المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january22.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ مُلُوكَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَالمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِم يُدْعَونَ مُحْسِنِين. أَمَّا أَنْتُم فَلَسْتُم هكذَا.

سَيَأْتِي وَقْتٌ لا يَحْتَمِلُ فِيهِ النَّاسُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيح، بَلْ يُكَدِّسُونَ لأَنْفُسِهِمِ المُعَلِّمِين، وَفْقَ شَهَواتِهِم، وٱهْتِيَاجِ سَمْعِهِم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/عنوانها: 14 آذار هم من أفرج عن المجرم سماحة/22 كانون الثاني/16

مراهنة الحكيم على وفاء وصدق وإلتزام ووطنية ميشال عون كرئيس للجمهورية هي وهم وسراب/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الموارنة في الشرق يبعثون الروح في لغة المسيح

هولاند: الفراغ الرئاسي في لبنان خطير وفرنسا تدعو إيران لتقديم أدلة على حسن نواياها

مسؤولون أميركيون لـ"النهار": لن نؤيد مرشحاً معيناً لكن ينبغي أن يلتزم علناً بعض الثوابت

لبنان: «حزب الله» يدرس وجنبلاط «يستحضر» مرشحه

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 21/1/2015

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 21 كانون الثاني 2016

سلام وصل الى دافوس بعد بلجيكا تاسك: نلتزم دعم لبنان

بري استقبل سفيري قبرص ومصر ووفدا أميركيا وزير الداخلية: قلة الكلام أكثر افادة

فرنجية: التداول بموضوع زيارتي الى الفاتيكان غير صحيح

محكمة التمييز العسكرية تتابع استجواب سماحة في 4 شباط لطوف: لم نتسلم أي شريط مسجل مما عرض في وسائل الإعلام

الجيش يستهدف بالمدفعية مركزا للمسلحين الارهابيين في جرود عرسال

جعجع لـ"المركزية": اثمّن موقف اللقاء الديموقراطي من خطوة معراب وأتمنى على جميع الكتل اتخاذ ما يلزم لانجاز الانتخابات في اسرع وقت

ضغط اوروبي لتسريع الاستحقاق الرئاسي من دون تأييد مرشحيــــــن

هولاند يجـول في المنطقة: الفراغ خطيــر ونحتــاج الى الرياض وطهـران

جعجع يحظى بدعم سعودي "على ضمانته" وارتباك داخل 8 اذار يرجئ المواقف

اللقاء الديموقراطي: المصالحة المسيحية خطوة مهمة ومستمرون في ترشيح حلو

“حزب الله” ومبادرة معراب: تريث رسمي وتضارب في المصادر

هولاند أعلن أنه سيحمل ملف لبنان في جولته في مصر والاردن وسلطنة عمان

سامي الجميل بحث مع افرام الثاني ويونان في اوضاع السريان وحقوقهم السياسية

امانة 14 آذار: للاعتصام أمام العسكرية السبت احتجاجا على إطلاق سماحة

رياشي يسلّم نادر الحريري "وثيقة البنود" ويذكّره بشرط التأييد المسيحي لعون

قاطيشا: السـعودية ابلغت جعجع تأييدها لما يراه مناسباً للمصلحة المسـيحية

هزّات إرتدادية لـ"تفاهم معراب"/ليبانون ديبايت - فادي عيد

دعم عون ثابت سورياً.. وهذا خطأ فرنجية

د. مصطفى علوش لراديو الشرق: المسألة ليست أنّ حزب الله يريد ميشال عون للرئاسة إنما المسألة أنّه لا يريد الرئاسة في الوقت الحالي

في الإتجاه الصحيح/أحمد الأسعد

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جعجع بحث مع بون التطورات وإستقبل وفدا دينيا سريانيا

النائب سليم كرم: "الزيارة العونية" لبنشعي غير محسومة ورحلة فرنجيـة إلى روما تأجـلت

بطريركا السريان الكاثوليك والارثوذكس زارا عون: طالبنا بتمثيل الطائفتين بمقعدين نيابيين

باسيل شارك في أعمال دافوس وأجرى لقاءات جانبية مع مسؤولين دوليين

عقيلة الشيخ يعقوب عاودت اضرابها عن الطعام: نطلب الفرج وندعو على من ظلمنا

ماروني: الجميل لا يزال مرشح الكتائب للانتخابات الرئاسية

سكاف زارت قهوجي واطلعته على ملفات زحلة والبقاع وحاجات المنطقة

المشنوق استقبل كاغ وترأس اجتماعا لقيادة الأمن الداخلي بحث في إقامة نموذج أمني في بيروت الكبرى

الراعي ترأس قداسا في كنيسة مار مارون روما

سليمان استقبل ابو فاعور وترأس اجتماع لقاء الجمهورية: لتقريب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية

الضاهر بعد لقائه ريفي: لاحالة قضية سماحة على المجلس العدلي

دريان التقى السفير الفرنسي وشخصيات الضاهر: نبارك الخطوات الجريئة للحريري وجعجع وسأتقدم بدعوى قضائية ضد سماحة

رعد عرض مع افرام الثاني ويونان شؤون المنطقة واوضاع المسيحيين في العراق

جنبلاط تلقى إتصالا من عون شكره فيه على موقف "اللقاء الديموقراطي"

هاشم: لا انتخابات رئاسية إذا بقيت المواقف على حالها

عراجي: لقاء مرتقب بين الراعي والحريري لبحث ملف الرئاسة

جنجيان : ستبقى القوات مكونا أساسيا في 14 آذار

جبيلي: ما حدث في معراب انتصار لـ”14 آذار”.. وعون اعترف بـ”الطائف”

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأول ندد بشدة بإقصاء آلاف الإصلاحيين والثاني أيد الخطوة والخلافات تنفجر بين روحاني وخامنئي قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية

الجبير خلال اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي: عدوان إيران السبب الرئيسي للأزمات والحروب في المنطقة

طهران تعلن إنجاز التحقيقات في حادث الهجوم على سفارة السعودية

الجيش العراقي يحتاج مئات المدربين/قيادي كردي: تحرير الموصل يتطلب قوات إسلامية ودولية

القاهرة تستبعد تحسن علاقاتها مع أنقرة وطهران

الحكومة الأميركية توافق على بيع أسلحة للعراق بقيمة ملياري دولار

روحاني انتقد استبعاد مرشحين من خوض الانتخابات التشريعية المقبلة

كيري برر العقوبات ضد برنامج الصواريخ البالستية الايراني

 الحكومة السورية تشكل وفدها للتفاوض مع المعارضة

الامم المتحدة ترجح تأخير مؤتمر سوريا بضعة أيام

"غارديان" تحذر من تزايد المخاوف الاقتصادية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذا هو المطلوب من إيران فعله إذا أرادت حقّاً فتح "صفحة ذهبيّة"/اميل خوري/النهار

المصالحة المسيحية معبراً إلى رئاسة الحكومة "حزب الله" أمام تحدي وراثة جعجع زعامة الشارع/روزانا بومنصف/النهار

نُدمن المفاجآت.. وبعد/ نبيل بومنصف/النهار

أحزاب الله الكثيرة/نديم قطيش/المدن

أبعد من ترشيح جعجع لعون/نديم قطيش /الشرق الأوسط

أي حوار سيكون الاربعاء بعد ترشيح عون؟ فتفت لـ"النهار": مواصفات الرئيس "ما بتوفّي" مع الجنرال/منال شعيا/النهار

يا للمصادفة/الأب الدكتور سمعان بطيش/النهار

ثلاثة احتمالات «تحكم» المرحلة المقبلة.. رئاسياً/ثريا شاهين/المستقبل

جعجع... الخيار والتسويق/يوسف الأندري/النهار

مبادرة معراب: التداعيات والرسائل والنتائج/جو سركيس/النهار

الاستحقاق الرئاسي "يحطّ" في باريس بعد روما رسائل الغرب: لِحل شامل والقرار "لبناني بحت"/ريتا صفير/النهار

سقوط «حزب الله» الأخلاقي المدوّي هذه المرة/عبدالباسط سيدا/الحياة

حزب الله أيضاً يريد فرنجية/حـازم الأميـن/لبنان الآن

 إيران بين التغيير الحقيقي والتذاكي/وليد شقير/الحياة

انعكاسات الاتفاق النووي على سياسات إيران/راغدة درغام/الحياة

«البعث» لم يعد قومياً/حسام عيتاني/الحياة

عن عقوبات إيران وآمال العرب/ بهاء أبو كروم/الحياة

من حقيبة النهار الديبلوماسية أوباما رفض الصفقة الإقليمية مع إيران/عبد الكريم أبو النصر/النهار

إيران: معادلات الربح والخسارة/أسعد حيدر/المستقبل

إيران وما بعد رفع العقوبات/إدريس الكنبوري/العرب

'ثورة الياسمين' في حاجة إلى منقذ/خيرالله خيرالله/العرب

رسالة إلى العلويين ومنهم/أحمد عدنان/العرب

الاتفاق الإيراني.. قصة الخداع المزدوج/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ مُلُوكَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَالمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِم يُدْعَونَ مُحْسِنِين. أَمَّا أَنْتُم فَلَسْتُم هكذَا.

إنجيل القدّيس لوقا22/من24حتى30/ "قَامَ  بَيْنَ الرُّسُلِ جِدَال: «مَنْ مِنْهُم يُعَدُّ أَعْظَمَهُم؟». فقَالَ لَهُم يَسُوع: «إِنَّ مُلُوكَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَالمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِم يُدْعَونَ مُحْسِنِين. أَمَّا أَنْتُم فَلَسْتُم هكذَا. بَلْ لِيَكُنِ الأَعْظَمُ فِيكُم كَالأَصْغَر، وَالرَّئِيسُ كَالخَادِم. فَمَنْ هُوَ أَعْظَم؟ أَهُوَ المُتَّكِئُ أَمِ الخَادِم؟ أَلَيْسَ المُتَّكِئ؟ ولكِنِّي أَنَا في وَسَطِكُم كَالخَادِم! وَأَنْتُمُ الَّذينَ ثَبَتُّم مَعِي في تَجَارِبي، فَإِنِّي أُعِدُّ لَكُمُ المَلَكُوتَ كَمَا أَعَدَّهُ لي أَبِي، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتي، في مَلَكُوتِي. وسَتَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوش، لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الٱثْنَي عَشَر".

 

سَيَأْتِي وَقْتٌ لا يَحْتَمِلُ فِيهِ النَّاسُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيح، بَلْ يُكَدِّسُونَ لأَنْفُسِهِمِ المُعَلِّمِين، وَفْقَ شَهَواتِهِم، وٱهْتِيَاجِ سَمْعِهِم

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس04/من01حتى08/ "يا إخوَتي، أُنَاشِدُكَ في حَضْرَةِ اللهِ والمَسِيحِ يَسُوع، الَّذي سَيَدِينُ الأَحْيَاءَ والأَمْوَات، بِحَقِّ ظُهُورِهِ ومَلَكُوتِهِ: بَشِّرْ بِالكَلِمَة، ودَاوِمْ على ذلِكَ في وَقْتِهِ وفي غَيرِ وَقْتِهِ، وَبِّخْ وأَنِّبْ وعِظْ، بِكُلِّ أَنَاةٍ وتَعْلِيم، لأَنَّهُ سَيَأْتِي وَقْتٌ لا يَحْتَمِلُ فِيهِ النَّاسُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيح، بَلْ يُكَدِّسُونَ لأَنْفُسِهِمِ المُعَلِّمِين، وَفْقَ شَهَواتِهِم، وٱهْتِيَاجِ سَمْعِهِم، فَيَصْرِفُونَ سَمْعَهُم عنِ الحَقّ، ويَمِيلُونَ إِلى الخُرَافَات. أَمَّا أَنْتَ، فَكُنْ مُتَيَقِّظًا في كُلِّ شَيء، وٱحْتَمِلِ ٱلمَشَقَّة، وَٱعْمَلْ عَمَلَ المُبَشِّر، وتَمِّمْ خِدْمَتَكَ على أَكْمَلِ مَا تَكُون. فَهَاءَنَذَا أُراقُ سَكِيبًا، وقَدْ حَضَرَ وَقْتُ رَحِيلِي. وقَد جَاهَدْتُ الجِهَادَ الحَسَن، وتَمَّمْتُ سَعْيِي، وحَفِظْتُ إِيْمَاني، والآنَ فَإِنَّهُ مَحْفُوظٌ لي إِكْلِيلُ البِرّ، الَّذي سَيُجَازِينِي بِهِ في ذلِكَ اليَومِ الرَّبُّ الدَّيَانُ العَادِل، لا أَنَا وَحْدي، بَلْ أَيْضًا جَمِيعَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/عنوانها: 14 آذار هم من أفرج عن المجرم سماحة/22 كانون الثاني/16

http://al-seyassah.com/14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D9%87%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B1%D9%85-%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%AD%D8%A9/

 

 مراهنة الحكيم على وفاء وصدق وإلتزام ووطنية ميشال عون كرئيس للجمهورية هي وهم وسراب

الياس بجاني/21 كانون الثاني/16

استمعنا بروية وموضوعية لمقابلة الدكتور جعجع مع وليد عبود وكان كما دائماً رائعاً وصادقاً، إلا أنه للأسف لم يقنعنا ولو بنسبة 01% بكل ما أورده من حجج ومبررات لجهة ترشيحه للعماد ميشال عون.

إن الحكيم يعرف جيداً وكل لبناني صاحب ضمير ووجدان يعرف أيضاً أن ميشال عون يعيش في قصور أوهامه وأحلام اليقظة وغارق في رزم احقاده والضغائن ومنسلخ عن الواقع الوجداني والضميري والوطني ولا يمكنه أن يلتزم بأي وعد أو عهد وتاريخه يشهد على مسلسل شروده والشواذات. أضافة إلى أنه أسير ورقة تفاهمه الجريمة مع حزب الله التي تنازل من خلاها عن نفسه وعن تاريخه وعن لبنان الإنسان والكرامة والوطن والسيادة والإستقلال.

من هنا نرى وعن قناعة أن ترشيح الدكتور جعجع للعماد عون هو عمل غير مفهوم وخطيئة وطنية وإيمانية وغلطة كبيرة جداً جداً.

أما المصالحة بين القوات وتيار عون فهي أمر مرغوب به وجيد، ولكن كان يجب أن تتم هذه المصالحة دون مكافئة عون بالترشيح على كل ما اقترفه ولا يزال من أخطاء وخطايا بحق لبنان واللبنانيين والدولة والسيادة والهوية ودماء الشهداء والحق والحقيقة.

برأينا المتواضع نحن نفضل حسن نصرالله نفسه في قصر بعبداً رئيساً ولكن ليس العماد عون الكارثة والمصيبة والطروادي.

باختصار الحكيم فشل في تبرير خطيئته لغير من هم في حزبه وفي حزب عون.

*الكاتب تاشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الموارنة في الشرق يبعثون الروح في لغة المسيح

العرب/22 كانون الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/21/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D9%8A%D8%A8%D8%B9%D8%AB%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7/

اللغة كالكائنات تحيا وتموت، فبعض اللغات السامية لا زالت متداولة مثل الآرامية والعربية والعبرية والأمهرية وغيرها، وبعضها الآخر اندثر منذ عهد سحيق ولم يعد مستعملا اليوم كالأمورية والأكادية والكنعانية. ونجد في المقابل، الموارنة يسعون إلى إحياء وتوسيع انتشار لغة المسيح حتى لا تندثر، بل ويسعون أيضا إلى عودتها كلغة تخاطب في ما بينهم.

الجش (إسرائيل) - تقرأ السيدة مريم عيسى بصوت عال من كتاب للمطالعة "ميم"، "جولال"، "واو"، ويكرر حفيداها كريستيان وعبدالله ما سمعاه من حروف غريبة بالنسبة إليهما، إنهما الآن يتلقيان حصة تدريس بمنزلهما بقرية الجش الكائنة بشمالي إسرائيل لتعلم السريانية وهي لهجة من اللغة الآرامية القديمة.

وعلى الرغم من أن أهالي القرية من الموارنة يتحدثون في حياتهم اليومية باللغة العربية، إلا أنهم يرون أنفسهم جزءا من منطقة الشرق الأوسط التي كانت تسبق من الناحية التاريخية ظهور الإسلام، وبالتالي يريدون إحياء لغتهم القديمة.

ويعتقد أن المسيح كان يتحدث باللغة الآرامية وهي من اللغات السامية التي ترتبط باللغتين العبرية والعربية. وتنتمي السيدة مريم وتلميذاها إلى طائفة الموارنة وهي أحد المذاهب الكبرى في المجتمعات الشرقية المنبثقة عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

ويسعى الموارنة الذين يشكلون أقلية مسيحية داخل الأقلية العربية في إسرائيل إلى بعث لغتهم القديمة، واستخدام اللهجة الآرامية مرة أخرى في حياتهم اليومية، ولا يرى كثير منهم أنهم ينتمون إلى العرب.

ويشير شادي هلول مؤسس الرابطة المسيحية الآرامية في إسرائيل إلى أنه من شأن إعادة إحياء اللغة تدعيم الهويّة الذاتية للموارنة، ويقول “إن كل أمة يجب أن تتاح لها الفرصة للحفاظ على تراثها ولغتها”.

 مليون أو مليونان من الأشخاص على مستوى العالم كله يتكلمون اللغة الآرامية، ويستخدمها عدد قليل للغاية في حياتهم اليومية

ويوضح فيرنر أرنولد أستاذ اللغات السامية بجامعة هايلدبرغ الألمانية، أن الآرامية كانت لغة سائدة منذ نحو ألفي عام، في مناطق من الشرق الأوسط بما فيها الآن سوريا وإسرائيل ولبنان.

واليوم لا يستطيع التحدث بهذه اللغة سوى مليون أو مليونين من الأشخاص على مستوى العالم كله، ويستخدمها عدد قليل للغاية في حياتهم اليومية.

ويقول البروفسور أرنولد "إن هذه اللغة مهددة بالانقراض". ويعيش الكثير من الموارنة الذين يبلغ عددهم داخل إسرائيل نحو عشرة آلاف بالقرب من الحدود مع لبنان -التي تتمتع الطائفة بمكانة متميزة فيها- داخل قرية الجش ويشكلون ما يصل إلى 70 بالمئة من سكانها.

وتصطف بالمساحات المرتفعة المنازل ذات الأسقف المسطحة التي تحيط بشرفاتها مجموعات من الحبال تتدلى منها الملابس المغسولة.

وبدأ أطفال الجش منذ خمسة أعوام تعلم اللغة الآرامية في المدارس إلى جانب اللغتين العبرية والعربية، وهي تشبه في طريقة كتابتها اللغة العربية غير أن طرق نطقها أكثر سهولة، وتمول وزارة التعليم والثقافة الإسرائيلية مشروع إحياء الآرامية.

ويمثل إحياء اللهجة الآرامية بالنسبة لمريم عيسى التي تعيش في الجش عودة إلى جذورها. وتقول مريم التي تبلغ من العمر 69 عاما إن المشروع “مهم حقيقة لأنه يحيي لغة أجدادنا، ونحن نحب هذه اللغة، كما أن التحدث بلغة الرب يقربنا منه”.

"ميم"، "جولال"، "واو"

ويدعم نديم عيسى وهو تاجر مشروبات كحولية يبلغ من العمر 60 عاما ويصف نفسه بأنه مسيحي آرامي مشروع إحياء هذه اللغة، ويقول إن العرب لا يعتبرون أقلية الموارنة عربا حقيقيين، وفي نفس الوقت لا يعتبر المسيحيون طائفة الموارنة مسيحيين حقيقيين.

ومنذ خريف 2014 فقط تمكن المسيحيون الإسرائيليون من أن يعرفوا أنفسهم في الوثائق القانونية بأنهم “آراميون”، وكانت السلطات الإسرائيلية تسجلهم قبل ذلك على أنهم عرب.

ويضيف نديم عيسى “كان علينا أن نجد شيئا لأنفسنا”، مشيرا إلى أنهم كانوا يمارسون طقوسهم الدينية دون أن يفهموا معاني الكلمات التي يرددونها”.

ورحب البروفسور أرنولد بالفرصة المتاحة أمام الأطفال لتعلم لغة أسلافهم وأن يفهموا طقوس العبادة، غير أنه لا يعتقد أن هذا المشروع سيكتب له الرواج.

ويقول “إنني لا أرى أي فرصة لأن تصبح الآرامية لغة متداولة كما كانت منذ 1500 عام، وهؤلاء الأطفال يعرفون اللغتين العبرية والعربية ويمكنهم التخاطب مع كل شخص في القرية”، وبالتالي فليست ثمة حاجة لتعلم لغة أخرى. ويضيف أرنولد أن الأكثر من ذلك هو أن الموارنة كانوا من الناحية التاريخية يتكلمون باللهجة الآرامية الغربية وليس اللهجة الشرقية منها التي تستخدم في طقوسهم الدينية.

ويرى البروفسور أرنولد أن محاولة إحياء هذه اللغة القديمة يعد أمرا مستبعدا، كما هو الحال في ما يتعلق بإمكانية أن تعود اللاتينية لتصبح اللغة المتداولة في أوروبا مرة أخرى.

ولا تزال لهجات أخرى من الآرامية متداولة في بعض مناطق الشرق الأوسط، غير أنها معرضة للاختفاء، ويمكن اقتفاء أثر اللغة الآرامية الأصلية إلى ألف عام قبل الميلاد تقريبا، وكانت اللغة الإقليمية السائدة إلى أن أدى ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي إلى إحلال اللغة العربية بدلا منها.

ولا تزال المجموعات العرقية الآشورية التي تقيم في جنوب شرقي تركيا والعراق وإيران وسوريا تتحدث بالآرامية الشرقية الحديثة، بينما يقتصر السكان الذين يتحدثون بالآرامية الغربية الحديثة إلى حد كبير على ثلاث قرى تقع على الحدود السورية مع لبنان

 

هولاند: الفراغ الرئاسي في لبنان خطير وفرنسا تدعو إيران لتقديم أدلة على حسن نواياها

22/01/16/باريس – ا ف ب، رويترز: اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، أن عودة إيران إلى الساحة الدولية أصبحت «ممكنة الآن» بعد تنفيذ الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها، لكنه طالبها بتقديم أدلة على حسن نواياها. وقال هولاند، عشية زيارة يقوم بها الرئيس حسن روحاني إلى باريس، وهي الأولى لرئيس إيراني منذ 17 عاماً، إن «الأمر رهن بهذا البلد الكبير وحده»، وان على طهران أن «تقدم الدليل» على حسن نيتها وان كل شيء سيتوقف على تطبيق الاتفاق بشأن ملفها النووي. وأشار إلى ضرورة «تهدئة تصعيد» التوتر بين إيران والسعودية، مشيراً إلى أن فرنسا «مستعدة للعب دورها، إذ أنها في موقع فريد لجهة قدرتها على التحدث مع الجميع من أجل الجميع». وقال هولاند «إذ أنني سأستقبل الرئيس الإيراني، لدي الرغبة أيضاً في إقامة أفضل العلاقات مع دول الخليج»، مضيفاً إنه «يمكن لشركائنا الاعتماد على فرنسا، وهم يعرفون ذلك»، لافتاً إلى أنه سيقوم قريبا بزيارة إلى مصر والأردن وسلطنة عمان لإجراء محادثات بشأن التوترات الإقليمية. وتطرق إلى الملف اللبناني، معتبراً أن الفراغ الرئاسي المستمر منذ نحو عشرين شهراً «مؤسف وقد يصبح خطيراً»، معتبراً أن «على ايران والسعودية المساهمة في ايجاد حل». وإذ أشار إلى أن على فرنسا أن «تبذل قصارى جهدها للمساهمة في استقرار الشرق الأوسط»، أكد هولاند أن المحادثات المرتقبة بشأن يجب ألا تتجنب قضية من سيحكم البلاد، معلناً أن القوات العربية والكردية التي تحارب تنظيم «داعش» سيتم تعزيزها لضمان نجاح تقدمها صوب الرقة والموصل، معقلي التنظيم في سورية والعراق. وجاء كلام الرئيس الفرنسي، خلال الحفل الذي يقيمه في مطلع كل سنة لأعضاء السلك الديبلوماسي الفرنسي في قصر الاليزيه، حيث أوضح أن وتيرة العمليات ضد «داعش» ستتسارع «وفرنسا تؤدي دورها كاملاً فيها»، مؤكداً أن بلاده «ليست عدو اي شعب واي ديانة واي حضارة، لكن لها عدو مشترك بالنسبة لنا (وهو) الارهاب الجهادي» المتمثل بـ»داعش». وأضاف «هذا الجيش الارهابي يضعف يوما بعد يوم ويخسر مكاسب، من الموارد والرجال، لكنه ما زال يهاجم بمزيد من الوحشية السكان المدنيين ويدبر اعتداءات».كما أعلن استعداد فرنسا لتدريب قوات الامن الليبية فور تسلم الحكومة الجديدة السلطة، وذلك بهدف مساعدتها على استعادة النظام.

 

مسؤولون أميركيون لـ"النهار": لن نؤيد مرشحاً معيناً لكن ينبغي أن يلتزم علناً بعض الثوابت

واشنطن - هشام ملحم/النهار/22 كانون الثاني 2016/قال مسؤولون اميركيون معنيون بشؤون الشرق الاوسط، انهم يتابعون باهتمام الحراك السياسي في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية. ولكنهم باستثناء تذكير المسؤولين والسياسيين اللبنانيين بخطورة استمرار الفراغ الرئاسي، يشددون على انهم لن يبحثوا في أسماء المرشحين، وسيتركون اختيار شخص الرئيس للبنانيين، وان كان يهمهم كثيرا أن يأتي الرئيس الجديد في سياق "صفقة" تحصن الوضع الداخلي، وتضمن عدم انزلاق لبنان في نزاعات المنطقة وتصون سمعته الدولية. وأضاف هؤلاء الذين تحدثت اليهم "النهار" أن الرئيس الجديد يجب أن يلتزم تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها تلك المتعلقة بالمحكمة الدولية التي تحاكم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وأشاروا الى أنهم غير واثقين بأن الحراك الراهن، سواء المتعلق بترشيح النائب سليمان فرنجية أو المتعلق بترشيح النائب ميشال عون، سوف يؤدي فعلا الى انتخاب رئيس، خصوصاً أن كلاً منهما يريد أن تنتخبه الكتل الكبيرة. وبسؤال أحد المسؤولين عما اذا كان أي من المرشحين او ممثلين عنهما، قد بحثوا في الترشيح مع المسؤولين الاميركيين، أجاب: "الناس عموماً يريدون معرفة رأينا"، لكنه نفى أن تكون قد وصلت الى المسؤولين الاميركيين عبر السفارة في بيروت أو في واشنطن، طلبات محددة في هذا الشأن. وأوضح أن الاتصالات تجري مع السياسيين والمسؤولين اللبنانيين، عبر السفارة الاميركية في بيروت. وقال: "موقفنا كان ولا يزال ثابتا، لن نؤيد مرشحا معينا، ونذكّر الجميع بأن استمرار الفراغ الرئاسي ليس في مصلحة لبنان". وفي هذا السياق، توقف المسؤول عند مؤتمر الدول المانحة للبنان الذي يعقد في لندن في 4 شباط المقبل، معتبراً أن عدم وجود رئيس لبناني هو"عامل غير مساعد". وأضاف: "بالنسبة إلينا المسألة لا تتعلق بالاشخاص، بل بالعناصر التي يجب ان تكون جزءا من الصفقة المتكاملة". ورأى "ضرورة التزام المرشح الرئاسي علنا لبعض الثوابت، مثل قرارات مجلس الامن ذات الصلة بلبنان، اضافة الى الاتفاقات الداخلية وتحديدا اعلان بعبدا وسياسة النأي عن التدخل في النزاع السوري". وكشف أحد المسؤولين أن عدداً من اعضاء الكونغرس المعنيين بالشأن اللبناني منذ زمن، والملمين بتعقيدات السياسة اللبنانية، ويعرفون بعض السياسيين اللبنانيين، سوف تكون لهم مواقف علنية من المرشحين للرئاسة.

وعلى صعيد آخر، قال مسؤول آخر إن قائد الجيش العماد جان قهوجي سيزور واشنطن على رأس وفد عسكري، لإجراء محادثات مع المسؤولين والعسكريين الاميركيين بين الاول والثالث من الشهر المقبل. وذكر أن الزيارة دورية، وان المحادثات سوف تراجع التعاون العسكري بين البلدين، من التسليح الى التدريب، الى تنسيق الجهود في مجال مكافحة الارهاب.

 

لبنان: «حزب الله» يدرس وجنبلاط «يستحضر» مرشحه

الحياة/22 كانون الثاني/16

تأكد أمس أيضاً اتجاه الفرقاء اللبنانيين المعنيين باتخاذ موقف من تبني رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون للرئاسة نحو التريث في كشف مواقفهم النهائية من هذا الترشيح. وتجنبت الكتل النيابية التي تفضل ضمناً دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية تجديد دعمها له، ما عكس تفضيل كل منها الاحتفاظ بأوراقه الى أن يحين وقت الإعلان عنها. وكرّس تأجيل كتلة «الوفاء للمقاومة»، (حزب الله) اجتماعها المقرر أمس، من أجل «مزيد من الدرس»، هذا التوجه بالتريث، في ظل الإحراج الذي يقع فيه الحزب إزاء الاختيار بين مرشحين حليفين، فيما لجأ رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط الى تجديد ترشيح عضو كتلته النيابية هنري حلو كمَخرج، إثر اجتماع مشترك لأعضاء الكتلة وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي.

وفيما كان جعجع سعى في مقابلة تلفزيونية ليل أول من أمس الى إحراج «حزب الله» مؤكداً أن الطابة في ملعبه «طالما أنه يعلن تأييده عون للرئاسة، وأنه قادر على تأمين انتخابه فوراً بإلزام حلفائه دعمه»، فإن مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية ترى أن تأجيل معظم الكتل النيابية اتخاذ مواقف حاسمة حيال مبادرة جعجع أو مبادرة زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري دعم فرنجية يعود الى أن إنهاء الشغور الرئاسي لم يحن وقته بعد وأن كل فريق ينتظر الآخر لتحميله مسؤولية تطيير نصاب جلسة 8 شباط (فبراير) المقبل المخصصة لانتخاب الرئيس. لكن «حزب الله» تجنب الإحراج أمس بتأجيل موعد اجتماع كتلته النيابية، فيما ترى المصادر أن جعجع يعتقد بأن الحزب يريد استمرار الفراغ الرئاسي ولا يحبذ انتخاب رئيس الآن. وقصد جعجع من كلامه عن الحزب أن يمارس الأخير نفوذه لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري كي ينحاز الى خيار عون، بعدما كان رئيس البرلمان قال إنه آخر من سيعلن موقفه في ضوء مروحة المشاورات التي يجريها، وفي ظل ما يتردد عن أنه ما زال منحازاً الى خيار فرنجية. وكان آخر المشاورات استقباله أمس وزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتب الحريري نادر الحريري. كما أن جعجع وعون يأملان بأن ينضم جنبلاط الى خيار الجنرال في حال استدار بري نحو هذا الخيار. إلا أن «اللقاء الديموقراطي» برئاسة جنبلاط اكتفى بالترحيب بالتقارب بين «القوات» و «التيار الحر» وبأي خطوة لتحريك النقاش الرئاسي الذي يبقى إنجازه مدخلاً لانتظام عمل المؤسسات الدستورية. ومع ذلك فإن رهان جعجع وعون على استمالة جنبلاط دفع بالأول الى تثمين موقف «اللقاء الديموقراطي» من لقاء معراب معتبراً أن جنبلاط «ميثاقي بطبعه». واتصل عون بجنبلاط وشكره على موقفه. واستند عون في شكره جنبلاط الى ما جاء في بيان كتلته عن أن ترشيح عون «يلتقي مع المواصفات التي اتفق عليها في هيئة الحوار الوطني مع التأكيد أنها لا تلغي دور المعتدلين». وأجرى النائب فرنجية سلسلة اتصالات مع عدد من النواب والكتل مؤكداً استمراره في الترشح للرئاسة، بينما ينتظر أن يعلن رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل موقفه اليوم، وسط تأكيد نواب من كتلته أن مرشحه للرئاسة هو الرئيس السابق الشيخ أمين الجميل. وتتجه الأنظار الى التحركات الخارجية التي تستعجل إنهاء الشغور الرئاسي، ومنها انتقال البطريرك الماروني بشارة الراعي الى الفاتيكان أمس، وترقب زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني للبابا فرنسيس آخر الأسبوع، ثم لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي دعا السعودية وإيران الى بذل الجهد لتسهيل انتخاب رئيس معتبراً أن الفراغ خطير.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 21/1/2015

الخميس 21 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قلة الحكي أكثر إفادة...

عبارة معبرة أطلقها وزير الداخلية نهاد المشنوق من عين التينة اليوم ملخصا بها حراجة الظرف ووقته في الموضوع الإنتخابي الرئاسي.

وبقليل من الحكي يمكن القول إن هناك حقيقتين في هذا الموضوع:

- الأولى: أن الإنتخاب ممكن دون توافق وصندوق الإقتراع يحدد الفائز الذي يتلقى تهنئة الخاسر أو الخاسرين (2) أو الخاسرين إن وجدوا وهو ما أشار إليه اللقاء الديمقراطي في موقفه المستجد وان كان على قدمه في استمرار ترشيح النائب هنري حلو.

- الثانية: الدفع الفرنسي للسعودية وإيران للمساعدة في انتخاب رئيس للبنان وهو ما أكد عليه الرئيس فرنسوا هولاند في ظل الكلام على حوار في إسلام أباد بين ممثلين عن الرياض وطهران رغم بيان منظمة التعاون الإسلامي المكمل لبياني مجلس التعاون الخليجي والمجلس الوزاري العربي في استنكار الهجوم على سفارة وقنصلية السعودية في إيران.

وقد ترافق البيان مع كلام متجدد لوزير الخارجية الإيراني في اتجاه التعاون مع المملكة العريبة السعودية كما ترافق مع إعلان وزير النفط العماني عن مشروع أنبوب الغاز من طهران الى مسقط تحت مياه البحر.

إذن اللقاء الديمقراطي أشاد بالمصالحة المسيحية وساوى بين المرشحين ميشال عون وسليمان فرنجيه واستمر في ترشيح هنري حلو.

هذا الموقف لاقى ارتياحا لدى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قرأ البيان على أنه داعم لترشيحه عون الذي اتصل لاحقا بجنبلاط شاكرا.

فيما يبحث البطريرك الراعي مع البابا الشأن الرئاسي اللبناني.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

صدمات الاستحقاق الرئاسي متواصلة من الإثنين من دون انقطاع، فبعد زلزال معراب فإن الإرتدادات تتلاحق: وليد جنبلاط الذي كان تلقَّف لقاء باريس بين الحريري وفرنجيه فأولم للمرشح الجدي غير الرسمي، قام اليوم بانعطافة ثلاثية الأبعاد: أبقى على ترشيح النائب هنري حلو، ثمن ترشيح النائب فرنجيه وبارك التقارب بين عون وجعجع وخاتما بالتذكير بمصالحة الجبل.

الموقف الجنبلاطي الثلاثي الأبعاد أراد منه زعيم المختارة التريث في تحديد موقفه إلى حين تبلور المواقف.

الموقف الجنبلاطي لقي صدى إيجابيا لدى عون وجعجع: عون اتصل بجنبلاط شاكرا موقفه، وجعجع وصف جنبلاط بالميثاقي.

في مقابل هذا الغزل الرئاسي، كان الوزير نهاد المشنوق والمستشار نادر الحريري يلتقيان الرئيس بري. المشنوق الذي كان اعتبر من معراب الاسبوع الفائت ان الاجواء الدولية لا توحي بإجراء الانتخابات، أكتفى بأربع كلمات جاء فيها: "قلة الكلام أكثر إفادة".

هذا المشهد يعني أن جميع الأطراف يتهيبون الموقف، وكل طرف يحاذر القيام بأي دعسة ناقصة، مع التذكير بمؤشر بارز وهو أن كتلة الوفاء للمقاومة ارجأت اجتماعها اليوم، فيما حزب الكتائب يعلن موقفه مساء غد.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لم يتم العثور بعد على فريق إنقاذ يضرب جلسة الثامن من شباط ويتبرع بتعطيلها، لكن البحث ما زال جاريا عن شاطر غير حسن يعلن مسؤوليته عن تفخيخ النصاب ويفجر نفسه سياسيا.

وإلى ذاك الحين فإن الكتل نزل عليها وحي التفكير والتريث المعطوف على الانكباب في غرف الاجتماعات وتجميل الصمت بوصفه أجمل اللغات، فالكتائب تعلن موقفها غدا في مؤتمر لرئيسها سامي الجميل.

المستقبل شاور بري على مستوى نادر ونهاد، وخرج وزير الداخلية ليؤكد أن " قلة الحكي مفيدة أكثر"، فيما لزم الموقف لعضو المكتب السياسي للمستقبل مصطفى علوش الذي أعلن أن الجلسة المقبلة لمجلس النواب لن تسفر عن انتخاب رئيس، مرجحا صدور الموقف الرسمي والنهائي للحريري في خلال إحياء ذكرى الرابع عشر من شباط. والتنويم المغناطيسي السياسي أصاب "حزب الله" الذي ومن المرات النادرة يقرر تأجيل رعده وعدم اجتماع كتلة الوفاء لعون هذا الخميس، على الرغم من ضرورتها.

وحده زعيم الاشتراكي وليد جنبلاط جمع حزبه مع كتلته وليته لم يفعل، فهو رحب بتقارب عون جعجع وثمن ترشيح فرنجيه، لكنه أعلن استمراره في ترشيح هنري حلو كخط اعتدال، مرفقا موقفه هذا بصورة على التويتر تمثل شجرة بجذعين، ينتصفها عمود حديدي عادم للمرشيحين.

يعرف أبو تيمور تسديده في المكان والزمان الرئاسي المناسبين على قاعدة "وصلت مأخر يا حلو".

بوهيمية جنبلاط لاقت اتصال شكر من عون وتعليقا تثمينيا من جعجع الذي قال "إن زعيم الحزب التقدمي ميثاقي بطبعه، وفي كل المرات يبدي حرصه على العيش المشترك"، والدك السياسي ماشي حيث يدفع كل طرف الآخر نحو الهاوية توصلا إلى تمديد الفراغ". فيما يكاد رئيس المجلس يذوب في صمته وفي تركيزه على فعالية عشبة أسترالية شافية من السرطان ربما تجنبا لفاتورة "الحكيم". غير أن الرئاسة مرض عضال والزمن كفيل بشفائها، أو على الأرجح بإبقائها في موت سريري.

وحتى لا تنتظر قوى الرابع عشر من آذار قضية تفعل فيها حضورها من الآن حتى ذكرى اغتيال رفيق الحريري، فإن ميشال سماحة ملف جاهز "ناضر حاضر" بكل تفاعلاته، المضافة إليها لحظات التخلي التي أدلى بها أمام المحكمة العسكرية اليوم مرفقة ربطا بآخر إصدرارات فرع المعلومات عن تسجيلات سماحة التي تدخل اليوم إلى سماعة المملوك وتنزل إلى الأسواق الإعلامية تسجيلا دار بين الطرفين.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

اما وقد بات لقوى الثامن من اذار مرشحين اثنين للرئاسة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون فان حزب الله ارجأ اجتماع كتلته النيابية الذي كان منتظرا اليوم من دون ان يوضح حقيقة موقفه من التطورات الاخيرة التي اعقبت اعلان القوات اللبنانية عن ترشيح عون لسدة الرئاسة.

واذا كانت القوى السياسية في البلاد مجمعة على ان حزب الله معطل النصاب في جلسات انتخاب الرئيس هو القادر على تأمينه فان اللقاءات تتوالى متابعة لمستجدات الشأن الرئاسي.

وفيما ينتظر ان يعقد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل مؤتمرا صحفيا يوم غد فان اللقاء الديموقراطي الذي انعقد برئاسة النائب وليد جنبلاط رحب بالتقارب الحاصل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر معتبرا أن المصالحة المسيحية - المسيحية هي خطوة مهمة على مستوى تعزيز مناخات التفاهم الوطني.

وتحدث اللقاء عن ثلاثة مرشحين فاكد إستمراره في ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو مثمنا خطوة ترشيح النائب سليمان فرنجية باعتبارها تشكل مخرجا من الأزمة ورأى في الوقت ذاته أن الترشيح الحاصل من قبل العماد ميشال عون يلتقي أيضا مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني.

وفي سياق التشاور في التطورات الداخلية لقاء في عين التينة بين الرئيس نبيه بري ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري.

خارجيا، شدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على اهمية ان يوضع حد نهائي في لبنان للفراغ المؤسساتي والذي قد يكون خطيرا في المستقبل. وقال اننا في حاجة إلى كل دول المنطقة المملكة العربية السعودية وإيران وسواهما لكي نؤمن سوية السلام والوحدة وسلامة التراب الوطني للبنان الصديق.

قضائيا مثل المجرم ميشال سماحة في قفص الاتهام امام محكمة التمييز العسكرية في جلسة إستجواب هي الأولى بعد إخلاء سبيله ليبدو متناقضا في اجوبته ومتحدثا عما سماه ساعة تخلي وقد رفعت الجلسة الى الرابع من شباط المقبل لاستكمال الاستجواب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

تراجعت الاندفاعة السياسية التي ولدها اعلان معراب حول انتخاب رئيس للجمهورية، كل الكتل النيابية رحبت بالاعلان، لكن كل كتلة تدرجت على طريقتها بعدم الالتزام بمضمونه الرئاسي.

اسئلة كتائبية بالجملة سيطرحها النائب سامي الجميل غدا كما علمت ال NBN ستوصوب على مضمون اعلان معراب، ما يعني الترحيب به في شكله السياسي وضربه في اطاره الرئاسي.

على جبهة اللقاء الديمقراطي احياء ترشيح النائب هنري حلو، باعتباره يمثل خط الاعتدال ونهج الحوار لكن التقدمي الاشتراكي لا يزال يرى في خطوة ترشيح فرنجية مخرجا من الازمة وترشيح عون مطابقا لمواصفات الحوار.

الاجتماعات مفتوحة عند اللقاء الديمقراطي تماما كما اللقاءات والاتصالات السياسية، حتى خيار المردة منفتح على معادلة نطق بها صوت التيار اليوم اساسها المضي بالترشح وجوهرها اقتراح التفاهم مع الجنرال، بأن يتعهد بدعم ترشيح فرنجية في حال لم يحالف عون الحظ في جلسة الانتخابات الرئاسية.

يستند المردة في مواقفه الى اغلبية نيابية تدعمه كما يردد، حساباته تتجاوز التكتلات المسيحية الى حدود التحالفات الوطنية العريضة التقليدية والمستجدة.

اما العرض البطريركي فيقوم على معادلة الجمع والاتفاق من دون تفرد لانتخاب رئيس يلم شمل اللبنانيين لا رئيس تحد، المسؤولية برأي راعي الكنيسة المارونية تقع على عاتق المجلس النيابي المؤلف من كل المكونات الدينية والسياسية لانتاج قرار وطني داخلي بامتياز.

الى الخارج فرنسا مهتمة بانجاز الاستحقاق اللبناني من دون تحيز لفريق او مرشح، فيما كانت العواصم مشغولة بعناوين استراتيجية في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي.

وفي الاولوية سوريا التي طارت مفاوضاتها اربعة ايام لترتيب اوراق المعارضة المبعثرة حول الشخصيات المطروحة وطبيعة المفاوضين، فهل رمت المعارضة اسماء استفزازية لا خبرة سياسية لها لضرب الحوار؟ ام لرفع السقف قبل الدخول في سلم التنازلات؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "أم تي في"

ترشيح القوات العماد عون فرض اعادة تجميع شاملة للقوى السياسية كل على حدى، وخيم التحفظ على المقرات القيادية.

كتلة الوفاء للمقاومة الغت مؤتمرها الصحافي الاسبوعي، رئيس الكتائب سامي الجميل سيعلن غدا تمسكه بوحدة الصف المسيحي، ولم يعرف حتى الساعة ما اذا كانت ترجمته للوحدة ستتمثل بدعم عون أم بترشيح وسطي.

اللقاء الديمقراطي خفف اندفاعته نحو سليمان فرنجية واستخدم الجوكر باعادته الاعتبار الى ترشيح هنري حلو ما يعني انفتاحه على التفاوض.

وفيما الرئيس سعد الحريري على موقفه الداعم لفرنجية، انشغل مطبخ عين التينة في درس كل الاحتمالات ومن بينها كيفية التعاطي مع اي دعوة من طرف حزب الله للمساعدة في ثني سليمان فرنجية عن ترشيحه.

ولتكميل الصورة ليست المعطيات الداخلية وحدها وراء التريث الجماعي فقد بدا الموقفان السعودي والفرنسي غير المنحازين لأي من المرشحين وكأنهما يهدئان اللعبة تمهيدا للقاءات واتصالات بين العرابين الاقليميين والدوليين في الفاتيكان وفرنسا لعل اهمهما لقاء هولاند روحاني في باريس اخر الشهر.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

السعودية باتت تتعامل مع "اسرائيل" كحليفة بسبب التهديدات المشتركة.. الكلام ليس اتهاميا ولا تحليلا سياسيا، بل انه لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مع قناة الـ"سي.ان.ان" الاميركية..

فهل الحديث الاسرائيلي لاحراج السعودي؟ ام انه مبني على معطيات وتطورات مهدت لها الصحافة العبرية منذ ايام؟

كلام لن يغير في واقع الحال مع ما آلت اليه احوال الامة، فخلط الاوراق في المنطقة وحجم الحنق وجنون العظمة، قد اضاعت البوصلة، وما كان يجري بصمت بات صاخبا اليوم..

في لبنان رسائل صخب خارجي رافقت الحراك الداخلي.. ولا شك ان انتقاد الديوان الملكي السعودي لما أسماها خطيئة جعجع السياسية، ترك صداه إن لم يكن على المنابر، ففي الخلوات.. فيما لم يخل المشهد من عبارات المجاملات السياسية، الخالية من المواقف الحقيقية، ما يعني مزيدا من الوقت المستقطع حول الانتخابات الرئاسية بانتظار وضوح المواقف وترتيب الخيارات..

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

مثل كرة الثلج الآتية مع منخفض تل عمارة نهاية هذا الأسبوع، هكذا تستكمل كرة الحل، المنطلقة من رابية معراب مطلع هذا الأسبوع، طريقها صوب الرئاسة. فبعد الاتفاق المسيحي شبه الكامل، وبعد الارتياح الشامل في الرأي العام، توالت اليوم المواقف المؤيدة.

البطريرك الراعي أكد صباحا مباركته، وهو في طريقه إلى روما، فيما البطريركان يونان وأفرام، أعلنا صراحة مطالبة كنيستيهما بانتخاب الأكثر تمثيلا بين المسيحيين رئيسا للجمهورية، وأن عون هو الرئيس المناسب.

وإلى البطاركة، كان الزعيم وليد جنبلاط يحدد تموضعه بدقة الجوهرجي: هنري حلو مرشحه للتذكير. وللتذكير أيضا تثمين ترشيح سليمان فرنجيه كمخرج من الأزمة. أما ميشال عون فيلاقي مواصفات الرئيس كما تم الاتفاق عليها في حوار الرئيس نبيه بري.

هذا في الداخل، أما في الخارج، فبعد الموقف العلني المؤيد لعون من الدوحة، أكدت اليوم لل"أ تي في" مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، أن ما يحكى عن فيتو سعودي على أي مرشح، أو أن الرياض تعتبر تأييد جعجع لعون خطيئة، هو "كلام مغلوط وشرير". فيما كان حزب القوات اللبنانية يؤكد من جهته أن "السعودية ابلغت جعجع تأييدها لما يراه مناسبا للمصلحة المسيحية".

هكذا، مثل لوحة الفسيفساء، المطابقة للتركيبة اللبنانية، يبدو مشهد الحل الرئاسي ذاهبا نحو التركيب المتكامل، قطعة قطعة، أو موقفا فموقف.

أول المواقف في نشرتنا الليلة، ما هو موقف السعودية من رئاسة عون؟

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 21 كانون الثاني 2016

الخميس 21 كانون الثاني 2016

النهار

لعب الرئيس نبيه بري دور "الحكيم" أمس خلال "لقاء الأربعاء"، إذ تحدّث معظم الوقت عن عشبة أوسترالية لعلاج السرطان.

تسري شائعات بين مناصري "التيار الوطني الحر" عن إمكان تعرّض قيادتهم لخديعة سياسية.

لم يُعرف إلى الآن من حظي من المرشَحين عون وفرنجيه ببركة سيد بكركي.

يخشى نواب في "التيار الوطني الحر" وفي "القوات اللبنانية" أن يتمّ التحالف الانتخابي بين الحزبين على حسابهم.

يبدو أن الأزمة المالية تطال معظم الأحزاب اللبنانيّة التي تتأخّر في تسديد مستحقاتها.

السفير

قال أحد "ظرفاء 8 آذار" إن التنافس المحموم رئاسياً بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية سيجعل إميل رحمة هو التسوية الوحيدة المقبولة في "14 آذار"!

رفض وزير خدماتي مثول أي موظف في وزارته أمام هيئات التفتيش الرقابية المعنية بملفات هذه الوزارة تحديداً.

سجلت عودة وجه بارز في حزب إسلامي وسطي إلى الأضواء بعد توعده بتصعيد الأمور إذا استمر تهميش دوره في التنظيم وخارجه.

المستقبل

يقال

إن مرجعاً نيابياً ما زال يؤكد في مجالسه الخاصة أنه سيترك الحرية لأعضاء كتلته النيابية للاختيار بين المرشحين ميشال عون وسليمان فرنجية في حال اكتمال النصاب في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

اللواء

شدَّدت أكثر من جهة سياسية على إعلاميِّيها ومحازبيها على عدم الخوض في مواقف تتصل بالموقف النهائي من إتفاق معراب؟

سُئل أحد الوزراء عن رأيه في ما إذا كان وارداً تقديم موعد جلسة 8 شباط، فأجاب متسائلاً عن أسعار المحروقات؟

بلغت "القطيعة النفسية" مسافة بعيدة بين أنصار تيّار شمالي ومناصري تيّار آخر حليف على خلفية إنتخابات الرئاسة..

الجمهورية

لاحظت أوساط أن الإجتماعات الليلية التي تجري في السرّ لمناقشة الإستحقاق الرئاسي، أكثر كثافة من اللقاءات النهارية المعلنة.

إنعقد لقاء بعيداً مِن الأضواء بين مُمثلين لمرجعيّات سياسية تناول البحث فيه ملفاً حسّاساً وأبقِيَ ما انتهى إليه طَيّ الكتمان.

لاحظ سياسيون أن مرجعية أوحت بمواقفها أنها تؤيِّد توجُّهاً مُستجدّاً ثم تراجعت في اليوم التالي لتؤكد أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع.

البناء

ردّ أحد المطارنة البارزين على كلام رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة من بكركي يوم الاثنين الفائت وقوله "إنّ رئاسة الجمهورية ليست شأناً مسيحياً فقط، بل هي شأن لبناني بامتياز"، فقال المطران المشار إليه: "نحن نوافق على هذا القول، شرط ألا يتذاكى أحد على أحد، لأنّ كلّ الرئاسات والمسؤوليات العامة هي شأن لبناني بامتياز، وليست فقط رئاسة الجمهورية"...

 

سلام وصل الى دافوس بعد بلجيكا تاسك: نلتزم دعم لبنان

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - وصل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والوفد المرافق الى دافوس للمشاركة في مؤتمر الاقتصاد العالمي. وكان الرئيس سلام زار بلجيكا والتقى رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك في مقره في بروكسل، حيث عقد اجتماع حضره اضافة الى الوفد المرافق للرئيس سلام سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن ومستشارة العلاقات الخارجية في المجلس الاوروبي رينا كونكا وعدد من المسؤولين في الاتحاد وتم بحث في مختلف الاوضاع والتطورات.

بيان/ووزع المجلس الاوروبي بيانا عن زيارة سلام للرئيس تاسك اشار الى "ان رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك التقى في مقره في بروكسل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام للتحضير لمؤتمر لندن المقبل "دعم سوريا والمنطقة"، والذي سيعقد في الرابع من شباط المقبل"، وقال تاسك: "ناقشنا المواضيع ذات الاهتمام المشترك كتأثير أزمة اللاجئين، ملاقاة الحرب ضد الارهاب، والأزمة السورية". وأكد تاسك "ان الاتحاد الأوروبي يلتزم دعم لبنان لمعالجة مستدامة لتداعيات الأزمة السورية". وقال: "قبل لندن، اتفقنا مع رئيس الوزراء سلام على بذل المزيد من الجهد لتلبية احتياجات اللاجئين والمجتمعات المضيفة، ويشمل ذلك خلق فرص عمل وتوفير التعليم، وتقديم المزيد من الأمل في المستقبل". اضاف: "يقدر الاتحاد الأوروبي جهود لبنان في مواجهة التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب، وخصوصا في ضوء الهجمات الإرهابية الوحشية في بيروت في 12 تشرين الثاني الفائت"، آملا "تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ولبنان"، موضحا ان "المؤتمر المقبل في بيروت حول مكافحة الارهاب سيشكل فرصة مهمة للقيام بذلك". وقال تاسك: "أعربت لرئيس الوزراء عن تقديرنا لالتزامه والجهود المبذولة ليحكم في مثل هذه الأوقات الصعبة. وجددت الدعوة إلى جميع القوى السياسية لانتخاب رئيس جديد وإجراء الإصلاحات لتعزيز الديموقراطية والعدالة وسيادة القانون".وختم بالقول: "ان الاتحاد الأوروبي يلتزم العمل مع لبنان، خصوصا في ظل هذه التحديات والاوقات الصعبة، وسنواصل جهودنا المشتركة لجعل الشراكة الأوروبية - اللبنانية أقوى". وكان الرئيس سلام زار مقر السفارة اللبنانية الجديد في بروكسل حيث التقى اركان السفارة. وكان في استقباله سفير لبنان في بلجيكا رامي مرتضى واركان السفارة.

 

بري استقبل سفيري قبرص ومصر ووفدا أميركيا وزير الداخلية: قلة الكلام أكثر افادة

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، بحضور الوزير علي حسن خليل، ودار الحديث حول الاوضاع والمستجدات.

وبعد اللقاء اكتفى المشنوق بالقول: "قلة الكلام أكثر افادة".

زايد/وكان بري استقبل سفير مصر محمد بدر الدين زايد الذي قال على الاثر: "تناول اللقاء موضوعين رئيسيين، الاول هو شكر دولته لتهنئته مصر بمناسبة انتخاب وبدء عمل مجلس النواب في مصر. وتطرق الحديث في هذا الصدد الى مبادرة كريمة سيعلن دولة الرئيس بري عنها في توقيت مناسب بشأن اجتماع الاتحاد البرلماني العربي. الموضوع الثاني يتعلق باستعراض الاوضاع في لبنان والتطورات الاخيرة والتفاعلات الكثيرة التي شهدتها المرحلة الاخيرة. وأكدنا في هذا الصدد حرص مصر على ان تسفر هذه التفاعلات عن انهاء ازمة الفراغ الرئاسي. كذلك حرصنا بشكل خاص على دعم جهود الرئيس بري والقوى السياسية لانهاء تعطل العمل الحكومي في لبنان، وان استمرار ذلك يضر بشدة بمصالح الشعب اللبناني الشقيق الذي تعتبره مصر الاولوية الكبرى لها، وبالتالي نأمل ان تسفر هذه الجهود عن انهاء تعطل الحكومة وبدء مرحلة سياسية جديدة تحسن من مناخ الاستقطاب السياسي وتسهل انهاء الازمة السياسية الراهنة".

وفد أميركي

واستقبل بري ظهرا، وفدا اميركيا برئاسة عضو الكونغرس السابق نك رحال واعضاء المؤسسة العربية - الاميركية، بحضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات الراهنة والعلاقات الثنائية.

سفيرة قبرص

كما استقبل بحضور حمدان، سفيرة قبرص كريستينا رافتي، وبحث معها في الاوضاع الراهنة.

 

فرنجية: التداول بموضوع زيارتي الى الفاتيكان غير صحيح

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - اشار رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه الى ان التداول بموضوع زيارته حاليا الى الفاتيكان غير صحيح .

 

محكمة التمييز العسكرية تتابع استجواب سماحة في 4 شباط لطوف: لم نتسلم أي شريط مسجل مما عرض في وسائل الإعلام

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - أرجأت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف، وحضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي شربل ابو سمرا، الى الرابع من شباط متابعة استجواب الوزير السابق ميشال سماحة. وجلسة اليوم هي الاولى لسماحة بعد تخلية سبيله، وتركز الاستجواب على علاقته بميلاد كفوري لاسيما اللقاءات والاتصالات والطلبات. وقبل بدء الاستجواب وردا على اسئلة الدفاع، قال رئيس المحكمة:"ان الاخيرة لم تتسلم اي شريط مسجل من الاشرطة التي جرى عرضها في وسائل الاعلام، حتى الآن ولم يردها أي طلب بإدخال هذه الاشرطة الى ملف المحاكمة".

وأصرت جهة الدفاع على الحصول على "داتا" الاتصالات من شركة "ام ت سي" بعدما حصل عليها من شركة الفا. وخلال الاستجواب، أشار سماحة الى انه لم يدرك يوما ان لدى ميلاد كفوري نيات مبيتة ضده وان العمليات الامنية على الحدود كانت ستستهدف المسلحين الذين يخرقون السيادة اللبنانية. الجلسة استمرت ساعتين وتزامنت مع اعتصام لأهالي الموقوفين الاسلاميين امام مبنى المحكمة.

 

الجيش يستهدف بالمدفعية مركزا للمسلحين الارهابيين في جرود عرسال

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - بعبك - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام"، وسام درويش، ان الجيش اللبناني يستهدف، في هذه الاثناء بالاسلحة المدفعية، مجموعة مسلحة ارهابية في داخل مركز محصن في جرود عرسال.

 

جعجع لـ"المركزية": اثمّن موقف اللقاء الديموقراطي من خطوة معراب وأتمنى على جميع الكتل اتخاذ ما يلزم لانجاز الانتخابات في اسرع وقت

المركزية- ثمّن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موقف اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي الصادر اليوم ازاء ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، والذي رحب بالتقارب بين القوات والتيار الوطني الحر، معتبرا ان المصالحة خطوة هامة على مستوى تعزيز مناخات التفاهم الوطني وان ترشيح عون يلتقي مع المواصفات المتفق عليها في هيئة الحوار الوطني. وقال جعجع لـ"المركزيّة" تعليقا على هذا الموقف: "وليد جنبلاط ميثاقيٌ بطبعه. وفي كل الفترات أبدى حرصاً كبيراً على العيش المشترك، تجلّى أكثر ما يكون في مصالحة الجبل الشهيرة. من هنا لا نستغرب موقف اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي من لقاء معراب، وهو لقاء ذو برنامج وطني عام وشامل". أضاف:" للمناسبة، أتمنى على جميع الكتل النيابية اتخاذ كل ما يلزم لإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين جميعا"

 

 ضغط اوروبي لتسريع الاستحقاق الرئاسي من دون تأييد مرشحيــــــن

هولاند يجـول في المنطقة: الفراغ خطيــر ونحتــاج الى الرياض وطهـران

جعجع يحظى بدعم سعودي "على ضمانته" وارتباك داخل 8 اذار يرجئ المواقف

المركزية- في موازة الحراك الرئاسي الداخلي العابق بروائح الترشيحات والتسويات التي قلبت مشهد الجمود الذي تحكم بالاستحقاق منذ شغور سدة الرئاسة، برز في الافق السياسي نشاط رئاسي خارجي قد يكون مساعدا في فكّ العقد التي ما زالت تعرقل الانتخابات الرئاسية، يتوزّع على محطات ثلاث. الاولى زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التي بداها الى الفاتيكان، اذ من المتوقّع ان يحضر الملف طبقا اساسيا في لقائه مع قداسة البابا فرنسيس كما في لقاءات قد يعقدها مع مسؤولين لبنانيين تردد ان من بينهم الرئيس سعد الحريري بهدف تسريع خطوات انتخاب رئيس في ضوء الحث الدولي على انجاز الاستحقاق سريعا بفعل مخاوف على الاستقرار والوضع الامني. الثانية زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى فرنسا نهاية الجاري حيث يتوقع ان يتمنى الرئيس فرنسوا هولاند عليه العمل على تثبيت الاستقرار على الساحة اللبنانية، والثالثة اعلان الرئيس هولاند انه "ينوي القيام بجولة تشمل مصر والأردن وسلطنة عُمان للبحث في ازمات المنطقة ومنها ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان.هولاند والفراغ الخطير: وقبيل جولته اطلق هولاند موقفا عكس عزما فرنسيا على وضع حد للفراغ الرئاسي اذ قال في كلمة امام اعضاء السلك الدبلوماسي في الأليزيه "سأشدد على ان يوضع حدّ نهائي في لبنان لهذا الفراغ المؤسساتي المؤسف جداً، والذي قد يكون خطيراً في المستقبل، وتعرفون مدى العلاقات التي تربط فرنسا بلبنان"، لافتا الى اننا "في حاجة إلى كل دول المنطقة، المملكة العربية السعودية وإيران وسواهما، لكي نؤمن سوية السلام والوحدة وسلامة التراب الوطني لهذا البلد الصديق.وفي السياق، اعلن مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية، ان "موقف فرنسا واضح وثابت في الدعوة لحل سريع للجمود السياسي والمؤسساتي في لبنان، وفي مقدمه الفراغ الرئاسي، وفرنسا لا تؤيد اي مرشح في شكل خاص". واكد ان "فرنسا ستساند كل الاجراءات الكفيلة بضمان أمن لبنان وصونه من تداعيات الأزمة السورية".

وفي حين لم يحدد هولاند موعدا لجولته توقعت اوساط متابعة ان تتم في نيسان المقبل، مشيرة ردا على سؤال عما اذا كانت ستشمل لبنان الى ان هذه الزيارة مرتبطة بعوامل عدة يفترض ان تتوافر في بيروت لاتمامها ابرزها حصول توافق لبناني – داخلي على الاستحقاقات الاساسية، فاذا ما تبين ان هذه الزيارة قد تكون مجدية فحصولها لن يكون مستبعدا. مواقف الكتل: في المقلب الداخلي، بدت الحركة بين المقار المعنية بالاستحقاق في حال من الزخم الملحوظ ان عبر حركة الزيارات او الاتصالات لمزيد من التشاور في مستجدات الساعة الرئاسية. وبعد ارجاء حزب الكتائب موقفه الى السادسة مساء غد في مؤتمر صحافي يعقده النائب سامي الجميل، لم تجتمع كتلة "الوفاء للمقاومة" كما كان مقررا لاعلان الموقف من خطوة معراب من دون توضيح الاسباب. وتردد ان حركة الاتصالات المتسارعة بين مكونات 8 آذار التي لم تصل بعد الى نتيجة قد تكون خلف ارجاء موقف الحزب من دون استبعاد ان يترك للامين العام السيد حسن نصرالله في اطلالة قريبة. وقالت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان خطوة ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع احدثت خضة داخل 8 آذار في ضوء وجود مرشحَين لا يبدو ان احدهما سينسحب للآخر كما تبين من موقف النائب سليمان فرنجية من بكركي . واشارت الى ان وساطات واتصالات متسارعة تدور بين الضاحية وعين التينة تتولاها شخصيات روحية، من أجل توحيد الموقف والمرشح واقناع الرئيس نبيه بري بالسير بالعماد عون اذا ما قرر فرنجية الانسحاب، علما انه ليس في هذا الوارد حتى الساعة خصوصا انه يحظى بدعم خارجي وداخلي من القيادات الاسلامية وبعض المسيحيين المستقلين وفي فريق 14 اذار، الا انه يدرج في حساباته ان الشارع المسيحي يميل الى عون بعدما تأمن له دعم "القوات" ويجري قراءة متأنية لهذا الواقع. وتبعا لذلك تقول المصادر ان الرئيس بري في حال قبل السير بعون فانه يريد في المقابل الاتفاق على سلة كاملة وهو طرح لا تبدو حظوظه مرتفعة مما يرجح الاعتقاد بان جلسة الانتخاب المقبلة لن تشهد انتخاب رئيس لا سيما ان عون يشترط للمشاركة في الجلسة تقديم ضمانات لانتخابه وكذلك فرنجية.

اللقاء الديموقراطي يُرحّب: وفي اول المواقف السياسية للكتل النيابية من "لقاء معراب"، رحّب "اللقاء الديموقراطي" في بيان إثر اجتماعه برئاسة النائب وليد جنبلاط بـ"التقارب الحاصل بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"، معتبراً ان "المصالحة المسيحية- المسيحية خطوة هامة على مستوى تعزيز مناخات التفاهم الوطني، وهي تستكمل المصالحة التاريخية التي حصلت في الجبل سنة 2001 وطوت صفحة اليمة من صفحات الحرب الأهلية". واكد اللقاء "إستمرار ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو الذي يمثل خط الاعتدال ونهج الحوار".

وجعجع يثني: وفي رد سريع على الموقف الجنبلاطي، رحب جعجع عبر " المركزية" ببيان اللقاء واثنى عليه، مؤكدا ان وليد جنبلاط ميثاقيٌ بطبعه. وفي كل الفترات أبدى حرصاً كبيراً على العيش المشترك، تجلّى أكثر ما يكون في مصالحة الجبل الشهيرة. من هنا لا نستغرب موقف اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي من لقاء معراب، وهو لقاء ذو برنامج وطني عام وشامل. وتمنى على جميع الكتل النيابية اتخاذ كل ما يلزم لإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين جميعا " دعم سعودي: وكشفت اوساط سياسية لـ"المركزية" ان خطوة جعجع التي حظيت برضى قطري،توافر لها على ما يبدو " الدعم السعودي" انطلاقا مما نقل عن مصادر قريبة من معراب من ان المملكة ابلغت جعجع بما حرفيته " انت الضمانة اذا رشحت ميشال عون" .

قاطيشا: وفي سياق الحركة الناشطة التي بدأتها "الماكينة الانتخابية" للعماد عون لتسويق ترشيحه، عُقد في المقابل لقاء ليل امس جمع مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ومسؤول الاعلام والتواصل في "القوات" ملحم رياشي. واوضح مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد وهبة قاطيشا لـ "المركزية" ان "رياشي سلّم نادر الحريري وثيقة "البنود العشرة" التي اعتبرها بنود "14 آذار"، وتمنّى رياشي عليه تأييد ترشيح عون، مذكّراً اياه بان الرئيس الحريري واثناء مفاوضاته "الرئاسية" مع العماد عون ابلغه بان لا فيتو على ترشيحه اذا حصل على تأييد مسيحي، واليوم تأمّن هذا التأييد". وفي سياق الحراك ايضا زار وزير الداخلية نهاد المشنوق ونادر الحريري عين التينة واجتمعا الى بري . واكتفى المشنوق بالقول" قلة الكلام أكثر افادة".

سماحة: من جهة اخرى، تستعد المنظمات الشبابية في قوى "14 آذار" والحزب التقدمي الاشتراكي للاعتصام امام المحكمة العسكرية في الثالثة من بعد ظهر السبت للاحتجاج على قرارها اخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة التي اُرجئت الجلسة الأولى لمحاكمته اليوم إلى 4 شباط المقبل.

               

اللقاء الديموقراطي: المصالحة المسيحية خطوة مهمة ومستمرون في ترشيح حلو

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقدت كتلة اللقاء الديموقراطي اجتماعا برئاسة رئيسها النائب وليد جنبلاط قبل ظهر اليوم في كليمنصو، في حضور تيمور جنبلاط وجميع أعضائها: وزير الزراعة أكرم شهيب، وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور والنواب: هنري حلو، مروان حمادة، نعمة طعمة، أنطوان سعد، إيلي عون، فؤاد السعد، غازي العريضي، علاء الدين ترو. كما حضر نائب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي دريد ياغي وأمين السر العام ظافر ناصر ومفوض الإعلام رامي الريس. ورحب اللقاء الديموقراطي في بيان إثر الاجتماع ب"التقارب الحاصل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر"، معتبرا أن "المصالحة المسيحية- المسيحية هي خطوة هامة على مستوى تعزيز مناخات التفاهم الوطني، وهي تستكمل المصالحة التاريخية التي حصلت في الجبل سنة 2001 وطوت صفحة أليمة من صفحات الحرب الأهلية". واعتبر اللقاء أن "هذا التقارب وسواه من الخطوات المماثلة من شأنه أن يعمم مناخات المصالحة والوحدة الوطنية بين اللبنانيين وهي حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى بالنظر إلى التحديات والمصاعب الإقليمية والمتنامية والمتصاعدة". واكد اللقاء "إستمرار ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو الذي يمثل خط الاعتدال ونهج الحوار". وشدد على أنه "ثمن خطوة ترشيح النائب سليمان فرنجية باعتبارها تشكل مخرجا من الأزمة، ويرى في الوقت ذاته أن الترشيح الحاصل من قبل العماد ميشال عون يلتقي أيضا مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني التي يديرها الرئيس نبيه بري مع التأكيد أن هذه المواصفات لا تلغي دور المعتدلين في الحياة السياسية اللبنانية". وذكر بأنه "رحب ويرحب بأي خطوة من شأنها أن تحرك النقاش في الاستحقاق الرئاسي الذي يبقى إنجازه مدخلا رئيسيا لإعادة الإنتظام لعمل المؤسسات الدستورية ويفسح المجال للإلتفات إلى الملفات الاقتصادية والإجتماعية والمعيشية المتفاقمة التي تهم اللبنانيين جميعا". وأعلن اللقاء الديموقراطي أنه "سيبقي إجتماعاته متواصلة لمواكبة النقاش السياسي الحاصل في البلد كما سيبقي إتصالاته مستمرة مع كل الكتل النيابية للخروج من المأزق الراهن".

 

“حزب الله” ومبادرة معراب: تريث رسمي وتضارب في المصادر

القبس, صحيفة الجمهورية/ما يزال إعلان رئيس “حزب القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع تبني “القوات اللبنانية” لترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية من معراب، محط التعليقات والتحليلات في الأوساط السياسة والإعلامية. صحيح أن موقفاً رسمياً لم يصدر عن “حزب الله” بعد إلا أن أجواء الحزب تشير الى ارتباك في أوساطه. فقد أوضحَت مصادر مطلعة أنّ “حزب الله” لم يُفاجأ بخطوة جعجع بتبني ترشيح عون، وأفادت لصحيفة “الجمهورية”، أن الحزب مستمر في تريُّثِه في انتظار تبلوُر موقف الآخرين، خصوصاً موقف الحريري، وفي الوقت نفسه يترقّب الحزب ان يقوم عون بخطوة إيجابية باتّجاه فرنجية. وأكد مسؤول بارز في “حزب الله” لصحيفة “القبس” الكويتية، أن نواب “كتلة الوفاء للمقاومة” لن يذهبوا من دون النائب سليمان فرنجية الى ساحة النجمة لإنتخاب رئيس للجمهورية، مع التشديد على الإلتزام بإنتخاب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون رئيساً. وفي السياق، قال سياسي “عتيق” إن إنتخاب الرئيس يحصل عند ظهور نصرالله و جعجع في صورة واحدة. المصدر: القبس, صحيفة الجمهورية

 

هولاند أعلن أنه سيحمل ملف لبنان في جولته في مصر والاردن وسلطنة عمان

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية ـ باريس ـ أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم في كلمته أمام أعضاء السلك الديبلوماسي في الأليزيه، أنه "ينوي القيام بجولة تشمل مصر والأردن وسلطنة عمان للبحث أزمات المنطقة ومنها أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان". وقال: "سأشدد على أن يوضع حد نهائي في لبنان لهذا الفراغ المؤسساتي المؤسف جدا، والذي قد يكون خطيرا في المستقبل. وتعرفون مدى العلاقات التي تربط فرنسا بلبنان". وأضاف: "هنا أيضا نحن في حاجة إلى كل دول المنطقة، العربية السعودية وإيران وسواهما، لكي نؤمن سوية السلام والوحدة وسلامة التراب الوطني لهذا البلد الصديق". من جهة أخرى، قال هولاند عشية زيارة يقوم بها الرئيس حسن روحاني لباريس، وهي الأولى لرئيس إيراني منذ 17 عاما، إن "الأمر رهن بهذا البلد الكبير وحده". واعتبر أن على طهران أن "تقدم الدليل" على حسن نيتها وان كل شيء سيتوقف على تطبيق الاتفاق حول ملفها النووي. ولفت الى ضرورة "تهدئة تصعيد" التوتر بين إيران والسعودية، مبديا استعداد بلاده لأداء دور في هذا الشأن.

 

سامي الجميل بحث مع افرام الثاني ويونان في اوضاع السريان وحقوقهم السياسية

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل في مقره في بكفيا، بطريرك السريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، وبطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان على رأس وفد ضم المطرانين جورج صليبا وجرجس القس موسى والأبوين جوزف بالي وحبيب مراد. وشارك في اللقاء فدوى يعقوب. وتم البحث في أوضاع السريان في لبنان.

يونان

وفي كلمة للبطريرك يونان، قال فيها: "كان فرحنا كبيرا اننا زرنا النائب سامي الجميل، وتبادلنا معه الحديث حول احتياجنا كسريان أن نتمثل في المجلس النيابي لطمأنة أولادنا، اننا موجودون في هذا البلد الذي يحبونه ويدافعون عنه بكل حقوقهم، حقوق المواطنة، نشكر الشيخ سامي لتفهمه ووعده انه سيدرس هذا الموضوع أكان في اللجنة النيابية أو على صعيد مجلس النواب وأتشكره من كل قلبي".

افرام الثاني

بدوره، قال البطريرك افرام الثاني: "وجودنا اليوم في هذا البيت الكريم هو للتداول في موضوع له علاقة بالدور السرياني والمسيحي في لبنان، ونحن نعتبر لبنان امتداد للمسيحية في العراق وفي سوريا، ويهمنا ان يكون حضورنا فعالا وتكون لدينا فرصة لخدمة هذا البلد الذي أحببناه منذ بداية نشوئه، ونريد فرصة ليتمكن اولادنا من ممارسة حقوقهم السياسية ويكون لنا تمثيل في المجلس النيابي"، شاكرا "الجميل الذي استمع الينا ورأينا عنده آذانا صاغية وهو مهتم بالموضوع قبل أن نتحدث معه اليوم، وعمل على هذا الموضوع"، متمنيا "الوصول الى نتيجة". وردا على سؤال، قال: "نحن خائفون على وجودنا كمسيحيين في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان، فالمسيحيون مهددون في كل الشرق، وعندما تفرغ تركيا من المسيحيين ويغادر اكثر من 80 بالمئة من مسيحيي العراق، و50 بالمئة من مسيحيي سوريا فهذا هو مصدر خوف لنا. وهذا يجب أن يكون هاجس كل المسيحيين لا بل كل العالم فهذه كارثة كبيرة أن تفرغ منطقة مهد المسيح من المسيحيين".

وعن مصير المطرانين المخطوفين، قال: "للأسف لا معلومات جديدة لدينا، ونحن نأمل أن يكونوا أحياء ويعودوا إلينا لكن لا معلومات لدينا".

 

امانة 14 آذار: للاعتصام أمام العسكرية السبت احتجاجا على إطلاق سماحة

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في بيان أن "العدل هو أساس الملك وعامل أساسي في الحفاظ على العيش المشترك، وشعور بعض من ينتمي إليهم ميشال سماحة وأمثاله أنهم فوق القانون، يفسد الشراكة الوطنية ويورط لبنان في انقسامات من شأنها أن تعيدنا إلى زمن العنف". ولفتت الأمانة إلى أن "الإعتراض على إطلاق سبيل سماحة هو اعتراض من طبيعة أخلاقية قبل أن يكون أي شيء آخر"، داعية "جميع المخلصين إلى تلبية نداء المنظمات الشبابية في قوى 14 آذار والمساهمة في إنجاح الإعتصام المقرر عقده أمام المحكمة العسكرية عند الساعة الثالثة من بعد ظهر السبت المقبل في 23 الحالي".

 

رياشي يسلّم نادر الحريري "وثيقة البنود" ويذكّره بشرط التأييد المسيحي لعون

قاطيشا: السـعودية ابلغت جعجع تأييدها لما يراه مناسباً للمصلحة المسـيحية

المركزية- بعد "حدث معراب" الذي حرّك الرمال "الرئاسية" بإعلان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع تبنّي ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، تتّجه الانظار الى الجلسة الـ35 لانتخاب الرئيس المُقررة في 8 شباط المقبل والتي ستترجم مواقف الكتل النيابية كافة من "لقاء معراب". وفي سياق الحركة الناشطة التي بدأتها "الماكينة الانتخابية" للعماد عون لتسويق ترشيحه، وبانتظار الموقف الرسمي لحزب "الكتائب" و"حزب الله" التي رجّحت المعلومات ان "يظهر" خلال ساعات، عُقد لقاء ليل امس جمع مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ومسؤول الاعلام والتواصل في "القوات" ملحم رياشي، حيث اوضح مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد وهبة قاطيشا لـ"المركزية" ان "رياشي سلّم نادر الحريري وثيقة "البنود العشرة" التي اعتبرها بنود "14 آذار"، وتمنّى رياشي عليه تأييد ترشيح عون، مذكّراً اياه بان الرئيس الحريري واثناء مفاوضاته "الرئاسية" مع العماد عون منذ عام ونصف، ابلغه بان لا فيتو على ترشيحه اذا حصل على تأييد مسيحي، واليوم تأمّن هذا التأييد". ولم يُخفِ "اهتزاز" العلاقة بين "القوات" و"تيار المستقبل" بسبب الطروحات الرئاسية الاخيرة، لكنه اكد في الوقت نفسه ان "كلينا لا يزال في موقعه الطبيعي في "14 آذار"، ومشدداً على اننا "سنناضل كي يلتزم العماد عون بالبنود العشرة التي وردت في الوثيقة"، ومذكّراً بان "اطرافاً سياسية لا تلتزم حتى بالدستور". واستبعد قاطيشا "انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة المُقررة في 8 شباط المقبل"، مبرراً ذلك باستمرار "حزب الله" باتّباع سياسة التعطيل"، ولافتاً الى ان "الكرة الآن في ملعب "حزب الله" الذي يقول دائماً ان مرشّحه الوحيد العماد عون، فاذا كان فعلاً يريد ذلك فان العماد عون يُصبح رئيساً في 8 شباط، اما اذا قاطع الجلسة فعلى العماد عون ان يتّخذ موقفاً من الحزب وحلفائه". وشدد على ان "جعجع تبنّى خيار ترشيح عون حرصاً منه على الجمهورية"، واكد ان "السعودية ليست ضدّ ما حصل في معراب، وهي سبق وابلغت جعجع بان ما تراه مناسباً للمصلحة المسيحية نؤيّده، ووجودك اينما كان ضمانة لنا لحماية المسيحيين"، ومشيراً الى اننا "لا يُمكننا "المُغامرة" بمصير شبابنا واللبنانيين في الخليج". وشدد قاطيشا رداً على سؤال على "ضرورة عقد اجتماع موسّع لقيادات "14 آذار"، لكن بعد انتهاء "ضجيج" الطروحات الرئاسية، من اجل اعادة صياغة مبادئها واستراتيجيتها".

 

هزّات إرتدادية لـ"تفاهم معراب"

ليبانون ديبايت - فادي عيد/21 كان الثاني/16

من المستحيل بعد اليوم تجاهل إرتدادات "الهزّة" التي أحدثها "تفاهم معراب" بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ورئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون، والذي خلق واقعاً سياسياً جديداً. فالإستحقاق الرئاسي قبل "تفاهم معراب"، هو غير ما بعده، سواء لجهة خارطة التحالفات المسيحية أولاً، أو لجهة الإصطفافات السياسية ثانياً. وإذا كان الصمت الثقيل هو عنوان مواقف قيادتي 8 و 14 آذار، فإن الأيام القليلة الفاصلة عن 8 شباط المقبل، ستحمل معها المزيد من التطوّرات المتسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما وأن العاصمة الفرنسية ستشكّل محور الإتجاهات الخارجية إزاء رئاسة الجمهورية اللبنانية. ومن شأن لقاءات الفاتيكان وباريس أن ترسم مسار الإنتخابات، كما مصير المرشّحَين الأساسيين العماد عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية. فالإتفاق الذي أنهى سنوات من الخصومة داخل البيت المسيحي قد رسم، وكما تقول مصادر مسيحية رفيعة، حدّاً فاصلاً بين حقبة وأخرى، وشكّل الخطوة الأولى في مسيرة تحوّل المسيحيين إلى قوّة موحّدة شأنهم شأن الطائفتين السنّية والشيعية. وفي خلفيات "تفاهم معراب" أكثر من دافع، وأبرزها الإمساك بالإستحقاق الرئاسي وانتزاع القرار بعدما كان لسنوات عدّة رهينة تفاهم السنّة والشيعة والوصاية السورية والحياد الغربي. وبحسب المصادر المسيحية الرفيعة نفسها، فإن الظلال الضبابية المحيطة بالموقف السياسي العام تجاه دعم "القوات" للعماد عون، تعكس عدم بروز أية مؤشّرات إقليمية واضحة تؤذن بوضع حدّ للشغور الرئاسي. وهذه الضبابية تنطبق أيضاً على عواصم القرار الغربية، وتحديداً واشنطن، إضافة إلى باريس التي يستعد رئيسها فرانسوا هولاند لمفاتحة الرئيس الإيراني حسن روحاني بالإستحقاق الرئاسي اللبناني. وبالتالي، فإن عملية خلط الأوراق التي بدأت منذ مساء الإثنين الماضي، لا تزال مستمرّة وسط حالة من الإرتباك الواضح لدى كل الأطراف الداخلية التي تمتنع غالبيتها وحتى الساعة عن إعلان موقفها النهائي.

 

دعم عون ثابت سورياً.. وهذا خطأ فرنجية

"ليبانون ديبايت"/21 كان الثاني/16

تفيد معلومات "ليبانون ديبايت" مصدرها أحد زوّار العاصمة السورية مؤخراً أن اللقاء الذي جمع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية في معراب، لن ينعكس سلباً على موقف سوريا وحلفائها في لبنان من ترشيح عون للوصول الى قصر بعبدا.

وتؤكد معلومات المصادر أن دمشق وبالتوافق مع حليفها الأساسي أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تدعم بقوة ترشيح عون، وتغمز الى أن عون هو مرشح فريق 8 آذار منذ البداية، كما أنه الجنرال ثابت في تحالفه مع حزب الله من جهة، ويؤمن له الغطاء المسيحي للمقاومة من جهة ثانية.

أما في ما يتعلق بالموقف من ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والذي يعتبر حليف سوريا الدائم والثابت، تلفت المصادر الى أن دمشق ترى أن فرنجية لا يزال امامه الوقت الكافي للوصول الى قصر بعبدا، لكنها في الوقت نفسه تشير الى إمتعاض سوري من الزيارة التي قام بها فرنجية الى كليمنصو، ولقائه رئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط الذي بات يعتبر عدواً لسوريا وقيادتها، وهذا الأمر ربما إنعكس سلباً على سليمان بيك خصوصاً وأنه حليف الأسد، وربما كان يجدر به التريث قبل زيارة جنبلاط.وتختم المصادر بالتأكيد أن قرار إنتخاب رئيس الجمهورية هو عند حزب الله في الدرجة الأولى، ولكن الأمور لا تزال بحاجة الى الوقت كي يتم حسم الأمور وتظهير الصورة النهائية للإستحقاق الرئاسي وهي مدة ليست قصيرة.

 

د. مصطفى علوش لراديو الشرق: المسألة ليست أنّ حزب الله يريد ميشال عون للرئاسة إنما المسألة أنّه لا يريد الرئاسة في الوقت الحالي

21 كان الثاني/16

القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش رأى أنّ المسألة ليست أنّ حزب الله يريد ميشال عون للرئاسة إنما المسألة أنّه لا يريد الرئاسة في الوقت الحالي لأنّ الظروف هي لتغيير النظام بأكمله , وإذا كان هناك من رئيس منتخب قريب من حزب الله ويتبنّى سياسته فإنّ إمكانية تغيير جذري في قواعد النظام لمصلحة حزب الله ليشرعن وجوده بشكل نهائي تصبح من المستحيلات أو صعبة جداَ , لذلك هذا الرهان منطقي ومعقول

وحول ورقة البنود العشرة التي أعلنها د سمير جعجع سمعنا مصادر من حزب الله تقول إنها لا تضرّ كما هي ولا تتناقض مع سياسة الحزب قال : هناك بندان أو ثلاثة تعني حزب الله بشكل مباشر وهو يعتبر أنّه عندما يتكلمون عن منظومة أخرى وبسط الشرعية على الأراضي اللبنانية فهو يعتبر أنه سلطة شرعية وعندما يتحدثون ذهاباَ وإياباَ إلى سوريا فهو يعتبر أنّ الموضوع مؤقت وقد يأتي وقد لا يضطر فيه إلى الذهاب والإياب , عملياَ هذا هو طبع حزب الله وقد مارسه على مدى سنوات طويلة وسوف يستمر إلى أن تأتي لحظة الحقيقة التي يعلن فيها عن نواياه , المهم هو أن ما طرحه جعجع هو إذا كان هناك رغبة في تغيير المنظومة القائمة فليطرحها حزب الله وإذا كان السيد يريد تغيير التركيبة الحالية فليطرحها ولنناقشها على هذا الأساس

سئل : هل يستطيع حزب الله إيصال ميشال عون إلى بعبدا ؟

أجاب : ليس بالضرورة فالمنطق يقول إنه حقيقة يمكنه أن يضغط على كل حلفائه وإنه يذهب إلى مجلس النواب على هذا الأساس , لكن كل التقديرات حتى الآن لا تعطيه 65 صوتاَ وعلى الجنرال أن يقنع كتلاَ أخرى

سئل : هل فاجأك الكلام عن سلّة متكاملة قبل إنتخاب الرئيس في أوساط حزب الله ونقلاَ عن الرئيس بري ؟

أجاب : أنا أتوقع ذلك سلّة تفاهمات يعني عملياَ أن يأتي ريس يسلّم مسبقاَ بكل ما يريده الحزب عسكرياَ وأمنياَ وسياسياَ

سئل : هل تعتقد أن حزب الله يمكن حمل فرنجية أو العماد عون كي ينسحب للمرشح الآخر أم أنه سيصطدم بعنادهما ؟

قال قيادي المستقبل د علوش : حسب التصريحات التي سمعتها من فرنجية أفهم أنّ حزب الله لم يطلب منه الإنسحاب بشكل مباشر , هناك من سيؤيد فرنجية إلى النهاية وهناك من سيؤيد العماد إلى النهاية وعندها يكون النزول إلى المجلس هو الأساس

سئل : حاول د جعجع من خلال حديثه تخفيف وقع ما حصل في معراب على قوى 14 آذار قيادة وجمهورياً وأهدافاَ فما رأيك ؟

أشار د علوش إلى أنّ هناك عند جعجع كما عند المستقبل وكل قوى 14 آذار أنّ مستقبل لبنان ووجوده يعتمد على تماسكها وإستمرارها على الرؤية الإستراتيجية لهذا البلد , إنّ د جعجع يعلم الإتفاق مع عون دون أن يكون قد ذهب إليه كل قوى 14 حتى لو لم يتفق معه على إسم الرئيس يبقيه في وضع ضعيف وهشّ مقابل القوى المتقابلة ليس فقط في لبنان إنما إقليمياَ

ولدى سؤاله هل هدف د جعجع هو نقلة إستراتيجية أم هو منطق الأقليات رأى أنه يفضّل أن يكون نقلة إستراتيجية وخطوة تكتيكية , ولدى نقاشات طويلة مع كثيرين من قيادة القوات وبالأخص مع د جعجع فهمت أنّ حلف الأقليات بالنسبة له يعني دمار المسيحيين لأنه سيخلق مجموعات صغيرة تواجه أكثريات تحيط بها وتبقى في صراع دائم للحفاظ على كيانها ووجودها وهذا يعني الدمار الكامل , وأريد أن أؤكد أنّ د جعجع وكل القوى المسيحية في 14 تريد أن يبقى لبنان تعددياَ

كذلك رأى أنّنا في وضع دقيق تكون فيه كل الخيارات التكتيكية في مكان ما خاطئة ولا تؤدي إلى نتيجة مفيدة للطرف الذي يأخذها أو الجهة التي ينتمي إليها , لذلك نعم هناك خيارات خطيرة وقد تؤدي إلى إشكالات أكثر مما هي حلول

وعن الفرق بين عون وفرنجية قال : كنت أفضّل أن تكون المفاضلة بين وسطي وآذاري ليتبوأ الرئاسة خارج ما يلتزم به عون أو فرنجية ولن أدخل في مفاضلة بين الإثنين

سئل : هل إنتصر منطق حزب الله الذي يقوم على العصبيات ؟

أجاب : حزب الله يبقى كذلك ويرتكز على هذه المقولة وهذا الواقع الذي جعل لبنان أن يكون مسرحاَ لحروب أهلية وتدمير هذا البلد لمصلحة الآخرين

 

في الإتجاه الصحيح 

أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني/21 كانون الثاني/16

وأخيراً فعل الدكتور سمير جعجع ما كان يجب أن يفعله قبل سنة ونصف سنة، بإعلانه تبنّي حزب القوات اللبنانية ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

نحن في "الإنتماء اللبناني" طالبنا بهذه الخطوة على مدى السنة ونصف السنة من الشغور الرئاسي، لكنّ دعواتنا لم تلق الصدى المطلوب. على كل حال، ومع أن سنة ونصف سنة ضاعت من عمر لبنان، فمن الأفضل أن يأتي الوعي متأخرا من ألا يأتي أبداً.

إن مطالبتنا بانتخاب عون لم تكن من باب إعجابنا به وبسياساته، فنحن لا نرتاح إلى السياسيين الذين يبدّلون مواقفهم واقتناعاتهم كما يبدّلون ثيابهم. فما كان العماد يقوله عن حزب الله عندما كان في فرنسا، يتناقض تماماً مع ما مواقفه الحالية وتموضعه الراهن. وما يحتاج إليه لبنان هو قبل كل شيء رجال دولة يمارسون السياسة وفق أخلاقيات ومبادىء واقتناعات وثوابت راسخة، لا يحيدون عنها مهما كانت الظروف صعبة.

رغم ذلك، ولأن أي سياسيّ ينبغي أن يكون دائما قادرا على أن يقرأ جيداً الظروف المحيطة به، دعَونا إلى تبني ترشيح عون لأننا أدركنا أنه الأقل ضرراً بين الخيارات المتاحة، في ظل الظروف التي يمر بها البلد، وفي ضوء المعطيات المحلية والإقليمية المتقاطعة.

صحيح أن عون متحالف مع حزب الله حالياً، ومحسوب ضمن فريق 8 آذار، لكنّ تاريخه السياسي لا ينتمي إلى هذا الخط، وهو بالتالي قادر على أن يبتعد عنه ويخرج من فلك حزب الله وداعميه الإقليميين ويعود إلى نهجه التقليدي والطبيعي إذا انتفت اسباب تحالفه المصلحي.

كذلك طالبنا به مَخرَجاً من الشغور، لأننا لمسنا أن لبنان لم يعد يتحمل الإستمرار بلا رئيس، والاقتصاد اللبناني قارَب الإنهيار في ظل هذا الخلل الخطير، وهو لا يمكن أن يستقيم ويستعيد بعضاً من نموّه ما لم تعُد الحياة إلى قصر بعبدا، لأن الثقة أساسية لنموّ الإقتصاد، ولا ثقة ببلد من دون رئيس.

بقيت دعواتنا صرخة في وادٍ، إذ أن فريق 14  آذار، يا للأسف، عاجزعن قراءة السياسة  بما فيه الكفاية من العمق من أجل اتخاذ القرارات المناسبة، وهذا هو سبب ما نحن فيه في لبنان حالياً.

وبسبب قصور الرؤية هذا لدى فريق 14 آذار، بات لبنان اليوم، بعد أكثر من عشر سنوات على ثورة الأرز، خاضعاً أكثر من أي وقت مضى لسيطرة  النظام الإيراني من خلال حزب الله. والمؤسف أكثر، يا للأسف أيضاً، أن مكوّنات فريق 14 آذار وقياداته لا تتعلمون من أخطائها.

لقد شقّ سمير جعجع طريق الحلّ، ومبادرته إلى ترشيح عون خطوة في الإتجاه الصحيح، وقد حان الوقت لكي يرتفع فريق 14 آذار إلى مستوى المرحلة وتحدياتها، ويسارع إلى سلوك هذه الطريق، والسير في هذا الخيار الجريء، قبل أن يفوت الأوان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جعجع بحث مع بون التطورات وإستقبل وفدا دينيا سريانيا

الخميس 21 كانون الثاني 2016

وطنية - إستقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب اليوم وعلى مدى ساعتين، السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون، وعرضا الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة، ولا سيما التطورات الراهنة وفي طليعتها ملف رئاسة الجمهورية على ضوء ترشيح جعجع للعماد ميشال عون، وذلك في حضور مدير مكتب رئيس حزب القوات إيلي براغيد.

وفدا سريانيا

وكان جعجع قد التقى أيضا في معراب، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، المعاون البطريركي والزائر الرسولي للسريان الكاثوليك في أوروبا المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى، النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في زحلة والبقاع المطران مار يوستينوس بولس سفر، أمين سر بطريركية السريان الكاثوليك الأب حبيب مراد، وأمين سر بطريركية السريان الأرثوذكس الأب جوزف بالي، في حضور منسق "القوات" في بيروت المهندس عماد واكيم، منسق الشؤون الكنسية جان العلم، وعضوي الهيئة العامة في الحزب رياض عاقل وايلي شربشي.

عقب اللقاء، قال يونان: "تشرفنا بزيارة قائد القوات اللبنانية، وقد عرضنا عليه موضوع تعيين أو تسمية نائبين سريانيين عن كنيستينا السريانية الأرثوذكسية والكاثوليكية، ونحن رجال صلاة وكنيسة وندعو له بالصحة والتوفيق، وقد ثمنا الموقف الذي اتخذه قبل أيام في دعم ترشيح الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، فهذا برهان على التضحية من أجل المصلحة العليا التي هي لبنان الرسالة". وعما اذا ما لمسوا خلال جولتهم على القيادات السياسية إمكانية ملء الفراغ في الرئاسة الأولى، قال يونان: "نحن رجال كنيسة ونعيش بالرجاء ودائما متفائلون، وقد لمسنا في الحقيقة ان هناك أسبابا تجعلنا نقول إن شاء الله سيحظى لبنان برئيس للجمهورية قريبا".

 

النائب سليم كرم: "الزيارة العونية" لبنشعي غير محسومة ورحلة فرنجيـة إلى روما تأجـلت

المركزية- لم يحجب وهج ما بات يعرف بـ"ترشيح معراب"، الضوء عن التسوية الرئاسية بالنائب سليمان فرنجية. فبعدما أكد رئيس تيار المردة من بكركي استمراره في السباق الرئاسي، برزت أنباء (أوردتها "المركزية") عن أنه يزور روما غدا للقاء عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري معلومات سارع زعيم بنشعي إلى نفيها، قائلا: ان التداول بموضوع زيارتي حاليا الى الفاتيكان غير صحيح. وعلى رغم هذا النفي، أكد عضو كتلة المردة النائب سليم كرم لـ"المركزية" أن "زيارة روما أرجئت، فالوزير فرنجية منشغل اليوم بوفاة في المنطقة". وفي ما يتعلق بالكلام الكثير عن أن ترشيح معراب ضرب فريقي 8 و14 آذار على حد سواء، اعتبر كرم أن "مبادرة الدكتور سمير جعجع ليست ضربة لـ14 آذار ولا لـ8 آذار. أعتقد أن ما يجري اليوم هو دعوة الجميع إلى الحضور إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية". وعما إذا كانت جلسة 8 شباط ستشهد انتخابات رئاسية فعلا، أشار إلى أن "كل شخص سيعد نقاطه، من دون أن ننسى المقاطعين والدول التي تعتبر أن الوقت الراهن غير مناسب لانتخاب الرئيس بانتظار حلول المنطقة". وعن العلاقة على خط الرابية- بنشعي على وقع المستجدات الرئاسية الأخيرة، لفت إلى أن "من منطلق ديموقراطي، يفترض ألا "يحزن" أي من الفريقين. ثم إنهما من 8 آذار، واليوم يقول لهم الآخرون: "نحن ننتخب واحدا منكم". لذلك، لا يفترض أن يحزن أي منهما أيا كان الفائز، وهنا على حزب الله أن يلعب دورا". وعما يحكى عن زيارة عونية قريبة إلى بنشعي، اوضح كرم إلى أن "لا شيء محسوما حتى الآن". وحول مصير مبادرة الرئيس سعد الحريري الداعمة لترشيح فرنجية، لفت إلى أن "نواب المستقبل لا يزالون يعتبرون أنها لا تزال قائمة، لكننا لا نعرف ما قد يحصل في اللحظات الأخيرة". وختم متمنيا "أن ينتخب رئيس جمهورية ليرتاح البلد، لأنه بات مهددا بالخراب".

 

بطريركا السريان الكاثوليك والارثوذكس زارا عون: طالبنا بتمثيل الطائفتين بمقعدين نيابيين

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - التقى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في دارته في الرابية، بطريركي السريان الكاثوكيك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان والارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني. وبعد اللقاء، قال البطريرك يونان: "ان هذه الزيارة أتت للتعبير عن صلاتنا وتشجيعنا للوصول الى حل في موضوع الرئاسة، ولكن اردنا ايضا ان نطرح موضوع تمثيلنا في المجلس النيابي وستكون هناك دراسة للموضوع في طرح مشروع الانتخاب، فلبنان هو نموذج لنا نحن السريان الموجودين في العراق وسوريا، وعندما يكون اولادنا ممثلين فسيشعرون بأن لديهم وجودا في هذا الشرق. من هنا اتت زيارتنا للعماد عون في اطار جولتنا". وردا سؤال قال: "قبل كل شيء نريد ان يكون لدينا رئيس للجمهورية ونحن نقف مع الجميع ومع التوافق وندعو للعماد عون بالتوفيق. وندعو للرب ان يمثل كرسي الجمهورية بالشخص المناسب والجنرال هو شخص مناسب، طبعا نحن نحترم رأي البرلمانيين". وقال بطريرك السريان الارثوذكس: "هذه فرصة للقاء العماد عون مفعمة بالرجاء والامل. وقد بحثنا في موضوع يهمنا مع العماد عون بأن يتمثل اولادنا السريان بمقعدين: واحد للسريان الارثوذكس والثاني للكاثوليك لكي يقتنعوا بأنهم مواطنون لبنانيون. فهم يحبون لبنان وضحوا من اجله ويريدون اعماره واعلاء شأنه".

 

باسيل شارك في أعمال دافوس وأجرى لقاءات جانبية مع مسؤولين دوليين

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في أعمال منتدى دافوس الإقتصادي العالمي في سويسرا، يرافقه وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب. وحضر جلسة مغلقة حول الأزمة في سوريا ترأسها المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأدارها وزير خارجية النروج بورجي براندي في حضور عدد من وزراء خارجية الدول والشخصيات الدولية. وأجرى باسيل خلال مشاركته في المنتدى، سلسة من اللقاءات الثنائية والجانبية مع عدد من المسؤولين الدوليين، أبرزها مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، وإيطاليا باولو جنتيلوني والنمسا سيباستيان كورتس ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانز تيمرمانز. وكانت مناسبة ايضا للتعرف والتلاقي والاجتماع مع عدد من اللبنانيين المنتشرين في العالم، ويتميز المنتدى بكثافة وجودهم وحضورهم الفعال فيه.

 

عقيلة الشيخ يعقوب عاودت اضرابها عن الطعام: نطلب الفرج وندعو على من ظلمنا

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام، أن عقيلة الشيخ محمد يعقوب بعد عودتها إلى مسجد الصفا، من مستشفى "اوتيل ديو" يوم أمس، عاودت إضرابها عن الطعام، الذي كانت بدأته لاسبوع قبل نقلها الى المستشفى، واوضحت انها "كلفت المقرئ السيد كاظم الموسوي الذي وصل بالامس من مدينة قم المقدسة إلى لبنان بتلاوة مجلس عزاء يوميا بعد صلاة العصر في هذه الايام الفاطمية التي إستشهدت بها السيدة فاطمة الزهراء بنت خاتم الانبياء"، وهي قمة المظلومية". وأكدت الشيخة الحاجة امتثال يعقوب "أن الشيخ محمد يعقوب سجن عند القذافي وما زال لمدة 38 عاما ولكن ابن القذافي في لبنان يسجن إبني أيضا؟ أليست الدولة اللبنانية الآن معتقلة للنائب السابق حسن يعقوب فقط للشبهه بأنه وراء خطف القذافي، لذلك نحن نتقرب من الله عز وجل في هذه المجالس أسوة بمظلومية الزهراء ونطلب الفرج وندعو على كل من ظلمنا".

 

ماروني: الجميل لا يزال مرشح الكتائب للانتخابات الرئاسية

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى النائب إيلي ماروني في حديث الى اذاعة "صوت الشعب": أن "دعم رئيس القوات اللبنانية، سمير جعجع للعماد ميشال عون للانتخابات الرئاسية لم يكن مفاجئا، ولكن الأفرقاء السياسيين بحاجة الى دراسة هذا الترشيح للعماد عون ومدى إمكانية نجاحة في الوصول الى الرئاسة"، مشيرا الى أن "الكتائب ستعلن موقفها من هذا الترشيح لاحقا، وما ينطبق على النائب سليمان فرنجية ينطبق على العماد عون لأنهما من الفريق السياسي نفسه"، ومعتبرا أن "مبادرة معراب عبارة عن زيادة ثمانية أصوات للعماد عون لا أكثر ولا أقل، وهي مبادرة لم تأخذ مداها لدى الأحزاب السياسية الأخرى ولا التأييد الإقليمي"، مرجحا "عدم حصول انتخابات رئاسية قريبة". وأشار ماروني الى أن "العقبات التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية لا تزال هي هي، ومن أبرز تلك العقبات ارتباط الوضع اللبناني بالوضع السوري، والتجاذب السعودي - الإيراني، وعدم صدور موقف من حزب الله حول ترشيح جعجع لعون، وموقف الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يمكن أن يقرأ من عنوانه أي استمرار هنري حلو بترشحه للرئاسة، والموقف الغامض للرئيس نبيه بري الذي تارة يقول إنه يدعم النائب فرنجية وتارة أخرى يقول إنه يترك الخيار لنواب كتلته". وأكد ماروني "أن الرئيس أمين الجميل لا يزال مرشح حزب الكتائب للانتخابات الرئاسية".

 

سكاف زارت قهوجي واطلعته على ملفات زحلة والبقاع وحاجات المنطقة

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - زارت رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريم سكاف قائد الجيش العماد جان قهوجي، وطرحت معه "ملفات على صلة بقضاء زحلة خصوصا، والبقاع عموما وحاجات المنطقة الامنية والاجتماعية"، بحسب بيان وزعته "الكتلة الشعبية". وأكدت سكاف "أهمية دور المؤسسة العسكرية في هذه المناطق المعرضة للأخطار والمفتوحة على تخوم مناطق ساخنة"، مثنية على "آداء المؤسسة قيادة وضباطا وأفرادا وتضحياتهم لاستتباب الامن ومنع توغل الارهاب الى بلداتنا وقرانا، وهذا ما يحسب للجيش اللبناني بألويته الساهرة على حدود الوطن". وعرض الطرفان الوضع العام، وأكدا أن "الاستقرار السياسي من شأنه توفير شبكة أمان تنعكس على مجمل الملفات، لا سيما الأمنية منها، والتي تبقى أبرز هموم الناس الدائمة". واعتبرت سكاف أن "أي خطوة لتدعيم هذا الاستقرار وتمتين الوحدة الوطنية ستصب حتما في خانة تعزيز الحال الامنية، ورفد خطواتها بالقرارات السياسية المناسبة.

أبلغت "قائد الجيش بحاجات أهل المدينة"، فأكد "الوقوف عند مطالبهم، لا سيما في فصل الشتاء الذي يستدعي مؤازرة أمنية لمواجهة العواصف والثلوج، إضافة الى البحث في قضايا عسكرية إدارية متعلقة بأبناء القضاء".

 

المشنوق استقبل كاغ وترأس اجتماعا لقيادة الأمن الداخلي بحث في إقامة نموذج أمني في بيروت الكبرى

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اجتماعا لمجلس قيادة قوى الأمن الداخلي برئاسة المدير العام اللواء ابراهيم بصبوص. وبعد أن هنأ المشنوق المجتمعين على "إنجازاتهم في حماية الامن، تم البحث في نقاط القوة والضعف، والتطور الكبير الذي تحرزه القوى الأمنية في مكافحة الإرهاب والتعامل مع الملفات كلها بجدية". وجرى التداول في إمكانية إنشاء منطقة نموذجية أمنيا في بيروت الكبرى وطرق تنفيذها مع اكتمال العديد، على أن تتوسع قدرات قوى الأمن الداخلي وإمكانياتهم. ثم تطرق البحث إلى موضوع السجون ومشاكلها، من اكتظاظ وغيرها. وقد وعد وزير الداخلية ب"العمل على تمويل سجن ثان بعد الأول الذي تأمن تمويله ووضعت الخرائط تمهيدا لتلزيمه". كما تطرق البحث إلى الخطة الأمنية في البقاع، وجرى البحث في مشروع إعادة هيكلة الأولويات والحاجات لتفعيل دور قوى الأمن، بعد تشكيل لجنة في وقت سابق، بدأت اجتماعاتها، وسيلتقيها المشنوق في الأيام المقبلة.

ثم استقبل وزير الداخلية ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، وبحث معها في موضوع الانتخابات الرئاسية، والعقوبات المالية الاميركية على حزب الله مبديا قلقه من تداعياتها على لبنان. ثم كان استفسار من كاغ عن التحضير للانتخابات البلدية والاختيارية، فأكد المشنوق "جهوزية وزارة الداخلية وجديته بإجرائها في مواعيدها". ولاحقلإ وزع المكتب الاعلامي لكاغ بيان اشار فيه الى ان كاغ قالت بعد لقائها ووزير الداخلية: "كانت أول فرصة لي للقاء الوزير المشنوق في السنة الجديدة. وتناول البحث التطورات السياسية والامنية الاخيرة وإتفقنا على متابعة نقاشنا حول المواضيع ذات إهتمام مشترك، بما في ذلك أهمية إمكانية اجراء الانتخابات البلدية." وأشارت الى "إستعداد الأمم المتحدة لتقديم المساعدة التقنية المطلوبة لتأكيد نزاهة وشفافية الانتخابات".

 

الراعي ترأس قداسا في كنيسة مار مارون روما

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - روما - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" إيلي منصور أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ترأس قداسا مساء اليوم، في كنيسة مار مارون في الوكالة البطريركية في روما، يعاونه فيه المطرانان فرانسوا عيد ومنير خيرالله ولفيف من الكهنة.

ويلتقي الراعي السبت قداسة البابا فرنسيس، على ان يعود الى بيروت الثلثاء المقبل.

 

سليمان استقبل ابو فاعور وترأس اجتماع لقاء الجمهورية: لتقريب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد الرئيس العماد ميشال سليمان خلال الاجتماع الدوري "للقاء الجمهورية"، ان "جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقبلة يجب ان تكون الاخيرة"، متمنيا على رئيس مجلس النواب "تقريب موعدها بعد ان حسمت جميع القوى خياراتها وأعلنت عنها امام الرأي العام، إضافة إلى إتاحة إمكانية التنافس لمرشحين آخرين". واعتبر "اللقاء" في بيان، ان "التعطيل إضافة إلى كونه عملا غير ديموقراطي، بات يضع مصداقية من يقاطع الجلسة موضع الشك"، مؤكدا ان "التفاهمات يمكن ان تتم تحت قبة البرلمان وليربح من ينال أغلبية الأصوات النيابية"، داعيا إلى "عدم ربط الانتخابات بأي سلة أو محاصصة، لأن أي تأخير إضافي سيضفي المزيد من التعقيد على العملية الانتخابية". وشدد على "أهمية تحييد لبنان عن صراعات المحاور كما ورد في "إعلان بعبدا" الذي باتت مواده كافة في صلب بيانات الترشيحات الرئاسية وممرا الزاميا للوصول إلى بعبدا". وعن تعيينات أعضاء المجلس العسكري، أكد على "ضرورة اعتماد مبدأ الكفاءة والاقدمية استنادا إلى ترشيحات قيادة الجيش"، داعيا مجلس الوزراء إلى "تفعيل جلساته لتسيير شؤون الناس واستعادة ثقة المواطن بدولته". وعن التداعيات السلبية التي رافقت الافراج عن محاكمة ميشال سماحة، دعا "اللقاء" القضاء العسكري إلى "الاخذ بالاعتبار مبدأ إحقاق الحق والابتعاد عن أي مسايرة سياسية وتسطير الحكم النهائي العادل والرادع، كون المحاكم يجب ان تكون عامل طمأنة للشعوب". وأشار الى أنه "ناقش مشروع قانون إنشاء محاكم ودوائر متخصصة بقضايا الإرهاب والجرائم الكبرى المقدم من وزير العدل وكلف لجنة قانونية لإبداء الرأي بمضمونه تمهيدا لاقراره".

ابو فاعور

من ناحية أخرى، استقبل سليمان وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور، وعرض معه الاوضاع السياسية.

 

الضاهر بعد لقائه ريفي: لاحالة قضية سماحة على المجلس العدلي

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل وزير العدل اللواء أشرف ريفي في مكتبه في الوزراة اليوم، النائب خالد الضاهر، الذي أبلغه عزمه التقدم بدعوى شخصية أمام القضاء العدلي، ضد الوزير السابق ميشال سماحة. وأشار الضاهر الى أن "الجريمة التي ارتكبها سماحة ليست وليدة أفكاره الشخصية، انما هي ترجمة لعمل عصابة اجرامية تتآمر على لبنان وشعبه وتستهدف مواطنين ورجال دين ونوابا". وطلب الضاهر من ريفي "احالة قضية سماحة على المجلس العدلي"، وقال: "من المؤكد أن هذا الأمر موضع اهتمام وزير العدل الذي أبلغني أنه تقدم بمشروع مرسوم الى مجلس الوزراء، لكونه صاحب الصلاحية في جرائم الاغتيال والجرائم الواقعة على أمن الدولة، وليست المحكمة العسكرية التي تتوسع في صلاحياتها، وهذه الصلاحيات الواسعة لم تعد موجودة الا في الدول المتخلفة". وأوضح الضاهر انه "عرض مع الوزير ريفي، موضوع وثائق الاتصال التي لا تزال سارية على أكثر من 15 ألف شاب من منطقتنا، وهذا ما يسيء الى الاستقرار والاعتدال ويثير التطرف".

 

دريان التقى السفير الفرنسي وشخصيات الضاهر: نبارك الخطوات الجريئة للحريري وجعجع وسأتقدم بدعوى قضائية ضد سماحة

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، سفير فرنسا ايمانويل بون وتداول معه في شؤون لبنان والمنطقة.

ضاهر

واستقبل المفتي دريان النائب خالد الضاهر، الذي قال بعد اللقاء:"دار الفتوى دار الاعتدال، الدار الوطنية التي نأتي اليها دائما للتزود بكل ما يفيد هذا الوطن. كان اللقاء مع سماحته لقاء طيبا، ويؤكد على الوحدة الوطنية وعلى الاعتدال، وعلى العدالة والتوازن الوطني الذي يحمي الاعتدال ويحمي كرامة الانسان في هذا البلد". اضاف: "سماحته مطلع على الأوضاع العامة وعلى أوضاع المحكمة العسكرية وعلى مجريات اطلاق سراح المجرم ميشال سماحة. مطلبنا والجميع العدالة. لذلك نحن شرحنا له أيضا معاناة الشباب في لبنان من وثائق الاتصال، وهي في 15000 وثيقة، رغم وجود قرار مجلس الوزراء بإيقاف هذه الوثائق، ما تزال هذه الوثائق سيفا مصلتا على شبابنا، وهذا له تأثيرات سلبية على الاعتدال وعلى العدالة وعلى التطرف، لذلك نحن نعتبر ووفق القانون أيضا ان المحكمة العسكرية هي محكمة استثنائية الان، تعالج قضايا ليست من اختصاصها بالأصل، محكمة اختصاصها معالجة شؤون العسكريين، الان المحكمة تتعاطى مع قضايا ليست من اختصاصها، لذلك نحن نشدد على ان تعود المحكمة العسكرية الى دورها الأساس وهو معالجة شؤون العسكريين، اما معالجة الشؤون القانونية والجرائم فيجب ان تعود الى المحاكم المدنية حتى تحقيق العدالة. معالي وزير العدل وعد بتقديم مشروع حول كل القضايا والجرائم في ان تعود الى محاكم مختصة بمعالجة الإرهاب والاجرام وغير ذلك، وهذا امر طيب. والمطلوب الان المعالجة الفعلية والسريعة للقضايا التي تتعاطى بها المحكمة العسكرية". واعلن الضاهر انه، في موضوع ميشال سماحة، سيتقدم بدعوى قضائية لدى المحاكم العدلية، متمنيا "ان يوفق وزير العدل كما وعد بإحالة ملف المجرم ميشال سماحة الى المجلس العدلي لمتابعة المحاكمة وانزال العقاب اللازم، وليس كما حصل في المحكمة العسكرية بتخفيف كل جرائم ميشال سماحة، وكأنه شخص مغرر به او كأنه شخص نقل بعض المتفجرات والأسلحة". وقال: "هو جزء من عصابة، وهو جزء من مؤامرة، لم تكن تخصني انا شخصيا كما ذكر اسمي اكثر من مرة وبعض المفتين والمشايخ، بل أيضا كان يريد تفجير البلاد عبر استهداف الإفطارات وجماهير اللبنانيين، وحتى البطريرك الذي كان يزور عكار في ذلك الوقت كان في بنك الأهداف لتخريب لبنان خدمة لأغراض خارجية". واشار الى ان "العملاء للنظام السوري والعملاء للعدو الإسرائيلي يعاملون في المحكمة العسكرية معاملة خاصة"، وقال: "بالأمس اطلق اديب العلم العميل الإسرائيلي بعد ان حكم 12 سنة، لكنه أطلق بعد 3 سنوات. وميشال سماحة الذي جاء بالمتفجرات واعترف بالصوت والصورة وصورت الأموال والعبوات وجاء بها من بلد الى بلد، واعلن اعتذاره في المحكمة العسكرية مني ومن المفتي ومن اللبنانيين، يحاكم بثلاث سنوات، وكانه سائق سيارة مخمور يعاقب على هذه الجنحة. نحن نريد العدالة، والعدالة مطلب لبناني لحماية جميع اللبنانيين.

اضاف: "لا بد هنا من ان اذكر بكثير من الاحترام والتقدير جهود القائد الكبير الشهيد وسام الحسن، الذي انقذ لبنان من كارثة سواء تخصني او تخص المفتي، ولكنها في الأصل تخص الوطن كله، لأنه لا سمح الله لو تم له ما كان يريده، تفجير الإفطارات وتفجير المسيحيين وزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، لكانت كارثة على كل لبنان. لذلك نحن نعتبر ان القضية ستحال الى مجلس الوزراء بطلب من وزير العدل لإحالتها الى المجلس العدلي. وكل من يقف عائقا امام تحويل قضية المجرم ميشال سماحة الى المجلس العدلي يعتبر شريكا في جريمة ميشال سماحة". وتابع الضاهر: "الامر الاخر الذي تكلمنا به مع سماحة المفتي مطلب وطني وحاجة وطنية هو انتخابات رئيس الجمهورية، واليوم وبعد ان ازيلت كل الخطوط الحمر من خلال الأفكار والمبادرة التي اطلقها الرئيس سعد الحريري والتي هي تضحية كبيرة وتجاوز لكثير من الأمور بترشيح احد اقطاب 8 اذار، وتلاها أيضا تضحية ومبادرة كذلك جريئة حيث لا يجرؤ الاخرون سواء في المبادرة الأولى او في المبادرة الثانية بتخلي الدكتور سمير جعجع عن الترشيح وتبني ترشيح العماد ميشال عون خدمة للبنان وحرصا على مصلحة لبنان وانتخاب الرئيس، نحن لا بد لنا ان نبارك هذه الخطوات الجريئة والتي فيها التضحية والحرص على مصلحة لبنان، آملين ان ننزل الى مجلس النواب لنختار الرئيس الذي يختاره نواب لبنان والمسؤولين عن هذا الامر، باعتباره امرا دستوريا ومصلحة حيوية ولانتظام الحياة العامة في لبنان، لنحمي لبنان من خلال تماسك المؤسسات في لبنان بانتخاب رئيس جمهورية، ووضع قانون انتخاب، وانتخابات نيابية، وحكومة جديدة، واستقرار لبنان وتماسكه، على أمل ان يلتزم كل الافرقاء بالمصلحة الوطنية، مصلحة لبنان قبل أي مصلحة خارجية أخرى".

ابراهيم

والتقى دريان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وبحث معه في الاوضاع العامة. كما استقبل مفتي الجمهورية وفدا من منتدى التنمية والثقافة والحوار برئاسة القس الدكتور رياض جرجور الذي وجه له دعوة لإلقاء كلمة في افتتاح المؤتمر الذي ينظمه المنتدى بعنوان "إدارة التنوع الديني وبناء السلام".

واخيرا، استقبل دريان السفير عبد الرحمن الصلح.

 

رعد عرض مع افرام الثاني ويونان شؤون المنطقة واوضاع المسيحيين في العراق

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - التقى رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، وفدا ترأسه بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وبطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، وضم المطرانين جورج صليبا وجرجس قس موسى. وكانت مناسبة للتداول، بحسب بيان للعلاقات الاعلامية، في "شؤون المنطقة وما يتعرض له المسيحيون في العراق وخصوصا السريان. كذلك جرى التطرق الى الوضع اللبناني. وكان هناك تمن من البطريركين بأن تدعم كتلة الوفاء للمقاومة، مطلب تعزيز تمثيل السريان في المجلس النيابي".

 

جنبلاط تلقى إتصالا من عون شكره فيه على موقف "اللقاء الديموقراطي"

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - تلقى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط إتصالا من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، "شكره فيه على موقف اللقاء الذي صدر بعد إجتماعه صباح الخميس"، بحسب بيان لمفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي.

 

هاشم: لا انتخابات رئاسية إذا بقيت المواقف على حالها

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - إستبعد النائب قاسم هاشم في حديث لاذاعة "صوت لبنان - 93,3"، أن "يتم إنجاز الانتخابات الرئاسية في جلسة الثامن من شباط المقبلة إذا ما بقيت المواقف على حالها"، مشيرا "الى أن الرئيس نبيه بري يتريث كي تتبلور جميع المواقف قبل الإعلان عن موقفه". ولفت الى "أن بري ومن موقعه كرئيس ل"حركة أمل" ينتظر استجماع كل المعطيات لمناقشتها في اجتماعات الحركة وكتلة التنمية والتحرير للبناء على الشيء مقتضاه"، معتبرا "أن حصر الملف الرئاسي بين مرشحين من أصل القيادات المارونية الأربعة يدل على وجود انقسام". وأكد هاشم "ان حزب البعث يدرس المستجدات الأخيرة في ما خص الملف الرئاسي لاتخاذ القرار المناسب الذي لن يحيد عن مبادىء الحزب وقناعاتنا".

 

عراجي: لقاء مرتقب بين الراعي والحريري لبحث ملف الرئاسة

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد النائب عاصم عراجي في حديث لإذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5" أن "رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لا يزال هو مرشح تيار المستقبل"، لافتا إلى أنه "على مدار 34 جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية لم نغب وبالتالي فان تيار المستقبل لن يغيب عن أي جلسة إنتخابية وسنحضر بالمبدأ الجلسة في 8 شباط". وتوقع عراجي "نظرا لاهمية موقع البطريركية المارونية كمرجعية كبيرة أن يعقد لقاء بين البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري لبحث ملف رئاسة الجمهورية". وردا على العلاقة بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، أوضح عراجي أن "ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا"، معتبرا أن "هناك خلافا في شأن الرئاسة ولكل منا وجهة نظر".

 

جنجيان : ستبقى القوات مكونا أساسيا في 14 آذار

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - أوضح النائب شانت جنجنيان في حديث لاذاعة "صوت لبنان 93,3 "أن القوات اللبنانية لم تتفاجأ بموقف قطر لأنها على علاقة جيدة بكل دول الخليج العربي وخصوصا بالمملكة السعودية"، معتبرا "أن الموقف القطري دليل على حجم الثقة بالقوات اللبنانية". وأشار "الى أن إعلان النوايا والتقارب السياسي الذي حصل بين القوات والتيار الوطني الحر أدى الى تبني ترشيح عون للرئاسة"، موضحا "إن العماد عون قال إنه ليس فريق 8 آذار إنما متحالف معه، ما يعني ان طريقه الى الوسطية أقرب من سياسة المحاور". من جهة ثانية، أكد جنجنيان "ان قوى 14 آذار باقية وستبقى القوات اللبنانية رأس حربة ومكونا أساسيا فيها".

 

جبيلي: ما حدث في معراب انتصار لـ”14 آذار”.. وعون اعترف بـ”الطائف”

موقع القوات اللبنانية/أعلن رئيس مقاطعة أميركا الشمالية في حزب “القوات اللبنانية” ورئيس المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن الدكتور جوزف جبيلي، أن إعتبارات عدة أّدّت إلى تبني “القوات” ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، مؤكدا أن الورقة السياسية التي أعلنها الدكتور سمير جعجع مع العماد ميشال عون تتضمن مبادئ تؤمن بها قوى 14 آذار”، من هنا دعوة الدكتور جعجع لهذه القوى لكي تدعم العماد عون لأن ما حصل معه من اتفاق لم يحصل مع أي مرشح آخر.

واكدّ أن ما حدث هو انتصار لقوى “14 آذار” وليس هزيمة لها لأن الورقة السياسة تتضمن الاعتراف المطلق باتفاق الطائف واحترام احكام الدستور وبسط سلطة الدولة وحدها على اراضيها وضبط الحدود ودعم الجيش فقط وليس غيره من قوى مسلحة غير شرعية، إضافة إلى احترام القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان واقامة علاقة الصداقة الأقليمية مع الدول العربية ، وهذه بالتحديد مبادىء الرابع عشر من آذار.

مواقف الدكتور جبيلي جاءت في مقابلة مع محطة إذاعة “كندا الدولية”، القسم العربي، تناول فيها الوضع السياسي في لبنان في ضوء تبني القوات اللبنانية ترشيح العماد عون للرئاسة.

بداية أوضح الدكتور جبيلي أن ما اوصل على هذا الترشيح إعتبارات وطنية وأخرى مسيحية ومنها تتعلق بالعلاقة بين الحزبين، فالبنسبة للمستوى الوطني فإن الفراغ في منصب رئاسة الجمهورية شارف على مدة السنتين وهذا الفراغ يؤثر بالتأكيد على المسارات كافة في البلد ومنها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى مستوى الإستقرار أيضاً، أما على المستوى الثاني فهو يتعلق بما يجري على صعيد المصالحة وحوار الأحزاب بين بضعها البعض ولا سيما ما يجري بين عدد من الأطراف في قوى الرابع عشر والثامن من آذار وبين المواقع السياسية على خلافها،فعلى سبيل المثال هناك حوار حزب الله والمستقبل، إضافة إلى مبادرة سعد الحريري في ترشيح سليمان فرنجية، وكذلك الحوار بين حزب الله والكتائب، وفي هذا السياق من الطبيعي ان يكون هناك حوار بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر،  خصوصا اذا ادى هذا الحوار الى نتيجة لتخفيف الاحتقان

أما بالنسبة للواقع المسيحي، فهناك الكثير من القوى تحمّل هذا الواقع مسألة الفراغ في رئاسة الجمهورية وعرقلة إجراء الانتخابات، ومسارات عدة في البلد، وهم بذلك يشيرون إلى الوضع بين القوات والتيار الحر،

أما النقطة الأخيرة المتصلة بمسألة تبني القوات اللبنانية ترشيح العماد عون فهي نتيجة الحوار المكثف الذي بدأ منذ سنة وحتى اليوم بين الطرفين وهو الذي أدّى إلى إعلان ورقة النوايا في حزيران من العام الماضي، وهذا الحوار تواصل وأعطى نتائج أخرى غير ورقة النوايا منها بعض التنسيق العملي على الأرض في بعض القضايا، بين القوى الطالبية والنقابية بين الحزبين، إضافة إلى التنسيق على مستوى عدد من مشاريع القوانين التي طرحت في مجلس النواب.

وأضاف الدكتور جبيلي، من هنا فإن كل هذه الأمور والعوامل أدّت إلى تبني القوات اللبنانية ترشيح العماد عون إلى رئاسة الجمهورية بشكل رسمي.

وعن مصير قوى الرابع عشر من آذار في ضوء بروز الخلافات بين بعضها البعض ولا سيما مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، أكدّ الدكتور جبيلي أن ما يجمع قوى الرابع عشر من آذار هو مجموعة مبادئ تتناول السيادة والحرية والاستقلال، وبسط سلطة الدولة في كل الأراضي، ورفض منطق السلاح والميليشيات، فإن كل هذه المبادئ التي جمعت العديد من القوى السياسية أوصلت إلى إنتفاضة أدّت بدورها إلى تحرير لبنان من الاحتلال السوري، وهي مبادئ لا زالت موجودة بالتأكيد ويلتقي حولها كل المكونات الأساسية في قوى الرابع عشر من آذار.

ولكن في الوقت ذاته لا بد من الملاحظة أن قوى الرابع عشر من آذار هي مجموعة تضم عدداً من الأحزاب السياسية لا يرأسها أي شخص معين ولا تملك آلية واضحة لاتخاذ القرار، على مستوى عدد من القضايا التفصيلية المطروحة في لبنان، ونلاحظ في هذا السياق أن الحرية كانت تترك في العديد من المجالات لكل فريق قوى الرابع عشر من آذار لكي يأخذ القرار ويتصرف بما هو مناسب.

وهنا أضاف جبيلي رداّ على سؤال أن هناك تبايناً داخل قوى الرابع عشر من آذار حول الشخص الذي يجب أن يتمّ إختياره لكي يصار إلى ترشيحه لرئاسة الجمهورية، لا سيما وأننا وصلنا إلى واقع دلّ صراحة على أن مرشح قوى الرابع عشر من آذار الرسمي للرئاسة ألا وهو الدكتور سمير جعجع لم ينل الأصوات الكافية لكي ينتخب رئيسا للجمهورية وهذا ما أعلنه الدكتور جعجع تحديداً، إذا من هنا أصبحنا أمام واقع البحث عن البديل.

ورداً على سؤال حول أن يكون البديل الانتقال إلى القبول بمرشح من قوى “8 آّذار” أيا كان وألا يعتبر ذلك فشلاً لقوى الرابع “14 آّذار”، قال الدكتور جبيلي إن جوابي على هذا السؤال يمكن في ما أعلنه كل من الدكتور جعجع والعماد عون قبل يومين من معراب في الوثيقة السياسية لتأييد العماد عون للرئاسة، وهو ما يمكن إعتباره إتفاقاً سياسياً على برنامج بين “القوات” والتيار “الوطني الحر”، والذي على أساسه توجه الدكتور جعجع إلى قوى “14 آذار”، وأعلن أن الاتفاق الذي توصلنا إليه يتضمن مبادئ تؤمن بها قوى “14 آذار”، من هنا دعوته لهذه القوى لكي تدعم العماد عون لأن ما حصل معه من اتفاق لم يحصل مع أي مرشح آخر. وبالتالي فإن المبادىء التي وردت في الورقة السياسية وهي تتضمن الاعتراف المطلق باتفاق الطائف واحترام احكام الدستور وبسط سلطة الدولة وحدها على اراضيها وضبط الحدود ودعم الجيش فقط وليس غيره من قوى مسلحة غير شرعية، إضافة إلى  احترام القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان واقامة علاقة الصداقة الأقليمية مع الدول العربية، وهذه بالتحديد مبادىء الرابع عشر من آذار، من هنا فإن الدكتور جعجع يقول إننا كرأس حربة في هذه القوى لقد توصلنا إلى إتفاق حول هذه المبادئ مع العماد عون، مع العلم بأن غيرنا لم يستطع التوصل إلى إتفاق حولها مع أي مرشح آخر،  لذلك فإنه دعا قوى “14 آذار” إلى الاتفاق مع العماد عون على اساس هذه المبادئ.

ولفت الدكتور جيبلي إلى أنه في ضوء كل ذلك فإننا نعتبر أن ما حدث هو انتصار لقوى الرابع عشر من آذار وليس هزيمة لها.

ورداّ على سؤال عن سبب التأخر في الوصول إلى هذا الاتفاق طوال سنة ونصف، وهل ما جرى من منطلق وطني، أم لهدف سدّ الطريق أمام النائب سليمان فرنجية من الوصول إلى قصر بعبدا؟

قال الدكتور جبيلي ان هناك عدة اسباب سمحت بطول هذه المدة اولا لا بدّ من الإقرار بأن فترة طويلة إنقضت لكي نلمس واقع تعذر امكانية وصول مرشح من قوى الرابع عشر من آّذار لعوامل عدة داخلية وإقليمية ودولية، وهنا أقول من الواقعية أن يكون لدى هذه القوى مرشحاً مثل الدكتور جعجع أو أي مرشح آخر يتبنى مبادئها، ولكن لأسباب عدة وجدت نفسها قوى الرابع عشر من آذار أمام واقع التفتيش عن مرشح آخر للرئاسة لأنها غير قادرة إلى إيصال مرشح من داخل صفوفها. وأضاف الدكتور جبيلي أن الذي يعرف كيف يتصرف الدكتور جعجع يدرك تماماً أنه لا يمكنه فقط السير بمرشح ويدعو إلى انتخابه، من دون معرفة برنامجه السياسي للترشيح والاتفاق معه على هذا البرنامج،وهو لفت إلى أن المسألة ليست موقفا مسبقاً من شخص معين، فقد تكون علاقته جيدة مع شخص مثل سليمان فرنجية، ولكنه سيتبنى في النهاية ترشيح شخص وفق مبادئ معينة. ولذلك أوضح الدكتور جبيلي أن المسألة أخذت وقتاً، وهذا ما حصل أيضاً في خلال البحث بورقة إعلان النوايا بين القوات والتيار، لأن الطرفين درسا تفاصيل الورقة بحذافيرها.

والحوار بين الطرفين أخذ وقتاً بدوره، لأنه حوار جدي ليس فقط بالشكل، وإنما من خلال بحث تفاصيل كثيرة حول أمور عدة، أدّت في نهاية المطاف إلى التوصل لورقة إعلان النوايا، ومن ثم الاتفاق على البرنامج السياسي لترشيح العماد عون، فمسألة الوقت متصلة ببحث كل التفاصيل وهو ما حرصت وترحص عليه القوات اللبنانية دائماً.

وحول مسار العلاقة بين الحلفاء داخل قوى الرابع عشر من آّذار، أوضح الدكتور جبيلي أن الاتصالات تتواصل مع الحلفاء أولاً ما يتصل منها بالحوار القواتي العوني، وثانياً في ما يتصل بمسألة تبني ترشيح عون للرئاسة ونضعهم دائماً في أجواء ما يحصل، وهنا لا بد لي من أن أشير إلى أن موقف حزب الكتائب غير سلبي وهو سيكون إيجابياً وفق ما اعتقد لا سيما بعد البرنامج الذي أعلن الدكتور جعجع على أساسه تبني ترشيح العماد عون، مع التذكير بأن حزب الكتائب دخل في حوار مع التيار الوطني الحر ووصل معه إلى مراحل متقدمة. واللافت أيضاً أن الحزب عبر رئيسه سامي الجميل أعلن صراحة أنه في النهاية كحزب فهو سيؤيد برنامج المرشح، بغض النظر عن علاقتهم مع النائب فرنجية.

وبالنسبة لمعارضة شخصيات بارزة في حزب الكتائب وقوى الرابع عشر من آذار لوصول كل من العماد عون والنائب فرنجية للرئاسة، مثل النائب نديم الجميل، قال الدكتور جبيلي من الطبيعي أن تجد شخصيات عدة في هذه القوى ومنهم الشيخ نديم صعوبة كبيرة أن تنتقل قوى الرابع عشر من آذار إلى مرحلة ترشيح شخصيات من قوى الثامن من آذار، وهذه الصعوبة تنطلق من المواقف السياسية وليس من إعتبارات شخصية. ولكنني دعني أقول إن هناك تطوراً لافتاً في لبنان من خلال إعلان الورقة السياسية بين الدكتور جعجع والعماد عون، من حيث الاتفاق على مبادئ هي في الواقع ما تنادي به الرابع عشر من آذار، لذلك هناك تحوّل أساسي حدث في البلد، وأتمنى على كل القوى من حزب الكتائب أو تيار المستقبل أو المستقلين في قوى الرابع عشر من آذار، أن ينظروا إلى ما تضمنته الورقة السياسية، وأن تبني موقفها من ترشيح العماد عون إلى الرئاسة على أساسها.

ورداً على سؤال عما إذا كان هناك تباين في القوات اللبنانية حول هذه الخطوة، أكدّ الدكتور جبيلي عدم وجود هذا الأمر، لا سيما وأن الدكتور جعجع كان على تشاور دائم منذ سنة وحتى اليوم مع القيادة والقاعدة القواتية، لكي يتداول معها في تطور وتفاصيل العلاقة مع التيار الوطني الحر، واي إتفاق يحصل مع التيار، حتى قبل أن نصل إلى مسألة بحث رئاسة الجمهورية، لا سيما على صعيد تطبيع العلاقات بين الحزبين.

وعن توقعه للمرحلة المقبلة بعد تبني ترشيح العماد عون لفت الدكتور جبيلي إلى أن الساحة السياسية ستشهد إتصالات بين كل من قوى الرابع عشر والثامن من آذار تحضيراً للجلسة الانتخابية المقبلة في الثامن من شباط المقبل، مشيراً إلى أن جميع المواقف لم تحسم في هذا المجال، داعياً إلى إنتظار ما سيحدث في ضوء التحول السياسي الذي حصل. ورداً على سؤال عن احتمال اي تحالف مع “حزب الله” بعدما تحالفت “القوات” مع “التيار الوطني الحر”، قال الدكتور جبيلي إن “القوات” لا تزال على خلاف أساسي مع “حزب الله”، في مواضيع عدة إقليمية وداخلية، وهذا الموضوع كان يؤثر حقيقة في العلاقة بين “القوات “و”التيار الحر”، ولكن من خلال الاتفاق على برنامج ترشيح عون الذي تمّ التوصل إليه والمبادئ التي تضمنها، وقبلها إعلان ورقة النوايا، لا نعرف مسبقاً كيف سيكون موقف حزب الله من الورقة والاتفاق، وبتصوري أن حزب الله لن يكون راضياً عمّا حصل ولكن لننتظر لنرَ كيف ستكون ردّة فعله.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأول ندد بشدة بإقصاء آلاف الإصلاحيين والثاني أيد الخطوة والخلافات تنفجر بين روحاني وخامنئي قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية

22/01/16/طهران – وكالات: في مؤشر على اندلاع أول صراع بينهما، عبر المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي والرئيس حسن روحاني عن موقفين متناقضين تماماً حيال استبعاد آلاف المرشحين الإصلاحيين من الانتخابات التشريعية المقررة في 26 فبراير المقبل، التي ستجرى معها انتخابات مجلس خبراء القيادة.

وأبدى روحاني، أمس، استياءه حيال استبعاد آلاف المرشحين للانتخابات التشريعية، موجهاً انتقادات قاسية للجنة المكلفة بتحديد أهلية المرشحين للبرلمان. ويأتي تدخل روحاني غداة موقف مغاير لخامنئي وبعد أيام من موافقة اللجنة المركزية للاشراف على الانتخابات التابعة لمجلس صيانة الدستور، على أهلية واحد في المئة فقط من الإصلاحيين الساعين للدخول إلى البرلمان لخوض الانتخابات. وتعرض الإصلاحيون في إيران للتهميش منذ إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد العام 2009، حين نددوا بعمليات تزوير شابتها على نطاق واسع. وللدلالة على سخطهم، ترشح عدد قليل جداً من سياسيي المعسكر الإصلاحي للانتخابات البرلمانية الأخيرة في العام 2012، لكن الحركة أعادت تنظيم صفوفها منذ وصول روحاني، رجل الدين المعتدل، إلى الرئاسة في العام 2013، ما عزز الآمال بالعودة مجددا إلى الساحة السياسية. وأدى هذا الرفض لعدد كبير من المرشحين الإصلاحيين، الإثنين الماضي، حيث تمت الموافقة على 30 مرشحاً إصلاحياً فقط من أصل ثلاثة آلاف، إلى اعتبار أن عملية التصويت الشهر المقبل لن تكون ذات صدقية. ووجه روحاني، الذي تحدث أمس إلى المحافظين ومديري الأقضية في طهران، انتقاداً إلى مجلس صيانة الدستور الذي رفض بالاجمال نحو 60 في المئة من طلبات المرشحين المسجلين للانتخابات التشريعية.

وقال الرئيس الإيراني إن «هذا يسمى برلمان الأمة، وليس برلمان فصيل واحد»، معتبرا أن خوض الانتخابات ليس حكراً على المحافظين. وأضاف «علينا خلق الأمل والحماسة والمنافسة. إذا كان هناك فصيل واحد والآخر ليس موجوداً، فلا يحتاجون إلى انتخابات 26 فبراير المقبل، سيذهبون إلى البرلمان»، مؤكداً أن «أي مسؤول لن يكتسب الشرعية من دون تصويت الشعب». وقال روحاني إنه «يجب على المنفذين والمراقبين التنبه إلى احترام الاطار القانوني»، لافتاً إلى التباين بين تمثيل بعض الأقليات وإقصاء مجموعات أكبر. وأضاف «كم من الناس، وكم من الآلاف يتبعون دين موسى في هذا البلد؟»، في إشارة الى مقعد واحد مخصص لليهود في البرلمان الايراني، فيما يتم أيضاً تخصيص مقاعد للمسيحيين والأرمن والزرادشتيين. وقرأ مراقبون في موقف روحاني تحدياً ضمنياً لخامنئي الذي عبر أول من أمس عن رغبته بعدم السماح لغير المحافظين بالترشح للانتخابات، في موقف مؤيد لاستبعاد آلاف الاصلاحيين.

وقال المرشد في هذا الاطار «سبق وقلت أنه حتى أولئك الذين يعارضون الجمهورية الاسلامية يجب أن يشاركوا في الانتخابات»، مؤكداً رغبته في اقبال واسع يعكس دعماً شعبياً للنظام. لكنه استدرك قائلاً «إن هذا لا يعني انتخاب المعارضين للجمهورية الاسلامية لعضوية البرلمان.. فقط من يؤمنون بالجمهورية الاسلامية وبقيمها ينبغي السماح لهم بدخول البرلمان». وأضاف «حتى في أميركا التي تزعم أنها أرض الحرية ويقبل بعض السذج بذلك.. كان يتم خلال فترة الحرب الباردة تهميش أولئك الذين لديهم ميل أقل نحو الاشتراكية». بدوره، دافع المتحدث باسم تحالف المحافظين غلام علي حداد عادل، عن إقصاء آلاف الاصلاحيين، بقوله ان الانتخابات تعد «وسيلة للتغلغل السياسي»، مستشهداً بتصريحات لخامنئي قال فيها إن «الأعداء يحاولون التغلغل والتأثير في البلاد عبر الانتخابات». وكانت عملية تحديد الأهلية محط جدل لأشهر عدة، إذ أن هذه الانتخابات تعد فرصة للإصلاحيين والمعتدلين لتحقيق مكاسب في وجه المعسكر المحافظ المهيمن على البرلمان. وبإمكان المرشحين الذين رفضت طلباتهم تقديم الطعون على ان ينشر مجلس صيانة الدستور اللائحة النهائية للمرشحين في الرابع من فبراير المقبل. يشار إلى أن البرلمان يتكون من 290 مقعداً فيما يتكون مجلس الخبراء من 88 مقعداً ويسيطر عليهما منذ فترة طويلة المحافظون المقربون من خامنئي.

 

الجبير خلال اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي: عدوان إيران السبب الرئيسي للأزمات والحروب في المنطقة

22/01/16/الرياض – واس: أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الاعتداءات على بعثة المملكة العربية السعودية الديبلوماسية في طهران ومشهد «تأتي في إطار السياسات العدوانية لحكومة إيران، وتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وإمعانها في التحريض والتأجيج، وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة». جاء ذاك في كلمة للجبير خلال أعمال الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد في مقر المنظمة بجدة، بطلبٍ من السعودية في أعقابِ الاقتحامات التي طالتْ بعثاتِها الديبلوماسية في مدينتي طهرانَ ومشهد، وشاركت فيه 37 دولة من الدول الأعضاء في المنظمة، وترأسه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد. واعتبر الجبيرفي كلمته أن الاعتداءات على البعثة الديبلوماسية السعودية «تأتي في إطار السياسات العدوانية لحكومة إيران، وتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وإمعانها في التحريض والتأجيج، وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة»، مشيراً إلى أن ذلك «يعد السبب الرئيسي لحالة التأزم وعدم الاستقرار والحروب التي تشهدها منطقتنا، ومن دولة عضو لم تحترم ميثاق منظمتنا ولا مبادئها المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف».

وأضاف «لقد بلغ بحكومة إيران التحدي والاستفزاز إلى الدرجة التي يعلنون فيها، وبتفاخر أن بلادهم باتت تسيطر على أربعة عواصم عربية وأنهم يدربون 200 ألف مقاتل في عدد من بلدان المنطقة، ما يشكل دليلاً واضحاً على سياسات إيران الحالية تجاه جيرانها ودول المنطقة العربية».

واعتبر الجبير أن الاعتداء الأخير «لم يكن إلا جزءاً من سلسلة اعتداءات مستمرة تتعرض لها البعثات الديبلوماسية في إيران، وبشكل ممنهج، منذ خمسة وثلاثين عاماً، ولم تسلم منها سفارة دول إسلامية أو أجنبية، من دون أن تبذل حكومة طهران أي جهد لإيقاف هذا العبث لحرمة البعثات الديبلوماسية، سوى بعض بيانات الإدانة التي تصدر عن المسؤولين في إيران، فيما مسؤولية حكومة الدولة المضيفة تتطلب منها اتخاذ الإجراءات، وليس إصدار بيانات هدفها رفع العتب أكثر من حماية البعثات الديبلوماسية بشكل عملي».

وشكر وزير الخارجية السعودية الوزراء على استجابتهم لعقد الاجتماع الطارئ، «للوقوف على الاعتداءات الغاشمة التي شهدتها كل من سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وقنصليتها بمشهد، في انتهاك واضح وسافر لحرمتها ولجميع الاتفاقيات والمعاهدات والقوانين الدولية التي تجرّم ذلك، وتحمّل حكومة الدولة المضيفة المسؤولية الكاملة لحمايتها وحماية منسوبيها من أي اعتداءات». ولفت إلى أن السعودية «لطالما دعت إلى بناء أفضل العلاقات مع إيران، تستند إلى مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول، إلا أن دعوتها، لم تحظ بأي استجابة من قبل حكومة طهران سوى بأقوال تناقضها الأفعال الحقيقية على الأرض». من جهته، قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، في كلمته «إن ما تعرضتْ لهُ المقار الديبلوماسية السعودية من أعمال ينافي الضوابطَ والممارساتِ الديبلوماسية، كما أقـرَّتـْـها معاهدتا فيينا الديبلوماسيةُ والقنصليةُ وما يرتبطُ بهما من مواثيق وقراراتٍ أممية»، مؤكداً أنَّ «التدخُّلَ في شؤونِ أيِّ دولةٍ من الدُّوَلِ الأعضاءِ من شأنِه أن يُخِلَّ بمقتضياتِ ميثاقِ منظمتِنا الذي التزمنا بكل فصوله ومبادئه، ويَنصُّ في فقرتِه العشرين على «التقيد الصارم بمبدأِ عدمِ التدخلِ في الشؤونِ التي تندرجُ أساساً ضِمْنَ نطاقِ التشريعاتِ الداخليةِ لأيَِّ دولة»، واحترام سيادة واستقلال ووحدة كل دولة عضو».

وأوضحِ أنَّ «استمرارَ تأزم العلاقاتِ بين بعضِ دُوَلِ أعضاءِ منظمة التعاون الإسلامي، يُسهِمُ في تعميقِ الشروخِ في الكيانِ السياسي الإسلامي، ويُكرّسُ الاصطفافاتِ السياسيةَ أو المذهبيةَ، التي تُبعِدُنا عن التصدي الفعّالِ للتحدياتِ الحقيقيةِ التي تهدِّدُ مصيرَ دُوَلِنا الأعضاء وشُعُوبِها».

 

طهران تعلن إنجاز التحقيقات في حادث الهجوم على سفارة السعودية

22/01/16/طهران – كونا: أعلن مسؤول أمني إيراني رفيع أمس، أن تقريراً خاصاً بشأن ملابسات حادث الهجوم على السفارة السعودية بطهران بات جاهزاً لرفعه إلى المرشد الأعلى على خامنئي. وقال مساعد وزير الداخلية الايراني لشؤون الأمن والشرطة حسين ذوالفقاري إن «جميع أبعاد قضية الهجوم على السفارة السعودية اتضحت لنا، والتقرير بات جاهزا لرفعه الى المرشد الأعلى»، مشيراً إلى أن التقرير أظهر أن «الأفراد الذين قاموا بهذا التصرف.. لم يكونوا مدعومين من قبل أجهزة ومؤسسات الدولة ولا من قبل منظمة التعبئة (الباسيج)». وأكد أن «العنصر المتورط بحادث السفارة السعودية ألقي القبض عليه خارج البلاد، ويخضع حالياً للتحقيق داخل إيران». وكان خامنئي وصف أول من أمس، اقتحام السفارة السعودية بالعمل «السيء للغاية والمضر بالبلاد والإسلام».

 

الجيش العراقي يحتاج مئات المدربين/قيادي كردي: تحرير الموصل يتطلب قوات إسلامية ودولية

22/01/16/بغداد ـ باسل محمد وا ف ب: أعلن قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة الزعيم الكردي مسعود بارزاني لـ»السياسة» أن معركة تحرير مدينة الموصل، أقصى الشمال العراقي من سيطرة تنظيم «داعش» تتطلب قوات من التحالف الإسلامي بقيادة السعودية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحد، مؤكداً أن القوات العراقية لوحدها لن تكون قادرة على تحرير هذه المدينة الكبيرة المترامية الأطراف. وقال القيادي العراقي الكردي لـ»السياسة» إن القوات العراقية بما فيها قوات البشمركة الكردية لن تستطيع تحرير الموصل من دون دعم عسكري على الأرض من قوات أخرى تفضل أن تكون من التحالف الإسلامي لأن ذلك سيكون مفيداً وبمثابة رسالة اطمئنان إلى سكان الموصل، كما أن عملية تحرير المدينة التي تعد المعقل الرئيسي الأول لـ»داعش» بخلاف ما يشاع بأن مدينة الرقة السورية هي المعقل أو عاصمة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ستمثل انتصاراً نوعياً بكل المعايير في الحرب على الإرهاب، لذلك «داعش» مستعد لخوض معركة الموصل بطريقة مختلفة عن ما جرى في مدينتي تكريت المجاورة والرمادي غرب بغداد. وأشار إلى أن «داعش» جهز 12 ألف مقاتل معظمهم من قوات النخبة من عناصر التنظيم وبينهم آلاف الأجانب والإنتحاريين سيشاركون في الدفاع عن المدينة في حال شنت القوات العراقية والكردية هجوماً واسعاً لتحريرها.

وأكد أن تحرير الموصل يتطلب حملة عسكرية واسعة وليس مجرد عملية برية عسكرية كبيرة أي حملة تشمل غارات جوية على مدار الساعة وقوات برية كبيرة مدربة تدريباً عالياً وقوات خاصة مدربة على المعارك داخل مدينة الموصل وبالتالي العملية صعبة وشاقة وربما تكون طويلة للغاية ولن تحسم في أسابيع قليلة.

واعتبر أن من بين الأمور السياسية المعقدة في موضوع تحرير الموصل موقف الحكومة العراقية في بغداد التي يقودها التحالف الشيعي المقرب من إيران لأن هذا التحالف يعارض مشاركة قوات من التحالفين الإسلامي والدولي في تحرير الموصل، كما أن هذا الموقف متخوف من السنة لأن تحرير الموصل قد يقود إلى اقامة إقليم سني كبير وأيضاً قلق من الأكراد لأن تحرير الموصل سيعجل من حسم ملف المناطق المتنازع عليها وضمها الى إقليم كردستان وهو يخشى تنامي النفوذ التركي في مرحلة ما بعد «داعش» بالموصل.

ورأى القيادي الكردي أن مرحلة ما بعد «داعش» تتطلب قوات من التحالفين الإسلامي والدولي والأفضل من التحالف الإسلامي لأن استباب الأمن وتأمين سلطة مقبولة في الموصل سيكون من أولويات ومن أهم الضمانات التي سيحتاجها أهل الموصل بعد التخلص من «داعش»، كما أن تحقيق تعايش سلمي بين مكونات الموصل سيتطلب دعماً خاصاً واستثنائياً من الدول العربية والإقليمية بينها تركيا. وكشف أن خطة التحالف الدولي للقضاء على «داعش» تبدأ من الموصل لأن كل المعطيات تفيد بأن طرد التنظيم من الموصل سيشكل نهاية له في المنطقة برمتها وسيصاب بضعف كبير في ليبيا واليمن ومناطق أخرى في العالم وستواجه خلاياه في الخارج سيما في أوروبا حالة من الإرباك الشديد وهذا مهم للأمن العالمي. ورأى أن معركة تحرير الموصل وفق الحسابات السترايتجية فاصلة للعالم والجميع مهتم بها وهي ستسبق معركة تحرير الرقة السورية لأن الموصل أهم وأعمق للتنظيم ونفوذه وامكانياته ومعنوياته، لذلك سيبدأ «داعش» بالإحتضار بعد الضربة في الموصل، ولهذا السبب كل الدول الكبرى مهتمة بمعركة الموصل والجميع يريد أن يشارك بها. في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي ضد «داعش» الكولونيل ستيف وارن، أن الجيش العراقي يحتاج إلى «مئات» المدربين العسكريين الغربيين قبل بدء هجومه لاستعادة مدينة الموصل من «داعش». وقال وارن، «نعلم أننا سنحتاج الى تدريب مزيد من الألوية، سنحتاج إلى تدريب مزيد من القوات على عدد أكبر من الاختصاصات». وأضاف إنه «سيكون هناك عناصر أميركيون، إضافة إلى ذلك، نريد رؤية البلدان الشريكة، الأعضاء الآخرين في هذا التحالف يشاركون بدورهم».

 

القاهرة تستبعد تحسن علاقاتها مع أنقرة وطهران

22/01/16/القاهرة – أ ش أ: أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أمس، أنه لا يمكن حدوث تطور في العلاقات بين مصر وتركيا، إلا إذا حدث تغير جوهري من جانب أنقرة حيال الأوضاع في مصر، رداً على ما يتم تداوله عن وجود وساطة للتقريب بين البلدين. وقال أبو زيد في لقاء مع المحررين الديبلوماسيين، إنه «على صعيد العلاقات مع تركيا فلست على علم بأي جهود مبذولة في ما يخص العلاقات التي تمر بأزمة نتيجة التعامل التركي مع الأوضاع والتدخل في الشؤون الداخلية المصرية، ولا يمكن حدوث تطور في تلك العلاقة إلا إذا حدث تغير جوهري من تركيا بخصوص الأوضاع في مصر». وبشأن علاقات القاهرة وطهران، أوضح أن «العلاقات المصرية-الإيرانية لها ضوابطها وإطارها، ومصر لا توجد لها علاقات ديبلوماسية على مستوى السفراء مع إيران منذ نحو ربع قرن لاعتبارات معروفة تاريخياً»، مضيفاً «ليس من المتوقع حدوث أي تقدم في العلاقات المصرية-الإيرانية، إلا إذا تحقق تغير في الأسباب التي دعت لقطع تلك العلاقات الديبلوماسية وحدث تطور نوعي في العلاقات الثنائية بين البلدين».

 

الحكومة الأميركية توافق على بيع أسلحة للعراق بقيمة ملياري دولار

22/01/16/أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أمس، أن الحكومة وافقت على بيع العراق قنابل ذكية وصواريخ «إيه آي إم-9إم سايدويندر» وذخائر أخرى للاستخدام في أسطوله المكون من 36 مقاتلة «إف-16» في صفقة تصل قيمتها إلى 1.95 مليار دولار.

وذكرت وكالة التعاون الأمني، التابعة لـ»البنتاغون» أنها أخطرت الكونغرس في 15 يناير الجاري بصفقة الأسلحة المقترح بيعها إلى العراق الذي يقاتل لاستعادة أراض استولى عليها تنظيم «داعش»، لافتة إلى أنه مام الكونغرس 30 يوما لوقف الصفقة، رغم أن مثل هذا الإجراء نادر لأن اتفاقات الأسلحة يجري فحصها بعناية قبل أي إخطار رسمي. وأشارت الوكالة في بيان، نشرته مواقع الكترونية عدة، إلى أن الصفقة المقترحة، التي تتضمن أيضا دعما فنيا وعمليات بالقواعد وأعمال صيانة وقوة عاملة، ستتطلب إقامة نحو 400 من العاملين الأميركيين في العراق حتى العام 2020.

وأضافت إن الاتفاق سيساهم في تعزيز الأمن القومي الأميركي بمنح العراق أسلحة إضافية وذخائر وخدمات تقنية يحتاجها للحفاظ على القدرات القتالية لأسطوله من مقاتلات «إف-16».

ولفتت إلى أن «الصفقة المقترحة تمكن العراق من الحفاظ بشكل كامل على طائراته واستخدامها ودعم تدريب الطيارين لتحقيق قوة فعالة للعراق تحميه من التهديدات الحالية والمستقبلية

 

روحاني انتقد استبعاد مرشحين من خوض الانتخابات التشريعية المقبلة

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، استياءه حيال استبعاد آلاف المرشحين للانتخابات التشريعية، موجها انتقادات قاسية الى اللجنة المكلفة تحديد أهلية المرشحين للبرلمان. ووجه روحاني، الذي كان يتحدث إلى المحافظين ومديري الأقضية في طهران، انتقادا إلى مجلس صون الدستور الذي رفض زهاء 60 في المئة من طلبات المرشحين المسجلين للانتخابات التشريعية. وقال: "هذا يسمى برلمان الأمة، وليس برلمان فصيل واحد"، معتبرا أن خوض الانتخابات ليس حكرا على المحافظين. وأضاف: "علينا ايجاد الأمل والحماسة والمنافسة. إذا كان هناك فصيل واحد والآخر ليس موجودا، فلا يحتاجون إلى انتخابات 26 شباط، سيذهبون إلى البرلمان". واعتبر أن "أي مسؤول لن يكتسب الشرعية من دون تصويت الشعب". وقال: "يجب على المنفذين والمراقبين التنبه لاحترام الاطار القانوني"، لافتا إلى التباين بين تمثيل بعض الاقليات وإقصاء مجموعات أكبر. وسأل: "كم من الناس، وكم من الالاف يتبعون دين موسى في هذا البلد؟".

 

كيري برر العقوبات ضد برنامج الصواريخ البالستية الايراني

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - برر وزير الخارجية الاميركي جون كيري، اليوم، العقوبات التي فرضتها واشنطن الاحد على ايران بسبب برنامج الصواريخ البالستية واتهمها ب"انتهاك القانون الدولي". وقال كيري على هامش منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا: "قلنا بوضوح اننا سنلجأ الى العقوبات عندما نعتبرها مبررة في مواجهة سلوك يتعدى من وجهة نظرنا على القانون او مجلس الامن الدولي او يهدد امن الولايات المتحدة". اضاف: "نحن نتمسك بعقوباتنا. نعتقد انها استخدمت بطريقة سديدة وفاعلة" في معرض رده على تصريحات وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي اعتبر العقوبات الاميركية "غريبة" نظرا الى الطابع "الدفاعي لبرنامج الصواريخ" الذي قال انه "لا ينتهك ايا من القوانين الدولية المرعية". وقال: "نحن نسعى الى التقدم الان والى اختبار ارادة ايران وبلدان اخرى في المنطقة في العمل على تخفيف التوتر". ويلتقي كيري في دافوس رئيس وزراء العراق حيدر العبادي.

 

 الحكومة السورية تشكل وفدها للتفاوض مع المعارضة

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - شكلت دمشق وفدها المفاوض إلى لقاء جنيف التفاوضي مع المعارضة المرتقب في جنيف في نهاية الشهر الحالي، وسط احتمال تأخير تلك المفاوضات نتيجة الخلاف على اسماء ممثلي المعارضة. وسيرأس نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد وممثل سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري الوفد الحكومي الذي يضم ايضا "3 ديبلوماسيين و8 من كبار المحامين"، وفق "وكالة الصحافة الفرنسية".

 

الامم المتحدة ترجح تأخير مؤتمر سوريا بضعة أيام

الخميس 21 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلنت الأمم المتحدة في جنيف، اليوم، ان مفاوضات السلام المفترض ان تبدأ الاثنين في المدينة السويسرية بين النظام السوري والمعارضة سيتأخر انطلاقها "على الارجح" لبضعة ايام. وقالت جيسي شاهين المتحدثة باسم مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا انه "من المرجح ان يتم ارجاء تاريخ 25 (الحالي) بضعة ايام لاسباب عملية" من دون ان توضح ماهية هذه الاسباب.

 

"غارديان" تحذر من تزايد المخاوف الاقتصادية

المركزية- حذرت صحيفة "غارديان" البريطانية في تقرير نشرته، من تزايد المخاوف بانهيار اقتصادي يذكر بالأزمة المالية في عام 2008، إثر ما سمته الهلع الذي يسود الأسواق المالية العالمية. وأفادت ان "المخاوف من أن الاقتصاد العالمي ربما يتجه إلى تكرار الانهيار المالي في عام 2008، خلقت موجة من الاهتزازات في الاسواق المالية، وعززت اندفاع المستثمرين للبحث عن أماكن آمنة لاستثماراتهم". ولفتت الى ان انخفاض أسعار النفط إلى أقل مستوى منذ 12 عاما، وتدهور اسعار المعادن بعد تحذيرات من تباطؤ الصين الاقتصادي عوامل قد تؤثر على تعافي الاقتصاد العالمي. وشددت على أنه في الوقت الذي يتجمع فيه زعماء العالم وكبار رجال الاعمال لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا، سيطر على مؤشر فوتسي 100 (أكبر مؤشر للأسهم في العاصمة البريطانية) هلع مبيعات، خصوصا في أسهم شركات النفط والتعدين التي ضربت بقوة وسبّبت التباطؤ العالمي في الصناعة والتجارة. وأشارت الى التباطؤ في نمو الاقتصاد الصيني، الذي سجل مطلع هذا الأسبوع ابطأ معدل نمو اقتصادي خلال 25 عاما. ولفتت الى ان أسواق الأسهم في روسيا والبرازيل والسعودية شهدت هبوطا مع تصاعد المخاوف من أن هذه البلدان التي تعاني بشدة من انخفاض أسعار النفط قد تجبر على الاعتماد أكثر على احتياطاتها لمنع حدوث أزمة اقتصادية عالمية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذا هو المطلوب من إيران فعله إذا أرادت حقّاً فتح "صفحة ذهبيّة"

اميل خوري/النهار/22 كانون الثاني 2016

السؤال الذي تختلف الأجوبة عنه باختلاف الجهة والمصدر هو: هل تُغيّر إيران سلوكها بعد مباشرة تنفيذ الاتفاق النووي بحيث تُصبح المنطقة هادئة وآمنة ويُترجم الرئيس حسن روحاني قوله بأن الاتفاق "يفتح صفحة ذهبية ويحقّق النمو لإيران والأمن والاستقرار للمنطقة"؟ ثمّة من يقول إن إيران قد لا تغيّر سلوكها لأنّها تعمل بموجب استراتيجية وضعتها منذ قيام الثورة وهي تصدير هذه الثورة الى خارج حدودها ليصبح لها نفوذ سياسي ووجود عسكري في غير دولة عربية من خلال تسليح وتمويل مجموعات مذهبية استطاعت أن تخلق المشاكل والمتاعب داخل كل دولة، فلم تكن والوضع هذا من دول حسن الجوار، وقد ظهر ذلك في العراق واليمن وسوريا والسعودية ولبنان. وإذا كانت قد تخلّت بموجب الاتفاق عن السلاح النووي فلكيّ يكون لها في المقابل دور في المنطقة ونفوذ يفوق نفوذ أي دولة فيها. وقد بلغ التدخّل الإيراني السياسي والعسكري الى حد جعل السعودية ومعها دول أخرى تقطع علاقاتها الديبلوماسية معها أو تعلّقها لتصبح المنطقة على حافة حرب شيعيّة – سنيّة أو عربية – فارسية قد لا تنتهي إلا بتقسيم يُقيم دولاً مذهبية وعرقية، وهو ما تتمنّاه اسرائيل لتبرّر إعلان قيام "الدولة اليهودية". وثمّة من يقول إن إيران ما بعد الاتفاق النووي قد تكون غيرها ما بعده، إلاّ أن هذا ربما لا يظهر إلا بعد الانتخابات في إيران الشهر المقبل، وعلى نتائجها يتوقّف معرفة الكثير... فإما تفتح فعلاً صفحة ذهبية في المنطقة، كما قال الرئيس روحاني، وتكون للاتفاق ارتدادات سياسيّة وأمنيّة واقتصاديّة إيجابية على المنطقة ويكون فعلاً اتفاقاً تاريخيّاً ليس فيه غالب ومغلوب وتتحوّل الأموال المجمّدة بعد رفع العقوبات لتحسين مستوى معيشة الشعب الإيراني الذي يعاني العوز. أما إذا تحوّلت لتمويل وتسليح مجموعات مذهبية داخل دول في المنطقة، فإن الصفحة الذهبيّة التي بشّر الرئيس روحاني بفتحها قد تتحوّل صفحة دمويّة تقضي على كل آمال الانفراج. الواقع ان إيران إذا كانت تريد فعلاً تغيير سلوكها حيال دول المنطقة، فما عليها إلاّ أن تفعل الآتي:

أولاً: وقف تدخّلها العسكري في اليمن ودعمها الحوثيّين بالمال والسلاح بغية إثارة قلق السعودية وغضبها على وضع في دولة تشكّل حديقتها الخلفية وخاصرتها الرخوة، بل أن تساعد إيران على التوصّل إلى تسوية تقيم حكماً توافقياً يحظى بقبول كل القوى السياسيّة الأساسيّة في اليمن.

ثانياً: وقف دعم فريق مذهبي بالمال والسلاح ضد فريق آخر في العراق توصلاً إلى اتفاق يحافظ على وحدة الأرض والشعب فيه، ولا يعرّضه لانقسام داخلي حاد لا خروج منه إلا بالتقسيم.

ثالثاً: سحب قواتها من سوريا توصلاً إلى اتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني قادرة على مكافحة ما تبقى من التنظيمات الارهابيّة، وإجراء انتخابات نيابيّة تقرّر نتائجها شكل الحكم والنظام في سوريا.

رابعاً: سحب مقاتلي "حزب الله" من سوريا كي يستطيع لبنان إعادة بناء الثقة والوحدة بين جميع مكوناته، واعتماد سياسة تحييد لبنان عن كل الصراعات لأن ليس سوى ذلك ما يضمن استقراره السياسي والأمني والاقتصادي. إلاّ أنه يبقى من حق إيران أن تتدخّل في شؤون دولة أخرى في المنطقة إذا تدخّل سواها ولكن بالطريقة ذاتها، أي سياسيّاً إذا كان سياسياً، واقتصادياً إذا كان اقتصادياً، وعسكرياً إذا كان عسكرياً، لا أن ترد على التدخّل السياسي بتدخّل عسكري لئلّا يقابله تدخّل مماثل فيقع المحظور.

إلى ذلك، يمكن القول إن ورقة الانفجار أو الانفراج في المنطقة هي في يد إيران، فما الذي ستقرّره خصوصاً بعد الانتخابات التي ستجرى فيها، هل توقف تصدير الثورة الى خارج حدودها بالتدخّل السياسي أو المالي أو العسكري، ولا سيما الى دول الجوار، فتقع الحرب الشيعيّة – السنيّة أو حرب العرب والفرس أو حرب الهلالين الشيعي والسني التي كان العاهل الأردني توقّعها قبل سنوات، فتكون إسرائيل عندئذ هي الدولة المطمئنة الى وضعها في المنطقة، وغير قلقة وخائفة كما يتصوّر البعض بعد مباشرة تنفيذ الاتفاق النووي لأنها تكون هي الرابحة من دون حروب بدءاً من نزع السلاح الكيميائي السوري وانتهاء بمنع إيران من انتاج السلاح النووي، وهي رابحة أيضاً من استمرار الحروب داخل أكثر من دولة عربية أو من حروب عربية – عربية تريحها ومن وجود تنظيمات مسلّحة ينتهي دورها وتنسى عدوّها اسرائيل بانشغال الجميع بمحاربة الارهاب عدو الجميع.

إن سلوك إيران حيال دول المنطقة هو الذي سوف يقرّر صورة الوضع فيها.

 

المصالحة المسيحية معبراً إلى رئاسة الحكومة "حزب الله" أمام تحدي وراثة جعجع زعامة الشارع

روزانا بومنصف/النهار/22 كانون الثاني 2016

على رغم الاستعجال الذي أسبغ على موضوع تأييد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، باعتبار أن الوضع لم يعد يحتمل فراغا في هذا الموقع، لا شيء لدى الاوساط السياسية يشي بهذا الاستعجال أو بهذا الإلحاح. سيأخذ الافرقاء الداخليون ومعهم الدول المؤثرة المهتمة وقتهم في تقويم الخطوة التي أقدم عليها جعجع والتي حملت في طياتها قلبا للطاولة بغض النظر عن تفاصيل كثيرة يمكن أن يتوقف عندها المسيحيون أو الافرقاء الآخرون، وقد تكون بمثابة مآخذ كبيرة. هذان التريث والحاجة الى التقويم بعيدا من الانفعال او رد الفعل، يظهران إجراء الجميع حساباتهم على وقع المتغيرات التي احدثتها هذه الخطوة، متهيبين أي كلمة يمكن أن يشتم منها اعتراض على مصالحة مسيحية تجد أصداء إيجابية في مواقع كثيرة لدى المسيحيين، بغض النظر عن الاهداف والمصالح. كما ان الحسابات تنسحب على ما هو أبعد من الرئاسة مباشرة، ويمس جميع الافرقاء المحليين والاقليميين على حد سواء.

على المستوى الداخلي، سيكون "تيار المستقبل" والرئيس سعد الحريري معنيين بلجم كل المواقف التي تضع تأييد ترشيح عون في خانة تبعيته الكلية لإيران والحزب، انطلاقا من انه كان السباق في الانفتاح على عون، وجهد في إقناع جعجع العام الماضي من دون جدوى، قبل أن تتغير الحسابات ويقيم اتفاقا مع الاخير يكرسه الزعيم المسيحي الذي يرث قاعدة ميشال عون على نحو مسبق، مع انه يجب الاقرار بأن عون حينئذ لم يكن مرشح "حزب الله" كما أضحى لاحقا على قاعدة عون او لا احد. لكن الرئيس الحريري فتح ابوابه لعون وأقام له عيد ميلاده في "بيت الوسط" على نحو لم يثر ارتياحا لدى الحزب الذي لم يرغب في ان يصل عون عبر الحريري. وفي الحديث الاعلامي الذي اطل به الزعيم العوني غداة تأييد ترشيحه في معراب، أعلن أن رئاسة الحكومة ستكون معقودة للشخصية الاقوى لدى الطائفة السنية، ما دام هو الاقوى مسيحيا وسيصل الى موقع الرئاسة الاولى، على نحو يوحي أن المصالحة المسيحية هي التي تأتي بهذه المعادلة، وليس ضروريا او حتميا ان يكون المعبر الاشتراطي لذلك هو الحزب، وفق ما بدا من تريث الاخير في قبول الاتفاق الذي عقده النائب سليمان فرنجيه مع الرئيس الحريري. ومع أن الحزب لم يدل بدلوه في ترشيح فرنجيه علنا، فقد فهم كثيرون أن تحفظه يرتبط بإمكان عودة الحريري الى رئاسة الحكومة وامكان تعريضه للابتزاز تبعا لذلك، وثمة حسابات ينبغي ان تجرى في هذا الاطار، مؤداها ان خسارة "تيار المستقبل" للحليف المسيحي امر ليس سهلا ما لم يكن هناك مصالحة سنية - شيعية في المنطقة، وهذا ليس مؤكدا في المدى المنظور، وهي الحاجة نفسها لجعجع الى حليف سني لئلا يخسر أي حليف من الطائفة الاسلامية، مما يضفي بعض الصدقية على القول إن قوى 14 آذار لم تنته، وإن اهتزت، وتقارب النزاع الاخير نتيجة حاجة كل منهما الى الآخر وعدم انكشافه.

الحسابات التي يمكن ان يجريها "حزب الله" قد تشمل المشهد في معراب الذي استطاع جعجع ان يظهر نفسه - سواء أحبه الحزب او لم يحبه - رقما صعبا ولاعبا أساسيا لا يمكن تجاوزه، وبات اسمه مرتبطا بمصالحة مسيحية تاريخية بعد ثلاثين سنة من العداء. قد لا ينزعج الحزب أن ينتهي جعجع بترشيح مرشحه الذي تمسك به طيلة مدة الشغور الرئاسي ولا يزال، وهذا مكسب له يمكن أن يسجله في خانته، باعتبار أنه أتى بألدّ خصومه الى موقعه وكسب خياره. لكنه في المقابل أضحى أمام زعيم آخر للشارع المسيحي، والوارث على نحو مبكر للزعامة المسيحية العونية، بحيث سيضطر الى أن يجري حسابات أخرى في شأنه، خصوصا أنه لا يحظى من جعجع بالغطاء الذي يحظى به من جانب عون. وهو ما سعى جعجع الى بيعه من السعودية في حديثه الصحافي، مع إصراره على ان تمسك قوى الداخل بمصالحها هو ما يمكن أن يدفع الخارج الى تأييدها. والحسابات التي سيضطر الى ان يجريها الحزب تتصل بما اذا كان عون رئيسا يستمر في تأمين التغطية له، يستطيع ان يكون الرئيس القوي الذي يريده الحزب في حال كان الشارع المسيحي في مكان آخر، وهو في خانة خصومه الداخليين مع قوى 14 آذار. والحسابات الاخرى تتصل أيضا بمسائل متعددة، كتقاسم كامل الحصة المسيحية بين عون وجعجع في الانتخابات البلدية والنيابية، بما يفترض تقويما آخر ربما حتى لقانون جديد للانتخاب. وللقوى الاخرى حيثيتها وقوتها، بالنسبة الى النائب سليمان فرنجيه الذي يدرك جيدا مفاعيل الانقلاب من حليف وخصم له على احتمال وصوله الى الرئاسة في ظل ضيق الهامش الذي أضحى امام الطوائف الاخرى حيال التحالف المسيحي، بحيث يمكن ان يتدخل الحزب لديه لتأمين وصول عون بعدما لم يعد في استطاعة الحزب الانسحاب من ذلك ما لم يطح ترشيح عون خصوم الحزب. وتسري الحسابات نفسها بنسب مختلفة على الآخرين، علما ان هذه الحسابات قد لا تضمن وصول عون، بل على العكس من ذلك ما دام حصل توزيع جديد لأوراق اللعبة السياسية في البلد.

 

نُدمن المفاجآت.. وبعد!

 نبيل بومنصف/النهار/22 كانون الثاني 2016

عقب لقاء باريس الاول بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في تشرين الثاني الماضي شكل الحدث لفترة أسابيع ما زاد عن نسبة ثمانين في المئة من المضامين الإخبارية والتحليلية للصحافة ووسائل الاعلام اللبنانية . ومنذ الاثنين 18 كانون الثاني الحالي يجتاح احتفال معراب بالاتفاق العوني - القواتي ما يفوق النسبة الصحافية والإعلامية السابقة في دلالة لا تتصل بحماوة تطور استثنائي من هذا الطراز فحسب بل بنفاد صبر ايضا من فراغ سياسي يفتح باب التلهف على اي طارئ . مع ذلك لا نخترع جديدا ان قلنا ان اللبنانيين ملوا معارك الترشيحات وجرعات التشويق وشد الاعصاب والتعبئة وفرز الصفوف ، بين هذا المرشح او ذاك، وإن لم يكن مللهم معبرا عنه بوضوح حاسم فانه يتعمق في الخوف الذي يتصاعد بعد تلاشي كل جولة من معارك الترشيحات من عودة الفراغ وحده منتصرا . لعله في لبنان فقط بين دول العوالم المتمدنة والمتخلفة وما بينهما صارت عندنا ، مع أزمة الفراغ المتجهة الى تحطيم الرقم القياسي في تاريخ الازمات ، معايير متعددة الصنف للمعارك الرئاسية. فثمة معارك ترشيح ليس بالضرورة ابدا ان توصل رؤساء. وثمة معارك سياسية تتداخل فيها التحالفات والمصالح المتضاربة او المتوافقة مع الظروف الاقليمية والداخلية وليس من الضرورة ايضا ان تنتهي بانتخاب رئيس . وثمة معارك تملأ الانتظارات المفتوحة على لا افق ولا تؤدي حتما الى انتخاب رئيس . حتى الآن لا يختبر اللبنانيون الا معارك تشعل فيهم موجات الانفعالات ، جرعة إثر جرعة وموجة عقب موجة وعاصفة تلو عاصفة ، ليعود الإحباط الكبير سيداً مطلق الصلاحيات على الواقع الداخلي . ولعل المفارقة الصحية التي لا يجوز إنكارها في هذه العراضات هي ان اللبنانيين على رغم التلاعب المتمادي بمشاعرهم وانفعالاتهم وحتى بشعبويتهم، تراهم يقبلون كل مرة وبحماسة منقطعة النظير على الاستجابة لحدث ترشيح من هنا او تحالف من هناك على غرار ما شهدنا ونشهد منذ 25 آذار 2014 امتدادا حتى الساعة. ولكن الجانب الدراماتيكي في ذلك هو ان كثيرا من الملهاة يسود لبنان السياسة والشعب سواء بسواء في زمن الانتظار الطويل الذي يكشف قصور معارك الترشيح وتعبئة الناس والاعلام والصحافة وحدها عن بلوغ نهايات الازمة ، فاذا بنا امام اغراق في المناورات والمعارك الداخلية المتنوعة فيما يرتفع العشب غابات على طريق قصر بعبدا الموحش والمهجور. حتما يريد اللبنانيون معارك تفضي الى انتخاب رئيس في النهاية ، اما تكرار التجربة في شحن الانفعالات والعودة الى العقم والفراغ فلا ندري كم سيبقى بعدها من ضمانات من ان رئيسا سيأتي يوما بالأصول المعروفة ام بإحدى المفاجآت الدراماتيكية التي يجري تبليعنا نمطها الراهن جولة بعد أخرى.

 

أحزاب الله الكثيرة

نديم قطيش/المدن/الخميس 21/01/2016

أصعب الإمتحانات، إمتحان الإعتراف بالآخر. الاعتراف برأيه بموقفه بمقاربته، في الإطار العام للحرية الناظمة للعلاقة بين الافراد وبين المجتمع والدولة. يصير أكثر صعوبة في المجتمعات التي تكون الحرية فيها إدعاء، أكثر منها قيمة متجذرة. وأحسب أن اللبنانيين، لفرط ما يتغنون بالحرية ويغنون لها، هم الأكثر إنكشافاً ورسوباً في إمتحانها الصعب والدائم. الحرية لا تقبل الإنتساب اليها مرة واحدة والى الأبد. هي إستحقاق يومي، ونبتة بالغة الحساسية، لا تحتمل المغامرة بقطع الغذاء عنها. تزداد الإمتحانات صعوبة، في اللحظات السياسية اللبنانية الحرجة، وهي كثيرة، لا سيما في مواسم الإنقلابات وتبديل المواقع في اللعبة السياسية. يكفي أن ينتقد صحافي من الثامن من آذار “مجموعته” السياسية ليقع على عنقه نصل التخوين، والارتشاء، وقلة الإيمان بالقضية. الصحافي المناهض هو خائن اصلاً، ينبغي تجريده من كل المواصفات حتي البشرية. فهو حشرة لم يحن آوان سحقها. يظن المرء أن هذه صفة توتاليتارية، لا تصيب لوثتها، “أحرار وديموقراطيي” الرابع عشر من آذار وإنتفاضة الاستقلال. فهؤلاء مقاتلون من أجل الحرية، أو هكذا يفترض، وحساسياتهم تجاه هذه القيمة عالية، أو هكذا يفترض، غير أن ما يفاجىء هو كم أن قيمة الحرية عندهم “سريعة الذوبان”. يكفي أن تختلف مع “زعيم” ضمن الحركة الاستقلالية راهناً او سابقاً، لتنهال عليك لغة الشتم والتشكيك والتخوين والطعن. حفلة كاملة من البذاءة الفكرية والسياسية! تنتقد وليد جنبلاط، فتقوم دنيا ولا تقعد للمساس بعمود السماء! تختلف مع الدكتور سمير جعجع في موقف او قراءة، فيهيج غوغاء مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الصحافيين المحترفين، نازعين عنك تاريخك ومنطلقات موقفك وحيثياته، كأن لا دافع لك الا راتب، او منفعة، او موقع!! ما هذه الدهماء التي تنتحل صفة الحرية والاحرار!! الفارق الذي انا بصدده بسيط. ما يحكم أصالة انتسابك للحرية هو قدرتك على التزام القيم نفسها والنزاهة نفسها حيال من تختلف معهم في الموقف السياسي. القبول بالاخر وإحترامه، لا يعني القبول به وإحترامه في جنة الاتفاق السياسي. فهذا قبول واحترام لا جميل فيهما. الامتحان الصعب الذي يرسب فيه كثيرون اليوم، هو قبول الاخر وإحترامه، في جحيم الاختلاف السياسي. الفهم المبتسر للحرية وتقديسها بين متفقين، هو نفاق ومداهنة ولحمة قبلية سرعان ما يكتشف ضعفها في منطقة الاختلاف السياسي.

ما أكثر أحزاب الله في لبنان وما أقل أحراره!

 

أبعد من ترشيح جعجع لعون

نديم قطيش /الشرق الأوسط/22 كانون الثاني/16

كثير من الأصدقاء العرب اتصلوا مستفسرين عن «مشهد معراب» مساء الاثنين الفائت، حين أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ترشيح خصمه اللدود الجنرال ميشال عون لرئاسة لبنان. فبين انقلابات المشهد السياسي اللبناني الكثيرة، يعد مشهد معراب الأكثر استعصاءً على الفهم، لاعتبارات كثيرة، أبرزها نجاح جعجع في تسويق صورة الثبات والمبدئية السياسية عن أدائه السياسي، مما جعل قبوله بعون مفارقة كبيرة لشريحة وازنة من المتابعين العرب. فهو القائل: «يمكن للمرء أن ينتخب شخصًا غير نفسه، لكن أيعقل أن يصوت لمشروع غير مشروعه؟»، وإذ به يقر اليوم بالتقاطع الانتخابي مع حزب الله على عون، مؤكدًا أن «موقف حزب الله واضح، وهو يسير في السراء والضراء خلف الجنرال». أي أن النص السياسي الذي قرأه جعجع يوم ترشيح عون لا يعدو كونه مخرجًا نصيًا لحفظ ماء الوجه في لحظة التقاطع الانتخابي مع حزب الله وتوجهه لانتخاب شخص بل «مشروع غير مشروعه»!

من العدل والإنصاف لجعجع القول إنه لا يجوز الطعن في مصالحة تقفل جرحًا من أعمق جراحات الحرب الأهلية اللبنانية. كما ليس منطقيًا الطعن فيه لإقدامه على ما أقدم عليه منتقدوه مرارًا وتكرارًا، من التحالفات الانتخابية البرلمانية، لا سيما عام 2005، وصولا للمحاصصة الدائمة مع حزب الله في الحكومة. ويمكن لأنصار الحكيم أن يقيموا هذه الحجة بصوت مرتفع لو أننا، في خطوة جعجع، أمام تحالف انتخابي مصلحي عابر.

في ترشيح جعجع لعون حسابات انتخابية كثيرة، بلا شك، تتصدرها حاجته لمرشح يوقف به قوة الدفع السياسية التي قد توصل خصمه الآخر سليمان فرنجية للرئاسة. لكننا في الحقيقة أمام ما هو أعمق بكثير.

في معراب، المقر العام للدكتور جعجع، أعلن الرجل انتقاله من هوية الرابع عشر من آذار، بما هي هوية وطنية جامعة تلتقي عندها الهويات الفرعية، المذهبية والحزبية، إلى الهوية المسيحية، بل إلى القضية المسيحية، إذا جاز التعبير، واضعًا على الطاولة مشروع إعادة النظر في الهوية الوطنية اللبنانية وكل منطق الشراكة مع المسلمين داخل النظام السياسي اللبناني.

فالترشيح، أوصل عون أم لم يوصله، حرك عمليًا كل فوالق الهوية الوطنية اللبنانية، الحقيقي منها والمفتعل، الواقعي منها والمتخيل، وهز أسسها، ومنح جعجع زعامة «القضية المسيحية» في لبنان، لسنوات طويلة ستأتي.

سيتضح أننا بإزاء اصطفاف مسيحي ذي حيثية تمثيلية لا يمكن تجاوزها قرر ترشيح عون، يقابله اصطفاف إسلامي (بري، جنبلاط، المستقبل) يتجه، حتى الآن، لدعم فرنجية، مدعومًا من مسيحيين أقل تمثيلا من الثنائي الماروني جعجع - عون!

وهنا لب القضية المسيحية التي أعاد جعجع تكوينها في معراب!

تعداد الأصوات البرلمانية، بصرف النظر عن المذهب، يفيد بأن الاصطفاف الإسلامي (ناقص حزب الله) قادر على توصيل «مرشحه» وإسقاط مرشح الاصطفاف المسيحي أي الجنرال عون!

فالكتلة البرلمانية التي تستطيع الأغلبية المسلمة تجييرها أكبر من تلك التي تستطيع تجييرها الأغلبية المسيحية، وهو ما لم يكن ممكنًا حصوله لو أن قانون الانتخابات البرلمانية كان قانونا فيدراليا مذهبيا، كالذي طرحه جعجع يومًا، بما يعطي الصوت المسيحي للمسيحي والصوت المسلم للمسلم.

فبسبب طبيعة العقد الاجتماعي في لبنان، ومنطق الشراكة بين المسلمين والمسيحيين، والطبيعة الميثاقية للنظام السياسي، تتيح القوانين الانتخابية للكتلة المسلمة الناخبة توصيل نواب مسيحيين يصطفون معها في خياراتها السياسية كما هو حاصل اليوم، ويكون ذلك مقررًا في طبيعة التصويت واتجاهاته في كل القضايا المطروحة.

في العمق هنا تكمن الأزمة. وإعادة النظر بمنطق الشراكة وفلسفتها هي السؤال المطروح منذ اليوم على الإجماع السياسي اللبناني، أيًا تكن اتجاهات المعركة الرئاسية.

وهو ما حاول لبنانيون كثر مداراته وأحيانا القفز فوقه منذ عام 2005 وحتى اليوم. فكانوا يغازلون هوية وطنية جامعة وتغازلهم، في حين بقيت شقوق الهويات المذهبية القلقة تتسع. زادها انصراف حزب الله منذ ذاك التاريخ إلى شحن طائفته بأعلى مستويات الاستقطاب المذهبي، ثم صعود الإسلام المتشدد السني بأبشع صوره مع «داعش» ومن على مقربة من حدود لبنان، في سوريا، ثم انهيار الحدود الوطنية، في سوريا والعراق وليبيا، وخلخلتها عند الأطراف الصحراوية لمصر، وانتهاء الربيع العربي إلى أعنف انفجار للهويات الفرعية في كل هوية وطنية على حدة!

ترشيح جعجع لعون، بسياقه وتفاصيله ونتائجه، هو معبر واضح لإعادة تأسيس القضية المسيحية اللبنانية، خارج خطاب السنوات العشر الماضية، وهي قضية مرشحة لأن تسقط من خطاب المسلمين الكثير من ثوابتهم حيال الشراكة القائمة والمهددة.

لم يسبق، منذ انتخاب بشير الجميل، أن عبرت معركة رئاسية في لبنان عن كونها معركة في صلب العقد الاجتماعي بين اللبنانيين، وفي صلب المعركة على هوية كيانهم السياسي، والمؤسساتي، وفي صلب هويتهم الوطنية!

فالصورة الآن ليست صورة زعيمي الرابع عشر من آذار وصراعهما لتوصيل أحد صقري حزب الله للرئاسة، على ما في هذه الصورة من أدلة على انهيار المشروع السياسي للحركة الاستقلالية، بل هي صورة انهيار الهوية الوطنية اللبنانية التي كنا نعرفها.

 

أي حوار سيكون الاربعاء بعد ترشيح عون؟ فتفت لـ"النهار": مواصفات الرئيس "ما بتوفّي" مع الجنرال

 منال شعيا/النهار/22 كانون الثاني 2016

27 كانون الثاني موعد جديد لطاولة الحوار. تلك الطاولة التي خصصت للبحث في الاستحقاق الرئاسي اولا، وها هي عبر جولات عدة اخيرة، تجنح عن مهمتها الاساسية لتتحول طاولة دعم او تعزيز للعمل الحكومي. بعد مفاجأة معراب، بات السؤال اكثر من ملح عن مصير، او جدوى، تلك الطاولة. حتى الان، هناك مرشحان رسميان من 8 اذار هما رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجيه، لا بل ثلاثة، اذا اضفنا اليهما المرشح النائب هنري حلو، الذي لا يزال "اللقاء الديموقراطي" متمسكا به.

أليست مهزلة ان يتوافد المتحاورون الاربعاء المقبل، لاعادة البحث في مواصفات الرئيس، فيما "الطبخات" الرئاسية تكثر في الخارج، لا بل حلقات المناورة و"النكايات" السياسية هي التي تغلب العمل الجدّي؟ "باختصار الحوار لم ينتج شيئا": هكذا يبادر عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت في تعليق اولي على جدوى استمرار الحوار. يقول لـ"النهار": "في الاساس، ويا للاسف، لم يحرز الحوار الوطني اي تقدم في السابق، فكيف ستكون الحال اليوم؟".

ويشرح: "حزب الله لم يلتزم مرة بنود الحوار، فلمَ تضييع الوقت؟". يعود الى تجربة الـ2006، ليذكر كيف "نقض الحزب المحكمة الدولية، على رغم القول انه سيحترمها، وكيف قبل ترسيم الحدود مع سوريا، ثم عاد ونقضها، وكيف وافق على عدم تجاوز الخط الازرق، ثم عاد وخرق الخط. ولا ننسى كيف وعدنا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في 28 حزيران 2006، بان موسم الصيف سيكون ممتازا، فها نحن نتفاجأ بأسوا صيفية تمرّ علينا في تموز 2006". كل تلك التجارب، في رأي فتفت، لا تشجع على ان نأمل خيرا من الحوار الحالي، أكان ثنائيا ام موسعا.

وما دامت الحال هكذا، لماذا لا تزال كتلة "المستقبل" تشارك في الحوار؟ يجيب فتفت بأن رأيه شخصي، الا ان الكتلة لا تزال تعطي الوقت لاي امكان للتلاقي، علما ان التجارب السابقة لا تشجع. يتذكر فتفت جيدا كيف التزم "حزب الله" اتفاق الدوحة ثم عاد وأسقط الحكومة، وكيف اعلن تأييده لـ"اعلان بعبدا"، ثم عاد وتراجع. كل هذه الاخفاقات، يضعها فتفت في اساس سبب التعطيل الذي نعيشه في حياتنا السياسية. ويرى ان "ما سيجري يوم الاربعاء من خلال استمرار طاولة الحوار هو اتقان لسياسة تضييع الوقت. باختصار، لا ضرورة له، ومعروف سلفا انه لن يؤدي الى اي نتيجة".

كل هذه "النقمة" لدى فتفت، لا يصبّها على "حزب الله" لمجرد الانتقاد او بسبب الخصومة السياسية، بل لانه يرى ان "الحزب لا يزال ينفذ شروطه على الدولة. هنا بيت القصيد، وما جرى اخيرا عبر تخلية سبيل الوزير السابق ميشال سماحة ابلغ دليل"، في رأيه. ويتدارك: "اي حوار يمكن ان يقدّم نتيجة، والحال هكذا. ما يجري مجرد محاولة الهاء وتسلية، او محاولة ايهام الرأي العام اننا نعمل، وان للسياسيين دورا. كل ما يحدث جدّيا هو خارج اطار الحوار". ربما يكون كلام فتفت مجرد صرخة او حتى انتقاد ذاتي، لكن صورة طاولة الحوار الاربعاء المقبل، لا شك انها ستعطي اللبنانيين مزيدا من "القرف" والنقمة، والمفارقة ستكون اذا خرج المتحاورون وقالوا انهم لا يزالون يبحثون في مواصفات الرئيس المقبل. هنا يعلق فتفت: "ماذا تعني المواصفات، الطول ام عرض الاكتاف؟ في كل الاحوال، هذه المواصفات "ما بتوفّي" مع الجنرال!".

 

يا للمصادفة!

الأب الدكتور سمعان بطيش/النهار/22 كانون الثاني 2016

في بدء أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين (من 18 الى 25 كانون الثاني) تمّ لقاء تاريخي، كما سمّوه، بين دولة الرئيس ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح، والدكتور سمير جعجع رئيس "القوات اللبنانية". هذان القطبان المسيحيان بامتياز، واللبنانيان الأصيلان اللذان أديّا دوراً بارزاً على الساحة اللبنانية السياسية، وتوافق هذان القطبان على خطة تريح الوطن والمواطنين، وأيّد الدكتور جعجع الجنرال عون مرشّحاً لا يضاهى للرئاسة الأولى. ما أجمل هذا اللقاء! وما أحلى هذه المبادرة! نتمنى أن تتوحّد الكنيسة، كما توحّد الجنرال والدكتور. وما نتمنّاه أيضاً أن يدخل الرئيس الجنرال القصر الجمهوري، بعد تأييد كل

الفرقاء له في عيد دخول المسيح الى الهيكل في الثاني من شباط. الثامن عشر من كانون الثاني هو يوم تاريخي مميّز وحدث يبشّر براحة وطمأنينة لجميع المواطنين وللشرق بكامله. طب خاطراً يا بلدي لبنان، لأن وحدة قادتك بدأت تتمّ، وأجواءك الملبّدة بدأت تنكشح.

ولنردّد أخيراً مع الشاعر الياس أبو شبكة:"أرجعْ لنا ما كان يا دهرُ في لبنانْ كانت لنا أحلامنا والمنى وكان صفو الزمان".

وربما كانت الزيارة التي قام بها الجنرال لبكركي لنيل بركة السيد البطريرك ساهمت في تأييده وترشيحه لرئاسة الجمهورية.

 

ثلاثة احتمالات «تحكم» المرحلة المقبلة.. رئاسياً

 ثريا شاهين/المستقبل/22 كانون الثاني/16

أيام قليلة لا بل ساعات، وتتضح صورة المرحلة المقبلة ما بعد ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع لرئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، بحيث إن المواقف التي سيتخذها الأفرقاء ستحدّد المسار الذي ستسلكه الأمور.

مصادر سياسية بارزة، تقول إن هناك ثلاثة احتمالات ممكنة وهي:

الأول: حصول ما يطالب به دائماً تيار «المستقبل» و14 آذار، أي النزول الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس. فإذا كان الموضوع قراراً لبنانياً، عندها يفترض أن يتخذه اللبنانيون. ويبدو أن عون لا يقبل بهذا الاقتراح، ولن تنزل كتلته الى البرلمان إلا إذا كان يضمن مئة في المئة فوزه، عون يرفض النزول الى المجلس للانتخاب إلا ليتم انتخابه هو. وذكّرت المصادر بأنه تحدّث من حيث أُعلن ترشيحه، من معراب، عن الإجماع.

والعديد من النواب الذين يؤيدون توجّه النزول والانتخاب طلب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، عدم انتظار جلسة 8 شباط لحصول الانتخاب، بل أن يدعو الآن الى جلسة للانتخاب.

والاحتمال الثاني هو محاولة «حزب الله»، وكذلك النظام السوري، الضغط من أجل أن يسحب النائب سليمان فرنجية ترشيحه، بحيث يبقى عون مرشحاً وحيداً. وفي هذه الحالة، لن تحصل انتخابات، وكل الاحتمالات مفتوحة أمام «المستقبل» وأفرقاء آخرين في 14 آذار، طبعاً في السياسة بحيث تكون هناك معارضة حتى النهاية تصل الى التعطيل. الاحتمال الثالث، وهو وارد الى حد كبير، وهو بقاء فرنجية وعون مرشّحين، مع بقاء التعطيل قائماً، وعندها لا يتأمن ثلثا الحضور في المجلس، وتبقى الأوضاع تراوح مكانها.

حالياً، وفي هذا الظرف القضية ليست قضية أصوات، وعدد الأصوات لن يكون له معنى في ظل طغيان القرار السياسي على مصير الانتخابات. وتفيد هذه المصادر، أن سبب عدم نزول عون وكتلته الى المجلس للانتخاب مهما كانت النتائج، يعود الى انه يدرك انه سيخسر. فلا رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الى جانبه، ولا الرئيس بري، وقد يخوض عون معركة لإقناع الحزب للضغط على القطبين اللذين لديهما 23 نائباً لتغيير موقفهما. فضلاً عن أن هناك، مواقف كل من «الكتائب» والمسيحيين المستقلين من النواب.

السؤال الكبير الذي يطرح، هو أين إرادة «حزب الله» الحقيقية؟ إن حظوظ فرنجية أكبر، لكن إذا كان «حزب الله» سيتخذ قرار التعطيل فلن تكون هناك انتخابات.

وتفيد أوساط وزارية، أنه طالما أن فرنجية مرشح فإن تيار «المستقبل» سيدعمه. وان المرشحين يجريان اتصالاتهما لاستطلاع آراء الكتل النيابية. بحيث إنه إذا جرى الذهاب الى الانتخابات، فالسؤال الأساسي المطروح هو هل أن «حزب الله» جدي في انه يريد رئيساً للجمهورية، وهل سيقول انه حليف للمرشَّحين، وان لا مشكلة في اختيار أي منهما، أم انه سيمارس ضغوطاً على فرنجية لينسحب من المعركة الرئاسية؟ هناك وزراء في الحكومة يعتبرون ان الحزب سيقف مع عون فعلاً، وانه سيكون مرتاحاً إذا انتخب.

إذا ذهب الحزب في اتجاه النزول الى الانتخاب ويفوز من يفوز، فإن مواقف الأطراف التي تسهم في حسم العملية، مبني أيضاً على الأغلب لا سيما الكتل والمستقلين المسيحيين على الحسابات الانتخابية النيابية في مناطقهم عندما يحين أوانها.

وكان لافتاً لدى الأوساط الوزارية، موافقة عون على النقاط العشر التي أعلنت في معراب، والسؤال هو كيف جرت هذه الموافقة لا سيما وان عون متحالف مع طرف يعبّر عن رفضه للقرارات الدولية، أي «حزب الله»، لا سيما القرار 1559 الذي يعني انهاء سلاح الحزب، والقرار 1701 والذي من بين بنوده ما يصب في هذا التوجه، والقرار 1757 الخاص بالمحكمة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

النقاط العشر هي في صلب مبادئ قوى 14 آذار. ومن ضمنها علاقات جيدة مع الدول العربية، مع ما يعني ذلك ان المملكة في مقدمها. وعون متحالف مع حزب تابع لإيران، ومواقف الحزب واضحة حيال المملكة. فهل عاد عون الى حظيرة 14 آذار، أم ان مبدأ الحزب في التعاطي مع قبول عون بالنقاط العشر هو «تعا وحكي شو ما بدك»؟ في مسألة توفير النصاب، لا يمكن أن يتوافر فيما لو كان الحريري معارضاً لأن تتوجه كتلته الى المجلس لهذه الغاية. هناك اتصالات واسعة بين قيادات 14 آذار، وهي تدور حول التأييد لعون أم لا، كما تدور حول الشكل الذي يجب أن يتخذه عدم التأييد في حال تقرّر ذلك. إن الاحتمالات متعددة تبدأ من عدم التأييد وصولاً الى المقاطعة.

 

جعجع... الخيار والتسويق

يوسف الأندري/النهار/22 كانون الثاني 2016

أيّاً يكن المآل الذي قد يبلغه عبر تبنّي ترشيحه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، فلا بدّ من الاعتراف لرئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع بأنّه حقّق ضربة معلم في اللحظة اللبنانيّة المواتية، بالإقدام حيث لم يجرؤ، أو لم يستطع، أو لم يرد الآخرون، خصوصاً الآخرين في الفلك العربي والإقليمي المرتبك. ففي الداخل بلغ الأفرقاء اللبنانيّون دركاً من العجز والخواء غير مسبوق في تاريخ الحياة السياسية، نتيجة اعتيادهم طوال أكثر من ثلاثة عقود عجاف من الزمن استسلامهم للوصايات الخارجية، الإقليمية والدولية، والانصياع لما يقرّره لهم الآخرون، ما أوحى إلى المعنيّين الخارجيين بالشأن اللبناني أنّ أولياءه الحقيقيّين فقدوا آخر نبض في حسّ السيادة. وهكذا رأى الدكتور جعجع أن اللحظة القائمة مهيّأة لفعل إنقاذي ما، سواء شاء البعض الإقلال من أهميّته باعتباره مجرّد ردّ فعل على تنكّر حلفائه له، أو باعطائه توصيفاً انقلابياً أو أي توصيف آخر.

وإضافة إلى المناخ الوطني العام الذي بلغ حدود اليأس من قيادات مستكينة لحال الشلل والاهتراء التي تضرب مختلف ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية، بدا المناخ المسيحي في ذروة الشعور بالتهميش وعدم المساواة مع مناخات الطوائف الأخرى المرتاحة نسبياً إلى ما يتوافر لها من الحقوق والحماية، ولا سيما الطمأنينة التي تؤمّنها وحدة موقف قياداتها، خلافاً للطوائف المسيحيّة التي هلّلت لمبادرة جعجع. ولا بدّ أيضاً، من الاعتراف للحكيم بنجاحه الكامل في اختيار نوعية الطرح الذي يعتمد على "بضاعة" سهلة التسويق، نظراً إلى جودتها ونظافتها وتوق اللبنانيين إلى مثيلاتها. فالعماد عون صاحب فكر استراتيجي راكمه طوال بضعة عقود من خدمته في المؤسسة العسكرية، فيما لم تؤخذ عليه أي لوثة فساد خلال مشاركته في الحكومات ما بعد عودته من المنفى الباريسي، كما لا لوثة طائفية في سجله العسكري أو السياسي.

ولعل الأهم الذي يفتح باب سهولة التسويق على مصراعيه، هو أن الجنرال يتقدّم القلة ممّن لا لوثة إسرائيلية عليهم في حياتهم العسكرية والسياسية، وهو الذي رفض قبل أيام من إطاحته من قصر بعبدا استقبال موفد اسرائيلي كان يحمل إليه عرضاً من الحكومة الإسرائيلية بأن يتولى جيشها تحرير لبنان من الجيش السوري آنذاك، مقابل توقيع العماد عون اتفاق سلام معها، على غرار مصر واسرائيل. أما أولئك الذين سارعوا إلى التعليق على مصالحة عون – جعجع بالتساؤل الخبيث: ألم يكن أجدى لو تمّت هذه الصلحة عام 1989 لكانت وفّرت الكثير من الخسائر وحقنت الكثير من الدماء، فلا بد من إفهام هؤلاء – لعلّهم يفهمون – أن ما بات ممكناً اليوم كان مستحيلاً بالأمس في ظل الوصاية السورية والاحتلال الاسرائيلي وصراع المصالح الأجنبية والعربية والانقسام السياسي الهائل في الطبقة السياسية. وأما الضاربون على وتر علاقة عون بـ "حزب الله" فلعلّهم يذكرون أن"ورقة التفاهم" بينهما وقّعت على الطاولة في كنيسة مار مخايل وليست تحتها، وهي تحكم هذه العلاقة تحت سقف الدولة والسيادة، ولو لم تكن كذلك لما تجرّأ الدكتور جعجع على خطوته الأخيرة. في المحصّلة أقدم جعجع على محاولة لا تنقصها الشجاعة ولا الواقعية السياسية، وخصوصاً مقوّمات النجاح، ووضع الجميع على محك صدقيّتهم وإثبات تحرّرهم من عقد الأمس وتطلّعهم إلى إنقاذ البلاد والعباد وأنفسهم. أما إذا فشلت محاولته فيبقى له شرف المحاولة وحق القول: "اللهم أشهد أني بلّغت"

 

مبادرة معراب: التداعيات والرسائل والنتائج

جو سركيس/النهار/22 كانون الثاني 2016

بدا لأي متابع بدقة وواقعية خطوة الدكتور سمير جعجع من معراب بتبنّي ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، أن الهزات الارتدادية لهذه الخطوة كانت ذات دلالات ومفاعيل، ربما هي أكبر وأبلغ معنى من الحدث نفسه. فالدكتور جعجع خرج بعد هذه المبادرة الحدث، أكثر احتراما من الخصوم، كما من الحلفاء، وأكثر تأييدًا من الرأي العام، وخصوصاً القواعد المسيحية التي بات بالنسبة إليها يمثل الوجدان المسيحي وحامل تلك المبادئ التي لم يَحِدْ عنها، على الرغم من تبدّل الأوضاع والظروف والمعطيات على مدى عقود من الزمن.

أما وطنياً فقد أثبت أنه بحق حارس الجمهورية. فهو الوحيد الذي تقدم ببرنامج رئاسي واضح ومتكامل حمله إلى جميع الأطراف لحضهم على السير معاً إلى الجمهورية القوية. وهو الوحيد الذي ترك الباب مفتوحاً على أي خطوة أو مبادرة تنقذ الرئاسة. وهو الوحيد، وهذا هو الأهم، الذي دعم وصول خصمه السياسي إلى الرئاسة، من دون أن يتخلى عن مشروعه ومبادئه التي تضمّنتها النقاط العشر. في المقابل أثبتت خطوة معراب أنها فعلًا "حيث لا يجرؤ الآخرون"، فأحدثت صدمة إيجابية في الوسط السياسي وأعادت خلط الأوراق ووضعت الجميع أمام ضرورة المبادرة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، مع ما يعني ذلك من إنقاذ للوطن وللمؤسسات التي بدأ تآكلها بفعل الفراغ الرئاسي يهدد الدولة برمّتها، وينذر بعواقب قد يعجز اللبنانيون عن مواجهة تداعياتها مستقبلًا نتيجة التراكمات والتعقيدات التي تلقي بها علينا الأحداث والتطورات في الداخل أو في المنطقة.

وكان واضحًا أن مبادرة معراب وجّهت أكثر من رسالة في اتجاه الداخل والخارج. فهي أرادت التأكيد أن اتفاق المسيحيين ينقذ الجمهورية وأن اختلافهم ليس قدرًا محتومًا، من دون أن يعني ذلك أن هذا الاتفاق موجه إلى الشريك في الوطن، بل بالعكس، إذ أكد الدكتور جعجع مبادئ "ثورة الأرز" ووحدة قوى الرابع عشر من آذار وأهدافها، داعياً مكوناتها إلى تأييد المبادرة والعمل معا على استثمار الإيجابيات التي تضمنتها، والتي تعود بالخير على الجميع. وثمّة من يقول إن اللافت في المبادرة ليس تبنّي الدكتور جعجع ترشيح العماد عون فحسب، إنما تبنّي العماد عون المبادئ التي طالما ناضلت قوى الرابع عشر من آذار وضحّت من أجل تحقيقها. فتفاهم الحكيم مع الجنرال أكد التزام اتفاق الطائف وتعزيز مؤسسات الدولة ودعم الجيش وتمكينه من بسط السيطرة على كل التراب الوطني، وانتهاج سياسة خارجية مستقلة تخدم مصلحة لبنان وتحترم القانون الدولي، ونسج علاقات تعاون مع الدول العربية بما يحسّن الوضع الداخلي اللبناني سياسيًا وأمنيًا. وهو ما اعتبر رسالة طمأنة إلى المحيط العربي، ولا سيما المملكة العربية السعودية. وأكد اتفاق الطرفين على اعتبار إسرائيل دولة عدوة، والتمسك بحق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم ورفض توطينهم. وكذلك ضبط الأوضاع على طول الحدود بين لبنان وسوريا وعدم السماح بتهريب السلاح والمسلحين في الاتجاهين. والتزام قرارات الشرعية الدولية ومقرّرات طاولة الحوار الوطني والتي تعني تحديدا "إعلان بعبدا". والأهم من كل ذلك الاتفاق على ضرورة إقرار قانون جديد للانتخابات يراعي المناصفة الفعلية وصحة التمثيل لكل الأطراف. وخلاصة ذلك أن حدث 18 كانون الثاني أكد أنّ هناك من لم يفقد البوصلة، وأن القوات اللبنانية ما زالت حارسة الجمهورية وأمينة على تضحيات شهدائها ومبادئ "ثورة الأرز" التي أثبت الدكتور سمير جعجع أنه يجسدها خير تجسيد، وهو يمدّ يداً إلى الخصوم من دون أن يسحب الأخرى من الحلفاء، كما يؤكد في كل مناسبة متانة التحالف معهم وحرصه على التعاون والعمل معا لإنقاذ لبنان. وما من تأكيد على صحة هذه التوجهات أبلغ من اختيار اللبنانيين له رجل العام 2015، متقدماً بفارق واضح عن سائر الشخصيات اللبنانية البارزة.

 

الاستحقاق الرئاسي "يحطّ" في باريس بعد روما رسائل الغرب: لِحل شامل والقرار "لبناني بحت"

ريتا صفير/النهار/22 كانون الثاني 2016

فيما كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يجدد دعوته الكتل النيابية الى "انتخاب رئيس للجمهورية مقبول داخليا واقليميا ودوليا"، قبيل اثارته الملف الرئاسي في روما، بقيت الانظار شاخصة الى الاتصالات التي تشهدها العاصمة الفرنسية، في هذا الاطار، على خلفية "حدثين". الاول يتمثل في الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني حسن روحاني الى باريس في 28 الجاري، حيث من المتوقع ان يشكل الاستحقاق الرئاسي اللبناني "طبقا دسما" على طاولة المناقشات بين الجانبين. اما الحدث الثاني، فترجم عبر الاتصالات التي اجراها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع المسؤولين السعوديين، خلال زيارته الاخيرة للرياض. وبحسب مصادر ديبلوماسية غربية، فان زيارة الرياض التي أتت بعيد "تدشين" المجتمع الدولي صفحة جديدة مع طهران، تطرقت الى الشأن اللبناني بشقيه السياسي والامني، الا انها بقيت، كغيرها من التحركات والمواقف الفرنسية والاوروبية في هذه المرحلة، محكومة بمجموعة ثوابت:

- في الملف الرئاسي، ورغم اعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من الاليزيه امس ان "فراغ السلطة في لبنان مؤسف وقد يصبح خطيرا" مناشدا "ايران والسعودية المساهمة في إيجاد حل"، الا ان ثمة "ثابتة" تظلل التعاطي الغربي مع هذا الملف. لبّها ان "المبادرة، في هذا الشأن، تبقى في لبنان وليس في طهران او الرياض". والموقف نفسه كان ردده رئيس الديبلوماسية الفرنسية على مسامع المسؤولين السعوديين، داعيا اياهم الى "ايجاد حل سياسي ومؤسساتي في لبنان". ووقت يحضر ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في المجالس الديبلوماسية، غير ان سرعان ما يستتبع هذا الترشيح بتأكيدات. اولها ان ايا من الاطراف الخارجيين لم يعط توجيهات الى الرجلين بالتقارب، الامر الذي يبقي القرار المستجد في هذا المجال "قرارا لبنانيا بحتا". وثانيها، انه يعود لكل طرف ان يتحمل مسؤوليته نتيجة الوضع الناشىء، ولو ان الجانب الغربي يبقى مستعدا للعمل مع القوى السياسية "القادرة على المساهمة في ايجاد حل يكون شاملا وقابلا للدعم، ويسمح بان يكون هناك رئيس للجمهورية وحكومة". اما الكلام عن "حياد ايراني" حيال ترشيح النائب سليمان فرنجية او ميشال عون ، فتدرجه المصادر في خانة "الشائعات" ولو انها لا تسقط، ردا على سؤال، احتمال العودة الى معادلة "الرئيس التوافقي"، في حال وصلت الطروح الراهنة الى طريق مسدود. - في المجال الامني، اكتسب الوضع اللبناني حيزا من المحادثات التي تولاها الفرنسيون مع السلطات اللبنانية والسعودية من زاويتين. الاولى ركزت على استمرار العمل بالهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني، رغم الشائعات المتزايدة عن وقف العمل بهذه الهبة. والثانية هي انه بعيد اعلان وزير الدفاع الفرنسي جان - ايف لودريان ان الدفعة الثانية من الاسلحة ستسلم في نيسان المقبل، جددت المصادر الديبلوماسية الغربية تأكيد المعلومات "ان العقد الموقع في هذا المجال سيطبق بكل ابعاده، وسيصار الى تنفيذ البرنامج ضمن المهل المحددة". امنيا ايضا، وتعليقا على احتمال ادراج مطار رفيق الحريري الدولي على اللائحة السوداء الاوروبية تزامنا مع امكان حصول مقاطعة فرنسية وبريطانية نتيجة شروط السلامة والامن المعمول بها، لا تنفي المصادر الديبلوماسية الغربية ان الجانب الفرنسي اثار مع السلطات اللبنانية المعنية في المطار وكذلك مع الحكومة وضع المرفق من باب التأكد من ان الرحلات في اتجاه فرنسا تتم وفقا لشروط مرضية لجهة السلامة والامن. ووفقا للتقويم الذي يسوقه المسؤولون الغربيون، يبدو - حتى الان - ان الشروط القائمة تسمح بتسيير رحلات ومواصلتها، رغم تذكيرهم بان الامن يخضع لتقويم دوري و"نقوم بما يلزم كي يبقى هذا الامن في المطار على المستوى اللازم، علما ان تعليق الرحلات غير مطروح اليوم".

 

سقوط «حزب الله» الأخلاقي المدوّي هذه المرة

عبدالباسط سيدا/الحياة/22 كانون الثاني/16

ستظل لعنة مضايا تلاحق «حزب الله» ورعاته إلى أبد الآبدين. ستظل صرخة الجياع من أطفالها ونسائها وشيوخها تمثّل الكابوس المرعب لأولئك الذين باتوا أسرى أحقادهم المرضية. ستظل تلك الصرخة الدليل الدامغ الأقوى الذي يؤكد أن كل شعارات «المقاومة والممانعة» والادعاءات الإعلامية بخصوص المواجهة مع إسرائيل لم تكن سوى مسرحيات هزيلة، كان الغرض منها التستّر على الكبائر بأدوات ما بعد النفاق، وما بعد بعد النفاق. كان السوريون يدركون أبعاد لعبة «المقاومة والممانعة» منذ اليوم الأول. لكن المشكلة أن التحالف غير المقدس بين أقطاب الشرّ تمكّن لمدة من الزمن، وفي غفلة منه، من تسويق صورة خادعة مضلّلة بخصوص الحزب المعني، حتى ذاب الثلج وبان المرج، وتبيّن لناسنا الطيبين أن الحزب الذي كان يدّعي أنه حزب المقاومة هو في جوهره حزب مبني على أساسٍ طائفي بغيض، أنهك المنطقة بالتشارك والتضايف مع «داعش»، وسلّمها لفوضى عارمة ستستمرّ على مدى عقود عجاف قادمة. هذا ما لم تتضافر جهود العقلاء من مختلف الأطراف، لوضع حدٍ مطلوب للحالة اللاعقلانية الغرائزية التي تعيشها منطقتنا راهناً. «حزب الله» يجوّع أطفال مضايا ونساءها حتى الموت، والحجة الأقبح من الذنب أن كفريّا والفوعا تعانيان الحصار ذاته من قبل الآخرين، لأنها حجة لا تسندها الوقائع ولا شهادات المحايدين. لكن يبدو أن الحزب المعني الذي أعلن نفسه وصياً على الشيعة السوريين، ووليّ أمرهم، والمدافع عنهم، والضامن لوجودهم، يعتمد نهجاً وقائياً خاصاً به، فهو الذي يحدد طبيعته وقواعده وكأنه هو الذي حافظ على الشيعة السوريين في كفريا وغيرها، ومكّنهم من أداء شعائر مذهبهم على مدى ألف وأربعمائة عام، وهم الذين يعيشون وسط محيط سني يشملهم من جميع الجهات. واللافت هنا أن الحجة المتهافتة هذه تذكّرنا بتلك التي تمترس خلفها الحزب المعني في بداية الثورة السورية، ليبرّر إرسال قواته لقتل السوريين. وكانت الحجة حينئذ أنه فعل ذلك حماية لمقام السيدة زينب، وبقية الأماكن المقدسة لدى الشيعة.

حصار «حزب الله» لمضايا خطوة في إطار استراتيجية ايرانية مستمرة منذ عقود، تستهدف إحداث تغييرات ديموغرافية، تحسباً أو سعياً لتحوّلات في الجغرافيا السياسية للمنطقة. وهي خطة تُمكّن النظام الإيراني من تجاوز جملة الاستحقاقات في الداخل الإيراني، التي تتصل بحقوق الشعوب الإيرانية من كرد وعرب وبلوش وآذريين وغيرهم، واستحقاقات أخرى تتمحور حول تطلعات شباب إيران ونسائها، ورغبتهم في الاندماج مع محيطهم الإقليمي وعصرهم. «حزب الله» يفرض الجوع على الأطفال والنساء. وبشار الأسد يضرب السوريين ببراميل البارود، براميل الحقد الدفين، وبالأسلحة الكيماوية، ويمارس القتل الجماعي في المعتقلات. والحرس الثوري الإيراني يشارك بقواته وعبر أدواته وعملائه في قتل السوريين وتجويعهم. وبوتين يضرب السوريين بكل أنواع الأسلحة المجرّبة وغير المجرّبة. كل ذلك من أجل انتزاع الاستسلام من السوريين والسوريات، وهو أمر لم ولن يكون أبداً.

مضايا لم تكن الأولى والوحيدة التي استخدم النظام وحلفاؤه سلاح التجويع ضدها، ولكنها أصبحت الرمز. سلاح التجويع استخدمه النظام منذ البداية ضد مختلف المناطق السورية. استخدمه في داريا والمعضمية وغوطة دمشق وحمص وغيرها من المناطق. أما أهداف هذا السلاح فمتعددة منها: فرض الاستسلام أو الانسحاب على المقاتلين، وإحداث تغييرات ديموغرافية، إلى جانب تمهيد الأرض لدخول المافيات المرتبطة بالنظام على الخط، حتى تتحكّم بإدخال المواد الغذائية والأدوية بأسعار خيالية، هذا مع العلم أن كميات كبيرة من هذه المواد دخلت، وتدخل، سورية عبر برنامج المساعدات التابع للأمم المتحدة، وهي تُسلّم في معظمها للنظام وأتباعه، على أمل أن تكون عوناً للسوريين، لكنها تغدو سلاحاً ضدهم. وتجدر الإشارة هنا إلى أن العديد من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام وحلفائه كالجزيرة مثلاً، تعاني وضعاً مأسويا نتيجة الارتفاع اللامعقول في أسعار المواد الغذائية والطبية، الأمر الذي يؤدي إلى سوء التغذية المزمن بخاصة بين الأطفال، كما ينتشر ما يمكن أن نسميه المجاعة الصامتة. وهذا ما يضغط على السكان، ويرغمهم على اعتبار الهجرة الخارجية الخيار الأقل ضرراً. الشعب السوري يعيش محنة قاسية نتيجة التناغم بين وحشية النظام وحلفائه ورعاته وسلبية المجتمع الدولي ونفاقه. لكن شعبنا العزيز تمكّن بفعل تضحياته وثباته، وتمسّكه بحقه المشروع في الحرية والعدالة والكرامة، من إسقاط سائر الأقنعة، لتظهر قباحات أصحاب شعارات المقاومة الخلبية والممانعة الادعائية من أسرى النزعة المذهبية على حقيقتها، وليظهر نفاق كل من كان يتشدق بالقيم الإنسانية التخديرية، وبأهمية دعم تطلعات الشعوب ومساعدتها لتعيش عصرها، وتضمن مستقبلاً أفضل لأجيالها القادمة. إنها أيام صعبة نعيشها لا ننكر ذلك، ولكن تجربة السنوات الخمس علّمت السوريين كثيراً، وصقلتهم على رغم كل العذابات والمرارات ومشاعر الإحباط. فسورية ستبقى، وشعبها سيبقى ليبني وطنه من جديد، وطناً خالياً من الاستبداد والإرهاب.

 

حزب الله أيضاً يريد فرنجية

حـازم الأميـن/لبنان الآن/22 كانون الثاني/16

القول بأن سعد الحريري هو أول من تلقّى صفعة ترشيح سمير جعجع لميشال عون صحيح، إذا ما اقتصر معنى الصفعة على دلالاتها المعنوية، إذ أن الخسائر غير المعنوية في حالة الحريري هي من نوع "تكسرت النصال على النصال"، و"من بلع سليمان فرنجية لن يغص بميشال عون". لكن البحث الجدي بالخسائر والأرباح بعد واقعة الترشيح يجب أن يبدأ من حزب الله، ذاك أن الأخير هو القوة الجدية الأولى في لبنان، وهو من يملك تصوراً لوظيفة لبنان في ظل الفراغ، وأيضاً في ظل رئيس. والحزب لا يرى مهمة للبنان خارج وظيفته الإقليمية المتمثلة الآن في القتال إلى جانب المشروع الإيراني في سوريا. أي حدث أو متغيّر لبناني سيتولى الحزب تقييمه من هذا الموقع. الدفع نحو هذا الحدث أو المساهمة في إعاقته أو منعه يتم من خلال تقييم ما إذا كان سيساعد أم سيعيق المهمة والوظيفة الإقليمية. وبهذا المعنى يبدو الفراغ الرئاسي هو الوضع النموذجي الذي يُنشده حزب الله في لبنان. الفراغ يستنزف أي نقاش يمكن أن تحتضنه المؤسسات السياسية والأمنية الرسمية حول وظيفة الحزب القتالية في سوريا، وما يُمكن أن تستدرج هذه الوظيفة من مخاطر وويلات. والرئيس مهما كانت هويته سيكون مطالباً بإجابات محلية وإقليمية ودولية حول هذه الوظيفة، هذا على الأقل، أما على الأكثر فربما تعرض الرئيس لضغوط تتطلب مواقف أكثر صلابة حيال هذا الخلل الكبير المتمثل في حقيقة أن حزباً لبنانياً مشاركاً في السلطة يقاتل في سوريا. تربط حزب الله بميشال عون علاقة استثنائية من دون شك، فعون أمن للحزب ما لم تؤمنه له أي قوة. وأما وقد وقعت الواقعة، ورشح جعجع عون، فإن الرئاسة كاستحقاق ربما طرقت باب الحزب وربما وجد الأخير نفسه أمام استحالة الاستمرار في الفراغ. وفي هذه الحالة، وإذا أراد المرء أن يجري جردة حساب للمصالح، فإن فرنجية يُمكنه أن يُمثل مصالح الحزب أكثر مما يمكن أن يُمثلها عون. فرنجية سيكون رئيس مع حصة تمثيلية مسيحية أقل من عون، وهو شريك في القرار بموجب موقعه الرئاسي لا بموجب حجمه في المجلس النيابي. وبهذا المعنى سيكون فرنجية أقل تحرراً من القيد التحالفي الذي سيقيده به الحزب، فيما عون، لو صار رئيساً، فصفته التمثيلية الواسعة تملي على الحزب قبولاً بشروط الرئاسة ومراعاة أكبر لمعطيات "السيادة" التي يُمثل الرئيس صورتها أمام المجتمع الدولي، كما أن عون سيكون قد وصل إلى بعبدا بموجب صفقة مع جعجع عنوانها النقاط العشرة التي عرضها بيان الترشيح، وهي في كثير من بنودها غير مريحة لحزب الله. هذا قبل أن تصل المقارنة إلى حقيقة أن فرنجية راسخ أكثر من عون بعلاقته بالنظام السوري، ويُمثل امتداداً فعلياً لسلطة هذا النظام في دمشق. كل هذا لا يعني أن حزب الله سيصوت لفرنجية، لكن تصويته لعون لن يكون آخر المطاف الرئاسي. فتوزيع الأدوار بين الحزب ورئيس المجلس النيابي نبيه بري كفيل بإعفاء الحزب من تجرع كأس الابتعاد عن الجنرال، والحزب ينتظر أيضاً هدايا من الخصوم في هذه المعركة. من تيار المستقبل الذي سيصوت لحليفه الضمني سليمان فرنجية، ومن وليد جنبلاط. وربما حاز الحزب على هدية ثالثة من حزب الكتائب. هنا تكمن أهمية الخطوة التي أقدم عليها سمير جعجع. أي في إعادة فرز المواقع، وفي تحديد من يملك المصلحة في استمرار الفراغ الرئاسي.

 

 إيران بين التغيير الحقيقي والتذاكي

 وليد شقير/الحياة/22 كانون الثاني/16

سيتعين على إيران بعد الاحتفالية الإعلامية برفع العقوبات الغربية والدولية عنها، أن تتأقلم مع المرحلة الجديدة سياسياً واقتصادياً ومالياً وعسكرياً، نظراً الى ما يرتبه عنوان عودتها الى المجتمع الدولي من تحديات وموجبات داخلية وخارجية.

فعودة الشركات الغربية الى طهران للمباشرة العملية في تنفيذ خطتها الاستثمارية التي أعدتها منذ سنوات كي تكون حاضرة من أجل الإفادة من رفع العقوبات، لا تعني بالضرورة عودة إيران الى المجتمع الدولي. ولا يكمن التناقض بين السياسات الإيرانية وبين مرحلة ما بعد رفع العقوبات في هذا الجانب وحده.

قبل الحديث عما يأمله المجتمع الدولي من تصويب في السياسات الإيرانية، على الصعيدين الإقليمي والدولي، يكمن التحدي الأكبر في قدرة القيادة الإيرانية على ملاءمة قوانينها وإدارتها الداخلية لتتمكن من استيعاب الدفعة الأولى من أموالها المجمدة والتي تتراوح بين 30 و53 بليون دولار، خلال السنة الحالية.

قد يفيد استرداد الدفعة الأولى في تثبيت العملة الإيرانية التي تدهورت قيمتها خلال الأعوام الثلاثة في شكل دراماتيكي، لكن أكثر ما يشكو منه المستثمرون الغربيون الطامحون لاقتطاع حصص في سوق التوظيف في إيران، هو صعوبة الاستثمار بسبب القوانين الموجودة، والرشوة والفساد، والمحاصصة بين «الحرس الثوري» الذي يسيطر على جزء من الاقتصاد وبين سائر مراكز القوى داخل النظام الإيراني. وهي عوامل كانت سابقاً وراء هرب الاستثمارات من روسيا في العقد الأخير، ما جعل الاقتصاد الروسي يعاني حتى قبل فرض العقوبات الغربية بسبب الأزمة الأوكرانية، ما جعله نقطة ضعف رئيسة في المواجهة التي يخوضها فلاديمير بوتين مع الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي. سيتطلب الأمر وقتاً غير قصير حتى يحصل هذا التأقلم الجذري الذي يوجب تعديلاً في البنى الاقتصادية - القانونية - الإدارية. لكن هذا التحدي يقود بحكم الطبيعة والقاعدة التي لا رد لها: إن أي تغيير في البنى الاقتصادية يجر حكماً الى تغيير في البنى السياسية. ولعل هذا ما جعل المرشد الأعلى السيد علي خامنئي يحذر، منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد توقيع الاتفاق النووي، من أن أميركا تسعى الى إبعاد إيران عن «أهداف الثورة» وإلى «التغلغل» في المجتمع. إذاً ثمة ممانعة إيرانية إزاء التغيير في البنى الاقتصادية، الذي يوجب تغييراً في البنى السياسية. وستشهد انتخابات هيئة الخبراء ومجلس الشورى (البرلمان) الشهر المقبل على مدى اتجاه المجتمع الإيراني نحو تحقيق هذا التغيير. والأرجح أنه إذا كانت الأموال التي ستستعيدها طهران سيذهب الجزء الأكبر منها الى تمويل استمرار نشاطات «الحرس الثوري» في الإقليم، فإن الاقتصاد الإيراني لن يتمكن من الإفادة منها. وهو أمر يعاكس ما أمل به كل من الرئيس حسن روحاني ورئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني حين تحدثا عن مرحلة «تحقيق الازدهار والرخاء للشعب الإيراني»، بعد رفع العقوبات.

في انتظار الانتخابات التي ستعكس مدى الاستعداد للتغيير المطلوب، ليس هناك ما يدل على أن السياسات الإيرانية ستتجنب استنزاف ما كسبته من رفع العقوبات، في توسعها وتمددها الخارجيين... وحتى عودة طهران دولة طبيعية في المنطقة منضبطة وفق قواعد العلاقات الدولية مع جيرانها، تحتاج هذا التغيير في البنى السياسية. فيما يعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فرض أميركا عقوبات على بلاده بسبب برنامجها الصاروخي، بعد رفع عقوبات النووي، «غريباً»، يبدو المستغرب ألا يكتشف أن ابتسامته الإغوائية، مثل روحاني، لم تنجح في إقناع الأميركيين بأحقية إيران في تصدير الثورة، إذا كانوا سلموا بأحقية برنامجها النووي السلمي، تحت الرقابة الدولية لمدة 15 سنة قد تتمدد الى 25 سنة. فالعقوبة على الصواريخ هي عقوبة على طموحات التمدد التي يرمز إليها المدى الجغرافي لهذه الصواريخ، في الإقليم، من سورية الى لبنان وقبلهما تدخلها في اليمن والخليج عبر أذرعها الميليشيوية والاستخباراتية، الموازية للصواريخ.

بعد رفع العقوبات لم يعد يكفي أن يستجيب المرشد ومعه ظريف للوساطتين الصينية والباكستانية مع طهران، فيعتذران عن إحراق السفارة السعودية، نظراً الى ثقل هاتين الوساطتين، الدولي والإقليمي. التحدي يكمن في مدى الاستجابة لتغيير الاستراتيجية وليس في التذاكي عبر موقف يعرف السذّج أنه مناورة.

 

انعكاسات الاتفاق النووي على سياسات إيران

 راغدة درغام/الحياة/22 كانون الثاني/16

مرَّ رفع العقوبات الدولية عن إيران كأنه لم يحدث واكتفى مجلس الأمن الدولي بإضفاء الشرعية التلقائية على خلاص طهران من العقوبات بموجب الاتفاق النووي الذي صادق عليه بختم الإذعان. رفع الحظر عن الممتلكات الإيرانية يعني أن إيران ستحصل على حوالى 150 بليون دولار وقريباً على استثمارات موعودة قيمتها 50 بليون دولار في السنوات الخمس المقبلة. هذا يعد بنمو يعادل وفق تقدير الخبراء، حوالى 5 في المئة مما ينشل إيران من أزمة اقتصادية ويمكّنها من تنفيذ مشاريعها الداخلية والخارجية حتى في ظل انخفاض أسعار النفط عالمياً. تدخّل روسيا العسكري المباشر في سورية أدى إلى ارتياح نسبي للميزانية الإيرانية مع أن غالبية ميزانية طهران في السنوات الماضية لأهداف التوسّع الإقليمي أتت من الخزانة العراقية أثناء حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. الآن، وبعد رفع العقوبات الدولية عن طهران، سيتمكن «الحرس الثوري» من استكمال مشاريعه الإقليمية بهامش ارتياح اقتصادي كبير وسيتمكن أيضاً من خوض المعركة الداخلية مع ما يسمى صفوف الاعتدال في إيران براحة أكثر. فهو المستفيد الأول، اقتصادياً، فيما تيار الاعتدال الذي يترأسه الرئيس حسن روحاني بشراكة ديبلوماسية مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف وشراكة سياسية مع الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني يرتاح انتخابياً في الجولة الانتخابية الشهر المقبل. إدارة الرئيس باراك أوباما تراهن على تأثير الرخاء الاقتصادي الإيراني إيجاباً في تيار الاعتدال الذي لا يخرج أبداً عن حكم الملالي في طهران، وهي تتمنى أن يؤثّر ذلك سلباً في طموحات الهيمنة الإقليمية التي يتولاها تيار التطرف الذي يمثله «الحرس الثوري». هذه التمنيات، لو تحققت، لن تكون آنية. وبالتالي، لن تؤثر في مسيرة السياسة الإيرانية – الروسية في سورية الداعمة لنظام بشار الأسد وبقائه في السلطة. إنها تمنيات لن تفضي إلى حل الميليشيات الشيعية العاملة في سورية والعراق، ولا إلى حشد الدعم السني الضروري لمحاربة «داعش» وأمثاله في البلدين. وبالتالي، هناك حاجة للتفكير عملياً بوطأة رفع العقوبات عن إيران على النزاعات الإقليمية وكذلك على مصير حرب القضاء على «داعش». فإذا ارتأت واشنطن أنها ليست في وارد ما من شأنه أن يؤدي إلى اهتزاز العلاقة الجديدة التي بنتها مع طهران، فالثمن الآتي أضخم مما تتصوره، وقد تدركه بعد فوات الأوان. فالصفحة الجديدة في العلاقة الأميركية – الإيرانية باتت واقعاً يتطلب التدقيق البنّاء والمساءلة بثقة وشفافية وواقعية كي تكون هذه العلاقة مفيدة للطرفين وللعالم. الرضوخ هو استثمار في مصلحة قوى التطرف السنّي والشيعي على السواء وليس هناك ما يبرر الآن أن يبقى الإرضاء والانبطاح سياسة دائمة بعد رفع العقوبات. هناك فرصة، ربما، في أعقاب التوازن الذي قد تكون إدارة أوباما أرادته في علاقاتها مع السعودية وإيران – للاتزان والاضطرار إلى توازنات إقليمية جديدة.

العلاقة السعودية – الإيرانية ليست حالياً في طور التفاهم والمصالحة بل إن التصعيد الإعلامي يترك بصماته على شتى ملفات النزاعات الإقليمية. القاسم المشترك الجديد هو تأثّر البلدين بانخفاض أسعار النفط إلى دون الثلاثين دولاراً للبرميل. هناك من يعتقد أن الرياض ترفض تخفيض الضخ لأسباب تتعلق باحتياجاتها القومية وأن لا داعي لها لتخفيض الإنتاج لمصلحة روسيا وإيران لاسيما وأنهما في تحالف واضح على المستوى الثنائي وفي بقع الصراعات، بالذات في سورية. وهناك من يعتقد أن أحد أهم أسباب إصرار الرياض على الإبقاء على مستوى الإنتاج هو تكبيل إيران وروسيا اقتصادياً كي لا تتمكنا من الإنفاق الهائل على حربهما في سورية.

السياسات النفطية لا تتوقف عند العلاقة السعودية – الإيرانية ولا عند المزاحمة الجديدة في عالم النفط التي أتت على أيدي ما يسمى «بثورة الشايل» أي النفط الأميركي الصخري الغزير الذي أثّر جذرياً في السياسات الأميركية. بالطبع هناك اعتبارات أخرى، من متطلبات السوق، إلى حال الاقتصاد في الصين إلى إنفاق الدول المصدرة للنفط على حروب تخوضها مباشرة أو بالنيابة.

إنما ما يعتقده بعض خبراء النفط هو أن هبوط الأسعار سيضطر الأعداء التقليديين إلى وضع العداء جانباً للعمل معاً من أجل إنقاذ اقتصاد كل منهم، شاؤوا ذلك أم أبوا. يقول هؤلاء أن لا مناص من التفاهم لأن ذلك هو ما تقتضيه المصالح، وأن هامش التفاهم لن يتوقف على التسعيرة النفطية المرجوة وانما سيضطر المتنافسين إلى التفاهم سياسياً على المسائل العالقة إقليمياً.

قد لا يُطبَّق هذا المنطق على «الحرس الثوري» في إيران لأن تفكيره مقنّن في مشاريع الهيمنة الإقليمية وتصدير الثورة وهو يعتقد أنه تمكّن من المكابرة في زمن العزل والعقوبات، فما بالك في زمن رفع الحظر وتدفق الأموال؟ إنه يُطبَّق على قوى الاعتدال التي تريد رفع مستوى النمو الاقتصادي وإرضاء الناس وتنفيذ الوعود بالازدهار بدلاً من تنفيذ مشاريع التدخل العسكري وإنماء الميليشيات وفرض الهيمنة المكلفة في نهاية المطاف.

من هذا المنطلق، إن الصراع داخل إيران بين ملالي الاعتدال وملالي التشدد ليس هامشياً بالذات على عتبة الانتخابات في 26 شباط (فبراير) والتي تتزامن مع ضرورة التفكير بإفرازات أسعار النفط على الاقتصاد. من هذا المنطلق، أيضاً، من الضروري التمهّل في إجراءات فك الحظر عن الأموال المجمّدة ومشاريع الاستثمار. فللتوقيت تداعيات.

الأجدى بصنّاع القرار، بالذات على مستوى وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، استغلال الفسحة المتاحة للاستفادة من اضطرار كل من السعودية وإيران للتفاهم واختزال الخلافات بصورة عملية وواقعية. هذا يفيد روسيا والولايات المتحدة وكلاهما الآن منتج للنفط.

أما إذا كانا قد قررا أن انخفاض أسعار النفط ضروري لمصالحهما للسنوات القليلة المقبلة، فالأمر يختلف تماماً، ولا داعي لهما لرعاية تفاهم أو مصالحة سعودية – إيرانية. عندئذٍ، على الدول الشرق أوسطية المنتجة للنفط التفكير في خياراتها إن كانت في إطار جدوى تخفيض وتيرة النزاعات الإقليمية في الحروب بالنيابة، أو في إطار البديل عن الاعتماد الكلي على النفط.

هناك رأي لافت لخبراء الاقتصاد والتكنولوجيا في القطاع الخاص لاسيما من هم في مجال الإبداع التقني والاستثماري. رأيهم أن انخفاض أسعار النفط يعجّل، اضطراراً، الإصلاحات الاقتصادية الضرورية كي لا يكون النفط الأساس الوحيد في سياسات وواقع الدول في الشرق الأوسط، بالذات الدول العربية الخليجية.

فادي غندور، مؤسس شركة «ارامكس» وملهم الشباب الذين يحلمون بشركات ناشئة قال لمجلة «المعرفة وارتون» في جامعة بنسلفانيا أن عدة قطاعات تعاني من انخفاض أسعار النفط والغليان السياسي وعجز الميزانيات، فيما «مشهد الشركات الناشئة في المنطقة يتحرك في الاتجاه المعاكس». رأيه أنه «مع انخفاض أسعار النفط، تتخذ اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي الإصلاح الاقتصادي بجدية أكثر وتواجه التحديات الاقتصادية بصورة رصينة وواقعية».

الرصانة والواقعية ضروريتان لدى تقويم إفرازات الاتفاق النووي الإيراني وتأثير رفع العقوبات عن إيران داخلياً وكذلك في طموحات التوسع الإقليمية التي يتبناها «الحرس الثوري»، إن لم تكن الحكومة الإيرانية برمتها بقيادة المرشد علي خامنئي. النحيب والاندهاش لن يجديا مهما كان ذلك محقاً. استغراب كيف سوّق الرئيس الأميركي باراك أوباما صفقته المدهشة مع ملالي طهران فيما إيران ماضية في مشاريعها الإقليمية خارج حدودها، تفرض رؤيتها على العراق والميليشيات، تحرّض في اليمن، تتدخل عسكرياً في سورية كطرف في حرب أهلية وتشهر دعمها لبشار الأسد رئيساً دائماً. ففي وجه وضوح هذه السياسات، لا مناص من الرصانة والواقعية في تقويم عواقب وإفرازات هذه السياسات لتبني استراتيجيات تتعاطى مع الأمر الواقع إما للتعايش معه اضطراراً أو للانقلاب عليه بصبر وحنكة وطول نفس.

الاعتماد على رئيس أميركي يحل مكان أوباما ليكون الوصفة السحرية لمعالجة الداء انما هو من صنع الأوهام والتمنيات. صحيح أن المرشحين الجمهوريين يتحدثون بلغة تحميل أوباما مسؤولية الصفقة الإيرانية الخطيرة على الأمن القومي والمصالح الأميركية، كما يقولون، إلا أنهم لن يسرعوا إلى الانقلاب على الصفقة النووية ولا على العلاقة التهادنية مع ملالي طهران. هذا بات واقعاً. ما قد يفعلونه هو الضغط على طهران للكف عن السياسات التوسعية، إنما هذا لن يحدث لسنة على الأقل، ومع حلول ذلك الموعد وكما يقول المثل الشعبي يكون «الذي ضرب هرب، والذي مات مات».

لذلك إن المطلوب ليس فقط تخفيض التدخل العسكري في مناطق النزاع مثل سورية واليمن وانما أيضاً وقف التصعيد السياسي والإعلامي والديبلوماسي بين السعودية وإيران. فلا يجوز حرق السفارات ولا يجوز استخدام وزير خارجية إيران لغة كتلك التي استخدمها في صحيفة «نيويورك تايمز» مهما كانت اعتباراته الانتخابية.

ما يجب أن ينصب الاهتمام عليه هو كيفية إيقاف الحرب في سورية واليمن وإيقاف التدهور في مناطق هشة مثل ليبيا والعراق ولبنان. «داعش» عدو للسعودية كما هو عدو لإيران. الانتخابات الإيرانية قد تولد زخماً للاعتدال، انما هذا الزخم يحتاج مشاركة الرأي العام الإيراني لنقله إلى إجراءات ويحتاج أيضاً إيضاح الدول العربية المجاورة لهذا الرأي العام ان ما تعارضه هو التطرف والتدخل في الدول العربية، وما تريده هو وقف التصعيد المذهبي ووقف استنزاف الاقتصاد عبر الحروب أو عبر أسعار النفط.

ليكن هناك خطاب سياسي يدق عصب الضمير وعصب الرغبة بالحياة التطبيقية والازدهار. أطفال ونساء ورجال مضايا صورة حيَّة عن جرائم حرب ترتكبها الدول الداعمة لإجراءات النظام السوري بتجويع شعبه كأداة حرب. صورة يجب أن تدق ضمير الرأي العام في إيران. القاعدة الشعبية الإيرانية تريد الازدهار ما بعد التقشف الذي فرضته العقوبات والسياسات التوسعية في حروب إيران في سورية واليمن وفي صناعة الميليشيات.

لعل كلفة الحروب بالنيابة وتدهور أسعار النفط يكونان خيراً لمنطقة الشرق الأوسط وأجيالها التي تتطلع إلى حياة طبيعية بدلاً من السقوط في دوامة الإنهاك والاستنزاف.

 

«البعث» لم يعد قومياً؟

 حسام عيتاني/الحياة/22 كانون الثاني/16

إذا صحّ ما نُشر عن حلِّ النظام السوري للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، يكون ذلك تكريساً إجرائياً لواقع قائم منذ زمن بعيد، أولاً، واعترافاً من المدرسة البعثية بنهاية الطريق التي طال إنكارها. والحال أن القيادة القومية للفرع السوري من «البعث» لم تعقد مؤتمراً لها منذ صيف 1980 أثناء الصراع بين حافظ الأسد وجماعة «الإخوان المسلمين»، عندما سعى الأسد إلى إضفاء بعد قومي على تمسكه بالسلطة في مواجهة معارضيه. انتهى الصراع بانتصار الأسد فانتهت عملياً الحاجة إلى الوظيفة المفترضة للقيادة القومية وبات في الإمكان تركيز الاهتمام على «القيادة القطرية» التي شكلت في مرحلة معينة حكومة موازية ذات سلطات واسعة همها الوحيد تطبيق سياسات حافظ الأسد الداخلية وابتكار صنوف جديدة من عبادة الشخصية وتبرير تسلط الأجهزة الأمنية ومركزة موارد البلاد ضمن قلة من أيدي الموالين. ظلت القيادة القومية للبعث السوري اسماً بلا مسمى عقوداً عدة تقتصر مهمتها على توفير الغطاء الأيديولوجي لتدخلات نظام الأسد في لبنان والأردن وعلى الساحة الفلسطينية وغيرها. الخبر المنشور يوم أمس يقول، إذا ثبتت صحته، أن بشار الأسد أو من يقوم مقامه قد سئم من هذه اللعبة ولم يعد يجد فائدة لها بعدما أسقطت الثورة السورية كل أقنعته وخرافاته، من «علمانية النظام التقدمي» إلى «تحرير فلسطين» مروراً بالتوازن الاستراتيجي مع إسرائيل... بيد أن كل هذا يقع في عالم السياسات الواقعية التي قدّمها حكم الأسد الأب على الادعاءات الأيديولوجية، خصوصاً بعد تولي صلاح جديد وحافظ الأسد السلطة في انقلاب شباط (فبراير) 1966 وإبعاد مؤسس الحزب ومنظّره الأول ميشال عفلق. لم يتحمل العقل الأداتي لمجموعة جديد - الأسد عبء الأيديولوجيا على مشروعها السياسي. الموقع الهامشي الذي احتله عفلق بعد إرغامه على الرحيل عن سورية في الفرع العراقي من البعث يشير إلى أن عملية مشابهة كانت تجري في بغداد ما حمله على البقاء في ظل «القائد الضرورة» صدام حسين.

كرّس حكم حافظ الأسد وصدام حسين الطلاق الناجز بين الأيديولوجيا وبين السلطة كممارسة يومية. وكان الحكمان أقل حرجاً في التخلص من الحمل البعثي في جوانبه الداخلية والانتقال إلى نفعية صريحة عندما بدا أن شعارات رئيسة من شعارات الحزب («الحرية» ثم «الاشتراكية» مع الإبقاء على «الوحدة» التي لا تكلف شيئاً) راحت تحول دون إمساك حكام الدولتين وأفراد عائلاتهم بالجوانب المربحة من اقتصاد البلدين والاضطرار في المقابل، إلى الإنفاق على قطاعات التعليم والاستشفاء والنقل والخدمات العامة الخاسرة.

بيد أن هذا أصغر مشكلات البعث. ذلك أن الرؤية إلى العالم وإلى دور العرب وقدرتهم على الاتحاد في دولة واحدة متعددة «الأقطار»، التي جاء الحزب كنتاج لها وحامل لمشروعها في المنطقة، ظهرت كواحدة من أكثر الأيديولوجيات غربة عن الواقع وإنكاراً لحقائقه بل بداهاته البسيطة. هذه الحقائق التي تعرضت إلى التهميش لعقود تجمعت وتحولت إلى انهيار عريض جاء على شكل الثورات العربية التي أعادت طرح الأسئلة عن الدولة الوطنية والمجتمع والشعب والسلطة والجماعة والطائفة والدين. بكلمات ثانية، طرحت كل الأسئلة التي تهرّب البعث من نقاشها والتفكير الجدي فيها وقدم نفسه كحل عصري لمشكلة الأقليات والاجتماع السياسي وأنظمة الحكم والشرعية التي خلفها انحسار السلطنة العثمانية قبل مئة عام. ومن مهازل حلّ قيادة الفرع السوري من القيادة القومية للبعث القول إن قانون الأحزاب السوري الجديد «يحظر وجود فروع خارجية» لأي حزب سوري. ما يجعل شعار «البعث طريقنا» (إلى الوحدة العربية) ذات وقع غرائبي.

 

عن عقوبات إيران وآمال العرب

 بهاء أبو كروم/الحياة/22 كانون الثاني/16

إذ يظهر عادةً أن صراعاً خفياً وقد يكون علنياً أحياناً، يدور بين وجهتين لإيران، وجهة الثورة ووجهة الدولة، فالواقع الثوري في إيران تشوبه تساؤلات عدة، وهو فعلياً لم يعد قائماً. فالقادة الثوريون الذين ينتمون إلى الجيل الأول تسترعيهم اهتمامات تتعلّق بثنائية الثروة والسلطة، وبالتالي فالأصحّ القول أن إيران التي تبحث عن الثروة اليوم هي إطار من التشعبات المذهبية التي لم تعد تمتّ الى الثورة بصلة، أو في أحسن الأحوال هي ثورة بالذاكرة، ومن دون ثوار حقيقيين، بخاصة بعدما تصالحت مع الولايات المتحدة وهادنت إسرائيل.

وإذا افترضنا أن كل ثورة يلازمها، حكماً، خطاب تعبوي ومسار أيديولوجي، فإن المتبقّي لهؤلاء يقتصر على بضع مواد تتعلق بالتنافس السني - الشيعي والصراع مع العرب والموقف من المملكة العربية السعودية. حتى أن التنافس الذي خاضته إيران مع السعودية بهدف قيادة العالم الإسلامي، أصبح في «خبر كان» بعدما شكلت المملكة تحالفاً إسلامياً ضم غالبية الدول الإسلامية وأدى إلى عزلة إيران عن العمق السني للإسلام، وهذا ما لم تعرفه إيران عندما شرعت بمفاوضاتها مع الغرب. لكن أفول المنحى الثوري لا يصبّ بالضرورة في مصلحة فكرة الدولة، وهناك كثير من المؤثرات التي تعبئ الفراغ الناجم عن هذا الأفول، سيما وأن إيران واحدة من الدول التي نجحت في تجربة التعايش بين توجهات متناقضة في ظل سلطة واحدة تتكون من مستويات عدة. وهذا الأمر ربما يحمي إيران ولا يلزمها الذهاب إلى خيارات داخلية حاسمة، بخاصة أن المحيط بإيران حالياً هو عالم متحرك من الصراعات أو التوازنات غير المستقرة.

طبعاً، التنازع بين اتجاهات السلطة يعكس المأزق الداخلي والانقسام حول أولويات المجتمع الإيراني، وهذا النقاش يعكسه التيار الذي ينتمي إلى الثنائي روحاني - ظريف ويهتم بإبراز التلازم الذي يقيمه بين سريان الاتفاق ورفع العقوبات وبين صورة إيران المسالمة، والتي تلتزم قواعد الديبلوماسية وحسن الجوار والعلاقات الإيجابية مع العالم. وهو تلازم حتمي لا يحمل التأويل ولا يتيح لإيران الاستفادة من هذه الفسحة في ما لو ذهبت في اتجاهات معاكسة. ويدعم هذا التوجّه تجربة المتشددين الفاشلة في إدارة الشأنين النووي والخارجي، اللذين أديا إلى تفاقم الأزمة المعيشية للمواطنين واستنزاف القدرات الإيرانية في الخارج، وبالتالي فإن روحاني الذي نجح في إدارة الدفة طيلة الفترة الماضية بتغطية مطلقة من المرشد علي خامنئي وتوصّل إلى رفع العقوبات، لا بد أن يُكافأ باستكمال ما بدأه والإشراف على «المرحلة الانتقالية».

طبعاً، الكل ربما يتفاءل بالمسار الإيراني الذي يعبر عنه الثنائي روحاني - ظريف، إلا العرب الذين خبروا ولا يزالون نوايا إيران وأفعالها في المنطقة. لكن دعنا نتطلّع إلى الوجه الآخر للاتفاق الذي يكمن في التساؤل التالي: هل أن هناك تفاهماً إقليمياً تمت صياغته بين طهران والولايات المتحدة على هامش الاتفاق النووي؟ وما مصير هذا النوع من التفاهم في حال حصوله بعدما تجاوزته الأحداث؟ أي بعد التدخل الروسي في سورية والموقف السعودي المتصاعد الذي أدى إلى قطع العلاقات مع إيران وتشكيل تحالفات وتكتلات عربية وإسلامية لمواجهة تدخلاتها، وهل أن إيران قادرة على ترجمة التزاماتها في مسألة كهذه، وهل الولايات المتحدة قادرة على ذلك بعدما تراجع دورها في المنطقة؟. طبعاً الإجابة عن هذه التساؤلات تبقى رهناً بالأيام والأسابيع المقبلة، لكنْ بات من الواضح أن تقدّم إيران باتجاه الاتفاق يرافقه تراجع في القدرة الإيرانية أمام عدد من الوقائع والتطورات في المنطقة والعالم. ولا شك في أن الداخل الإيراني يتجه إلى تحديد توجهاته في انتخابات شباط (فبراير) المقبل، وفي حال ظهرت ملامح انفراجات اقتصادية ملموسة من المواطنين فذلك يساعد روحاني على تظهير نجاحاته التي تتعلق بتحسين المستوى المعيشي للإيرانيين، وهو أنجع من إحصاء عدد العواصم العربية التي تخضع لنفوذهم. لكن مع العقوبات على طهران أو من دونها، فالدور الإيراني في المنطقة لا يزال مطلوباً من الغرب، وحدوده تصل إلى تقاطعات مع المصلحة الغربية في كثير من الأحيان، سيّما أخيراً بالنسبة إلى مسألة الإرهاب والدور الذي تدّعيه إيران في ذلك. طبعاً الغرب يُطرَب لكل من يدّعي محاربة التطرف السني، لذلك لم نسمع صوتاً يدين التدخل الروسي في سورية وقصفه المدنيين، وعلينا أن نعترف بأن لدى الغرب قناعة تذهب إلى حد تفضيل التطرف الشيعي على مثيله السني، وبغض النظر عن صحتها فهذه نظرية عبّر عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، حتى أن مرشحين في المعركة الرئاسية في الولايات المتحدة ينخرطون في هذا النقاش ويهللون للتدخل الروسي في سورية انطلاقاً من هذه الزاوية. هذا الأمر بالتحديد كان واحداً من الأسباب التي أدت إلى اتفاق الغرب مع طهران. طبعاً العرب يقفون أمام عالم تسوده التواطؤات على مصالحهم ويدفعون أثماناً غالية نتيجة لذلك، لكن آمالهم هذه المرة تذهب في الاتجاه الصحيح لأنها تنطلق من الإرادة التي عبروا عنها في وضع الحد لتدخلات إيران.

 

 من حقيبة النهار الديبلوماسية أوباما رفض الصفقة الإقليمية مع إيران

عبد الكريم أبو النصر/النهار/22 كانون الثاني 2016

"أخذ الرئيس باراك أوباما من إيران برنامجها النووي المتطوّر الذي يمنحها القدرة على امتلاك السلاح النووي وأنجز معها، وبالتعاون مع زعماء فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا، اتفاقاً ينهي طموحاتها ويجعلها تكتفي ببرنامج نووي للأغراض السلميّة يعمل في ظل رقابة دولية صارمة طويلة الأمد. لكن أوباما رفض في المقابل عقد الصفقة السياسية – الاستراتيجية الكبرى مع إيران التي تمنحها دوراً إقليمياً مميّزاً وتجعلها شريكة لأميركا في المنطقة وتعزّز نفوذها على حساب الدول الخليجيّة والعربية الحليفة لواشنطن وتغيّر موازين القوى لمصلحة طهران". هكذا اختصر مسؤول أوروبي في باريس شارك في المفاوضات النووية الإيرانية الدولية حقيقة الوضع. وقال ان التطوّرات الأخيرة أبرزت الأمور الأساسية الآتية:

أولاً: إن ما حدث هو انتصار للإرادة الدولية، إذ إن أميركا والدول الخمس الكبرى الأخرى في مجموعة الست أرغمت القيادة الإيرانية، من طريق فرض عقوبات دولية بالغة القسوة عليها ومفاوضات شاقة معها، على تقديم تنازلات جوهرية والرضوخ للمطالب الدولية المحددة، الأمر الذي جعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكّد رسمياً أن ايران اتّخذت كل الاجراءات المطلوبة منها ممّا يسمح بتنفيذ الاتفاق النووي الموقّع معها في تموز الماضي. وهذا يعني عملياً أن إيران أزالت أو ألغت كل المكوّنات والمواد في برنامجها النووي التي يمكن أن تسمح لها بانتاج السلاح النووي. وسيخضع البرنامج النووي الإيراني لرقابة دولية صارمة ومشدّدة تمتد بين 15 و25 سنة ينفّذها المفتّشون الدوليون الذين يملكون حق زيارة وتفقّد كل المنشآت والمواقع النووية التي يريدون. وتطبيق هذه العملية يعني أن إيران فقدت استقلالها النووي.

ثانياً: بعد تنفيذ إيران التزاماتها المطلوبة دولياً، أعلنت الدول الكبرى قرار رفع العقوبات المرتبطة ببرنامجها النووي عنها، ممّا يسمح لها باستعادة أموالها المجمّدة وتصدير نفطها بحريّة. لكن الإدارة الأميركية أعلنت رسمياً أنها ستواصل فرض العقوبات المرتبطة بدعم إيران الارهاب و"حزب الله" وببرنامجها الصاروخي وبنشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وخصوصاً في سوريا واليمن وبانتهاكات حقوق الإنسان. وهذا القرار يمنع الكثير من الشركات الأميركية وعدداً من الشركات الأوروبية والدولية من العمل في إيران خوفاً من تعرّضها لعقوبات أميركية.

ثالثاً: إن إيران خسرت في هذه الصفقة أكثر ممّا حقّقته أو ستحقّقه من ارباح ومكاسب، إذ انها أنفقت على برنامجها النووي ذي الطابع العسكري نحو 100 مليار دولار، وتكبّدت في سبيل الاحتفاظ به خسائر تتجاوز 200 مليار دولار، هي حصيلة العقوبات الدولية المفروضة عليها. والأموال المجمّدة التي ستستعيدها إيران بعد تنفيذ كل الخطوات المطلوبة منها تراوح بين 30 ملياراً و50 مليار دولار. وهذا الرقم ضئيل ومحدود مقارنة بالخسائر التي تكبّدتها قبل أن تتخلّى عن طموحاتها النوويّة التسلحيّة، ومقارنة بحاجات إيران إلى أكثر من 500 مليار دولار في السنوات المقبلة من أجل إصلاح وتطوير منشأتها الصناعية والنفطية والمدنية وقطاعاتها المتنوّعة وتحسين الظروف المعيشية القاسية للإيرانيّين.

وأوضح المسؤول الأوروبي "أن إيران لم تحقّق بعد توقيعها الاتفاق النووي أي مكاسب على صعيد دورها الإقليمي ونفوذها في المنطقة، إذ انها لم تنجز أي اتفاق مع أميركا والدول الغربية الرئيسية يتعلّق بأي من القضايا الإقليمية الأساسية، بل إن الخلافات كبيرة بين الإيرانيين والغربيين. الواقع أن أميركا والدول الغربية الرئيسية تتبنّى استراتيجية معادية للسياسات الإيرانية في المنطقة ومتطابقة أو منسجمة مع سياسات الدول الخليجية والعربية المعتدلة في ما يتعلّق بسوريا واليمن والعراق ولبنان وفلسطين وأمن الخليج وقضايا أخرى. والإدارة الأميركية ترفض أن تتقاسم النفوذ مع إيران في المنطقة بل تتعامل معها على أساس انها "دولة ذات توجّهات خطيرة ترعى الارهاب وتعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وتتدخّل سلباً في شؤون الدول الأخرى"، وعلى هذا الأساس تتعاون أميركا مع الدول العربية الحليفة لها من أجل "مواجهة وإحباط خطط القيادة الإيرانية وأعمالها المهدّدة للأمن والاستقرار في المنطقة".

وخلص المسؤول الأوروبي إلى القول: "إن أميركا لن تسمح لإيران بفرض هيمنتها على منطقة الخليج وتهديد دولها جديّاً. والمواجهة الأميركية – الغربية مع إيران ستتواصل بأشكال ووسائل متنوّعة بعد إنجاز الاتفاق النووي ما لم تغيّر قيادتها سياساتها الإقليمية الخطيرة وتعمل على إقامة علاقات طبيعية مع دول المنطقة. وهذا الواقع دفع مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي إلى القول: "إن التفاوض مع أميركا محظور لعدم جدواه ولأنه يلحق بإيران أضراراً لا تُحصى".

 

إيران: معادلات الربح والخسارة

أسعد حيدر/المستقبل/22 كانون الثاني/16

أربعون يوماً تفصل عن الانتخابات التشريعية ومجلس الخبراء في إيران. بعد أكثر من ثلاثين استحقاقاً انتخابياً منذ قيام الجمهورية الاسلامية في إيران، تبدو هذه الانتخابات وكأنها «أم الانتخابات». الإيرانيون ومعهم محيطهم الإقليمي والعالم كله متلهفون ومستعجلون لمعرفة من سيفوز فيها: المتشددون والحرس الثوري، أم المعتدلون من «روحانيين» و»رفسنجانيين» و»خاتميين»؟ النتيجة الحاسمة تعني إما وضع إيران جديدة على سكة «الدولة» بكل استحقاقاتها، وإما بقاء إيران، والتي هي في عهدة المرشد آية الله خامنئي، أسيرة خطاب التشدد خارج الشرعية الدولية رغم الاتفاق النووي ورفع العقوبات!

القراءة الدقيقة لكل ما جرى ويجري حالياً تعطي صورة أولية قائمة على معادلة وليدة وقائع متراكمة منذ أشهر وأبرزها: ان إيران تعيش على وقع صعود الرئيس حسن روحاني وهبوط المرشد خامنئي. الاول أمامه نصف ولاية رئاسية تقريباً، اي اقل من عامين، ونجاح شبه مضمون لولاية ثانية من اربع سنوات نتيجة لصعود شعبيته الخاصة بعد توقيع الاتفاق النووي والتوقعات بطفرة اقتصادية بدأت معالمها تتشكل منذ الآن، اضافة الى تحولات شعبية إيرانية باتجاه خطه المعتدل. أما خامنئي فإنه يتراجع مع تراجع خطابه «المقاوم» من الاقتصاد الى السياسة. يكفي انه بعد ربع قرن من سلطة الولي الفقيه المطلقة اضطر عملياً إلى «الاعتذار» الموجّه الى الداخل والخارج معاً من إحراق السفارة السعودية، والاعتداء على السفارة البريطانية قبل عام تقريباً، مما يعني وضع نقطة ختام على سياسة الخط الثوري الذي لا يقيم وزناً للقواعد والالتزامات الدولية. الأهم ان خامنئي في المرحلة التي ظهر فيها في المستشفى قبل أشهر قليلة، مؤكدا بذلك جدية مرضه، ومن ثم في اللحظة التي أكد فيها ان مجلس الخبراء المنتخب في شباط القادم هو الذي سينتخب المرشد خليفته، فإنه وضع الإيرانيين كافة على سكة البحث عن خليفة له، مما يفتح الأبواب امام بحث كل القوى والافراد عن مستقبلها خارج دائرته، ومن الطبيعي ان ذلك يضعفه الآن ولاحقاً.

عدد نواب مجلس الشورى هو نائباً أغلبيتهم المطلقة من المتشددين الذين يعملون على عرقلة سياسة وقرارات الرئيس روحاني. من ضمن جميع النواب توجد كتلة «الحرس» المعروفة باسم «الصخرة» وهي تضم حوالي سبعين نائباً. فماذا عن المجلس المنتخب القادم؟

رفض ترشيح ثلاثة آلاف مرشح بينهم اكثر من خمسين أعضاء في المجلس الحالي كانوا قد وقعوا على كتاب يطالب بمراقبة مؤسسات تابعة للمرشد ويدير معظمها أولاده خصوصا السيد مجتبى الى جانب النائب «المشاغب» علي مطهري، أثار القلق من عملية رسم «خريطة خامنئية» للمجلس الجديد تثبت «يده» على المجلس الجديد وتقيد روحاني من جديد. في المبدأ ومن بعيد يبدو ذلك صحيحاً، اما في الواقع وعند الاقتراب من «الخريطة» الداخلية فإن النتيجة مختلفة. اولاً تتم حالياً مراجعة المبعدين وسيتم تعديلها. ثانياً لقد أُبعد ثلث المرشحين وبقي الثلثان فيما أُبعد في الدورات السابقة احياناً اكثر من النصف. لذلك فإن الأسماء ليست الأساس بل الأهم الالتزام. يبلغ عدد سكان إيران حوالى خمسة وسبعين مليوناً، بينهم دون الثلاثين من عمرهم، وينتخب منهم اكثر من ثلاثة وخمسين مليون ناخب من اصلهم اكثر من عشرة ملايين يحملون شهادات جامعية. هذه الأرقام تؤشر الى عمق التوجه نحو التغيير طلباً للعيش حسب معطيات العصر والأسواق والعثور على فرص عمل بعد ان تجاوزت البطالة اكثر من عشرين في المئة من مجموع القوة العاملة في السنوات الماضية. لذلك فإن الاقتراع بكثافة كما هو متوقع وكما يعمل اقطاب التغيير سيكون كبيرا وستفرز معالمه في حصول الأقطاب على الملايين من الأصوات عكس الآخرين مما يؤكد ويثبت شرعية إرادة التغيير. الرئيس الأسبق محمد خاتمي كما يصفه «معسكر» التغيير الاصلاحي والتغييري هو «عمود الخيمة الإصلاحية» وهو بدأ الحملة الانتخابية دون ان يترشح منذ اللحظة التي اقترع فيها لروحاني رغم مقاطعة الآخرين وتوجيه الاتهامات له بالتخلي عن موقعه. اهمية خاتمي ان ليس لديه الكثير مما سيخسره، بالعكس لديه إمكانات كثيرة للربح وللثأر من كل الخامنئيين والنجاديين الذين أبعدوه عن الساحة الى درجة منعه من الظهور الإعلامي والسفر. من المتوقع كما يرى أنصار التيارات المعتدلة والإصلاحية انه مهما جرت من ضغوط فإن تركيبة المجلس المنتخب ستتغير بحيث لا تضم كتلة «الصخرة» من «الحرس» أكثر من ثلاثين الى أربعين نائباً، وأن تتشكل مجموعة من المستقلين من إيران الداخلية تضم عدة عشرات يميلون حسب مصالحهم الانتخابية وموازين القوى، ومن الاصوليين والمتشددين كتلة تضم بين الى نائباً بدلا من حوالى كما هو الوضع، اما الكتلة الإصلاحية والمعتدلون فالكتلة من حوالى تسعين الى مئة نائب، ومن المتوقع أن ينضم اليهم من المستقلين عدد كافٍ لتشكيل أغلبية «مريحة» ومؤيدة لروحاني وخطه السياسي. من الآن وحتى يوم الانتخابات بعد أربعين يوماً، إن رياحاً كثيرة ستهب على الانتخابات وحملاتها وستفرض نفسها على النتائج . يبقى، وهو مهم جداً، ماذا عن مجريات ونتائج انتخابات «مجلس الخبراء» في تشكيل القوى التي ستنتخب المرشد القادم سواء غداً او في المستقبل؟ وبالتالي مستقبل إيران، فماذا عنه؟

       

إيران وما بعد رفع العقوبات

إدريس الكنبوري/العرب/22 كانون الثاني/16

أغلق رفع العقوبات المفروضة على إيران، منذ ما يزيد على عشر سنوات، قوس الأزمات الذي ظل مفتوحا لأمد طويل بين النظام الإيراني والغرب، وبشكل خاص الإدارة الأميركية. فقد تلقّت طهران شهادة حسن السلوك من واشنطن بإعلان رفع العقوبات، وتنفست طهران الصعداء بعد أن زال جبل الجليد بينها وبين الشيطان الأكبر، والسؤال الذي بات يطرح نفسه بعد الآن هو: ماذا بعد الآن؟ في خطابه الأخير، الوداعي، حول حالة الاتحاد الأميركي، أعرب الرئيس باراك أوباما عن ابتهاجه بنجاح إدارته، خلال الفترة الأخيرة، في فتح صفحة جديدة مع نظاميْن ظلاَّ طيلة العقود الماضية مصدر انزعاج لدى الإدارات الأميركية المتعاقبة، وهما كوبا وإيران. وقد أكد أوباما أن التحدي الجديد الذي تواجهه بلاده لم يعد هذه الأنظمة التي كانت محسوبة على “محور الشر”، بل أصبح يتمثل في الجماعات المتطرفة والإرهاب العابر للحدود، الأمر الذي يتطلب من الولايات المتحدة توثيق التعاون مع شركائها وحلفائها لملاحقة هذه الجماعات الإرهابية والقضاء عليها. إيران، بدورها، ابتهجت للصفقة الجديدة التي أبرمتها مع البلدان الغربية والإدارة الأميركية، والتي ستمكنها من إعادة “تدويل” نفسها معتمدة على شهادة حسن السلوك التي حصلت عليها، وإعادة اكتشاف دورها الجديد في المنطقة وعلى الصعيد العالمي. فرفع العقوبات يعني إمكانية تسويق النفط الإيراني في الأسواق الدولية، ودخول حلبة المنافسة السياسية من بوابة أسعار البترول، ولكنه يعني أيضا إطلاق يد النظام الإيراني في أي مناورات سياسية يمكن أن يقررها. فطهران التي لجأت إلى الانخراط في المناورات السياسية في المنطقة طيلة الفترة الماضية، والتي كانت خلالها واقعة تحت ضغوط العقوبات، قد ترى بأنها ليس لديها ما يمكن أن تخسره في حال ما سعت إلى مضاعفة وتيرة تلك المناورات وهي متحررة من تلك العقوبات، ذلك أن من تدرب على الركض في المرتفعات يسهل عليه أن يفعل ذلك بشكل مضاعف في المنبسط.

من الصعب التكهن بطبيعة السياسة الإيرانية في حقبة ما بعد رفع العقوبات، لكن من السهل التقاط نوعية التحولات الجارية اليوم في المنطقة، وسياق هذا الانفتاح الجديد بين إيران والغرب.

خلال الأعوام الماضية ظل المشروع النووي الإيراني هو نقطة الخلاف الجوهرية بين الإدارة الأميركية وبين إيران، وفي جميع جولات التفاوض التي كانت تجمع بين طهران والعواصم الغربية كان هذا المشروع النووي هو النقطة الأبرز في جدول الأعمال. فواشنطن ظلت ترى أن انعدام الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط نابع من نية النظام الإيراني تخصيب اليورانيوم ومواصلة مشروعاتها النووية، رغم أنف الإرادة الدولية، لكن من دون أن تنظر إلى الجوانب الأخرى المرتبطة بالدور الإيراني في محيطه الإقليمي. وهذا يظهر بأن المصالح الأميركية كانت هي المقياس الرئيس الذي تقيس به الإدارة الأميركية موقفها من طهران، ومن خلف المصالح الأميركية الحليف الاستراتيجي لواشنطن، ممثلا في إسرائيل. وفي الوقت الذي انزلقت المنطقة في صراع طائفي غير مسبوق، نتيجة المحاولات الإيرانية لإعادة رسم خارطة الإقليم وخلخلة التوازن الطائفي، كان ما يهم الإدارة الأميركية بوجه خاص هو المشروع النووي الإيراني دون غيره. بل إنه يبدو أن الإدارة الأميركية، ذات السياسة التقليدية المعروفة في الشرق الأوسط، تدرك بأن التوقيت أهم من الحدث السياسي أحيانا، مهما كان حجمه، وتنظر من ثم إلى خطوة رفع العقوبات عن إيران بوصفها جزء من ماكينة سياسية تفيد في ضبط الوضع الإقليمي، من خلال الحفاظ على “توازن” مختل تلعب فيه إيران دورا محوريا في المرحلة القادمة، خاصة بعد صار الصراع السني – الشيعي محور الاستقطاب في المنطقة، والخطر الذي يهدد بتفجيرها، إذ لم يعد خافيا أن إيران، التي تسعى منذ عقود إلى خلق محور شيعي في المنطقة، سوف تجد في المناخ الجديد الذي يتيحه لها رفع العقوبات فرصة جديدة لاستئناف خياراتها السياسية.

يشكل رفع العقوبات وعودة إيران إلى المسرح الدولي تحولا نوعيا في المعطى السياسي العام في المنطقة، وهو تحول يتزامن اليوم مع الانقلابات الكبرى التي تمر بها المنطقة، ولذا يتعين على الجانب الإيراني أن ينظر إلى هذه الصفقة بينه وبين الغرب والإدارة الأميركية على أنها فرصة لاختبار نواياه حيال بلدان المنطقة، لا هدية مجانية في ظرفية توجد فيها المنطقة فوق رمال متحركة. فالسياسة ليست فقط فن صناعة الأزمات، بل هي بشكل رئيسي وهام فن الالتفاف عليها.

 

'ثورة الياسمين' في حاجة إلى منقذ

خيرالله خيرالله/العرب/22 كانون الثاني/16

مرّت قبل أيام الذكرى الخامسة لانتصار “ثورة الياسمين” في تونس. انتصرت الثورة، وكانت ثورة حقيقية على نظام لم تعد أكثرية التونسيين تتحمّله. توّج انتصار الثورة التي كانت فاتحة “الربيع العربي” يوم اضطر الرئيس زين العابدين بن علي إلى مغادرة البلد واللجوء إلى المملكة العربية السعودية التي لا يزال فيها إلى اليوم مع عدد من أفراد عائلته. لم يبقَ من “الربيع العربي” سوى ثورة تونس التي هناك من لا يزال يعلّق عليها الآمال، علما أن الخوف على مستقبل تونس ومن سقوطها يتفوّق على كلّ الآمال المعلّقة على التجربة التي مر بها البلد في السنوات الخمس الأخيرة.

كانت للتجربة التونسية إيجابيات كثيرة، لكنّ الواضح أنّها تمرّ حاليا بمنعطف نظرا إلى أنّ هناك أزمة تعصف بالحزب الذي يمتلك أكبر عدد من النوّاب، وهو “نداء تونس”. هل يمكن إنقاذ” ثورة الياسمين” قبل فوات الأوان؟ كانت هناك مآخذ كثيرة على زين العابدين بن علي الذي أقام نظاما بوليسيا منذ اللحظة التي خلف فيها الحبيب بورقيبة في السابع من نوفمبر 1987 بمساعدة من ضابطين قريبين منه هما الحبيب عمّار وعبدالحميد الشيخ. كان أوّل ما فعله التخلص من رفيقيْه، تمهيدا للتفرّد بالسلطة على طريقة أي دكتاتور عربي أو من العالم الثالث. بعد ذلك، أدار البلد على طريقة ضابط يعمل رئيسا لمخفر للشرطة في أحد أحياء العاصمة التونسية. تكفّل بن علي، الذي لا يمكن إنكار إيجابيات معيّنة لنظامه، خصوصا في المجال الاقتصادي، بتهميش كلّ السياسيين التونسيين. ولكن، لا بدّ من الاعتراف، استنادا إلى لغة الأرقام، أن تونس حقّقت في عهده تقدّما كبيرا شمل زيادة عدد العائلات المنتمية إلى الطبقة المتوسطة. المؤسف أنّه لم يعد في السنوات الأخيرة من عهده، الذي استمر نحو ربع قرن، من مكان سوى للسيدة الأولى ليلى بن علي التي هيمنت مع أفراد عائلتها على قسم لا بأس به من القطاع الاقتصادي، وحتّى على جانب من القرار السياسي في البلد.

من إيجابيات بن علي أنّه استعان، في العمق، بإرث الحبيب بورقيبة باني تونس الحديثة، على الرغم من أنّه فعل كلّ شيء كي ينسى التونسيون وجود هذا الرجل الذي توفّي في السنة 2000 عن عمر قارب المئة. لم يلغ القوانين الحديثة التي أُقرّت في عهد “المجاهد الأكبر”، على العكس من ذلك، سعى إلى تطويرها، مؤكدا حقوق المرأة. كانت مشكلته الأساسية في أنّه لم يحط نفسه سوى بموظّفين صغار، وليس برجال دولة كما فعل سلفه. لم يستطع تحمل بروز أي وزير أو موظّف كبير يمتلك حيثية ما.

في مرحلة ما بعد بن علي، يبدو مؤسفا غياب السياسيين القادرين على التعاطي مع الماضي من دون عقد ومن دون تكرار الأخطاء، بدل الاستفادة منها. هناك رفض للاعتراف بأنّ في الإمكان البناء على إيجابيات عهديْ بورقيبة وبن علي من جهة، وتفادي السلبيات من جهة أخرى. صحيح أنّه يمكن فهم عقدة الإسلاميين مثل الشيخ راشد الغنوشي، زعيم “النهضة” الذي لا يستطيع الإقرار بأن بورقيبة بنى مؤسسات لدولة حديثة وأقرّ قوانين ذات طابع طليعي على صعيد المنطقة كلّها، لكنّ الصحيح أيضا أنّ الباجي قائد السبسي يرفض بدوره أخذ الدروس من تجارب الماضي القريب.

انتهى بورقيبة عمليا عندما نصّب نفسه “رئيسا لمدى الحياة”، وعندما عجز عن استيعاب أن العمر تقدّم به وأنّه صار تحت رحمة القريبين منه من أفراد العائلة. على رأس هؤلاء كانت ابنة أخته سعيدة ساسي. كان التخلص منه لأسباب “طبّية”، وبالتي هي أحسن، أكثر من ضروري في 1987، لولا أن بن علي اختار التفرّد بالسلطة وإقامة نظام لا حياة سياسية من أيّ نوع فيه. كان هناك تشجيع على قيام أحزاب معارضة من أجل المنظر فقط.

كان الباجي قائد السبسي من الذين عايشوا بورقيبة ورافقوا كلّ مرحلة من مراحل عهده. شغل موقع وزير الخارجية فترة لا بأس بها في أيام “المجاهد الأكبر”. ليس جائزا أن يكرّر الأخطاء التي ارتكبها الرجل الذي أسّس لتونس الحديثة. بل ليس جائزا أن يزيد على الأخطاء التي ارتكبها بورقيبة. لم يلجأ بورقيبة إلى توريث ابنه الوحيد وكان اسمه الحبيب بورقيبة جونيور. كان أكثر وعيا من الإقدام على هذه الخطوة. نجد الآن الباجي قائد السبسي يعمل كلّ شيء من أجل أن يخلفه نجله، ويدعى حافظ، على رأس “نداء تونس”.

من إيجابيات “ثورة الياسمين” وقوف المواطنين التونسيين، على رأسهم المرأة، في وجه المحاولات المستمرّة التي بذلتها حركة “النهضة” للهيمنة على البلد. واجه التونسيون الحزب الإسلامي، وصمدوا في وجه الإرهاب الذي ضرب في مناطق عدّة. ليس طبيعيا سقوط الباجي قائد السبسي في الفخّ الذي يُنصبُ لتونس بتمسّكه بالتوريث وبالبقاء في السلطة على الرغم من بلوغه الـ88. يفترض به أن يتذكّر أن بورقيبة اضطر إلى الذهاب إلى منزله وهو في الـ84 من العمر بعدما فقد الكثير من قدراته الذهنية والجسدية.

هل من أمل في إنقاذ “ثورة الياسمين”؟ هل من أمل في أن يُقْدمَ الباجي قائد السبسي على خطوة تعيد التماسك إلى “نداء تونس” الذي كان أمل التونسيين ورأس الحربة في مواجهة التخلّف… أم سنرى في تونس خيبة أخرى من خيبات “الربيع العربي”؟

هناك خوف على تونس. مصدر الخوف أن بن علي اتخذ في مرحلة معيّنة كلّ الترتيبات كي يقوم بانقلابه مع رفاقه العسكريين. جلس ينتظر بلوغ حال الاهتراء اللحظة التي يتقبّل فيها التونسيون التغيير.

هناك حاليا اهتراء على كلّ صعيد في تونس، خصوصا داخل “نداء تونس”. ليس مستبعدا أن يكون الإخوان المسلمون ينتظرون اللحظة المناسبة كي يكرّروا تجربة بن علي. ففي حال استمرّت الأمور على ما هي عليه، ليس مستبعدا أن يظهر راشد الغنوشي وكأنّه المنقذ.

هل من يستطيع إقناع رئيس في الثامنة والثمانين أنّ المطلوب تفادي السقوط في التوريث، وأن “ثورة الياسمين” في خطر حقيقي، خصوصا في ظل حال التردي الأمني، وفي ظلّ مؤشّرات اقتصادية لا تبشّر بالخير؟

على العكس من ذلك، هناك تونسيون، يشكلون أكثرية، بدأوا يترحمون على عهد بن علي. هذا على الأقلّ ما يؤكّده زوار تونس هذه الأيّام. الناس تترحّم على العهد السابق على الرغم من مساوئه الكثيرة وظهور “السيّدة الأولى” وكأنّها الوريث الشرعي لزوجها. هناك من هو مستعد لتناسي ذلك، والقول فقط أن عهد بن علي كان عهد أمان وأمن وعهد بحبوحة اقتصادية، إلى حدّ ما طبعا!

 

رسالة إلى العلويين ومنهم

أحمد عدنان/العرب/22 كانون الثاني/16

العلويون جزء أصيل وراسخ في المنطقة ومنها، ولا بد من التمسك بوجودهم واحتواء هواجسهم، ولهم فضل لا بد أن ينسب لهم وهو حفظ الحريات الاجتماعية في مجتمعات المسلمين.

قلنا مرارا وتكرارا، أن الصراع مع إيران ليس صراعا مع الشيعة ولا يجب أن يكون كذلك، وأن الصراع مع بشار الأسد ليس صراعا مع العلويين ولا يجب أن يكون كذلك.

قبل أسابيع، تشرفت بزيارة المعقل العلوي في لبنان، جبل محسن، وقدمت الزيارة انطباعا أكثر من إيجابي، ليس هناك عَلَم واحد لإيران أو لما يسمى بحزب الله، ليس هناك صورة واحدة لخامنئي أو لحسن نصرالله، لن تجد علم الثورة السورية ولن تجد علم النظام، الأعلام اللبنانية وحدها تسود الشوارع، هناك صورة واحدة لبشار الأسد قديمة ومتآكلة تتصدر عقارا يملكه أحد عملاء البعث.

تشرفت بمقابلة وجيه مرموق في الجبل، قال لي إن العلويين هنا يعيرونهم بأنهم سوريون، وفي سوريا يعيرونهم بأنهم لبنانيون ولا يقدّرون بأنهم علويون مطلقا، يقول الوجيه المحترم أن حلم الطائفة العلوية في لبنان هو حلم المواطنة لا أكثر، لا ينكر أن هناك تعاطفا مع بشار الأسد سببه أنه علوي فقط، وهذه العصبية ظاهرة بسبب إهمال الدولة وإهمال الأحزاب اللبنانية وإهمال العرب للعلويين، لم تقدم سوريا الأسد أو إيران أي شيء لجبل محسن، وهذا يمكن رؤيته بالعين المجردة، البنية التحتية متهالكة إذا كانت موجودة، الفقر والحرمان والبؤس جاثمة على الجبل ورقاب أهله، تتصور أنك عدت خمسين سنة إلى الوراء خارج التنمية والدولة، وهي تشبه تماما المناطق السنية الملتحمة معها، كالتبانة والمنكوبين.

ومع ذلك أود أن أوجه التحية لمؤسسات المجتمع المدني الفاعلة في جبل محسن وما حولها، رغم كل هذا السواد لعبت دورا كبيرا في تثبيت السلم والتخفيف من وطأة الألم على الناس، الحروب الأهلية الصغيرة التي دارت بين التبانة وجبل محسن تم تجاوز الكثير من آثارها، الأبنية تطلى وترمم، والشوارع تعبد والأرصفة تقطب، والأهم في كل ذلك هو الناس، تقوم الجمعيات المدنية بفعاليات رياضية وفنية ومشاريع حضارية تداوي النفوس وتحارب الطائفية، حين قام داعش باستهداف جبل محسن مطلع العام الماضي، زارت عائلة الانتحاري الجبل وأدانت الجرم وفاعله، وبوعي الجبل وبوعي السنة تم تجاوز الفتنة، حين نزيح الطائفية يتشابه البشر، ولو نسينا أسماء جبل محسن والتبانة والمنكوبين، لن نعرف العلوي من السني، لكننا سنعرف أن الغالبية طيبة، وأنهم سواء حرمانا وفقرا وبؤسا.

هذه هي الصورة التي وجدتها في جبل محسن، والغريب هو الصورة المقابلة التي وصلتني من سوريا قبل أيام معدودة، الوجيه السوري القادم من اللاذقية غاضب ومستاء، يقول إن إيران تعلنها حربا دينية ضد الطائفة العلوية، المساعدات مشروطة بالتشيع وبتحجيب النساء، هناك حرب شعواء تقودها إيران على العادات الاجتماعية والحريات الخاصة، العَرق والاختلاط والدبكة أصبحت من المحرمات، أي أن الإيرانيين الذين يزعمون التحالف مع العلويين أو الدفاع عنهم، يفعلون ما هو أسوأ، يحاربون العلوية نفسها.

اجتماعيا، تمزق النسيج العلوي السوري، فوق ثمانين ألف قتيل أعلنوا فناء جيل كامل، شباب مشرد يده على الزناد يخشى القتل ويخشى الغدر، وضع المخيمات اقتصاديا ومعيشيا أفضل من قرى الجبل، إيران توطن شيعة من لبنان ومن العراق في المناطق العلوية السورية لقلب الموازين والهوية، سماهم الوجيه العلوي بـ”المستوطنين” على غرار الاستيطان الإسرائيلي، العائلات العلوية العريقة أصبحت موضع استهداف إيراني كونها من عوائق مشروع التشييع، انقسم علويو سوريا بين علويي إيران بسبب مالها، وبين علويي روسيا لصد التجريف الإيراني، والأدهى أنهم لا يثقون بالروس، لن يبقوا طويلا، ومجازرهم بحق السنة ستعقد التعايش السني العلوي المأزوم أصلا بسبب التدخل الإيراني.

في المملكة السعودية يعمل المئات من العلويين إن لم نقل الآلاف، لم تضر أرزاقهم ولا هويتهم قبل الثورة السورية أو بعدها، وتاريخيا ليس للمملكة هاجس استهداف الأقليات أو إبادتهم، هؤلاء الإسماعيلية يعيشون في المملكة لا تعرف الفرق بينهم وبين السنة، وهنا لا بد من لفت النظر إلى خصوصية طائفية طريفة، فالطائفة تصب مشاعرها السلبية على المنشقين عنها، وتتغاضى عن منشق المنشق، وترجمة ذلك أن الشحن الذي تجده سنيا على الشيعة يزول موضوعيا حين ننتقل إلى المنشقين عن الشيعة كالإسماعيلية والدروز، وفي المقابل فإن الشحن الشيعي على السنة يتم نسيانه شيعيا إذا وضعت في كفة أخرى الإسماعيلية أو العلوية، ومن هذا المنطق أستذكر مقولة معارض علوي “برود سعودي أفضل من ابتسامة إيرانية”، وسبب ذلك هو ما ذكرته، في أسوأ الحالات فإن السعودية قد تختلف سياسيا مع بعض العلويين أو أغلبهم، وقد تصل الأمور إلى صراع عسكري لكن إطاره سياسي دائما، لكن إيران تختلف مع العلوية نفسها وتريد استئصالها، أحد المراجع الشيعية في لبنان قال لعلويين سوريين بأنه سيزور النجف فهل يوصون بشيء من المراجع، فرد وجيههم العلوي “لا نريد المراجع، نريد الحماية”.

أصدر في عام 1936 مفتي فلسطين الأكبر، ورئيس المؤتمر الإسلامي العام، الحاج أمين الحسيني، فتوى قال فيها “إن هؤلاء العلويين مسلمون، ويجب على عامة المسلمين أن يتعاونوا معهم على البر والتقوى ويتناهوا عن الإثم والعدوان، وأن يتناصروا جميعا ويتضافروا، ويكونوا قلبا واحدا في نصرة الدين، ويدا واحدة في مصالح الدين، لأنهم إخوان في الملة، ولأن أصولهم في الدين واحدة ومصالحهم مشتركة”.

وفي العام 1938 أصدر شيوخ العلويين بيانا جاء فيه “إن صفوة عقيدتنا ما جاء في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، بسم الله الرحمن الرحيم (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد)، وأن مذهبنا في الإسلام هو مذهب الإمام جعفر الصادق، والأئمة الطاهرين، سالكين بذلك ما أمرنا به خاتم النبيين سيدنا محمد، حيث أوصى بالتمسك بكتاب الله وعترته أهل البيت. هذه هي عقيدتنا نحن العلويين، أهل التوحيد، وفي ذلك كفاية لقوم يعقلون”.

وفي نفس العام أصدروا بيانا آخر “نحن الموقعون الشيوخ الروحيون المسلمون العلويون، دحضا لما يشاع عن أن المسلمين العلويين غير مسلمين، وبعد التداول بالرأي والرجوع إلى النصوص الشرعية، قررنا البندين التاليين: كل علوي فهو مسلم يقول ويعتقد بالشهادتين، ويقيم أركان الإسلام الخمسة. كل علوي لا يعترف بإسلاميته، وينكر أن القرآن الشريف كتابه، وأن محمدا نبيه، فلا يعد بنظر الشرع علويا”.

أذكر بهذه البيانات والتصريحات للتدليل على أجواء ما قبل اللحظة الطائفية، لا يهمني كثيرا إن كان العلويون مسلمين أو غير مسلمين، فليعبدوا من شاؤوا كيف شاؤوا، ما يهمني أنهم جزء أصيل وراسخ في المنطقة ومنها، ولا بد من التمسك بوجودهم واحتواء هواجسهم، ولهم فضل لا بد أن ينسب لهم وهو حفظ الحريات الاجتماعية في مجتمعات المسلمين، ولولا وجودهم لكانت بعض مناطق التحضر العربية انقلبت إلى تورا بورا.

تستغل إيران نظرية تحالف الأقليات لضرب النسيج العربي والدولة العربية، وما أقوله هنا، أن الطرف العربي، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، يجب أن يضرب النظرية الإيرانية بتحالفات عابرة للطوائف معزرا قيمة المواطنة في المملكة وفي العالم العربي، وفي ذلك غير مكسب إضافة إلى وأد المشروع الإيراني، أهمه، مثالا لا حصرا، تمدد معنوي عابر للحدود وتوسيع شبكة التحالفات خارج النطاق التقليدي وحفظ التنوع والعروبة والإسلام، وفي هذا استهداف قاطع للمشروع الإرهابي الذي يمثله داعش وأخواته أيضا، والأهم من كل ذلك أن هذا هو الحق، وذلك منطق التعايش والاحترام المتبادل، فلنتوقف عن تسليم محيطنا إلى إيران أو إلى الإرهاب، إسقاط بشار الأسد يبدأ من الطائفة العلوية، هذه مصلحتنا ومصلحتهم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

الاتفاق الإيراني.. قصة الخداع المزدوج

أمير طاهري/الشرق الأوسط/22 كانون الثاني/16

هناك بضع نقاط باتت في منتهى الوضوح في نهاية الأسبوع الذي هيمنت عليه أنباء «الاتفاق التاريخي» بشأن البرنامج النووي الإيراني.

النقطة الأولى هي أن الرأي العام العالمي كان حريصًا على تجاوز هذه المشكلة بأي صورة من الصور. وكان المزاج العام يميل نحو أن العالم يعاني ما يكفي من الصراعات والأزمات، ولم يعد في حاجة إلى أزمة جديدة تنطوي على تفجير نووي في مكان ما.

والنقطة الثانية هي أن الفصيل الموالي لأوباما في واشنطن، ورفيقه، الفصيل الموالي لرفسنجاني في طهران، كانا حريصين أشد الحرص على الخروج بشيء، أي شيء، وقد تمكنا من ذلك فعلا.

إن أوباما يعد تركته الآن في كتابه الجديد المثير للاهتمام حول تاريخه الرئاسي للبلاد. ويأمل فصيل رفسنجاني أن يعزز «الاتفاق» المبرم من مكانته في انتخابات الشهر المقبل.

والنقطة الثالثة هي أن «الاتفاق» لا يحتوي على ما يدعي المروجون له.

جرى التفاوض على الأمر برمته من قبل إيران ووحش دولي معروف باسم مجموعة دول «5+1+ الاتحاد الأوروبي»، والتي لا تتمتع بأي وجود قانوني ولا تملك سلطة التفاوض بالأساس. وذلك هو السبب في أنه بعد ما يقرب من عامين من المفاوضات لم يوقع أي طرف على أي شيء. وخطة العمل المشتركة الشاملة ذات الـ179 صفحة ليست ملزمة لأحد من الناحية القانونية، ولقد وصفها نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنها ليست إلا «قائمة من التدابير الطوعية».

يزعم الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «الاتفاق»، والمعروف في اللغة الفارسية باسم «بارجام»، قد أدى إلى رفع كل العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية. لكن ذلك غير صحيح بالمرة.

إليكم قول السيد عراقجي عن تلك المسألة: «علينا قبول حقيقة أنه لن يتم رفع كل العقوبات عن إيران. بل سوف تُعلق فقط العقوبات ذات الصلة بالقضية النووية».

عبر السنوات الـ36 الماضية كانت إيران خاضعة لست مجموعات من العقوبات ذات الصلة بمجموعة من القضايا، من احتجاز الرهائن والإرهاب، إلى انتهاكات حقوق الإنسان، حتى الغش في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية بطبيعة الحال. تستهدف هذه العقوبات، بطرق مختلفة، الحكومة الإيرانية، والشركات والبنوك الإيرانية الخاصة، وحتى مستوى المواطن الإيراني البسيط.

هناك نسبة خمسة في المائة فقط من مجموع العقوبات موجهة مباشرة للقضية النووية، وبالتالي فهي مغطاة من قبل «الاتفاق». وما لا يقل عن 45 في المائة من مجموع العقوبات لا علاقة له بالقضية النووية، ولن يتأثر بأي طريقة من الطرق بالاتفاق المبرم. وهناك نسبة 35 في المائة أخرى مصنفة تحت بند العقوبات «المختلطة»، وهي تتعلق بالقضايا ثنائية الجانب والتي يمكن للزاوية النووية العسكرية أن تكون أحد أضلاعها. وأخيرا، هناك نسبة 15 في المائة المتبقية من العقوبات الخاضعة للمنازعات القانونية حول تعريفاتها. وتقول إيران إن تلك النسبة الأخيرة يجب أن تكون متضمنة في «الاتفاق»، بينما مجموعة دول «5+1+ الاتحاد الأوروبي» تزعم أن هناك قضايا أخرى ذات صلة بتلك العقوبات.

حتى مع إضافة العقوبات المختلطة، فربما نتصور اتخاذ الإجراءات حيال نسبة 40 في المائة فقط من العقوبات. ولكن حتى ذلك الحين، ليس هناك تصور «لإلغاء» أو رفع العقوبات كما يزعم روحاني و«فتيان نيويورك».

وفرارًا من الكذب الصريح المباشر، تجنب روحاني وحاشيته استخدام الكلمات الفارسية الست التي يمكن أن تصف «إلغاء»، أو «إبطال»، أو «رفع» العقوبات. بدلاً من ذلك، عمدوا إلى استخدام كلمات غامضة مبهمة تعطي الانطباع بأن العقوبات، على الرغم من كل شيء، قد رُفعت من دون التصريح بذلك على نحو مباشر. وإليكم بعض تلك الكلمات: «بارشيده» وتعني «طويت»، و«فورورخته» وتعني «انهارت»، وأيضًا «باسا - تحريم» وتعني «ما بعد العقوبات».

تبلغ مدة «الاتفاق» عشر سنوات يمكن تخفيضها إلى ثمان فقط، إذا ما سارت الأمور على ما يرام. ومع ذلك، فهناك جوانب من الاتفاق تمتد حتى 15 إلى 25 عامًا، في بعض الحالات، وقد تُركت غامضة وهو ما قد يعني «للأبد»!

يمكن تعليق العقوبات، خلال ثماني إلى عشر سنوات، ذات الصلة بالقضية النووية، لا إلغاؤها. وبعبارة أخرى، فإن سيف العقوبات المسلط سوف يظل معلقًا فوق رأس إيران.

وبمجرد انقضاء السنوات الثماني أو العشر، يمكن لمجموعة دول «5+1+ الاتحاد الأوروبي» الإعلان عن أن طهران قد نفذت كل «التزاماتها الطوعية». عندئذ فقط، يمكن لعملية رفع العقوبات أن تبدأ من خلال إحالة حزمة العقوبات إلى الأجهزة التشريعية للدول المعنية.

وكمادة للسخرية، وبموجب المادة 23 من خطة العمل المشتركة الشاملة والمادة 21 من الملحق، تعهد الرئيس أوباما بـ«العمل الوثيق» مع الكونغرس الأميركي لرفع العقوبات عن إيران بالكلية. وحيث إن أوباما لن يستمر في رئاسة البلاد لأكثر من عام قادم، فذلك التعهد يمكن اعتباره من قبيل «ذهب الحمقى» الأميركي لإيران.

في غضون ذلك، يمكن للشركاء الأميركيين والأوروبيين تعليق العقوبات. ويمكن لأوباما ذلك من خلال الأوامر التنفيذية للفترات المتعاقبة لـ90، و120، و180 يوما، وقد قام بذلك فعليا في عدد من المجالات. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن مدى «تعليق العقوبات» تُقرره بروكسل بناء على اقتراح من الدول الأعضاء.

إن كل ما حصلت عليه إيران هو تخفيف محدود للعقوبات الدولية. وذلك موضع ترحيب لأنه يسمح لإيران بالبدء في استخدام بعض من أموالها لتلبية الاحتياجات الضرورية الداخلية، مثل سداد الرواتب المتأخرة للمدرسين، وعمال النفط، وفي بعض الحالات الجيش أيضًا. كما سوف تتمكن إيران أيضًا من البدء في مفاوضات مع بعض الدول، مثل الصين والهند واليابان والبرازيل، وهي الدول المدينة لإيران بأموال النفط الذي ابتاعته منها لكنها ترفض حتى الآن سداد قيمته تحت ذريعة تطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن العقوبات الدولية. ومع تعليق العقوبات يمكن لإيران أيضًا محاولة استعادة جزء على الأقل من السوق النفطية التي فقدتها عبر سنوات من العقوبات.

يمثل «الاتفاق» ميزة أخرى جيدة بالنسبة لإيران؛ فهو يخفف من صورتها كدولة مارقة، ويفتح إمكانية رفع اسمها نهائيا من على قائمة الدول الراعية للإرهاب.

ومع ذلك، وحتى تتمكن إيران من إنفاق أموالها، عليها قبول ترتيبات مهينة، تلك التي تضع جزءًا كبيرًا من اقتصاد البلاد تحت إشراف دولي فعال (أو ما يُطلق عليه بالفرنسية: حق المتابعة والاطلاع) من قبل مجموعة دول «5+1+ الاتحاد الأوروبي».

يجري الإفراج عن الأصول المجمدة خلال شرائح محددة من قبل ما يُعرف بـ«لجنة تنفيذ». وهي تتألف من الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي (ورجل إيران في هذه اللجنة هو عباس عراقجي). ولاتخاذ القرار، بما في ذلك إعادة تطبيق العقوبات أو إلغاء تجميد شريحة من شرائح الأموال الإيرانية، تحتاج اللجنة المذكورة إلى خمسة أصوات على الأقل.

كما يتعين على اللجنة أيضًا التأكد من أن إيران لن تنفق الأموال المفرج عنها في تمويل الجماعات الإرهابية أو تمويل المغامرات الإيرانية الخارجية.

واستخدام الخدعة المعروفة باسم «مخاوف الاستخدام المزدوج» يمنح اللجنة حق النقض (فيتو) على جزء من التجارة والتنمية الصناعية الإيرانية. وأي خطة يشتبه في انطوائها على استخدامات مدنية وعسكرية مزدوجة، أو ذات صلة بالبرنامج النووي، يمكن نقضها فورًا. حتى إذا تمكنت روسيا والصين، اللتان تعتبران متعاطفتين مع طهران، من الانشقاق عن الولايات المتحدة وحلفائها، فلن تكون لهما الأصوات الكافية لتخفيف حدة الوصاية المفروضة على إيران.

لم تكن إيران بمفردها من حيث الحصول على أقل القليل وبذل الكثير، كما يزعم الرئيس روحاني و«فتيان نيويورك».

كان أوباما هو الآخر مقتصدًا مع الحقيقة بعض الشيء. فالاتفاق النووي لم يُغلق كل المسارات في وجه حصول إيران على السلاح النووي، كما يزعم أوباما ويتفاخر. فهناك مساران رئيسيان، من خلال تخصيب اليورانيوم ومعالجة البلوتونيوم، لا يزالان مفتوحين بالنسبة لإيران. والشيء الوحيد الذي تحقق هو تجميد المشروع الإيراني لعشر سنوات أو نحوها عند مستواه الحالي، وهو يعني ابتعاد إيران مسافة عام واحد عن مقدرة بناء القنبلة النووية. وحيث إنني على يقين من أن الملالي لا يرغبون في بناء القنبلة في الوقت الراهن، عن أي وقت مضى، فإن تأخير السنوات العشر هو «ذهب الحمقى» الإيراني للولايات المتحدة الذي يسددون به «ذهب الحمقى» الأميركي لإيران.