المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january25.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى20/من01حتى16/أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟ هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين».

رؤيا القدّيس يوحنّا 02/من18حتى29/إِنِّي عَالِمٌ بِأَعْمَالِكَ، ومَحَبَّتِكَ، وإِيمَانِكَ، وخِدْمَتِكَ، وَثَبَاتِكَ؛ وأَعْمَالُكَ ٱلأَخيرةُ هِيَ أَكْثَرُ مِن الأُولَى

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تبريرات عون وجعجع المرّضية الواجب رفضها/ هل يعي د. جعجع أخطار استدارته على الإغتراب اللبناني وعلى العاملين في الخليج/الياس بجاني

هل يعي د. جعجع أخطار استدارته على الإغتراب اللبناني وعلى العاملين في الخليج/الياس بجاني

مسامير وتغريدات تحكي تعاسة عصفورية الأحزاب والزلم/الياس بجاني

ما هي الإيجابية اليتيمة والوحيدة لترشيح جعجع لعون؟/الياس بجاني

الحرب الكلامية بين زلم القوات والكتائب والعونيين وخطوطهم الحمراء الوهمية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تحرك في أميركا اللاتينية لضبط توسع ذراع إيران {حزب الله} وهو بدأ تكثيف أنشطته عبر العالم بعد التدخل الروسي في النزاع السوري

بري: هل يريد جعجع من "حزب الله" أن يجبرنا بالمسدس على انتخاب من يختاره/رضوان عقيل/النهار

بين الحريري وجعجع مآخذ متبادلة واصطدام كبرياءين البداية اختلاف الطباع والخلفيات العائلية/ايلي الحاج/النهار

لبنان: علاقة «المستقبل» - «القوات» حرارتها دون الصفر ورغبة في عدم تحويل الخلاف إلى صدام سياسي/محمد شقير/الحياة

هل خرق باسيل مصالحة معراب/ خالد موسى/موقع 14 آذار

ريفي: نرفض رئيساً للبنان يكون مرتهناً للنظامين السوري والإيراني/أوساط «المستقبل»: فرنجية يحظى بتأييد كبير

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/1/2016

نديم الجميل بذكرى مجزرة الدامور: ثابتون في أرضنا مهما اشتدت الصعاب

كرم كشف ميدانيا على مكان سقوط السائح المصري في مغارة جعيتا

وزارة الخارجية: بعثتنا في البحرين وافقت على نقطتين في البيان العربي الهندي من دون اي نقاط اخرى متعلقة بسوريا

المطران العنداري ترأس قداسا لراحة نفس المقدم العاقوري وافتتح مركزا باسمه في رعية مار فوقا غادير

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الخير ممثلا الحريري في ذكرى استشهاد عيد: سنبقى قابضين على اعتدالنا وننتظر جميع القوى في مجلس النواب لانتخاب رئيس

الراعي من فولينيو الحافظة لهامة مار مارون: نصلي لأجل إيقاف الحروب وإحلال السلام خاصة في الشرق الأوسط وعودة اللاجئين والنازحين

مطر في ذكرى استشهاد حبيقة: نأسف أن يكون قد تعرض لبنان لاستدراج العنف من جديد إلى أرضه

 كنعان: زمن الانقسام المسيحي ولى واتفاقنا مشروع لبناني يصلح لان يجمع 8 و14 آذار

الحوت: المرشح الحقيقي لحزب الله حاليا هو الفراغ الرئاسي

قاووق: لبنان لن يكون يوما تحت الوصاية السعودية أو مرتعا لها

فياض: إيران الأكثر احتراما لاستقلالية القرار السياسي اللبناني

 رعد: للسياسة الاميركية ادوات في منطقتنا وهي سر الفوضى والتخلف والضعف في منطقتنا

نواف الموسوي: لا يمكن أن يكون لبنان جزءا من حلف سعودي في مواجهة إيران

الشاب: الواقع الخطير يتطلب تعزيز دعم الجيش من خلال الحوار

الرلئيس الجميل عرض التطورات مع سفير الإمارات ونيك رحال

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير يقول لا وساطة مع إيران ما لم تغير سياساتها العدوانية وكيري أكد متانة التحالف والعلاقات الصلبة مع السعودية بعد الاتفاق النووي

العقل المدبر لاقتحام السفارة السعودية زعيم ميليشيا قاتل مع «الحرس الثوري» في سورية

الخارجية العراقية تستدعي السفير السعودي لانتقاده الميليشيات

قيادي في «التيار الصدري»: إيران تسحب مقاتليها من العراق إلى سورية بفعل التعزيزات الأميركية ونتيجة تراجع نفوذها لصالح النفوذ الروسي

قوات النظام السوري تسيطر على آخر معاقل المعارضة بريف اللاذقية بقيادة ضباط من الجيش الروسي

الأردن: مقتل 12 حاولوا اجتياز الحدود من سورية

عباس: لن نوقع اتفاق سلام مع إسرائيل إلا بعد إجراء استفتاء شعبي

احتجاجات للأحوازيين في لندن ضد القمع الإيراني

طهران تستعد لإعدام 160 طفلاً لدوافع طائفية وعرقية وشركات الاتصالات الإيرانية تحذف نغمة الموت لأميركا

وثائق تكشف أن مرشد «الإخوان» كان الحاكم الفعلي خلال رئاسة مرسي والجماعة خططت للسيطرة على مصر والتحفظ على 695 مليون دولار من أموالها خلال عامين

السفير المصري في ذكرى 25 يناير: نواجه تحديات كثيرة ولكننا سنعمل على ارساء نظام سياسي ديموقراطي

10 قتلى في عاصفة ثلجية تاريخية تشل شرق الولايات المتحدة

ايران: توقيع عقد لشراء 114 طائرة ايرباص خلال زيارة روحاني الى فرنسا

كيري يؤكد وجود تحالف وصداقة بين واشنطن والرياض

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تتغير سياسة السعودية تجاه لبنان/ داود الشريان/الحياة

ثمانية أعوام على «وسام» .. الشهادة والحقيقة/علي الحسيني/المس/وسام سعادة/المستقبل

ولكن أين أصبح الوفاء لـ«عون»/وسام الأمين/جنوبية

حزب الله المُحرَج… ينتظر المَخرج/أسامة وهبي/جنوبية

لماذا تأخر السيد حسن عن اعلان تأييده لترشيح الجنرال/سلوى فاضل/جنوبية

هذه أسباب جعجع في تبرير «الخيار الجديد»/علي الأمين/جنوبية

الوفد المصرفي يسأل واشنطن عن المستهدفين مع "حزب الله"/عزة الحاج حسن/المدن

أزمة مالية تنخر "حزب الله".. وسياسة التقشف إنطلقت/سامي خليفة/المدن

أسئلة الكتائب لكل مرشّح للرئاسة تجعـل الامتحان لبنانيّاً وليس سوريّاً/ اميل خوري/النهار

الخلل في التوازن السياسي يضرب عميقاً ليوقف الحريري وجعجع انهيار تحالفهما/روزانا بومنصف/النهار

"الثنائية" وشياطين الخوف/ نبيل بومنصف/النهار

الفرزلي لـ"النهار": انتهى اللعب على التناقضات المسيحية المسألة لا تتحمل حتى الربيع وعون لن ينسحب/بيار عطاالله/النهار

لماذا جدار 14 آذار مُنخفض/هاني النصولي/النهار

إنها عاصفة فرنجيّه/ميرنا زخريا/النهار

المؤامرة على سوريا.. من 1920 إلى 2016/إياد أبو شقرا / الشرق الأوسط

استعادة العربي من الركام/ غسان شربل/الحياة

«لكم سورية ولنا إيران»... ماذا عن الأسد والمعارضة/جورج سمعان/الحياة

لماذا يغازل الغرب ميليشيات الموت العراقية/داود البصري/السياسة

السعودية الجديدة من خلال بيان الخارجية/خيرالله خيرالله/العرب

الطائفية.. منزلق الصراع السعودي الإيراني الأخطر/محمد الحمامصي/العرب

صفقة تبادل السجناء.. الإذن لإيران بزعزعة الشرق الأوسط/غسان إبراهيم/العرب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى20/من01حتى16/أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟ هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين».

“قالَ الربُّ يَسوعُ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الفَجْرِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ. وٱتَّفَقَ مَعَ الفَعَلَةِ عَلى دِينَارٍ في اليَوْمِ فَأَرْسَلَهُم إِلى كَرْمِهِ. ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ فَرَأَى فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِينَ في السَّاحَةِ بَطَّالِين. فقَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيْضًا إِلى الكَرْم، وسَأُعْطِيكُم مَا يَحِقُّ لَكُم. فَذَهَبُوا. وعَادَ فَخَرَجَ نَحْوَ الظُّهْر، ثُمَّ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْر، وفَعَلَ كَذلِكَ. ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَوَجَدَ فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِين، فَقَالَ لَهُم: لِمَاذَا تَقِفُونَ هُنَا طُولَ النَّهَارِ بَطَّالِين؟ قَالُوا لَهُ: «لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَد! قَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيضًا إِلى الكَرْم. ولَمَّا كَانَ المَسَاء، قَالَ رَبُّ الكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: أُدْعُ الفَعَلَة، وٱدْفَعْ لَهُم أَجْرَهُم مُبْتَدِئًا بِالآخِرِيْن، مُنْتَهِيًا بِالأَوَّلِين. وجَاءَ فَعَلَةُ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم دينَارًا. ولَمَّا جَاءَ الأَوَّلُون، ظَنُّوا أَنَّهُم سَيَأْخُذُونَ أَكْثَر. فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم أَيْضًا دينَارًا. ولَمَّا أَخَذُوا الدِّيْنَارَ بَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ على رَبِّ البَيْتِ، قَائِلين: هؤُلاءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً واحِدَة، وأَنْتَ سَاوَيْتَهُم بِنَا نَحْنُ الَّذينَ ٱحْتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهَارِ وحَرَّهُ! فأَجَابَ وقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُم: يَا صَاحِب، أَنَا مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا ٱتَّفَقْتَ مَعِي على دِينَار؟ خُذْ مَا هُوَ لَكَ وٱذْهَبْ. فَأَنَا أُريدُ أَنْ أُعْطِيَ هذَا الأَخِيْر، كَمَا أَعْطَيْتُكَ. أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟ هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين».”

 

رؤيا القدّيس يوحنّا 02/من18حتى29/إِنِّي عَالِمٌ بِأَعْمَالِكَ، ومَحَبَّتِكَ، وإِيمَانِكَ، وخِدْمَتِكَ، وَثَبَاتِكَ؛ وأَعْمَالُكَ ٱلأَخيرةُ هِيَ أَكْثَرُ مِن الأُولَى

“يا إِخوَتِي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسان: «أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ ٱلكَنِيسَةِ ٱلَّتي في طِيَاطِيرَة: هذَا ما يَقُولُهُ ٱبْنُ ٱلله، الَّذي لَهُ عَيْنَانِ كَلَهِيبِ نَار، وَرِجْلاهُ أَشْبَهُ بِنُحَاسٍ خَالِص: إِنِّي عَالِمٌ بِأَعْمَالِكَ، ومَحَبَّتِكَ، وإِيمَانِكَ، وخِدْمَتِكَ، وَثَبَاتِكَ؛ وأَعْمَالُكَ ٱلأَخيرةُ هِيَ أَكْثَرُ مِن الأُولَى. ولكِنْ لي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَتَغَاضَى عَنِ ٱلمَرْأَةِ إِيزَابِل، ٱلَّتي تَزْعَمُ أَنَّهَا نَبِيَّة، وهِيَ تُعَلِّمُ وَتُضَلِّلُ عِبَادِي لِيَزْنُوا ويَأْكُلُوا مِنْ ذَبَائِحِ ٱلأَوْثَان. وَقَدْ أَمْهَلْتُهَا وَقْتًا لِكَي تَتُوب، وهِيَ تَأْبَى أَن تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا. فَهَا إِنِّي أُلْقِيها على سَرِير، وٱلَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَها أُلْقِيهِمْ في ضِيقٍ شَدِيد، إِنْ لَمْ يَتُوبوا عَنْ أَعْمَالِهَا، وأَولادُها أَقْتُلُهُم قَتْلاً، فَتَعْرِفُ ٱلكَنائِسُ كُلُّها أَنِّي أَنَا هُوَ فَاحِصُ ٱلكُلَى وٱلقُلُوب؛ وَسَأُعْطِيكُمْ، كُلَّ واحِدٍ مِنْكُم، وَفْقَ أَعْمالِكُم. أَمَّا أَنْتُمُ ٱلباقِينَ ٱلَّذِينَ في طِيَاطِيرَة، أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ لا تَأْخُذُونَ بِهذا ٱلتَّعلِيم، وٱلَّذِينَ ما عَرَفْتُم أَعْمَاقَ ٱلشَّيطان، كمَا يَقُولون، فَلَكُمْ أَقُول: لَنْ أُلْقِيَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً آخَر. لكِنْ تَمَسَّكُوا بِمَا لَدَيْكُمْ إِلى أَنْ أَجِيء. وٱلظَّافِر، وٱلحَافِظُ أَعْمَالي إِلى ٱلنِّهايَة، أُعْطِيهِ سُلْطَانًا عَلى ٱلأُمَم، فَيَرْعاهُم بِعَصًا مِن حَدِيد، وكَآنِيَةٍ مِن خَزَفٍ يُحَطَّمُون، كَما أَنِّي أَنا أَيْضًا أَخَذْتُ سُلْطَانًا مِنْ أَبي. وَسَأُعْطِيهِ كَوكَبَ ٱلصَّبَاح. مَنْ لَهُ أُذُنانِ فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلكَنائِس.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تبريرات عون وجعجع المرّضية الواجب رفضها/ هل يعي د. جعجع أخطار استدارته على الإغتراب اللبناني وعلى العاملين في الخليج

الياس بجاني/24 كانون الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/24/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D9%8A-%D8%AF-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B1/

التبرير المرّضي ليس حلاً ولا مخرجاً. يوم استدار العماد عون صوب سوريا وإيران وخان قضيتنا وباعنا وباع الوطن ودماء الشهداء من أجل أوهامه ومركبات حقده ورصيده البنكي ونفوذ الأصهرة، برر بأن 14 آذار لم تعطيه حصته النيابية وسار بغباء وراءه الأغنام من أهلنا بعد أن شوه فكرهم وضرب قيمهم... واليوم بنفس المنطق المريض والعبثي والكيدي يستدير د. جعجع صوب عون وحزب الله وإيران بحجة أن الحريري خانه ورشح فرنجية. المنطقين جريمة وخطيئة وعلينا كأحرار وأصحاب رجاء وإيمان وحاملين أمانة دماء الشهداء أن لا نتصرف كالغنم ونصدق التبريرات. عون اخطأ يوم ترك القضية وخانها، واليوم نتمنى من القلب أن لا يقع الدكتور جعجع في نفس الفخ الملالوي. المطلوب الرفض والمقاومة وليس الخنوع والركوع والارتماء بأحضان عون الذي لا يمكن أي شكل من الأشكال الثقة به مهما كانت الأسباب والتبريرات.

إذا كان الأمر ملزم برئيس من 8 آذار كما يدعي من هم قريبون من د. جعجع كان المفروض به كمقاوم أن يتصرف باسلوب حضاري ويمتنع عن التصويت كما امتنع عن دخول الحوار والحكومة لا أن يقع في فخ إيران ويتبنى عون ويناقض كل ثوابته وطروحاته وتاريخه وكلنا يعرف أن عون طروادي وغير موزون عقلياً ويعيش أوهام الكرسي و مجرد ألعوبة بيد محور الشر كم أنه لا يمكنه أن يلتزم بأي اتفاق حتى ولو أراد كما أن كل نواب كتلته هم ودائع وينفذون أوامر حزب الله. أنا احترم دزجعجع ولكن فعلته خطيئة وفيها نفس تبريرات عون يوم استدار سنة 2006 صوت محور الشر.

 

هل يعي د. جعجع أخطار استدارته على الإغتراب اللبناني وعلى العاملين في الخليج

الياس بجاني/24 كانون الثاني/16

التحالف مع عون يعني 100% التحالف مع حزب الله وإيران والأسد. هل يعي الدكتور جعجع وفريقه السياسي اخطار هذه الإستدارة على اللبنانيين العاملين في دول الخليج العربي، وعلى كل من هم مؤيدين له في أميركا ودول الغرب التي تضع الحزب على قوائم الإرهاب؟ سؤال مهم لا يحتمل اي تذاكي أو تشاطر او كيديات سياسية!!!

 

مسامير وتغريدات تحكي تعاسة عصفورية الأحزاب والزلم

الياس بجاني/24 كانون الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/23/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B3/

**شو نفع الصلحة إذا كانت آنية ومصلحية وتنقلب عداء بمجرد أن يبدل الزعماء مواقفهم ويستنفرون على بعضهم البعض. للأسف ما زلنا في عصفورية الأحزاب والزلم.

**أوامر الزعيم عند الزلم والرديدي لا ترد. هوبروا بيهوبروا. خونوا بيخونوا. تقاتلوا بيتقاتلوا. تصالحوا بيقتلوا بعضون بالتبويس والمديح. انها عصفورية الأحزاب.

**في عصفورية السياسيين اللبنانيين جماعة تعاسة 14 آذار المخصيون سياسياً وسيادة يحاربون بعضهم البعض من أجل مرشحي الملالي والأسد، فرنجية وعون! فاشلون وتعساء

**بقدرة قادر تحول عون من طروادي سوري-إيراني إلى بطل قواتي ومن أجله تم قتل 14 آذار ومحاربة الكتائب ومعاداة كل الأحرار من غير الحزبيين الموظفين. هذه هي العصفورية بعينها.

**ما دام في لبنان زلم وهوبرجية "بالروح والدم نفديك" ستبقى الطبقة السياسية التعيسة والعائلية والتجارية والحزبية ممسكة برقاب العباد ومصير البلاد. الزلم في نعيم أكل التبن!!

**غريب كيف بلمحة بصر يتم "تهويش" الزلم والهوبرجية على بعضهم البعض، وهات يا نباح ويا فجور ويا تخوين ويا خطوط حمراء.. أبواق وصنوج وببغاوات في عصفورية الأحزاب.

**ما من عاقل يحترم انسانيته وعقول الآخرين والقيم والمبادئ والتاريخ ودماء الشهداء يثق بعون ويرشحه لموقع الرئاسة.. إنها فعلاً عصفورية الأحزاب وكاسك يا وطن تعيش زمن المحل.

 

ما هي الإيجابية اليتيمة والوحيدة لترشيح جعجع لعون؟

الياس بجاني/23 كانون الثاني/16

نحن 100% ضد ترشيح د. جعجع للشارد والطروادي عون الذي لا يمكن لأي عاقل أن يثق به تحت أي ظرف ونرى أن الحكيم لم يكن نفسه في هذا التصرف المدان وهو بفعلته الغريبة والعجيبة والمدانة وضع كل ثوابته وقناعاته على المحك وفي خانة التشكيك... ولكننا أيضاً ألف بالمائة مع المصالحة إن كانت صادقة. ورغم استنكارنا للترشيح وليس للمصالحة إلا أننا نرى إيجابية كبيرة في استدارة الحكيم نقدرها ونثمنها وهي تأكيده عملياً أنه غير تابع للسعودية وحر في قراراته وهذه ميزة لا وجود لها لدى حزب الله الإيراني الصرف، ولا لدى عون السياسي الحالي الذي هو بعد العام 2006 طرطور وصناعة إيرانية كاملة وبوق وصنج وتابع غنمياً لها.

 

الحرب الكلامية بين زلم القوات والكتائب والعونيين وخطوطهم الحمراء الوهمية

الياس بجاني/23 كانون الثاني/16

للأسف فإن السجالات العقيمة والسطحية  والببغائية هي ثقافة كل المنتمين للأحزاب اللبنانية الشركات التجارية دون استثناء. القضية عندهم هي الشخص، شخص صاحب الشركة الحزب، وليس الوطن والمصير والإنسان. من هنا فإن ما يحكى عن مصالحات واتفاقيات واحلاف هي كلها آنية وبمجرد ما يبدل الزعماء مواقفهم وتتبدل مصالحهم واجنداتهم سيجدون الأتباع بأبواقهم والصنجية جاهزين للتخوين ووضع الخطوط الحمراء والتخوين والغرق في سجالات عقيمة وبابلية كما هو حالنا اليوم. المشكلة الأساس هي في جهلنا والغباء ولأننا هكذا يتحكم بمصيرنا طقم سياسي تاجر.

*الكاتب تاشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تحرك في أميركا اللاتينية لضبط توسع ذراع إيران {حزب الله} وهو بدأ تكثيف أنشطته عبر العالم بعد التدخل الروسي في النزاع السوري

بوينس آيرس: «الشرق الأوسط»/25 كانون الثاني/16

كشفت أجهزة الاستخبارات المكسيكية أخيرا، بالتعاون مع نظيرتها الكندية، عن رصد تحركات لحزب الله بدعم إيراني في منطقة أميركا اللاتينية، وحددت أماكن تغلغله، التي شملت فنزويلا، والمكسيك، ونيكاراغوا، وتشيلي، وكولومبيا، وبوليفيا، والإكوادور، بالإضافة للمنطقة التي ينشط فيها الحزب وهي منطقة المثلث الحدودي بين باراغواي والأرجنتين والبرازيل. وجاءت هذه التحركات عقب التدخل الروسي في النزاع السوري، مما منح حزب الله ومقاتليه راحة نسبية، وجعله يلتقط أنفاسه في خضم الصراع الدائر هناك. وأوضح جورج شايا، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمحاضر في جامعة بوينس آيرس الأرجنتينية، أن حزب الله، برعاية إيرانية، سوف يرسم خطة انتشار جديدة، وذلك لأن التدخل الروسي واستخدام السلاح المتطور في الصراع السوري والوجود العسكري الإيراني قلل من استخدام المقاتلين التابعين لحزب الله على الأرض. وبالتالي فإن الوجود العسكري للحزب سيبدأ في التقلص تدريجيا، وهو ما يمهد لإعادة انتشار جديدة في أميركا اللاتينية وعبر العالم، لمرحلة ومهام جديدة. وأضاف شايا في إشارة إلى التدخل الروسي أنه سيكون بمثابة أنبوب أكسجين سيمتد إلى الجماعات المسلحة التابعة لإيران، لكي توسع نفوذها ويوكل لها مهام جديدة. ويرى الكثير من المحللين أن الوجود الإيراني ووجود حزب الله في المنطقة يرجع إلى العلاقات الوطيدة بين إيران وفنزويلا، التي أصبحت نقطة ارتكاز في أميركا اللاتينية، يتحرك منها عناصر حزب الله وعناصر الحرس الثوري الإيراني. وجاء التحذير الأخير بعد أن ألقت السلطات في المكسيك القبض على مواطن لبناني موال لحزب الله على الحدود الأميركية - المكسيكية، وبحوزته أوراق ثبوتية مزورة ومواد مخدرة. ولم تفصح السلطات عن اسم المواطن، وذلك للحصول على معلومات منه عن أنشطة الحزب هناك، في إطار برنامج حماية الشهود الذي يتيح تعاون المتهم مع السلطات. وبحسب اعتراف المتهم الذي القي القبض عليه، فإنه كان يتبع لجهاز الحرس الثوري الإيراني وكانت مهمته هي جمع المعلومات عن أعداء الدولة الإيرانية، حسب قوله. وطبقا لمصادر تابعة لوكالة الأمن الكندية والاستخبارات المكسيكية، فقد تم رصد مجموعات تابعة لحزب الله بدأت بالفعل في العمل على الأرض. ومن بين هذه المجموعات التي سمتها المصادر: «فرع جماعة عباس الموسوي»، و«فرع جماعة عماد مغنية». وأشارت وسائل إعلام إلى أنه عند استجواب المواطن اللبناني قال إن هدف هذه الجماعات هو رصد المصالح التي تهدد إيران في عدد من دول العالم للتحضر لضربها. في سياق متّصل، نشرت وسائل إعلام أرجنتينية تفاصيل عن حجم الوجود العربي في منطقة المثلث الحدودي بين الأرجنتين وباراغواي والبرازيل تفيد بانتشار نحو خمسين ألف عربي، نصفهم تقريبا من الطائفة الشيعية، وهم يتحركون بسهولة في هذه المنطقة نظرا لحجم التجارة الموجودة هناك. ويتزامن هذا الطرح مع الصخب الذي يدور في الصحافة اللاتينية عن وجود حزب الله في هذا المثلث الحدودي، والذي يعتبرونه بمثابة عاصمة أخرى للحزب هناك، حيث يعد شريانا مهما لتصدير أموال تذهب سنويا لتمويل أنشطته.

 

بري: هل يريد جعجع من "حزب الله" أن يجبرنا بالمسدس على انتخاب من يختاره؟

رضوان عقيل/النهار/25 كانون الثاني 2016

لم تمنع البحة في حنجرة الرئيس نبيه بري بفعل التبدل المناخي، من قول كلمته والرد على جملة أسئلة متعلقة بالاستحقاق الرئاسي، ولا سيما بعد ترشيح الدكتور سمير جعجع العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وينشغل الافرقاء بما ستحمله جلسة الانتخاب في 8 شباط المقبل، والتي سيسبقها الاسبوع الجاري لقاءا حوار "تيار المستقبل" و"حزب الله" وطاولة الحوار الوطني، وستظهر منهما بعض الاشارات حيال ملف الرئاسة. بالنسبة الى الجلسة، فهي ستنعقد، بحسب بري، إذا توافر لها النصاب المطلوب، وسيرفع مطرقته عندها إيذانا بوضع النواب أوراق الترشيح في صندوقة الاقتراع. واذا لم يتأمن النصاب فسيعمد الى تأجيلها، وبالتالي لن يختلف المشهد عن سابقاته. ولا يزال بري يرى أن الافرقاء لم يستفيدوا من الفرصة المحلية لانتخاب رئيس، والتي تبلورت في محطات عدة، ولا سيما عند انشغال الخارج والدول المؤثرة في ما بينها، "والفرصة الآن لا معلقة ولا مطلقة". وبعد تبدلات رياح جعجع الرئاسية وسعيه الى وضع الاستحقاق في إطاره المحلي، وقوله ان الكرة الان اصبحت عند "حزب الله" وانه يستطيع إلزام حلفائه في 8 آذار انتخاب عون، يعلق بري أمام زواره: "هل يريد (جعجع) من الحزب ان يصوب مسدساً او يوجه صاروخا في اتجاه رؤوس سعد الحريري ووليد جنبلاط وسليمان فرنجيه ونبيه بري ليتوجهوا الى البرلمان بالقوة وينتخبوا من يختاره الحزب؟ لا تسوى الامور يا اخوان على هذه الشاكلة، والعلاقات بين 8 آذار لا تتم هكذا". ويفهم من كلام بري هنا ان هذا ما كان يريده جعجع من خطوته الاخيرة، اي احداث خلافات في صفوف 8 آذار "ونحنا عارفين وساهرين". وعندما سأله الوزيران جبران باسيل والياس بو صعب عن رأيه في الترشيح رد عليهما بالعبارة الاتية: "عندما تخرجان من هنا اذهبا مباشرة الى بنشعي". ولماذا لا يضغط الحزب على فرنجيه ويقنعه بالانسحاب، يعلق بري: "ولماذا ينسحب فرنجيه ما دام يعتبر نفسه الاقوى من حيث الاصوات؟". من جهة أخرى، لا يتنصل بري من قوله السابق إنه يؤيد من يتفق عليه المسيحيون. ويسأل عن القطبين الآخرين في الرباعي، الرئيس أمين الجميل وفرنجيه، على اساس ان "الاقوياء" حصروا انفسهم في الاقطاب الاربعة في لقاء بكركي "ويجب ان يتفقوا". ويعود الى احتفالية معراب بالقول انها شكلت "نقلة نوعية ومتقدمة" على صعيد المصالحة المسيحية" لكنها لم تغير الكثير في معادلة انتخاب الرئيس". ويبقى بري مصرا على انه آخر من يقول كلمته النهائية. وعند مفاتحته في أن ألوان اللوحة الرئاسية اكتملت، يرد ممازحاً: "انها سوريالية".

 

بين الحريري وجعجع مآخذ متبادلة واصطدام كبرياءين البداية اختلاف الطباع والخلفيات العائلية

ايلي الحاج/النهار/25 كانون الثاني 2016

ينعكس اختلاف جذري في الطباع والخلفيات العائلية للرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع على الأداء السياسي لكل منهما. يكفي أن والد جعجع كان عسكرياً عادياً، تحديداً في فرقة موسيقى الجيش تمكن من تعليم ولديه بفضل تفوقهما ومنح دراسية أبرزها من "لجنة جبران خليل جبران" ، صار أحدهما جوزف مهندساً فيزيائياً يعمل في "الناسا" بأميركا، والآخر سمير، صار طبيباً توقف عن الدراسة في الجامعة قبل تخرجه بأشهر، وذلك بسبب اندلاع الحرب في 1975 وانخراطه فيها. عائلة جعجع كانت الأفقر في بلدته بشري. في المقابل سعد الحريري هو ابن الرئيس رفيق الحريري، يختلف عن والده الراحل بأنه لم يعرف يوماً الفقر، كما أنه عاش في السعودية مدة طويلة في طفولته ومراهقته وشبابه، لم يعرف حروب لبنان وأهوالها. على النقيض تماماً من الحريري، جعجع محلي، وصلب جداً، مقاتل رأى الموت بعينيه مئات المرات. قاتَلَ وقَتَل وقُتِل المئات من رفاقه وأصدقائه حوله وتحت قيادته. لعل أكبر دلالة على شخصيته أنه عاش في زنزانة انفرادية مساحتها 8 أمتار مربعة فقط بما فيها الحمام، طوال 11 سنة و5 أشهر، وخرج منها سليم الجسد والعقل وأكثر تصميماً على مواصلة ما كان يفعل. لا تسمع من جعجع إطلاقاً إن حليفه سعد الحريري وُلِدَ وفي فمه ملعقة ذهب، ولكن قد تخطر الفكرة بباله وهو يسرد مآخذه عليه: يتهرب من المواجهة العملية مع "حزب الله" – حتى لو كانت سياسية وإعلامية فقط - وكل مرة يسرع إلى تقديم تنازلات كبيرة ومفاجئة للحزب ومَن خلفه، على حساب ما يكون تحالف "قوى 14 آذار" قد توافق عليه.

هنا نموذج يعطي فكرة عن اختلاف طريقة التفكير والتصرف بينهما:

في عملية 7 أيار 2008 التي احتل فيها مسلحو "حزب الله" بيروت، أو ما كان يعرف ببيروت الغربية، اتخذ جعجع إجراءات لإغلاق مداخل بيروت (الشرقية سابقاً)، وجهّز مجموعات شبابية تتقن المواجهات وأرسل احد نوابه إلى مقر سكن الحريري في قريطم لإبلاغه أن هؤلاء الشبان حاضرون للإنتقال إلى قصره للدفاع عنه في حال تقدم إليه مسلحو "حزب الله". في هذا الوقت وصل جعجع إلى السرايا حيث كان الرئيس فؤاد السنيورة شبه محاصر، وكان صلباً في موقفه ويفضل مثل جعجع ترك مسلحي "حزب الله" في الشوارع يومين أو ثلاثة، فقط ليدرك الحزب مدى الخطأ الذي ذهب إليه.

رفض الحريري حتى أن يسمع بعرض جعجع وذهب إلى قبول ما عرضه "حزب الله" وتوجه مع بقية الأطراف اللبنانيين إلى الدوحة حيث وافق على تسوية تحفظ عنها جعجع وثبت أنها غير مضمونة، إذ قامت على تقاسم للسلطة وتعهد من الحزب بعدم إسقاط الحكومة التي يترأسها الحريري، فإذ بالحزب يسقطها في 12 كانون الثاني 2011 باستقالة الثلث زائد واحد من الوزراء بتوقيت مهين: كان رئيس الحكومة يدخل المكتب البيضاوي في واشنطن لمقابلة الرئيس باراك أوباما. بعد ذلك غادر الحريري لبنان إلى الرياض ولم يعد إلى بيروت إلا لماماً. نجمت عن ذلك انعكاسات سلبية على "تيار المستقبل" وحضوره وعلى "14 آذار" ككل. لطالما انتقد جعجع ولا يزال هذا الغياب الذي لا يراه مبرراً، خصوصاً أنه شخصياً لا يتوقف عند الأخطار الأمنية ويتقن اتخاذ تدابير حماية محكمة، سواء في مقر إقامته أو في تنقلاته.

وطويلة لائحة التنازلات التي يسجلها رئيس "القوات" وحلفاء آخرون على الحريري، تكفي إشارة إلى حقبة "السين- سين" المُحبطة.

لكن هؤلاء لا يسقطون من الإعتبار أهمية دور الحريري كقائد وزعيم للمسلمين السُنّة في لبنان، وهم يشيدون به معترفين بإخلاصه لفكرة "لبنان أولاً" وباعتداله الذي يفعل فعله في أوساط الطائفة المعرضة لخطر السير في ركاب التطرف بفعل عاملين كبيرين: أولاً ما يجري في سوريا من فظائع في حق السُنّة على أيدي نظام الأسد و"حزب الله" وميليشيات إيران المتنوعة، وثانياً هيمنة "حزب الله" وسلاحه على لبنان، استكباره وتعجرفه في التعامل مع سائر اللبنانيين. في المقابل ينظر الحريري إلى سمير جعجع على أنه سياسي جشع لا ينفك يتطلع إلى المزيد من المكاسب، خصوصاً على صعيد مجلس النواب الذي يعتبره جعجع مكان صنع القرار في النظام وحيث تتحدد الأوزان. يتبرم المحيطون بالحريري من سعي رئيس "القوات" ومطالباته بأن يعامله "المستقبل" كما يتعامل "حزب الله" مع خصمه ميشال عون، فيوليه مقاعد المسيحيين النيابية كلها تقريباً ولا ينافسه عليها.

لكن رفيق الحريري أسس تياراً عابراً للطوائف وليس حزباً مذهبياً على غرار "حزب الله"، على ما يجيب مسؤولو "المستقبل" مستنكرين أي طرح يشتمون منه محاولة لحصر حق "المستقبل" في تمثيل قاعدته السنية وحدها. يقولون إن جعجع تخلى بموافقته على "اتفاق الطائف" – الذي أنهى حرب لبنان عام 1990- عن أحلامه الفيديرالية لكنه لم يتخل عن نزعة لديه إلى ما يمكن تسميتها "هوية مسيحية لبنانية" على حساب "الهوية الوطنية". وصحيح أن نظام الطائف قال بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلس النواب ووظائف الدولة العليا بصرف النظر عن العدد. ومراراً كرر سعد الحريري في خطاباته عبارة لوالده الراحل "أوقفنا العدّ" ، ولكن اتفاق الطائف لم يقل بأن ينتخب المسيحيون نوابهم الـ64 والمسلمون نوابهم الـ64.

ويأخذ "المستقبليون" هنا على جعجع، بل "يعيّرونه" بتأييده مع عون والكتائب وفرنجيه ما سمي باقتراح "القانون الارثوذكسي" وفحواه أن ينتخب أبناء كل مذهب ديني نوابهم بالنظام النسبي وليس الأكثري، واعتماد لبنان كله دائرة واحدة. أي أن الدائرة الإنتخابية هي المذهب. تراجع جعجع عن هذا المشروع لاحقاً وقال إنه اضطر إلى هذه المناورة لأن "المستقبل" والحزب التقدمي الإشتراكي بقيادة وليد جنبلاط ما كانا يستمعان إلى مطالباته بضرورة وضع قانون جديد للإنتخابات يحسّن نسبة تمثيل المسيحيين في البرلمان. في النهاية اتفق الأطراف الثلاثة على مشروع قانون مشترك ومختلط، يجمع ما بين النظامين النسبي والأكثري. لكن جنبلاط أعلن أخيراً تراجعه عن الموافقة على هذا الإتفاق. وعندما أيد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجيه للرئاسة، فسّر جعجع أحد الدوافع بأنه الرغبة في إبقاء "قانون الستين" الإنتخابي الذي يلائم فرنجيه والحريري.

كل هذه المعطيات تعطي فكرة عن أزمة "اللاثقة" التي قادت الحليفين كل بمفرده إلى تأييد مرشح من قوى 8 آذار. لكن ثمة ما هو شخصي، فقد حصل اصطدام بين كبرياءين. يذكّر نائب رئيس حزب "القوات" النائب جورج عدوان بأن جعجع لم يعارض ويدخل السجن فقط بسبب رفضه سوء تطبيق اتفاق الطائف على يد النظام السوري بل أيضاً بسبب رفضه أسلوب التعامل الإستعلائي معه، والذي لم يقم له اعتباراً. وثبت من أسلوب تعامل الحريري مع جعجع في موضوع ترشيح فرنجيه أنه لا يعرف حليفه جيداً ولم يتحسب لما يمكن أن يفعله لإسقاط هذا الترشيح. كما أن حلقة المستشارين حول الحريري إما غلبت مصالحها الشخصية، أو استخفت بجعجع وقدرته على المناورة، فباغتها وخطف المبادرة إلى معراب. (فصول من دراسة أطول).

 

لبنان: علاقة «المستقبل» - «القوات» حرارتها دون الصفر ورغبة في عدم تحويل الخلاف إلى صدام سياسي

محمد شقير/الحياة/25 كانون الثاني/16

العلاقة بين تيار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» لم تعد كما كانت قبل تبني سمير جعجع ترشيح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. ويغلب عليها في الوقت الحاضر طابع «المساكنة» تحت سقف الاختلاف حول الملف الرئاسي، مع أن لا نية للطرفين بتحويل خلافهما في هذا الخصوص إلى صدام سياسي، نظراً إلى حاجة أحدهما إلى الآخر، لا سيما بالنسبة إلى تشكيل الحكومة العتيدة في حال إنهاء الشغور في سدة الرئاسة، وقانون الانتخاب الجديد في ضوء ما يدور حالياً في داخل لجنة التواصل النيابية المكلفة إعداد هذا القانون لجهة صمودهما إلى جانب «اللقاء النيابي الديموقراطي» على موقفهما المؤيد لقانون يجمع بين النظامين النسبي والأكثري على قاعدة انتخاب 68 نائباً أكثرياً و60 نائباً نسبياً. وعلى رغم أن العلاقة بين «القوات» و «المستقبل» لم تنقطع وكانا عقدا لقاء أعقب تبني جعجع ترشيح العماد عون، في محاولة لإعادة ترميم العلاقة من جهة ولإحياء الاجتماعات التشاورية لـ «قوى 14 آذار» من جهة ثانية، فإن قيادياً في «المستقبل» رأى أن من غير الجائز تحميل هذا اللقاء أكثر مما يحتمل والتعاطي معه ضمن هذه الحدود. وكشف القيادي في «المستقبل» لـ «الحياة»، عن أن برودة العلاقة بين الطرفين وصلت إلى ما دون الصفر، على الأقل في المدى المنظور، وقال إن ترميمها قد يواجه صعوبة بسبب الاختلاف حول الخيار الرئاسي. وقيل للقيادي نفسه إن «المستقبل» كان البادئ في تفرده بفتح قنوات سياسية من دون التشاور مع حليفه «القوات»، وتحديداً بالنسبة إلى الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية مع النظام في سورية وعرف في حينه باتفاق «س- س» لفتح الباب أمام إيجاد تسوية للأزمة في لبنان ومن ثم الحوار الذي جرى بين زعيم «المستقبل» الرئيس سعد الحريري وبين العماد عون، فأجاب إن «جعجع كان على علم به. وهذه المحاولة كانت أكبر منا جميعاً، لكن النظام في سورية هو الذي أحبطها، ولا مجال الآن للدخول في تداعياتها وارتداداتها على الوضع الداخلي».وتابع القيادي عينه: «أما بالنسبة إلى حوار الحريري- عون، فكان يهدف بالدرجة الأولى إلى إزالة العقبات التي كانت وراء تأخير تشكيل حكومة «المصلحة الوطنية» برئاسة تمام سلام بعد إحجام «القوات» عن الاشتراك فيها».ولفت إلى أن التقارب مع عون تمحور حول إخراج لبنان من الجمود، بتذليل العقبات التي كانت تؤخر انطلاقة الحكومة، وأكد أن الأحاديث التي دارت بينهما تمحورت حول الحكومة ولم يتم التطرق فيها إلى مسألة رئاسة الجمهورية. واعترف القيادي هذا بأنه جرت محاولة بين الحريري وعون للتأسيس لمرحلة من الثقة تقود إلى بناء جسر، «لعلنا ننجح في إنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية، لكن هذه المحاولة توقفت ولا أريد في الوقت الحاضر الدخول في سجال حول مسألة أصبحت وراءنا».

التفرد

وتطرق في المقابل إلى تفرد «القوات» في اتخاذ مواقف من قضايا أساسية عالقة من دون العودة إلى التشاور مع «المستقبل». وسأل: «هل تشاورت معنا يوم وافقت على المشروع الأرثوذكسي الخاص بقانون الانتخاب الجديد، أو عادت إلينا قبل أن توقع مع عون على إعلان النيات؟». وسأل القيادي نفسه «القوات» عن الأسباب التي دفعتها إلى ترشيح عدد من محازبيها قبل أن يصار إلى التمديد للبرلمان، وكانت الأجواء في حينها تشير إلى أن الانتخابات النيابية ستجرى على أساس قانون الستين؟ وتابع: «لا حاجة الآن لتذكير القوات بأنها بادرت إلى ترشيح مرشحين لملء المقاعد المسيحية التي يشغلها النواب المنتمون إلى 14 آذار والمستقبل بدلاً من أن تنصرف إلى التركيز على دوائر أخرى في جبل لبنان، وكأن لا هم لديها سوى حصد مقاعد نيابية جديدة حتى لو جاءت من حصة حلفائها». وأضاف أن «القوات تصرفت وكأنها تعارض التمديد للبرلمان وتضع اللائمة على المستقبل، مع أنها كانت في طليعة المؤيدين له، تماماً كما فعلت أثناء ترقية عدد من الضباط من رتبة عميد إلى رتبة لواء، ومن بينهم قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني شامل روكز. وأود التذكير في هذا المجال بأنها كانت ضد التمديد للأخير لكنها حاولت أن تضع الكرة في مرمى المستقبل، وبالتالي تحمّله مسؤولية رفض التمديد له». وأعاد القيادي نفسه إلى الذاكرة اعتراض «القوات» على الجلسة التشريعية الأخيرة وتهديدها بالنزول إلى الشارع ما لم يدرج على جدول أعمالها قانون الانتخاب الجديد، وقال إنها أقحمت نفسها في مأزق بادر الحريري من خلال المبادرة التي أطلقها لإنقاذ جلسة تشريع الضرورة إلى انتشالها من الورطة التي أوقعت نفسها فيها. ورأى أن الحريري لا يخجل من أي موقف يتخذه ولا يعمل في السر ويتحمل مسؤولية لإنقاذ البلد ويقول كلمته بلا مواربة. واذ تجنب هذا القيادي التعليق على طلب جعجع من «حزب الله» أن يؤمن له وقوف حلفائه، وأولهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إلى جانب انتخاب عون والنزول إلى المجلس لانتخابه، فإنه رأى أن عون لم يسلّف الأخير أي موقف، بينما كان ولا يزال يسلف حليفه «حزب الله» الموقف تلو الآخر. وقال مصدر شيعي بارز لـ «الحياة»، إن «حزب الله» على موقفه المبدئي بتأييد عون للرئاسة، لكنه يرى في المقابل أن حليفيه المرشحين لهذا المنصب، أي عون وزعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، يبديان مرونة في تعاطي كل منهما مع قطبي «14 آذار»، أي جعجع والحريري، وبالتالي يترك لحليفيه إمكاناً للتفاهم.

«حزب الله» ليس في وارد الضغط

واستبعد المصدر قيام «حزب الله» بالضغط على بري لتأييد عون، كما يطالب جعجع، وقال إنه ليس في وارد ممارسة أي ضغط، خصوصاً أن بري حرص في أكثر من محطة سياسية على أن يميز نفسه عن حليفه، وهذا تبين من خلال مشاركته في جلسات مجلس الوزراء التي قاطعها الحزب و «التيار الوطني الحر».

ورأى أن جعجع عندما تبنى ترشيح عون، عرف كيف يستثمر موقفه في الشارع المسيحي وتمكن من أن يسحب من حليفه الجديد «الجنرال» ورقة أساسية كان يستخدمها ضد «القوات» في خوضها للانتخابات النيابية. واعتبر المصدر نفسه أن جعجع عرف كيف يدير معركة تبنيه ترشيح عون، وهو نجح في أن يقترب من الزعامة في الشارع المسيحي، ربما ليكون على قدم المساواة مع عون، بيـنما لا يمكن منذ الآن التكهن ما إذا كان الأخير اقترب من التربع على سدة الرئاسة في بعبدا. وأكد أن جعجع قبض سلفاً ثمناً سياسياً نتيجةَ تأييده لعون، وقال إن الأخير استحصل منه على شيك مصرفي على مصرف متوقف حالياً -بالمعنى السياسي للكلمة- عن الدفع ريثما تتبلور الأبعاد النهائية لمعركة الرئاسة، مع أنه لا بد من الانتظار لمعرفة ما إذا كان في مقدوره أن يصرفه في الخارج، أي على المستويين الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق أيضاً، كشف مصدر سياسي مواكب للاتصالات الجارية في الخارج وتتعلق بتهيئة الأجواء لانتخاب رئيس جديد لـ «الحياة»، عن أن سفير فرنسا لدى لبنان إيمانويل بون توجه أمس إلى باريس حاملاً معه حصيلة لقاءاته مع عون وجعجع وفرنجية لتكون حاضرة أمام الرئيس فرنسوا هولاند في محادثاته التي سيجريها قريباً مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في العاصمة الفرنسية. وقال المصدر إن بون سيرفع تقريره إلى وزارة الخارجية ومنها إلى قصر الإليزيه ليكون هولاند على بينة من التحولات في لبنان في موضوع الرئاسة الذي سيحتل حيزاً رئيساً في محادثاته مع روحاني، لجهة طلب باريس منه التدخل لتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي. كما أن الأزمة في لبنان كانت حاضرة بامتياز في لقاء البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي البابا فرانسيس في الفاتيكان، استناداً إلى المذكرة التي رفعها إليه رأس الكنيسة الكاثوليكية في لبنان، وفيها تصوره لما آل إليه الملف الرئاسي وما يخلفه استمرار الشغور من أضرار كبيرة على البلد وعلى دور المسيحيين في ظل وجود مخاوف حقيقية من أن يطول أمد الانتظار.".

 

هل خرق باسيل مصالحة معراب؟

 خالد موسى/موقع 14 آذار/25 كانون الثاني 2016

 لم يمض الأسبوع على "اتفاق معراب" بين التيار "الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والذي شدد في بنوده على ضرورة الإلتزام بسياسة خارجية تطمح لنسج علاقات تعاون وصداقة مع الدول لا سيما العربية منها، متوجهاً الى النائب ميشال عون بقول: "بدك يعملها" أي عن صهره وزير الخارجية جبران باسيل، حتى كان باسيل أول الخارقين لهذا الإتفاق ولم يفعلها من خلال الموقف الخارج عن الإجماع العربي الذي اتخذه سفير لبنان في منظمة "التعاون الإسلامي" في الإجتماع الطارىء لوزراء خارجية المنظمة لمناقشة التدخل الإيراني في المنطقة. ولم يكاد رئيس الحكومة تمام سلام ينهي كلامه في ندوة في دافوس عن أن "أصل النزاع بين ايران والسعودية هو التدخل الايراني القائم منذ سنوات في العالم العربي والذي يزيد الاوضاع المعقّدة فيه تعقيداً"، حتى خرج موقف وزارة الخارجية هذا والذي وصفه الرئيس سعد الحريري أمس الأول بـ "التغريب المتكرر للبنان عن عروبته والذي يعتبر على أنه نذير شؤم". أما الفاضح في هذا المجال، فهو البيان التبريري الذي اصدرته وزارة الخارجية معللة اتخاذ هذا الموقف الذي اعتبرته أنه "نأي بلبنان عن المواضيع المرتبطة بالأزمة السورية وهو مشابه للموقف الذي اتخذ في إجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة"، والذي ابسط ما يقال فيه أنه "عذر أقبح من ذنب".

زهرمان: باسيل مرتهن للمحور الإيراني

في هذا السياق، يعتبر عضو لجنة الشؤون "الخارجية والمغتربين" النائب خالد زهرمان، في حديث لموقع "14 آذار" أن "الخروج الثاني لوزارة الخارجية عن الإجماع العربي، يثبت أن الوزير المتولي لهذه الوزارة مرتهن الى المحور الإيراني، ومشروعه ليس بمشروع لبنان، وكل كلام يقال سوى ذلك هو معسول"، مشيراً الى أن "اتخاذ هذا الموقف الفاضح من وزارة الخارجية هو برسم كل من كان مشاركا أو يحضر إعلان اتفاق معراب، لأن ضمن هذه الوثيقة هناك بنود واضحة حول احترام قرارات الشرعية الدولية والإلتزام بالقرارات العربية والدولية ونسج علاقات الخارجية الجيدة مع جميع الدول لا سيما العربية منها".

خرق إعلان "معراب"

وشدد على أن "ما حصل أمس الأول هو أول خرق يسجل لهذا الإعلان والإتفاق الذي شهدته معراب"، مطالباً بـ "عقد إجتماع طارىء للحكومة لمناقشة هذا الموضوع، لأنه لا يجوز لأي فريق كان أن يستفرد بقرارات لبنان الخارجية ويلزم الحكومة واللبنانيين بها"، مؤكداً أن "الموقف الذي اتخذته وزارة الخارجية في مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لا يعبر عن كل اللبنانيين، بل يعبر فقط عن التيار الوطني الحر المرتهن للمشروع الإيراني".

علوش: باسيل جزء من حلف الممانعة

من جهته، يعتبر عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، في حديث لموقعنا، أن "وزير الخارجية جبران باسيل هو جزء من حلف الممانعة ومن التحالف مع حزب الله وبالتالي مع إيران، وهذا ما يصرحون به علنناً"، مشيراً الى ان "الحكومة التي يتواجدون فيها هي حكومة وحدة وطنية فيها حزب الله وفي أطراف أخرى قريبة من إيران أيضاً، ولذلك فإن وزارة الخارجية جزء من هذا التحالف ومن الطبيعي أن تأخذ هكذا مواقف، ولكن ما هو الموقف الرسمي للبنان ؟".

"الخارجية" بيد الممانعة

وشدد على أن "القبول بمنطق الوحدة الوطنية في الأساس والقبول بالذهاب الى حكومة بهذا الشكل، سيؤدي بطبيعة الحال الى أن تكون القرارات الخارجية هكذا خصوصاً وأن هذه الوزارة مستمرة مع حلف الممانعة على مدى عشر سنوات الماضية"، مؤكداً أنه "من واجبنا رفع الصوت ضد هذا الخروج عن الإجماع العربي، لكن في المحصلة فإن مجرد قبولنا بأن تكون هذه الوزارة بيد مشروع الممانعة، ما علينا سوى انتظار اتخاذ مثل هذه المواقف

 

ريفي: نرفض رئيساً للبنان يكون مرتهناً للنظامين السوري والإيراني/أوساط «المستقبل»: فرنجية يحظى بتأييد كبير

بيروت – «السياسة»:25/01/16//أكدت أوساط رفيعة في «تيار المستقبل» لـ»السياسة» أن الاتصال الذي أجراه رئيس التيار سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجية تأكيد على استمرار التسوية الرئاسية، وأن التواصل مستمر بين الرجلين للدفع بها قدماً في إطار السعي لطي صفحة الفراغ الرئاسي، خصوصاً أن فرنجية أكد استمراره في المعركة رغم ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون للرئاسة الأولى. وشددت على أن «خيار فرنجية جدي ويتمتع بتأييد كبير في صفوف الكتل النيابية ولهذا كان إصرار على المضي في ترشيحه»، لافتة إلى أن الحريري أكد لعون ضرورة الاسراع في إنجاز الانتخابات الرئاسية لأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الفراغ الذي عطل المؤسسات ويفتح الأبواب على شتى الاحتمالات التي لن تكون في مصلحة أي طرف، ما يفرض على الجميع المشاركة في جلسة 8 فبراير المقبل، وفي مقدمهم «حزب الله» الذي عليه ان يخرج من صمته ويحضر جلسة الانتخاب، وإن كانت المعطيات المتوافرة، حسب الأوساط، لا توحي بذلك في ظل حال الترقب والانتظار القائمة من جانب القوى السياسية التي تريد معرفة مسار التوجهات الاقليمية والدولية لتحديد موقفها. من جهتها، قالت مصادر مقربة من فرنجية لـ»السياسة» ان التواصل لم ينقطع بين فرنجية والحريري، وهو مستمر في اطار المساعي الجارية لملء الشغور واجراء الانتخابات الرئاسية، مشددة على أن فرنجية ماض في ترشيحه وهو على تواصل دائم مع الحلفاء. في غضون ذلك، أطلق وزير العدل اللواء اشرف ريفي مواقف لافتة بشأن الاستحقاق الرئاسي، في كلمة له امس ببلدة دير عمار شمال لبنان لمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاغتيال الرائد وسام عيد ورفيقه. وقال في هذا السياق «ما أحوجنا إلى رئيس ينحني امام تضحيات الشهداء، رئيس لا يتباهى بأنه شقيق المجرم (في اشارة الى فرنجية الذي يفاخر بعلاقته برئيس النظام السوري بشار الأسد)، ورئيس لا ينال من الشهداء في أضرحهتم، ونريد رئيساً لا يساوم على امن وطنه، ونريد رئيسا قويا قادرا وقويا، يعمل على ارساء المصالحة بين اللبنانيين، ويصون علاقات لبنان العربية وليس حصان طروادة لايران والمشروع الفارسي (في اشارة إلى عون)». وأضاف «لا لرئيس مرتهن للنظام السوري وايران أياً كان، ولا نجد فرقا في التحالف بين هذا وذاك لأنه يخالف الثوابت الوطنية في «14 آذار»، وقد اعلنا مراراً رفضنا لانتخاب رئيس من فريق «8 آذار»، والاستسلام ليس موجوداً في قاموسنا». من جهته، لم يستبعد عضو كتلة «المستقبل» النائب باسم الشاب بقاء الوضع في لبنان على ما هو عليه حتى نهاية العام الجاري موعد الانتخابات الاميركية، مشيراً على ان التحول في العلاقات بين ايرن والغرب والدفء في العلاقات الايرانية – الاميركية سينعكس على لبنان. واعتبر أن ترشيح عون لن ينهي الفراغ الرئاسي، لافتاً الى ان «حزب الله» اليوم أمام خيارين: إما الذهاب الى جلسة انتخاب محرجة وإما التأجيل لحين جلاء الصورة مع ترجيحه كفة التأجيل تفادياً للإحراج. في سياق متصل، قال النائب عن «الجماعة الاسلامية» عماد الحوت ان «الترشيحات الأخيرة تحرك المياه الراكدة لكن لن تأتي برئيس للجمهورية لأنه بكل أسف انتخاب الرئيس يأتي بتوافق خارجي وليس داخلي إضافة إلى وضع بعض القوى الداخلية ورقة رئاسة الجمهورية بيد الخارج للتفاوض»، مشيراً إلى أن «قوى 14 آذار أصبحت في زاوية انتخاب رئيس للجمهورية تابع لـ8آذار وهذا يعني انتهاء روحية 14 آذار». وإذ اعتبر أن الخيارين المطروحين سيئان، أكد الحوت أن «الحل الأفضل للبنان أن يأتي رئيس من خارج قوى 8 و 14 آذار»، مشيراً إلى أن «من يمنع لبننة استحقاق الرئاسة هو عون وحزب الله».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/1/2016

الأحد 24 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

باسم "إلهة البحر المتوسط اليونانية" THALASSA، لفت العاصفة بردائها الأبيض أرجاء المنطقة وربوع لبنان، محاولة إيصال الثلج من الأعالي إلى حدود السبعمئة متر بين الليلة وصباح غد الإثنين.

الإجراءات والتدابير اتخذت للاحاطة بالوضع، وبما يتأتى عن العاصفة الثلجية "تالاسا"، وما يرافقها من سرعة في الرياح وأمطار غزيرة. حتى الآن معظم الطرق الجبلية سالكة باستثناء ضهر البيدر. وقد نصح باستخدام السلاسل المعدنية في المناطق ما فوق الوسطى، من أجل سلامة مسار السيارات.

البرودة الملحوظة في هذه العاصفة الثلجية، وازتها برودة نسبية في حركة المواقف السياسية، باستثناء خرق لهذا الجو، ورد في موقف للوزير أشرف ريفي في الذكرى الثامنة لاغتيال الرائد وسام عيد. ريفي حض على عدم انتخاب أي رئيس من قوى الثامن من آذار.

في المقابل، موقف للنائب علي فياض في ما خص حماية المؤسسات الدستورية، شدد فيه على عودة الحكومة إلى نشاطها.

إشارة إلى أن جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، تتناول جدول عمل من ثلاثمئة وتسعة وسبعين بندا، ومن دون إدراج التعيينات العسكرية المختلف عليها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

جمدت العاصفة الثلجية لبنان. الأبيض سيتدرج نزولا ليلامس المناطق الساحلية في الساعات المقبلة، بعدما قطع الطرق الجبلية وفرض اقفال المدارس قبل صدور القرار التربوي الرسمي.

أما القرارات السياسية، فهي بالأساس مجمدة لاختلاط الأوراق وتداخل التحالفات وتبدل الحسابات. الأجوبة حول إعلان معراب اكتملت بين ترحيب بالشق السياسي التصالحي، وتساؤل أو رفض أو استمهال للشق الرئاسي، وجميعها تصب في سيناريو عدم الانتخاب في جلسة الثامن من شباط.

التناقض سمة الانتظار، نائب النوايا "القواتية"- "العونية" المفتوحة ابراهيم كنعان، قفز فوق التساؤلات لتسويق اعلان معراب. ووزير العدل أشرف ريفي سجل "نتعة" جديدة اليوم أيضا لا تعبر عن موقف تيار "المستقبل"، بحسب معلومات الـ NBN. الوزير اللواء صعد إلى حدود نسف التزامات الرئيس سعد الحريري الرئاسية والسياسية، وأعلن عدم المضي بمرشح رئاسي من قوى الثامن من آذار، لكن لا ترجمة "مستقبلية" لكلام ريفي، على الأقل بدليل اتصال الحريري بزعيم "المردة".

خارجيا، انجاز سجله الجيش السوري على جبهة ريف اللاذقية، فسيطر على آخر معقل استراتيجي للمسلحين: بلدة "ربيعة" وقرى بالجملة تحيطها مع "سلمى". "ربيعة" هي ملتقى الطرق التي تربط اللاذقية بالحدود التركية، تتجه نحو الشرق أو باتجاه ادلب. بعد "ربيعة" لا تسلل للمسلحين ولا إمداد، والأهم هو ما سينجز عسكريا وبأي اتجاه، علما ان المساحات التي استعادها الجيش السوري في ريف اللاذقية الشمالي خلال اليومين الأخيرين، تقدر بمئة وعشرين كيلومترا مربعا، هي مساحة حوالي عشرين قرية وبلدة تم تحريرها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في عز موسم الثلج فوق جبل التركمان، أزهر ربيع انجازات الميدان السوري في ريف اللاذقية الشمالي. "ربيعة": آخر معقل استراتيجي للارهابيين هناك، محررة بعد "سلمى". انجاز متفق عليه بين المراقبين انه يفرض تطورات ضخمة على مقربة من الحدود التركية، ويحرك تصدعات في خارطة الحسابات التي رسمها قادة وممولو حرب الارهاب في سوريا.

في الجمهورية الاسلامية في ايران، خطوات ما بعد الاتفاق النووي تتوالى بسرعة: طهران تستضيف أول مؤتمرات الاستثمار في المجال الجوي. أما في البحر، فلا يزال توقيف البحارة الأميركيين في المياه الاقليمية مدعاة فخر، ولمن شارك فيه من عناصر "الحرس الثوري" إشادة من الامام الخامنئي، وتقدير منه على انجاز جاء في الوقت المناسب ليؤكد العداوة الأميركية الدائمة لايران.

لبنانيا، العاصفة "تالاسا" تتلاشى الأربعاء إذا صحت التوقعات، ليبقى الثابت التحذير من خطر الجليد والصقيع. لا استثناء كبيرا في المشهد إلى الآن. أما نسبة المتساقطات فتحتاج إلى عواصف أخرى ليكون اللبنانيون أقل قلقا حيال حصتهم المائية لهذا الصيف.

برودة الطقس تدخل السياسة اللبنانية إلى ثلاجة انتظار الجلسة الحكومية المقبلة. والطارئ الوحيد الذي يذيب الجليد، قد يأتي من خارج جدول الأعمال ببند التعيينات العسكرية المتفق سياسيا على تمريره.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

العاصفة "تالاسا" مستمرة وستشتد في الساعات المقبلة، لذا أصدرت وزارة التربية قبل قليل قرارا باغلاق المدارس غدا الاثنين.

سياسيا، لبنان يعيش هدوء ما بين عاصفتين، فبعد عاصفة لقاء معراب وتبعاتها على الملف الرئاسي، انتظار لعاصفة مجلس الوزراء الخميس، فهل يشارك وزراء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"؟ على أي اساس؟ وهل يمر قطوع التعيينات الأمنية أم انه سيبقى سيفا مسلطا فوق رقبة الوفاق الحكومي والسياسي.

قضائيا، مقتل السائح المصري في مغارة جعيتا أمس لا يزال يتفاعل، فما حصل أكد مرة جديدة ان الشركة المستثمرة "ماباس" التي جنت ثروات على حساب الخزينة اللبنانية، لم تكتف باحتكار مورد سياحي طبيعي، بل تخطت هذا الأمر إلى حد التهاون في شروط السلامة العامة، وهو ما دفع إلى توقيف المدير العام بشركة "ماباس" قيد التحقيق، وإلى اغلاق المغارة السفلى مؤقتا. فهل تكون الحادثة، على مأساويتها، مناسبة لتخليص المغارة من براثن الأربعين حرامي؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في مثل هذه الساعات من الأسبوع الفائت، كان حبس الأنفاس سيد الموقف، كما في الداخل كذلك في الخارج المعني بالوضع الداخلي. فعلى المستوى المسيحي، كان الجميع، من مدنيين وروحيين، في أجواء التقارب بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية". لكن البعض، ظل حتى لحظة وصول ميشال عون إلى معراب، يعتقد في قرارة نفسه، أن المصالحة لن تتم، وأن حلم الوحدة بعيد المنال.

أما على المستوى الوطني، فكان بعض الأفرقاء يتهيب الموقف، ولاسيما الساعون إلى تمديد مفاعيل التهميش والإقصاء والإلغاء ست سنوات إضافية، علها تتكفل ربما بتجاوز التطورات المتسارعة على المستوى السياسي الإيراني- الغربي، وعلى الخط الميداني السوري، بأقل الأضرار، على تركيبة سياسية فشلت غالبية رهاناتها لأسباب معروفة.

أما خارجيا، فلم تكن العواصم الإقليمية والدولية أفضل حالا من أفرقاء الداخل. فما فرض بقوة الخارج وتكافله وتضامنه يوم انقسم المسيحيون، لن يسمح به وهم موحدون.

في الثامن عشر من كانون الثاني 2016، وقعت الواقعة، وما حل بردا وسلاما على البعض، كان له وقع الصاعقة على رؤوس البعض الآخر. لكن، مهما يكن من أمر، فقد بات لبنان باستحقاقاته كافة- رئاسيا وحكوميا وقانون انتخاب- أمام واقع جديد، لا يمكن تجاوزه إلا بـ"ثالث عشر من تشرين جديد"، قد يخطط له البعض ربما، لكن الوحدة وحدها كفيلة بإسقاطه.

ومن الآن، وحتى يقر المعنيون بالواقع الجديد، ويتعاملون معه بشكل موضوعي، يلتزمون خلاله كل كلمة قالوها يوم كانوا يراهنون على فشل مسعى التوحيد، يبقى الاستحقاق الرئاسي معلقا على شفاعة مار مارون، في وقت تنشط مساعي الوقت الضائع في إعادة إحياء الحكومة، وهي رميم.

وفي الانتظار، ينصب اهتمام اللبنانيين على أخبار العاصفة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ضربت العاصفة المناخية ضربتها، لكننا في كانون الثاني. درجات الحرارة تدنت. الثلوج زحفت نزولا، وتقدمت أخبار العاصفة والطقس على ما عداها، خصوصا ان هذا الطقس لم يقتصر على لبنان وبعض بلدان المنطقة، بل تزامن مع عاصفة تضرب بعض مناطق الولايات المتحدة الأميركية.

الطقس حجب جزئيا الإنشغال بعواصف الاستحقاق الرئاسي الذي شهد خلطا للأوراق منذ لحظة زيارة العماد عون معراب، وإعلان الدكتور جعجع تأييد "القوات" له. هذا الخلط للأوراق جعل الأنظار تتوجه إلى جلسة الثامن من شباط، علما ان ليس في الأفق ما يشير إلى انها ستكون الأخيرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

العواصف لا تتوقف. عاصفة مرشح، تليها عاصفة ثلجية، لا يأتي البرد ولا تأتي الانتخابات. ثم عاصفة أخرى. صقيع شديد. يأتي البرد ولا تأتي الانتخابات، و"عشرين مرة إجا وراح التلج" ولا تأتي الانتخابات.

مرشحان للرئاسة، سليمان فرنجية وميشال عون، و"حزب الله" لا يفرج عن الانتخابات الرئاسية. وكرسي بعبدا مخطوف، والخاطف في القضاء نفسه، على بعد كيلومترات، في حارة حريك، ينتظر الإشارة الإيرانية، والتحدي أمام "حزب الله" جلسة الثامن من شباط.

تماما كما ينتظر جبران باسيل، وزير خارجية "حزب الله"، إشارة إيران، ليزيد من الشرخ في علاقات لبنان الرسمي بجيرانه وإخوانه العرب، وبعد القاهرة والقمة الإسلامية، تستمر وزارة الخارجية في زرع الشقاق، وإثبات أن عون وصهره باسيل جزء من الخارجية الإيرانية، ولا يعبران عن لبنان وإرادة أبنائه.

وقد ضاق العرب ذرعا، وبدأ الإعلام الخليجي يظهر هذا الضيق في مقالات عديدة خلال الساعات الماضية تدعو إلى معاملة لبنان، واللبنانيين، بالمثل فهنا مقال يدعو إلى مراجعة العلاقة بلبنان، وهناك مقال يدعو إلى طرد اللبنانيين من الخليج. فيما إعلام "حزب الله" وقياداته يواصلون تهجمهم على المملكة العربية السعودية.

بلا خجل يشتمون السعودية صباحا، ويطلبون أموالها ظهرا، ويعودون إلى شتمها مساء. بلا خجل يريد "حزب الله"، بإعلامه ونوابه، أن يأخذوا من العرب كل شيء، وفي المقابل أن يقفوا مع إيران حتى حين يطلب العرب موقفا فيه الحد الأدنى من التضامن العربي، مع دولة انتهكت سيادتها بالاعتداء على سفارتها في مخالفة موثقة للقوانين الدولية.

إنه زمن الوقاحة الإيرانية، بأسيادها وعبيدها، لكنه أيضا زمن الحزم العربي في مواجهة هذه الوقاحة، ودائما يتسبب "حزب الله" للبنانيين بالخراب والدمار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وضعت العاصفة كلاما أبيض في التداول، لا يشبه الأفكار الرئاسية السود المتلاطمة على شاطىء بعبدا. مرشحان، و"تالاسا" ثالثهما تفرض رونقها كشال على التلال وصولا إلى أول المرتفعات حيث قطعت طرقا وحاصرت بلدات. غير ان الخبر الأبيض لم يصدر عن وزير التربية الياس بو صعب، الذي ينتظره الأهل والطلاب لمعرفة مصير المدارس غدا. فوزير التربية هو الرجل الصعب الآن، وقراره سيترتب عليه تدابير طلابية تلزم التلامذة منازلهم، بعدما اتخذ القرار وزير الصحة وائل ابو فاعور حيال دور الحضانة.

في الحضانة الرئاسية، فإن الترشيحات اختلطت بالتحالفات، ولم يعد اللبناني يميز الحليف من خصمه. وإذا ما أضيف إلى الشبكة المتقاطعة تصريح وزير العدل أشرف ريفي اليوم، فإننا سوف نكون أمام وزير يهاجم زعيمه، وينتقد ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجية، ليس مواربة فحسب بل بصراحة تامة والفم الملآن، في انقلاب على زعيم "المستقبل" وخرق لخطه الأزرق. فوزير العدل يريد رئيسا لا يرتهن للنظام السوري وايران، ولا يكون شقيقا للمجرم، ولو أطال الله بعمر تصريحه أكثر، لكان سمى المرشح سليمان فرنجية بالاسم، وواجه سعده طالبا سحب الترشيح.

وفي إطار الشبكة المتداخلة عينها، يعلن العونيون أنهم سيحاورن "المستقبل"، لكنهم يحذرون من انعقاد جلسة مجلس الوزراء إذا ما قاطعوها. ويؤكد النائب آلان عون ل"الجديد" أن المشاركة في جلسة الحكومة معلقة على بند التعينيات. وهو يرد بسخرية على رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، معتبراان الكتائب "مش عارفين الله وين حاططن".

لكن لماذا اهمال دور "الكتائب" وعدم منحها فرصة للترشيح، فقائد "القوات اللبنانية" جرب حظه الرئاسي أربعا وثلاثين مرة، وعندما يئس وأيأس اللبنانين لجأ إلى استعمال الورقة الخطرة بترشيحه عون، وتعويله على فك ترابط الجنرال مع "حزب الله". أما الرئيس أمين الجميل فلم يسمح له بتجربة واحدة من قبل كامل فريق الرابع عشر من آذار.

هي الكيدية المستمرة ترشيحا ومنع ترشيح، لكنها لن تؤدي إلا إلى جلسة فارغة في الثامن من شباط. وعلى الأرجح فإن العواصف سوف تجيء وتروح لتقتلع حتى العشب على مداخل بعبدا.

 

نديم الجميل بذكرى مجزرة الدامور: ثابتون في أرضنا مهما اشتدت الصعاب

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - أحيت بلدة الدامور، ذكرى مرور أربعين سنة على المجزرة التي أدت إلى تهجير وإستشهاد عدد كبير من أبنائها وسكانها، بقداس أقيم في كنيسة مار الياس في الدامور، ترأسه راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، في حضور راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، النائبين نديم الجميل وإيلي عون، رئيس بلدية الدامور المحامي شارل غفري، ممثلين لحزبي "القوات اللبنانية" و"الوطنيين الأحرار" و"التيار الوطني الحر"، فاعليات البلدة وحشد من الأهالي وأبناء الجوار. وقد أكد الجميل بعد القداس، أنه "مهما اشتدت الصعاب فنحن ثابتون في أرضنا ومترسخون في جذورنا ومؤمنون بمبادئنا وقيمنا وسنعود إلى أرضنا لأنها أرض الأباء والأجداد والشهداء". وختم الجميل بوضع اكليل من الورود على نصب شهداء الدامور.

 

كرم كشف ميدانيا على مكان سقوط السائح المصري في مغارة جعيتا

الأحد 24 كانون الثاني 2016/وطنية - كشف النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان، القاضي كلود كرم ميدانيا اليوم، على مكان سقوط السائح المصري في مغارة جعيتا السفلى، واطلع على تفاصيل الحادثة. وكان كرم قد أوقف صباحا مدير الشركة المشغلة للمغارة، على أن يتم التوسع في التحقيق على ضوء الكشف الميداني الذي أجراه اليوم.

 

وزارة الخارجية: بعثتنا في البحرين وافقت على نقطتين في البيان العربي الهندي من دون اي نقاط اخرى متعلقة بسوريا

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، انها "وفي إطار سياستها الثابتة بالتمسك باحترام المعاهدات والاتفاقات الدولية لناحية حماية البعثات الدبلوماسية، وميثاق جامعة الدول العربية لناحية عدم التدخل في شؤون الدول العربية، وافقت بعثتها في البحرين على البيان العربي - الهندي الذي حصر الموضوع الإيراني - السعودي بنقطتي ادانة الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية في الجمهورية الاسلامية الإيرانية، وعلى عدم تدخل ايران في الشؤون الداخلية للدول العربية، من دون اي نقاط اخرى متعلقة بسوريا والارهاب والسياسات الداخلية للدول العربية وغيرها من النقاط، مما حتم الموافقة اللبنانية دون النأي بلبنان عن هذا الموضوع. وهذا برهان إضافي على انسجام السياسة الخارجية مع البيان الوزاري ومع سياسة حكومة الوحدة الوطنية ومنطقية مواقف الخارجية، بما يؤمن الاجماع العربي من دون المساس بالوحدة الوطنية. كما تضمن البيان فقرات متعلقة بلبنان لناحية دوره ورسالته وموضوع النازحين السوريين وغيرها من النقاط الاساسية التي طرحها لبنان، وتمت الموافقة العربية والهندية عليها".

 

المطران العنداري ترأس قداسا لراحة نفس المقدم العاقوري وافتتح مركزا باسمه في رعية مار فوقا غادير

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - زار رئيس اللجنة الاسقفية للعائلة والحياة في لبنان المطران انطوان نبيل العنداري رعية القديس مار فوقا - غادير، حيث ترأس قداس المساء في كنيسة الرعية، عاونه فيه الاب جوزف سلوم لراحة نفس المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري، في حضور العميد عماد بو عمار ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، ورفاق الشهيد من ضباط وعناصر، وعائلة الشهيد، والمصلين. بعد تلاوة فصل من الانجيل، القى العنداري عظة جاء فيها: "تقدر الوزنات التي اعطانا اياها الرب منا من يعيش حياته بالهدوء والصمت، ومنا من يعيش في الخدمة الوطنية مثل البطل الشهيد المقدم صبحي العاقوري وامثاله من قافلة الشهداء، الذين مع رفاق السلاح هم درع الوطن وسياجه، واملنا في قلب هذا الوطن، ونحن بهذه الذبيحة الالهية نشكر الرب على حضور اخوتنا في الجيش مع كل القوى الامنية، الذين يسهرون علينا منذ استشهاد الشهداء، ومن بينهم في واقعة نهر البارد مع المقدم صبحي العاقوري، وكل الذين يسقطون يوما بعد يوم في عرسال وغيرها، ليكونوا درعا وسياجا للوطن ولكم كل المحبة والذي يموت في سبيل الوطن يتمثل بخطى الشهيد الاول يسوع المسيح الذي علق شهيد الحب والرحمة على خشبة الصليب من اجل خلاص العالم، وشهداء الجيش يصلبون في شهادتهم من اجل خلاص اللبنانيين وخلاص الوطن جميعا دون تمييز بين فئة وطائفة ومجتمع". واضاف المطران: "نحن في تذكار الابرار والصديقين، نذكر كل الذين عاشوا حياة البر واظهروا وجه رحمة الله واذ كنا نذكر المأسوف عليه المقدم صبحي العاقوري، فلأنه في قلب العائلة التي ارادت ان تخلد ذكراه مع رفاقه في الجيش، وفي المؤسسة التي اقيمت على اسمه في الخدمات التي تقوم بها، في التقديمات التي تنهض بها، وكلها تدل على ان العمل الاجتماعي هو الوجه البشري لعمل الرحمة الذي يوصينا الرب ان نقوم به، واننا نسأل الله ان يحمي جيشنا الباسل وعائلاتنا ووطننا، وان يجمع القلوب وان تكون صحوة الضمير في القادة وفي السياسيين وكل من يحمل مسؤولية في هذا الوطن، لنكون قلبا واحدا ويدا واحدة في وطن المحبة والسلام والاخوة، وهكذا يريدنا الرب ليبقى هذا الوطن منارة للجميع ونموذجا للشرق والغرب، فاذا عصفت الرياح وكانت هناك من تحديات النصر في الاخر والمحبة والرحمة ولمنطق الله، ولكل من يعيش حسب مخافة الرب ويعيش ايمانه تجاه الرب، ونسأله ان يفيض علينا جميعا هذه النعم لنبقى شهودا وشهداء يذكرون بالرحمة. والكنيسة في الليتورجية تقول: "هؤلاء الشهداء الابرار نكرمهم لانهم باتوا في سبيل قضية، وناضلوا من اجلها لنحيا". اللهم باركنا جميعا، وارحم موتانا واحفظ جيشنا وارحم الذين سبقونا، وساعدنا على ان نكون راسخين في ايماننا متجذرين في ارضنا ثابتين على مبادئنا الوطنية والايمانية". بدوره، القى بو عماد كلمة قال فيها: "باسم العماد جان قهوجي احييكم عائلة لبنانية واحدة تستظل علم البلاد، وتندفع الى ساحات الخير والعطاء، لتقدم الكثير من اجل راحة الغير كما من اجل استقرار وطن احبته وعشقته، وطن لا تلامس ذهبه الاخضر المنتشر فوق تلاله وروابيه، الا السحابات البيض والثلوج الناصعة والتسور الشامخة".

وأضاف: "صحيح انني ارى هذا المركز زاهرا بما طرأ عليه من تجهيزات واضافات نستخلص منها نقاوة الذوق ووسع العطاء والاهتمام بمتطلبات الشباب، الا انني اراه ايضا عامرا بالوفاء للمقدم الشهيد صبحي العاقوري، ومن خلاله لكل شهداء الجيش كما التضامن مع جيش الوطن الذي يمثل الاب والام بالنسبة الينا جميعا، هذا التضامن الذي لطالما تجلى في التاريخ المشرف لبلدة غادير، ومسيرة ابنائها. كما في مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري وفي وجوهكم جميعا ايها المشاركون في اي نشاط نحتفل به اعتزازا بمآثر الشهداء او بمناسبة وطنية او دعما للجيش".

وتابع: "اننا نتطلع بكثير من العرفان والتقدير الى الهيئات الاجتماعية التي تؤدي الدور الابرز في التواصل مع مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء، وتجدد الهمم لمتابعة طريق البذل والتضحية في سبيل الوطن. وهذا اكثر ما نحتاج اليه في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والاخطار التي تحيط بنا من كل اتجاه. وما ذلك كله في النهاية الا اختبار صارم لارادتنا وقدرتنا على صون وحدتنا الوطنية، وحماية انجازات شعبنا". وتوجه الى الشهيد البطل بالقول: "ها هو الوطن الذي افتديته بأغلى ما لديك، يزداد صلابة في مواجهة التحديات، وها هو الجيش الذي وهبته ربيع العمر وزهر الشباب يزداد قوة ومناعة في وجه المتربصين شرا بهذا الوطن، شعبا وارضا وتاريخا وحضارة، فقد استحالت دماؤك ودماء رفاقك الابرار نهرا جارفا ينتصر للحق ويمحق الباطل، ويقض مضاجع الارهابيين المجرمين، ويعلن على الملأ ان لبنان لن يكون في اي وقت من الاوقات ساحة للطامعين والغادرين في ظل جيش يحميه ويؤمن جنوده ان الشهادة في سبيله هي الطريق الى النصر والخلود، فمن امام هذا المكان الذي سيحمل اسمك وذكراك العطرة الى الابد، نعاهدك رفاقا واهلا واصدقاء بأن نبقى اوفياء للقسم، امناء على مبادئك وقيمك، وان لا تتوقف قافلة الشهداء من اجل لبنان الذي احببت طالما ان هناك اخطارا تهدده ومصاعب تعترض طريق تقدمه وازدهاره".

وشكر بو عماد "المطران عنداري على حضوره ومؤسسة المقدم الشهيد عاقوري، والقيمين على الاحتفال، متمنيا لهم المزيد من العطاء والتقدم في خدمة الوطن والمجتمع". وبعد الانتهاء من مراسم القداس، تم افتتاح مركز المقدم الشهيد العاقوري في رعية مار فوقا - غادير، الكائن في الطابق السفلي من كنيسة الرعية، وقدم المطران عنداري يحوطه العميد بو عماد وسائر المشاركين درعا تكريمية للسيدة ليا العاقوري ارملة الشهيد بعد ازاحة الستارة عن لوحة تذكارية باسمه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الخير ممثلا الحريري في ذكرى استشهاد عيد: سنبقى قابضين على اعتدالنا وننتظر جميع القوى في مجلس النواب لانتخاب رئيس

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - أحيت بلدة دير عمار والشمال وكل لبنان، الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد الرائد وسام عيد ورفيقه المعاون أول اسامة مرعب، بمهرجان خطابي برعاية الرئيس سعد الحريري ممثلا بالنائب كاظم الخير، في دارة عائلة الشهيد في بلدة دير عمار- المنية الضنية، بمشاركة ذوي الشهيدين، وحضور وزير العدل اللواء أشرف ريفي، النواب: معين المرعبي، نضال طعمة، قاسم عبد العزيز، ممثل النائب محمد الصفدي مصطفى حلوة، منسق "تيار المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص قائد منطقة الشمال الاقليمية في قوى الأمن العميد علي هزيمة على رأس وفد من كبار الضباط، رئيس بلدية طرابلس عامر الرافعي ورئيس بلدية المنية مصطفى عقل، ممثل منسق عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري أحمد سعد الدين زريقة، عدنان الحسن والد الشهيد اللواء وسام الحسن، وفاعليات سياسية، ودينية، وتربوية، واجتماعية وهيئات المجتمع المدني، اضافة إلى رؤساء بلديات ومخاتير، وحشد من أبناء الشمال.

ريفي

بعد تلاوة آيات من القرآن، ثم النشيد الوطني، القى ريفي كلمة توجه فيها إلى روحي الشهيدين بالقول: "سلام عليكما يا من رفعتما اسم لبنان عاليا، وارتفعتما الى مستوى المسؤولية والواجب، فكنتما فخرا لنا، لأهلكما ولوطنكما، وأصبحتما رمزا باستشهادكما، فهل أعظم من أن يضحي المرء بأغلى ما يملك، في سبيل كرامة وطنه واهله"، مضيفا: "أيها الشهيد البطل وسام عيد، يا رفيق وسام الحسن، ويا رفيق الشهداء الابرار، ايها الرائد الشهيد، كم نفتقد وجهك الباسم، كم نفتخر بشجاعتك، ومناقبيتك، وعلمك واخلاصك، واستقامتك، كم نفخر بك وانت الضابط الذي اعطيت مثالا في ممارسة الواجب الوطني، كم نفخر بهذا النموذج الذي قدمته، في مؤسسة قوى الامن الداخلي". وتابع: "لقد كنت وستبقى احد ابرز الرجال الشجعان، الذين تحدوا الخطر، واكملوا المهمة المقدسة، في مواجهة آلة القتل والاغتيال، كأنك كنت تقول للمجرمين: "مهما بلغت تهديداتكم فلن نتراجع عن كشف تورطكم في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الارز". كانت مهمتك مقدسة يا وسام، وقد حملتها حتى الرمق الاخير، لم تخف، لم تجبن وتتراجع. كانت مهمتك صعبة وخطرة وقد انجزت المهمة، وها هي المحكمة الدولية تحاكم القتلة، مستندة الى التحقيق الذي كان لك الفضل الكبير أنت وزملائك الشجعان في انجازه، وها هي روحك الطاهرة وروح رفيقك أسامة مرعب وروح الشهيد اللواء وسام الحسن، ترفرف كسيف فوق رؤوس المجرمين، ولتقول لهم ان العدالة آتية، وأن المجرم سينال عقابه". وشدد ريفي على "أن لا حاجة ليقال الكثير عن وسام عيد، فلبنان يعرفه بطلا من أبطاله، وثورة الارز تدين له وللشهداء، بكل معاني الفداء، فشهداؤنا أمانة غالية في اعناقنا، لا يملك احد حق التفريط بها، ولا استعمالها في بازار السياسة. فشهداؤنا هم الأمانة، ولا نقبل بأي شكل من الاشكال ان تضيع تضحياتهم سدى، على مذبح الخلافات والأجندات والحسابات الضيقة، والفعل وردات الفعل". وأضاف: "في ذكرى استشهادك يا وسام، أحيي روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي اجتمع اللبنانيون على ضريحه مسلمين ومسيحيين. في ذكرى استشهادك احيي شهداء ثورة الارز الابطال: باسل فليحان سمير قصير جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميل، انطوان غانم، وليد عيدو، فرانسوا الحاج، محمد شطح ورفاقهم. في ذكرى استشهادك احيي الشهداء الاحياء مروان حمادة مي شدياق والياس المر، وسمير شحادة"، مؤكدا أن "هؤلاء لم يضحوا بحياتهم، حتى نتخاذل نحن عن متابعة المهمة. هؤلاء لم ولن تذهب دماؤهم سدى، ما دام في عروقنا دم يجري"، ولافتا إلى أن "ثورة الشعب في 14 شباط و14 آذار، هي مسؤوليتنا جميعا، وهي التعبير عن ثوابت "14 آذار"، وهي بالتالي ملك لجمهورها، لجميع من يثبتون في الدفاع عن قضيتها وارث شهدائها. وهي ثورة الناس التواقين الى الحرية والكرامة، هي مسؤوليتنا جميعا بأن نبقى موحدين مسلمين ومسيحيين، الى أبد الابدين دفاعا عن لبنان العظيم، كما قال الشهيد جبران تويني".

وأردف: "لقد اغتالوا الشهيد الحريري، وهم يعملون منذ اغتياله على وهم إسقاط الحريرية السياسية. خسئوا، لقد سقط شهيدنا الكبير جسدا فقط. وبقي فينا حيا روحا ومشروعا سياسيا وطنيا عابرا للطوائف"، مستطردا "واهم من يعتقد أننا نتساهل في الدفاع عن قضيتنا. وواهم من يعتقد أننا نتراجع عن بناء دولة القانون والمؤسسات، كذلك من يعتقد أننا نضحي بالدولة لمصلحة الدويلة. وسنبقى الى جانب دولة الرئيس سعد الحريري مدافعين عن خط ونهج الشهيد رفيق الحريري ومشروعه السياسية وايمانه بالوطن والعيش المشترك. وسنبقى أوفياء لحفظ هذه الأمانة الكبيرة".

وتطرق ريفي الى الإستحقاق الرئاسي، فقال: "نحن في حضرة الشهادة، اقول ما احوجنا اليوم الى رئيس ينحني امام هامة الشهداء. نريد رئيسا لم يتباهى يوما بانه شقيق لطاغية، رئيسا لا يحمل لبنان تبعات العلاقة مع الطغاة، رئيسا لا يبيع تاريخه وكرامة الشهداء من أجل شهوة السلطة، ولم يسخر لسانه للنيل من الشهداء في أضرحتهم، نريد رئيسا لا تكون رئاسته مكافأة لتاريخه الاناني والمدمر لكل القيم الوطنية والمبادئ. نريد رئيسا لا يساوم على أمن وطنه، رئيسا قادر على مواجهة إرهاب من أرسل ميشال سماحة وعبواته القاتلة، ومن قد يرسل المزيد. نريد رئيسا قويا قادرا على متابعة المهمة، ربانا حريصا على السفينة، لا يتفرج كشاهد زور على من يثقب هيكلها. نريد رئيسا يحمي الدولة والمؤسسات قولا وفعلا، لا تنقلب عهوده في اليوم الاول الى نقيضها في اليوم الثاني، كلما استدعت مصلحته الشخصية، استدارة من هنا او التفافة من هناك". وشدد على أننا "نريد رئيسا يعمل على ارساء مصالحة شاملة بين اللبنانيين على قاعدة الاحتكام الى الدولة، لا رئيسا يعتاش على تذكية التحريض الطائفي والمذهبي. كذلك نريد رئيسا يصون علاقات لبنان العربية، لا حصان طروادة لايران وللمشروع الفارسي"، لافتا إلى "أننا نقول هذا الكلام لنعبر بصراحة عن موقفنا مما يجري هذه الايام، لقد قلناها منذ البداية ونكررها اليوم: لا لرئيس مرتهن للنظام السوري وايران، ايا كان، ولا نجد فرقا في الارتهان لهذا التحالف بين هذا وذاك، لأن كلاهما يناقض بتوجهاته الثوابت الوطنية التي يحملها مشروعنا في قوى "14 اذار". لقد أعلنا منذ البداية رفضنا لانتخاب رئيس من "8 آذار"، واليوم نؤكد هذا الموقف، وندعو كافة قوى "14 آذار" وقياداتها، والناس الذين صنعوا هذا اليوم العظيم، الى التعبير بكل قوة رفضا، لخيار الاستسلام لايران والنظام السوري، فالاستسلام ليس موجودا في قاموسنا، وما زلنا واهلنا واقفين وسنبقى بإذن الله". وختم ريفي: "أنحني إجلالا أمام روح الشهيد الكبير أسامة مرعب. وأنحني إجلالا أمام روح الشهيد الكبير وسام عيد. كذك لأنحني إجلالا أمام روح الشهيد الكبير وسام الحسن، وروح الشهيد الكبير رفيق الحريري، وسائر شهداء الحرية والسيادة والاستقلال".

الخير

ثم القى الخير كلمة الرئيس الحريري، وقال فيها: "المنية الحبيبة التي تؤكد كل يوم أنها مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري قولا وفعلا، غالية على قلب الرئيس سعد الحريري، لأنها المدينة التي قدمت الغالي والنفيس دفاعا عن وحدة لبنان وتنوعه، وارتضت أن تدفع أثمانا كبيرة على مذبح الوحدة الوطنية، والحفاظ على السلم الأهلي، والثبات على خط الاعتدال. فكل التحية لعائلة الشهيد من الرئيس الحريري، وكل التقدير والوفاء لدير عمار التي قدمت خيرة أبنائها، البطل وسام عيد شهيدا على دروب كشف الحقيقة، ووساما على صدر العدالة التي تقض مضاجع القتلة". وأضاف: "سيسجل التاريخ أن وسام عيد الذي أنجبته دير عمار، تميز بحرفيته العالية وبحسه الوطني المسؤول، وتمكن من خرق الغرف الموصدة لأدوات الإجرام، ونجح في وضع مسار العدالة على الطريق الصحيح، وكشف شبكة الإرهاب التي اغتالت الرئيس الشهيد، وهي الشبكة نفسها التي تشير إليها أصابع الاتهام بعملية اغتياله". وتابع: "إننا في هذه الذكرى العزيزة التي نستذكر فيها الشهيد وسام عيد ورفيقه أسامة مرعب، نستذكر أيضا اللواء الشهيد وسام الحسن، فقد كانا رفاق درب لم يهابا مواجهة المجرمين، وقتلا لأنهما دافعا عن أمن اللبنانيين، ووضعا اليد على إجرام القتلة الذين تمادوا في القتل والتفجير وإثارة الفتن". وقال: "لا شك أن المنية اليوم كما كل لبنان، تتوجس شرا من محكمة أطلقت سراح المجرم بشار الأسد، المدان وبـ"الجرم المشهود" بنقل المتفجرات والتخطيط لقتل شخصيات سياسية ودينية، والإعداد لتفجيرات في كل المناطق، كان للشمال منها حصة الأسد، بحسب مخططات الأسد ورجاله واعترافات مجرمهم ميشال سماحة"، مضيفا: "يحق للمنطقة ولكل الشمال واللبنانيين، أن يتوجسوا شرا من محكمة قررت أن تقتلهم مرتين وثلاثة، بعد أن استخفت بأمن البلد وسلامة ناسه، وشرعت عمليات القتل والاغتيال، وكادت أن تطيح بما تبقى من عدالة في وطن بأمس الحاجة لها. ويحق للمنية ولكل الشمال واللبنانيين، أن يقولوا بالفم الملآن: "أن دماءنا ليست رخيصة إلى الحد الذي يمكن شراؤها بـ 150 مليون ليرة، وأنها ليست مشاعا لمن يقاول بها إلى حد الدفاع عن المجرم بوقاحة لا مثيل لها". وتابع: "ما حصل جريمة بحق العدالة تضاف إلى سجلهم الحافل بالإجرام، من سوريا إلى لبنان يريدون من خلالها أن يقولوا لا تراهنوا على العدالة، فهي ساقطة بفعل جرائمنا، ونحن نقول لهم باسم أهل الدولة وسيادة القانون، أن العدالة لا تسقط، وأن الساقط هو أنتم بفعل جرائمكم، فلا تراهنوا على التمادي في جرائمكم للهروب من العدالة، لأنها ستلاحقكم إلى يوم الدين، وإن لم تكن عدالة الأرض، فعدالة السماء بإذن الله".

وأردف الخير: "أيها الأوفياء للشهيد وسام عيد سنبقى وإياكم في المنية قابضين على اعتدالنا وإيماننا بالعدالة، مثل القابض على الجمر مهما حصل، وسنبقى على إصرارنا على التمسك بما تبقى من أهداب القانون وسلطة الدولة، لأن ذلك ضمانتنا الوحيدة لأن يعيش أبناؤنا في هذا البلد في دولة سيدة حرة مستقلة يتسيد فيها القانون، ويسود فيها العدل وتنتصر فيها العدالة على كل المجرمين". وأضاف: "جل ما نريده إنقاذ لبنان ومستقبله من مخاطر الإساءة لتاريخه، والتآمر على عروبته من قبل من يورط لبنان في النار السورية، ويحاول أن يأخذه رهينة للسياسات الإيرانية التي تنتهج التخريب في منطقتنا العربية. وكل التحية للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على حزمها في التصدي للتدخلات الإيرانية، وهي مناسبة لنؤكد أن لبنان كان وسيبقى مع عروبته ومن يدافع عنها، ولا يمكنه أن يكون أبدا مع إيران التي تعتدي عليها، وأي موقف ينأى بنفسه عن عروبة لبنان لا يعبر عن موقف اللبنانيين، وهو موقف مشبوه يعري من يتخذه ويعكس مدى ارتهانه ومن يمثله سياسيا للمصالح الإيرانية على حساب المصالح اللبنانية، التي لا يمكن أن تنفصل عن المصالح العربية أبدا". وتابع: "إن إنقاذ لبنان يدفعنا إلى المبادرة حيث يجب أن نبادر، وإلى العمل الصادق لإنهاءالفراغ الرئاسي تحت سقف الدستور، باعتباره أولوية الأولويات التي يجب أن تدفع القوى السياسية إلى النزول إلى مجلس النواب لانتخاب من تراه مناسبا من المرشحين، بدل الاستمرار في التعطيل، ونحن ننتظر جميع القوى في مجلس النواب، كما كنا في كل الجلسات السابقة، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق مقتضيات النظام الديموقراطي".

وختم الخير: "رحم الله الشهيدين البطلين وسام عيد واسامه مرعب، ولعن الله كل المجرمين ومن يدافع عنهم".

مشموشي

من جهته، القى العميدم عادل مشموشي كلمة باسم اللواء بصبوص، قال فيها: "شرفني اللواء بصبوص إذ كلفني تمثيله وإلقاء كلمة بإسمه في الذكرى الثامنة لإستشهاد الرائد وسام عيد ورفيقه المعاون أسامة مرعب في محلة "الشفرولية"، بعبوة ناسفة راح ضحيتها بالإضافة الى الشهيدين أربعة شهداء آخرين وقرابة أحد عشر جريحا". وأضاف: "هذا الحادث الأليم الذي أودى بحياة ضابط ورقيب من خيرة ضباط ورتباء قوى الأمن الداخلي، لم يكن الحادث الوحيد الذي تعرض له بطلنا الذي نحن بصدد تكريمه، حيث سبق له وتعرض لمحاولة إغتيال بتاريخ 16-2-2015 إذ إستهدف بعبوة ناسفة وضعت على مدخل منزله في محلة الحدث. والسؤال الذي يطرح نفسه: "لماذا إستهداف القوى الأمنية عامة، وبعض الضباط في قوى الأمن خاصة؟"، والجواب واضح وجلي، لكون المعركة مع الإرهاب والإرهابيين أضحت مكشوفة، كما أن الإرهابيين وضعوا القوى الأمنية والعسكرية في صدارة الأهداف التي يسعون للنيل منها، ولأن القوى الأمنية في لبنان وفي طليعتها قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات بالتحديد شكلت وتشكل سدا منيعا يحول دون تحقيق الإرهابيين لمشاريعهم الإجرامية الدنيئة". وتابع: "إننا إذ نستذكر شهيدينا البطلين وسام عيد وأسامة مرعب، نستذكر معهما قافلة الشهداء الأبرار الذين سقطوا ضحية الإرهاب في السنوات الأخيرة من سياسيين وأمنيين وغيرهم من رجال ضحوا بأنفسهم في سبيل وطننا لبنان. لقد كان للشهيد عيد رغم قصر الفترة الزمنية التي خدمها في قوى الأمن إنجازات هامة، في مجالات مختلفة وأساسية، إذ أسهم في تحديث وتطوير بعض برامج المعلوماتية ذات الطابع التنظيمي والأمني التحليلي، كما كان له مشاركات ميدانية عملية جريئة، في عرض ملاحقة الخلايا الإجرامية الخطيرة. إلا أن لمساته وإبداعاته الأمنية كانت جلية في مكافحة الإرهاب، خصوصا خلال الدور الذي لعبه في كشف خلية عين علق الإرهابية، وخلية طرابلس التي إستهدفت عناصر من الجيش، ومساعدته للجنة التحقيق الدولية التي كانت مكلفة بالتحقيق في جريمة إغتيال شهيد لبنان المغفور له الرئيس رفيق الحريري".

وأردف: "لم يعد خاف على أحد دقة وخطورة المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وما تشهدها من تحولات وتغيرات، نتيجة تلك الصراعات الدولية والإقليمية التي تعصف بها، ومدى تعقيد الأوضاع وتبيان المواقف جراء تباين المصالح والإيديولوجيات لدى مختلف الجهات الدولية والإقليمية والمحلية المعنية بالصراع بشكل أو بآخر. إلا أن ما يهمنا في هذا الإطار هو السبيل الذي ينبغي إعتماده لتجنيب لبنان سموم الرياح الهوجاء التي تنذر بمحو خريطة دول المنطقة الجيوسياسية القائمة حاليا، وإعادة رسمها وفق معايير ومعطيات بعيدة عن أدبياتنا كشعوب عربية، تؤمن بوحدانية الله، وبتكامل الأديان السماوية، وبحرية المعتقد، بإعتبار أن الدين لله والوطن لجميع أبنائه. ومما لا شك فيه أن لبناننا تحيط به المخاطر من كل نحو وصوب، في ظل أوضاع سياسية متعسرة، وإقتصادية رديئة، وإجتماعية وأمنية فائقة الحساسية، وتثقل كاهله أعباء مستجدة متأتية عن إيواء إخواننا النازحين السوريين، ومتطلبات التخفيف من معاناتهم والحرص على تحقيق متطلباتهم المعيشية اليومية بحدودها الدنيا، بما في ذلك توفير المأوى اللائق لهم، حفاظا على إستقرارهم وراحتهم الجسدية والنفسية. كل هذه الإعتبارات تضعنا جميعا أمام تحديات جسام، تملي علينا التحلي بالمسؤولية ونكران الذات، والإنصهار في بوتقة وطنية متماسكة، لتجنيب لبنان واللبنانيين، مغبة الإنزلاق في أتون الصراعات ومتاهات التسويات الدولية والتي غالبا ما تكون على حساب الدول والشعوب الضعيفة". وختم: "لطالما تحلى الرائد الشهيد بالمسؤولية، وتفانى في تأدية واجباته الأمنية والوطنية، لذا جرى التنويه به خلال فترة خدمته بما يزيد عن عشرة مرات، كما منح ميداليتي الجدارة وقوى الأمن الداخلي، إضافة الى منحه وسامي الجرحى والحرب، ذلك عرفانا بالجميل من المؤسسة التي ينتمي إليها له ولكل المعطائين والمتفانين في سبيل الوطن، والتي ترى في إستشهاد الوسامين أي وسام عيد ووسام الحسن ورفاقهما، أهم وسام إستحقته طوال تاريخها، لما في ذلك من دلالة على أن مؤسستنا لا تبخل بالغالي والنفيس في معرض مجابهة المخاطر التي تهدد الوطن. وإسمحوا لي أن أتوجه لآل الشهيدين لأؤكد لهما أنه وإن كنا وإياكم قد خسرنا بطلين من أبطالنا، فعزاؤنا جميعا أن وطننا وقوى الأمن بالتحديد، تذخر بالرجال من أمثالهما، ومنهم شقيق الرائد الشهيد الملازم الأول محمد عيد، والذي نرى فيه رجلا جسورا مقداما على صورته، ومكملا لنهجه ولمسيرته. وعهدنا أن تبقى المؤسسة للأسس والمبادئ التي نهل منها الشهيد، ونشأ عليها هو وغيره من الضباط والرتباء والأفراد، وحريصة على إعلاء الروح الوطنية والقيم الأخلاقية والإنسانية وجعلها فوق كل إعتبار، كما على ترسيخ أسس العدالة وحماية المواطنين وصون حقوقهم، وتحقيق كل الأهداف التي نتطلع مع جميع المخلصين والشرفاء في هذا الوطن الى تحقيقها. فالشهادة تبقى أغلى أمنيات المؤمنين والشرفاء وكل من لا يطيب له عيش سوى عيشة الأحرار. رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.

عائلة عيد

ثم القى مازن الخطيب كلمة باسم عائلة عيد، قال فيها: "انها الذكرى الثامنة لرحيلِ البطل، الغائب الحاضر دوما، الشهيد الرائد المهندس وسام عيد. ويعز علينا في هذه الذكرى أن نقف أمامكم، وقد غاب عنا رمز من رموز حياتنا، ونموذج من النماذجِ النادرة للرجل الوطني المكافح، رجل العقل الكبير والقلب الوايع، وصاحب المناقبية العالية والإخلاص والولاء لوطنه لبنان وشعبه، وهو الذي لم يحد همه يوما عن خدمتهما ولم تلن له في سبيل ذلك قناة أو تضعف له همة أو ينتابه ضعف أو تعب أو كلل". وأضاف: "صحيح أنك فارقت الحياة، لكنك لم تخرج من قلوبنا وعقولنا، فصورتك باقية في الفؤاد والوجدان، ولا زلنا نعيش فيك روح الأخوة والأبوة والصداقة، فلكم اشتقنا إلى عطفتك وابتسامتك، ولكم ألهمنا اندفاعك السباق إلى المساعدة والخدمة، وهمتك التي لم تعرف الكلل والملل، ولكم شمخنا واعتززنا بما قمت به من أعمال وإنجازات. وكيف لا نفخر وتفخر بك مؤسسة قوى الأمن التي حضنتك واحدا من أبنائها ومبدعيها، وأنت من اتصفت بحدة الذهن، وعلو الهمة، وعصامية حدتك إلى الحرص والسهر الدائمين لرفعِ أدائك، وتمكنت بفضل ذلك وبجهدك وعبقريتك وتفانيك من رسم بصمات ستطبع أبد الدهر تاريخ هذا الوطن الصغير ومسيرته، وهي تعيش معنا وبيننا، وتتجدد يوما بعد يوم". وتابع: "مما لا شك فيه أن شخصية البطل الشهيد كانت شخصية فذة، لذلك وضعت في دائرة الاستهداف. ولا ريب في ذلك، فهو ارتبط، عضويا بقضايا مكافحة الإرهاب، والزود عن لبنان، في وسط هجمة مدروسة هدفت إلى ضرب أمنه، وزعزعة استقراره، ولكنه من خلال علمه وخبرته ورؤيته، استطاع أن يفتح الباب على معالجة جوانب خطيرة في هذا الملف، ما دفع بالمتربصين من أهل الشر، أعداء لبنان، إلى النيل من نفسه الطاهرة وإهراق دمائه الذكية، وفاتهم أن الشهادة لله والوطن هي أسمى مراتب الفضل والشرف، وأنه بها وبمسيرته كان وسيبقى فخرا للعائلة والبلاد ومثلا لكل وطني صادق شريف". وختم: "إن خسارة وسام، المتميز في شخصيته وصاحب المعارف الثقافية والعلمية المتنوعة، هي فقدان العائلة لفلذة كبدها، وخسارة لبنان لمواطن نزيه أمين وصادق، وخسارة المؤسسة العسكرية لضابط موعود ذي فكر نير وذكاء متوقد. هاتان الميزتان اللتان تفتقدان في كثير من الناس، كانتا أساسيتين في شخصية البطل الشهيد، لذلك، لم يحتاج إلى جهد كبير ليفوز بثقة رؤسائه ومرؤوسيه وكل من تعاملوا معه، باعتبار أنهما شكلا رصيده الذي حقق له هوية فريدة واستثنائية، في ذلك المدى القصير الذي عاشه بين زملائه في العمل وفي المواقع التي تقلب فيها".

عائلة مرعي

ثم القى حسن مرعي كلمة باسم عائلة مرعي، قال فيها: "نحن نقدم الشهيد تلو الشهيد. ولم يكن لنا في هذا الوطن أغلى منهم، فمن الذي قدم الرؤساء الى هذا النهج، ومن الذي قدم أصحاب الدولة الى هذه الطائفة؟، بداية من الرئيس رشيد الصلح ثم الرئيس الشهيد رشيد كرامي، ثم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم المفتي الشهيد حسن خالد، وهذه السلسلة تطول وتطول وما زلنا نقدم الشهداء، ونحن نوصف بالإرهاب وبالتطرف"، متسائلا: "هل يمكن أن يكون هناك عدالة من غير إعتدال، وهل يمكن أن يكون هناك إعتدال من غير عدالة؟، عن اي عدالة تتحدثون ونحن اليوم في ذكرى شهدائنا نبكيهم والظلمة في بيوتهم يرتاحون وينعمون، عن أي عدالة تتحدثون ونحن نرى المجرم القاتل الذي أعد ورتب لتفجير آلاف الناس هو اليوم يرتاح في دارته و بين أهله، ونحن نبكي شهداءنا ولكن عزاؤنا أن شهداءنا أحياء عند ربهم يرزقون. أما هؤلاء الظلمة المجرمون، هؤلاء القتلة فهم في الدنيا الى مزابل التاريخ وفي الآخرة، فالله يقول: "ولا يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما". وتابع: "هذا هو العزاء، إن كنا لا نثق بعدالة الأرض فإننا نثق بعدالة السماء، لكننا نثق بالوزير ريفي، لأنك لن تترك أبناءك الذين ربيتهم على يديك وعلمتهم الشرف والرجولة والكرامة يوم كنت في السلك العسكري. نثق بأنك ستتابع هذه القضية وغيرها، ولن يثنيك عن ذلك أي شيء أبدا لا محاكم عسكرية ولا محاكم إستثنائية، ولا "حزب السلاح" ولا غيره من كل هؤلاء الذين يحملون الضالة". وختم: "نحن نحي ذكرى شهداءنا وفي قلوبنا حرقة وألم، لكن الأمل لا ينقطع، فالله يقول: "لا تيأسو من روح الله". ونحن لا يمكننا ان نيأس بأن العدالة قادمة وبأن الحق لا بد أن يظهر وبأن الباطل سيزهق. فإن كان للباطل جولة فإن للحق جولات، ولكن هي دعوة الى الثبات والمحافظة على النهج، وعلى الطريق التي خطها لنا شهدؤنا بالدماء أن لا نتركها أبدا، وأن لا نتراجع عنها، مهما كانت التحديات ومهما كانت الصعاب سنبقى على هذا النهج، وعلى خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري بإبنه الذي يمثلنا جميعا، وسنبقى على هذه البطولة والرجولة التي نراها باللواء، والتي نقتنع بأنها تحمي ساحتنا وشارعنا، فلذلك أقول لك على هذا النهج سر ونحن خلفك، ولن نتركك ونتخلى عنك مهما كانت الصعاب". وكان ريفي والخير قد وضعا إكليلين على ضريح الرائد عيد الاول باسم ريفي والثاني باسم الحريري، ثم جرى تلاوة سورة الفاتحة عن روحه وروح مرافقه المعاون اول مرعب، وأرواح الشهداء وعلى رأسهم الشهيد رفيق الحريري، كذلك وضع العميد هزيمة اكليلا على ضريح عيد باسم اللواء بصبوص.

 

الراعي من فولينيو الحافظة لهامة مار مارون: نصلي لأجل إيقاف الحروب وإحلال السلام خاصة في الشرق الأوسط وعودة اللاجئين والنازحين

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - روما - ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بدعوة من راعي أبرشية فولينيو (حيث تحفظ هامة القديس مارون) المطران غوالترو سيجيسموند، قداسا احتفاليا في كاتدرائية القديس فيليشيانو شفيع الرعية، بمشاركة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، المعتمدالبرطريركي لدى لكرسي الرسولي المطران فرنسوا عيد، راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، ولفيف من المطارنة والكهنة اللبنانيين والايطاليين. حضر القداس سفير لبنان لدى الفاتيكان جورج خوري، القنصل ألبير سماحة، قنصل لبنان في روما رحاب أبو زيد، الملحق في السفارة اللبنانية في إيطاليا العميد بسام عيسى، مدير مكتب ميدل إيست في إيطاليا مروان عطالله، عضو المؤسسة المارونية للانتشار روز الشويري وأفراد عائلتها وحشد من أبناء الجالية في إيطاليا، إضافة إلى رئيس وأعضاء بلدية فولينيو ورؤساء بلديات القرى المجاورة وحشد من الفاعليات. بدأ القداس، الذي توزع ليتورجيته بين اللاتينية والمارونية والايطالية والعربية، بكلمة لأسقف الرعية سيجيسموند، رحب فيها بالراعي، وتحدث عن "عمق العلاقات التي تجمع كنيسته بالكنيسة المارونية"، واصفا إياها ب"صلابة أرز لبنان وإيمان شعبه".

الراعي

بعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة شكر فيها "الكاردينال ساندري وأسقف المدينة وأهلها على حفاوة الاستقبال"، منوها ب"مدى تعلقهم بالقديس مارون، حيث تحفظ هامته في مدينتهم"، مشيرا إلى "ذخائر القديس مارون التي رفعت على مذبح جانبي خاص في الكاتدرائية على اسم مذبح القديس مارون"، متطرقا إلى "حياة القديسين فليشيانو ومارون اللذين عاشا حياة التضحية والقداسة وحملا كلمة الله". وقال: "مع تبريك الذخائر، نسأل الله أن يرأف بشعبه، ونصلي لأجل إيقاف الحروب وإحلال السلام، لا سيما في الشرق الأوسط، وعودة اللاجئين والنازحين إلى بلدانهم في الشرق الذي شهد ولادة وآلام وموت وقيامة يسوع المسيح".

وختم "صلاتنا اليوم، لأجل الشرق الأوسط، الذي هو بحاجة إلى لغة الإنجيل، لغة السلام، لأمير السلام يسوع المسيح".

ساندري

ثم ألقى الكاردينال ساندري كلمة تناول فيها "عمق الشراكة بين كنيسة روما والكنيسة المارونية"، معربا عن سروره بالمشاركة في هذا الاحتفال". وفي نهاية القداس، أزاح الراعي وساندري الستارة عن المذبح المكرس على اسم مار مارون، وفيه يوجد الجزء الأكبر من هامته، وقدم مطران الرعية للبطريرك الماروني جزءا من هامة مار مارون لوضعها في الصرح البطريركي في بكركي. وقد أعدت ثلاثة تماثيل لمار مارون لتنقل إليها الذخائر، قدمتها روز الشويري باسم عائلة الراحل أنطوان الشويري. ثم أقيمت في ساحات البلدة مهرجانات وتطواف بمناسبة عيد القديس فليتشيانو.

 

مطر في ذكرى استشهاد حبيقة: نأسف أن يكون قد تعرض لبنان لاستدراج العنف من جديد إلى أرضه

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - أحيا الحزب الوطني العلماني الديموقراطي "وعد"، الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد ايلي حبيقة ورفاقه فارس سويدان، ديمتري عجرم ووليد زين، بقداس اقيم في كنيسة مارت تقلا الحازمية، ترأسه راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وحضره جمع من الأصدقاء والمحازبين. وقد القى المطران مطر عظة قال فيها: "نصنع في هذا القداس تذكارا للوزير العزيز إيلي حبيقه ورفاقه الأحباء ديمتري عجرم ووليد زين وفارس سويدان الذين استشهدوا معه بفعل اعتداء آثم تعرض له موكبهم على طريق الحازمية في صبيحة يوم أسود من أيام العام 2002. وإذ نرفع الصلاة على مذبح الرب من أجلهم، نسأله تعالى أن يفتقدهم بواسع رحمته وأن يسكب تعزياته الإلهية على ذويهم وعلى محازبيهم الذين ما زالوا يبكونهم بدموع حرى وبمحبة ووفاء نادرين". وأضاف: "لكننا نأسف كل الأسف، أن يكون قد تعرض لبنان لاستدراج العنف من جديد إلى أرضه وأن يكون أهله قد أوقعوا هم أيضا في الانقسامات الحادة التي كان يمكن تلافيها بالحوار الوطني الهادئ وفي ضوء الخبرة التي تعلموها من الحرب العبثية التي دارت رحاها على ظهورهم لما يقارب عقدين من الزمن. وهكذا ضاعت أمامنا الفرص تلو الفرص لاستلقاط الأنفاس ولوضع البلاد على سكة الحياة والتقدم بدلا من عودتها القهقرى وصولا إلى ما وصلنا إليه في الأيام الحاضرة من تفكك في البنى الوطنية ومن يأس قاتل راح يشتعل في قلوب الكثيرين من أبنائه الصابرين والمكابرين". واعتبر "أن ما زاد الوضع تأزما، وبما ينذر بالمآسي الشديدة، هو انتقال موجة العنف والقتل إلى مجمل الدول الشقيقة من حولنا، حيث راحت المجتمعات فيها تتعرض

لجرثومة التفسخ وسقطت الأنظمة ومعارضوها في محنة الرفض المتبادل لأي حوار بينهم ما عدا حوار السلاح الذي تعاظم شأن استعماله وتضخم حجم سقوط الأبرياء من جراء اللجوء إليه دون رحمة ودون هوادة. وإن الأقسى من كل ذلك هو فقدان الآفاق المنفتحة نحو التفاوض والتفاهم وإعادة السلام إلى الربوع. وقد يكون الأقسى أيضا إن الأصدقاء من كل جانب باتوا فرقاء في هذه الحرب ومساعدين على تسعيرها وعلى التوكل عليها لحسم الأمور بالقوة المادية دون النظر إلى أن هذه القوة لا تحسم أمرا بالنهاية نهائيا لأن قوة أكبر منها تعود وتنقلب عليها عاجلا أم آجلا وتدير لها ظهر المجن. بينما التفاوض والتنازلات من هنا ومن هنا يبقيان الوسيلة الأمثل لخروج الجميع من المآزق ولضمان الكرامة والحق لكل فريق، بما يؤدي إلى التعايش الأخوي الذي يبقى قاعدة الحياة وجوهرها لهم ولكل سكان الأرض".

حبيقة

وبعد القداس القى رئيس حزب "وعد" جو ايلي حبيقة كلمة قال فيها: "مرة جديدة نلتقي لنحيي ذكرى تحفر في أذهاننا كل يوم سؤالا: ماذا لو كان ايلي حبيقة حيا؟ ماذا عن قراءته للمشهد العام؟ وماذا عن أحوال المسيحيين بشكل خاص؟ وكيف لعينيه ان تلتقطا شرارة اللقاءات والاتفاقات. ولأننا لا ندعي أننا هو، فإننا نستعين بما خبرناه عنه، ومعه، وبما حفظناه منه، لنبني على ركائزها قدر ما استطعنا، الموقف الذي يبقي على اسمه ساطعا وعلى ذكراه حية". وأردف: "في العام 1997 وفي خضم خطط النهوض والإعمار وقف ايلي حبيقة وكان يومها من أركان الدولة وثوابتها ليقول بجرأة: نحن نعيش في شبه دولة، ونفضل شبه الدولة على عدم وجودها، فماذا عسانا أن نقول اليوم ونحن نعيش زمن انحلال الدولة وذوبانها. وقال في ما قال حينها منتفضا على واقع آخذ في التأزم: إن الطائف أوقف الحرب، ولم يبن نظاما ودولة، وماذا عسانا أن نقول اليوم ونحن نشهد شبه نظام وشبه دستور لا طيف فيهما لطائف، بل طائف زاد صراعا على الطوائف والمذاهب. واليوم في ما نشهد عليه في الساحتين اللبنانية عامة، والمسيحية خاصة، فإن الجميع مدعو لموقف شجاع ومسؤول، لا تقاذفا للمسؤوليات بما يزيد على الفرص الضائعة ضياعا إضافيا. نحن نتطلع الى التقاط فرص الظروف السانحة من زاوية ايجابياتها، لا من باب ردود الفعل أوالكيدية، ونأمل ان تقود المبادرات الى حلول للأزمة التي نعيشها وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية قوي وصلب في ثبات مواقفه وكرامته، لا أن تكون وسيلة للاطاحة بمبادرات أخرى لانتخاب رئيس بهذه الميزات، وبالتالي الى مزيد من التعقيد". وتابع: "بالقدر الذي نتطلع فيه بإيجابية الى كل لقاء او حوار أو اعلان نيات أو مصالحة، نأمل أن تشكل كلها مناسبة صفاء جامعة، لا مناسبة شطب من المعادلات في حرب الغاء جديدة ومن نوع آخر، فلا نلغي بعضنا بعضا احزابا أو عائلات متجذرة في الوجدان. يكفي لبنان ما يحمل من تبعات، كيان مشلول المؤسسات ومخاطر الارهاب تحيط به من الجوانب كافة، ولولا مؤسسة الجيش واجهزة القوى الأمنية التي وحدها من سائر المؤسسات، تقف على الحدود وفي الداخل وقفة الشجعان، لكنا ظننا أننا نعيش في غابة مشرعة الأبواب. وإننا على ما نحن عليه، نؤكد على ثوابت وتطلعات لا نرى عنها بديلا، لنحيا المواطنة الكريمة، ونضمن امن الحاضر وأمل المستقبل:التأكيد على الحوار والشراكة بين كل مكونات المجتمع، فلا عزل لأحد ولا استفراد ولا إقصاء ولا تهميش، إعادة بناء المؤسسات وفق عقد اجتماعي يتم صوغه نتيجة قناعة مشتركة، يتيح للجميع ممارسة أدواراهم ويحميها، يتضمن في ما يتضمن قانون انتخاب يحترم قيم المواطن وقيمته، تعزيز قدرات الجيش والقوى الأمنية عديدا وتسليحا، بما يؤمن استمرارية ثباتها في النجاحات بوجه الارهاب التكفيري وفي مواجهة العدو الاسرائيلي عند الحدود وتفكيك شبكاتها في الداخل أينما وجدت والاقرار بحتمية حماية ثروات لبنان واعتبارها ثروة عامة لا مجالا لشهوات استثمارية سياسية إضافية، بما يضمن المضي في طريق تعزيز المكانة الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية". وقال حبيقة: "أمام كل تلك الثوابت تتقدم واحدة: هي الانحناءة أمام عظمة شهادة الشهداء في اي موقع سقطوا، والعهد أن تبقى شهادتهم وكل التضحيات حية في وجداننا، تنير طريقنا لنحيا احلامهم، ننعم بما بذلوا لأجله أرواحهم، لا أن نتنكر لهم أو نبخل عليهم برحمة أو اعتذار، عند الانعطاف نحو التحولات والتبدلات.

ونخص من بين ما نخص شهداء الخامس عشر من كانون الثاني 1986 ، هذه الذكرى النكبة، التي لحقت باللبنانيين عموما، وبالمسيحيين خصوصا، حين ضرب البعض من اصحاب الرؤى القصيرة والخاصة، اتفاق الحل، الذي كان سيحمل سلاما استجدوه هم أنفسهم بعد 5 سنوات، بعدما أضافت على مآسي اللبنانيين والمسيحيين منهم بصورة خاصة، مزيدا من الضحايا والخراب، والخسائر التي لا تعوض. 15 كانون الثاني 1986 ليست مناسبة اعتزاز، وهي ليست أبدا تاريخا عزيزا، هي تاريخ اسود حزين مغمس بدم الرفاق، وإن كنا نتوقف عنده لنرفع الصلاة على ارواح أعزاء متجاوزين كل بغض، فهو لا يجب إلا أن يكون مناسبة للاعتذار، من شهداء، ذنبهم أنهم سعوا الى وقف الحرب، وطلبوا سلاما قبل أوانه - وفق حسابات المغامرين -، وكأن لوقف لعبة الموت توقيتا ومواعيد محددة". وختم حبيقة: "لن اطيل أكثر، لكن لا بد في الختام، من التفاتة الى الذات. فنحن في حزبنا نتهيأ لورشة تنظيمية تتسع للجميع، نأمل أن تضيف دينامية ليكون حراكنا الوطني قادرا على رفد من نتشارك واياه الثوابت والتطلعات، المزيد في خدمة لبنان. التحية لروح فارس سويدان وديمتري عجرم ووليد زين الذين رافقوا ايلي حبيقة حتى الشهادة. دائما الشكر لوفائكم، والشكر على مشاركتنا الذكرى، ودمتم ودام لبنان".

وبعد القداس تقبلت عائلات الشهداء التعازي من الحاضرين.

 

 كنعان: زمن الانقسام المسيحي ولى واتفاقنا مشروع لبناني يصلح لان يجمع 8 و14 آذار

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد امين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان، أن "اتفاق معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يستفيد منه كل المسيحيين وجميع اللبنانيين"، لافتا الى "أن الزعل المسيحي المسيحي غير مقبول بعد اليوم". واشار في حديث عبر الlbci الى "أن الاتصال والتواصل قائم مع حليفنا سليمان فرنجية وسيحصل لقاء في ما بيننا". واوضح كنعان أنهم "غلفوا ضرب الشراكة على مدى اعوام بحجة الانقسام المسيحي فلتكن استعادة الشراكة اذا بعد المصالحة"، قائلا "سنعرض اتفاق معراب على جميع الافرقاء لنحصل على تأييد مشروع على اسس سيادية ودستورية وميثاقية". واكد "ان الاتفاق السياسي مع القوات ليس بمنطلقه تحالفا انتخابيا وإن قد يتطور الى ذلك في وقت لاحق، لكن الاكيد انه ليس على حساب احد"، معتبرا "ان لا شراكة وطنية فعلية في لبنان ان لم تكن هناك رؤية مسيحية مشتركة حول كيفية بناء الدولة وتطبيق الطائف"، وقال: "اتفاقنا ليس مشروع 8 او 14 آذار بل مشروع مسيحي - مسيحي من اجل مشروع وطني متكامل. ونحن نقدم نموذجا جديدا يتضمن كل المبادىء السيادية والاصلاحية ويحمل تطمينات للجميع، وما توصلنا اليه يصلح لان يكون مشروعا يجمع 8 و14 آذار من اجل بناء الدولة السيدة على اساس الشراكة الفعلية". وقال كنعان "المطلوب من الجميع التراجع خطوتين واعتبار ما حصل بين التيار والقوات بداية جيدة يجب تعميمها على الآخرين، وعلى اهل البيت المسيحي الابتعاد عن المزايدات والالتفاف حول التفاهم بين القوات والتيار ودعوة الآخرين للانضام اليه".

واعتبر "ان البنود ال16 التي تم الاتفاق عليها بين التيار والقوات خلقت حالة ارباك في الساحتين، بين 8 و14 آذار، تحمل في طياتها نقدا للثامن والرابع عشر من آذار، ومنها عدم اللجوء الى العنف لحل المشكلات، ومقاربة الملفات التي لها امتداد اقليمي ودولي في ظل المبادىء السيادية، وضمن الامكانات المتاحة". وشدد على ضرورة "التعاطي مع اللحظة التاريخية بمسؤولية وطنية وجاهزون للجلوس مع الجميع للتفكير معا على اسس سيادية ووطنية عمادها الشراكة، ونحن نقوم بمحاولة جدية وصادقة من حزبين مسيحيين كبيرين وهي الاولى منذ الطائف لاعادة تصحيح الخلل واستعادة التوازن". اضاف: "حاضرون للجلوس على طاولة واحدة مع الجميع لمناقشة المبادىء التي ارسيناها في تفاهمنا مع القوات. ونحن نطرح قواعد سيادية وديموقراطية ومستقلة من خلال ما نمثله كتيار وقوات مسيحيا ووطنيا، ونقدم مشروعا لبنانيا مئة بالمئة انطلق من حزبين مسيحيين الى الساحة الوطنية الاوسع". وعن موقف "حزب الله" قال كنعان: "نثق بموقف حزب الله الداعم للعماد ميشال عون، ونحن نعلم ان مسار العلاقة في ما بيننا قائم على الوضوح المتبادل، ولم نتبلغ رسميا بأي موقف مغاير لدعم وصول العماد عون الى الرئاسة". وعن الأيام الفاصلة عن جلسة 8 شباط قال:"فلنترك العمل للمطبخ السياسي في الأيام الفاصلة عن 8 شباط بشفاعة مار مارون واتفاقنا وطنيا لتحقيق امنية الرئيس القوي، والأكيد ان من اهداف الاتفاق المسيحي ليس الحصول على ما ليس لنا بل الوصول الى شراكة وطنية حقيقية". وعن مواقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في المحافل الدولية قال كنعان: "نحن بغنى عن المزايدات التي تخفي اهدافا اخرى، فموقف باسيل في المحافل الدولية ينطلق من البيان الوزاري وينسق مع رئيس الحكومة. وبعض الانتقادات لاتفاق التيار والقوات تنطلق من ان الاتفاق "خربط" الكثير من القواعد الخاطئة التي كانت معتمدة". وعن جلسة مجلس الوزراء قال كنعان: "مطلبنا للمشاركة في مجلس الوزراء معروف لجهة بت التعيينات الامنية المستحقة وسنبني موقفنا استنادا الى مدى التزام الافرقاء بهذا المنحى. والاتصالات مستمرة على صعيد عقد جلسة مجلس الوزراء وبت التعيينات والمسألة لا تزال خاضعة للمشاورات".

واعتبر "ان اتفاق معراب هو يوم قيامة لبنان لا المسيحيين، فكثيرون بنوا على الفرقة والانقسام ولم يعد بالإمكان اليوم بناء مصالح وسياسات على التباعد"، معتبرا "أن مجتمعنا ارتاح ويمكن النظر الى مستقبل أولادنا بشكل افضل على الصعد كافة، والأكيد ان اتفاقنا ليس ظرفيا وهنا تكمن قوته، وقد مر بمراحل عدة على مدى سنة ونصف ليترسخ اليوم". وشرح كنعان "أن مسار الحوار بين التيار والقوات بدأ في تشرين الأول 2014، وان عشرات الأوراق المشتركة تم تبادلها بين الرابية ومعراب للوصول الى الرؤية المشتركة"، مشيرا الى "أن اول هدية حملها الى معراب كتاب البطريرك الحويك للتدليل على الدور التاريخي للموارنة في بناء لبنان". وقال: "كثيرون حاولوا عرقلة مسار التوافق بين التيار والقوات، وكثيرون شككوا لكننا تخطينا كل الصعوبات لنصل الى ما وصلنا اليه، فقد كانت هناك قناعة وإرادة لدى العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع للوصول الى الاتفاق مع اعطى حماية كبيرة لما توصلنا اليه".

 

الحوت: المرشح الحقيقي لحزب الله حاليا هو الفراغ الرئاسي

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعتبر النائب عماد الحوت، أنه "ليس صحيحا أن العماد ميشال عون كمرشح رئاسي تبنى النقاط العشر التي أعلنها الدكتور سمير جعجع، فهو قال لاحقا أن خطاب القسم هو القسم، وبالتالي تجنب تبنيها في هذا الخطاب المحتمل، كما جاء أداء وزير الخارجية جبران باسيل خارج الإجماع في مؤتمر التعاون الإسلامي كتعبير عن عدم وجود تغيير حقيقي في موقف "التيار الوطني الحر" وأول خرق في الاتفاق الذي أعلنه رئيس القوات اللبنانية، وبالتالي ما زلنا ننتظر حتى نسمع من المرشح نفسه". ورجح في حديث اذاعي أنه "لن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية في الثامن من شباط ما دام هناك أي مرشح آخر غير العماد عون، فهو لن يسهل تأمين النصاب ما دام غير مطمئن للنتيجة وأنه المرشح الفعلي الوحيد، كما إن المرشح الحقيقي ل"حزب الله" حاليا هو الفراغ الرئاسي، فأي رئيس جمهورية حتى ولو كان من فريقه لن يرضى أن يتم تجاوزه بالكامل في المواقف الخارجية والقتال خارج لبنان وانتشار السلاح في الداخل". ورحب "بأي تقارب بين أي فريقين لبنانيين، فهذا يساهم في تخفيف الاحتقان"، معربا في الوقت نفسه "عن خشيته من تحول الدكتور جعجع من الخطاب الوطني الى الخطاب المسيحي وهذا يعيد البلد للتوتر الطائفي المضر بالجميع، إذ ليس صحيحا أن الوجود المسيحي مستهدف وأن المسيحيين مستهدفون، بل إن لبنان بشكله الحالي هو المستهدف بمختلف مكوناته، وبالتالي من الخطأ العودة الى مربعات الطائفية التي يتفوق فيها حزب الله، فهو الوحيد الجاهز عسكريا واقتصاديا وهيكليا". ورأى الحوت في مبادرتي الرئيس الحريري وجعجع خطأ تكتيكيا حصر خيارات الرئاسة دون تفاوض بمرشحين يحملان برنامج "8 آذار"، مشددا على "عدم وجود مشكلة للجماعة الإسلامية مع الأسماء أو الأشخاص، وبقدر ما يقترب المرشح من مشروع الدولة على حساب الدويلة بقدر ما تقتنع الجماعة به، لذلك نحن متريثون حتى نسمع ونرى".

 

قاووق: لبنان لن يكون يوما تحت الوصاية السعودية أو مرتعا لها

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على "اننا في ساعة تاريخية اليوم، علينا أن نواجه فيها جرائم وخطايا آل سعود في زمننا، وقد تمثلت أكبر هذه الخطايا في أنهم بدأوا بالعلاقات والاتصالات مع الكيان الإسرائيلي، فكفى إدانة لهم أن نتنياهو صنف السعودية قبل يومين بأنها حليف لإسرائيل، لذلك فإنه من حقنا أن نسأل حزب المستقبل في لبنان عن موقفه من الاتصالات والعلاقات السعودية مع إسرائيل، وعن دعمه المتواصل للعصابات المسلحة في سوريا المدعومة من إسرائيل، ومن حقنا أن نسأل وسائل إعلامه أيضا عن كيفية وصف هجمات داعش على دير الزور بهجمات الثوار، والأمر نفسه كان حصل سابقا عندما هجمت داعش على الموصل في العراق، ما يدل على أن هناك إصرارا من هؤلاء على التغطية على جرائم داعش في العراق وسوريا، وكذلك يقومون وفي محاولة بائسة بالتغطية على الإجرام السعودي في اليمن وسوريا والعراق".

ورأى قاووق خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في ذكرى "أسبوع الشهيد أحمد محمد الشعار" في نادي الإمام الصادق في مدينة صور، في حضور عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، مسؤول إقليم جبل عامل في "حركة أمل" المهندس علي اسماعيل، مسؤول "حزب الله" في منطقة الجنوب الأولى أحمد صفي الدين، رئيس أساقفة صور للطائفة المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، وعدد من القيادات الحزبية ورجال دين وفاعليات وشخصيات وحشود غفيرة من أهالي المدينة والقرى والبلدات المجاورة، "أن النظام السعودي يدفع الأموال لأدواته في لبنان من أجل التحريض على المقاومة، لأنها فضحت إجرامهم، واستطاعت أن تفشل المشاريع التكفيرية الكبرى في المنطقة، وهم إنما يقومون بكل هذه الافتراءات والتحريض السياسي والإعلامي على المقاومة ظنا منهم أنهم يستطيعون أن يرهبوها لتغيير موقفها في سوريا، أو السكوت عن جرائم آل سعود في اليمن والعراق وسوريا والبحرين، ولكننا لسنا ممن يمكن للنظام السعودي أن يرهبهم أو يسكتهم". وأكد أن "لبنان لن يكون يوما تحت الوصاية السعودية أو مرتعا لها، وأن كل من يظن ذلك هو واهم، وكذلك كل من يراهن على أن يكون لبنان ساحة مستباحة للإمارات التكفيرية، فلبنان لن يكون لا ممرا ولا مقرا للتكفيريين، ولن يكون تابعا ولا مرتهنا للنظام السعودي، بل سيبقى في مواجهة الخطر التكفيري وأسياده، وفي مواجهة الخطر الإسرائيلي وأدواته، وان سبب الحملات الإعلامية الجديدة على المقاومة هو ذعرهم من إنجازاتها الميدانية الحالية، وهي التي تشهد لها الميادين، ومهما تكلموا وشتموا فإنهم لن يغيروا شيئا من معادلات الواقع وإنجازات الميدان، لأن الانجازات الميدانية للمقاومة هي أكبر بكثير وأعظم تأثيرا من كل الحملات الإعلامية والكلامية التي يشنونها". واعتبر أن "السعودية التي تدعم التكفيريين القتلة في سوريا، والعصابات المسلحة المدعومة من إسرائيل في الجولان، فهي بذلك تتحمل مسؤولية سيل الدماء، لأنها تصر على عرقلة الحلول السلمية، لذلك فإن التوتر والتصعيد الذي تشهده المنطقة اليوم هو بسبب فشل النظام السعودي في تحقيق أهدافه المعلنة في اليمن وسوريا والعراق، وهي إسقاط صنعاء ودمشق وبغداد، الأمر الذي يجعل هذا النظام يعيش ردة فعل وانفعال وتوتر وتخبط وإرباك في المواقف، وهو بانفعالاته هذه وتصعيده السياسي والعسكري في أكثر من بلد، إنما يمزق قناع المكرمات والخير، ويستبدل الصورة التي كان يخادع بها الناس بالصورة الحقيقية، ألا وهي صورة الإعدامات والمجازر، وبهذا تسقط كل شعارات الاعتدال والوسطية، ويكون قد بان الوجه الحقيقي الدموي الذي نشأت عليه المملكة الأولى والثانية والثالثة".

 

فياض: إيران الأكثر احتراما لاستقلالية القرار السياسي اللبناني

الأحد 24 كانون الثاني 2016/وطنية - رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، أن "البلد يحتاج إلى حماية مؤسساته الدستورية، ونحن قد أدينا، وما زلنا نؤدي دورا أساسيا في مسار تفعيل الحكومة، واننا مع استعادة الحكومة لنشاطها في أسرع وقت ممكن، فلا يظنن البعض أنه قادر بتصريح من هنا أو هناك، على تضليل الرأي العام عن الحقائق والمجريات". وخلال احتفال تأبيني في حسينية كفركلا الجنوبية، قال "موقفنا كان ولا يزال واضحا ومحددا وثابتا ولا ينطوي على أي مواربة، فنحن من أكثر القوى السياسية شفافية، ولا نمارس أي حسابات سياسية مزدوجة أو مضمرة، بل آلينا على أنفسنا الصدق والصراحة مع شعبنا ومجتمعنا، ونمارس الاختلاف والنقد بالاستناد إلى المصلحة الوطنية، بينما يصر البعض على إطلاق التصريحات البغيضة التي تنضح عدائية وبغضا وشوفينية ضد الجمهورية الإسلامية، ونحن نأسف لانسياق البعض الآخر إلى موقف يتناقض مع حياديته في ممارسة مسؤوليته التي كان يشدد عليها في كل مناسبة، سواء في مجلس الوزراء أو على طاولة الحوار الوطني أو في وسائل الإعلام". ولفت إلى أن "إيران الأكثر احتراما لاستقلالية القرار السياسي اللبناني ودعوة اللبنانيين لادارة شؤونهم بأنفسهم، فهي كانت حاضرة لدعم اللبنانيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأدت دورا مساعدا وأساسيا في تحرير لبنان، كما أنها كانت جاهزة دائما لمساعدة شعوب المنطقة في مواجهة داعش وتوحشه وإجرامه في لبنان وسوريا والعراق"، نافيا ان تكون قد "استخدمت على لسان قائدها أو مسؤوليها يوما خطابا مذهبيا أو تحريضيا، بل ان خطابها اتسم دائما بالاتزان والمسؤولية والدعوة للوحدة والتكامل بين مكونات العالم العربي والإسلامي، وذلك على العكس القوى المناوئة لها التي كانت تطلق بحقها وبحق حزب الله خطابا مذهبيا وشوفينيا بغيضا، وخطابا يمتلأ بالأضاليل والأكاذيب وافتعال الصراعات والتناقضات التي لا أساس لها، فلقد سعى هؤلاء الى استبدال العداء الإسرائيلي بالعداء لإيران، ولاستبدال الوحدة بالانقسام والتحريض، ولتهميش القضية الفلسطينية، والآن يعملون على قدم وساق لمراضاة إسرائيل والتفاهم معها"، معتبرا أن هؤلاء قد "رسموا لأنفسهم مسارا تآمريا على إيران منذ تأسيسها، وذلك عبر الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرت 8 سنوات، وأزهقت أكثر من مليون قتيل، واستنفذت مئات المليارات من الدولارات، وصولا إلى محاولة إعاقة معالجة الملف النووي الإيراني، إلى جانب اللوبي الصهيوني الذي جهد لتعطيل هذا المسار، لأنه هو المتضرر الأساسي من إيران القوية والمعترف بدورها في الموقعين الإقليمي والدولي، كما أن هناك ممارسات لا تحصى حصلت بين الحرب العراقية - الإيرانية والموقف من الملف النووي، وأدت دورا تدميريا وإجراميا وتآمريا مثل مجزرة بئر العبد التي فضح الأميركيون أنفسهم بالتمويل السعودي لها، وصولا إلى الدور التآمري في حرب تموز عام 2006". وأشار إلى أن "البعض يحاول أن يغطي مواقفه التقسيمية والمذهبية بغطاء العروبة القبائلية التي قدمت نموذجا سيئا وغير حضاري عن العرب في سياستهم وإنجازاتهم ونماذج الحكم لديهم، وفي المقابل نحن مع العروبة الحضارية والوحدوية والتكاملية التي تحترم إرادة الشعوب العربية وتقف إلى جانب فلسطين وتستعيد الصورة المشرقة لمجتمعاتنا، وليس عروبة الرمال والقبائل المذهبية والاقتصاد الريعي والفساد الأسطوري والارتهان للغرب".

 

 رعد: للسياسة الاميركية ادوات في منطقتنا وهي سر الفوضى والتخلف والضعف في منطقتنا

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - إعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "أن الخطر الرئيسي الذي يتهدد سياسات الهيمنة الأمريكية في منطقتنا هي الصواريخ الباليستية الإيرانية وقوة حزب الله وقدرته المتنامية في لبنان، لو كنا ننزلق في الدهاليز والزواريب والخلافات الجزئية المفتعلة التي يريد الآخرون أن يضعوها في طريقنا لما كنا اليوم نشكل خطرا على سياسات الهيمنة الأمريكية في العالم وفي منطقتنا وفي لبنان". وأضاف في احتفال تابيني في كفرصير النبطية، في حضور النواب عبد اللطيف الزين، هاني قبيسي، ياسين جابر: "نحن نعرف أن للسياسة الأمريكية أدوات في منطقتنا، وهذه الأدوات تمثل خطرا مباشرا على الإنسانية وعلى مجتمعاتنا في المنطقة، هذه الأدوات هي سر الفوضى والتخلف والضعف في منطقتنا، هذه الأدوات التي تسلطت على رقاب أمتنا طوال عشرات السنين ضيعت قضية فلسطين وشتتت الشعب الفسطيني، وبعد سبعين عاما من إدعاء الصراع مع العدو الإسرائيلي هي تنسق مع هذا العدو وتخطط وتشاركه في بعض غرف عمليات عدوانها على بعض دول المنطقة، هذه الأدوات هي التي حالت دون تطوير دولنا ومجتمعاتنا لأنها كمَّت الأفواه ومنعت أي شخص من أن يعترض أو ينتقد سياستها. وختم قائلا: "المقصلة جاهزة والإعدام مبرم متخذ بمفعول رجعي، هذه الأدوات هي التي تشن حربا ضروسا على حركة التطوير وحركة الإستقلال والسيادة الحقيقية النامية في منطقتنا".

 

نواف الموسوي: لا يمكن أن يكون لبنان جزءا من حلف سعودي في مواجهة إيران

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "الوطن الحبيب ما زال في عين الاستهداف الصهيوني على الرغم من تحرير معظم أجزائه بدماء المقاومين وصمود أهاليه، ولولا جاهزية المقاومة والقدرات والخبرات التي راكمتها، لكان بلدنا مرة أخرى ساحة لعدوان صهيوني مجرم، وما زلنا الآن في عمق المواجهة التي فرضتها القوى الاستكبارية علينا، وهي تستخدم أنظمة في المنطقة من أجل تحقيق أهدافها، وقد بدأت هذه الحملة بمحاولة إسقاط الدولة في سوريا من خلال خوض حرب هي أقرب إلى المجزرة البشرية التي تتكرر يوما بعد يوم".

وقال خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة عيتيت الجنوبية: "لما وقفنا في وجه هذه الحملة الدولية التي استهدفت الدولة السورية بمعونة أنظمة عربية، عمد العدو إلى فتح جبهات أخرى من أجل تشتيت الجهد المقاوم، في محاولة لتحقيق انتصار، فبعد سوريا اتجه العدوان إلى اليمن، الذي وإن تم بأيدي النظام السعودي، إلا أنه يأتي ضمن المشروع الأميركي الغربي، فالأسلحة التي تستخدم لقتل الشعب اليمني، هي أسلحة أميركية وفرنسية وبريطانية وألمانية، بل إن الضباط الغربيين يشاركون في غرف عمليات العدوان على اليمن، لذلك إذا أردنا أن نشخص الواقع الحالي، نقول إن الصراعات التي تدور في المنطقة إنما يقف خلفها الاستكبار الأميركي والحكومات الغربية التي لم تنفك عن محاولة تشكيل هذه المنطقة بما يؤمن تحقيق مصالحهم بعيدا عن مصالح شعوبها وأهلها، وقد وجدت الحكومات الغربية في بعض أنظمة المنطقة وعلى رأسها النظام السعودي خير أداة للعدوان على العرب والمسلمين".

أضاف: "الكيان السعودي لم ينشأ أصلا إلا على أيدي المخابرات البريطانية، ومن ثم تابعت المخابرات الأميركية رعايته، بل هو نشأ أصلا ليكون أداة لقهر العرب والمسلمين، وإذا استعدنا تاريخ الكيان السعودي، لوجدنا أن كل مصيبة نزلت بساحة العرب كان للنظام السعودي النصيب الأساسي في وقوعها واستمرارها، وعندما أطلَّ زعيم عربي ألا وهو الرئيس جمال عبدالناصر، كانت الأدوات التي استخدمتها الولايات المتحدة الأميركية لضرب نهضته تنحصر في جهتين، الجهة الأولى تكمن في النظام السعودي الذي سخر أمواله الطائلة في مواجهة الرئيس عبدالناصر وحلفائه من الجزائر إلى لبنان، والجهة الأخرى التي استخدمت تكمن في النظام الصهيوني بمؤازرة كاملة من الحكومات الغربية التي بدت في أكثر من مناسبة، ولا سيما عام 1956 إذ كانت بطريقة مباشرة، وعام 1967 كانت بطريقة المداورة".

وتابع: "النظام السعودي هو أساس البلاء الذي يحول دون اجتماع العرب على موقف يستعيد قضاياهم، أو يستعيدوا هم النضال من أجلها، بحيث لا يمكن تحقيق تقدم للعرب في الصراعات التي فرضت عليهم وفي طليعتها الصراع مع العدو الصهيوني، فالنظام السعودي الذي فتت جبهات مقاومة العدو الصهيوني، والذي ما انفك عن إقامة أحلاف شبه معلنة مع العدو الصهيوني، فتح جرحا آخر في جسد الأمة، وهو هذا العدوان المجرم والوحشي على الشعب اليمني، إلا أن النظام السعودي ولأنه يمتلك معظم وسائل الإعلام، ولأن حليفه الصهيوني يمتلك وسائل إعلام غربية، نجد أن المأساة اليمنية تحجب، ففي كل يوم يرتكب هذا النظام السعودي ومرتزقته والقوات المتحالفة معه مجازر بحق المدنيين اليمنيين، فضلا عما دمرته هذه الحرب من مقومات الدولة والمجتمع في اليمن، ونحن نتحدث عن تدمير جميع المنشآت الحيوية اليمنية، وعن شهداء مدنيين فاق عددهم 8000 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وعن 15000 ألف جريح، وعن 1.2 مليون مهجر يمني، وعن مئات الآلاف من الوحدات السكنية التي دمرت، وعن الأسلحة المحرمة دوليا التي تستخدم ضد الشعب اليمني، بل وتطلق على العاصمة صنعاء التي قصفت منذ أيام بالقنابل العنقودية، فهذه هي السياسة السعودية التي لم يستطع مراقبوا السياسة في العالم بما فيهم أقلام غربية إلا أن يصفوها بأنها سياسة الطيش والتهور، وهنا من غير المقبول على الإطلاق تزييف حقيقة الأزمات التي تنشب في المنطقة وسببها هو السياسة السعودية المتهورة والطائشة والعدوانية".

وقال: "إن سبب التأزم والحروب والاحتقان هو سياسة الحروب التي ينتهجها النظام السعودي على الصعد كافة، سواء الحربي منها أو المدني، وما أجواء الفتنة التي تبث في أنحاء العالم الإسلامي والعربي إلا بفعل سياسة إثارة الأحقاد التي تقوم بها وسائل إعلام تتبع للنظام السعودي، وإن من يثير الفتنة في العالم الإسلامي بأسره اليوم هو السياسة الوهابية، وإذا فتشنا عن الجرائم التي ترتكب في بنغلادش وباكستان ونيجيريا واليمن وسوريا والعراق، بل المجازر التي ترتكب في عواصم أوروبية، لوجدنا أن رأس خيطها الأساسي ينتهي عند النظام السعودي، وذلك إما بسبب التبشير بالفكر التكفيري الذي ولد شخصيات هي عبارة عن قنابل موقتة، أو بسبب الدعم اللوجستي والمالي والتسليحي الذي يقدم للمجموعات الإرهابية التكفيرية التي تنشط في العالم بأسره، وهذه هي حقيقة الأزمات، إذا فإن سبب التوتر الذي يسود العالم الآن هو السياسة السعودية بطيشها وعدوانيتها وتهورها، ولبنان ومن هنا فإنه لا يمكن لعاقل أن يقبل للبنان أن يكون ملحقا بالسياسة السعودية الطائشة والمتهورة والعدوانية، وإذا أريد لهذا البلد أن يكون له دور ينسجم مع طبيعته التعددية ومع مصالحه الوطنية، فيجب أن يكون دور الداعي إلى تحقيق الوفاق بين مكونات المنطقة، لا أن يكون مجرد صفر يضاف إلى الرقم السعودي العدواني".

أضاف: "لا نقبل بالطرح الذي يقول به البعض في لبنان إن على دولتنا أن تكون جزءا من الحلف السعودي، فنحن نرفض بشدة وبوضوح انضواء لبنان إلى الحلف السعودي العدواني، بل إن موقفنا هو مواجهة العدوان وإحباط وإفشال مشروعه سواء كان في الفتنة أو في فرض الهيمنة الأجنبية على المنطقة، ولذلك نسأل أي مصلحة للبنان أن يأخذ جانب النظام السعودي الذي وعد اللبنانيين بتقديم هبات لتسليح جيشه، مرة بثلاثة مليارات، ومرة أخرى بمليار، وكانت النتيجة على لسان وزارة الداخلية نفسها أن الهبات تبخرت وغير موجودة، وأي مصلحة في أن نعادي صديقا تاريخيا للبنان هو جمهورية إيران الإسلامية التي تربطنا بها علاقات قربى على مستوى الأسرة والعائلة، وعلاقات تاريخية تمتد إلى ذلك التاريخ الذي كان فيه علماء جبل عامل هم النخبة الفكرية والعلمية التي تقود إيران في ذلك العهد، وأي مصلحة في أن نستعدي دولة لم نجد غيرها يقف إلى جانبنا أوقات الأزمات، وهل وجد الشعب الفلسطيني من يقف إلى جانب مقاومته غير جمهورية إيران الإسلامية، وماذا فعل النظام السعودي للشعب الفلسطيني الذي لا يزال محاصرا حتى الآن، ولا يجد بندقية للمواجهة، فتعمد فتياته وفتيانه إلى استلال سكاكينهم ومقصاتهم للتعبير عن إرادتهم في مقاومة المحتل ورفض الخضوع له، في حين أن عشرات المليارات من الدولارات قد صرفت على أسلحة أعطيت للمجموعات الإرهابية التي تقتل الشعب السوري، وعلى الطائرات والأسلحة التي تفتك بالشعب اليمني، وعلى المجموعات الانتحارية التكفيرية التي تقتل الشعب العراقي، وهكذا في البلدان التي تشهد الموجات الإرهابية التكفيرية التي أساسها الفكر الوهابي السعودي".

وتابع: "إننا في لبنان حين تعرضنا للاحتلال الصهيوني لم نجد بجانبنا من يقف إلى جانب قوتنا وموقفنا وإرادتنا سوى الجمهورية العربية السورية بقيادة الرئيس حافظ الأسد أولا ثم الرئيس بشار الأسد ثانيا، ولم نجد أيضا إلا جمهورية إيران الإسلامية بقيادة الإمام الخميني "قده" والإمام الخامنئي "حفظه الله"، ولا زالت الجمهورية الإسلامية حاضرة إلى جانب اللبنانيين في محناتهم وأزماتهم، في حين أن كل ما يفعله النظام السعودي هو تقديم الدعم لمجموعات تعيث في لبنان فسادا، وتنشر الحقد الطائفي والمذهبي، وتمول مجموعات سياسية ليس لها من هدف سوى تصديع صفوف اللبنانيين، وحتى إذا وجدت أن مجموعتين التقيتا أو توافقتا، فإنها تبذل الجهد من أجل تشتيتهما وتفريقهما. إيران هي حليف وصديق ولا يمكن للبنان أن يكون جزءا من حلف سعودي في مواجهة إيران، ولذلك فإن الحملة المبرمجة التي تشنها الأوركسترا السعودية في لبنان بالأصوات المعروفة، والتي تحاول استهداف وزير الخارجية بعينه جبران باسيل، هي حملة لن يكتب لها النجاح، لأن ما يقوم به وزير الخارجية هو من وجهة نظرنا الحد الأدنى الذي يحقق الوحدة بين اللبنانيين، ويحفظ مصالحهم، وأما لو أردنا أن نفرض إرادتنا وموقفنا كما يحاولون أن يفرضوا موقفهم، لقلنا يجب أن نقف في مواجهة النظام السعودي العدواني، ولكن ولأننا نعرف أن لبنان التعددي لا بد من أن تجد مكوناته فيما بينها حدا أدنى للتفاهم، قبلنا بالموقف الذي لا يجعل لبنان ملحقا بأي حلف، وألا يفقد لبنان أيا من صداقاته، وهنا نذكر مرة أخرى، أنه في ظل عدم وجود مال لدى الدولة لتسليح الجيش، وعلى ما يبدو أيضا أن البعض غير قادر على جلب سلاح لهذا الجيش، فإن جمهورية إيران الإسلامية قد عرضت تقديم هبات ومساعدات عسكرية، فهل تغلقون الباب الإيراني، وتتركون الباب السعودي الذي لا يأتي منه إلا ريح السموم مشرعا؟" وختم الموسوي: "في السابق كانت حجتكم أن إيران تحت الحصار، ولكنها اليوم بات العالم والحكومات الغربية يتسابقون إلى خطب ودها، ففي الوقت الذي ينفتح فيه العالم كله على إيران، تريدنا السياسة السعودية أن نعادي جمهورية إيران الإسلامية، وأن نكون جزءا من حلف لم يحصد إلا الخيبة، وتستخدمه الإدارة الأميركية لابتزاز إيران، ولممارسة الضغط عليها في التفاوض الذي هو معبر عن الصراع الذي سيبقى على الرغم من الاتفاقات أو التسويات التي تعقد، فمن هنا ندعو الجميع إلى وقف حملاتهم لأنها ستكون بلا طائل، ولن تؤدي سوى إلى توتير الشارع اللبناني، فلأننا لن نقبل لأحد بأن يفرض سياسته على لبنان، ولأننا لن نقبل من السعودية أن تجعل من لبنان مزرعة لها أو إمارة ملحقة بها، نقول توقفوا عن محاولة هز الوفاق اللبناني في حده الأدنى".

 

الشاب: الواقع الخطير يتطلب تعزيز دعم الجيش من خلال الحوار

الأحد 24 كانون الثاني 2016/وطنية - شدد النائب باسم الشاب على "ضرورة دعم المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الدقيقة وعدم التشكيك بها، فمن الطبيعي ان لا تنجح كل العمليات العسكرية بنسب عالية إنما الجيش يحتاج لدعم معنوي أمام الواقع الخطير". وفي حديث لبرنامج "لقاء الأحد" عبر "صوت لبنان 93,3"، رأى "ان الواقع الخطير اليوم يتطلب تعزيز دعم الجيش اللبناني من خلال الحوار بين جميع اللبنانيين لما يؤمن من تماسك ووحدة وطنية"، لافتا الى "ان بعض الذين انتقدوا الحوار خفتت أصواتهم بعدما خفف هذا التواصل من الاحتقان على الساحة المحلية، وبات الوضع في لبنان أكثر تحصينا مما كان عليه منذ ستة أشهر"، وشدد على "وجوب إعادة تكوين السلطة عبر انتخاب رئيس للجمهورية". وتحدث عن عرقلة في بعض القرارات داخل الحكومة، وقال: "ان مجلس الوزراء ادار البلد بشكل جيد، واتخذ قرارات صعبة في ظل ظروف دقيقة".

 

الرلئيس الجميل عرض التطورات مع سفير الإمارات ونيك رحال

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في مقره في سرايا بكفيا  سفير الإمارات  في لبنان حمد بن سعيد الشامسي وتم خلال اللقاء البحث في العلاقات اللبنانية الإماراتية وضرورة انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن واستعداد الإمارات لدعم لبنان  في كل المضامين الإنمائية.

رحال

واستقبل الرئيس الجميّل عضو الكونغرس الأميركي السابق نيك رحال وكان بحث في التطورات في لبنان والمنطقة. بعد اللقاء، قال رحال: "إنها زيارة صداقة للرئيس الجميل عرضنا خلالها الأوضاع في لبنان وما يحدث في هذه الفترة الدقيقة من تاريخ هذا البلد، واستطلعنا آفاق المستقبل وتناولنا العلاقات الأميركية اللبنانية القوية والمتينة". وقال ردا على سؤال عن الشغور الرئاسي: "يعود للبنانيين ان يقرروا من سيكون الرئيس وعليهم ان يعملوا سويا لانتخاب الرئيس وهذا ما يساهم في تلافي مخاطر تردي الأوضاع، فعدم انتخاب رئيس يجعل الأمور أكثر خطورة وتعقيدا، ونشدد على ضرورة ان يكون للبنان مؤسسات قوية، وأنا واثق من أن اللبنانيين سيجتمعون سويا ويتفقون على رئيس لهم".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير يقول لا وساطة مع إيران ما لم تغير سياساتها العدوانية وكيري أكد متانة التحالف والعلاقات الصلبة مع السعودية بعد الاتفاق النووي

المنامة، الرياض – وكالات:25/01/16/ نفى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، وجود وساطة باكستانية بين المملكة العربية السعودية وإيران، مشدداً على أنه لن تكون هناك أي وساطة بين البلدين ما لم تتجاوب طهران وتغير سياساتها العدوانية تجاه الدول العربية. وفي تصريحات إلى الصحافيين على هامش مشاركته في الدورة الاولى للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي – الهندي، الذي عقد في المنامة أمس، قال الجبير ان وضع العلاقات السعودية – الايرانية لا يحتاج لوساطة مشدداً على ان بلاده تعرف موقفها جيداً فيما تعرب إيران ما هو مطلوب منها. وكشف عن أن بعض الدول عرضت الوساطة ونقل الافكار بين الرياض وطهران، لكنه شدد على أن ايران تعرف ما هو مطلوب منها، و»لن تكون هناك وساطة مالم تتجاوب ايران». وأكد أن «ايران وعلى مدى اكثر من 35 سنة اتبعت سياسية عدوانية تجاه العالم العربي تمثلت في تدخلاتها في شؤون الدول العربية وزرع الفتنة الطائفية ودعم الارهاب»، مشيراً إلى وجود أدلة قاطعة وعدة تثبت ذلك.  ولفت إلى أنها «مدرجة على قائمة الدول الراعية للارهاب من قبل الامم المتحدة ودول عدة وليس من قبل السعودية فقط»، مؤكداً أن «ايران يوجد فيها مؤسسات حكومية مصنفه كمنظمات ارهابية، كما أن هناك مسؤولين ايرانيين في المؤسسات الامنية مطلوبون بسبب تورطهم في الارهاب». واعتبر الجبير أن «الصورة واضحة وأن على ايران تغيير سياستها ومنهجها وأن تتعامل مع جيرانها بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الاخرين لكي يكون الطريق مفتوحا لبناء افضل العلاقات بين ايران وجيرانها». أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن علاقات السعودية وواشنطن في أقوى حالاتها، مؤكدا أن البلدين سيعملان معا لإنهاء الحرب في سوريا واليمن. وفي ختام زيارته للرياض، أمس، شدد كيري على أن علاقة الصداقة بين السعودية والولايات المتحدة لم تتأثر بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، بل إن التعاون والصداقة تعمقا أكثر في المجالات كافة. وقال للصحافيين في سفارة بلاده بالرياض «يقول الناس حسنا الولايات المتحدة لن تجمعها العلاقة القديمة نفسها مع المملكة العربية السعودية واصدقائها الآخرين في الخليج. ربما الاتفاق مع ايران بدل الامور بعض الشيء، وثمة الآن اصطفاف اقليمي جديد». واضاف «لدينا علاقة صلبة، تحالف واضح، صداقة قوية، كما عهدنا دوما مع المملكة العربية السعودية. لا شيء تغير لأننا عملنا على إلغاء سلاح نووي مع بلد في المنطقة»، في اشارة الى ايران. وكان كيري قال اول من امس «سنواصل العمل في المنطقة مع اصدقائنا وحلفائنا … سنواصل القيام بالامور التي تساعد في توفير الاستقرار والازدهار لهذه المنطقة. لا احد يبحث عن نزاع. نتطلع الى حل النزاع». وجاءت زيارة كيري الرياض في إطار طمأنة دول الخليج من اي احتمال تقارب بين واشنطن وطهران في اعقاب الاتفاق بشأن الملف النووي، الذي دخل حيز التنفيذ الشهر الجاري. والتقى وزير الخارجية الأميركي، أول من أمس، خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان، ونظيره السعودي عادل الجبير ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.

 

العقل المدبر لاقتحام السفارة السعودية زعيم ميليشيا قاتل مع «الحرس الثوري» في سورية

السياسة/25/01/16/أعلن النائب في مجلس الشورى الإيراني عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية محمد رضا محسني ثاني أن السلطات ألقت القبض على العقل المدبر لعملية اقتحام السفارة السعودية في طهران، وهو حسن رد ميهن، الذي قاتل في صفوف «الحرس الثوري» في سورية. ونقلت وكالة «إيلنا» الإيرانية، عن محسني ثاني قوله إن «ميهن اعتقل فور دخوله إيران في المطار»، فيما أشار مساعد شؤون الإستخبارات في وزارة الداخلية اللواء حسين ذو الفقاري الخميس الماضي، إلى أن ميهن اعتقل خارج البلد وتم جلبه إلى الداخل ويخضع للتحقيق. وأضافت الوكالة إن كرد ميهن كان يترأس ميليشيات «أنصار حزب الله» بمدينة كرج، جنوب غرب طهران، ثم أسس مجموعة أخرى جنوب العاصمة، وكان من منظمي الحملة الانتخابية لعمدة طهران الحالي اللواء محمد باقر قاليباف، الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية العام 2013. وأوضحت أن هناك أشخاصاً آخرين تم اعتقالهم بتهمة التورط في اقتحام سفارة السعودية، بينهم صديق ميهن المقرب سيد أمير حسيني. وذكر موقع «العربية نت» الإخباري، أن كرد ميهن يرأس مؤسسة «نور معرفت» وتسع مؤسسات أخرى مقربة من شخصيات نافذة في النظام الايراني، كما أنه كان مدرباً لرياضة الجودو، وله صور منشورة أثناء تدريبات مشتركة بين فريقين، إيراني وسوري. وأضاف إنه يظهر كذلك خطيباً في المساجد والحسينيات، كما أن هناك موقعاً إلكترونياً شخصياً باسمه تم حجبه من قبل السلطات على ما يبدو، مشيرة إلى أنه كان يحظى بالدعم المالي واللوجستي، كما تحظى بذلك سائر مجاميع «أنصار حزب الله»، التي تأسست العام 1995، وهي مجاميع من المتطرفين تحصل على التمويل والدعم من قبل بعض قادة «الحرس الثوري» ومسؤولين كبار في النظام الإيراني. وكان المرشد الأعلى علي خامنئي رفض الأربعاء الماضي، توجيه أصابع الاتهام إلى من وصفهم بـ»أبناء الثورة وشباب حزب الله المؤمن» السائرين على نهجه، في التورط باقتحام السفارة السعودية في طهران، في محاولة لإبعاد الشبهة عن «أنصار حزب الله»، ما يعني إفلات المتورطين الحقيقيين من العقاب. وكانت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية، أكدت أن حسن كرد ميهن رجل دين مقرب من «جماعة الشيرازي»، نسبة إلى المرجع الديني المتطرف صادق الشيرازي، الذي يدعم الحركات الشيعية المتطرفة في الدول العربية. وكان كرد ميهن دافع في تصريحات له بشدة، عن عملية اقتحام وحرق السفارة السعودية، معتبراً أنها «عملية ثورية قام بها شباب ثوريون». ومازال التخبط سيد الموقف الرسمي الإيراني بشأن قضية الاعتداء على السفارة السعودية، خصوصاً بعد موجة الإدانات الدولية والمقاطعة الديبلوماسية العربية مع طهران والضغوط المتواصلة عليها. على صعيد متصل، اعتقلت إيران نحو 100 شخص على خلفية الهجوم على السفارة السعودية.وقال المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين محسني ايجائي أمس، إنه «منذ الهجوم تم اعتقال نحو 100 شخص، أفرج عن بعضهم»، مضيفاً إن «جميع السلطات دانت الهجوم على السفارة واتخذت إجراءات عاجلة وجدية». وأشار إلى أن شخصاً اعتقل في الخارج، وأعيد إلى إيران، مضيفاً إن ذلك الشخص «أصدر أوامر إلى أفراد معينين بدخول السفارة».

 

الخارجية العراقية تستدعي السفير السعودي لانتقاده الميليشيات

25/01/16/بغداد – وكالات: أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أمس، أنها استدعت السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان لإبلاغه احتجاجا رسمياً بخصوص تصريحاته الاعلامية التي اعتبرت «تدخلاً في الشأن الداخلي العراقي». وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال في بيان إن الخارجية استدعت السفير السعودي لإبلاغه «احتجاجها الرسمي بخصوص تصريحاته الاعلامية التي مثلت تدخلا في الشأن الداخلي العراقي، وخروجا عن لياقات التمثيل الدبلوماسي، والحديث بمعلومات غير صحيحة». واضاف أن تعرض السفير «لتشكيلات الحشد الشعبي التي تقاتل الارهاب وتدافع عن سيادة البلد … إضافة الى ابداء رأيه للإعلام بما يتعلق بطبيعة المواقف السياسية لبعض مكونات الشعب العراقي، يعدان خروجاً عن دور السفير وتجاوزاً غير مسموح به للأعراف الديبلوماسية». وكان السفير السعودي قال في حديث مع قناة «السومرية» التلفزيونية، مساء أول من أمس، إن «مشاركة مقاتلين مدعومين من إيران في قتال داعش يفاقم الطائفية في العراق»، في إشارة إلى ميليشيات «الحشد» الشعبي.

 

قيادي في «التيار الصدري»: إيران تسحب مقاتليها من العراق إلى سورية بفعل التعزيزات الأميركية ونتيجة تراجع نفوذها لصالح النفوذ الروسي

السياسة/25/01/16/بغداد – باسل محمد/كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لـ»السياسة» أن المئات من عناصر «الحرس الثوري» الإيراني الذين كانوا يساندون قوات «الحشد» العراقية المؤلفة من فصائل شيعية مسلحة بدأوا بالأنسحاب من العراق والتوجه الى سورية. وأوضح أن القرار الإيراني مرتبط بشكل أساسي بتعزيز التواجد العسكري للولايات المتحدة التي أرسلت المزيد من قواتها الخاصة وعسكرييها وخبرائها لتدريب القوات العراقية، سيما قوات الشرطة المعنية بمسك الأرض بعد تحريرها من سيطرة تنظيم «داعش»، مضيفاً ان تراجع دور قوات «الحشد» الشيعية ومنعها من المشاركة في عملية تحرير مدينة الرمادي، نهاية العام الماضي، ورفض السنة والأكراد مشاركتها في تحرير مدينة الموصل، شمال العراق، ساهم في بلورة التوجه الإيراني لنقل مقاتلي «الحرس الثوري» الى سورية. وأكد القيادي لـ»السياسة» أن من بين الأسباب الرئيسية التي استدعت انسحاب المقاتلين الإيرانيين من العراق إلى سورية هو تراجع قوات نظام بشار الأسد في بعض جبهات القتال ومن أجل دعم العملية الهجومية لهذه القوات المدعومة بغارات روسية مكثفة. وبحسب رؤية القيادي في التيار الصدري، فإن هذه الخطوة تعكس القلق المتزايد للنظام الإيراني من تنامي النفوذ العسكري الروسي في سورية، حيث أن الإيرانيين كانوا يعتبرون أنفسهم اللاعب الأول في سورية على مستوى النفوذ والتأثير فيما تراجع نفوذهم حالياً لصالح النفوذ الروسي، بفعل التدخل العسكري لموسكو في نهاية سبتمبر من العام الماضي. وأكد القيادي أن طهران تخشى تجاوز دورها في أي حل سياسي لإنهاء الحرب في سورية، ولذلك تريد تعزيز تواجدها العسكري لأنها تخشى أن يكون ثمن أي تسوية سياسية هو إخراجها من سورية، مشيراً الى أن المسؤولين الإيرانيين لديهم شكوك بشأن صفقة روسية – أميركية محتملة أو تفاهم بين أطراف داخل نظام الأسد وبين موسكو على صيغة حل سياسي على حساب طهران. كما أن تعزيز التواجد العسكري في سورية يهدف للتأثير على مسار الحل السياسي ودعم تيار في نظام الأسد يميل إلى النفوذ الإيراني أكثر من النفوذ الروسي. وحذر القيادي من أن نقل المزيد من العسكريين الإيرانيين الى سورية ربما يعرقل التوصل الى تسوية سياسية أو يجعل من الصعب على المعارضة السورية أن تقبل بتسوية في ظل وجود المزيد من القوات العسكرية الإيرانية ومن حلفائها سيما مقاتلي «حزب الله» اللبناني داخل سورية. ووفق معلومات القيادي الصدري، فإن بعض القيادات العراقية الشيعية نصحت ايران بإخراج مقاتليها من سورية لإعطاء دفعة قوية لأي تسوية سياسية، ولإفساح المجال أمام المجتمع الدولي لتقديم المزيد من الدعم في مواجهة تنظيم «داعش». ووصف قرار ايران بنقل جنودها من العراق الى سورية بأنه قرار خاطىء، لأن كل القوات الأجنبية سيما القوات الأيرانية سيتم إخراجها من سورية بموجب أي حل سياسي، محذراً من أن طهران تنوي الدخول في صراع نفوذ في سورية مع الولايات المتحدة وروسيا، كما حصل في العراق عندما دخلت في صراع نفوذ مع الأميركيين ودفع العراقيون ثمناً من استقرارهم وأمنهم جراء هذا الصراع، ولذلك على ايران أن لا تفعل الشيء نفسه في سورية.

 

قوات النظام السوري تسيطر على آخر معاقل المعارضة بريف اللاذقية بقيادة ضباط من الجيش الروسي

25/01/16/دمشق – وكالات: سيطر الجيش السوري بقيادة ضباط روس، أمس، على بلدة الربيعة، آخر معقل ستراتيجي للمعارضة المسلحة في محافظة اللاذقية الساحلية. وذكر التلفزيون السوري نقلا عن مصدر عسكري، أن «وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تحكم سيطرتها على بلدة الربيعة»، التي كانت تخضع منذ العام 2012 لسيطرة فصائل معارضة عدة، بينها تركمان سوريون بالإضافة إلى «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة». وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن السيطرة على الربيعة، جاءت بعد تقدم مسبق لقوات النظام التي حاصرت البلدة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إنه «خلال الـ48 ساعة الماضية، حاصرت قوات النظام بلدة الربيعة من ثلاث جهات الجنوبية والغربية والشمالية، بعدما سيطرت على 20 قرية». وأشار عبد الرحمن إلى أن مسؤولين كبار في الجيش الروسي أشرفوا على معركة الربيعة، مضيفاً إن «الطائرات الروسية لعبت دوراً أساسيا في المعركة».

ولفت إلى أنه بالسيطرة على الربيعة، تضيق القوات الحكومية الخناق على طرق إمداد المتمردين عبر الحدود التركية إلى الشمال، مشيراً إلى أن الربيعة أهم قاعدة في منطقة جبل التركمان باللاذقية التي تقع على الحدود مع تركيا. وأكد أن الربيعة «ثاني أهم معقل للمقاتلين في ريف اللاذقية الشمالي»، بعد سلمى التي استعادتها قوات الرئيس بشار الأسد في 12 يناير الجاري، محققة أكبر مكسب لها منذ تدخل روسيا في الحرب في سبتمبر الماضي. إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، أن 63 قتيلاً، بينهم تسعة أطفال سقطوا في ضربات جوية يعتقد أن طائرات روسية نفذتها أول من أمس، في بلدة شرق سورية.

وطالت الغارات على بلدة خشام قرب مدينة دير الزور، أول من أمس، في إطار سلسلة الضربات الجوية شملت بلدتين أخريين ومناطق أخرى خلال 48 ساعة ما أسفر عن مقتل العشرات. وذكر المرصد أن المقاتلات قصفت خلال اليومين الماضيين كذلك الرقة التي أعلنها «داعش» عاصمة له، ما أسفر عن مقتل 44 شخصاً في المدينة وارتفع عدد القتلى أول من أمس، بعد وفاة عدد من الجرحى متأثرين باصاباتهم.

 

الأردن: مقتل 12 حاولوا اجتياز الحدود من سورية

25/01/16/عمان – أ ف ب: أعلن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن قوات حرس الحدود قتلت 12 شخصاً حاولوا اجتياز حدود المملكة، آتين من سورية. وقال إن المراقبات الأمامية لقوات حرس الحدود على الواجهة الشمالية، شاهدت أول من أمس، 36 شخصاً، منهم من يحمل السلاح ومنهم من يحمل مواد لم تعرف ماهيتها، يحاولون اجتياز الحدود من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، مضيفاً أنه «تم تطبيق قواعد الاشتباك وباستخدام الأسلحة المتوافرة كافة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة عدد آخر، فيما لاذ الباقون بالفرار إلى الداخل السوري». وأوضح أنه «تم ضبط ما مجموعه مليونان و145 ألف حبة مخدر تم تحويلها إلى الجهات المختصة»، مؤكداً أن «القوات المسلحة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني».

 

عباس: لن نوقع اتفاق سلام مع إسرائيل إلا بعد إجراء استفتاء شعبي

25/01/16/القدس – وكالات: أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنه لن يتم التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل لإنهاء الصراع إلا بعد إجراء استفتاء شعبي للفلسطينيين في الداخل والخارج وموافقتهم عليه. وذكر عباس، خلال استقباله بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية، أن هناك 20 اتفاقية مع إسرائيل، ولن يستمر الفلسطينيون في تنفيذها وحدهم. وأشار عباس إلى أن التنسيق الأمني مع اسرائيل مستمر على الرغم من مطالبة العديد من الفصائل الفلسطينية بوقفه، قائلاً عباس إن «التنسيق الأمني قائم، حتى هذه اللحظة نقوم بواجبنا على أكمل وجه، نعم نمنع أي عمل يحدث هنا أو هناك». وأوضح أن «مهمة الأمن أن يمنع أو يحول دون اضطراب حول الامن، يعني أي أحد يحاول العمل ضد الامن، متفجرات، سلاح، خلايا، يلقى القبض عليه». ودافع عباس عن منع الأجهزة الامنية في بعض الاحيان المتظاهرين من الوصول الى أماكن الاحتكاك مع القوات الاسرائيلية أو اعتقال اشخاص، مشيراً إلى أن الأجهزة الامنية تريد حماية الفلسطينيين وحماية البلد. ولفت إلى أن «الأجهزة الامنية تقوم بواجبها بأوامر مني، أنا لا أسمح لأحد أن يجرني الى معركة لا أريدها»، مركداً أنه لا يريد خوض معركة عسكرية. وأضاف عباس «إننا مع الهبة الشعبية، ونحن متفقين عليها المقاومة الشعبية السلمية».

وردا على ما يثار بشأن قضية تعيين نائب له، أوضح عباس أن هذا الموضوع قيد البحث والنقاش. ميدانياً، أعلنت الشرطة الاسرائيلية، أن حارساً اسرائيلياً لمستوطنة يهودية في الضفة الغربية قتل أول من أمس، طفلة فلسطينية. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري، في بيان، ان «فلسطينية تحمل سكينا ركضت باتجاه الحارس الامني المدني في (مستوطنة) اناتوت»، مضيفة إن «الحارس اطلق النار واصابها ثم اعلن الاطباء وفاتها». وذكرت الشرطة أن التحقيق كشف أن رقية أبو عيد (13 عاماً)، غادرت منزلها في قرية عناتا الملاصقة لمدينة القدس، بنية الانتحار بعد خلاف مع عائلتها، مضيفة أنها «كانت تحمل سكينا وتريد أن تموت». كما استشهد شاب فلسطيني يدعى محمد نبيل حلبية (17 عاما) على مدخل معسكر لجيش الاحتلال في بلدة أبوديس شرق القدس المحتلة. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أن قوات الاحتلال منعت طواقمه من الوصول للمصاب وقت الحادث، بحجة فحصه من قبل خبير بالمتفجرات. ولفتت إلى أنه ظل ملقى على الأرض لنحو ساعتين قبل أن تتمكن الطواقم الطبية الفلسطينية من استلامه ونقله إلى مركز طبي في البلدة. وكانت مصادر صحافية إسرائيلية زعمت أن حلبية كان يحمل عبوة انفجرت فيه خلال محاولته إلقائها تجاه المعسكر ما تسبب ببتر إحدى ساقيه. إلى ذلك، اعتقل الجيش الإسرائيلي، أمس، ستة فلسطينيين، بينهم خمسة ينتمون لحركة «حماس»، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وقال قيادي في الحركة، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن بين المعتقلين النائب في المجلس التشريعي عن «حماس» حاتم قفيشه، والوزير السابق عيسى الجعبري. وأضاف إن مجهولين أحرقوا سيارة النائب في المجلس التشريعي حاتم قفيشه قبل اعتقاله، مطالباً «السلطة الفلسطينية بالكشف عن العملاء الذين أحرقوا السيارة».

 

احتجاجات للأحوازيين في لندن ضد القمع الإيراني

25/01/16/احتجاجا على الممارسات التي ينتهجها النظام الإيراني ضد العرب الأحواز نظم نشطاء جبهة الأحواز الديمقراطية، تظاهرة أمام السفارة الإيرانية في لندن أمس. وحمل المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات تندد بالنظام الإيراني وممارساته، كما نددت التظاهرة بالإعدامات والاعتقالات العشوائية وسياسة التهجير القسري وتوسيع الاستيطان التي تنتهجها إيران.ويصر العرب الذين يشكلون، حسب مراكز الدراسات الأحوازية 10في المئة من مجمل سكان إيران البالغ عددهم 75 مليون نسمة، ويعتنقون المذهبين السني والشيعي، على الاستقلال واستعادة الدولة التي أفلت عام 1925 إثر الغزو الفارسي. ووفقا للناشطين العرب في إيران، فإن الشاه رضا بهلوي عمد عام 1925 إلى احتلال ما كان يعرف بإمارة المحمرة أو عربستان، حسب ما كانت تعرف في الوثائق الدولية، والتي كانت تتمتع بالحماية البريطانية وترتبط معها بمعاهدات. إلا أن المتغيرات التي شهدتها الساحة الدولية عقب الحرب العالمية الأولى دفعت بريطانيا إلى التملص من هذه المعاهدات، وبالتالي السماح للشاه الجديد بضم أراضي عربستان واعتقال أميرها الشيخ خزعل بن مرداو الكعبي. ولاحقا قتلت السلطات الفارسية الأمير العربي، وأقدمت على تقسيم الإمارة، التي يطلق عليها الناشطون العرب حاليا الأحواز، إلى ثلاث محافظات تقع في جنوب إيران وعلى الساحل الشرقي للخليج العربي.

 

طهران تستعد لإعدام 160 طفلاً لدوافع طائفية وعرقية وشركات الاتصالات الإيرانية تحذف نغمة الموت لأميركا

السياسة/25/01/16/أعلن نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان طه الياسين أن إيران تستعد حالياً لإعدام 160 طفلاً، لأسباب سياسية وطائفية تتعلق بذويهم وأقاربهم، مشيراً إلى أنه وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فإن فترة حكم الرئيس حسن روحاني شهدت إعدام ألفي شخص، بينهم أطفال، كان العدد الأكبر منهم من الأحواز العربية. وقال إن مشانق طهران تحصد أرواح الكثير من أبناء الشعوب غير الفارسية، مضيفاً إنه خلال الشهر الجاري، أعدمت السلطات 50 طفلاً في سجن كرج وسجون أخرى في كردستان والأحواز وبلوشستان. وأكد الياسين في تصريحات إلى جريدة »الوطن« السعودية أمس، أن سجل إيران حافل بالجرائم والانتهاكات ضد القصر، وفي مقدمها الإعدامات، مؤكداً أنها تمارس الانتهاكات ضد كل من يخالفها سياسياً أوعقائدياً، ويصبح مستهدفاً من أجهزة المخابرات و«الحرس الثوري« وميليشيات »الباسيج«. وأوضح أن العديد من الأطفال أعدمتهم طهران، أو ألقت بهم في السجون على خلفيات قومية وعرقية، كما يحدث في الأحواز وكردستان وأذربيجان والقوميات الأخرى، مشيراً إلى تنفيذ الإعدام بحق أطفال وفتيان لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، ومنهم مهدي الناصري وعلي العفراوي، بتهم طائفية والتحريض على النظام واتهامات أخرى، حيث أعدموا شنقاً على »شاحنات الموت« أمام الناس في الشارع.

وأكد أن »إيران دولة قمعية ديكتاتورية ويجب أن تسمى جمهورية الإعدامات«. وقال إن الممارسات غير الإنسانية تفضح إيران وسياساتها العدوانية وتعريها أمام العالم، سيما حينما تتحدث عن حقوق الإنسان وتنتقد الدول العربية وتهاجمها، فيما تعتقل أجهزتها الأطفال وتعذبهم وتلقي بهم في السجون، مستشهداً بتقرير صدر أخيراً لمبعوث الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران أحمد شهيد، أشار فيه إلى اضطهاد إيران للأطفال على الصعيدين الأمني والإنساني، إلى جانب حرمانهم من الدراسة بلغتهم الأصلية. وكشف أن المنظمة الحقوقية والمنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان تمكنتا من الحصول على معلومات موثوقة تضمنت وجود 26 ألف أسير أحوازي في السجون، وستة آلاف إمرأة أحوازية. على صعيد آخر، حذفت شركات الاتصالات الخليوية الإيرانية نغمة »الموت لأميركا« من قائمة نغمات الانتظار، في خطوة ربما تدل على التقارب بين طهران وواشنطن بعد الاتفاق النووي. وأعلنت شركة »إيرانسل« للاتصالات الخليوية، التي يمتلك »الحرس الثوري« جزءاً كبيراً من أسهمها، لمستخدميها بأنها حذفت نغمة »الموت لأميركا« من قائمتها لنغمات الانتظار، لتتبعها شركة »همراه أول«، في اتخاذ الخطوة ذاتها. يشار إلى أن نغمة »الموت لأميركا« تعود لنشيد ثوري أذاعه التلفزيون الإيراني للمرة الأولى في الذكرى السنوية الأولى لاحتلال السفارة الأميركية في طهران العام 1979.

 

وثائق تكشف أن مرشد «الإخوان» كان الحاكم الفعلي خلال رئاسة مرسي والجماعة خططت للسيطرة على مصر والتحفظ على 695 مليون دولار من أموالها خلال عامين

السياسة/25/01/16/القاهرة – وكالات: كشفت اللجنة القضائية للتحفظ وإدارة أموال جماعة «الإخوان» بمصر، أن المرشد العام للجماعة محمد بديع كان هو الحاكم الفعلي للبلاد إبان فترة رئاسة الرئيس المعزول محمد مرسي، مشيرة إلى أن إجمالي أموال الجماعة التي تم التحفظ عليها، منذ يناير 2014، بلغ خمسة مليارات و556 مليون جنيه مصري (نحو 695 مليون دولار)، تنوعت بين أرصدة لشخصيات في الجماعة، ومدارس، ومستشفيات، وجمعيات خيرية. وقال رئيس اللجنة القاضي بمحكمة الاستئناف عزت خميس، خلال مؤتمر صحافي شرق القاهرة، إن إجمالي الأموال التي تم التحفظ عليها بلغ 154 مليونًا و758 ألف جنيه مصري (نحو 18 مليون دولار)، مشيراً إلى أن عدد الأشخاص المتحفظ على أموالهم، كان 1375 شخصاً، تم رفع أسماء خمسة منهم ليصبح العدد 1370 شخصاً. وأضاف خميس ان عدد السيارات المتحفظ عليها بلغ 460 سيارة، كما تم التحفظ على 318 فدانًا من الأراضي الزراعية المملوكة لأفراد، ثبت انتماؤهم للجماعة. وكشف أن عدد الجمعيات التي تم التحفظ عليها 1166 جمعية، تم رفع التحفظ عن 41 جمعية منها، وبلغ رصيد الجميعات المتحفظ عليها 20 مليونًا و87 ألف جنيه (نحو مليوني، و455 ألف دولار). ولفت إلى أن عدد المدارس التابعة لـ»الإخوان» التي تم التحفظ عليها بلغ 112 مدرسة، رفع التحفظ عن سبعة7 منها، وبلغ الرصيد المتحفظ عليه لهذه المدارس 283 مليونًا و383 ألف جنيه (33 مليون دولار)، وبلغ عدد المستشفيات المتحفظ عليها 43 مستشفى، وجمعية طبية لها 27 فرعًا في مصر، وبلغ رصيد المستشفيات المتحفظ عليها خمسة مليارات، و56 ألفاً (625 مليون دولار) جنيه أموال تلك المستشفيات. وأشار إلى أن عدد الشركات التي تحفظت عليها اللجنة بلغ 65 شركة، تم رفع التحفظ عن ثلاث منها، وبلغ رصيد تلك الشركات 17 مليونًا و402 ألف جنيه (نحو مليوني دولار)، فيما بلغ عدد شركات الصرافة المتحفظ عليها 21 شركة، تم رفع التحفظ عن شركتين اثنين فقط، وبلغ الرصيد المتحفظ عليه 81 مليونًا و902 ألف جنيه (10 ملايين دولار تقريبًا). وأوضح أن اللجنة شكلت لجنة من خبراء وزارة العدل لتقييم أصول ممتلكات الجماعة وأعضائها لكنها لم تنته سوى من تقييم أصول المدارس، التي بلغت قيمتها ثلاثة مليارات و505 آلاف جنيه. وأشار إلى أن اللجنة أحالت للنيابة العامة مستندات تكشف عن سعي الجماعة للسيطرة على الدولة، في عهد حكم محمد الرئيس المعزول محمد مرسي. وأضاف ان «من بين هذه الوثائق، مستندات بشأن خطة الجماعة لتطويع الأجهزة الأمنية للنظام، وكيفية السيطرة على أجهزة المخابرات، والأجهزة القضائية، وعزل وزراء، وقيادات بالجيش.

ولفت إلى أن من أهم هذه المستندات وثيقة تؤكد أن المرشد العام محمد بديع كان هو الحاكم الفعلي الذي يدير البلاد، ويملك المرجعية الدينية والسياسية، ويعين الوزراء ورئيس الوزراء وقادة الجيش، ولا يجوز لمرسي أن يعترض على ذلك. وأضاف إنه تم العثور على تشكيل لحكومة تحالف إسلامي، وتشكيل تكتل إسلامي من الأحزاب الموالية لهم، والاتفاق على أن يكون رئيس الوزراء من الجماعة.وأكدت الوثائق أن الجماعة كانت تخطط للانتخابات البرلمانية بشكل يدفعها للحصول على الغالبية المطلقة من خلال التحالف مع القوائم المنتمية للتيارات الإسلامية والاتحاد، والتكتل ضد التيارات والقوى السياسية الأخرى مع تدريب فتيات وزوجات وأخوات أعضاء الجماعة تحت مسمى «مشروع الزهرات» بهدف الوصول إلى البرلمان. كما أكدت توجه مرسي و»الإخوان» للتقارب مع إيران للحصول على مساعدات منها، من خلال ضخ إيران نحو 10 مليارات دولار إلى البنك المركزي المصري كوديعة وإمدادها بالمواد البترولية.

 

السفير المصري في ذكرى 25 يناير: نواجه تحديات كثيرة ولكننا سنعمل على ارساء نظام سياسي ديموقراطي

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - أقام سفير جمهورية مصر العربية الدكتور محمد بدر الدين زايد، حفل استقبال في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011، في دارته في دوحة الحص، حضره النائب السابق اسامة سعد وفاعليات اجتماعية وأركان السفارة ورموز الجالية المصرية في لبنان.

وتحدث السفير زايد، بعد ان طلب الوقوف دقيقة صمت تحية لكل شهداء الثورة المصرية، من مدنيين ورجال شرطة وجيش، وقال: "يهمني ان يكون حوارنا صريحا وواضحا، فهناك نقاش في مصر عما اذا كانت ثورة يناير ثورة أم لا". وأضاف: "هذا النقاش تكرر مع كل الثورات التي عرفتها مصر في العصر الحديث، ففي عام 1881 كان هناك حركة عظيمة في التاريخ المصري يفخر بها المصريون، ألا وهي ثورة عرابي، وسماها الشعب المصري ثورة عرابي اعترافا وتقديرا بانها ثورة حقيقية"، مردفا "كما تكرر هذا الجدل بشأن ثورة 1919 وايضا ثورة 23 يوليو 1952، والآن يثار بالنسبة لثورة يناير".

وتابع: "ان ثورة عرابي كانت عملا من أعمال الارادة المصرية وسعيا نحو بناء الدولة الحديثة والمستقلة وبناء نظام ديموقراطي، وهذه الأهداف كانت قاسما مشتركا لثورات عرابي و1919 و1952 و25 يناير2011، وأخيرا في 30 يونيو 2013".

وقال: "ما حدث في يناير كان حدثا عظيما، وأعتقد ان هذا الخلاف مرحلي وسيتم تجاوزه. 30 يونيو كانت تصحيحا لثورة يناير لانه في يناير كانت هناك مشكلة، كنا نعرفها، وانا شخصيا كنت أتوقعها، حيث أنه في غياب أحزاب قوية وفي غياب قيادة سياسية، فإن القوى الظلامية تستطيع ان تسيطر، وقد عاشت مصر فترة عصيبة بسبب الدور الذي لعبته هذه القوى الظلامية، إذ أنه منذ ظهور حركات التطرف المسماة باسم الاسلام السياسي، والاسلام منها براء، وهي تعرقل التطور الديموقراطي". أضاف: "من يتابع التاريخ المصري الحقيقي بعد ثورة 1919 والتجربة البرلمانية الليبرالية لمصر قبل ثورة 23 يوليو 1952، سيعرف تماما أن القوى الرئيسية التي عرقلت التطور الديمقراطي، إضافة إلى الاحتلال والملكية، كانت هي الاخوان المسلمون الذين لعبوا دورا سلبيا في خلق الاضطراب في الساحة المصرية، وانه في عام 1952 لم يكن أمام الجيش المصري الا التدخل لإنقاذ الوطن مما يمكن ان تسببه هذه القوى. وحدثت هذه المعادلة مرة اخرى في ثورة 25 يناير". وتابع: "اليوم ولأول مرة- وهذا ما تحقق بعد 30 يونيو- هناك رئيس جمهورية يتحدث عن تجديد الخطاب الديني، وهذا لم يكن قائما الا لفترة قصيرة خلال حكم الرئيس عبد الناصر، واضطر عبد الناصر لتأثره بهزيمة يونيو والضغوط الكثيرة عليه ان يتوقف عن متابعة هذه المعركة، التي تشكل الآن معركة الإنقاذ الاسلامي. ليس فقط إنقاذ المسلمين إنما هي معركة إنقاذ الاسلام". ولفت الى "اننا نواجه تحديات كثيرة ونعرف ان الامر ليس سهلا، حيث ما زلنا نواجه تحديات خارجية وداخلية، وانا لدي ثقة كبيرة بأن المصريين ببساطتهم وتنوعهم ومثلما فعلوا معجزة في يناير 2011 ومعجزة أخرى 30 يونيو 2013، فإنهم قادرون رغم سنوات المعاناة على مواجهة هذه التحديات، وان المراحل المقبلة باذن الله ستكون أفضل وانها سترسي قواعد نظام سياسي ديموقراطي قوي، وأيضا تتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي نواجهها الآن، وستحافظ مثلما حافظت حتى في 30 يونيو على ما تبقى من النظام الاقليمي العربي الذي كان على وشك ان يزول".

 

10 قتلى في عاصفة ثلجية تاريخية تشل شرق الولايات المتحدة

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - تواصل انهمار الثلوج في شرق الولايات المتحدة حيث أدت العاصفة "جوناس" التي أطلق عليها اسم "سنوزيلا" إلى مقتل عشرة أشخاص على الاقل وحرمان مئات الآلاف من الكهرباء في حين اعلن استمرار غلق مطاري واشنطن اليوم. ويتوقع ان يتواصل تساقط الثلوج، المستمر منذ أكثر من 30 ساعة، ليغطي المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في الولايات المتحدة، قبل أن تنحسر العاصفة اليوم ، بحسب ما حذرت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية.

 

ايران: توقيع عقد لشراء 114 طائرة ايرباص خلال زيارة روحاني الى فرنسا

الأحد 24 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلن وزير النقل الايراني عباس اخوندي ان ايران ستوقع عقدا لشراء 114 طائرة ايرباص خلال زيارة الرئيس حسن روحاني الى فرنسا المقررة في 27 كانون الثاني.

 

كيري يؤكد وجود تحالف وصداقة بين واشنطن والرياض

الأحد 24 كانون الثاني 2016/وطنية - أكد وزير خارجية اميركا جون كيري وجود "تحالف" و"صداقة قوية" بين واشنطن والرياض وان علاقتهما لم تتغير بفعل الاتفاق النووي مع ايران. وقال كيري قبيل اختتام زيارته للعاصمة السعودية "لدينا علاقة صلبة، تحالف واضح، صداقة قوية، كما عهدنا دوما مع المملكة العربية السعودية. لا شيء تغير لاننا عملنا على الغاء سلاح نووي مع بلد في المنطقة".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تتغير سياسة السعودية تجاه لبنان؟

 داود الشريان/الحياة/25 كانون الثاني/16

عاودت الخارجية اللبنانية موقفها السابق في جامعة العربية خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، ونأت بنفسها عن إجماع الدول العربية والإسلامية المشاركة التي دانت الاعتداءات الإيرانية على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، فضلاً عن أنها تمسكت بموقف الوزير في بيان صادر عنها، أشارت فيه إلى أنها كانت أعطت التعليمات إلى سفير لبنان لدى المنظمة قبل انعقاد الاجتماع، بوجوب اتخاذ الموقف المشابه للموقف السابق في الجامعة العربية، في حال تضمَّن القرار المضامين عينها الواردة سابقاً، وذلك التزاماً بسياسة الحكومة القاضية بالنأي بلبنان عن هذه المواضيع المشابهة والمرتبطة بالأزمة السورية، وإن شئت «حزب الله». النأي بالنفس الذي مارسه لبنان، في بداية الأزمة السورية، وجد تفهُّماً سعودياً، لكنه اليوم لم يعد مفهوماً، وقوبل بامتعاض سعودي رسمياً وشعبياً، وفي شكل غير معهود، ونُشِرت آراء في صحف سعودية تتساءل عن جدوى رهان المملكة على لبنان ودعمه، بعد أن أصبح موقفه داعماً لنظام طهران، فضلاً عن دمشق. المزاج السعودي اليوم تجاه لبنان يذكّر بموقف سابق للرياض، حين أعلنت رفع يدها عن لبنان، مع اقتراب صدور القرار الاتهامي ضد «حزب الله» في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، بسبب تراجع الرئيس بشار الأسد عن وعود والتزامات للملك عبدالله بن عبدالعزيز. الرياض لم تتحدث، حتى الآن، باللغة التي صاحبت تصريح «رفع اليد» الذي أعلنه آنذاك الراحل الأمير سعود الفيصل. هل يعني ذلك أن السعودية ستتجاوز هذا الموقف، كما فعلت سابقاً؟ من الصعب التكهن بأن الرياض ستتخلى عن لبنان في شكل مفاجئ، لكنها ربما لجأت الى إمساك يدها عن مساعدته، والتشدُّد في منح اللبنانيين تأشيرات عمل، والتلويح لرجال الأعمال السعوديين بوقف الاستثمار في لبنان، وتحميل الأطراف السياسية اللبنانية المتماهية مع إيران، مسؤولية التداعيات المحتملة. لسان حال السعوديين أن أضعف الإيمان هو أن يتحالف لبنان مع العرب ضد اعتداء إيران على السفارة السعودية في طهران. ولكن أن ينأى بنفسه عن هذا الموقف بحجّة الوحدة الداخلية، فهذا مبرر غير مقنع. لا شك في أن الشعب اللبناني سيتحمل خسائر تداعيات هذه الأزمة، إذا استمر لبنان في هذا النهج، فضلاً عن أن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها السعودية ستشكّل دافعاً للتشدد تجاه لبنان، إذا لم تتحرك القوى السياسية الأخرى نحو لجم اندفاع الدولة اللبنانية في مسايرة المواقف الإيرانية. الأكيد أن إخضاع السياسة الخارجية للبنان لمصالح طهران، بحجة النأي بالنفس، سيفضي الى تبدُّل موقع لبنان في نظر الرياض، فالمواقف السياسية الخارجية للدولة اللبنانية أصبحت اليوم أداة ارتهان إرادة الشعب اللبناني. هل تتفهّم القوى اللبنانية خطورة خطف لبنان من محيطه العربي؟

 

مقاطعة "حزب الله" وعون تقلّل الإحراج ولا تعطل الجلسة مجلس وزراء خالٍ من التعيينات إلا إذا حصل التوافق

سابين عويس/النهار/25 كانون الثاني 2016

على وقع استمرار التأزم في الملف الرئاسي، في ظل الغموض المحيط بمواقف المكونين السني والشيعي من إعلان معراب، تستعد الحكومة لجلسة تعقدها الخميس المقبل في مسعى لإعادة تفعيل مجلس الوزراء بناء على توصية حوار عين التينة الموسع. ليس أكيداً بعد ما إذا قرار تفعيل الحكومة لا يزال سارياً وما إذا كان هذا الامر يأتي ليغطي استمرار الشغور في سدة الرئاسة الاولى، خصوصا أن كل معطيات المرحلة الماضية منذ بدء الشغور دلت على أن البلاد لا تزال محكومة بسقف الاستقرار بمظلة إقليمية ودولية تقيه أخطار المنطقة، كما أنها لا تزال محكومة بقرار "حزب الله" الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار السياسي الحكومي والامني وحتى المالي والنقدي. وهذا ما يجعله مشاركا في الجلسات الحكومية متى تطلب الامر، ومقاطعا تجنبا لحرج من بنود يجب تمريرها، متذرعاً بالوقوف الى جانب حليفه المسيحي كما حصل في الجلسة الاخيرة التي تضامن فيها بالغياب عن المشاركة الى جانب وزراء "تكتل التغيير والإصلاح" بسبب عدم إدراج بند التعيينات العسكرية في جدول الاعمال، لكنه لم يعطل الجلسة، إذ حضرها وزيرا حركة "أمل" لتأمين ميثاقيتها. وقد أجاز إمرار كل البنود العادية التي تسهم في تسيير عجلة الدولة أو تلك التي تعنيه بشكل خاص. هكذا، يملك الحزب قرار التفعيل او التعطيل، لكنه سيكون أمام اختبار تحدّ جديد هذا الخميس حول مسألة مشاركته في الجلسة او مقاطعته لها تضامنا مع "التيار الوطني الحر" ( سلبا او ايجابا)، علما انه لم يصدر حتى اليوم موقفاً واضحاً من ترشيح رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع للجنرال عون، او من إعلان ورقة النيات بينهما التي تجعل من حليف حليفه حليفاً له! لكن كل المعلومات تشير الى أن الحزب سيغيب مع وزيري عون تجنبا للموضوع الشائك الآخر الوارد في جدول الاعمال، والمتصل بإحالة ملف المتهم ميشال سماحة على المجلس العدلي. على وقع هذا المناخ، تنعقد جلسة مجلس الوزراء وأمامها ثلاثة ملفات حساسة، لم ينجح حرص رئيس الحكومة على النأي بحكومته عن الملفات الخلافية في إقصائها عن الجلسة.أول هذه الملفات يتعلق بأزمة التعيينات العسكرية التي لم تذلل عقدتها بعد، في ظل إصرار العماد عون على تسمية المرشحين المسيحيين لعضوية المجلس العسكري، فيما علم أن وزير الدفاع سمير مقبل المولج بهذا الموضوع بالتنسيق والتشاور مع قائد الجيش، أنجز لائحة المرشحين وضمّنها إسمين مقبولين من عون، ولكن ضمن سلة من 7 مرشحين ( 2 عن الكاثوليك و5 عن الأرثوذكس).

وفي حين كشف سلام أن هذا الموضوع لم يدرج في جدول الاعمال ضمن البنود الـ379 بسبب عدم حصول توافق سياسي عليه، أكد لـ" النهار" انه مستعد لإصداره بملحق أو طرحه من خارج الجدول اذا حصل التفاهم عليه، رافضا ان يكون هذا الموضوع شأنا خلافيا داخل الجلسة. موضوع آخر لا يقل أهمية ينتظر أن يتفاعل خلال الأسبوع الطالع وألا يغيب عن مناقشات مجلس الوزراء، ويتعلق بموقف وزير الخارجية جبران باسيل النأي عن الإجماع العربي على إدانة ايران، وهو ما دفع رئيس الحكومة الى إصدار موقف واضح في هذا الشأن. وعلمت "النهار" أن لبنان سمع عتبا سعودياً وإماراتياُ على موقفه، مما استدعى اتصالا بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير لتوضيح حقيقة الموقف اللبناني على أساس ما عبر عنه سلام وليس باسيل. ولا تستبعد مصادر وزارية إثارة هذا الموضوع على خلفية حسم من يحدد موقف لبنان وبناء على اي مسلمات يتم بناء هذا الموقف، والى أي حد تؤخذ المصالح اللبنانية ولا سيما مصلحة اللبنانيين العاملين في دول الخليج في الاعتبار. ورأت المصادر ان تكرار الخطأ مرتين لم يعد مقبولا، ولا يمكن المخاطرة بتكراره مرة ثالثة نظرا الى ما يرتبه ذلك من تداعيات على لبنان واللبنانيين. ولا يخفي سلام في هذا المجال قلقه من أن الأجواء العربية لم تكن مريحة، وعلى اللبنانيين أن يعوا أنه يتعذر علينا الخروج عن محيطنا او الخروج عن الاجماع العربي، ونحن جزء من المجموعة العربية. في الملف الثالث الذي ينتظر مجلس الوزراء البند المرفوع من وزير العدل أشرف ريفي حول إحالة ملف المتهم ميشال سماحة على المجلس العدلي. واستبعدت المصادر الوزارية ان يتوصل مجلس الوزراء الى حسم هذا الموضوع المثير للخلاف في غياب وزراء "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". يشار هنا الى أن وزير الثقافة روني عريجي لن يقاطع الجلسة، بل سيحضرها، عاكسا بذلك تمايزه عن "تكتل التغيير والإصلاح".

 

ثمانية أعوام على «وسام» .. الشهادة والحقيقة

علي الحسيني/المستقبل/25 كانون الثاني/16

ثمانية أعوام مرّت على استشهاد الرائد وسام عيد والذاكرة لم تشفَ من غيابه ولا من بصمات وأدلة ما زالت تشهد على جريمة ظن مرتكبوها أنهم سيفلتون من العقاب ومن عدالة بدأت تكشف عن وجوهم وتفضحهم بالأسماء حتى ولو حملوا أكثر من اسم واختبأوا خلف أقنعة مزيفة لم تزدهم إلا جبناً ولن تُضفي الى مسيرتهم سوى مزيد من القتل والسفك والاجرام. 25 كانون الثاني من العام 2008 كان يوما اسود في تاريخ لبنان حيث شهد فيه اللبنانيون انفجارا ضخماً، قدّرت زنته بنحو خمسين كيلوغراماً من مادة الـ«تي.أن.تي»، فكان وسام عيد في ذلك اليوم على موعد مع شهادة لا تليق إلا بأمثاله وبحجم الاجرام الذي كشف عنه في مخطط إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث تمكّن بقدرات تقنية محدودة ومتواضعة من وضع المخطط على السكة الصحيحة بعد محاولات تمييعه ولفلفته، لكنه أبى إلّا أن يُحلّل الأرقام والإتصالات فاتحاً الباب على مصراعيه امام التحقيقات اللبنانية والدولية بشكل جعله هدفاً وجب التخلص منه.

لم تكن يد الاجرام في عملية اغتيال عيد ومعه المعاون أوّل اسامة مرعب، هي الأولى التي تطال أحد ضبّاط او أفراد شعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي، إذ سبقتها محاولة مماثلة لاغتيال مسؤول «الفرع» يومها المقدم سمير شحادة الذي نجا يومها بأعجوبة بينما استشهد أربعة من مرافقيه هم: الرقيبان الأولان عمر الحاج شحادة ونمر ياسين والرقيبان شهاب عون ووسام حرب، وجرح الرقيب الأول زاهر قداح بالإضافة إلى مهندس مدني كان يعمل في ورشة مجاورة لمكان الانفجار في منطقة الرميلة. وقد جاءت عمليتا الاغتيال من ضمن محاولات ضرب عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي كانت يومها في طريقها الى الإنشاء وهو الأمر الذي أزعج الجهات المتورطة بالجريمة. نوعيّة التفجير الذي استهدف عيد مع حجم المواد التي استخدمت في عملية اغتياله، يؤكدان أن القاتل كان يعرف حجم مهمّات هذا الرائد، وكان يدرك تماماً حجم خطره عليه خصوصاً لجهة اطلاعه وعلمه بالملفات الخاصة بالجرائم الإرهابية، وهو الذي من خلال خبرته كمهندس اتصالات ومعلوماتية، لعب دوراً هاماً وبارزاً مع لجنة التحقيق حيث مدّها بمعلومات عديدة مكنتها لاحقاً من وضع يدها على طرف الخيط في «جريمة العصر» وهو الذي استطاع ايضاً الكشف عن مُخططي ومنفذي جريمة تفجير «عين علق» في المتن الشمالي وذلك بعد أقل من ساعة على وقوعها من خلال تحليله آلاف الاتصالات في منطقة الإنفجار مع رصده ومجموعة من رفاقه، شبكة خطوط خليوية مؤلّفة من ثلاثة أرقام كانت تتواصل في ما بينها بشكل حصري. لم تبخل «المعلومات» بتقديم نخبة من ضباطها وعناصرها شهداء و«شهداء أحياء»، ففي التاسع عشر من تشرين الأول من العام 2012 قدّمت «الشعبة» رئيسها اللواء وسام الحسن شهيداً على مذبح الوطن بعمليّة اغتيال من خلال تفجير عبوة زُرعت إلى جانب سيارته، ليؤسّس دمه مرحلة جديدة على طريق العدالة التي كانت بدأت بقيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وكان ثبّت الحسن قواعد جديدة من التعاطي الأمني مع العدو الإسرائيلي الذي أسقط له مع أفراد «شعبته» أكثر من ثلاثين شبكة تجسّس في لبنان، عدا الشبكات الداخلية من بينها شبكة سماحة - مملوك التي كانت تُخطّط للقيام بعمليات إرهابية واغتيالات هدفها زعزعة الأمن والاستقرار وخلق حلقة جديدة من مسلسل الدماء. لغاية اليوم، يصف زملاء عيد من الضبّاط في شعبة «المعلومات» زميلهم الرائد الشهيد بـ«الذكي»، وهم العارفون ان اغتياله كان مقصوداً منه عدة أهداف أولها شخصه، وثانيها «المعلومات» نفسها وثالثها أمن لبنان واللبنانيين. فهذا الجهاز الذي أثبت طيلة الاعوام السابقة مدى قدرته القوية والثابتة على كشف شبكات تجسس إسرائيلية ومحلية وشبكات إرهابية، لم يكن عمله سهلا لولا وجود قدرات آمنت بوطن نهائي لجميع أبنائه من دون تغليب فئة على أخرى، ولولا وجود ضبّاط وعناصر في مؤسسات امنية، أشعلوا عيونهم نارا ليحموا خط حدود وطنهم وأمنه.

 

العلاقات بين الطوائف غير سليمة وغير سوية

وسام سعادة/المستقبل/25 كانون الثاني/16

يحور اللبنانيون حول نقطة: تراكمت مشكلاتهم، بشكل يتكثف مشهدية ومعنى مع تراكم الاستعصاءات في ملف النفايات، وتعددت أوجه أزمتهم، النظامية بل الأهلية بل الكيانية، الى الدرجة التي صارَ فيها أي تناول جزئي، موضعي، قطاعي، تقني، لجانب دون آخر من جوانب الأزمة، «مثل قلته»، يتطاير زبداً هذا إن سبق الزبد بعض مؤثرات ابهار، وفي أحيان كثيرة، هو زبد لم يسبقه ابهار، وكلام وعظي يتكرر، ولو حسّن الوعظ اختيار المصطلحات التقنية الواجبة. في الوقت نفسه، وبالدرجة نفسها التي صار متفقاً فيه «ضمناً» بأن مشكلاتنا تراكمت الى درجة صار حلها شمولياً يكون أو لا يكون، فإنّ هناك قناعة «ضمنية» موازية، بأنّ أي بحث عن حلول جذرية لأزمة النظام والمجتمع والكيان سيصب رأساً في صندوق مصالح «حزب الله»، هذا الحزب المستفيد في الوقت نفسه من مكابرة المهونين من حدة وجذرية الأزمة اللبنانية، ومن «النتعات» الاصلاحوية الفاقدة لشروطها. لكن «حزب الله» ليس المشكلة الوحيدة في هذا البلد، وهنا بيت القصيد. العلاقات بين الطوائف غير سليمة، سياسياً على الأقل، وبالتأكيد ليس سياسياً فقط، وهذا لا يختزل الى مشكلة «حزب الله» وحدها. الحزب يستفيد من الخوف في طرح هذه المشكلة، مثلما سيستفيد حتماً من كل طرح انفعالي، متوتر لها، من كل طرح يصنف الطوائف بين من هي على حق وبين من هي على ضلالة، ويصنف زعماء التيارات الراجحة في الطوائف بين من أعطي الحكمة وبين من كان الحظ حليفه الى آخر مثل هذه التصنيفات التي تشوه لوحة القراءة أكثر مما هي مشوهة بتعقيدات التركيبة اللبنانية نفسها، ومنسوب الرياء المعجونة به هذه التركيبة. العلاقة بين الطوائف غير سليمة في لبنان. لا يختزل الأمر بالمشروع الهيمني الفئوي الذي يقوده الحزب. الحزب يتغذى من هذه العلاقة غير السليمة ومن الخوف من طرحها. ويرث بهذا الوصاية السورية التي تغذت من الشيء نفسه. اليوم، من جهة، صحيح، هناك مشكلة تتمثل في كيفية ان تختار كل مجموعة لبنانية ممثليها، وأن يقام العدل بين المجموعات في السياسة مثلما يقام العدل بين الأفراد المواطنين في القانون، نظرياً طبعاً (وحالة ميشال سماحة لا تشجع). وهناك، «على يسار» المعطى الأول، رأي مخالف يقول بأن العدالة بين الجماعات الطائفية وهم تختلقه التيارات الطائفية لتعطيل العدالات الاخرى، كالعدالة القانونية، والعدالة الاجتماعية، والعدالة الجندرية. وهناك على «يمين» هذا المعطى الأول، رأي يقول بأن الحل يكون بأن تختار كل طائفها حصتها المعطاة لها في مؤسسات الدولة كما لو كانت الطائفة ولاية قائمة بذاتها في نظام فدرالي. ثم هناك من يخلط بين المعايير وفقاً لمصلحته أو هواه أو تحسسه للمناخات المحيطة بلبنان، أو يسوّغ لنفسه ما لا يبيحه لسواه. بشكل عام، الكل غير قادر على الذهاب بشكل كامل الى تطبيق مبدأ «المعاملة بالمثل» أو «الرسيبروسيتي». لكن هذا التعميم لا يلغي التفاوت بين درجة ابتعاد كل قوة عن مبدأ «المعاملة بالمثل«. كل الجماعات تشعر بأن هناك شيئاً ما غير عادل يجري بحقها. كل الجماعات تصعد هذا الشعور، وتصعد معه شعور .. باللاسنية هنا، واللاشيعية هناك، والمارونوفوبيا أنى دعت الحاجة، وهكذا. لكن الجماعات تصعد عناصر واقعية، حقيقية، ولا تختلق من عدم كل شيء. من دون وعي ذلك، من دون تعميم الاعتراف بأن العلاقات بين الطوائف «باتت» غير سليمة وغير سوية وغير «مصرّح عنها»، الا عندما يستعاض عن التصريحات بنوبات الانفعال ورهاب الآخر، أو الآخرين، لا يمكن التقدم خطوة واحدة الى الأمام.

 

ولكن أين أصبح الوفاء لـ«عون»؟!

وسام الأمين/جنوبية/24 يناير، 2016

عندما ترشّح سليمان فرنجية للرئاسة قبل اسابيع، وفوجئنا بعدم مسارعة حليفه حزب الله لتأييد ترشيحه واعتباره نصرا مبينا لمعسكره وجمهوره، برز الحديث عن "الوفاء" للحليف الوفي ميشال عون في الاعلام الممانع الذي سرعان ما انتقل هذا الشعار ليعم اهل الضاحية من مناصري حزب الله، واصبح "الوفاء" لميشال عون هو شعار المرحلة. ميشال عون هو الحليف الوفي لحزب الله على حدّ تعبير جمهور الحزب، فهو لم يخنه كما خانه جماعة 14 آذار في حرب تموز 2006، مستشهدين بكلام السيد حسن نصرالله الذي اثبت بالدليل القاطع كما يقولون تلك الخيانة من خلال خطاباته الكثيرة، كما أثبت وفاء ميشال عون له اثناء الحرب، أيضا بواسطة تلك الخطابات وحسب، هذا مع العلم، وقد كنا شهودا على ما حدث، فرأينا ان النازحين من الجنوب ومن اهالي الضاحية قد لجأوا الى غرب بيروت والجبل واقليم الخروب بالدرجة الاولى، واكتظ ّبهم جبل لبنان، وفي بكفيا قام حزب الكتائب والشيخ امين الجميل شخصيا بالاشراف على توزيع المساعدات للنازحين وحفلت الصحف بصوره وهو يصافح العديد منهم زائرا ومتفقدا، في حين ان مناطق كسروان عرين “التيار” قصدها عدد قليل من النازحين الميسورين واستأجروا باسعار باهظة، اما “الرابية” بلدة ميشال عون فقد كانت خالية بشكل تام من اي نازح. ولكن بنظر حزب الله هذا لا يهم، ما يهم ان التيار العوني التحق فيما بعد بمشروعه الممانع فاحتمى بقوته وسلاحه وانتعش بدعمه، فيما قدّم عون للأخير غطاء مسيحيا هو بأمس الحاجة اليه كي لا تظهر عورة ذلك السلاح وتسلطه على الحياة السياسية في لبنان.اليوم وبعد المفاجأة الصاعقة التي احدثها ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لخصمه اللدود ميشال عون سقط “الوفاء” وبان الوجه الانتهازي لتحالف حزب الله – عون، فالأفراح لم تنصب وحلقات الدبكة لم تعقد في ارجاء الضاحية والجنوب والبقاع احتفاء بالنصر النهائي وباستسلام قوى واحزاب تحالف 14 اذار صاغرين لمعسكر 8 آذار الذي يقوده حزب الله ،كما كان يظن الجمهور “المقاوم الوفي” انه سوف يكون، وهو استعدّ لذلك الاحتفال بكل حماس وبراءة ! ما حدث في اليوم التالي اربك الجميع، فصمت حزب الله ونوابه ووزرائه اوقع اللغط بين جمهوره ومناصريه، ولم يظهر غير ما صدر لاحقا عن فريق 8 اذار وما قاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري انه مصر على ترشيح فرنجية، فهذه كانت الاشارة الوحيدة التي تلقفها جمهور الحزب الذي ضاع لأيام لا يعرف ماذا يجري، ولم يفهم لماذا لم يؤيد “السيد حسن”  ميشال عون صراحة وسريعا بعد ذلك الترشيح المنشود. وقبل ان تبدأ الاسئلة المحرجة بالخروج للعلن، عاد” الوفاء” مرة أخرى ولكن هذه المرة بشكل انقلابي ولمصلحة الرئيس نبيه بري، “فهو الداهية والأذكى والأدرى بمصلحتنا ويعلم ان عون راسه كبير ومتعصب لمسيحيته وسوف يسبب مشاكل لللبلد اذا وصل للرئاسه، معه حق (الاستاذ) ووليد جنبلاط، حزب الله محرج مع عون، لذلك الرئيس بري هو من يحدد الموقف الان”. اذن، الجمهور الوفي أصبح فجأة ذكيا! و”لقطها على الطاير”، الكلمة اليوم أصبحت معقودة لـ”الاستاذ”، فغابت النظرات الطيبة المفعمة بالحب والحنان مع “الوفاء” لتحلّ مكانها النظرات الثاقبة الموحية بالمكر والدهاء عند ذكر “الاستاذ” خشبة الخلاص من “بلاء” احراج عون وجشعه وطمعه بالرئاسة. حزب الله لا يريد الان رئيسا للجمهورية لا ميشال عون ولا سواه، وهو حسب مصادر ايرانية مؤكدة “ربط رئاسة جمهورية لبنان بنظيرتها السورية”، أي بضمان من الغرب ان يبقى بشار الاسد رئيسا لبلاده ،وأوكل الحزب للرئيس نبيه بري مهمة تمرير هذه المرحلة بحنكته ودهائه المعهودين، ولو بايع غدا عون وجعجع خصمهما سليمان فرنجية للرئاسة، فان حزب الله لن يسمح بمجيئه، فهذا ما يريده السيّدان …سيّد ايران وسيّد لبنان ! وهكذا بكل بساطة، انتهت حكاية “الوفاء” للجنرال التي اجتاحت مناطقنا الشيعية، وانتهت معه حتى احلام النساء بعيشة هانئة لا ينكدها شبح خيانة ازواجهن لهن، وكنّ لمسن التغيّر الفجائي في سلوك رجالهن المغرمين بعلاقات خارج اطار الزواج “المتعة”، وقد سحرهم شعار”الوفاء” لأسابع خلت فباتوا لا يرون رغد العيش الا بجانب زوجاتهم  وهم يستمعون ويشاهدون “المنار” ببرامجها الدينية السياسية ومقابلاتها مع مشايخ واعلاميي الممانعة وحواراتهم التي تحوّلت الى اخلاقبة تتحدّث عن وجوب الوفاء الاجتماعي،والوفاء السياسي للحلفاء!

 

حزب الله المُحرَج… ينتظر المَخرج

أسامة وهبي/جنوبية/24 يناير، 2016

المحرّك الوحيد الذي يحكم حركة الجنرال ميشال عون السياسية منذ العام 1988 حتى هذه اللحظة، بطلعاتها ونزلاتها وخيباتها ومغامراتها وحروبها العبثية المدمرة وأوراق تفاهماتها وأوراق نياتها وصولاً إلى إحتفالية معراب هو حلم الوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية. فالجنرال عون يريد الوصول إلى هذا المنصب مهما كلّف الثمن، لا يهمه قبل ولا بعد، لا يهمه دمار أو خراب أو فراغ أو ضياع الجمهورية، لا يُشغل باله ببرنامج رئاسي أو بخطاب قسم، يريد كرسي الجمهورية ولو ليوم واحد ومن بعده الطوفان. يريد الوصول إلى كرسي بعبدا ولو على كرسي المقعدين، فهو يعتقد بأنّ منصب رئاسة الجمهورية صُمّم من أجله وعلى مقاسه، وهو خلق لأجله، والله خلقه وكسر القالب، ولهذه الأسباب رفع شعار “أنا أو لا أحد”، حتى أنه لا يريد منافسين له في جلسات إنتخاب الرئيس، يريد أن يكون وحيداً، يريد الإجماع على إسمه وعلى شخصه من الخصوم قبل الحلفاء، يريد من الذين يتوعدهم بالسجن أن يصوتوا له ويستغرب عندما يرفضون تأييده!

وعندما كانت طاولة الحوار تناقش بذاك الموضوع السخيف المسمّى “مواصفات الرئيس”، كان الجنرال عون وتياره ومن ينوب عنه على الطاولة، يتحدثون عن مواصفات الجنرال ميشال عون بعينه ولا يخطر في بالهم أي شخص آخر، فلولا هذا الحلم الكابوس الذي يلازم الجنرال عون منذ شبابه حتى اليوم وهو في منتصف العقد التاسع من عمره، ما كان ليفعل كل ما فعله في حياته السياسية من مغامرات بهلوانية وحروب عبثية وتفاهمات ورقية وأوراق مبنية على النيّة، وعشاوات سريّة وعلنية، وكأنّه يقول للقاصي وللداني: خذ مني ما تريد وأعطني رئاسة الجمهورية.

فأعطى حزب الله ما يريده وأكثر وأعطى النظام الإيراني وأعطى النظام السوري وأعطى السعودي والقطري وأعطى تيار المستقبل حتى وصل إلى معراب، لكنه عجز عن تأمين العدد الكافي من الأصوات لإنتخابه رئيساً للجمهورية، وهو لا يزال عاجزاً عن تأمين الحدّ الأدنى لإنتخابه رئيساً، ومع ذلك، لا يتوانى عن وصف نفسه بالمرشّح القوي للرئيس القوي، فهو ينتقل من ضفة إلى أخرى، يلاحق سراب حلمه الرئاسي، فيكسب تأييداً هنا، ويخسر تأييداً هناك، يمشي خبط عشواء، ينام وهو يظنّ أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى من كرسي الرئاسة الأولى، ليصحوَ على خيبات جديدة وعقبات لم تكن في حسبانه، فتبعده عن الكرسي أكثر، لكنه لم ولن ييأس من الركض خلف ذاك السراب. الجنرال عون كان مقتنعاً بأنّه مرشح حزب الله الوحيد لرئاسة الجمهورية، وسبق لحزب الله أن قال للجنرال عون إذهب إلى خصومك وآتنا بتأييدهم ونحن لك من المؤيدين، لم يكذّب الجنرال خبراً، ذهب إلى باريس وإلتقى بالرئيس سعد الحريري، وناقشه بالموضوع، لكنه لم يفلح، وأوفد صهره جبران باسيل إلى السفارة السعودية وإلى السعودية ولم يفلح، وعند كل خيبة يتلقاها الجنرال عون، كان حزب الله يعبّر عن إستمراره بتأييد للجنرال عون لرئاسة الجمهورية، إلى أن أقدم الرئيس سعد الحريري ومعه الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط على إعلان تأييدهم لترشيح النائب سليمان فرنجية، هذه الخطوة أزعجت الجنرال عون كما أزعجت الدكتور سمير جعجع، فجاء ” إعلان معراب” ليعرب عن هذا الإنزعاج ويعيد خلط الأوراق، فعبّرت كل الأطراف عن رأيها بالموضوع، وحده حزب الله ذهب في سبات وصمت عميقين، وهو الذي لطالما طالب الجنرال عون بأن يأتيه بتأييد أي طرف يؤمن له الأكثرية النيابية المطلوبة لإنتخابه ولن يتردد بإنتخابه، لكنه على الرغم من تأييد القوات لترشيح الجنرال عون، لم يفعلها حزب الله لغايةٍ في نفس إيران. سبق لحزب الله أن قالها صراحةً لتيار المستقبل في إحدى جلسات حوارهما الثنائي:” لن نُفرج عن الإنتخابات الرئاسية في لبنان حتى يتم الإتفاق على هذا الملف بين إيران والسعودية…!”، لكن إيران والسعودية أصبحتا في حالة عداء بعد إعدام الشيخ نمر النمر والسعودية قطعت علاقتها الدبلوماسية بإيران، وبالتالي أصبح ملف إنتخابات الرئاسة في الثلاجة بالنسبة لحزب الله، هذا بالنسبة لحساباته الإقليمية، أما بخصوص حساباته الداخلية، فإنّ حزب الله يريد رئيساً خصماً لخصومه وليس رئيساً متحالفاً مع ألدّ خصومه، حزب الله لا يريد تكرار تجربة الرئيس ميشال سليمان، بل يريد تكرار تجربة الرئيس إميل لحود، ويرى بالنائب سليمان فرنجية النموذج الصالح لتكرار تجربة الرئيس لحود، لكن حزب الله لا يستطيع أن يقفز فوق الجنرال عون والإتيان بالنائب فرنجية رئيساً للجمهورية، لأن ذلك سيفقده حليفه المسيحي الأقوى الذي لطالما أمّن له الغطاء لكل إرتكاباته ومغامراته داخل الحدود وخارجها، فكان خياره الصمت والإنتظار. حزب الله يريد رئيساً يضرب بسيفه ويعمل حسب تعليماته ووفق أجنداته، حزب الله لا يريد رئيساً يصل إلى بعبدا من بوابة ألدّ أخصامه، لأن ذلك سيمنح الرئيس العتيد القدرة على الإنعتاق من وصاية حزب الله عليه، وعليه، ذهب الحزب إلى سياسة الصمت التي إعتاد إعتمادها عند كل موقف مُحرج، بإنتظار المَخرج والمُخرج!

 

لماذا تأخر السيد حسن عن اعلان تأييده لترشيح الجنرال؟

سلوى فاضل/جنوبية/24 يناير، 2016

الوضع الداخلي في صفوف الممانعة يترنح بانتظار إعلان موقف من حزب الله من مسألة ترشيح سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية لحليف الحزب المميز ميشال عون. الجميع بانتظار الموقف الذي إما ان ينهي هذه الأزمة المستفحلة، او ان يُقيض تحالف 8 اذار,.. فما الذي سيحصل؟ جميع اللبنانين ينتظرون السيد حسن نصرالله ليدلي بدلوه في قضية ترشيح سمير جعجع لميشال عون. وكل السياسيين يعلقون تحليلاتهم سواء السلبية او الإيجابية حول الموضوع ليسمعوا ما سيقوله السيد حسن. وبما انه لا مناسبة قريبة ليطل من خلالها السيد نصرالله على الشاشة، ويعلن رأي وموقف حزب الله من الموضوع، فإن أقرب مناسبة هي 16 شباط اي ذكرى استشهاد عماد مغنية، حيث سيرد نصرالله  خلالها على موقف سعد الحريري في مناسبة اغتيال والده، وهي مناسبة بعيدة جداً زمنيّاً نظرا ًللتغييرات التي تتسارع والتي قلبت مؤخرا الموازين، وغيّرت الإتجاهات، وأربكت المُوالين والمعارضين، بل فسخت تحالفات وكادت ان تفسخ، وستفصل تحالفات عن بعضها البعض قريبا كما يرى البعض.

ويؤكد القريبون من تحالف 14 آذار على ذكاء سمير جعجع جرّاء هذا الترشيح الذي يُعتبر مقتلا لجماعة 8 آذار ما لم يسحب سليمان فرنجية نفسه من المعركة بهدف الحفاظ على التكاتف الهشّ داخل هذا التحالف، الذي قال عنه وئام وهاب يوما- في معرض نقده لجماعة الثامن من آذار-:”ما هذا التحالف الذي لم يجتمع يوما ولو لمرة واحدة”. وذلك في تأكيد على ان تحالف 8 اذار ليس سوى جهة واحدة اسمها حزب الله، توزع التعليمات على بقية الأعضاء دون مشورة او مراجعة.. وما لقاءات فرنجية والحريري في باريس الا دليل قوي على ذلك كونها تمت بعلم وموافقة من حزب الله. والتحالف القويّ بين ميشال عون والسيد حسن نصرالله وجد من يضربه الضربة القوية، ان لم تكن القاضية، لان جميع التحليلات تؤدي الى مكان واحد، ونتيجة واحدة وهي عدم رغبة حزب الله في إجراء عملية انتخاب رئيس للجمهورية، والا لكان بادر الى اعلان موقفه الترحيبي هذا. وتأخر الحزب هذا ليس من اجل انتظار سحب سليمان فرنجية لترشحه غير الرسمي، ولا لإعادة النظر بترشيح جعجع لعون، بل لتغيّر ما في السياسة الإقليمية التي تصبّ في صالح حزب الله منذ ان وقّعت إيران اتفاقها النوويّ مع الدول الست(1+5). ويؤكد البعض ممن يملك نظرة نقدية لموقف الحزب ان عدم ادلاء حزب الله بأي تصريح، خاصة بعد إلغاء اجتماع تكتل الوفاء للمقاومة، هو نوع من إهمال متعمد يديره الحزب باعتناء وبالتواطؤ مع ميشال عون لأجل بلع المقلب الذي فرضه سمير جعجع ومن يقف خلفه. هذا الموقف الذكيّ لجعجع لم يمرّ دون استشارة عون لحزب الله، فيما يتعلق بنيّة جعجع، حيث حمل عون ورقة مطالب جعجع الى حارة حريك – مقر حليفه القوي- الذي دونه لن يصل الى الكرسي المستهدف، وكان التنسيق والتشاور وجاءت الموافقة التاريخية من قبل أكثر طرفين تناقضا في الحياة السياسية اللبنانية وأكثرهم إدارة للأمور، بالتواطؤ مع الحليفين اللاعربيين أي واشنطن وطهران. فما هو العائق الذي يمنع السيد حسن نصرالله من اعلان موافقته على هذه الخطوة؟ وهل ثمة خفايا في الخبايا؟ وهل يريد إرسال رسالة حرب “بطيئة” الى واشنطن، مفادها ان الوقت لم يحن بعد؟ وكيف سيمر الثامن من شباط على الأفرقاء؟ ومن هو التالي الذي سيحترق بعد ميشال عون؟ وختاما من سيصل الى الكرسي على طبق من ذهب بعد هذه اللعبة؟

 

هذه أسباب جعجع في تبرير «الخيار الجديد»

علي الأمين/جنوبية/ 24 يناير، 2016

خلط أوراق سياسية شهده لبنان منذ أن بادر الرئيس سعد الحريري إلى اقتراح حليف حزب الله وصديق الرئيس بشار الأسد سليمان فرنجية لمنصب رئاسة الجمهورية. منذ هذا الإقتراح انقطع التواصل المباشر بين الحريري وحليفه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وفي هذا الصدد يقول جعجع إنّ ذلك لم يؤدِّ إلى وقف التواصل بين "المستقبل" و"القوات" بل استمرت اللقاءات مع قيادات المستقبل، في مقرّ القوات اللبنانية حيناً وفي مكاتب المستقبل حيناً آخر. يوحي سمير جعجع أنّ "هناك شيئاً ما تغيّر" مع الحريري على المستوى الشخصي منذ بادر الحريري إلى ترشيح فرنجية. من هنا يبدأ جعجع في تقديم أسباب تبنيه خيار ترشيح ميشال عون، خلال حفل كبير قبل أسبوع، داخل مقرّ جعجع في معراب، بحضور عون. يعتبر الحكيم أنّه كان دائماً مع نظرية: “الفراغ الرئاسي أفضل من انتخاب رئيس ينتمي إلى 8 آذار. لكن مع كسر هذه المعادلة من قبل الحريري، وجد جعجع نفسه أمام حقيقة أنّ الرئيس بات حكماً من فريق 8 آذار، لذا بين خيار فرنجية أو العماد ميشال عون انحاز جعجع إلى ميشال عون لأسباب عدّة، منها ما هو سياسي بالدرجة الأولى، ومنها ما هو (شخصي بحسب تاريخ العلاقة غير الودودة بين فرنجية وجعجع). لا يعتبر جعجع أنّ الرئيس الحريري، حين اقترح فرنجية، كان يستجيب لمطلب سعودي، بل مبادرة ذاتية وافق عليها السعوديون انطلاقاً من أنّهم يفضلون أن ينجز لبنان عملية انتخاب رئيس للجمهورية. بتقدير جعجع أنّ موافقة الحريري على تبني فرنجية لا تجعله بعيداً عن تبني ميشال عون من قبل “المستقبل”، خصوصاً أّنّ هذه الخطوة تأتي في سياق تبني خيار الأكثرية المسيحية المستندة على خيار العودة إلى الدولة وشروطها. وهذا ما عبّرت عنه النقاط العشر التي كانت قاعدة الاتفاق بين عون وجعجع. اذاً جعجع اتخذ قرار ترشيح عون من دون أن يستشير أحد، بحسب زوّاره. وكل الكلام عن أنّ السعودية مستاءة من جعجع وتعتبر ما حصل هو طعنة في الظهر هو عارٍ من الصحة، يقول في مجالسه. بل يؤكّد وجود ثقة متبادلة بينه وبين القيادة السعودية. فالعلاقة مع السعودية جيدة جدًا، والمملكة “تدعم التوافق المسيحي في لبنان”. وجعجع يؤكّد أنّ التواصل بين “المستقبل” و”القوات” مستمر والاتصالات ليست مقطوعة بل محصورة بين النواب والمستشارين: “وهذا التواصل سيستمر”. أما العلاقة مع التيار الوطني الحر فتبدو مفتوحة على مزيد من التفاهم على ملفات عدّة، بحسب سمير جعجع. إذ يقول إنّها “قد تكون مسيحية في الشكل والمضمون، لكنها تنطلق من استراتيجية هدفها ترسيخ مشروع الدولة باعتباره المشروع الوحيد الذي يمكن أن يجمع اللبنانيين وأن يوفّر لهم أفق الاستمرار وإطاراً لتنظيم التنوع وحمايته، وسبيلاً لترسيخ قواعد المواطنية والمساواة بين الجميع”.

يعتقد جعجع أنّ “الطائف” هو الإتفاق الذي يجمع اللبنانيون عليه رغم الملاحظات التي تبرز حول تطبيقه أو على بعض بنوده، ويعتقد أنّ الجميع متمسك به ولا يريد تعديله منفرداً: “إلاّ إذا تكوّنت إرادة جامعة على بديل، فهذا أمر آخر ولا يبدو أنّ له ايّ مؤشرات جدية”. وجعجع أيضاً متفائل بوصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة، وهو يعتقد، بناء على ما تباحث به هو والعماد ميشال عون، أنّ حزب الله لن يخذل عون بل سيعمل على توفير كل الشروط المتصلة بفريق 8 آذار لتأمين انتخابه، بعدما أمّنت القوات اللبنانية وبعض المستقلين الأصوات المطلوبة، مع تأكيده-أي جعجع- أنّ تيار المستقبل لن يقاطع جلسة انتخاب الرئيس المقبلة. لكن في المقابل يرى مراقبون أنّ ترشيح جعجع لميشال عون شكل ضربة قوية لحلف 8 آذار. فهذا الحلف أمام جملة خيارات كلها صعبة: إما أن يؤيد ميشال عون وبالتالي فسيؤدي ذلك إلى خلق شرخ بين حزب الله وفرنجية، وإما ترك التنافس يأخذ مجراه بين عون وفرنجية ويكون مجلس النواب الحكم في هوية الرئيس بينهما. وهذا ما يرفضه الجنرال عون رفضاً مطلقاً، لأنه يعتقد، ومعه كثيرون، أنّ حزب الله قادر على إلزام كل عناصر 8 آذار، بمن فيهم الرئيس نبيه بري والنائب فرنجية. وبالتالي لن يقبل عون من حزب الله أي أعذار من هذا القبيل.

ولأنّ معظم التحليلات تؤدي إلى مكان واحد، ونتيجة واحدة، ألا وهي عدم رغبة حزب الله في إجراء عملية انتخاب رئيس للجمهورية، باعتباره كان ليبادر إلى إعلان موقفه الترحيبي بتأمين جعجع الأصوات التي تؤمن مع اصوات 8 آذار وصول عون للرئاسة… فإنّ الجديد أنّ عون بات مرشّحاً، كما كان دوماً.

 

الوفد المصرفي يسأل واشنطن عن المستهدفين مع "حزب الله"

عزة الحاج حسن/المدن/ الأحد 24/01/2016

يباشر الوفد المصرفي اللبناني لقاءاته في واشنطن الإثنين في 25 كانون الثاني، في زيارة "شبه روتينية" من حيث الشكل، لكنها تختلف عن سابقاتها من الزيارات واللقاءات المصرفية من حيث المضمون، وأكثر ما يميّزها حمل الوفد الزائر في جعبته "القانون الأميركي 2297" الذي يفرض عقوبات على "حزب الله" وتعاملاته المالية، بهدف بحث مفاعيله على القطاع المصرفي والإقتصاد اللبناني عموماً، والأهم من ذلك لمحاولة استطلاع "مروحة المستهدفين" من القانون، الى جانب بحث العديد من الملفات المصرفية. الوفد المصرفي الذي يرأسه رئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه، يتجه الى إطلاع اركان القطاع المصرفي والمالي في الولايات المتحدة الأميركية وفي مقدمتهم وزارة الخزانة، على أهمية القوانين المالية الأربعة التي أصدرها مجلس النواب اللبناني أخيراً، والتي تصب في خانة تفعيل دور القطاع المصرفي اللبناني في عمليات مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، والتزامه بقواعد العمل والمعايير المصرفية والمالية العالمية مرعية الإجراء، لاسيما الأميركية منها. وفي حين يصرّ البعض من المصرفيين على إدراج الزيارة الى واشنطن في سياق تمتين علاقات المصارف اللبنانية مع المصارف المراسلة الأميركية، والتواصل مع السلطات الرسمية والمراجع المالية والنقدية الاجنبية فقط، يرى الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح في حديث لـ "المدن" أنه من الطبيعي إثارة الجانب الأميركي مواضيع تمويل الإرهاب وتبييض الأموال مع الوفد المصرفي اللبناني، من خلال الإطلاع على القوانين المالية التي أقرت حديثاً في سبيل التأكد من التزام لبنان بالقوانين الدولية والاتفاقيات المرتبط بها في ما يخص مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، خصوصاً تلك الصادرة عن مجلس الامن الدولي او الامم المتحدة او اي مؤسسة دولية اخرى، لعل ذلك "يجنّب لبنان الضغوط التي تمارسها واشنطن على القطاع المصرفي لما لها من تأثير سلبي على الاقتصاد عموماً". وعن القانون الاميركي الاخير الذي تفرض بموجبه واشنطن عقوبات على المصارف اللبنانية التي تتعامل مع "حزب الله"، يؤكد فتوح وضعه على طاولة البحث، ويستبعد اعلان لائحة أسماء المصارف والأشخاص المستهدفين في الوقت الراهن على الرغم من ترقّب الجميع لـ"اللائحة السوداء"، مرجّحاً الإعلان عنها بعد نحو شهرين، لاسيما أن إعلانها يستلزم رفع تقرير للرئيس الأميركي باراك اوباما الى الكونغرس. ورغم انخراط القطاع المصرفي اللبناني بقوّة في الحملة العالمية لمكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال يحرص الوفد المصرفي اللبناني وفق مصدر مصرفي لـ"المدن" على التأكيد للسلطات الأميركية على عدم وجود حسابات مصرفية باسم "حزب الله" أو تابعة له في أي من المصارف اللبنانية. وإذ يرى المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن المصارف اللبنانية تلتزم بالتعاميم والقوانين والتشريعات الدولية منذ سنوات وتتقيّد بها لحماية القطاع المصرفي والمودعين فيه، يؤكد تشدّدها في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وتخصيصها أقساماً ودوائر خاصة في المصارف كافة مهمتها متابعة ومراقبة حسن تطبيق القوانين والتشريعات المحلية والدولية المعنية بتبييض الأموال ومكافحة الإرهاب. أما فتوح فيذكّر بتشدّد مصرف لبنان في عملية الرقابة على المصارف، الى جانب التعاون الوثيق بين القطاع المصرفي اللبناني عموماً والبنك المركزي ولجنة الرقابة على المصارف في مختلف المجالات، لاسيما في مواجهة عمليات تبييض الاموال وتمويل الارهاب. ومن المرتقب أن يعقد الوفد الصرفي اللبناني لقاءات مع مسؤولين في المجلس الاحتياطي الفدرالي ومع المدراء التنفيذيّين في عدد من المصارف الأميركية المراسلة كبنك أوف نيويورك، وسيتي بنك، وجي.بي.مورغن، وستاندرد تشارترد بنك.

 

أزمة مالية تنخر "حزب الله".. وسياسة التقشف إنطلقت!

سامي خليفة/المدن/الأحد 24/01/2016

تتفاقم المشاكل المالية في "حزب الله" يوماً بعد يوم نتيجةً للصراعات المحتدمة في المنطقة، وتحول الحزب الى طرف محارب على أكثر جبهة ملتهبة، وتدهور أسعار النفط الذي أثر على الممول الإيراني، وإذ يتطلع الحزب للإتفاق النووي كبارقة أمل، فإن أصواتاً كثيرة في واشنطن تقول أن أميركا ستكون بالمرصاد وتخيب توقعات الحزب عن طريق مزيد من العقوبات، ما يفرض على الحزب تحدياتٍ كبيرة وصعوباتٍ في رسم صورةٍ غير ضبابية للميزانية المتناقصة. المشاكل المالية التي يعاني منها الحزب أصبحت جلية، وتتحدث عنها البيئة الحاضنة باستمرار في شوارع ومقاهي الضاحية، خصوصاً بعد أن خفضت مؤسسات الخدمة الاجتماعية نفقاتها، مما أدى الى انخفاض عدد المستفيدين من خدماتها، وبعد ان توقفت البطاقات الصحية، التي تشبه نظام الضمان الاجتماعي، عن توفير الخدمات لأقارب المنتسبين، كما كانت تفعل، وبعد أن سحبت بطاقة "نور"، التي تعطي حاملها خصومات كبيرة في بعض المحلات التجارية، من عدد كبير من أعضاء الحزب وأسرهم. يضاف الى كل هذه المؤشرات التأخر المستمر في صرف الرواتب، ودفع جزء منها لبعض المتعاقدين، على ان يتم دفع الأموال المتبقية، كمفعول رجعي، عند حلّ الأزمة. يستخدم "حزب الله" أسلوب المكابرة في التعليق على الأزمة المالية التي تعصف به. وتشير مصادره لـ"المدن" إلى أن "ما يجري لا يتعدى كونه تأخيراً متعلقاً بالإجراءات الروتينية وبالوضع الإقتصادي العام الذي تشهده المنطقة"، نافيةً أن يكون للعقوبات الأمريكية وللحرب السورية التأثير الكبير الذي يتكلم عنه الشارع المؤيد والذي تتداوله وسائل إعلام معينة.

لكن أبعد من نفي الحزب، بدأت الأزمة تطال عصب مشروع "حزب الله"، خصوصاً بعد ان تم تخفيض التعويضات التي تمنح لأهالي من يقضون في المعارك، وذلك إلى نحو 25 الف دولار، بعدما كانت سابقاً تناهز الـ50 الف دولار، أو حتى شراء منزل لعائلة المقاتل اذا كان متأهلاً قبل وفاته.

أسباب الأزمة المالية كثيرة. وبحسب مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي كانت إيران تمول "حزب الله" بما يقدر بـ100 مليون دولار قبل العام 2005، قبل أن يتضاعف بعد الإنسحاب السوري من لبنان، وتعاظم دور الحزب داخل وخارج لبنان، لكن مع انخفاض العائدات النفطية، والعقوبات على مختلف القطاعات الإيرانية، والتي كلفت إقتصاد طهران نحو 160 مليار دولار، منذ العام 2012، وانكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9 %، وقرار الحكومة الإيرانية زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 33.5%، اضطرت القيادة في طهران إلى خفض تمويل الحزب بنسبة 40% خلال العام 2015، وسط تخوف من أن تنفق إيران الأموال التي ستحصل عليها مع بدء تنفيذ الاتفاق النووي على الاقتصاد وشراء الأسلحة، كالصفقة التي يتداول عنها الإعلام بقيمة 21 مليار دولار مع روسيا. هذا العامل تضاف إليه العقوبات الأمريكية على رجال الأعمال المقربين من الحزب خارج الحدود، والملاحقة المستمرة، كلها أدت الى تدهور الحال، على الرغم من دخول الرئيس نبيه بري على الخط، من خلال تشكيل لجنة نيابية، الا ان الحزب لا يُعول على هذه اللجنة كثيراً، لأن القرارات السابقة والمتوقعة تصدر من الكونغرس، وهي مُلزمة، ولا يمكن إلغاؤها، فيما الغاية المرجوة من حركة  اللجنة يبقى في إطار الحد من مخاطر العقوبات القادمة على الوضع المالي في لبنان، ما يعني أن الحزب سيستمر بالتضحية بالخدمات الاجتماعية، والصحية، لحساب الميزانية العسكرية، التي تتزايد بسبب الانخراط في حرب يبدو انها ستطول، مع ما يرافق، هذه الحرب، من تكاليف وتعويضات ضخمة، دفعت الحزب لترتيب اولويات الميزانية، الأمر الذي روج له الأمين العام السيد حسن نصرالله بالطلب من المجتمع التضحية حتى يتحقق النصر. يدفع الحزب تكاليف باهظة سنوياً نظراً لإمتلاكه مؤسسات كثيرة من بينها وسائل الإعلام. فميزانية قناة "المنار"، التي فُرضت عليها عقوبات مؤخراً، كانت لا تقل عن 15 مليون دولار سنوياً، وتم تقليصها بشكل كبير مؤخراً. كما ازداد الضغط على مؤسسة "الشهداء"، ومؤسسة "الجرحى، على الرغم من تزايد أعداد الإصابات بشكل مضطرد مؤخراً، عدا عن امتلاك الحزب لمستشفيات عديدة، و12 مركزاً صحياً، ومدارس، تضم نحو 15000 طالب، معظمهم حاصل على مساعدات مالية، أو منح دراسية. وعلى قاعدة ان الصفقة بين إيران والغرب ستجعل من "حزب الله" أقوى، ينظر الحزب بكثير من الإيجابية لبداية تطبيق الاتفاق، وحصول ايران على 100 مليار دولار من الأموال المجمدة، ما سيمكّن الحزب، حسب اعتقاده، من حلحلة الأزمات المتفاقمة، وإعطاء زخم جديد، لكن للإدارة الأمريكية رأياً اخر، خصوصاً انه بعيد توقيع الاتفاق النووي عقد ادم زوبين، وكيل وزارة الخزانة بالإنابة لشؤون الإرهاب والجرائم المالية، لقاءات مع مسؤولين اسرائيليين لبحث استفادة الحزب من الصفقة النووية، وأعلن المبعوث الإسرائيلي إلى واشنطن رون ديرمر ان اسرائيل ستكون مستعدة لمناقشات تمهد لاتفاق رسمي لخطة شاملة مشتركة مع واشنطن، التي تسعى لمنع الحزب من الاستفادة لأسباب تتعلق برؤيتها للعمليات الإقليمية والدولية للحزب، والتي قد تتزايد بعد تدفق الأموال، خصوصاً بعد إشارة الولايات المتحدة لدور أكبر مفترض للحزب في اليمن، عن طريق خليل حرب، القائد السابق للعمليات الخاصة والمستشار المقرب من نصرالله، ما تمخض عنه عقوبات قاسية على الحزب وملاحقة دقيقة للممولين المحتملين في أفريقيا، ودول أخرى، لتجفيف منابع التمويل، ستتبعها عقوبات أوسع بشكل تطمح أميركا من خلاله الى شل الحزب مالياً.

 

أسئلة الكتائب لكل مرشّح للرئاسة تجعـل الامتحان لبنانيّاً وليس سوريّاً

 اميل خوري/النهار/25 كانون الثاني 2016

الأسئلة التي طرحها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ليجيب عنها كل مرشّح للرئاسة هي أسئلة من حق كل لبناني أن يطرحها مع غيرها كي يطمئن الى مستقبل لبنان والى انه سينعم في ظل حكم يثق به بالاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الثابت والدائم. لقد ولَّى زمن اخضاع كل مرشّح للرئاسة في لبنان لامتحان سوري أو غير سوري يطرح أسئلة عليه، وفي ضوء أجوبته يتقرّر تأييد ترشيحه أو رفضه. والأسئلة السورية التي كانت تتوالى على المرشّحين للرئاسة في لبنان بدأت بسؤال: "هل توافق على بقاء القوات السورية في لبنان من أجل حفظ الأمن والاستقرار فيه؟"، وأن لا يطلب خروجها منه إلا بموافقة حكومة "وحدة وطنية" والاصرار على أن تكون كذلك لكي يعطّل الوزراء الذين ينتمون الى أحزاب موالية لسورية أي قرار في هذا الشأن. وقد اعترض العميد ريمون إده في حينه على تشكيل مثل هذه الحكومة لأنها ستعطّل اتخاذ أي قرار يدعو الى انسحاب القوات السورية من لبنان بعد مرور مدة السنتين المحدّدة في اتفاق الطائف وإلاّ اعتبرت قوات احتلال. لكن الأكثرية النيابية لم تأخذ برأي إده عندما صادقت على هذا الاتفاق فكانت النتيجة ان القوات السورية ظلّت 30 عاماً في لبنان وهو خاضع بوجودها للوصاية السورية التي كانت ترغم كل حكومة يتم تشكيلها على أن تورد في بيانها الوزاري العبارة "الخالدة" وهي: إن وجود الجيش السوري في لبنان هو "شرعي وضروري وموقت". وقد استبعد إده عن رئاسة الجمهورية لأنه رفض بقاء هذا الجيش في لبنان رغم تأييد أميركا ذلك. أمّا السؤال السوري الآخر الذي طرح على كل مرشّح للرئاسة في لبنان فهو: "هل توافق على إخراج العماد ميشال عون بالقوة العسكرية من قصر بعبدا إذا لم يخرج منه طوعاً؟". فمن رفض استبعد عن الرئاسة، ومن وافق صار رئيساً، ليس لست سنوات فقط بل لتسع سنين... وبعدما خرجت القوات السورية من لبنان بانتفاضة شعبية عرفت بـ"ثورة الأرز" أصبح السؤال المطروح على كل مرشّح للرئاسة هو: "هل توافق على بقاء سلاح حزب الله لأن ثمّة حاجة اليه من أجل تحرير الأراضي اللبنانية التي تحتلها اسرائيل؟"، فمن أجاب بالموافقة أصبح رئيساً للجمهورية، وأن لا يتم تشكيل أي حكومة إلاّ إذا ورد في بيانها الوزاري "العبارة الثلاثية الذهبية" وهي: "الجيش والشعب والمقاومة". لذلك آن الأوان لأن تكون للمرشّح لرئاسة الجمهورية أجوبة واضحة وصريحة عن الأسئلة التي طرحها رئيس الكتائب النائب سامي الجميل وغيرها، لأن المطلوب رئيس لا ولاء له إلا للبنان ولا مصلحة له إلا مصلحة لبنان، رئيس إذا لم يكن مع أي محور في المنطقة لتجنّب الصراعات على أرض لبنان، فضلاً عن انقسام اللبنانيّين بين المحاور كما هم اليوم، فليكن تحييد لبنان هو السياسة الصارمة التي يجب انتهاجها، وأن تكون هناك ثقة بالرئيس الذي يطبّقها فلا يكون معروف عنه أنه يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر، إذ ليس كل من يقول بشفتيه "يا رب يا رب" يدخل ملكوت السماوات، وليس كل من يقول بشفتيه انه مع سيادة لبنان واستقلاله وحرية قراره يدخل قصر بعبدا، خصوصاً إذا كان معروفاً بسوء ادائه. لذلك يمكن القول أن لبنان دخل زمن امتحان كل مرشّح للرئاسة بأسئلة لبنانية، والقبول بترشيحه يتوقف على أجوبته عنها لأن زمن اخضاع كل مرشّح للرئاسة لأسئلة غير لبنانية أو لا تعني لبنان قد تولّى، وحان الوقت لانتخاب رئيس له مواقف صريحة وواضحة حول سياسة لبنان الداخلية والخارجية، وليس سوى سياسة تحييده ما يجنّبه الانقسامات الداخلية والتبعية الخارجية ويحصّنه ضد كل تدخّل. وبما أن لبنان هو عضو في جامعة الدول العربية، فان عليه ألاّ يصوّت مع هذا الطرف أو ذاك، بل يصوّت عندما يكون اجماع ويمتنع عن التصويت عندما يكون خلاف. لقد آن أوان أن يأتي رئيس يعمل لمصلحة لبنان أولاً وأخيراً، ولا يظلّ يأتي رئيس بارادة هذا الخارج أو ذاك ويضطر الى العمل لمصلحة هذا الخارج وتقديمها على مصلحة لبنان.

 

الخلل في التوازن السياسي يضرب عميقاً ليوقف الحريري وجعجع انهيار تحالفهما

روزانا بومنصف/النهار/25 كانون الثاني 2016

تناقلت شخصيات سياسية في الايام الاخيرة كلاما يعبر عن الاستياء بل الزلزال الذي ضرب العلاقات بين "تيار المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" والذي وان لم يخرج كله الى العلن فان الحلفاء والخصوم يعرفونه ويعملون في هديه ولا سيما "حزب الله" باعتباره الخصم الاقوى للفريقين. وفيما سرت تكهنات حول موقف الحزب وسط مؤشرات متناقضة، فان الحزب، بحسب معلومات سياسيين مطلعين، ليس محرجا من تحالف معراب فيما المشهد السياسي يصب في مصلحته خصوصا لجهة واقع قوى 14 آذار تحت وطأة الصراع على دعم المرشحين البارزين للحزب الى رئاسة الجمهورية. كما انه على عكس التكهنات، فان الحزب لم ينزعج من نقاط اعلان النوايا التي عددها الدكتور سمير جعجع فيما الكل يدرك ان الدخول في تفاصيل كل منها يفيد بانها مبادئ في حين ان وضعها موضع التنفيذ مختلف، ولا يفتقر الحزب للحجج في هذا الاطار. فالبند المتعلق بحماية الحدود مثلا قد يصطدم بوصول المعدات والاسلحة الضرورية للجيش في اي وقت في حين ان الحزب قد يتذرع بعدم امكانه ترك الحدود سائبة لعبور المتطرفين مثلا. يضاف الى ذلك احتمال الاستفادة من تحالف معراب لفتح قنوات تواصل مع جعجع الذي لم يخف رغبته سابقا في لقاء مع الحزب مع ما يعنيه ذلك من خلط للاوراق وتغيير المشهد الداخلي.

ما تخشاه مصادر عدة معنية ان ما آل اليه المشهد السياسي مع توجه كل من اركان قوى 14 آذار الى التسابق والصراع على دعم ترشيح ركن من اركان 8 آذار هو ان يكرس ذلك واقع حصول خلل في التوازن السياسي الذي كان قائما ومستقرا حتى الان في البلد وان يكون كلا من الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع يساهمان كل من جهته في تعميقه. فمع ان هناك اسبابا داخلية عدة يمكن الاستنجاد بها في هذا السياق، فانه لا يمكن اهمال او تجاهل العوامل الاقليمية بحيث تكون التطورات المتمثلة في تدخل عسكري روسي اعاد اعطاء الزخم للرئيس السوري ومدد له سنتين اضافيتين مضمونتين في السلطة قد شدت ازر " حزب الله". وينسحب ذلك على واقع اكتساب ايران زخما اضافيا لها في المنطقة بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ ورفع العقوبات عنها. فاذا كانت المؤشرات التي تمت قراءتها حتى الان دفعت الى تنازلات كبيرة جدا من الفريق الاخر فما بالك بانتظار المزيد من الوقت وسلوك بعض هذه التطورات طريقها الى الترجمة الفعلية. اذ عندئذ سيمكن تحصيل تنازلات اكبر سبق ان لوح بها نواب الحزب لدى تسرب الاعلان عن دعم ترشيح النائب سليمان فرنجيه وتتصل بموقع رئاسة الحكومة الذي يجزم المطلعون انفسهم انه بات ابرز اهداف او طموحات الحزب بعدما بات موقع رئاسة الجمهورية في جيبه من خلال ايصال احد اركان قوى 8 آذار المسيحيين خصوصا ان صلاحيات هذا الموقع لم تعد بالقوة المهددة او القائدة. وثمة من يؤكد في هذا الاطار ان الحزب لن يقبل اطلاقا ان يعود الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة حتى لو كانت وردت من ضمن الشروط او من ضمن عناصر تحالف معراب او من ضمن النقاش المفتوح مع اي من العماد ميشال عون او النائب سليمان فرنجيه بغض النظر عن واقع قدرتهما على فرض ذلك او المساومة عليه من ضمن شروط تطاول صلاحيات رئيس الحكومة. اذ ان هذه الوعود لن تستقيم في ظل وجود افرقاء آخرين لم يكونوا طرفا في كل النقاشات التي حصلت اقله ظاهريا ومن حيث المبدأ كما هي الحال مع الحزب. وثمة ما يتسرب عن لقاءات لمرشحين محتملين لرئاسة الحكومة قريبين من الحزب يناقشون مع عون احتمال ان يكونوا من ضمن التركيبة السياسية المقبلة.

ما يحتاج اليه فريق 14 آذار هو العمل فورا وسريعا على وقف الانهيارات التي قد تبدو متدحرجة والاتجاه تاليا الى الحد من الخسائر ووقف انزلاق الامور بين "المستقبل" و"القوات" نحو مرحلة لا يمكن العودة عنها اذ يزيد الكلام والمواقف المنتقدة من الجهتين الشرخ بحيث لن يعود ممكنا رأبه بسهولة، علما ان الوضع لم يعد سهلا بين الجانبين حتى الان. لا تتعلق المسألة بمصالح الجهتين المعنيتين فحسب وهما الاقدر على معرفة ذلك بل بمصلحة التوازن السياسي في البلد من جهة الذي بات مختلا بقوة، وليس اطلاق ميشال سماحة سوى نموذج على هذا الخلل والذي وعلى رغم كل المحاولات سيكون صعبا تنفيذ مضمون الخطوات الاعتراضية على اطلاق هذا الاخير. كما يضر هذا الخلل بمصلحة رأي عام بات مفجوعا بتفرق هذه القوى وصراعها على ايصال مرشحين من الفريق الخصم اياً يكن الدعم الذي يحظى به كل منهما ضمن جمهوره المباشر او المبررات التي يسوقونها امام هذا الجمهور. لذلك يصح جدا ضرورة ابتعاد النواب والسياسيين من الطرفين عن التعليق حول الموضوع الرئاسي وتهدئة التجاذب في هذا الاطار. وقد يكون نشاط وسطاء من خارج الوسط السياسي مفيدا ومحبذا اكثر بين الطرفين راهنا في هذه المرحلة لاعتبارات متعددة لا مجال للدخول فيها لان امكان التصالح بعد ان تكون وقعت الواقعة وبات هناك امرا واقعا جديدا سيكون صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا في ظل الصراع على السلطة القائم في البلد على صعيد الفريقين الاساسيين في البلد او من ضمن هذين الفريقين بالذات ايضا.

 

"الثنائية" وشياطين الخوف!

 نبيل بومنصف/النهار/25 كانون الثاني 2016

يبدو الفريق العوني اكثر تحفظا من حليفه القواتي في اسقاط رمزيات " تاريخية " على تفاهم معراب من مثل التماهي مع ذكرى اسقاط الاتفاق الثلاثي او استحضار دعم الدكتور جعجع لـ"حكومة الاستقلال" التي رأسها الجنرال عون. لن نتسرع في ادعاء أيهما اكثر حكمة في توظيف الرمزيات او التقشف فيها لأننا لا نزال في بداية تفاعل "كيميائي" بكل المعايير للحمى المسيحية الناشئة عن هذا التطور، وقد نرى الكثير من اللامتوقع متى استقامت الصورة الإجمالية لهذا التفاعل سواء في ما يتصل بمصالحة "فوق العادة" بين العونيين والقواتيين او بترشيح احد الزعماء الاكثر اثارة للجدل. ما يعنينا اكثر هي تجربة فريدة جدا تتصل بعبور مسيحي شاق من حالة التعددية السياسية الى احتمال حلول ثنائية عملاقة تستعيد ظاهرة القاطرة التي تختصر معظم الزخم السياسي والحزبي لدى المسيحيين. اغلب الظن ان هذا الاحتمال الذي يخيف كثيرين لخشيتهم من "تشييع" الثنائية المسيحية، بمعنى احتكار التمثيل والمصالح والسياسة كما لدى الثنائية الشيعية وليس بالمعنى الديني طبعا، هو اصعب بكثير مما يتراءى ببساطة لمن يبشر به من دون ان يفقه تماما عمق الخصائص المسيحية التي يستحيل معها تقريبا نجاح الاستئثار المطلق بالتمثيل والقرار. قد لا تنطبق التجربة الراهنة على التجارب السابقة التي مرت على المسيحيين بحلوها ومرها. كما يفترض الإعتراف لركني تفاهم معراب الجنرال عون والدكتور جعجع انهما يمعنان في مد اليد في كل الاتجاهات ولا يفرضان تفاهمهما ممرا الزاميا للعلاقات المستجدة مع الآخرين. ومع ذلك سيتعين على فريقي التفاهم ان يواجها بصبر، بما يفوق "النوايا العشر" اياها، محاذير إيقاظ شياطين المخاوف لدى الآخرين، وهواجس التجارب العتيقة القتالية منها والسلمية في أزمنة الحروب او في ازمنة السلم، ومحاذرة الوقوع في حقل الوهم الذي يزعم بسهولة اختصار العبور من واقع الى واقع مناقض من دون أثمان قد يغدو بعضها شديد الخطورة على التفاهم وكذلك على الجماعات المسيحية. لقد خلق تفاهم معراب واقعا جديدا بات معه القادة المسلمون اللبنانيون انفسهم يحاذرون اتخاذ اي موقف قد يشتم منه ايحاء سلبيا ضد الخطوة المتعلقة بالمصالحة المسيحية. ولكن النوم على حرير هذا الزمن الذي لا يزال في بداياته والظن بانه يتيح المضي بتجربة ثنائية مطلقة "القوة" سيغدو امرا آخرا محفوفا بشتى انواع المغامرات. ولا ضير هنا من التذكير ببديهيات اثبت عبرها المسيحيون، رغم أخطاء كوارثية ارتكبتها قواهم، بأنهم استعصوا على "منظومات" ثلاثية او ثنائية الا لحقبات خاطفة سرعان ما كانت تتبدل بأشكال دراماتيكية، ولعل ابرز الشهود على ذلك هما رمزا تفاهم معراب.

 

الفرزلي لـ"النهار": انتهى اللعب على التناقضات المسيحية المسألة لا تتحمل حتى الربيع وعون لن ينسحب

بيار عطاالله/النهار/25 كانون الثاني 2016

نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي راض عما يجري بين حزب "القوات" و "التيار الوطني الحر"، وهو من مؤيدي المبادرة والاتفاق "الى الآخر" رغم كل التاريخ الصدامي بينه وبين رئيس "القوات" سمير جعجع. المسألة في رأيه ليست شخصية ولا خاصة، بل "فرصة تاريخية للمسيحيين كي يتوحدوا وينتزعوا حقهم في الشراكة والتوازن وإعادة تشكيل الأوضاع السياسية في البلاد بعدما دارت الأيام وطواحينها على حساب مصالح المسيحيين وحضورهم في الدولة ومؤسساتها". ليس إيلي الفرزلي وحيداً في هذا الموقف. يمكن اعتباره عينة من مواقف فئة واسعة من السياسيين المسيحيين المستقلين القريبين من قوى 8 اذار بدون ان يكونوا اعضاء في جبهة أحزابها. بهذا المعنى يمكن استنساخ تأييد الفرزلي لمبادرة معراب على مجموعة لا باس بها من الشخصيات المسيحية الملتفة حول العماد ميشال عون (والأمر ليس سراً) وهم من مختلف المذاهب المسيحية وخصوصاً من أعضاء "اللقاء الارثوذكسي"، الى شخصيات كاثوليكية ومجموعة لا بأس بها من الموارنة غير الحزبيين الذين كانوا يجتمعون في "بيت عنيا"- حريصا، ولم تفض اجتماعاتهم الى موقف حاسم ونهائي. في تحليل الفرزلي، المرتاح الى تطور الوضع الميداني والسياسي في سوريا وأوجه التدخل الروسي، أن اللعب على التناقضات المسيحية او الخلاف التاريخي بين عون و جعجع لا يمكن الاستمرار فيه الى ما لا نهاية، وما جرى بدءاً من زيارة جعجع للرابية وتوقيع "اعلان النيات" بين الجانبين، وانتهاء بترشيح "القوات" للعماد عون هو لحظة تاريخية لا يجب التعامي عنها. في رأيه ان جعجع لن يتراجع عن خطوته ترشيح عون، والامور امام احتمالين "راديكاليين" كبيرين، فإما ان يسير الأطراف الآخرون بمبادرة عون وجعجع، وعند ذلك لا بد من اعادة انتاج الدور المسيحي ضمن النظام اللبناني، مع ما يعني ذلك من تغييرات في طريقة التعامل مع المسيحيين في كل الملفات المطروحة على صعيد قانون الانتخاب والادارة العامة، أو يرفضون المبادرة مما يستلزم اعادة انتاج النظام اللبناني وتثبيت المشاركة واحترامها بكل اوجهها في كل المستويات، وذلك من ضمن ما يراه الفرزلي "لحظة اعادة تشكيل المنطقة ككل، من سوريا الى العراق وغيرهما من الدول". أما موقف "حزب الله" من مبادرة معراب، فيراه الفرزلي "حكيماً" يعالج الأمور بهدوء داخل المكوّن الشيعي وصفوف حلفائه، ويأخذ في الاعتبار ان للمرشح النائب سليمان فرنجيه تاريخاً وتراثاً طويلين في العلاقة التحالفية مع الحزب، والمسألة تحتاج الى التواصل والروية لتظهير أي موقف. والامور بالنسبة الى الفرزلي، ليست في مسار تراجعي بل تدخل في سياق توفير الظروف الملائمة للسير بالمبادرة، وعندما يحسم الأمر على مستوى قرار الرئيس نبيه بري فسيشهد الوضع حلحلة على مستويات عدة، ليس بعيداً عنها موقف النائب وليد جنبلاط وكتلته. لكن الأهم ان الامور لن تطول الى الربيع، وعلى "تيار المستقبل" المتمسك بـ"امتيازاته الوهمية ورفض الشراكة"، استيعاب ان العماد عون "لن ينسحب من السباق الرئاسي حتى لو تركه "حزب الله" وجعجع وجميع مؤيديه، لأن المسألة مبدئية ولا تتحمل التأويل".

ويكرر الفرزلي بثقة "ان التهويل على المسيحيين والتلويح بعدم موافقة هذه الدولة او تلك على ترشيح العماد عون هو من باب تحريض الخارج على الداخل كما كان يجري في ايام السوريين بأيدٍ لبنانية، لكن هذه الأمور ما عادت تجدي، والمسألة لا تتحمل حتى الربيع".

 

لماذا جدار 14 آذار مُنخفض؟

هاني النصولي/النهار/25 كانون الثاني 2016

أوجه رسالة مباشرة الى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، وصريحة الى جمهور "ثورة الأرز"، وواضحة الى من يطوف في فلكهما من نواب ووزراء وأحزاب ومناصرين. في العصر الإسلامي، شهرَ أجدُادنا سيوفهم تأييداً لعدالة الخليفة عمر بن الخطاب وفتوحات صلاح الدين الأيوبي الذي حرّرَ مدينة القدس في معركة حطين. وفي الحقبة العربية، رفع أباؤنا بنادقهم دفاعاً عن عروبة جمال عبد الناصر وحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم. وفي الزمن اللبناني، وقف أبناؤنا الى جانب نزاهة فؤاد شهاب وفكر كمال جنبلاط ولبنانية رفيق الحريري وفروسية جبران تويني وأبطال "ثورة الأرز"، الذين أخرجوا جيش الاحتلال الاسدي من لبنان. تاريخنا مليء بالكفاح من أجل الحرية والعدالة والسيادة وحقوق الانسان، فلماذا تستعجلون حواراً مع حزبٍ تعمّد رئيس كتلته إنزال الإساءة بالرئيس سعد الحريري، واصفاً ايّاه بأنه "وكيل عائلة خليجية... يعيش الإفلاس في ملاذه... يجب ألّا يجد مكانا له في لبنان من أجل نهب البلاد مرة جديدة"؟ لماذا يسارع الوزير نهاد المشنوق الى الجلوس مع حزبٍ صرّح وزيره: "ما نسمعه من وزير الداخلية على طاولة الحوار مغاير تماماً لما قاله في الاعلام، فصرنا أمام لسانين ولغتين ووجهين مناقضين"، كذلك أضاف أمينه العام السيد حسن نصرالله: "اذا أردتم ان تغادروا الحوار الله معكم، ولكن لا تمننونا".

تاريخ اجدادِنا المجيد وأبائِنا الناصع ونضال ابنائِنا الفروسي، لا يأذن لأي كان في "تيار المستقبل" غضّ النظر أو ابتلاع اهانات "حزب الله" الشائنة، ومن بعدها الجلوس معه الى طاولة الحوار، وهو ليس بحوار. هل قرأتم في أي من صفحات التاريخ أنّ الأحزاب الفاشيّة تحاور؟ أتدّعون خشيتكم من الفتنة السنّية - الشيعية، وأنتم تعلمون يقيناً أن قرارها خارجي لا في يد "تيار المستقبل". أتزعمون أنكم "أم الصبي" والصبي يهاجر تحت أعينكم في قوارب الهلاك هرباً من الفقر واليأس والذلّ والموت! لا تكونوا "رجال أعمال" في مواقفكم السياسية، فتتلهّون بإتمام الصفقات وتتعثرون في ترحيل النفايات، بدل الثبات على مبادئ "ثورة الأرز" والدفاع عن دماء الشهداء. لا تحوّلوا لبنان شركة مساهمة لجني المغانم، لتدونوا وطنكم في السجل التجاري لا في سجل الأمم. لا تشوّهوا النضال ليصبح شركة استثمارات تمارس المقاولات والتعهدات والمناقصات، عوض التضحيات لبناء المجتمع والوطن. لا تنحنوا، لا تنبطحوا، لا ترضخوا، لا تركعوا أمام "حزب الله" وحلفائه، بل كونوا فخورين بأنفسكم، معتزين بمواقفكم الوطنية، كما أرادكم الرئيس رفيق الحريري!

أتخشون أن يكشف "حزب الله" ملفاتكم المالية؟ ملفات توعّد بفتحها النائب محمد رعد، حين قال: "لو أردنا ان نفتح الملفات لسقط الهيكل فوق رؤوس الجميع، ولم يبقَ حجر على حجر في هذا البلد". أتطعنون رئيس القوات اللبنانية حليفكم المسيحي القوي بخنجركم السياسي، كي ترشحوا لرئاسة الجمهورية الصديق الوفيّ لقاتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشعب السوري؟ أنتم من دفع الدكتور جعجع، مُكرهاً لترشيح الجنرال عون، كي يرد عنه طعناتكم السياسية. لماذا لم تكشفوا الى الآن هوية من سرّب الى وسائل الاعلام أن الرئيس الحريري طلب من النائب فرنجيه، مليار دولار سنوياً ليتمكن من الحكم، وان ترفع الضريبة على القيمة المضافة 5 نقاط دفعة واحدة من 10% الى 15%، وإصدار قوانين وقرارات لإخراج شركة "سوليدير" من ازماتها؟ ولمَ لم يصدر نفيٌ قاطعٌ من جانب "تيار المستقبل" وقادته؟ أليس مُخزياً أن ينكبّ نائب من صقور "تيار المستقبل" على اقناع جمهور 14 آذار، أن خيار التصويت لفرنجيه، "أفضل من خيار الجنرال عون، لأن الخطر اليوم لم يعد من سوريا، بل من "حزب الله"؟ ألهذا المستوى من الانحدار والجهالة السياسية وصل بعض كوادر "تيار المستقبل"؟ ثم نبصركم تتنافسون للوقوف أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، متمتمين ببعض الآيات. فإلامَ سيصمت الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ضريحه؟ إنها عقول "تيار المستقبل" المشوّشة والمواقف المرتجفة التي أذنت للوزير جبران باسيل، بالوقوف بكل جرأة أمام وزراء الخارجية العرب واعلان موقف مخالف للإجماع العربي وضد مصلحة لبنان. ولأن جدار 14 آذار أمسى منخفضاً، بالأمس أخلي ميشال سماحة ناقل المتفجرات ومهندس الفتنة الطائفية. هذا الإرهابي الذي تخلّى عنه رفيقه اللواء جميل السيّد، حيث رأى أنّ "سماحة خان ثقتي وأخطأ بحقي... فمن اليوم فصاعداً، كل في طريقه، انتهينا". مما يعني ان سلامة اللواء السيّد الشخصية، تُلزمه الابتعاد عن سماحة، لإدراكه أنّ قراراً سورياً بالتصفية قد اتخذ!

لحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

 

إنها عاصفة فرنجيّه

ميرنا زخريا/النهار/25 كانون الثاني 2016

هلكتونا وطوّشتونا، وعلى مدى سنتين زحتونا بعبارة "الرئيس القوي". بعد كل ما قيل ويُقال، كلمة حقٍ تعلو بعد طول انتظار، يبدو أن سليمان فرنجيه يتمتّع بصفات القوي خارجياً كما داخلياً، خصوصاً أنّه تفرّد (دون غيره) بإحداث تحرّكات سياسية لمجرّد ذهابه إلى العاصمة الفرنسية. وبهدف وصف الواقع أتوجّه إلى أبو طوني، وأقول:

1- أقلقتهم: إضطربوا لدرجة بدأوا منذ اللحظة الأولى يحوكون المؤامرات، ويصطفّون تحضيراً للمُواجهات.

2- كشفتهم: صُدموا حتى أنهم نَسوا تصريحاتهم بتأييدك، أيها البديل، وأحمد الله أنهم لمْ ينعتوك بالعميل.

3- إستعجلتهم: ما كان على نار هادئة صار يغلي على نار لاهبة، وما كان مستحيلاً بات فجأةً حكيماً.

4- حرّكتهم: تكثفت اللقاءات بين الفقراء كافة، ثم ازدادت الاجتهادات بعد أن كان إستحقاقاً رئاسياً منسياً.

5- جمعتهم: ما لمْ يحصل خلال ثلاثين عاماً حصل بسببك عقب اجتماعين، وتناسوا الأحقاد والشهداء.

6- فرّقتهم: أحدثت خضّة في التوازنات السياسية التقليدية فاهتزّت التحالفات، منها في السرّ، ومنها في العلن.

7- مزجتهم: ربّما هي هالة الكرسي الماروني، وعلى ذمّة "حزب الله" فإن طرح إسمك أدّى إلى خلط الأوراق.

هل تكون فخامة الرئيس القوي؟! إذ قبل أن تصبح رئيساً أثرت عاصفةً مُلوكيةً (عربية دولية، وطنية إقليمية، سنيّة شيعيّة، مارونية مارونية، وحتى درزيّة جبلية)، فكيف لوْ صرت الرئيس؛ وعاد الحفيد إلى المجد التليد؟

ترشّح جعجع سنة 2014 كيْ يقطع الطريق على عون، وسنة 2016 رشّح عون كيْ يقطع الطريق على فرنجيه. فهل نحن أمام مسلسلٍ طويلٍ عنوانه قطّاع الطرق؟ أكيد، أكيد، أكيد، لا، فرئيس القوات اللبنانية هو عُضو في نادي رجال "الأفعال" المدروسة والملموسة، أما "ردود الفعل" فقد كانت مدويّة وواضحة الهويّة، إذ من ينسى: كِحل عبيد ولا عمى فرنجيه، بدكم بشّار تاني بلبنان؟ ليش هوي مش أنا؟... ليتهم اتفقوا منذ البداية وجنّبونا غيابَ الرؤساء، بلْ ليتهم اتفقوا منذ ما قبل البداية وجنّبونا حربَ الإلغاء.

العناوين الثلاثة التي لا خوف عليها مع أيٍ من الأقطاب الأربعة، هي: "القانون الإنتخابي، التعيينات الأمنية، والمصالح المسيحية"؛ ذلك أن الزعماء الموارنة يختلفون في الزواريب السياسية، لكنهم جميعهم أمناء على الحقوق المسيحية. أما لبّ الإشكال فيتلخص بثلاثة عناوين أخرى، وهي: "المقاومة، سوريا، إيران".

وبالتالي، يستحق كل مواطن لبناني وكل مواطنة لبنانية أن يشرح لهم المعنيون الإلتباس في النقاط الرمادية بين وثيقة الـ2006 التي تلوح منها عبارة (جيش شعب مقاومة) ونقيضتها وثيقة الـ2016 التي تلوح منها عبارة (بسط سُلطة الدولة وحدها على كل الأراضي).

أما بالنسبة الى منْ يُصرّح بأن لا دخل لتوافق عون وجعجع بترشيح فرنجيه، فأرجو من كل قارئ أن يجيب عن السؤال الآتي: لوْ لمْ يرشّح فرنجيه، هل كان جعجع ليرشّح عون؟ وبالنسبة لمنْ يُصرّح بأن التوافق المسيحي المسيحي هو المعيار، وهو الخيار، ففي هذا الوضع نكون أمام حالة "نيو مسيحيّة" تسمح وتُسامح حين "يتفق مسيحيّان على مسيحيّ ثالث"، أهذه هي تعاليم الإنجيل المقدّس؟ يا ليتهم اتفقوا على تحديد هوية أصدقاء لبنان وأعداء لبنان، يا ليتهم تآخوا ضد النفايات والفقر والجوع والتلوث والأمراض والعتمة والبطالة. إنما حسبما يُقال المصيبة بتجمع.

جعجع رشّح عون رئيساً على عرش بعبدا لست سنوات، فيما عون رشّح جعجع زعيماً على عرش لبنان لسنواتٍ وسنوات. كلمة حقٍ تُقال إنها خطوة ذكية لرئيس حزب القوات اللبنانية. لك مني تهنئة وتحية، فقد أربكت الوُجوه السياسيّة. وفي عملية تحليلية شخصيّة، بعيدةً عن الإصطفافات السياسية الحزبية:

¶ الرابح الأول هو حزب القوات الذي يُقال إنه تنازل من أجل إعادة جمع المسيحيين، من دون ضمان احتمال فوز العونيين.

¶ الرابح الثاني هو تيار المردة الذي زعزع مصداقية عون المسجّلة داخل بكركي، ووطأ بخطوات ثابتة ميدان الرؤساء.

¶ الخاسر الأول هو "حزب الله" الذي تمسّك بسلّة البنود وتجاهل سلّة الأوفياء، كما حمل على كاهله لقب مُعرقل الرئاسة.

¶ الخاسر الثاني هو التيار الوطني الحرّ الذي أكد نظريّة التمسّك بالكرسي بأي ثمن،

كما نظريّة التقلّب أكثر من جنبلاط.

باختصار، إنها عاصفة فرنجيّه.

باحثة في علم الاجتماع السياسي

 

المؤامرة على سوريا.. من 1920 إلى 2016

إياد أبو شقرا / الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/16

تبدو الأزمة السورية اليوم تكرارًا مؤلمًا لفصول قضية فلسطين. ذلك أن معظم ثوابت القوى الكبرى إزاء منطقة الشرق الأدنى بعد الحرب العالمية الأولى ما زالت قائمة. فنحن ما زلنا نعيش الاعتبارات الدينية والثقافية والمصلحية ذاتها التي أسّست قبل نحو 100 سنة لصفقة اقتسام تركة الدولة العثمانية تحت اسم «سايكس - بيكو»، ومعها ارتباطات السير مارك سايكس الوثيقة برعاة قيام إسرائيل بموجب «إعلان بلفور». الثورة السورية، كالانتفاضات الفلسطينية في العقود الأولى من القرن العشرين، بدأت انتفاضة شعبية تطالب بالحرية والكرامة وحق تقرير المصير، لكنها سرعان ما وجدت نفسها محاصرة بـ«لعبة الأمم» التي لا تقيم وزنًا لشعب ولا تعبأ بحق. وشيئًا فشيئًا أخذت الأمور تتكشّف بالتوازي مع تبدّل موازين القوى على الأرض. وما كان سرًا الدور الإقليمي لنظام آل الأسد، ذلك أنه اضطلع بتأديته حتى قبل أن يغدو حافظ الأسد الحاكم الرسمي لسوريا في أواخر 1970. كان في صميم مهام حافظ الأسد «رجل اليمين» في حزب البعث العربي الاشتراكي اعتماد سياسة إقليمية «واقعية» تتعايش مع «حقائق المنطقة»، على رأسها احترام وجود إسرائيل وضرب كل القوى الراديكالية من أقصى اليسار الثوري إلى أقصى اليمين الإسلامي، والعمل على اختراق كل التكتلات والمزايدة عليها في كل شعاراتها.. ثم عند الاضطرار اللجوء للقتل والقمع.

طيلة 8 سنوات ناور حافظ الأسد ولعب بمهارة، مدعومًا برضا دولي مستتر، وظلت شعاراته «العروبية» و«الوحدوية» و«العلمانية» و«الاشتراكية الإصلاحية» سلعًا قابلة للتصدير والترويج. وخلال السنوات الثماني وثق به هنري كيسنجر ليكلفه بضرب المقاومة الفلسطينية، و«ضبط» انفلات لبنان خلال عقد السبعينات، على الرغم من خوضه «حرب تشرين» ضد إسرائيل - بل ربما بسبب مشاركته في تلك الحرب «التحريكية» - ولاحقًا في عام 1982 غض العالم طرفه عنه عندما ارتكب «مجزرة حماه» التي يقال إنه قتل فيها ما بين 20 ألفًا و40 ألف شخص خلال 27 يومًا.

عام 1979 عندما انتصرت الثورة الخمينية في إيران، كان الحكم «العروبي العلماني» البعثي في دمشق الداعم الإقليمي الأول لإيران الخمينية، وهذا حتى بعدما أعلنت أن استراتيجيتها هي «تصدير الثورة». وبعدها عندما واجه العراق، مدعومًا بالكثير من الدول العربية المتوجّسة خيفة من أحلام الهيمنة الإيرانية - وقفت دمشق حافظ الأسد «البعثية» ضد بغداد صدام حسين «البعثية».. مؤيدة طهران «الخمينية»! ولكن حتى هذا المفصل، تجاوزه حافظ الأسد بفضل دهائه، وإتقانه تقديم الخدمات الاستراتيجية لـ«الكبار» حين وحيث تقضي الحاجة.

خروج الأسد الأب من المسرح تدريجياً وتولّي جيل الوارثين عام 2000، لم يغير التوجهات العامة للنظام، إلا أنه غير أسلوب تعامله مع الأزمات. فلقد انتهت مرحلة الحكمة في التعاطي السياسي وفق مقولة «ضربة على الحافر وضربة على المسمار»، وبدأ نهج الإقصاء والإلغاء بالقتل.. الذي راكم الأخطاء وشجّع طهران على تولّي دور أكبر في تسيير الشأنين السياسي والأمني. أول الغيث بدأ بـ«الانتحارات» الداخلية بدءًا من رئيس الوزراء محمود الزعبي (قبل أقل من شهر من تسلم بشار الرئاسة)، ولاحقاً غازي كنعان، وغيره. ثم إلغاء المعارضين في لبنان، سياسيًا في البداية، فجسديًا عبر الاغتيالات، وكان أبرزها اغتيال رفيق الحريري. وتوسّع هذا النهج ليغدو استراتيجية التعامل في الداخل والخارج. ولعله عند هذه النقطة ما عاد ممكنًا الجزم تمامًا حيال أين تؤخذ القرارات الأساسية.. في دمشق أم طهران؟!

«الحالة اللبنانية» كانت خير مؤشر لواقع الأمور في دمشق. فـ«الجهاز الأمني اللبناني - السوري» الذي كان يحكم لبنان فعليًا خلف واجهة رئيس لا يملك من أمره شيئًا، أشرف على عملية بناء «دولة» حزب الله التابعة مباشرة للحرس الثوري الإيراني. واليوم، «دولة» حزب الله أقوى من «دويلة»الجمهورية اللبنانية بدليل رفض لبنان في اجتماعي وزراء الخارجية العرب التصويت لإدانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، وتكراره الموقف نفسه في اجتماع مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي. أضف إلى ذلك منع حزب الله انتخاب رئيس للجمهورية لمدة تزيد على سنة ونصف السنة، وفرضه إطلاق وزير سابق مقرب من الحزب ونظام دمشق رغم اعترافه بالصوت والصورة بنقل متفجرات لإحداث فتنة، وأخيرًا لا آخرًا عجز «الدويلة» الرسمية عن منع «الدولة» غير الرسمية عن خوض حروب خارج الحدود.

ضغط واشنطن بالأمس على المعارضة السورية، المحاصرة بين الاحتلال الإيراني والقصف الجوي الروسي والإرهاب الداعشي أصلاً، يوحي بصحة تقرير الصحافي الأميركي سايمور هيرش عن ضلوع هيئة الأركان المشتركة الأميركية ومعها استخبارات وزارة الدفاع بالتنسيق مع الروس والإسرائيليين والألمان لإنقاذ نظام الأسد. فالموقف الأميركي اليوم يتبنى موقف موسكو تمامًا إزاء النظام والمعارضة في سوريا، وأصوات مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلي خلال السنة الماضية تصب في الاتجاه نفسه. أكثر من هذا، فإن التنسيق الأميركي النشط مع الجماعات الكردية الانفصالية في شمال سوريا على طول الحدود مع تركيا ينمّ عن أن واشنطن - بصرف النظر عن «رمادية» كلام نائب الرئيس جو بايدن - تؤيد قيام دولة كردية كبرى في المنطقة. وكان قد صدر كلام لعضو في الكنيست الإسرائيلي عن «استحقاق الأكراد دولة مستقلة لهم». أخيرًا، عودة إلى لبنان، لا بد من تذكر أن البطريرك الماروني بشارة الراعي كان أول من أعرب صراحة في بدايات الثورة السورية عن تحفّظاته عنها، وقوله غير مرة في لبنان وفي زياراته الخارجية، ابتداءً من فرنسا، ما معناه أن نظام الأسد «قد يكون سيئًا، لكن البديل الآتي من الثورة أسوأ». هذا، بالضبط، هو المناخ الذي يتغذّى على ذهنية «تحالف الأقليات» في الشرق، التي كانت في صميم الفكر السياسي للانتداب الأنغلو - فرنسي ونشوء الأوطان الدينية - الطائفية، وأولها إسرائيل. وللأسف الشديد ما كان ينقص «تحالف الأقليات» (غير السنّية) ليفرض خرائطه على المنطقة سوى استيلاد غول «داعش» والاتفاق الإيراني - الأميركي الذي يجعل من «الولي الفقيه» وحرسه الثوري طليعة مضرمي نار الحرب الأهلية الإسلامية - الإسلامية.

 

استعادة العربي من الركام

 غسان شربل/الحياة/25 كانون الثاني/16

يدفع الشرق الأوسط اليوم ثمن مجموعة من الزلازل ضربَتْه وأطاحت ركائز استقراره. لا مبالغة في القول إننا نتحدث عن منطقة منكوبة. عن كيانات ممزّقة، وكيانات خائفة، قلقة من جيرانها. ومرتبكة بأقلياتها. نتحدث عن أنهار من الدم، وملايين المهجّرين، عن اقتصادات مدمَّرَة، وولاءات عابرة للحدود. عن أزمات هوية وقلق على الوجود. تدفع المنطقة ثمن زلازل تلاحقت. الثورة الإسلامية في إيران وتصدير الثورة والنهوض الشيعي. صعود التيار السنّي المتطرّف. الحرب العراقية - الإيرانية. الغزو الإسرائيلي لبيروت. الاجتياح العراقي للكويت. الغزو الأميركي للعراق وما رافقه وتبعه. انسحاب باراك أوباما من العراق وتركه جمر المنطقة في أيادي أهلها. «الربيع العربي» ومحاولة الإسلاميين الاستيلاء على قطاره. الأزمة السورية بعنفها وتدخّلاتها ودمويتها وصولاً إلى التدخُّل الروسي... والاتفاق النووي الإيراني، هذا فضلاً عن النزاع الشيعي – السنّي. ليس من السهل على دول تعيش بلا مؤسسات راسخة وواسعة التمثيل، استيعاب هذا الدَّفق من الزلازل. هكذا انفجرت كيانات واندفعت مجموعات إلى تصفية حسابات تاريخية ورسم الحدود الجديدة بالدم والفرز السكاني. لا نتحدث عن انهيار أنظمة بل كيانات، ولا نتحدث عن اشتباك بل عن سقوط تعايش. يسمع الصحافي في هذه الأيام عبارات لم يتوقّع يوماً أن يسمعها. يقول المتحدّث: «إذا أدى التدخُّل العسكري الروسي إلى رسم حدود سورية المفيدة فإن لبنان المطوّق سيكون محافظة تابعة لها. لا أعرف ماذا سيكون موقع مليون سنّي لبناني ومعهم مليون سنّي سوري لجأوا إليه. أنظر إلى وضع السنّة في الأنبار ووضعهم في سورية».

ويضيف: «لبنان القديم لم يعد موجوداً. المكوّنان الكبيران فيه يبحران في اتجاهات متعاكسة. التقسيم في لبنان مستحيل. السلام فيه سيكون جزءاً من الهدنة في المنطقة. سيكون الكيان غطاءً هشّاً لمجموعات متربّصة تعيش في بلد فقير». ذكّرني كلام المتحدث اللبناني بما كنتُ سمعتُه في برلين حين أصرّ اللاجئ السوري على أن نتحدث على انفراد. كان ناشطاً في مجال حقوق الإنسان قبل أن يستقيل من وطنه. سألتُه عن رحلته في قوارب الموت فأجاب: «سأقول لك الحقيقة كي لا تخطئ. إنها موجعة ورجائي ألاّ تنشرها كي لا تضاعف آلام السوريين وهي رهيبة».

غالَبَ دموعه وأضاف: «لم تعد هناك سورية. يمكن أن تعثر هناك على سنّي وعلوي ودرزي. على عربي وكردي. لكنك لن تعثر على السوري الذي تتطابق مشاعره مع خريطة سورية التي تعرفها. كيف تفسر أن سوريّاً يقاتل إلى جانب شيشاني لأنه سنّي؟ وكيف تفسّر أن علوياً يقاتل إلى جانب أفغاني لأنه شيعي؟ الأكراد يوسّعون مناطقهم. لن يقبلوا أبداً العودة إلى ما كان. توزّع السوريون على الخرائط الصغيرة. حين يتوقف إطلاق النار، سنكتشف الأهوال ومعها الفرز السكاني. مشكلتنا أعمق من «داعش» على رغم أخطاره وأهواله». تذكّرت أيضاً ما سمعته في بغداد حين قال لي الرجل العراقي: «كان صدام حسين طاغية ومجرماً رهيباً، ولكن كان هناك العراق. قاتلنا لاستعادته منه. أعترف لك بأمانة. ما فعله العراقيون بالعراقيين بعد غياب صدام أقسى بكثير مما فعله بهم. ما حصل بعد رحيل المحتل الأميركي أشدّ هولاً مما حصل خلال الاحتلال. الاغتيالات والتطهير العرقي والفرز السكاني. لا أعفي أي فريق من الارتكابات. عملياً لم يعد هناك العراق. هناك ميليشيات وطوائف وعشائر. هناك عرب شيعة وعرب سنّة وهناك أكراد. العراق الذي كنّا نعتبره دولة عربية عريقة وواعدة لم يعد موجوداً. حين يتوقّف القتال سيكون العراق كياناً هشاً تتعايش فيه مجموعات مثخنة وفقيرة، ومرتهنة للإرادات الخارجية».

في أربيل، قال الشاب الذي رافقني في الجولة: «أنتَ تستطيع زيارة بغداد، أما أنا فطُردت من الحي الذي وُلدتُ فيه. الغريب أنني لم أُطرد لأنني كردي بل لأنني سنّي». وتسمع من العراقيين أن السرطان أصاب الكيان العراقي قبل ظهور «داعش» وإن كان هذا التنظيم أدى الى استفحاله وانتشاره. أقسى ما في هذه الصورة أن العربي هو ضحيتها الكبرى. الإيراني ينتظر في دولته وهي غير مهدّدة. والتركي ينتظر في دولته وإن هبت رياح التفكُّك عليها وحولها. والكردي يستعدّ لحجز موقعه في كيانات سايكس بيكو التي شاخت. الكيانات التي تمزّقت عربية. والكيانات القلقة عربية. والقتيل عربي والمهجّر عربي والركام عربي. يعيش العربي وسط الركام وأصوات سيارات الإسعاف. يخاف الحاضر ويرعبه المستقبل. السؤال هو هل يمكن استرداد العربي من الهاوية؟ وهل يمكن إيقاظ العروبة التي تتسع للتعايش والتقدُّم؟ هل يمكن للتمرُّد السعودي على سياسة التدخُّلات الإيرانية أن يتحوّل يقظة عربية لاستعادة التوازن في الإقليم إذا انخرطت مصر وأطراف عربية أخرى في مشروع بهذا الحجم؟ إن المعركة الفعلية هي استعادة العربي من ركام الزلازل ورياح التفكُّك والظلام واستعادة العروبة الرحبة لتنظيم العيش بكرامة مع المكوّنات الأخرى في الشرق الأوسط الرهيب.

 

«لكم سورية ولنا إيران»... ماذا عن الأسد والمعارضة؟

 جورج سمعان/الحياة/25 كانون الثاني/16

أن تعلن المعارضة السورية وفداً للمفاوضات تدرك سلفاً أنه لن يكون مقبولاً يعني أنها تبعث برسالة إلى روسيا. عنوانها أنها لم تستسلم بعد. لن ترضخ للضغوط والمساومات بين موسكو وواشنطن. ولن تنتظر أن يسمي المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ممثليها إلى «جنيف 3». ليس المقصود بخيارها المتشدد أن تطيح المفاوضات. فهي تريد أيضاً المساومة حيال تهديد الكرملين وخياراته وبدائله الجاهزة والمعلنة. أي أن اختيارها هذه الأسماء ليس نهائياً. فإذا تقدم الآخرون خطوة نحوها تقدمت هي نحوهم بتبديل في تشكيلتها. إنها تخبئ أسماء أخرى. يعني أنها تحمل بيد وفداً متشدداً وباليد الأخرى وفداً معتدلاً. لكنها لا يمكن في نهاية الأمر أن تتجاهل توافق الأميركيين والروس وبعض المعنيين الآخرين مباشرة ورغباتهم، خصوصاً في وجوب حضور «الاتحاد الديموقراطي الكردي» لما له من تمثيل على الأرض يكاد يوازي عملياً حضور الفصائل الإسلامية المعتدلة و «الجيش الحر». إضافة إلى أن الكرملين والبيت الأبيض يراهنان على ذراعه العسكرية، «قوات حماية الشعب»، أداة رئيسية في المواجهة مع التنظيمات الإرهابية من «داعش» إلى «جبهة النصرة». فضلاً عن وجوب حضور «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» برئاسة قدري جميل، و «مجلس سورية الديموقراطي» برئاسة هيثم مناع. والأخيران من رموز مؤتمري موسكو والقاهرة.

يستند «الائتلاف الوطني» وشركاؤه في مؤتمر الرياض في المساومة والمواجهة مع موسكو إلى «الأصدقاء». والواضح تماماً أمامه أن المعنيين بالأزمة السورية لا يتحركون في إطار قراءته للتسوية السياسية أو لبيان «جنيف 1». فهو لم يكن حاضراً لا في لقاءي فيينا وما خرجا به من قرارات، ولا في مجلس الأمن عندما أصدر بالإجماع القرار 2254. القراءة الدولية للبيان هي الإطار ولا مناص من التحرك في هذا الإطار. والواقع أن خيارات الائتلاف ضيقة جداً: إما التسوية السياسية التي يرسمها الرئيس فلاديمير بوتين بتفاهم ضمني مع نظيره الأميركي باراك أوباما، وإما الحل العسكري على الطريقة الروسية التي تتحرك على أساس لائحة واحدة للحركات الإرهابية، لائحتها هي فقط لا غير مهما صدر من اعتراضات ومناشدات من هنا وهناك لم تلق حتى الآن آذاناً صاغية! خلاصة القول إن المعارضة لم تعد تملك باعاً سياسية طويلة يمكنها فرض أجندتها أو قراءتها لمسار الحل أو المرحلة الانتقالية وشكل الهيئة التي ستدير هذه المرحلة. كل شيء رسمه الآخرون في الخارج ودعوها إلى المشاركة. كذلك الأمر على الصعيد الميداني. لم يعد مجال للرهان على خروج الروس من سورية بعدما منحهم النظام قواعد ثابتة ودائمة في البلاد. وبالتالي بات الحديث عن خيار الحسم العسكري مستحيلاً. وهو في الأصل قبل التدخل الروسي لم يكن أحد يتوقع مثل هذا الخيار، لا من جانب النظام ولا من جانب خصومه. ليس هذا فحسب، فالفصائل المعتدلة التي تقاتل النظام تواجه اليوم الآلة الروسية. وتواجه أيضاً التنظيمات الإرهابية. قد تجد نفسها غداً في مواجهة مع «الإدارة الذاتية» لمناطق الكرد. وهؤلاء لديهم قوة عسكرية لا يستهان بها ستتعزز بوجود القاعدة الأميركية التي ستنشأ في شمال البلاد، في محافظة القامشلي. فكيف يفاوض المعارضون ويدهم السياسية قصيرة والذراع العسكرية للآخرين أقوى؟

أما أن تهدد المعارضة بالتخلف عن الحضور إلى جنيف فتلك أمنية الرئيس بشار الأسد الذي لا تعنيه المفاوضات لا من قريب ولا من بعيد. من دون أن يعني ذلك أن مستقبله بات مضموناً أكثر من أي وقت مضى بعدما أخذت روسيا على عاتقها إدارة مسرح العمليات. واستعادت قواته بعض المعنويات. واطمأن أهل الساحل ومجموعات ومكونات من طوائف أخرى تمسكت بالنظام إلى أمنها ومصيرها. هذا ليس كل شيء. فهو يدرك أن البيئة الشعبية التي وقفت معه تعاني من الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وتراقب بنقمة قلةً من المحيطين تدير اقتصاد حرب وتراكم ثروتها على حساب الناس وقوتهم اليومي. وهذه بلا شك ترى إلى فلاديمير بوتين «رئيساً». مثلما ترى إليه مكونات أخرى في الوسط السني وغيرها منقذاً لها من سطوة الإيرانيين وميليشياتهم، وسطوة الحركات المتشددة... وإن كانت لا تخفي غضبها من رأس النظام الذي أخرج البلاد من احتلال إلى احتلال. فضلاً عن القتل والتهجير والتدمير. ويدرك الرئيس السوري أيضاً أن تفاهم الكبار وإطلاق يد روسيا في التسوية لن يمرا من دون ثمن. وهذا مبعث قلق دائم له أين منه مخاوفه السابقة من المعارضة. وسواء أجريت انتخابات أم لم تُجر فإن سيد الكرملين يبقى هو المرجع أو الناخب الأكبر. وقد لا يخذل أهل النظام وليس الأميركيون وحدهم حين يحين الاستحقاق. وحتى إيران المرتابة قد تسير في ركب التخلي عنه إذا توافرت لها الضمانات المطلوبة. فماذا يتغير إذا تولى القيادة رأس من أهل السنة وظلت إمرة الجيش لأهل الساحل العلوي مثلاً؟

لا تجري الريح بما تشتهي سفن المعارضة. فحتى عندما تتحدث عن إجراءات لبناء الثقة، عندما تطالب برفع الحصارات ووقف سياسة التجويع ورد البراميل المتفجرة وإطلاق الموقوفين ومنع سياسة التهجير وتغيير الديموغرافيا وتسهيل إيصال المساعدات ووقف البراميل... يرفع الروس وغيرهم بوجهها شعار رفض الشروط المسبقة. كأن هذه المطالب لم تنص عليها ستة قرارات وقعها الكبار في مجلس الأمن! لا يتوقف الأمر عند هذا الحد. موسكو تبدو مصممة على المضي في عقد «جنيف 3» بشروطها المسبقة هي. فما لم يستجب «أهل مؤتمر الرياض» ويعيدوا النظر بأسماء وفدهم إلى المفاوضات والقبول بوفد مختلط ستدفع بوفد آخر اختارته ولم تعد أسماء أعضائه سراً. لعلها تراهن على إحراجهم فإخراجهم. عندها تنفتح الطريق أمامها لمواصلة سياسة الأرض المحروقة. وتتخلص من إحراجات اتهامها باستهداف الفصائل المعارضة بدل تركيز الحرب على تنظيمي «داعش» و «النصرة». وتمضي قدماً في تسوية لا تتجاوز قيام حكومة موسعة بديلاً من الهيئة الحاكمة الكاملة الصلاحيات، تشرك فيها من تعده مطواعاً أو حليفاً. ولعلها تراهن هنا على وهن «الائتلاف الوطني» وشركائه، مما يسهل ضرب صفوفه وشقها، ومغازلة بعض القوى العسكرية وطمأنتها لضرب الفصائل وزعزعة صفوفها المهتزة أصلاً. عندئذ لن يكون أمام المعترضين سوى اللحاق بركب القطار... أو إحالتهم إلى «لائحة قوى الإرهاب»! أحد أكبر العوامل في مأساة المعارضة السورية أن التحولات الجذرية في المشهد الاستراتيجي الإقليمي هي جزء من تحولات كبرى على مستوى العلاقات الدولية والنظام الدولي قيد التشكيل. وما دام أن الأزمة السورية تحولت باكراً عنصراً أساسياً في الصراع بين القوى الإقليمية والدولية، فإن مآل تسويتها سيبقى بأيدي الكبار وتفاهماتهم وتبادل مصالحهم هنا وهناك. ولا يجدي «الائتلاف» أن يشعر بأن الأميركيين خذلوه. إنه شعور كثيرين من أهل الإقليم الذين كانوا لعقود شركاء أساسيين للولايات المتحدة. فليس سراً رهان هذه على إيران. بل لعلها تعد لمقايضة أو تفاهم مع روسيا: لكم بلاد الشام ولنا الجمهورية الإسلامية! لا يعود بعدها همٌّ ماذا يبقى للأسد وماذا يبقى لخصومه. مصير المعارضة السورية لا يعني روسيا لا من قريب ولا من بعيد ما دام الكرملين لا يعير اهتماماً أو وزناً لمعارضته هو في الداخل. والأهم أن هذا المصير لم يعد ولم يكن أساساً الشغل الشاغل لواشنطن وشركائها الغربيين. إنها الحرب على إرهاب بعثته «دولة الخلافة» مجدداً، فتجددت حركاته وتنظيماته ووسعت دائرته في كل القارات. كأنها في سباق أو تنافس في القتل والأعمال الوحشية. لم يعد مكان آمناً لا في الشرق ولا في الغرب. ففي مقابل الحرب الدولية على «داعش» يشن الإرهاب حرباً دولية، وإن اختلفت الأهداف والظروف بين تنظيم وآخر. أمام هذه المعطيات، لا يبقى أمام المعارضة السورية سوى تقديم مزيد من التنازلات. ولن تعدم الديبلوماسية الدولية في إيجاد مخارج لإطلاق «جنيف 3» خلال يومين أو ثلاثة. فماذا لو قدم «أهل مؤتمر الرياض» لائحة معتدلين»؟ وماذا لو ارتضت روسيا بممثلين من لائحتها أعضاء في الهيئة الاستشارية للوفد المفاوض؟ وماذا لو ترك الأمر للمبعوث الدولي؟ فهل يملك الصلاحية أو القدرة على الاختيار بدل أن يظل ينتظر الفرج من واشنطن وموسكو وهو يعلم أن عيونهما تنظر أبعد من بلاد الشام وهي تراقب الرئيس الصيني يجول في المنطقة!

 

لماذا يغازل الغرب ميليشيات الموت العراقية ؟

داود البصري/السياسة/25 كانون الثاني/16

ثمة حقيقة لا يرقى لها الشك، تتمثل في كون الإرهاب المحتدم في العراق ، وعمليات القتل والخطف والتطهير العرقي والطائفي ، تقف خلفه منظمات وجماعات معروفة ومحددة للجميع، وهويتها مكشوفة بكل قياداتها وأطرها ورموزها، بل والأدهى والأمر والأشد وقعا على النفس هو أن تلك العصابات لها وجودها الميداني بإعتبارها من الجماعات الحاكمة في العراق والمدعومة من الغرب ومن حلف (الناتو ) تحديداً ، ويضاف للصورة بهارات أكثر حدة حينما نعلم بأن الكثير من منتسبي وعناصر تلكم المنظمات الإرهابية تحولوا وبعلم المخابرات الغربية لطالبي لجوء في دول الغرب! اعتبارهم مضطهدين وباحثين عن الأمن والأمان رغم الجرائم التي يحملونها في رقابهم! وتلك لعمري من أشد متنبنيات المهزلة الدموية العراقية تجسدا.

اليوم هناك جرائم خطف تروع الشارع العراقي، أبرزها جريمتا خطف المواطنين القطريين من صيادي الصقور في العراق قبل شهور، وجريمة خطف المتعاقدين الأميركيين ومترجمهم التي تمت في بغداد منذ أيام. والأكثر غرابة أن الادارة الأميركية حددت هوية الجماعات التي خطفت الاميركيين وهي طبعا نفسها التي خطفت القطريين ضمن كوكتيل العصابات الإيرانية في العراق. وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنفسه أسماء تلك الميليشيات وحددها بالعصائب وبدر وكتائب حزب الله!، وهي نفسها القائدة لما يسمى بالحشد الشعبي، كما أنها نفسها من تمارس عمليات القتل والتطهير الطائفي والتفجير لمساجد أهل السنة ولعموم الرافضين للمنهج والاسلوب الإيراني، كما أنها وهذا هو الأهم، رسل الولي الإيراني الفقيه الطلائعي لتحقيق دولة الولي الفقيه الموحدة بين العراق وإيران، إضافة لكون هذه التنظيمات هي الذراع العسكري والعقائدي الضارب لحكومة الميليشيات، التي يقودها اسمياً رئيس الحكومة حيدر العبادي بينما من يقودها فعليا ومعها العراق بأسره هو جهاز الحرس الثوري الإيراني، والغرب يعي هذه الحقائق جيدا، ويعلم بحجم ودرجة الإختراق والهيمنة الإيرانية بل ويوطئ لهم السبل من أجل المزيد من التمكين وحرية الحركة في العراق دون أدنى ملاحقة قانونية أو عسكرية أو أي شبء من هذا القبيل. فعصابة بدر مثلا التي تقود وزارة الداخلية عبر وزيرها محمد سالم الغبان القيادي في »بدر« والمقاتل القديم في صفوف الحرس الثوري الإيراني هي منظمة إرهابية إيرانية بامتياز مارست جرائم قتل الطيارين وبعض القيادات البعثية العراقية وآلاف من المدنيين العراقيين بعد الإحتلال، وهو ملف معروف للجميع حتى تحول أمينها العام الوزير السابق والعميد في الحرس الثوري هادي العامري لقائد القادة العسكريين في العراق رغم عدم أهليته لذلك! فهو من يأمر الجنرالات وهم من يحرك العمليات ويرسم الخرائط! وهو العصي على المساءلة القانونية! بل إن سلطاته العسكرية أقوى من سلطات رئيس الحكومة والقائد العام حيدر العبادي الذي ظهرت صفاته القيادية بصورة رثة خلال عمليات القتل الطائفي الأخيرة في المقدادية بعد أن منع من دخول المنطقة فيما عناصر عصابات هادي العامري تصول وتجول فيها، ليتمكن أحدهم وهو حاكم الزاملي من الدخول فيما فشل القائد العام في ضمان ذلك.

مهزلة السلطة في العراق وتفككها وضعفها البنيوي جعل من العصابات المسلحة المعروفة والتي تحمل أكثر من 55 اسماً وعنواناً هي التي تتحكم اليوم في الشارع العراقي ونبضاته وطبيعته.

كما أنها تتصرف باستهتار في ظل تراخي الغرب ودول الجوار عن ملاحقة رموزها الإرهابية ، فنائب القائد العام للحشد الشعبي الإرهابي أبو مهدي المهندس أو جمال جعفر إبراهيمي إرهابي حرسي قديم وعريق مطلوب للعدالتين الأميركية والكويتية ومحكوم بالإعدام غيابيا في الكويت، ومع ذلك لم يتحرك أحد لاسترداده وهو اليوم بمثابة وزير الدفاع التنفيذي في العراق، ويمتلك قوة عسكرية ضاربة تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني يستطيع توجيهها ضد أي طرف في أي لحظة، ومع هذا فالولايات المتحدة تتفرج ببلاهة، والآخرون لاخبر جاء ولا وحي نزل ، فيما عمليات الخطف تتصاعد ويظل مصير المخطوفين القطريين معلقا في الهواء ، فيما تبادر الولايات المتحدة لاختصار الطريق وتتحول للتفاوض المباشر مع النظام الإيراني في قضايا المخطوفين في العراق، لكون المخابرات الإيرانية هي التي تقود العراق فعليا وليس تلك الحكومة الكارتونية برئيسها الممنوع من دخول المدن العراقية. أو وزير خارجيتها المشغول بالتنظير الفارغ وبالسفسطة الكلامية وبحملات الحج والزيارة،.. الجميع يعلم عن طبيعة الثعابين الإرهابية المهيمنة على العراق، والمجتمع الدولي للأسف متواطئ بل مشارك في تفعيل الجريمة عبر السكوت وغض النظر!، وعصابات الموت العراقية الطائفية هي التي تمد لسانها للعالم وتمارس الجريمة بخفة ورشاقة فيما العالم ومنه الدول الكواسر تمارس ستراتيجية ( عمك أصمخ) في مواجهتهم، ثم يتحدثون بعد ذلك عن من يدعم الإرهاب الإيراني في العراق؟

 

السعودية الجديدة من خلال بيان الخارجية

خيرالله خيرالله/العرب/25 كانون الثاني/16

من يريد التأكّد من أن هناك شيئا اسمه المملكة العربية السعودية الجديدة، يستطيع التمعّن في قراءة البيان الذي صدر قبل أيّام عن وزارة الخارجية في الرياض في شأن “توضيح السياسات العدوانية لإيران على مدى خمسة وثلاثين عاما”. للمرّة الأولى تذهب السعودية إلى توصيف دقيق مدعوم بالوقائع والتواريخ للنشاط الإرهابي الإيراني منذ الثورة التي قادها آية الله الخميني في العام 1979. كان البيان طويلا ما يكفي للإحاطة بقضايا عدّة. تضمّن 58 فقرة، تتعلّق كلّ منها بحادث إرهابي معيّن. لم يقتصر الأمر على العمليات الإرهابية التي استهدفت المملكة العربية السعودية والتي كانت إيران وراءها. كان واضحا أنّ هناك إلماما سعوديا بالتفاصيل الدقيقة التي أحاطت بظروف كلّ عملية إرهابية، مع الإشارة إلى أنّ “المملكة مارست سياسة ضبط النفس طوال هذه الفترة، على الرغم من معاناتها المستمرة مع دول المنطقة والعالم من السياسات العدوانية الإيرانية”. ما نشرته الخارجية السعودية كان “ورقة حقائق” بالفعل. الحقائق مدعومة بالأرقام والتواريخ والأسماء مع شرح لموقف المملكة من البرنامج النووي الإيراني، ذلك أن الرياض لم تعترض على هذا البرنامج في حال كان سلميا، ولم تعارض الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني الذي قبلت به الولايات المتحدة. كلّ ما في الأمر أن السعودية “أيّدت علنا أي اتفاق يمنع حصول إيران على السلاح النووي ويشمل آلية تفتيش صارمة ودائمة مع إمكان إعادة العقوبات في حال انتهاك إيران لهذا الاتفاق، وهو الأمر الذي أكّدت عليه الولايات المتحدة”. في النهاية، يبدو مشروعا أن تطرح السعودية وكلّ دول المنطقة سؤالا في غاية البساطة: هل إيران دولة طبيعية تريد العيش بسلام وأمان مع جيرانها، أم تعتبر نفسها قوّة إقليمية ذات مشروع توسّعي مكشوف؟ أجاب بيان الخارجية السعودية عن السؤال بأنّ “على إيران أن تحدّد ما إذا كانت ثورة تعيش حالا من الفوضى وتضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية، أو أنّها دولة تحترم الاتفاقات والمعاهدات الدولية ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.

ليس سرّا أن بيان الخارجية السعودية لا يستهدف إيران فقط. إنّه يذكّر الإدارة الأميركية بالعمليات الإرهابية التي استهدفت مواطني الولايات المتحدة من عسكريين ومدنيين. هل في واشنطن من يريد أن يتذكّر من جهة، وأن يستوعب أن الملف النووي الإيراني لا يختزل كلّ مشاكل المنطقة من جهة أخرى؟

يُفترض في الإدارة الأميركية أن تطرح على نفسها السؤال نفسه الذي طرحته دول الخليج: هل تغيّر شيء في إيران بعد التوصل إلى اتفاق بينها وبين مجموعة الخمسة زائدا واحدا في شأن الملفّ النووي؟ من الواضح أن الإدارة الأميركية في عالم آخر. لذلك كان لا بدّ من تذكيرها بنسف السفارة الأميركية في بيروت في العام 1983. قتل في العملية الإرهابية التي تقف وراءها إيران عدد كبير من الأميركيين. ما لم تذكره وزارة الخارجية أن بين الذين قتلوا كبار ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إي) في بلدان الشرق الأوسط. على رأس هؤلاء كان بوب ايمز المسؤول، وقتذاك، عن المنطقة في الوكالة والذي سبق له أن عمل في إيران وكان أوّل من نبّهها إلى احتمال حصول هجوم عراقي عليها في العام 1980. هذا على الأقل ما أورده كاي بيرد في كتابه “الجاسوس الطيّب” الذي يروي قصة بوب ايمز الذي أقام أول علاقة بين الإدارة الأميركية ومنظمة التحرير الفلسطينية عن طريق علي حسن سلامة (أبو حسن).

في ظلّ السياسة الجديدة للسعودية، لم يعد مجال للتستر على الحقائق، بما في ذلك تورّط إيران في تفجير الخبر في العام 1996 وعلاقتها بـ”القاعدة” وإيوائها قياديين من هذا التنظيم الإرهابي.

لم يعد من مجال لنصف حقائق ومراعاة لهذا الطرف أو ذاك، في وقت تتعرّض السعودية في عهد الملك سلمان لهجمات من جهات مختلفة على رأسها إيران.

باختصار، هناك سياسة سعودية مختلفة بدأت تتبلور منذ حصول التدخل في البحرين لوضع حدّ للأطماع الإيرانية. أخذت هذه السياسة بعدا جديدا عندما وقفت المملكة إلى جانب الثورة الشعبية في مصر، وهي الثورة التي أخرجت الإخوان المسلمين من السلطة في يونيو 2013. لم يكن من مجال لحلول وسط عندما بدأت إيران تتسلل إلى مصر عن طريق الإخوان المسلمين. لكنّ نقطة التحوّل الحقيقية كانت في أواخر آذار ـ مارس الماضي في اليمن. اتخذ الملك سلمان والأمير محمّد بن سلمان وليّ وليّ العهد قرارا بالتدخل لوضع حدّ للنشاط الإيراني التوسّعي في اليمن. ما نشهده اليوم تابع لـ”عاصفة الحزم”.

كان قطع العلاقات مع إيران بعد إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد حلقة في المسلسل الذي بدأ بـ”عاصفة الحزم” والذي لا يمكن أن ينتهي سوى بتحقيق الهدف المطلوب في اليمن بغض النظر عن التضحيات. بكلام أوضح، لا يمكن للسعودية ودول الخليج القبول بأن يكون اليمن مستعمرة إيرانية، كما حال لبنان حاليا. كان بيان الخارجية السعودية، الذي ترافق مع مقال نشره الوزير عادل الجبير في “نيويورك تايمز” ردّا على وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، تتويجا لمرحلة جديدة لا تقبل فيها الرياض أي تردّد من أي نوع. من إيجابيات المقال الذي نشره ظريف أنّه كشف أن ضحكة الوزير الإيراني ليست سوى قناع يغطي جانبا من مشروع توسّعي ذي طابع عنصري لا أكثر. تتسم هذه المرحلة الجديدة بالوضوح والإقدام والجرأة. الأمر لم يعد مقتصرا على تسمية الأشياء بأسمائها والعمل على استعادة اليمن فحسب، بل يشمل أيضا سياسة اقتصادية تتلاءم والمرحلة وإصلاحات تأخذ في الاعتبار أن الحرب على الإرهاب بكل أشكاله، الشيعية والسنّية، ستكون حربا طويلة، بل طويلة جدا. تدور هذه الحرب على الإرهاب في ظلّ الهبوط، الذي لا سابق له، لأسعار النفط جعل الاقتصاد الروسي يترنّح، وفي ظلّ معطيات دولية تفرض عدم الرهان بأي شكل على سياسة أميركية تتسم بالحد الأدنى من الواقعية والفهم لما يدور في الشرق الأوسط.

هل من دليل على مدى السذاجة الأميركية، أو الانحياز إلى طهران، أكثر من التغاضي عن الجرائم التي ترتكبها الميليشيات المذهبية التابعة لإيران في المناطق العربية ذات الأكثرية السنّية في العراق أو في سوريا؟ لماذا ترفض الإدارة الأميركية سماع شيء عما يدور في محافظة ديالى العراقية أو بلدة مضايا السورية على سبيل المثال وليس الحصر؟ نحن أمام شرق أوسط جديد، ولكن أمام السعودية الجديدة أيضا. الأكيد أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية في الرياض لن يكون الأوّل والأخير من نوعه.

 

الطائفية.. منزلق الصراع السعودي الإيراني الأخطر

محمد الحمامصي/العرب/25 كانون الثاني/16

حذر المشاركون في ندوة "الصراع السعودي الإيراني: قراءة في المشهد السياسي الإقليمي” التي أقيمت ضمن سلسلة مناقشات المائدة المستديرة “ما وراء الأحداث” التي تنظمها الجامعة الأميركية بالقاهرة، من تحول الصراع السعودي الإيراني إلى صراع مذهبي، سيحمل عواقب وخيمة ليس للطرفين المتصارعين وحدهما ولكن للمنطقة كلها، مؤكدين أهمية الإصرار على بقائه صراعا جيوسياسيا، حيث يمكن تحديد نقاط الاختلاف والاتفاق والعمل على زيادة نقاط الاتفاق، وذكروا بنظرية الاحتواء المزدوج التي تم استخدامها في الحرب العراقية الإيرانية، ونظرية الانكشاف الاستراتيجي وخطورتها على السعودية. مصطفى السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة نفى أن يكون الصراع السعودي الإيراني صراعا مذهبيا أو طائفيا، وقال “تاريخيا لا يوجد تنافس بين السعودية وإيران. في الخمسينات والستينات من القرن الماضي لم يكن هناك تنافس بينهما بل تعاون، السعودية بصفة عامة كانت تندرج ضمن المعسكر الغربي، وإيران في ظل حكم الشاه كانت تندرج في هذا المعسكر، والدولتان كانتا تتصديان للاتجاهات الراديكالية والقومية في المنطقة، وكانتا تحظيان بعلاقات متميزة مع الولايات المتحدة الأميركية، والدول الغربية.

صراع سياسي

يؤكد مصطفى السيد أن التوتر بين البلدين بدأ مع الثورة الإيرانية عام 1979 حيث سعت الحكومة الإيرانية منذ ذلك الوقت إلى تصدير الثورة في المنطقة، وحتى لو لم تحاول أن تصدرها فالمبادئ التي انتصرت لها من العداء لأميركا والغرب وإسرائيل، والعداء للثقافة الأوروبية، جعلا منها نموذجا تتطلع إليه عناصر كثيرة من الحركات السياسية في الوطن العربي، ولا شك أن بعض القيم التي انتصرت لها الثورة كان يتعارض مع ما كانت تريده السعودية التي تتمتع بسياسة خارجية محافظة، ولا تسعى لقلب نظم الحكم في الدول الأخرى لكن تريد أن يتحقق قدر من الاستقرار في المحيط العربي والإقليمي.

 الخطاب الطائفي يستخدم من جانب إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة، ويستخدم على المستوى المحلي الإيراني من جانب قادة سياسيين لبناء رأس مال سياسي وأضاف “البعض الآن يريد أن يكسب الصراع طابعا طائفيا ويخرج به من التنافس على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط إلى تنافس بين قوتين تمثلان طائفتين إسلاميتين: الطائفة السنية والطائفة الشيعية، والذي يعزز من هذا أن إيران تعتمد بشكل أساسي على القوى الشيعية في دول المنطقة لتعزيز نفوذها فهي تدعم حزب الله في لبنان، وتؤيد القوى الشيعية في البحرين، والحوثيين في اليمن، وتنتصر لقوى شيعية أخرى في المنطقة، ومن هنا بدا الصراع وكأنه صراع بين الشيعة والسنة، لكن الحقيقة ليس هناك خلاف على تفسير الدين، لكنه خلاف حول امتداد النفوذ الإيراني في المنطقة. وقد شعرت السعودية بأن ذلك يشكل خطرا، نظرا لوجود أقلية شيعية لديها، وفي بقية دول الخليج الأخرى خصوصا في البحرين، والأقلية هنا ليست بالمعنى العددي ولكن بالمعنى السياسي. مثلا يمكن القول إن شيعة العراق كانوا يمثلون أقلية من الناحية السياسية، أي أن حقوقهم السياسية كانت مهدورة، لكن مثلا الشيعة في الإمارات أو قطر والكويت وعمان لم يواجهوا أي نوع من التمييز في ممارسة شعائرهم”. وأوضح السيد “في الفترة الأخيرة امتد النفوذ الإيراني إلى عدد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان واليمن والعراق، وهو الأمر الذي أعطى زخما لهذا التنافس بين الدولتين، حيث شعرت السعودية بأن تعاظم النفوذ الإيراني يمثل تهديدا لها خصوصا وأن تصريحات القادة الإيرانيين تذهب في هذا الاتجاه”. وشدد على أن الصراع ليس صراعا طائفيا ولا مذهبيا بالأساس ولكنه صراع سياسي، وحذر من تصاعد الخطابين السني والشيعي، قائلا “الخطاب الطائفي يستخدم من جانب إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة، ويستخدم على المستوى المحلي الإيراني من جانب قادة سياسيين لبناء رأس مال سياسي، وهذا الأمر على درجة عالية من الخطورة، لأن المشاعر الطائفية تختلف عن أي أساس آخر للانقسامات والخلافات السياسية، حيث يمكن لأي انقسامات أو خلافات سياسية أن تصل إلى حلول عبر التفاوض حولها، أما الخلاف الطائفي فهو مبني على العاطفة ولا مجال فيه للعقل، حيث أن الجماعات هنا تتعاطف مع من ينتمون إلى نفس الجماعة الأولية التي ولدت فيها ووفقا لمبادئها وخصائصها. هذا التعاطف أو التضامن في جانب منه لاعقلاني، من هنا من الصعب الوصول إلى تسوية لمثل هذه النزاعات الطائفية”. ورأى السيد أن إيران أقوى وأخطر في استخدام المشاعر الطائفية، “السعودية حاولت أن تجند المشاعر السنية من خلال هذا التحالف السني الواسع الذي دعت إليه، لكن مهارة السعودية في استخدام العامل الطائفي أقل بكثير من المهارة الإيرانية. وإذا كانت إيران نجحت في استخدام السلاح الطائفي بالمقارنة مع السعودية، فهذا لا يعني أن إيران صفحتها بيضاء تماما في ما يتعلق بالأقليات الموجودة فيها، وأبعاد المشكلة الطائفية الموجودة لديها سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، بالتأكيد هناك قيود على الاعتراف بهوية كل طائفة سواء كانت كردية أو عربية أو سنية في إيران”.

بهجت قرني: المذهبية فخ يؤدي إلى طريق مسدود والأساس أن الصراع جيوسياسي

فخ طائفي

شدد بهجت قرني أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي بالجامعة الأميركية بالقاهرة، ومدير منتدى الجامعة، على أهمية التأكيد على الناحية الجيوسياسية في الصراع، محذرا الإعلام من الاستمرار في تبني الناحية المذهبية، وقال “لاحظت أن الإعلام الخليجي تسيطر عليه الناحية المذهبية”. واعتبر أن ما يجري فخ للدول الإسلامية، وقال إن “الصراع بين إيران والسعودية طويل المدى، أيام الشاه كانت هناك منافسة، لكن العلاقات كان فيها نوع من الود، لكن مع الثورة الإيرانية 1979 تصاعدت الأمور بطريقة مختلفة، والأزمة الحالية ظهرت على السطح بعد إعدام 47 مواطنا سعوديا، احتجت إيران على إعدام واحد فقط وتناست الـ 46 الآخرين، وكل ما همّها أنه شخص شيعي في حين أن الـ 46 الباقين بلا أهمية، وأعطت الأمر ناحية مذهبية. أعتقد أن ذلك فخ للدول الإسلامية للوقوع فيه، وهنا تكمن أهمية الناحية الجيوسياسية، وأتمنى ألا ينجر متخذو القرار في الجانبين وراء الناحية المذهبية، لأن ذلك سيصبح كارثة على المنطقة عامة والعالم الإسلامي خاصة. لأن التفكير بطريقة جيوسياسية سوف يمكن من احتواء الصراع ومن ثم حله في وقت ما”. وأشار إلى أن الناحية الجيوسياسية ناحية عملية؛ “لو أكدنا على الناحية الجيوسياسية يمكن ضمان الحشد الدولي الذي لا يمكن أن يتوفر مع الناحية المذهبية بل ستكون هناك نظرة دونية لكل المنطقة جراءها”.

وحذر من ذوي النوايا السيئة الذين يدعمون نظرية الصراع المذهبي تحت مقولة “نريد للإثنين أن يستنزفا بعضهما البعض”، وهناك نظرية كانت موجودة من طرف مفكر اسمه مارتن إيندك، الذي كان سفيرا لأميركا في إسرائيل وكان مستشار الأمن القومي للرئيس كلينتون، مارتن هذا قدم أيام الحرب العراقية الإيرانية نظرية “الاحتواء المزدوج” قال “لنجعل العراق وإيران يستمران في الصراع كأنهما وحشان يتقاتلان ويجهزان على بعضها”، وربما البعض ذكر أنه “كلما كانت الأمور تدخل في إطار الهدوء بين الدولتين كان يتم صب الزيت لتشتعل النار مرة أخرى”، وأنا في الحقيقة لا أسميها نظرية “الاحتواء المزدوج” ولكن أسميها “نظرية الاستنزاف المزدوج” بحيث تصل بالطرفين إلى نوع من الموت البطيء، والنتيجة أن الخصم البعيد هو المستفيد الوحيد. وأكد أن الناحية المذهبية فخ يؤدي إلى طريق مسدود، وقال “الأساس أن الصراع جيوسياسي، لأنه في الصراع الجيوسياسي يمكن تحديد نقاط الاختلاف ونقاط الاتفاق وتقيل مساحة الاختلاف وزيادة مساحة الاتفاق. لكن الصراع الشيعي السني لا يخضع لهذه الحسابات”.

 

صفقة تبادل السجناء.. الإذن لإيران بزعزعة الشرق الأوسط

غسان إبراهيم/العرب/25 كانون الثاني/16

وافقت إدارة الرئيس باراك أوباما على إطلاق سراح سبعة إيرانيين من سجون الولايات المتحدة وأعلنت الكف عن محاولة إلقاء القبض على 14 آخرين بعد أن قامت إيران بدورها بإطلاق سراح أربعة سجناء أميركيين. من بين الأشخاص الذين كفت أميركا عن ملاحقتهم شخصان موضوعان على القائمة السوداء نظرا لعلاقتهما بأعمال إرهابية في الشرق الأوسط، وتحديدا دعم ميليشيات حزب الله وميليشيات موالية لها في سوريا ودول عربية أخرى. فقد سبق وأن وضعت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على حامد اربنجد المدير العام للشركة الإيرانية “ماهان” للطيران نظرا لدوره في استخدام أسطول طائرات شركته في أعمال تخرق العقوبات الأميركية. حيث قامت هذه الطائرات لسنوات بنقل المقاتلين والسلاح والذخيرة إلى القوات الموالية للنظام السوري وإلى ميليشيات حزب الله (المصنف أميركيا كمنظمة إرهابية) وكذلك نقل قيادات وعناصر من الحرس الثوري من طهران إلى دمشق ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.

ووفقا لبيانات الخزانة الأميركية، فإن حامد اربنجد لديه علاقات عمل وثيقة مع قيادات الحرس الثوري الإيراني وبالتالي هو من أشرف بشكل مباشر على نقل شحنات عسكرية غير قانونية إلى الشرق الأوسط. وأعلنت وكالات الأنباء الإيرانية الحكومية “فارس" أن حامد اربنجد هو ضمن قائمة الـ14 شخصا الذين كانت عليهم مذكرة ملاحقة في الإنتربول من أجل إلقاء القبض عليهم وتسليمهم إلى السلطات الأميركية، أما الآن وبعد صفقة مبادلة السجناء فقد أسقطت مذكرة الملاحقة. لم تسلط إدارة البيت الأبيض الضوء بشكل موسع على تفاصيل صفقة تبادل السجناء وخصوصا تراجعها عن ملاحقة 14 شخصية إيرانية كانت تتهم أغلبيتها باضطلاعها بأعمال إرهابية أو ذات صلة بذلك. ويرى الكثير من المحللين الغربيين أن صفقة السجناء الإيرانيين فيها مؤشرات على تراجع الإدارة الأميركية عن اهتمامها بضبط نفوذ الحرس الثوري في إيران سواء كان نفوذا سياسيا أو عسكريا أو حتى اقتصاديا. فوزارة الخزانة الأميركية عبرت في تصريحات سابقة لها في الإعلام الأميركي سنة 2011 عن أن شركة الطيران الإيرانية دليل على تسلل الحرس الثوري، وعلى نطاق واسع، إلى القطاع التجاري الإيراني لتسهيل انتقال الأعمال الإرهابية الخارجية، بل وتمويلها أيضا من موارد هذه الشركة.

وبالعودة إلى بيانات الخزانة في عام 2010، يمكن معرفة مدى متابعة السلطات الأميركية لتفاصيل الشركات الإيرانية وخصوصا شركة “ماهان” للطيران، ووضع شخصية أخرى من إدارة شركة ماهان في القائمة السوداء الأميركية هي غولامريزا محمودي بتهمة عمله اللصيق مع حامد اربنجد وتسهيلهما للرحلات العسكرية بإشراف الحرس الثوري. كما أن محمودي لعب دورا أساسيا في تحديث أسطول شركة ماهان مخالفا العقوبات الأميركية المفروضة عليها، حيث خرق هذه العقوبات بشرائه طائرات جديدة وقطع غيار.بينما الآن وبعد رفع العقوبات، تمكنت الشركة الإيرانية من شراء 9 طائرات مستخدمة من طراز آيرباص وذلك بفضل الاتفاق الدولي مع إيران.

يرى خبراء أميركيون مختصون في شؤون الإرهاب، أن رفع هذه العقوبات وبالتالي قدرة شركة الطيران ماهان على التوسع والتحرك بحرية أكبر من طهران إلى دمشق وبيروت وبغداد يعني دعم ميليشيات موالية للحرس الثوري في منطقة الشرق الأوسط على غرار حزب الله اللبناني، المنظمة الإرهابية وفق تصنيف واشنطن نفسها، وبعض ميليشيات الحشد الشعبي في العراق وكذلك توسع الوجود العسكري الإيراني والميليشيات المرتبطة بها في سوريا. ايد رويس: هذه الصفقة المعيبة تقوي الأجهزة العسكرية والأمنية التي تقود إيران فقط لا غير ويرى ايمانويل اوتولينجي أحد الخبراء في منظمة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية أن الشخصيات القيادية التي رفعت عنها مذكرة الملاحقة يمكنها الآن التنقل في كل أنحاء العالم (باستثناء أميركا) والقيام بأعمالها بحرية على عكس الوضع عندما كانت المذكرة قائمة، حيث ساهمت المذكرة عندها في عرقلة أعمال الشركة أكثر مما فعلت العقوبات الأميركية بحد ذاتها. ويضيف اوتولينجي “إعطاؤهم حرية التنقل يعني بكلام آخر أنه لا عواقب ولا مسؤولية عليهم في ارتكابهم جرائم سابقة في الشرق الأوسط” وربما المقبلة. إن خطورة رفع مذكرة الملاحقة عن 14 شخصية إيرانية مسؤولة عن زعزعة استقرار المنطقة لا يمكن الاستهانة بها، حتى الإدارة الأميركية تعلم ذلك ولكنها تشعر بالحرج للإفصاح عن ذلك، فالرئيس الأميركي تحدث بعد عملية تبادل السجناء وسلط الضوء على 7 سجناء إيرانيين تم إطلاق سراحهم دون الحديث عن 14 شخصية إيرانية كانت مطلوبة للسلطات، وتجنب الحديث عن أعمال شركة ماهان للطيران التي وصفت سابقا بالأعمال الإرهابية حسب السلطات الأميركية. لم يتعرض أوباما لهذه النقاط رغم إشارته إلى أعمال إيران التخريبية، قال “لا نزال ثابتين في موقفنا ضد سلوكات إيران التي تزعزع استقرار المنطقة، وتهديدها لأمن شركائنا الخليجيين ودعمها للحرب بالنيابة في سوريا واليمن”. وحاولت إدارة أوباما أن تبرر اتفاقها النووي مع إيران وإتمام صفقة تبادل السجناء بأنهما مقدمة للتحسين من سلوكيات إيران الخارجية بما فيها الإقليمية، ولكن الكونغرس وسياسيين أميركيين يرون أن الجهود لوقف أعمال العنف التي يقودها الحرس الثوري أصبحت ضعيفة بعد الاتفاق النووي. ويقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية الأميركية ايد رويس “إن هذه الصفقة المعيبة تقوي الأجهزة العسكرية والأمنية التي تقود إيران فقط لا غير، وإن هذه الأجهزة في وضع قوي أكثر من أي وقت سابق، نحتاج سياسة خارجية صلبة في مواجهة إيران وليس إلى التراجع كما يحدث الآن”. وقال جيب بوش المرشح الجمهوري الرئاسي المحتمل في ولاية نيو هامبشير “أفرج عنهم (السجناء الأميركيون) مقابل أشخاص خرقوا العقوبات على إيران، إيرانيين كانوا في السجن هنا بتهمة خرق العقوبات، في كل مرة نبدي ضعفا تنتصر إيران”. ورغم أن الرئيس باراك أوباما فرض عقوبات جديدة، بعد ساعات من تبادل الإفراج عن السجناء، على 11 شركة وفردا يقومون بتوريد معدات لنظام الصواريخ الباليستية الإيراني، إلا أن هذه العقوبات شكلية ولا قيمة لها لاسيما أنها تستهدف مجرد موظفين أو شركات ثانوية كي لا يزعج هذا التحرك الأميركي المسؤولين الإيرانيين بأنه عودة إلى التشدد ضدها، لذلك فهذا الأمر عبارة عن فرض عقوبات لا جدوى منها من قبل أميركا ولا أثر لها على إيران. فقد قال جمال عبدي مدير السياسة في المجلس الوطني الإيراني الأميركي “لا أرى هذه العقوبات باعتبارها تمثل أي نوع من تغيير قواعد اللعبة، إنها تشمل جهات صغيرة وعلى مستوى منخفض”. ومن طرفه، أكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أنه لن يكون للعقوبات الأميركية “أي تأثير على تطوير برنامجنا الباليستي”. وقال عبدي: إن توقيت العقوبات الجديدة يشير إلى أن واشنطن تنوي تقليل الأضرار السياسية على الجانب الإيراني لأنها تعمدت استهداف شخصيات إيرانية لا وزن لها. حتى أن وقت فرض هذه العقوبات تأخر لتصادف تجربة إيران في إطلاق صواريخ باليستية مع المفاوضات على تبادل السجناء. وأكد مسؤول أميركي أن إدارة أوباما امتنعت عن اتخاذ أي إجراء حيال هذا الموضوع لمدة أسبوعين خلال المفاوضات الحساسة التي انتهت بالإفراج عن خمسة أميركيين بموجب اتفاقية لتبادل السجناء. فقد كان من المقرر إعلان هذه العقوبات في 30 ديسمبر في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري يقود المفاوضات التي أفضت إلى الإفراج عن الأميركيين. وقالت مصادر في الكونغرس إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حذر آنذاك من أن مضي واشنطن قدما في فرض العقوبات سيعرض اتفاق تبادل السجناء إلى الفشل. وأضافت المصادر أن مسؤولي إدارة أوباما قرروا، على إثر ذلك، تأخير إعلان العقوبات إلى ما بعد إتمام الصفقة. بالتأكيد الولايات المتحدة الأميركية استفادت من صفقة تبادل السجناء، فقد أطلقت مواطنيها السجناء لدى إيران، ومن ناحية أخرى أطلقت يد إيران لتعبث بأمن واستقرار الشرق الأوسط، ولكن هذه المرة بمباركة غير معلنة من إدارة البيت الأبيض.