المعلى، لأنه من المحرمات لدى السياسيين الإيرانيين. ليس من المعروف عما إذا كانت الملاحق الأسبوعية عن الطعام والسياحة والسفر في الصحافة الإيطالية ستخصص مساحة لدلالة أن يغيب النبيذ عن مثل هذه الموائد العالية. أم تمارس الصمت الخجول وتضر بمصالح سوقها الدولي. لماذا مرت مثل كل هذه التنازلات على وسائل الإعلام الغربية من دون أن تمارس لعبتها المعهودة؟ فمثل هذه القصص المغرية لم تكن تمر عابرة عندما يتعلق الأمر بتماثيل عارية ونبيذ غائب عن طاولة الزعماء.

فإيران التي تثير إعجاب الإعلام الغربي اليوم بغياب الحديث عن حقوق الإنسان في البلاد التي تنفذ فيها أكثر عمليات إعدام سنويا للقاصرين وتصادر كرامة الإنسان في الاختيار الديني وحتى حرية اختيار الملبس، هي ليست إيران الواقع بل إيران “التقيّة” التي تظهر عكس ما تبطن في فلسفة دينية تسوغها وفق تاريخ ملتبس. إيران التي انحنت لها آلهة روما وارتدت باريس في استقبالها قفازات الحرير البيضاء، في حقيقة الأمر فتيل مشتعل لا يريد الإعلام الغربي تسليط عدساته عليها في الوقت الحاضر. ويبدو أنه جزء من الثمن الذي طلبته طهران لتوقيع الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وحلفائها، ويبدأ من تجميل صورتها وتقديم وجهها الملتحي بوصفه الأكثر اعتدالا. وهذا ما يحذر منه رودجر بويز بقوله “تحدثنا مرة عن صدام الحضارات القريب، ولكننا نتحدث اليوم عن الصدام داخل الحضارات، حضارة قديمة يمكن إن أتيح لها أن تأخذنا إلى الحافة، ولهذا يجب أن نختار أصدقاءنا بعناية”. نظرية الإعلام الغربية في جعل إيران معادلا حقوقيا للسعودية لا تمتلك مقومات صمودها لأن الحديث عن فقدان الكرامة الإنسانية في إيران لا يحتاج إلى البحث عن مقابل آخر. المشكلة تكمن في سياسة رجال الدين الحاكمين والمتشددين، ولا تنتهي مثل هذه المشكلة بوجود مشكلة أخرى في السعودية. لكن الإعلام الغربي ما عاد ينظر إلى إيران من دون أن يكون هناك معادل للحديث يأتي من السعودية، بينما إيران ببساطة تعني إيران وكذلك السعودية تعني السعودية.

 

جنيف وفق الوصفة الروسية.. اختاروا بين الأسد وداعش

غسان إبراهيم /العرب/30 كانون الثاني/16

دخلت روسيا عسكريا إلى سوريا لتفرض واقعا جديدا على الأرض سواء لتغيير موازين القوى أو على أقل تقدير منع انهيار قوات الأسد. لكن هذا الدخول العسكري ليس هدفه تحقيق انتصار عسكري ضد الإرهاب كما أعلنت موسكو بل العكس أي الانتصار على المعارضة أو تقليم أظافرها وتحديدا المعارضة التي قد تصلح لأن تكون بديلا عن الأسد أو أن تكون جزءا من مرحلة انتقالية تشارك في الحكم، لذلك لم تركز ضرباتها الجوية العسكرية على داعش والفصائل المتشددة. استغل الروس فرصة الانكفاء الأميركي عن الشرق الأوسط خلال فترة حكم أوباما، فطرحت موسكو مبادرة للتعامل مع الأزمة السورية ولم تلق اعتراضا من واشنطن بل أعطتها حرية تنفيذها بشكل غير مباشر في المرحلة الأولى من الصراع في سوريا أي سياسيا، وبشكل مباشر في المرحلة الحالية أي عسكريا. فلم تكن عند الإدارة الأميركية الرغبة بالتدخل في سوريا بشكل جدي بل اكتفت باستخدام سوريا كورقة في المفاوضات مع إيران وروسيا لضمان تسليم المخزونات الكيمائية في سوريا والاتفاق النووي مع إيران. بعد هذه النقطة أصبحت سوريا ورقة منتهية الصلاحية للأميركان بل أصبحت عبئا على واشنطن، فسوريا تغوص في فوضى قد تزعزع أمن المنطقة من جهة، ونزاعات طائفية وتيارات متشددة سواء كانت داعش وجبهة النصرة أو الميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله من جهة ثانية. فأوباما الذي لا تهمه صورته في الشرق الأوسط خلق رغبة أميركية جامحة في الهروب من أزمة سوريا، بينما في الطرف المقابل بوتين الرجل الذي يحكم ويقود روسيا بناء على صورته وهيبته خلق تلهّفا روسيا للعودة إلى الساحة الدولية ومنطقة الشرق الأوسط من البوابة السورية.

فأطلق بوتين العمليات العسكرية في سوريا على كل الجبهات، حيث لم يقتصر الجهد العسكري الروسي على القوات الجوية بل تم تدعيمه بخبراء عسكريين ميدانيين شاركوا قوات الأسد في معاركهم ضد المعارضة، وعملت روسيا على تحصين الأماكن التي تخضع لنفوذ الأسد وخصوصا في الساحل السوري. فالعمل العسكري الذي بدأ قبل أشهر معدودة من بدء المفاوضات في جنيف لم يكن إلا تمهيدا لعمليات عسكرية مستمرة لن تتوقف حتى تضع المعارضة أمام خيارات محدودة.

روسيا تريد أن تقول للمعارضة السورية إما أن تختاروا “الخيار الأول” المتمثل بامتلاككم “شجاعة الاستسلام” أي تقديمكم لتنازلات جوهرية تسمح لكم بالانضمام إلى “حكومة وحدة وطنية” تؤدي اليمين الدستورية أمام الأسد في دمشق وتشارك في صياغة دستور جديد وتشارك في انتخابات برلمانية ثم انتخابات رئاسية “تنافس” فيها الأسد للوصول إلى رئاسة الجمهورية العربية السورية التي تحظى بشرعية جنيف وفق الوصفة الروسية وفي ظل عدم الاعتراض الأميركي إن لم نقل الترحيب. وليس مستبعدا أن تستخدم روسيا هذه الانتخابات الرئاسية لتجديد مدة بقاء الأسد من خلال الإصرار على أن من يشارك في الانتخابات من مرشحين ومصوتين هم فقط من بقي داخل سوريا، أي المناطق التي يسيطر عليها الأسد والتي يتحكم بأصواتها، مما يعني أن أغلب الأصوات ستصب في صالح الأسد وستمدد ولاية الرئاسة له. وقد يقول البعض إن هذه الانتخابات ستكون تحت مراقبة الأمم المتحدة، ولكن جميعنا يتذكر أن حكومة الأسد لم تسمح للمراقبين الأمميين بأن يدخلوا سوريا خلال السنوات الخمس إلا من جنسيات دول تؤيد الأسد منها الصين وروسيا ودول مجموعة البريكس، أي أن هذه الرقابة لن تكون سوى غطاء لتمديد حكم الأسد برضى وشرعية دولية. أو أن تجد المعارضة نفسها أمام “الخيار الثاني” المطروح على الطاولة الروسية في حال رفضت الأسد، فتسعى المعارضة إلى الاعتماد على المقاومة العسكرية في وقت يتضاءل فيه الدعم العسكري والمالي من حلفاء المعارضة سواء بالتنسيق مع الروس أو من دونه، بينما تزيد روسيا من دعمها للأسد لإنهاك المعارضة عسكريا من جهة، ومن جهة ثانية تسعى دوليا إلى تصنيفهم بقوى إرهابية خرجت عن الشرعية الدولية برفضها الاندماج في العملية الانتقالية التي قدمتها روسيا في جنيف.

معروف عن النهج الروسي العسكري القائم على فكرة الأرض المحروقة التي بدأت موسكو في تطبيقها في سوريا لتجعل قوات المعارضة مكشوفة أمام النيران الجوية والأرضية الروسية وحلفائها من قوات الأسد وميليشيات إيران. بالتأكيد لن تكون أميركا منزعجة من هذا النهج الروسي، فهي التي كانت دائما تمنع الدول العربية من تسليح المعارضة بسلاح نوعي يسقط الأسد، وهي ذاتها لم تحرك ساكنا عندما دخلت روسيا بثقلها العسكري إلى الساحل السوري، وهي ذاتها التي تمارس ضغوطا على المعارضة السورية كي ترضخ لضربات روسيا العسكرية في الميدان وضربات دي ميستورا السياسية في جنيف.

هذا النهج الروسي سيجعل المعارضة السورية بين الاستسلام أو الهجرة خارج سوريا من طرف الفصائل العسكرية التابعة للجيش الحر أو الانضمام إلى داعش من طرف الفصائل الإسلامية المعتدلة فيها قبل المتشددة. فقد سبق أن بايعت بعض العشائر العربية السورية داعش عندما وجدت نفسها في حرب ضد التنظيم ولكن من دون دعم عسكري، فاستبقت الهجوم الداعشي عليها بمبايعة الدولة الإسلامية. فتحولت من قوة ضد داعش إلى قوة في صفوف التنظيم. هذه الفصائل التي ستجد نفسها في حضن تنظيم داعش ليس بالضرورة أنها قد تحمل فكره ولكنها أصبحت أمام خيار إما أن تموت على يد الطيران الروسي وميليشيات إيران أو أن تموت على يد داعش أو أن تختار بين الاستسلام للروس أو مبايعة البغدادي. خيارات روسيا بين الأسد أو داعش ليست أكثر من “تجرع كأس السم” في الخيار الأول أو اختيار ما لا ترغب فيه بالخيار الثاني. فهل تختار المعارضة السورية ما تعرضه عليها روسيا في جنيف، أو تبتكر خيارا آخر يقلب الطاولة على العرض الروسي؟ الجواب عند داعمي المعارضة.