المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 شباط/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february08.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان

يا إخوَتِي، نَحْنُ سُفَرَاءُ ٱلمَسِيح، وكَأَنَّ ٱللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تجمع وطني موسع معارض/الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية في معاني وعّبر عجيبة عرس قانا وفي وجدانيات الصوم المبارك

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكولونيل شربل بركات: خميس السكارى وأحد المرفع/الكولونيل شربل بركات: عيد دخول المسيح إلى الهيكل

حزب الله ينعي 7 من عناصره بينهم قيادي ومصور حربي

حزب الله» لحلفائه: لسنا مستعجلين لحسم ملف الرئاسة والوقت لمصلحتنا/القزي لـ «السياسة»: مصير لبنان بات مهدداً فعلياً

لبنان يحتفل غداً بعيد مار مارون بلا رئيس الخازن: الدولة لا تكتمل إلا بانتخابه

الحريري وجعجع تسرّعا في ترشيح رُكنين في 8 آذار "الجنرال" لن يصير رئيساً إلا بأصوات "المستقبل" وليس "القوات"/ايلي الحاج/النهار

الجيش: تفكيك عبوتين معدتين للتفجير في طرابلس والتحقيق جار لكشف الفاعلين

الحريري استقبل في الرياض سعيد والشعار وعريمط والسيد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 7/2/2016

الراعي وقع على علم لبنان تضامنا مع حقوق الدفاع المدني

حزب الله متمسك بتعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان

الرئيس سليمان متوجها الى المرشحين للرئاسة: انا نازل عالجلسة تا انتخبك انت شو عامل؟

المكتب الاعلامي لفرنجيه: اي كلام صدر او سيصدر عن مقربين عار من الصحة ولا صلة له بالحقيقية

عدوان: الرئاسة مؤجلة الى حين اقناع فرنجية بالإنسحاب… ونحن امام فراغ مستمر

عون: حزب الله يدافع عن الحدود لأن الجيش لم يكتمل عتادا وعددا

لماذا يختار حزب الله المسيحيين والنساء لتبييض أمواله؟

سامي الجميل: لن نصوّت لأي من المرشحين

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

والدة يعقوب: لا ترموا شرفاء الطائفة بحجارتكم وبيوتكم من زجاج

قاووق: هزيمة المشروع التكفيري في سوريا ضرورة استراتيجية لحماية لبنان

 قاسم هاشم: تطورات ملف الرئاسة لم تساعد بإنهاء الفراغ والتعطيل

 نعيم قاسم: رمي التهم على الآخرين بالتعطيل لا تنتج رئيسا والإنجازات في سوريا ستتالى

مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان: من يحاول تعطيل الاستحقاق الرئاسي يساعد على تدمير الدولة

طلال المرعبي: لماذا لا تمارس اللعبة الديموقراطية ويفوز من يفوز؟

كنعان: عون أصبح بعد اتفاق معراب المرشح الميثاقي الوحيد للرئاسة

رئيس قبرص في قداس عيد مار مارون: نتمنى إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية في أوروبا وإحلال السلام في الشرق

الراعي: لا يمكن ملء الفراغ الرئاسي بدون رجالات سياسة ودولة يدركون أن لبنان أكبر منهم ولا يحق لأحد رهنه لحساباته

الراعي: ننادي مجددا الكتل السياسية التي تعطل انتخاب رئيس بأن يحزموا أمرهم لان البلاد في طريق الانهيار

الاجتماع السنوي لهيئة "لقاء مسيحيّي المشرق" ناقش أوضاع المنطقة وآفاق المستقبل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ملامح اتفاق سري جديد بين دمشق وموسكو يشمل توسيع الدور الروسي

أردوغان يخيِّر واشنطن بين تركيا وأكراد سورية

الإمارات: مستعدون لإرسال قوات برية إلى سورية

افتتاح ممثلية لأكراد سورية في موسكو الأربعاء المقبل

المعارضة في ريف حلب الشمالي بين فكي كماشة جيش النظام والمقاتلين الأكراد وتركيا مستعدة لفتح حدودها أمام آلاف السوريين إذا كان ذلك ضرورياً

وفاة أنيسة مخلوف والدة بشار الأسد أوصلت أسرتها لمواقع القرار

تقرير يكشف فساداً بمليارات الدولارات خلال حكم المالكي

مؤتمر في بيروت يدعو إلى وقف اضطهاد الأحوازيين العرب في إيران

الشباب والنساء في إيران بدأوا يفقدون أملهم بروحاني بسبب عجزه عن تنفيذ وعوده بالإصلاح وتحسين الحريات/الرئيس استنفد رصيده لدى المرشد ولم يترك شيئاً للتحرك في الداخل

الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل إلى وقف هدم منازل الفلسطينيين

مسيحيو بغداد يتهمون الحشد الشعبي بالاستيلاء على أملاكهم

بان كي مون يطلب من كوريا الشمالية التوقف عن افعالها الاستفزازية

إيران: لن نرسل المزيد من قواتنا إلى سوريا

أردوغان: سنفتح الحدود للسوريين إذا كان ذلك ضرورياً

أضخم مناورة برية سعودية وإيران ترد بـ «ولاية 94»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما دام نصرالله لا يريد رئيساً "يكسر أحداً" لماذا لا يُصار إلى رئيس توافقي/اميل خوري/النهار

لبنان في ميونيخ: تداعيات الأزمة السورية سلام يتناول الأمن وباسيل اللاجئين/خليل فليحان/النهار

أميركا تبحث عن رئيس… ولبنان/علي بردى/النهار

حزب الله يخشى أسراه/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

رئيس مجلس النواب اللبناني فريد مكاري للشرق الأوسط: دور إيران «سلبي جدا» وحافزه التراجع الأميركي/هدف {حزب الله} تعديل الدستور/سمير جعجع أنهى قوى 14 آذار بعد أن عجز عن تزعمها

سيغريد كاغ المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان لـ"النهار": نخشى اعتياد العالم على لبنان بلا رئيس للجمهورية الاستقرار ليس أمراً مسلّماً به مع وجود نقاط ضعف خطيرة تحت السطح

عبثية السجال حول من يقرّر في الموضوع الرئاسي/وسام سعادة/المستقبل

عون والضاهر: من مرحلة «الفجور» إلى مرحلة «التآخي»… قراءة في التصريحات/بتول الحسيني/جنوبية

الشيخ مرعب: لهذه الأسباب لا نكفر داعش والنصرة رغم ضلالهما/نسرين مرعب/جنوبية

هكذا صمد الأردن وانهار لبنان في مواجهة الاستبداد العربي/الدكتور محمد علي مقلد/جنوبية

من «ثورة» تجاوزها الواقع إلى حركة التحرر الوطني/وسام سعادة/القدس

وليد المعلم وصناديقه الخشبية المهترئة/داود البصري/السياسة

معنى عودة محمد السادس إلى العيون/خيرالله خيرالله /العرب

«داعش» والضربة القاضية/ غسان شربل/الحياة

هل يستسلم أردوغان وشركاؤه لرفع أيديهم عن سورية/جورج سمعان/الحياة

الحلقة المفقودة في «جنيف ـ 3»/خيرالله خيرالله/المستقبل

الإسلاموفوبيا: من المسؤول؟/محمد السمّاك/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان

إنجيل القدّيس متّى06/من16حتى21/: ""قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ، لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك. لا تَكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا على الأَرْض، حَيْثُ العُثُّ والسُّوسُ يُفْسِدَان، وحَيْثُ اللُّصُوصُ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون، بَلِ ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلبُكَ".

 

يا إخوَتِي، نَحْنُ سُفَرَاءُ ٱلمَسِيح، وكَأَنَّ ٱللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا

"رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس05/من21حتى22/06/مخ01حتى07/: "يا إخوَتِي، نَحْنُ سُفَرَاءُ ٱلمَسِيح، وكَأَنَّ ٱللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِٱسْمِ المَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ ٱلله! إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الخَطِيئَة، جَعَلَهُ ٱللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ ٱلله. وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ ٱللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛ لأَنَّهُ يَقُول: «في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ». فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ ٱلخَلاص. فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم. بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات،

في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم، وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء، في كَلِمَةِ الحَقّ، وقُوَّةِ ٱلله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تجمع وطني موسع معارض

الياس بجاني/07 شباط/16

مع خلق تجمع وطني موسع معارض لإستسلام القوات وعون  والمستقبل وغيرهما من الأحزاب لإحتلال حزب الله وهيمنته على لبنان على قاعدة لنا الأمن والحكم والقرار ولكم التجارة كما كان الحال للأسف في زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية في معاني وعّبر عجيبة عرس قانا وفي وجدانيات الصوم المبارك

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/07/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-2/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تأملات إيمانية في معاني وعّبر عجيبة عرس قانا وفي وجدانيات الصوم المبارك/07 شباط/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20cana%20wedding%20new.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية في معاني وعّبر عجيبة عرس قانا وفي وجدانيات الصوم المبارك/07 شباط/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20cana%20wedding%20new.mp3

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكولونيل شربل بركات: خميس السكارى وأحد المرفع/الكولونيل شربل بركات: عيد دخول المسيح إلى الهيكل

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/07/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%AE%D9%85%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%89-%D9%88%D8%A3%D8%AD/

خميس السكارى وأحد المرفع

الكولونيل شربل بركات/07 شباط/16

في تراثنا الموروث تقاليد ومناسبات لا نزال نتبعها وهي محطات اجتماعية نحتفل بها بكل بساطة وتبقى لنا مثالا على ما في الحياة من ملذات وصعوبات، أفراح نستغلها، وأحزان نتحملها، بكل أيمان واتكال على الله الذي بارك كل شيء وسمح بأن نتعرف على الخير والشر فنختبر هذا وذاك ونتأمل بالفارق بينهما لنقدّر العطاء في حينه ونتحمّل الشقاء الذي لا يمكن التهرب منه أحيانا كثيرة.

هذا الأسبوع هو اسبوع المرفع وهو الأسبوع الأخير قبل بداية الصوم الكبير الذي يبدأ باثنين الرماد ليذكّرنا بأننا "من التراب وإليه نعود". وخلال هذا الصوم نمتنع عن كثير من الملذات في المأكل والمشرب، ونحاول التقشف ما استطعنا للتكفير عن الخطايا والذنوب التي اقترفنا. وفيه نتأمل بالدنيا ومشاكلها ونحاول اتبّاع قواعد الإيمان في علاقاتنا بالقريب فنسهم، على قدر الامكان، برفع المعاناة عن من حولنا؛ إن بالعطاء للمحتاج أو بتفقّد المريض والمعاني تيمنا بما قاله لنا الرب "عدتموني وأنا مريض أطعمتموني وأنا جائع..."

ولكن وقبل أن نبدأ رحلة التأمل بالمآسي نودّع في هذا الأسبوع الملذات ومنها المآكل التي سننقطع عنها والمشروب الذي سيرتفع عن الموائد، ومن هنا وبما أن يوم الخميس كان يوما يجتمع فيه الكبار ويسهرون في أحد بيوت "الشلة"حيث تزين المائدة ببعض أصناف اللحوم وبالطبع يحضر كل واحد "بطحته" للمشاركة بشرب كأس ينسي هموم الأسبوع، يعتبر خميس المرفع "خميس السكارى" أي آخر خميس تجتمع فيه "الشلة" ويشرب فيه الخمر قبل أن ينتهي زمن الصوم بقيامة المسيح وتجديد الحياة بجميع حوانبها. وليس من المعيب ابدا أن يسمي هذا اليوم "خميس السكارى" ولا هو من تراثنا أن نشرب حتى السكر فنحن نعرف كيف نشرب للتمتع بلذة الشرب ولكننا لا نكثر منه لألا نفقد سيطرتنا على الأمور فمن يكون حرم الخمر قد لا يعرف الكمية التي يمكنه تناولها والمشروب ليس بحد ذاته لذة ولا هدف ولكنه يسهم بعض الشيء في خلق جو من الفرح أما الاكثار منه فيخلق جوا مكدرا ينتهي دوما بالتصرف الغير موزون وأحيانا الغير لائق وهو لم يكن مرة من شيمنا. ونحن هنا لا ندعو الناس إلى الشرب ولكننا نفسر تقليدا من تقاليدنا نفتخر به ونتعجب ممن يحاول بذمية تغيير الأسم إلى "خميس الذكارى" أو ما شابه وكأنه يخاف أن ينسب إليه شرب المسكر وهو حر ولكننا لا نتنكر لتراثنا ولا لتقاليدنا ولا نستحي بما نقوم به لأننا نعرف حدود اللياقة والمسؤولية المترتبة على كل تصرف. فحانات الشرب والبارات ليست من تراثنا ولا الشرب حتى الثمالة من عوائدنا فنحن نحضر العرق والنبيذ في بيوتنا ونشرب منه في المناسبات ما يكفي لخلق جو من الفرح ولكننا لا نفرط فمثلنا العامي يقول "كل ما زاد عن حده نقص".

أما الأحد آخر ايام المرفع فقد كانت البلدة كلها تجتمع على البيادر بعد القداس أذا كان الطقس مقبول وتحضر كل عائلة ما لذّ وطاب من مآكل المرفع وخاصة قراص الكبة والسنبوسك وما تبقى من لحم المرفعية للشوي وغيرها ويفرح الصغار والكبار بالألعاب والدبكة وتدور حلقات الشعر والتباري بالقول وينتهي النهار بأن يلبس "ماعوص" ثيابا وكأنه شخص ثم يقوم الندابة بالنوح عليه وتودعه البلدة كلها كعزيز يغادر إلى السنة القادمة وينتهي كل ما يتعلق بالمرفع استعدادا لبدء الصوم الكبير. ومن الجدير بالذكر أن ما يقوم به جماعة اميركا اللاتينية ويسمونه "Carnival" هو مشابه نوعا ما لفكرة وداع المرفع ودفنه في عين إبل.

 

عيد دخول المسيح إلى الهيكل

الكولونيل شربل بركات/07 شباط/16

صادف أمس عيد دخول المسيح إلى الهيكل وهو من الأعياد المهمة في تراثنا حيث يرتبط الطقس في الأربعين يوم التي تلي بما يكون عليه في هذا اليوم. وهذه السنة كان الطقس في كندا مقبولا فهل يمكن الاعتماد على عيدنا أم أنه يصدق فقط في لبنان؟ في كندا يخرج في هذه الفترة حيوان من القوارض من جحره ليستطلع الطقس، على ما يبدو، ويعود إلى الجحر وينتظر الناس خروجه وتتناقله وسائل الاعلام لأنه أيضا ينبئ بشكل ما عن الطقس فإذا ما راى خياله يعني أن الشتاء قصير هذه السنة. وتجدر المقارنة بين حال الطقس في كندا بالنسبة إلى الطريقتين ومعرفة إذا كان هناك من تناغم.

وبالعودة إلى لبنان وخاصة في قرانا الجبلية حيث يعتمد الفلاح كثيرا على حال الطقس في هذا العيد لأن شباط أصلا "كيف ما شبط ولبط ريحة الصيف فيه" فكم بالحري إذا كانت الأربعين يوم التي ستلي هذا العيد ستكون بالأغلب ناشفة مثلا؟ عندها يتوجب على الفلاح تحضير العدة للبدء بعملية الكسار لأن الأرض تحتاج إلى التهويئة ومخالفة الشقاق الذي جرى في الخريف تحضيرا لاستقبال أكبر كمية من المطر والمحافظة عليها داخل التربة أما بعد توقف المطر فيجب أن تغلق الأرض وينعّم التراب للمحافظة على الرطوبة ومنع التبخر بقدر الامكان. وإذا ما حسبنا الأربعين يوم بعد عيد دخول المسيح إلى الهيكل فإننا بدون شك سوف ندخل الربيع الذي يبدأ في 22 آذار ولا يعني أبدأ أنه لن يكون هناك أياما ماطرة أو باردة أو حتى مثلجة ولكن أغلبية الأيام تتبع عادة طقس هذا العيد.

وفي تراثنا اللبناني وخاصة الماروني هناك ثلاثة يمكن أن يبيضوا لحاهم أي أن يتساقط الثلج في أعيادهم وهم على التوالي أنطون وشمعون ومارون. الأول هو عيد ما أنطونيوس الكبير أب الرهبان ويكون أولهم ويقع عادة في كانون الثاني ثم يأتي عيد دخول المسيح إلى الهيكل وفيه يحمل سمعان الشيخ (شمعون) الطفل ويتنبأ بخلاص البشرية. وأخيرا عيد مار مارون الذي يقع في التاسع من شباط وهو يوم العطلة الوحيد بينهم. وكنا صغارا ننتظر بفارغ الصبر هذه الأعياد ونتمنى تساقط الثلج لنلعب ونأخذ يوم فرصة غير محسوبة ولكن لم يكن دوما حساب الحقلة على حساب البيدر فالثلج لا يحقق في كل مرة أماني الصغار.

في كندا وعلى غير عادة لم يتساقط الثلج بكثرة هذه السنة بعد وهذا لا يعني أننا لم نشهد عواصف ثلجية ولكنها كانت حتى الآن سنة مقبولة من ناحية كمية الثلوج ودرجات الحرارة. وشهد لبنان بعض الثلوج خلال هذه الفترة ولا نعلم كيف كان الطقس في يوم العيد فهل هناك المزيد من العواصف الثلجية وبالتالي المزيد من الخير والمياه الجوفية أم أن شمعون صيّف باكرا وقريء السلام على الأمل بموسم يغني عن الشح؟

 

حزب الله ينعي 7 من عناصره بينهم قيادي ومصور حربي

الحدث نيوز/2016 - شباط – 07/نعى "حزب الله" 6 من عناصره هم حيدر مرعي وهو قيادي عسكري كان يستلم مهام ميدانية وخمسة آخرين هم: علاء خيرالله نون من بلدة الحويك، حيدر فريز مرعي وحسين حسن جواد من بلدة مشغرة في البقاع الغربي وعلي موسى نصور من بلدة برج البراجنة بالاضافة إلى علي احمد صبرا من بلدة القنطرة الجنوبية. وفي السياق نفسه، نعى الإعلام الحربي في سوريا الشهيد المصور علي يوسف داشو (سوري الجنسية) الذي قضى أثناء تغطية المعارك في بلدة رتيان في ريف حلب الشمالي.

 

«حزب الله» لحلفائه: لسنا مستعجلين لحسم ملف الرئاسة والوقت لمصلحتنا/القزي لـ «السياسة»: مصير لبنان بات مهدداً فعلياً

بيروت – «السياسة08/02/16/»:علمت «السياسة» أن قيادة «حزب الله» أبلغت حلفاءها في لبنان أنها غير مستعجلة لبت ملف الاستحقاق الرئاسي، طالما لا يزال هناك من يعترض على انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، باعتبار ان عامل الوقت يسير لمصلحة فريق «8 آذار» تبعاً للظروف الداخلية والاقليمية، وبالتالي فإن حالة الانتظار القائمة ستكون لمصلحة انتخاب عون في مرحلة لاحقة طالما أن الفريق الآخر غير قادر على إجراء تغيير في المشهد السياسي القائم وهذا ما يتطلب بقاء الأمور على ما هي عليه، خاصة بعد التطورات الميدانية العسكرية في سورية التي تصب في مصلحة النظام. ويعتقد الحزب أن هذه التطورات ستترك انعكاساتها على الأوضاع في لبنان، وتحديداً بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية التي لن تكون في نهاية المطاف إلا لمصلحة عون، بعدما يقتنع الجميع بأنه الأحق من غيره في الوصول الى إلرئاسة الاولى. وأشارت المعلومات الى أن «حزب الله» أبلغ حلفاءه ان مصلحة قوى «8 آذار» تكمن في وصول عون إلى رئاسة الجمهورية وتالياً ليس هناك مجال للبحث في أي رئيس توافقي، وإنما هناك تشديد أكثر من أي وقت مضى على ضرورة ان يكون الرئيس من «الفريق الممانع» الذي يحفظ للمقاومة دورها وسلاحها في المرحلة المقبلة. وفي ظل إصرار الحزب على «تعيين» عون رئيساً، يتوقع أن تنضم جلسة الانتخاب الـ35 المقررة اليوم إلى سابقاتها لجهة عدم اكتمال النصاب، في حين أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن كتلته النيابية ستحضر جلسة الانتخاب لكنه استبعد اكتمال النصاب، فيما شدد رئيس الحكومة تمام سلام على ضرورة السعي لانتخاب رئيس للجمهورية «إذا اردنا الحفاظ على النظام»، مشككا في ان تكون كل الاطراف حريصة على بقاء النظام اللبناني الديمقراطي. وفي هذا الاطار، أكد وزير العمل سجعان القزي لـ»السياسة» ان معادلة «حزب الله» إما عون رئيساً وإما لا رئيس في لبنان «لا تدمر الحياة الديمقراطية فقط، بل انها تدمر الدولة اللبنانية لأن الإمعان في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية أصبح جزءا من مشروع ابعد من تعطيل المؤسسات الدستورية ليبلغ حد اعادة النظر بالكيان اللبناني وهذا امر خطير للغاية وسبق ان حذرنا منه، لكن في الاشهر الماضية لم يأخذ البعض هذا التحذير في محله واليوم بات واضحاً ان المسألة ليست مسألة مرشحين، وياليت النائب عون المرشح الاساسي لـ»حزب الله» وانما هو المرشح الذي يريد الحزب من خلاله تعطيل انتخابات الرئاسة». واضاف القزي انه «حان الوقت لأن نقول الامور بصراحة ووضوح بأن مصير لبنان بات مهدداً فعلياً أكثر من اي مرة منذ سنة 1920 وحتى اليوم»، لافتاً إلى أن البعض يراهن على التطورات في سورية والعراق واليمن وغيرها. وحذر من أن هذا الرهان مدمر للبنان ومن شأنه ان يلحق البلد بمنظومة التغييرات الحدودية والكيانية اي في ما يتعلق بالخريطة الجديدة للشرق الاوسط، مشدداً على أن الامور بلغت حداً لا يمكن السكوت عنه، وعلى القيادات اللبنانية التي تحرص على الكيان اللبناني ان تلتقي في ما بينها وتوجه نداء الى المجتمع الدولي لإنقاذ الجمهورية اللبنانية.

 

لبنان يحتفل غداً بعيد مار مارون بلا رئيس الخازن: الدولة لا تكتمل إلا بانتخابه

8 شباط 2016النهار/يحتفل لبنان الشعبي والرسمي غداً الثلثاء بعيد القديس مارون، وإلى العطلة الرسمية تقام قداديس في كل الكنائس والأديار، كذلك يقام احتفال رسمي في كنيسة مار مارون في الجميزة، الحادية عشرة قبل الظهر، يترأسه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ويحضره رسميون في غياب رئيس للجمهورية بسبب عدم انتخاب رئيس للسنة الثانية. وأسف رئيس"المجلس العام الماروني" الوزير السابق وديع الخازن لغياب رئيس للجمهورية عن القداس الرسمي متمنياً "عودة الصواب إلى أهميّة استعادة الدولة برمزها الموحِّد للوطن". وقال:"يحلّ عيد مار مارون، شفيع طائفتنا المارونية، للسنة الثانية في غياب راعي هذه المناسبة رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي عجزنا حتى الآن عن انتخابه. وعلى رغم هذا الإحباط الفاضح للميثاق والدستور نظل مراهنين على إنجاز الإستحقاق الرئاسي لأنه يؤمّن عودة الرمز الموحِّد للبلاد، والذي لا يمكن أن تكتمل وتنتظم الدولة إلاّ بانتخابه. وإذا باءت المحاولات الماضية بالفشل لاعتبارات خارجية عرقلت الداخل عن سداد حق الموارنة في الشراكة الوطنية، فإنها اليوم تقترب من حركة إلتفافية حوله من خلال المصالحات المارونية أولاً، ومن غيرة شركائنا في الوطن على أهمية العودة إلى صواب الحكم لأنه الملاذ المعبّر عن الحضور المسيحي في لبنان ومشرقه العربي وعالمه الأوسع".

 

الحريري وجعجع تسرّعا في ترشيح رُكنين في 8 آذار "الجنرال" لن يصير رئيساً إلا بأصوات "المستقبل" وليس "القوات"

 ايلي الحاج/النهار/8 شباط 2016

إذا صحت الأنباء عن دخول قوات عربية وإسلامية إلى سوريا في الأسابيع المقبلة تحت لافتة إنهاء "داعش"، فسيتبين للرئيس سعد الحريري كما للدكتور سمير جعجع أنهما استعجلا على التوالي رفع راية الإستسلام لقوى 8 آذار بترشيح كل من الركنين فيها النائب سليمان فرنجيه والجنرال ميشال عون لأعلى موقع في الدولة كي يستعيد فيه ومعه سائر اللبنانيين ولاية الرئيس إميل لحود، مع بعض "روتوش" لزوم انطلاقة العهد الجديد.

صحيح أن فرنجيه قدم نفسه تلفزيونياً بصورة وصوت ألطف من قبل، لكنه سرعان ما عاد إلى النبش في دفاتر الماضي مذكراً بحادثة إهدن التي مضى عليها 38 عاماً واعتقد الناس أن اللقاءات الرباعية التي جمعته في بكركي مع جعجع بمباركة البطريرك الماروني، وكذلك اجتماعات التنسيق الموضعي بين "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" قد كرست طي صفحتها السوداء، ولا سيما أن صداقة كانت قد جمعت بين فرنجيه والوزير السابق الراحل إيلي حبيقة، رغم أن مسؤوليته في تلك الحقبة لم تكن تقل عن مسؤولية جعجع الذي أصيب في تلك الحادثة بظروف بات يدركها الجميع، كما أن فرنجيه عفا وساعد ولا يزال أحد الأشخاص الذين دخلوا القصر. لا شك بعد حديث فرنجيه للصحافيين والإعلاميين في بيت الخشب الجميل في بنشعي أن جعجع ازداد يقيناً بأنه كان على حق عندما تصدّى بقوة لترشيح حليفه الحريري لفرنجيه على أنه في النهاية شقيق بشار الأسد كما يقول هو نفسه. بشار الذي يتهمه الحريري بقتل والده ورفاق والده. وإذا كان من ضمانات حصل عليها رئيس "المستقبل" لحليفه (السابق) الدكتور جعجع و"قواته" من فرنجيه، كما تردد في الكواليس خلال تلك المرحلة، فالجواب الجاهز عليها كان في معراب هو السؤال عمّن يضمن الحريري و"المستقبل" في ظل رئاسة فرنجيه، إذا صار رئيساً، وهل يُنسى يوم الإستقالة الشهيرة التي أسقطت حكومته المُتّفق على عدم إسقاطها وهو على باب البيت الأبيض في 11 شباط 2011؟

ولكم كان داعياً للتأمل مدى التأييد والإعجاب الكبيرين اللذين حازهما رئيس "القوات" بين المسلمين السُنّة، وحتى ضمن كوادر "المستقبل" خلال أيام قليلة بعد ترشيح الحريري لفرنجيه، وذلك لرفضه الإذعان للأمر الواقع، متمسكاً بمبادىء 14 آذار و"لبنان أولاً" فيما غيره يفرط بها. كان شديد الشبه جعجع آنذاك بصورة له (رفعها رجل الأعمال الزحلي ابرهيم الصقر بتوقيعه) عليها شعار "رجل مبدأ". سرعان ما تراجعت هذه الصورة، وتلاشى إعجاب المسلمين السُنَة عندما استدار استدارة كاملة في الزمان والمكان، ونزلت صور له علقت في القلوب والعقول، في عكار وطرابلس والضنية وصيدا والإقليم والبقاع ما أن استقبل في معراب الجنرال عون وصحبه معلناً تأييد ترشيحه للرئاسة وفقاً لعشرة بنود تماثل بياناً وزارياً غير محدد الملامح، لا سيما في ما يتعلق بسلاح "حزب الله" والسيادة اللبنانية والتورط في الحرب السورية. ولم يكذب الجنرال عون الظنون في أن شيئاً لم يتغيّر عنده بعد إعلان تحالفه مع "القوات" تحالفاً سعى طرفاه إلى إسباغ طابع قداسة عليه بتركيزهم على أنه "مصالحة مسيحية" تؤهلهما فوراً للتحدث باسم 80 في المئة من المسيحيين، بعدما كان "التيار العوني" يزعم أنه يمثل 70 في المئة منهم، وعلى غرار فرنجيه الذي نزع عنه ماكياج سياسياً وضعه موقتاً لزوم الحاجة، فاجأ الجنرال عون "القواتيين" وغيرهم بحديث إلى "المنار" وموقع "العهد" في الذكرى العاشرة لتوقيع "ورقة التفاهم" مع "حزب الله"، أعلن خلاله استمرار تأييده لسلاح هذا الحزب ما دامت إسرائيل موجودة، وقال إنه والسيد حسن نصرالله شخص واحد، يتصرفان بالطريقة نفسها حتى من دون تشاور في ما بينهما، ويؤمنان بالمضمون نفسه لسيادة الشعب والوطن. إلى آخره.

خلاصتها أن الإثنين الحريري وجعجع تسرّعا وتفردا ووصلا إلى المأزق نفسه لنقص غير مبرر في المعطيات لدى كل منهما. لو كان رئيس "المستقبل" يعرف حليفه رئيس "القوات" حقاً لما خطر بباله أن يفرض عليه النائب فرنجيه رئيساً للجمهورية ولتحسّب على الأقل لما سيكون رد فعل جعجع. والحال أنه كان غريباً أن قريبين من الحريري كانوا قبل نحو ساعتين من "لقاء معراب" يؤكدون أنه لن يرشح عون فهذا مستحيل في حساباتهم. أما جعجع فاعتقد أنه بترشيح عون يتخلص من خيال خصم لن يتردد على الأرجح في محاولة تقليص حجم "القوات" إلى نائبين في بشري، ولكن من قال إن "التيار العوني" لن يفعل الأمر نفسه إذا وصل زعيمه إلى الرئاسة، ولن يصل إلا بتفاهم السُنّة والشيعة ممثلين بـ"تيار المستقبل" و"حزب الله" وليس بأصوات نواب "القوات"؟ وهل سيستطيع "الحكيم" أن يقيم القيامة ويقعدها كما فعل سابقاً إذا قرر الحريري- بفعل "حَشرة سياسية" ما - أن يعقد تفاهماً مع الجنرال عون يباركه "حزب الله" ويأخذه أكثر في الإعتبار؟

 

الجيش: تفكيك عبوتين معدتين للتفجير في طرابلس والتحقيق جار لكشف الفاعلين

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بتاريخه الساعة 12,00، وعلى أثر توافر معلومات عن وجود جسمين مشبوهين داخل مستودع بناية دالاتي في محلة ساحة النجمة - طرابلس. فرضت قوى الجيش طوقا أمنيا حول المكان وقامت بإخلاء المدنيين من المبنى المذكور والمباني المجاورة له. كما حضر الخبير العسكري المختص وكشف على الجسمين المذكورين، فتبين أنهما عبارة عن عبوتين معدتين للتفجير، الأولى مصنعة يدويا وهي مؤلفة من 3 أنابيب محشوة بحوالى 1,5 كلغ من المتفجرات وموصولة بصاعق وفتيل إشعال بطيء. والثانية، عبارة عن قارورة غاز تحتوي على 10 كلغ من المواد المتفجرة، موصولة بفتيل وصاعق كهربائي وتعمل بواسطة جهاز تفجير عن بعد. وقد قام الخبير العسكري بتفكيك العبوتين ونقلهما الى مكان آمن. وبوشر التحقيق في الموضوع لكشف هوية الفاعلين باشراف القضاء المختص".

 

الحريري استقبل في الرياض سعيد والشعار وعريمط والسيد

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري اليوم، في دارته في الرياض، المنسق العام ل"قوى 14 آذار" الدكتور فارس سعيد، وعرض معه الأوضاع العامة. كما التقى الحريري كلا من مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار والشيخ خلدون عريمط والدكتور رضوان السيد.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 7/2/2016

الأحد 07 شباط 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عشية انعقاد الجلسة الخامسة والثلاثين لمحاولة انتخاب رئيس لجمهورية لبنان، لا مؤشرات على اكتمال نصابها، ومصير جلسة الغد لن يكون أفضل من سابقاتها.

رئيس مجلس النواب نبيه بري استبعد اكتمال النصاب في الجلسة البرلمانية، وقال: لا جديد في هذا الشأن، ولينزل المرشحون الثلاثة إلى المجلس. أما رئيس مجلس الوزراء تمام سلام فقد لفت إلى أن الصراع السياسي في لبنان، يضعف الدولة ويمهد لدويلات صغيرة في داخله.

أما "حزب الله" فكان قد أكد من الرابية مقاطعة الجلسة، إلى حين توافر الظروف الملائمة لتأمين النصاب، لإنتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية.

ومن بكركي، البطريرك الراعي توجه في عظة الأحد إلى الكتل النيابية بالقول: إحزموا أمركم بسرعة، لأن البلد في طريق الانهيار.

النائبة بهية الحريري من جهتها، أكدت أن ملء الشغور الرئاسي "سيبقى أولوية بالنسبة إلينا، لأنه مهما تحقق سيبقى هناك خلل كبير إذا بقيت الدولة بلا رأس". كلامها ورد قبيل جلسة غد، وكذلك قبل أسبوع من ذكرى الرابع عشر من شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، والتي ستحمل مزيدا من المؤشرات هذه السنة إن من حيث المشاركة أو من حيث المواقف.

في أي حال الأسبوع الطالع حافل بالتطورات السياسية. رئيس الحكومة تمام سلام يلقي كلمة لبنان في مؤتمر الأمن الدولي الذي سينعقد في جنيف.

في الغضون، القضايا العالقة وما تتطلبه من تمويل، ومنها: تثبيت متطوعي الدفاع المدني ومسألة ترحيل النفايات، إضافة إلى مسألة سماحة، تنتظر جلستي مجلس الوزراء الأربعاء والخميس المقبلين. والخميس المقبل أيضا تنعقد جلسة حوار جديدة بين تيار "المستقبل" و"حزب الله".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا جديد حول الاستحقاق الرئاسي. المشهد يكرر نفسه غدا بعدم اكتمال النصاب في جلسة الانتخاب، رغم وجود ثلاثة مرشحين دعاهم الرئيس نبيه بري للنزول إلى المجلس النيابي ولينجح من ينجح.

دعوات تتكرر، وسط تحذيرات وصلت إلى حد حديث البطريرك بشارة الراعي عن أن البلاد في طريق الانهيار، ما يستوجب حزم الكتل السياسية لأمرها بأسرع ما يمكن.

جلسة غدا ينتظرها حزب "الكتائب" للحكم على تفاهم معراب: غدا سيسأل الكتائبيون: أين الالتزام ببنود التفاهم؟، وكيف تحضر "القوات" الجلسة ويغيب "التيار الوطني الحر"؟.

من سينتقد نواب "القوات" غدا؟. هل يتجرأون على تسمية المتغيبين بالمعطلين، كما جرت العادة؟.

مقاطعة الجلسات النيابية حق ديمقراطي للنواب، وإن كانت جلسة الانتخاب لها المنحى الوطني.

استحقاقات الأسبوع المقبل حافلة، وإن كان العنوان الأمني أطل من طرابلس اليوم، لكن الجيش اللبناني كان بالمرصاد، فمنع تفجيرات عبوتين ناسفتين. فيما الاهتمامات الداخلية والخارجية ترصد المتغيرات الإقليمية انطلاقا من الساحة السورية.

الجيش السوري يقترب من الحدود التركية تدريجيا، ويعيد المناطق إلى حضن الدولة، ولا يقف عند حدود المواقف التصعيدية، ولا الحملات الإعلامية. وإن كانت برزت التناقضات حول ما حكي عن تدخلات عسكرية تركية- عربية.

الأردن نفى وجود خطط للدخول إلى سوريا، قائلا: ان لا قرار من هذا النوع. فيما رصد بين دمشق وطهران وموسكو ثبات عسكري- سياسي- دبلوماسي على قاعدة أن لا تراجع عن الحرب ضد الإرهاب في سوريا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا تزال المنطقة مشغولة بانجازات الجيش السوري السريعة في حلب، فيما الحسابات مشدودة إلى مرحلة ما بعد تحرير نبل والزهراء ورتيان وماير.

الصورة الأكثر اجتذابا للمراقبة تأتي من اتساعات الحدود السورية- التركية. هناك تتقلص المسافات بين العلم السوري المرفوع على أرض الانتصارات في الريف الشمالي، والمعابر التي خلطت عبرها انقرة أوراق الجغرافيا الحلبية، وخططت للتقسيم الديموغرافي والسياسي طويل الأمد.

لا عودة إلى الوراء، وما أنجزه الجيش السوري وحلفاؤه سيستكمل بانجازات أخرى، الموقف لنائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي دعا بعض اللبنانيين إلى عدم تضييع مزيد من الوقت ورمي التهم على الآخرين بالتعطيل في ملف الرئاسة، مؤكدا ان تعاون الأفرقاء الفاعلين هو الحل.

وعشية جلسة انتخاب الرئيس في مجلس النواب، لا مشهد جديدا متوقعا، ولا نصاب كاملا يراه المتابعون. ليبقى السؤال عن المرحلة المقبلة، وعن التفاهم على تفعيل التشريع النيابي، كما جرى الأمر في الاتفاق على تحريك عجلة الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لا تضيعوا البوصلة ولا تغرقوا في لعبة ال"بوانتاج": من يؤيد العماد عون من الكتل والنواب، ومن يؤيد سليمان فرنجية؟، وهل تنعقد جلسة انتخاب الرئيس الاثنين أو يطير نصابها؟: "حزب الله" حسمها في الرابية أمس، هو يدعم العماد عون مرشحا لا رئيسا إلى ان يحين موعد الرئاسة، فالاستحقاق المستحق منذ ثمانية عشر شهرا لم يستحق بحسب روزنامته، ولبنان الثمرة الناضجة التي حان قطافها، بحسب الرئيس بري، هي حصرم بمقاييس "حزب الله"، نقطة على السطر.

في الانتظار تغرق الجمهورية في صراعات جانبية مرهقة، المسيحيون يبحثون عن مواقعهم السليبة في الدولة. الحكومة تبحث عن حفنة من الليرات في البنزين، إن هي أرضت بها الدفاع المدني قامت قيامة المطالبين بسلسلة الرتب والرواتب المغيبة، وبين الاثنين سجالات فوق جبال النفايات، ترحل أم تطمر؟.

توازيا، الجيش يستجدي الذخيرة لمحاربة الارهاب ولمواجهة "داعش"، في وقت عثرت إحدى دورياته على عبوتين في ساحة النجمة في طرابلس وفككتهما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أقفل الأسبوع الحالي على سقوط أحلام وتبديد أوهام في سوريا. الروسي في الجو، والسوري وحلفاؤه على الأرض. سوريا الدولة تتقدم على سوريا الدويلات. والمشروع التكفيري يتراجع أمام الشرعية السورية.

وفي لبنان، يفتح الأسبوع الطالع على جلسة 8 شباط بنسختها ال35. "المستقبل" لا يعلن موقفا رسميا. وبري يعلن موقفا مبدئيا. و"حزب الله" يعلن موقفا نهائيا. و"القوات" تؤكد التمسك بخيارها وقرارها. و"التيار الوطني الحر" مرشحه معلوم. و"المردة" لا يسحب ترشيح رئيسه، وجنبلاط يغرد لاميل رحمة على "تويتر"، عله يكون مخرج الطوارىء وطوق النجاة لقارب الرئاسة برأيه.

لكن غدا جلسة بلا نصاب ولا انتخاب. في وقت تسجل الوحدة المسيحية علامة مضيئة في زمن التفكك. ويصمد تحالف "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في أزمنة الفتنة. عشرة أعوام على العبور إلى الوطن من مار مخايل. وعشر سنوات على أمل العبور إلى الدولة من ساحة الشهداء، يؤمل منها ان تؤدي إلى رد الاعتبار إلى الشراكة الحقيقية مع الأصليين والأصيلين وليس الوكلاء أو البدلاء.

وحدة مسيحية- مسيحية واسلامية- مسيحية، لا يكون سعد الحريري ومن يمثل سعد الحريري إلا في صلبها، بهدف تمدد التفاهم للانتهاء من تمديد الشغور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الجلسة الخامسة والثلاثون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية المقررة غدا، ستنضم إلى الجلسات الأربع والثلاثين التي سبقتها. "حزب الله" كان قد أطلق رصاصة الرحمة على الجلسة باعلانه عدم حضورها، فكان هذا الاعلان بمثابة كلمة السر، إلى ان الجلسة لن تكتمل.

النائب وليد جنبلاط كان قد غرد نهارا، ناعيا الجلسة، فتحدث عن الوحي ودفتر الشروط للاعاجم والنظام السوري التابع، من دون ان يغفل اضافة اسم النائب اميل رحمة إلى لائحة المرشحين الثلاثة المعلنين.

وهكذا دخل الاستحقاق الرئاسي مجددا في دائرة المأزق. والأسبوع الذي يبدأ بعدم اكتمال نصاب جلسة الانتخاب، هل ينتهي باكتمال النصاب السياسي في ذكرى 14 شباط؟. هذه السنة الأوراق السياسية خلطت، أسماء اقتربت وأسماء ابتعدت، وتبقى كلمة الرئيس سعد الحريري محط اثارة، هل يرشح رسميا رئيس تيار "المردة"، وفي حضوره أو في غيابه؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

غدا يتأكد اللبنانيون أن يرضى القتيل وليس يرضى القاتل. فمن يغتال مؤسسات الدولة يوميا، ويحرص على استبداد الفراغ بالسياسة اللبنانية، أعلن من الرابية حيث مقر مرشحه الوحيد أنه لا يريد انتخابات رئاسة، وسيستمر في التعطيل إلى أن يعين "حزب الله" ميشال عون رئيسا للجمهورية.

لكن الأسبوع الذي سيبدأ بتعطيل انتخابات الرئاسة للمرة ال 35، سينتصف بجلستين لمجلس الوزراء لتسيير أمور المواطنين.

وكالعادة يملأ الإرهاب الفراغ بالعبوات المناسبة. فقد فكك الجيش عبوتين زنتهما 12 كيلوغراما تقريبا، معدتين للتفجير، في ساحة النجمة بطرابلس لضرب الأمن في ساحات من يريدون الانتخابات الرئاسية.

وكما يدافع الجيش اللبناني عن اللبنانيين، فإن مملكة الخير تستعد للدفاع عن الشعب السوري، بعدما تركه العالم كله، ويتم ثورته، وتجري حاليا محاول القضاء على المعتدلين فيها. فقد أعلن خادم الحرمين الشريفين حرص المملكة العربية السعودية على أن يعم الأمن والسلام في المنطقة. وقال الملك سلمان بن عبد العزيز إنه من حق المملكة الدفاع عن نفسها من دون التدخل في شؤون الآخرين. ودعا الآخرين إلى عدم التدخل في شؤونها، معلنا نيته الدفاع عن بلاد المسلمين بالتعاون مع العرب والمسلمين في كل الأنحاء للدفاع عن بلدانهم وضمان استقلالها، والحفاظ على أنظمتها كما ارتضت شعوبهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في اثنين الرماد، تذكر يا إنسان أن جلسة الانتخاب الرئاسية غدا من التراب وإلى التراب السياسي تعود. رئيسها نبيه بري أدى طقوسا دينية على أكمل وجه، فأرجأ موعد الجلسة حتى الواحدة من بعد الظهر، كي يتسنى للنواب المسيحيين حضور القداس، على اعتبار انه ومتى تعمق إيمانهم انتهى انقسامهم.

لكن ليس بالصلاة وحدها ينتخب الرئيس، فكيف سيحضر النواب جلسة لن يشارك فيها لا الأصل ولا الفرع؟، فميشال عون أول الغائبين لتعذر الأصوات المؤهلة لبعبدا. سليمان فرنجية يغيب لأنه يمتلك أصواتا عدديا ويفتقدها ميثاقيا، ولن يدخل في حرب مع الحلفاء الذين نصفهم يدعم عون ونصفهم الاخر يتجنب كأسه المرة.

وعلى قاعدة أن الرئيس لنا، تمضي الثامن من آذار إلى الانكفاء عن الانتخاب غدا، ريثما يقضي الله أمرا كان مفعولا. لكن يكفيها انها قبل تعطيل الجلسة، عطلت خطة بظلال إسرائيلية، ظاهرها ترشيحان مستهجنان، وباطنها عزل "حزب الله" عن بطانته المسيحية.

وكل ما ستجنيه جلسة الغد، هو إضافة الرقم واحد بعد الرابع والثلاثين، محصول المتساقطات من الجلسات. وعليه فإن الغد سيشهد على رئيس من رماد، وعلى تركيب أول العداد لجلسات لن تنهك إلا الصحافيين ورجال الأمن والمواطنين الممنوعين من العبور إلى المدينة.

عجز الرئاسة أسنده الزعيم وليد جنبلاط الى انتظار الوحي وفق دفتر شروط الأعاجم والنظام السوري، والفولكور المرافق لتغطية الاخراج إلى ان يفرض الاستفتاء لشخص واحد دون منازع، كما قال. وعلق جنبلاط على هدم التراث بحيث اختفت بناية من تراث بيروت في ليلة ما فيها ضو قمر. وقال إن أصحاب الايادي البيضاء في هذه الجريمة هم جهاد العرب وشركاؤه.

وما بين الرئاسة والتراث ومرشح جنبلاط التراثي هنري حلو، فإن زعيم "الحزب التقدمي"، لن يستخدم بيضة قبانه غدا لانتفاء الحاجة مرحليا. أما هجومه على جهاد العرب، فقد تتبدل معالمه بعد دخول العرب معركة جهاد جديدة في البر السوري. ومن هناك ستتضح ملامح الوحي الأعجمي- الروسي- الأميركي والخليجي. فإذا كانت ال"سوخوي" قد رسمت واقعا سياسيا وجغرافيا جديدا، فإن معركة البر السوري قد تستنزف دولا خليجية وتضع قواتها، الأصلية منها والمرتزقة، على حد الانزلاق في وحول يصعب الخروج منها.

 

الراعي وقع على علم لبنان تضامنا مع حقوق الدفاع المدني

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - زار وفد من متطوعي الدفاع المدني اليوم الصرح البطريركي في بكركي، لملاقاة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حاملين معهم علم لبنان ودونوا عليه عبارة "متضامن مع الدفاع المدني"، آملين من الجهات الروحية كافة "التوقيع على العلم وبالتالي يكون العلم قد حمل أول توقيع لمرجعية روحية مسيحية تمثلث بالبطريرك الراعي". وشدد الراعي على مطالب الدفاع المدني المحقة، معلنا دعمه لهم حتى إقرار مشروعهم الانساني المحق.

 

حزب الله متمسك بتعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان

السبت 27 ربيع الثاني 1437هـ - 6 فبراير 2016م/بيروت – حسن فحص

أعاد حزب الله إعلان موقفه من تعطيل انتخابات الرئاسة، حيث أعلن مساعد أمينه العام حسين خليل السبت من مقر إقامة رئيس كتلة التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، أن حزبه لن يشارك في الجلسة البرلمانية المقبلة في الثامن من الشهر الجاري المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية. خليل الذي زار عون على رأس وفد من الحزب لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لإعلان ورقة التفاهم بين حزبه والتيار الوطني الحر، أعاد التأكيد على تمسك حزب الله بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية "كمرشح وحيد" طالما أن عون لم يعلن انسحابه من هذا السباق. وكشف خليل أن حزبه يسعى لتأمين انتخاب "آمن" لحليفه عون في أي جلسة مقبلة، وعليه فإن مشاركته مع نواب كتلة التغيير والإصلاح العونية مستبعدة في الجلسة المقبلة لجهة عدم قدرتهم على تأمين الأصوات اللازمة التي تسمح بإيصال عون إلى الرئاسة في ظل استمرار النائب سليمان فرنجية على ترشحه. كما أكد خليل أن حزبه لن يمارس أي ضغوط على "حليفه" فرنجية لإجباره أو الطلب منه الانسحاب من السباق الرئاسي، وعليه فإن خيار المقاطعة هو "الخيار الحالي لحزب الله". وعلى الرغم من كل الجهود التي تبذل للتوصل إلى تفاهم بين عون وفرنجية، إلا أن المتابعين يؤكدون "انقطاع التواصل بشكل تام بين الطرفين"، مؤكدين أنه "حتى القنوات الفرعية أو الثانوية غير موجودة على خط التواصل"، ما يعني أن قطيعة تامة قد وقعت بين الحليفين. على خط آخر، يبذل حزب الله جهوداً واسعة من أجل "لملمة" صفوف قوى الثامن من آذار، أو ما يعرف بحلفاء حزب الله لتجاوز أزمة الترشيحات الرئاسية داخل هذه القوى والخلاف المستجد بين عون وفرنجية، مع إصراره على تبني عون كمرشح أول ونهائي، في حين اعتبر فرنجية "مرشحاً للرئاسة" من دون أي إشارة إلى أنه قد يكون "المرشح البديل لعون في حال انسحب الأول". ويبدو أن حزب الله لا يريد الانتقال إلى المرحلة الجدية في الانتخابات الرئاسية، حسب مصادر مطلعة ومقربة من حزب الله وأنه "غير متعجل"، لانتخاب رئيس جديد. وتقول هذه المصادر إن قرار الحزب عدم حسم موضوع الرئاسة وجد ترجمته في الجهود التي يبذلها الحزب لتأمين مسألتين في المرحلة المقبلة وهما: تفعيل العمل الحكومية وإزالة كل العقبات أمام هذا المسار الذي يساهم في صرف الأنظار عن حدة المواقف المطالبة بإنهاء الشغور الرئاسي، والعودة إلى تفعيل العمل التشريعي، خاصة أن اللجنة النيابية لصياغة مشروع قانون جديد للانتخابات البرلمانية قد أنهت أعمالها وسترفع تقريرها إلى رئيس المجلس لطرحه على أول جلسة نيابية، بعد التوافق عليه في اللجان النيابية المشتركة. وتضيف هذه المصادر أن الحزب يحاول إعادة تنشيط المؤسسات الدستورية في ظل قراره النهائي بتعطيل الانتخابات الرئاسية بانتظار المستجدات الإقليمية.

 

الرئيس سليمان متوجها الى المرشحين للرئاسة: انا نازل عالجلسة تا انتخبك انت شو عامل؟

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - توجه الرئيس ميشال سليمان الى المرشحين لرئاسة الجمهورية في تغريدة عبر "تويتر" بالسؤال: "معادلة 8 شباط النيابية المضحكة "أنا نازل عالجلسة تا انتخبك".. انت شوعامل؟.

 

المكتب الاعلامي لفرنجيه: اي كلام صدر او سيصدر عن مقربين عار من الصحة ولا صلة له بالحقيقية

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - اشار المكتب الاعلامي لرئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه في بيان الى "ان اي كلام صدر او سيصدر عن اوساط او مصادر او مقربين منه هو كلام عار من الصحة ولا صلة له بالحقيقة، وان المرده عندما يريد الادلاء باي كلام يكون التصريح مرفقا باسم من ادلى به، ولا نتحمل مسؤولية اي كلام غير ذلك".

 

عدوان: الرئاسة مؤجلة الى حين اقناع فرنجية بالإنسحاب… ونحن امام فراغ مستمر

MTV, فريق موقع القوات اللبنانية/اعلن نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان ان “القوات” اخذت القرار بالمشاركة بكل الجلسات ولا تجوز المقاطعة دستورياً، و كنا نأمل ان تكون جلسة 8 شباط انتخابية لا شكلية. وقال عدوان عبر الـmtv، منذ سنة ونصف وفريق “8 آذار” يقول ان مرشحه العماد عون، معتبراً ان هناك مخرج واحد بإقناع فرنجية بالإنسحاب، او قيام تفاهم بين “المستقبل” والوطني الحر” من أجل انتخاب رئيس، وإنسحاب فرنجية يسهل التقارب بين “المستقبل” والعماد عون. وتابع: المرشح الفعلي اليوم هو العماد عون والفراغ هو العدو الأساسي لكل اللبنانيين، تيار”المستقبل” وعلى رأسه الرئيس الحريري لديهما هاجس كبير وهو الخوف من الفراغ ونحن نتفهم ذلك.وشدد ان “القوات” لم ولن تغير مسارها ومبادئها والدليل هو الـ11 سنة  التي قضاها الدكتور جعجع في الإعتقال من أجل عدم قبوله الخروج عن المبادئ. وعن لقاء معراب قال: “القوات” والعماد عون ذهبا نحو ساحة وطنية مشتركة، وترشيح “القوات” لعون ليس له علاقة بترشيح النائب فرنجية، لأننا وضعنا النقاط الـ10 وتفاهمنا على هذا الأساس، وهذا التفاهم هو لبناني بإمتياز وليس موجها ً ضد أحد، وأفضل طريقة تحصينه هو انضمام الآخرين اليه، والعماد عون بعد لقاء معراب أصبح يشكل مثاقياً المرشح المسيحي الأقوى لرئاسة الجمهورية، مضيفاً ان “القوات تسعى للتفاهم مع العماد عون للإنفتاح نحو “المستقبل”. واكد ان “القوات”حريصة على العلاقة مع “المستقبل” والكتائب” ولم نكن يوماً على خلاف معهما. واعتبر ان السؤال عن اذا كانت “القوات” ستحضر ذكرى 14 شباط أمر معيب لأننا بمسيرة واحدة بما يتعلق بمبادئ ثورة الأرز، وسنستمر مع “المستقبل” بالنضال الوطني وخيارنا الأول هو بناء دولة وضمن النقاط العشر، بيننا وبين العماد عون اتفقنا على ذلك، وكلبنانيين نستطيع الإنضمام تحت هذه البنود العشر وتنفيذها. ورأى ان المصلحة اللبنانية هي نتيجة تسوية ولن نستطيع وحدنا كـ”قوات” ان نحقق ذلك وعلينا جميعاً التفاهم على قيام لبنان، وطوينا صفحة “المؤتمر التأسيسي” واصبحنا تحت سقف “الطائف” والعماد عون ايده من خلال تفاهمه مع “القوات”. وأضاف: “حزب الله” مكون أساسي وعلينا التعايش معه وهناك نقاط خلاف ولن تحمل الخلافات إلا بالتفاهم معه، كما ان “القوات” حريصة على التقدم بالعلاقة مع “المردة” ومنفتحة على الجميع دون استثناء. واعتبر ان الكلام عن عدم تبني “المستقبل” رسمياً ترشيح النائب فرنجية غير دقيق، لأن الأخير كان حريصاً قبل ذهابه الى باريس للقاء الرئيس الحريري على موافقة مسبقة بترشيه وإلا لم يكن ليذهب ليجتمع به. وبشأن التعيينات قال عدوان ان “القوات” حريصة على ان تكون الدولة متوازنة وهذا اساس نضالنا، وعلينا عدم المس بمواقع كبار المكلفين وتكلمنا مع الرئيس بري بهذا الموضوع. وختم عدوان: الرئاسة مؤجلة الى حين اقناع فرنجية بالإنسحاب ونحن امام فراغ مستمر.

 

عون: حزب الله يدافع عن الحدود لأن الجيش لم يكتمل عتادا وعددا

نهارنت/07 شباط/16/إعتبر رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أننا "نعيش حالة حرب، وأن قسما منها يدور على الأرض اللبنانية"، وقال: "نحن بحاجة للدفاع عن الحدود اللبنانية، وجيشنا لم يكتمل بعد عتادا وعددا ليتمكن من الدفاع عن الحدود". وأضاف: "حزب الله يتولى هذه المهمة، وهو يشكر عليها لأن حياتنا واستقلالنا ووطننا على المحك". وتابع عون في حديث لتلفزيون "أو تي في" لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لتوقيع ورقة التفاهم مع حزب الله: "لا تناقض في الجوهر بين ورقة التفاهم مع حزب الله وإعلان النوايا مع القوات اللبنانية ... وفي المطلق سوف ننتهي ببناء دولة ونحن ندرس استراتيجية دفاعية وسنرى إذا كنا بحاجة للمقاومة لتكون جزءا من الدفاع عن الوطن أو لا، وعلى هذا الأساس تتخذ القرارات السليمة". وكان عون اعتبر في حديث الى تلفزيون "المنار" للمناسبة ذاتها أنه "لا يمكن لأحد أن يبدّل الواقع، ولكن يجب أن نعيش في ظل الظروف التي نعيش فيها كما هي، مع التوق إلى بناء الدولة القوية العادلة، حيث يصبح مرتكز كلّ شيء هو الدولة." وأوضح عون أنه "في ظل الأمر الواقع الحالي، وهو الحرب الواقعة على حدودنا وعلى قسمٍ من أرضنا لا يمكن أن نحصر السلاح، ولكن لاحقاً عندما يصبح هناك حلول عندها يتم حصر السلاح". وتساءل عون: "لكن متى سيحصل ذلك ومتى يكون الحل"؟ ليستدرك بالقول: "لا يزال هناك إسرائيل وتهديدها".

 

لماذا يختار حزب الله المسيحيين والنساء لتبييض أمواله؟

موقع 14 آذار/ ٦ شباط ٢٠١٦/سلام حرب

خلال تأبينه لسمير القنطار في في يوم 21 كانون الأول 2015 أي منذ ما يقارب الأسابيع الستة، تنبّه حسن نصرالله للخطر المحدق بشبكات تمويله العالمية حيث خصص لها حيزاً لا باس به من الخطاب. الغريب أنّه تذكّر ان هناك في لبنان "دولة" دعاها إلى "حماية التجار اللبنانيين محذراً من الاستمرار في الانصياع للارادة الاميركية على هذا الصعيد". ونفى نصرالله في حينه "وجود ودائع لحزب الله في مصارف العالم، ولا حتى في المصارف اللبنانية، أو وجود أموال أو مشاريع تجارية نقوم بإستثمارها". ويبدو أن نصرالله مدركاً للملاحقة الدولية التي يتعرض لها وكذلك كان صادقاً بخصوص عدم وجود أمواله ضمن الشبكات المصرفية المعروفة لأنها بين يدي مبييضي الأموال. أفادت مصادر متابعة لقضية اعتقال شبكات تبييض الاموال والاتجار بالمخدرات التابعة لحزب الله أن عمليات الاعتقال جاء بناء على اصرار أميركي لمتابعة التحريات سواء في فرنسا او في دول اخرى. واوضحت هذه المصادر أنّ حزب الله يلجأ إلى أساليب متنوعة للقيام بهذه العمليات أبرزها شبكات المطاعم الممتدة في اوروبا، وكذلك الاتجار بالسيارات المستعملة من ألمانيا، بالإضافة الى الألماس من بلجيكا. وقد تمّ القبض على أحد مشغلي هذه المطاعم في اوروبا منذ شهرين فقط واقفل المطعم المذكور بالشمع الاحمر وتم تسليم الشخص المعني الى السلطات الاميركية التي تكتمت على الأمر. وطوّر الحزب من شبكته فاستعان بمن يعرفون بـ"حمّيلة الشنط" اي حقائب الأموال التي تمّ تبييضها حيث أصّر على لجأ إلى خدمات مواطنين لبنانيين مسيحيين مقربين منه سياسياً استطاع إغرائهم بالأموال لتسهيل عمليات النقل. فالأسماء اللبنانية الشيعية بالتحديد باتت محط أنظار المراقبين لحركات الأموال عبر الحدود في حين تبقى الأسماء المسيحية أقل إثارة للريبة وأقدر على المرور عبر الحدود. ويشترط الحزب على "حمّيلة الشنط" أن يكونوا ممن لم يقبض عليهم سابقاً أو وجهت لهم أي تهم وحتى من الذين يلتزموا دفع الضرائب بشكل منهجي ولا ملفات لهم لدى الشرطة. وعادة ما يكلّف تبييض هذه الأموال ما نسبته 15 % الى 20% من المبالغ الإجمالية. كما أكدت هذه المصادر أنّ أحد اللذين تمّ القبض عليهم كان يحمل ما يقارب 460 الف دولار نقداً. بالمقابل، تشير المصادر أنّ الحزب يفضل اللجوء الى النساء الذين يعملون في المجال الفني والاستعراض والإعلانات لتمرير الأموال عبر المطارات والمعابر الحدودية في عدد من دول الخليج العربي. فالنساء القادمات من بعض هذه الدول عادة ما يحصلن على مبالغ نقدية مقابل سهرات يتمّ إحياؤها او عروضات معينة عادة ما يكون مصدرها رجال أعمال ونافذين يسهلون سفر ضيفاتهن. وتحت غطاء هذه المبالغ النقدية يجري تمرير أضعاف مضاعفة من هذه المبالغ التي تم تبييضها الى لبنان. وتختم هذه المصادر، بأنّ فضح موضوع الخلية التابعة لحزب الله في الضفة الغربية جاء نتيجة استعانة الحزب بتجّار المخدرات الذين يمررون "البضاعة" من لبنان الى فلسطين المحتلة عبر وسطاء فلسطينيين واسرائيليين. كما أنّ هذه الخلية كان هدفها ايهام المتابعين أن عمليات حزب الله المرتبطة بالمخدرات هي للتغطية على عمله "المقاوم".

 

سامي الجميل: لن نصوّت لأي من المرشحين

٧ شباط ٢٠١٦/ أكد رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل انه "حتى الآن لن نصوت لاي من مرشحي الرئاسة وسنضع اسم الرئيس امين الجميل في حال قرر الترشح او ورقة بيضاء او سنرى كيف نتصرف"، معتبرا انه "في ظل الصراع القائم بسوريا اذا اتى رئيس للجمهورية داعم للرئيس السوري لبشار الأسد واصبح موقف الدولة الرسمي داعما للأسد ستكون ردة فعل المعارضة والارهابيين في سوريا على كل اللبنانيين واذا اصبح رئيس الجمهورية يتبنى موقف "حزب الله" سيدفع كل اللبنانيين الثمن". وقال في حديث الى محطة الجديد، ان "هناك مرشحين أعلنوا عن ترشيحهم وهناك من قرّر دعمهم فليتفضلوا جميعهم الى البرلمان ولنمارس اللعبة الديمقراطية"، مشيرا الى انه يوافق رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على ان الاصوات تعد بعد الفرز، لافتا الى انه "اولا يجب ان يحصل الانتخاب ليحصل الفرز وعلى عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية فرنجية ان يقبلا باللعبة الديمقراطية واقل الايمان ان يقبلا بممارسة الدستور"، مبينا ان "اللعبة اليوم محصورة بـ8 آذار وبذلك فقِد التوازن والغريب الذي حصل ان قطبين من 14 آذار دعما قطبين من 8 آذار"، معتبرا ان "كلام الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله حول انتصار فريق 8 آذار صحيح". ورأى الجميل ان "رئيس الجمهورية يجمع الداخل ويحميه من الخارج وموقف عون داعم لوجود "حزب الله" في سوريا"، متسائلا "اذا اصبح هذا الموقف الرسمي للدولة اللبنانية وورّط كل لبنان ماذا نقول للبنانيين عندها؟"، ماذا نقول للشارع السنّي والى اي تطرّف نرسله اذا اتى رئيس يتبنى موقف النظام السوري وماذا نفعل باللبنانيين في الخليج؟ وهل يعقل انه في الوقت الذي تسعى فيه ايران للتخلص من العقوبات نأتي نحن بعقوبات اضافية؟"، موضحا انه "اذا اتى رئيس يلتزم الخط السياسي ل8 آذار فهذا امر كارثي الا اذا قرر المرشحان تغيير موقفهما". ولفت الجميل الى ان "المطلوب رئيس يحيّد لبنان ويكون قويا بقدرته على القول "لا" وتأكيده على لبنان اولا ويحمينا من التكفيريين والنظام، رئيسا يفهم في الاقتصاد ويدرس الملفات ويقدم حلولا للازمات ولديه رؤية لتطوير البلد والنطام السياسي"، معتبرا ان "حزب الله" متمسك بعون ليس لشعبيته وإنّما بسبب الالتزام معه فقط"، داعيا الى "اعطاء فرصة للاتيان بشباب جدد ولوجوه برهنت في البلديات ووزارات استلموها وبالمجتمع المدني انهم تقنيون وليسوا جزءا من محاور وان لديهم لبنان فوق كل اعتبار".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

والدة يعقوب: لا ترموا شرفاء الطائفة بحجارتكم وبيوتكم من زجاج

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - سألت عقيلة الشيخ محمد يعقوب السيدة امتثال، من مكان اعتصامها في مسجد الصفا: "نحن شرفاء هذه الطائفة الكريمة والوطن، هل هكذا يكافىء الشيعة الشرفاء؟ اما قال الرسول الاكرم: المرء يحفظ في ولده؟" وقالت: "لقد قدمت العائلة التضحيات تلو التضحيات في سبيل الطائفة والوطن والامة فكان الشيخ محمد يعقوب نبراسا صامدا، مدافعا عن تأسيس هذا النهج والمسيرة الإلهية، فقصفت عليه إسرائيل في حسينية جبشيت وهو في الجموع خطيبا وأطلقت عليه النار بالمباشر عند السياج الحدودي معها وهو يهدد موشي دايان، فاستكمل مسيرته النضالية في رفع الحرمان والقتال ضد العدو الاسرائيلي الغاشم فخطف وغيب وما زال لمدة 38 عاما والمؤامرة عليه مستمرة، ونجلي المعتقل تعسفيا وقف صامدا بقناعة مطلقة مع المقاومة وهذا المحور دون هوادة ولم يتزحزح قيد انملة في ثباته ومواقفه السياسية وادائه وسلوكيته". وختمت: "لا ترموا شرفاء هذه الطائفة بحجارتكم وبيوتكم من زجاج لأنني حتى الآن اصبر على ما فعلتموه من فضائح وما على الرسول الا البلاغ".

 

قاووق: هزيمة المشروع التكفيري في سوريا ضرورة استراتيجية لحماية لبنان

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "التمدد التكفيري في سوريا يشكل خطرا استراتيجيا على لبنان كما على كل دول المنطقة، وبالتالي فإن هزيمة المشروع التكفيري في سوريا يشكل ضرورة استراتيجية لحماية لبنان، ففي الوقت الذي بات فيه الأوروبيون يعلنون أن تمدد واستقرار داعش في سوريا يشكل خطرا على أوروبا التي هي بعيدة آلاف الكيلومترات عن سوريا، لا يزال البعض في بلدنا يشكك في أنها لا تشكل خطرا على لبنان الذي له حدود مع سوريا، وتحتل داعش والنصرة أجزاء واسعة من أراضيه". وشدد قاووق خلال احتفال تكريمي أقامه الحزب للشهيد محمد جواد عباس حجازي في حسينية بلدة قبريخا على "ضرورة ألا يتجاهل أحد خطورة احتلال التكفيريين للأراضي اللبنانية، فهذا الخطر يتجاوز حزبا ومنطقة وطائفة، بل هو اعتداء وعدوان متواصل على كل السيادة والكرامة والاستقرار والوطن بجميع طوائفه ومناطقه، وبالتالي لبنان مطالب بتحصين عوامل القوة والمنعة بوجه الخطر التكفيري، من هنا تكمن ضرورة التمسك بالتعاون بين الجيش والمقاومة لحماية لبنان، فالمقاومة بمجاهديها الأبطال يمنعون تمدد داعش من الرقة إلى عرسال، والجيش اللبناني بتضحياته يمنع تمدد داعش نحو الساحل في لبنان الذي هو أقوى من أن يكون ساحة مستباحة للتكفيريين، وأكبر من أن يكون تحت الوصاية والهيمنة السعودية في المنطقة".

واعتبر أن "فك الحصار عن نبل والزهراء كشف الدجل العربي والغربي الذي يرفع زورا شعارات فك الحصار عن الشعب السوري، الأمر الذي يؤكد تورط النظام السعودي بمحاصرة أهلنا في كفريا والفوعة ونبل والزهراء، لأن النظام السعودي بات مطلبه اليوم استمرار حصار هذه القرى والمدن، وبذلك القناع سقط عن وجهه وانكشفت الوجوه الحقيقية لنظام آل سعود، وما عاد يستطيع أن يقنع الناس بأنه مملكة الخير والمكرمات، والنظام السعودي الذي يجتاح اليمن ويحتل البحرين ويشعل النار في العراق وسوريا، لن يرسل رصاصة واحدة لمقاتلة إسرائيل، بينما يرسل الصواريخ إلى حلب وإدلب لقتل الشعب السوري، وهذا الجيش السعودي الذي يجتاح البحرين واليمن ويهدد بالتدخل في سوريا، لا نجده يهدد بالتدخل لنصرة غزة وتحرير فلسطين". وقال: "ما كان التكفيريون ليستطيعوا أن يتمددوا إلى كافة دول العالم لولا الدعم المالي من أمراء وأغنياء دول الخليج بشكل رسمي وغير رسمي، وبالتالي فإن مصدر التمويل هو دول الخليج، ومصدر التسليح الأول للتكفيريين في سوريا هو الجيش السعودي الذي يقصف كل المنشآت المدنية والدينية في اليمن، وبحسب إجماع المراقبين فإنه لم يقصف موقعا واحدا لداعش، ما يعني أن المستفيد الأول من الحرب السعودية على اليمن هو داعش من أجل أن تتمدد في اليمن".

أضاف: "ما تركنا نصرة أهلنا، وما تخلينا عن مسؤولياتنا الأخلاقية والإنسانية، وكنا إلى جانب أهلنا في كفريا والفوعة ونبل والزهراء، وكذلك إيران كانت دائما إلى جانب الشعب السوري وأهلنا في نبل والزهراء وكفريا والفوعة. ان الجمهورية الإسلامية في إيران تشكل العمق الاستراتيجي القوي للمنطقة في مواجهة الخطر الإسرائيلي والخطر التكفيري، ولكن في المقلب الآخر هناك محور للشر يريد الشر لكل دول المنطقة، فيما لا يلتقي لنصرة شعب فلسطين بل يلتقي لمحاربة شعب البحرين وسوريا واليمن والعراق". وختم قاووق: "النظام السعودي يتحمل المسؤولية الكبرى في استمرار معاناة شعوب المنطقة من البحرين إلى العراق واليمن وصولا إلى سوريا وكل دول المنطقة، لأن هذا النظام هو الذي دعم طالبان التكفيرية التي لها ذات الفكر والمنهج الوهابي لداعش، فهؤلاء كلهم وهابيون وتكفيريون ومتوحشون، وهذا الفكر الذي يستبيح الدماء يشجع على التوحش الذي يمكن أن يخيف دولا في أوروبا وأميركا، ولكنه لم ولن يخيف أهل نبل والزهراء وكفريا والفوعة، ولن يخيف المدافعين عن حرم مولاتنا زينب، لأن في قلوبهم عزما من عزم علي وبطولة العباس وإيمان متصل بأعظم إيمان ألا وهو إيمان آل بيت محمد".

 

 قاسم هاشم: تطورات ملف الرئاسة لم تساعد بإنهاء الفراغ والتعطيل

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم ان "التطورات الاخيرة في موضوع رئاسة الجمهورية لم تساهم بإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي والتعطيل المؤسساتي، والقواعد الديموقراطية باتت مؤمنة لحصول الاستحقاق، لكن للاسف نحن في وطن تتحكم به الظروف والتعقيدات السياسية المحلية والاقليمية بمسار الحياة السياسية وهذه حقيقة راسخة، لذلك جلسة يوم غد 8 شباط لن تكون أفضل من سابقاتها علما اننا اصبحنا بأمس الحاجة إلى العودة الى انتظام الحياة السياسية بعودة المؤسسات لتأخذ دورها ودورتها الطبيعية بعيدا من الاجتهادات والابتكارات". وقال بعد لقاءات مع فاعليات وجولة في قرى حاصبيا والعرقوب للبحث في احتياجات القرى الخدماتية والإنمائية: "من حق اللبنانيين ان يستغربوا ما يثار هذه الايام من طروحات قديمة - جديدة وصلت من باب الغيره والحرص لدى البعض على الخزينة العامة وتأمين متطلباتها لتلبية اكثر من طلب وسداد اكثر من ثغرة مالية واذا بهم لا يجدون الا جيوب المواطن المصدر الاسهل والاسرع لتأمين بوادر الخزينة ومن خلال العودة الى رفع سعر صفيحة البنزين وكأنه ممنوع على اللبنانيين ان يتمتعوا وتنعشهم بعض الانخفاضات في اسعار النفط بل عليه ان يدفع الثمن دائما وابدا صعودا وهبوطا وهذا ما لا يجوز ابدا، ومن حق الناس رفع الصوت ورفض مثل هذه الخطوة التي يبدو ان هناك نية جدية لاتخاذها". وختم: "علينا ألا نستسلم امام السياسات الارتجالية التي اوصلتنا الى ما نحن عليه على المستوى المالي والاقتصادي بل المطلوب العودة الى الاساس لمعالجة المعضلات والمشكلات وتنظيم امورنا السياسية والمالية وذلك بالاسراع باقرار الموازنة العامة في مجلس الوزراء واحالتها لاقرارها في المجلس النيابي وفق الاصول القانونية والدستورية وهذه مسؤولية وطنية فلتتحملها جميع المكونات والكتل النيابية والسياسية وهذا هو الباب الرئيسي لمعالجة الازمات المتراكمة ماليا واقتصاديا واجتماعيا وتأمين الحلول الممكنة وفق الامكانات والقدرات والظروف المتاحة وهذا افضل ما يمكن لمصلحة الدولة واللبنانيين".

 

 نعيم قاسم: رمي التهم على الآخرين بالتعطيل لا تنتج رئيسا والإنجازات في سوريا ستتالى

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - ألقى نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة في ذكرى أسبوع الشيخ سلمان الخليل في قاعة "الحسنين" - حارة حريك، جاء فيها: "القرآن تحدث عن البغاة والفاسقين وغيرهم من أولئك الذين عاشوا في فترة المدينة المنورة مع رسول الله، كما استشرف آفاق المستقبل من البغي والفسق والابتعاد عن طاعة الله لأناس ربما أصبحت جباههم سوداء من كثرة السجود، ولكن عقولهم أصيبت بالانحراف والخلل فأدت إلى تفاسير ومعان لم يردها الله، ولم ترد في القرآن، وحملوا كلاماته ما لا تتحمل، فكانت النتيجة انهم خالفوا صريح القرآن وهم يدعون أنهم معه، كل يدعي الإسلام على طريقته، وفهم القرآن على طريقته، ولكن كل طريقة تكون منحرفة ما دامت تخالف صريح القرآن". وأضاف: "نحن أمام نموذج من النماذج، "داعش" اليوم رمز الانحراف والإجرام على الأرض، هؤلاء يدعون الإسلام ولكن لا شيء من أفعالهم يطابق تعاليم الإسلام، فهم يخالفون صريح القرآن الذي يدعو إلى الرحمة والتعاون والإخاء والمحبة والأخلاق والاستقامة وحفظ الأموال والأعراض، كل هذه المعاني لا نجدها عندهم أبدا، فهم خرجوا عن رتقة الإسلام بأدائهم الذي أبعدهم تماما عن طاعة الله، لا يغرينا أنهم يحفظون آيات من القرآن، ولا يغرينا أنهم يقيمون صلاة هنا أو هناك، ولكننا عندما نرى ما يفعلونه في المدنيين من كل الأجناس والأعراق والأديان والمذاهب من دون استثناء فهم لا يقبلون أحد، وهذا مخالف تماما للقرآن ولشرع الله". وتابع: "لقد أثبتت الأيام عندما أعلنا مواجهتهم منذ 4 أو 5 سنوات مع بداية الأزمة السورية، قال البعض بأننا نتصرف بطريقة خاطئة، وقال البعض الآخر بأننا نصف الأمور خلافا لحقيقتها فهؤلاء معارضة تريد حلولا، وتريد أن تشارك في السلطة والحكم، تبين اليوم أن معسكر أميركا ومن معها من العرب أعلنوا منذ حوالى السنة الواحدة، بأن هؤلاء خرجوا عن الطاعة، وأنهم لا يصلحون للسياسة، وأنهم إرهابيون تجب مواجهتهم بصرف النظر عن أنهم واجهوهم أم لا، لأنهم حتى الآن يعتقدون بأن هؤلاء يسدون خدمة لهم في مقابل الآخرين، لكن اضطروا أن يعلنوا بأنهم إرهاب عالمي لأن أعمالهم لا يتحملها عاقل ولا بشر، وأدركنا ذلك قبلهم بكثير وهذا ما يسجل لنا".

وأردف: "إنجازاتنا في سوريا حمت لبنان ومشروع المقاومة، ونحن لا نتحدث إنشائيا وإنما بالدليل العملي، فكم صرخ البعض وقال: "نحن نخشى على لبنان من أن يحترق بالأزمة السورية"، بالله عليكم لماذا لم يحترق لبنان بالأزمة السورية؟، ولماذا تم تحييد لبنان عن مفاعيل هذه الأزمة؟، لم يكن هذا الأمر بقرار من أحد، وإنما كان بسواعد المقاومين المجاهدين الذين ضربوا التكفيريين في عقر وجودهم بعيدا عن بلدنا وعلى مشارف حدودنا، وسددت ضربات قاسية لهم وتم تحرير بلدات ومدن ما أدى إلى ابتعاد هذا الخطر بقتل من قتل وبإبعاد من أبعد، فلبنان حمته هذه السواعد الطاهرة بمواجهتها للارهاب التكفيري".

وتابع: "نسجل أن تحرير النبل والزهراء عمل وإنجاز عظيم، ونحيي كل المجاهدين من أبطال الجيش العربي السوري والمجاهدين والمقاومين وكل من شارك في هذا التحرير لأنه حرر ما يصل لسبعين ألفا من الرجال والنساء والأطفال كانوا محاصرين بكل ما للكلمة من معنى، وكانوا مهددين بالقتل في كل يوم. أمام هذا الإنجاز كنا نتمنى أن نسمع من بعض الدول إشادة بما حصل، ولكنهم تألموا لأن التكفيريين خسروا موقعا من المواقع الهامة. ليكن معلوما ان الإنجازات في سوريا ستتالى، ولا عودة إلى الوراء، وكلما ضيعت المعارضة السورية وقتا إضافيا كلما عادت إلى طاولة المفاوضات أضعف، فخير لهم أن يسارعوا قبل فوات الأوان إذ لا حل في سوريا إلا الحل السياسي، ومن أراد المواجهة وجد ما هي النتائج العملية في هذه المواجهة".

وقال: "الجميع يريد الاستقرار في لبنان، ونحن لا نتهم فريقا دون آخر في مخالفة الاستقرار، وحدهم التكفيريون هم الذين قاموا في الفترة الأخيرة وفي السنوات الأخيرة بأعمال إجرامية طالت مناطق عدة ولبنانيين من فئات مختلفة وطالت الجيش والقوى الأمنية، وتم كسر شوكتهم بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، واكتشف من يعنيهم الأمر أن هذه الأدوات لا تصلح في المعادلة الداخلية، فمن كان يختبئ وراءهم ليحقق مكسبا أو رفعة أو مكانة أصبح معرضا كغيره من قبل هؤلاء، فهؤلاء لهم مشروعهم الذي يتخطى لبنان، وقد تخطى مشغليهم من الدول العربية والغربية، ومن يراهن عليهم سيذوق مرارة إجرامهم"، مضيفا: "أسأل الله أن يرينا كيف سيواجه هؤلاء المشغلين مرارة ردة فعل هذا الوحش الذين عملوا على تربيته". وأضاف: "نحن ندعو إلى تعزيز قدرات الجيش والقوى الأمنية لمواجهة الخطر التكفيري، خصوصا في منطقة عرسال المحتلة، ونحيي الإنجازات التي حصلت على أيديهم في مختلف المناطق وأدت إلى المزيد من الأمن والاستقرار، فالبكاء على الأطلال وتضييع المزيد من الوقت ورمي التهم على الآخرين بالتعطيل لا تنتج رئيسا، بل التصرف بواقعية من خلال تعاون الأفرقاء الفاعلين هو الحل، وإلا فقد لبنان المزيد من الوقت بلا طائل". وتابع: "عودوا إلى ضمائركم وادرسوا الواقع جيدا، وطمئنوا الأفرقاء المختلفين تنتجوا رئيسا لكل لبنان".

 

مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان: من يحاول تعطيل الاستحقاق الرئاسي يساعد على تدمير الدولة

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - رعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان حفل تكريم متطوعي حملة "طلع البدر علينا" في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين وسط بيروت، في حضور رؤساء وممثلي الجمعيات والهيئات الإسلامية والأهلية، التي شاركت في افتتاح المهرجان الكبير، الذي أقيم بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف. استهل الحفل بعرض شريط وثائقي عن عمل الحملة منذ نشأتها، والمراحل التي مرت بها لتطويرها في نشر التوعية بالإسلام وأحكامه، وأخلاقه وقيمه السامية وثقافته وحضارته، التي تجسدت بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد. ثم القى منسق عام الحملة محمد إسكندراني كلمة اكد فيها ان "تكريم من شارك في الحملة هو لبث روح التعاون والمحبة بين الناس في الحياة والمجتمع، التي تعلمناها من النبي محمد في نشر الدعوة الإسلامية"، شاكرا المفتي دريان ودار الفتوى والجمعيات والمتطوعين على "دورهم في نجاح هذا العمل الذي ينم عن روح الوحدة الإسلامية".والقى دريان كلمة جاء فيها: "القرآن الكريم يعلمنا السماحة والمحبة، ويدعونا إلى العدل والمساواة، ويحثنا على فعل الخير، والعمل الجماعي بين المؤسسات والجمعيات والهيئات الإسلامية والدينية عمل ولقاء ينتج عنه أعمال تكاملية تعطي الصورة الحقيقية للمسلمين ولدينهم. وتعلمون جيدا ان الإيمان من غير عمل أو ان الإيمان مع نقصان في العمل لا يعتبر هذا الإيمان كاملا، فالإيمان يزيد وينقص، من هنا كان عملكم في حملة "طلع البدر علينا"، هذه الأعمال التي رأيناها هذا العام والتي رأيناها في الأعوام السابقة تدخل في مفهوم العبادة، فانتم تؤدون عبادة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى".

وأضاف: "قدمتم جهدا مشكورا هذا العام وشاهدنا الرقي المتميز في عرض مفاهيم الإسلام ومفاهيم القيم الأخلاقية في ديننا الحنيف، انتم صورتم هذه الأمور بأمثلة ونماذج عملية، هذا هو التعليم الصحيح لمفاهيم الدين الإسلامية وعلينا مهمة التبليغ بعد أن اؤتمنا على الرسالة وقيل لنا ان العلماء ورثة الأنبياء، فنحن ورثنا النبوة ولكن هذا الميراث علينا ان نكون مؤتمنين عليه بحسن إبلاغ هذا الدين للأخرين، فواجب إبلاغ الدين واجب على كل مسلم ومسلمة بالكلمة الطيبة قد تتفتح القلوب، وبالبسمة الهادفة تتفتح الأحاسيس، بإيصال المفهوم الصحيح للدين، ماذا فعلنا نحن المسلمين في هذه الدعوة في ظل التشويه المستمر من قبل أعداء الدين ومن قبل من يدعي الانتماء إلى هذا الدين".

وتابع: "علينا كمسلمين واجب ومسؤولية، وهي الالتزام بأهداب ديننا العظيم، فلن نفرط ابدا بالالتزام بعقيدتنا الإسلامية الصحيحة، ولن نفرط أبدا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم بكل تعاليمه التي علمنا إياها. رسول الله صلى الله عليه وسلم علمكم ان الله يحب اذا عمل أحدكم عملا ان يتقنه، وانتم تسعون الى الإتقان في عرض محبتكم للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد أحسنتم وأجدتم فشكرا لكم أيها المتطوعون وانا أحييكم فردا فردا".

وتابع: "شكرا للجمعيات والهيئات الإسلامية التي شاركت في فعاليات حملة "طلع البدر علينا" على تجمعكم تحت اطار الحملة، هذا العمل وهذا اللقاء يجعل منكم وحدة متكاملة في إداء عمل إسلامي نعتز ونفتخر به. في الماضي كان التنافس بين جمعياتنا ومؤسساتنا يصل إلى حد الابتعاد والافتراق، وانا اليوم اشعر بالعزة والافتخار بتلاقي مؤسساتنا على الأعمال المشتركة، التي تفيد ليس فقط مجتمعاتنا الإسلامية بل مجتمعنا اللبناني بكل ما فيه من طوائف وفئات". وقال: "نحن جزء أساسي من تكوينات هذا الوطن، ونحن المسلمين في لبنان لن نتخلى أبدا عن دورنا في تعزيز مسار الدولة وفي حفظ واستقرار الأمن في لبنان، هذا واجبنا كمواطنين من هذه الدولة وشريحة أساسية من هذا المكون الجامع نقول: "لقد سئمنا وتعبنا وارهقنا من تمادي الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية، ويئس كل اللبنانين معنا من هذا الفراغ"، هل تتصورون دولة في هذا العالم يمكن ان يكون لديها فراغ رئاسي لمدة كالمدة التي قضيناها؟، أبدا، ولكل من يحاول تعطيل هذا الاستحقاق يساعد على تدمير الدولة والنظام اللبناني وعلى عدم الاستقرار والأمان في لبنان، والجلسة التي حددت في الثامن من شباط الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية نتمنى ألا تكون كسابقاتها في فقدان النصاب، فلينزل نواب الشعب الذي اختارهم لأداء واجبهم في إنجاز هذا الاستحقاق الرئاسي حتى نطوي هذه الصفحة التي فيها القلق والخطورة علينا جميعا في لبنان وكلبنانيين، فلا امن ولا استقرار ولا إنقاذ ولا خلاص حقيقي للبنان إلا بانتخاب رئيس للجمهورية". وأردف: "لن يفيدنا أبدا ما يعطى من تبريرات لتأخير هذا الاستحقاق، ونأمل من كل المسؤولين العمل على إزالة المعوقات التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية لان رئيس الجمهورية رمز وحدة هذا الوطن، والمؤتمن على الدستور وعلى سير مؤسسات الدولة، وأي فراغ نعيش فيه اليوم لا رئيس جمهورية، تأخر وتعطيل في جلسات مجلس الوزراء وتعطيل في اجتماع المجلس النيابي، ومؤسسات الدولة مشلولة والمواطنون اللبنانيون يعانون من عدم إقرار ما يؤكد مصالحهم وحياتهم ومعيشتهم". وتابع: "كفى فراغا في رئاسة الجمهورية وكفى شللا وتهديما لمؤسسات هذه الدولة التي بنيناها بدمائنا ودموعنا. فدار الفتوى لن تكون إلا مرجعية صادقة لكم، هذه المرجعية لا تكون قوية إلا بالتفافكم جميعا حولها، بالتفاف المؤسسات والجمعيات الإسلامية حول مرجعية دار الفتوى، وادعوكم لننضوي جميعا تحت شعار (وما توفيقي إلا بالله)، هذا الشعار شعاركم انتم، وشعار دار الفتوى شعار كل المسلمين". ثم قدم إسكندراني باسم الحملة للمفتي دريان مخطوطة تذكارية، تحمل قول الله: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" وختم الحفل بأنشودة جماعية "طلع البدر علينا".

 

طلال المرعبي: لماذا لا تمارس اللعبة الديموقراطية ويفوز من يفوز؟

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - رأى رئيس تيار "القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، أن "الجميع يهرب الى الامام في الاستحقاق الرئاسي، غير آبهين لاوضاع البلد المهترئة على كل صعد". على ماذا يراهن البعض؟ ولماذا لا تمارس اللعبة الديموقراطية ويفوز من يفوز؟". وقال خلال استقباله في عيون الغزلان - عكار، عددا من الفاعليات السياسية والدينية والاجتماعية، ووفدا شبابيا من هيئات المجتمع المدني: "في تاريخنا البرلماني اللبناني مر علينا الكثير من المعوقات والمعضلات، ولكن كان للمرجعيات مواقف رجولية ووطنية، واليوم للأسف كلام الليل يمحى عند بزوغ الفجر". أضاف: "إن تهميش المؤسسات الدستورية لن يكون في مصلحة أحد، والخراب سيعم الجميع. وهذا الوطن بنيناه جميعا وأرسينا فيه أسس الديموقراطية، يجب ان نضحي لأجله ونحافظ عليه. ولكن نحن نرى ما يحصل حولنا من انهيار أنظمة التي لجأت الى الفساد والتسلط والديكتاتورية". وقال المرعبي: "أن هناك الكثير من الملفات في الكثير من الوزارات التي تحصل فيها تجاوزات صغيرة وكبيرة، ولا أحد عالجها بشكل صحيح لغياب أجهزة الرقابة والتفتيش بكاملها، وهنا تقع المسؤولية"، مناشدا الرئيس سلام "الذي نعتبره مرجعا وطنيا كبيرا، دعوة المجلس النيابي الى جلسة مخصصة لكل هذه المواضيع لإيضاح الصورة وجلاء الحقيقة". واشار الى أن "لبنان بلد عربي متمسك وملتزم بالاجماع العربي، ولا يستطيع أن يتنكر اطلاقا لهذا الموقع، وندعو العرب لمزيد من التماسك لمواجهة التحديات وفرض الحلول الصحيحة في كل مناطق النزاع العربية". وقال: "إن محاربة الارهاب واجب وطني، لأن لا هدف لهذا الارهاب إلا تشويه الاسلام وضرب الاستقرار في بلادنا العربية والاسلامية"، منوها بما يقوم به الجيش وقوى الامن الداخلي وفرع المعلومات والامن العام وأمن الدولة والقوى الامنية كافة، من "خطوات استباقية أمنية جنبت البلاد الكثير من الولايات". وختاما، شدد على ما تعانيه منطقة عكار من "تقصير فاضح بالخدمات والانماء، وخصوصا على صعيد الطرقات"، مطالبا بإنهاء "ملف متطوعي الدفاع المدني وتثبيتهم".

 

كنعان: عون أصبح بعد اتفاق معراب المرشح الميثاقي الوحيد للرئاسة

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - أكد النائب ابراهيم كنعان أن "العماد ميشال عون أصبح بعد اتفاق معراب المرشح الميثاقي الوحيد لرئاسة الجمهورية"، مشددا على "ضرورة أن ينطلق الرئيس الجديد من بيئته بشكل أساسي كما قالت مذكرة بكركي". وأشار في حديث عبر إذاعة "صوت لبنان 93,3" اليوم: أن "تبني القوات ترشيح عون لم يأت من فراغ أو كردة فعل بل جاء بعد أكثر من سنة من الحوار والمشاورات"، معتبرا أن "هدف التيار من التفاهمات أبعد من سدة الرئاسة". ورأى أن "الانتخابات الرئاسية لا تحصل نتيجة "بوانتاجات" بل من خلال اتفاق سياسي مسبق"، مؤكدا أن "نواب القوات ملتزمون المشاركة في جلسات انتخاب الرئيس وهم سيشاركون في جلسة الغد". وردا على سؤال قال: "إذا دعتنا بكركي الى الالتقاء والتفاهم والبحث في الوضع المسيحي فسنلبي الدعوة. لماذا في رئاسة الحكومة تكلف الشخصية الأكثر تمثيلا للطائفة السنية وفي رئاسة الجمهورية يصبح الأمر مرفوضا؟ البعض رفض استطلاع الرأي والعودة الى الشعب نيابيا ورئاسيا وهو حتى اللحظة يعرقل اقرار قانون انتخاب جديد يؤمن الشراكة الحقيقية والمناصفة الفعلية. لا شيء مستحيلا في الحياة السياسية متى توافرت الارادة الصادقة، والتيار مستعد للقيام بأي عمل يسهم في تقريب وجهات النظر بين المكونات اللبنانية، وبالتالي فلا شيء يمنع رؤية وزراء حزب الله في معراب ونواب القوات في حارة حريك". وأوضح أن "الاختلاف مع الرئيس بري قد يتحول الى اتفاق لأن لا تباعد على المستوى الاستراتيجي بين الطرفين". وشدد على أن "التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله لم ينص على ايصال العماد ميشال عون للرئاسة، وهذا التفاهم ليس مسألة ربح وخسارة بل شكل مساحة مشتركة هدفها الاستقرار في مرحلة سابقة كانت الاصطفافات فيها حادة". وأكد أن "الغبن اللاحق بالمسيحيين منذ الطائف مسؤولية الحكومات المتعاقبة ولا يتعلق بوزارة من دون سواها"، لافتا الى أن "تغيير الواقع يتطلب الاعتراف به ووضع الاصبع على الجرح لتصويبه واعادة التوازن والشراكة". ورأى أن "احترام التوازنات هو احترام للبنان الفرادة والتعددية والشراكة، والصرخة المسيحية لم تأت من فراغ بل من وقائع وتراكمات". وفي الملف الحكومي قال: "إن العودة الى الحكومة تمت على أساس التعيينات واعادة تكريس آلية التوافق في العمل الحكومي، والتعيينات في المجلس العسكري أظهرت أن التيار أقنع شركاءه بالحكومة بما نادى به منذ أشهر".

ورفض "فرض ضريبة على البنزين بشكل عشوائي أو تحميل المواطن أعباء تداعيات فشل الحكومات والسياسات الخاطئة، فلا دولة تفرض الضرائب على المواطنين كل ما احتاجت الى ايرادات. الدولة تكبدت المليارات على مدى سنوات من جراء النفايات لنصل الى أزمة نتيجة غياب الرؤية والمعالجة الصحيحة، والموازنة وحدها يمكنها تقدير ما لدينا من ايرادات واحتياجات وكل ما عدا ذلك فخ لفرض ضرائب عشوائية على المواطن". وعن عودة الجلسات النيابية، شدد على أن "البحث يجب أن يبدأ بقانون الانتخاب فلا تغيير من دون إصلاح المؤسسات على اساس صحة التمثيل، ومصرون على الوصول خلال فترة معقولة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية واقرار قانون انتخاب جديد يعيد الشراكة الحقيقية".

 

رئيس قبرص في قداس عيد مار مارون: نتمنى إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية في أوروبا وإحلال السلام في الشرق

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - نيقوسيا - ترأس رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري قداس عيد مار مارون في كاتدرائية سيدة النعم في العاصمة القبرصية نيقوسيا، بمشاركة ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب العام البطريركي المطران بولس صياح، راعي أبرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة ولفيف من الكهنة. حضر القداس رئيس جمهورية قبرص نيكوس أنستسياديس، النائب القبرصي الماروني أنطونيوس حاجي روسوس، وزير الداخلية سقراطيس خاسيكوس، وزير شؤون الأقليات فوتيس فوتين، وزير الطاقة جورج لاكوبيريس، سفير لبنان في قبرص يوسف صدقة، عضو المؤسسة المارونية للانتشار سركيس سركيس، الرئيس الفخري للنادي الماروني إيلي عيد، مدير مكتب طيران الشرق الأوسط في قبرص نبيل أبو جودة، وفد من المجلس العام الماروني ممثلا رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن، ممثلو مختلف الطوائف المسيحية والإسلامية في قبرص وحشد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والدبلوماسية.

سويف

في بداية القداس، رحب المطران سويف برئيس الجمهورية القبرصية والكاردينال ساندري وممثل البطريرك الراعي، وقال: "باسم موارنة قبرص أتوجه إلى رئيس الجمهورية القبرصي معربا عن رغبة الموارنة، بأن يكونوا جسدا حضاريا في الجزيرة، لأن هذا الجسر يجب ان يكون قويا ليقوم برسالته".

اضاف: "فخامة الرئيس، إن الموارنة في القسم اليوناني في الجزيرة مع الابقاء واحترام العلاقات الجيدة مع الجماعة القبرصية التركية، من خلال وجود التعاون الجيد. وندعوكم مع سعادة السيد مصطفى أكينجي، لمعالجة طلبنا بعودة الموارنة إلى قراهم، مما يضمن لهم الثبات والنجاح، وألا تكون حبرا على ورق، بل عودة فعلية"، شارحا "رسالة الموارنة في الجزيرة ودورهم الفعال".

ساندري

وبعد الانجيل المقدس، ألقى ساندري كلمة نقل في مستهلها "تحيات البابا فرنسيس وبركته للحضور"، موجها التحية إلى البطريرك الراعي، الذي شارك معه في احتفال فولينيو في إيطاليا"، داعيا إلى "عودة العمل إلى المؤسسات الدستورية في لبنان وعلى رأسها رئاسة الجمهورية". وقال: "إن موارنة قبرص مع الأخوة الأرثوذكس، شهدوا سويا الإيمان المسيحي، وهم يطمحون بأن يعترف بهم كأقلية وطنية، وليس فقط دينية، في دولة موحدة أو كونفدرالية، وإن قبرص تشكل جسرا بين أوروبا والشرق". أضاف "في الشرق الأوسط هناك صعوبة في الكثير من البلدان بالاعتراف بالمواطنية الكاملة للمسيحيين، وهم عرضة للاضطهاد والتمييز بسبب إيمانهم، كما نرى في سوريا والعراق. وعلى أوروبا أن تذكر أمانتها وجذورها الدينية والثقافية، التي يبدو أنها خانتها".

صياح

بدوره، نقل صياح في مستهل كلمته "تحيات وبركة البطريرك الراعي للحضور"، شاكرا الكاردينال ساندري على "قدومه إلى قبرص للاطلاع على أوضاع القرى المارونية في شمال قبرص المحتل من قبل تركيا، ولترؤسه احتفالات عيد القديس مارون في الجزيرة".

أضاف "إن الموارنة قاوموا منذ البدايات للاحتفاظ بحريتهم الدينيةوالاجتماعية والسياسية وبفضل جهودكم يا فخامة الرئيس سوف نرى السلام في هذه الجزيرة.

روسوس

وهنأ النائب روسوس الموارنة بعدي القديس مارون شاكرا الكاردينال ساندري على حضوره هذا الاحتفال وزيارته القرى المارونية الربعة المحتلة في شمال قبرص، داعيا إلى تكثيف الجهود من قبل كافة الأفرقاء وخاصة الفاتيكان لايجاد الحلول اتلسريعة والجذرية لموارنة الجزيرة وعودتهم إلى ارزاقهم وومتلكاتهم وأراضيهم".

أنستسياديس

وشدد الرئيس القبرصي في كلمته، على "المحبة بين الكنائس، وعلاقة قبرص بالفاتيكان"، شاكرا الكاردينال ساندري على "محبته وعلاقته الأخوية مع قبرص". وقال: "إننا نعيش في زمن حرب، قرانا محتلة، ونعمل جاهدين على استرجاعها، ونأمل ونحن في وسط أزمة اقتصادية كبيرة في الدول الاوروبية، لايجاد حلول، كما هي الحال في الدول العربية، خصوصا بين فلسطين واسرائيل، ونتمنى ان يحل السلام بينهما، وفي مختلف الدول التي تعاني من الحروب في الشرق". وفي نهاية القداس أقيم حفل استقبال في صالة الكنيسة حيث تقبل ساندري وسويف وصياح التهاني بالعيد، ثم أولم سركيس على شرف الحضور.

 

الراعي: لا يمكن ملء الفراغ الرئاسي بدون رجالات سياسة ودولة يدركون أن لبنان أكبر منهم ولا يحق لأحد رهنه لحساباته

الأحد 07 شباط 2016

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا احتفاليا مساء اليوم، في كنيسة مار مارون في بلدة جعيتا، لمناسبة عيد مار مارون شفيع رعية البلدة، عاونه فيه النائب البطريركي العام على نيابة صربا المطران بولس روحانا.

وألقى الراعي عظة بعنوان "حبة الحنطة، إن وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمر كثير" (يو12: 24)، استهلها بالقول: حبة الحنطة بامتياز، هي يسوع المسيح الذي بموته وقيامته ولدت البشرية الجديدة، المتمثلة بالكنيسة ذات الثمار الكثيرة. وقد جعلها الرب نهجا لحياة كل إنسان، بحيث أصبحت التضحية بالذات مصدر كل خير على الأرض. على هذا النهج سار القديس مارون وتلاميذه وشعبه منذ وفاته سنة 410 حتى يومنا. إنه حبة حنطة وقعت في منطقة القورشية على مقربة من أنطاكية، التي بشرها بولس الرسول وبرنابا وسيلا، وأقام فيها بطرس هامة الرسل، كرسيه الأول ومكث فيها سبع سنوات، قبل أن يغادرها ليستقر في روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية الوثنية. هذه العاصمة تحولت إلى عاصمة الكثلكة، وأصبحت قبلة العالم أجمع، بفضل استشهاد بطرس مصلوبا على تلة الفاتيكان، إحدى تلال المدينة السبع، واستشهاد بولس الرسول بقطع رأسه، والعديد من المسيحيين".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بعيد القديس مارون، شفيع هذه الكنيسة وشفيع رعية جعيتا العزيزة، مع أمنا مريم العذراء، سيدة النجاة وسيدة الخلاص، ومار ساسين، بدعوة لطيفة من سيادة أخينا المطران بولس روحانا، نائبنا البطريركي العام في منطقة صربا. فإني أشكره عليها وأشكركم جميعا، محييا أولا كاهن الرعية الذي يتفان في خدمتها، والمهندس إيلي سلوان، الذي جاد بالأرض والمال لبناء هذه الكنيسة على اسم مار مارون ومجمعها الراعوي والاجتماعي، وتم تدشينها منذ اثنتي عشرة سنة، ببركة أبينا صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير. وقد جعلها المحسن كلها وقفا دينيا وخيريا لرعية جعيتا المارونية، بقرار من المحكمة الابتدائية المارونية الموحدة بتاريخ أول آب 1994. نسأل الله، بشفاعة مار مارون، أن يفيض عليه وعلى عائلته كل خير ونعمة. ونقدم هذه الذبيحة المقدسة على نيتهم أحياء وأمواتا، ذاكرين معهم جميع أبناء الرعية وبناتها. وأعرب لكم جميعا عن أخلص التهاني بالعيد".

وحيا شاكرا لجنة إدارة الوقف على "سهرها ونشاطها، وعلى إنجازها بموآزرتكم وسخائكم مشروع "بيت الرعية" للنشاطات الراعوية"، معربا عن تقديره ل"راهبات القربان الأقدس المرسلات اللواتي يعنين بالقطاع الخيري في كنيسة مار مارون، ويساعدن في إنعاش الحياة الروحية والليتورجية وتعزيزها"، وعن محبته ل"جميع أهالي جعيتا الأحباء، الذين تشدني إليهم روابط روحية وتربوية، مذ كنت آتي الرعية من دير سيدة اللويزة لإلقاء مواعظ الصوم، بتكليف من المثلث الرحمة المطران مخايل ضوميط راعي الأبرشية آنذاك، وللمشاركة في أحزانهم وأفراحهم، ولتربية العديد من أولادهم الذين كانوا يؤمون مدرسة سيدة اللويزة. وما زالت تشدني إليهم روابط مودة وتقدير، نمت مع الأيام".

ثم وجه التحية ب"كثير من التقدير، إلى الوجوه الكريمة التي أعطتها جعيتا العزيزة، ماضيا وحاضرا، على مختلف الأصعدة المدنية والكنسية، الثقافية والعلمية"، خاصا بها "وزير الداخلية الأسبق المحامي زياد بارود، ورئيس المجلس البلدي والأعضاء، ومختاري البلدة ومجلسيهما الاختياريين، والمؤسسات الكنسية المتواجدة على أرضها: مطرانية اللاتين، دير مار الياس الرأس للراهبات اللبنانيات المارونيات حيث يوجد أيضا دير الرئاسة العامة، دير راهبات مار يوسف الظهور، إكليريكية الرهبانية الباسيلية المخلصية ومدرسة سان سوفور التابعة لها وكنيسة رعية الصليب إلى جانبها".

وقال: "ومن المفرح أن نجد في جعيتا رعية زاهرة والتزاما من أبنائها وعائلاتها في مختلف منظماتها ولجانها المعنية بنشاطاتها الروحية والراعوية والثقافية والاجتماعية. نذكر من بينها"رسالة أم" للتنشئة الروحية التي ترافقها حاليا الأختان جهاد وسوسن؛ أخوية مار يوسف؛ جوقة الرعية للكبار، وجوقة الصغار؛ الحركة الرسولية المريمية بأقسامها الخمسة: البالغين والشبيبة والفتيان والأحداث والأطفال؛ لجنة المحبة لمساعدة العائلات المحتاجة مع لجنة كاريتاس؛ اللجنة الليتورجية؛ لجنة المسنين؛ فكشافة مار ميخائيل بأقسامها الثلاثة، اخوية قلب يسوع التي تشكل موسيقى جعيتا".

أضاف: "إن كل الذين من بينكم ومن الذين سبقوكم، أعطوا وضحوا في سبيل الخير العام سواء في العائلة الدموية الصغيرة، أم في العائلة الاجتماعية، أم في العائلة الوطنية، قد اتخذوا نهج حبة الحنطة. هذا النهج وحده كفيل بأن ينمي الشخص البشري والمجتمع. ولكن لا أحد يضحي بذاته وبشيء إلا إذا سكنت المحبة قلبه، عملا بقول المسيح الرب: "ما من حب أعظم من هذا، وهو أن يبذل الإنسان نفسه عن احبائه" (يو15: 13). نقرأ في كتاب الاقتداء بالمسيح: "يعمل ويضحي كثيرا من يحب كثيرا. يعمل ويضحي كثيرا، من يتقن عمله. يعمل حسنا ويضحي بفرح من يفضل خدمة الجماعة على راحته الذاتية. من كانت فيه المحبة الحقيقية الكاملة، لا يطلب شيئا لنفسه ولا يرجو مكافأة، بل تكون رغبته الوحيدة أن يتمجد الله في كل شيء، لأنه هو مصدر كل خير" (الاقتداء بالمسيح 1/5). ألم يقل بولس الرسول: "ولو كانت لي النبوءة، وكنت أعلم جميع الأسرار والعلم كله، ولو كان لي الإيمان كله لأنقل الجبال، ولم تكن في المحبة، فلست بشيء. لو بذلت كل أموالي إحسانا، ولو أسلمت جسدي لأحرق، ولم تكن في المحبة، فلست بشيء" (1كور13: 2-3)".

وتابع: "القديس مارون عاش، على خطى المسيح، سر حبة الحنطة بفيض من حبه لله. فعاش ناسكا في العراء على قمة كالوته في جبل سمعان، من أبرشية قورش، على بعد خمسين كيلومترا من حلب لجهة أنطاكية، ودفن في براد. وقد تبعه تلاميذ كثيرون نهجوا نهجه، وتفانوا في بذل ذواتهم حبا بالله. فكتب تيودريطس، مطران قورش، عن القديس مارون أنه "غارس حديقة العيشة الرهبانية النسكية التي تزهر في القورشية"، وأنه هو الزارع لله، في جوار قورش، ذلك الفردوس المزهر، وهو زينة في خورس القديسين الإلهيين". وكتب عنه البطريرك الكبير المكرم اسطفان الدويهي: "تسحرني أعماله وفضائله. كأني أمدح قديسين في واحد. هو إنسان ملاك على الأرض بين البشر. هو ناسك سعيد عاش بسلام في عزلته. هو واعظ غيور اشتهر بقدرته. هو رسول ذو مشورة بفطنته، لا يمل ولا يكل، لا يسأم ولا يضجر. هو دليل أمين إلى طرق الرب بفهمه وتأديبه الحكيم. هو الأب الطاهر والقديس النبيل الذي يشرف بلاد قورش وسائر المشرق بقداسته وصنع معجزاته. هو مؤسس أمة نشرت، في حقل المسيح، بذور ألوف الفضائل، وأثمرت زينة الكنيسة بقديسيها، وشرفت الأوطان. في وجه مارون اختراق النسر، وبساطة الحمام، ووداعة الحمل، وقوة الأسد وشجاعته" (راجع الأب بيار سعادة: مارون أمام الله وأمام الناس، ص 27-28)".

وأردف: "من مار مارون، حبة الحنطة، ومن تلاميذه الذين تلألأوا بإيمانهم الكاثوليكي المريمي في مجمع أفسس (431) وبإيمانهم بالمسيح الإله الكامل والإنسان الكامل بطبيعتيه وبسر تجسده في مجمع خلقيدونية (451)، ومن دم الشهداء الثلاثماية والخمسين تلامذة القديس مارون، ولدت الكنيسة المارونية، كسنبلة كثيرة الثمار وانتشرت في لبنان والمشرق وفي بلدان الانتشار. الموارنة مدعوون اليوم للعودة إلى جذورهم، إلى روحانية القديس مارون وتلاميذه، السريانية الأنطاكية؛ إلى نهج حبة الحنطة، إلى سر الموت والقيامة بمفهومه الروحي؛ إلى ثقافة التضحية والتجرد من الذات بغية تأمين الخير الأكبر والأشمل؛ إلى عيش هذه الثقافة في الحياة الزوجية والعائلية، في الكنيسة، في المجتمع؛ وإلى التواجد في كل مكان بروحانية التجسد الإلهي، مثل "الخميرة في العجين، والملح في الطعام" (متى 13: 33؛ 5: 13)".

ورأى أنه "لا يمكن النهوض بلبنان، سياسيا واقتصاديا وإداريا، من دون رجال ونساء يضحون بسخاء ويعملون ببطولة المحبة، وبتجاوز المصلحة الذاتية الصغيرة. ولا يمكن الوصول إلى ملء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، من دون رجالات سياسة ودولة يدركون أن لبنان-الوطن والدولة أكبر منهم جميعا، ولا يحق لأحد رهنه لحساباته"، معتبرا أن "ممارسة المسيحيين للعمل السياسي وللسلطة السياسية، ولا سيما من أبناء القديس مارون، تستدعي التميز بروح الخدمة، على مناقبية وكفاءة، وبالشهادة للقيم الانسانية والانجيلية، وبالاستنارة بالمبادئ التي تعلمها الكنيسة، وبالتضحية المتفانية في سبيل الخير العام"، مشيرا إلى أنه "عندما فصل الرب يسوع بين الدين والدولة، بقوله:"أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" (متى 22: 21)، كان يدعو إلى واجب الجمع بين العمل السياسي والمبادئ الروحية والأخلاقية، وواجب التناغم بين الروحي والإنساني، وواجب الخضوع لموجبات الدولة كوطن أرضي ننتمي إليه بالمولد وسنتركه بالموت، والخضوع في آن لموجبات الوطن السماوي، الذي ننتمي إليه بالإيمان ونسعى إليه عبر القيام بواجباتنا تجاه الدولة والمجتمع وتجاه الله".

وقال: "إن سنة الرحمة التي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس، وافتتحها ونحن معه في 8 كانون الأول الماضي، تدعونا في زمن الصوم الكبير الذي نبدأه غدا، إلى وقفة مع الذات لمحاسبتها ومساءلتها تحت نظر الله في ضوء كلامه، "كلام الحياة الأبدية" (يوحنا 6: 86). وتدعونا إلى التوبة والعودة إلى الله، من أجل تحرير الذات، من كل ما يعيقها عن الالتزام بخدمة الخير العام اليوم وفي كل لحظة من حياتنا. إن قلوب البشر بحاجة إلى رحمة ومشاعر إنسانية، لكي نعيش جميعنا بطمأنينة وسعادة، ونتعاون بثقة في خلق مجتمع أفضل".

وأشار إلى أن "تاريخ الكنيسة المارونية، من القديس مارون إلى اليوم، يمتاز بأشخاص كنسيين ومدنيين تذوقوا قيمة الخلوة مع الذات أمام الله، وأتوا بأعمال إصلاحية كبيرة. ونذكر على الأخص بطاركة يانوح وإيليج وقنوبين. وترصع جبين كنيستنا بحبساء انقطعوا عن العالم، للتقشف والصلاة في المغاور والمناسك، من أجل خلاص العالم واستمرارية عمل الفداء. فلا بد، من أجل إنجاز أي إصلاح في المجتمع، من البدء بإصلاح الذات".

وختم: "هذه الأمثولة يعطينا إياها القديس مارون في يوم عيده. فلنرفع معه ومع طغمة أبنائه وبناته الأبرار نشيد المجد والتسبيح لله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الراعي: ننادي مجددا الكتل السياسية التي تعطل انتخاب رئيس بأن يحزموا أمرهم لان البلاد في طريق الانهيار

الأحد 07 شباط 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في بكركي، عاونه المطارنة سمير مظلوم، حنا علوان وأنيس ابي عاد والأب انطوان عطاالله، في حضور عائلة المرحوم سمير فؤاد كنعان، متطوعي الدفاع المدني وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "حول يسوع الماء الى خمر فائق الجودة"، (راجع يو 2: 7-10)، قال فيها:" يدعى هذا الأحد أحد مدخل الصوم الكبير، الذي نبدأه غدا. وهو زمن صيام وصلاة وأعمال محبة ورحمة، زمن التوبة إلى الله والمصالحة معه ومع الناس. تفتتحه الكنيسة بحضور يسوع في عرس بقانا الجليل، للدلالة أن زمن الصوم هو لقاء مع الله بالمسيح، وبالتالي زمن سعادة وفرح بفعل كلمة الله الهادية إلى الحقيقة والمحرِرة من الضلال. وتتأمل في آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، للدلالة أن زمن الصوم هو موسم التغيير الداخلي بفعل النعمة الشافية وعمل الروح القدس. فكما حول يسوع الماء إلى خمرة جيدة، نسأله أن يحول كل واحد وواحدة منا إلى إنسان جيد وجديد". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الذبيحة الإلهية، ونحييكم واحدا واحد، راجين لكم الدخول في زمن الصوم الكبير بفرح اللقاء بالمسيح الفادي. ونحيي بنوع خاص عائلة المرحوم سمير فؤاد كنعان الذي ودعناه معها في مطلع الأسبوع الفائت، ونصلي لراحة نفسه في ملكوت السماء، ونجدد التعزية الإلهية لزوجته وأولاده وأنسبائهم. ونحيي بيننا وفد المتطوعين في مؤسسة الدفاع المدني، ونشكرهم اولا على تضحياتهم في خدمتهم، ونحيي ارواح الشهداء الذين سقطوا من صفوفهم اثناء القيام بمهماتهم الانسانية. واننا نتوجه الى الحكومة مطالبين بإنصافهم وبإحترام حقوقهم ومطالبهم حرصا على هذا الجهاز الانساني والاجتماعي الاساسي في حياة الوطن". وتابع: "لقد أصدرنا رسالتنا العامة الخامسة لصوم 2016، بموضوع: "الصوم الكبير ويوبيل سنة الرحمة" التي ستوزع عليكم في ختام هذه الليتورجيا الإلهية. وفيها ثلاثة أقسام تقود مسيرة الصوم نحو العبور بنا مع فصح المسيح إلى حياة جديدة. في القسم الأول، نتأمل في واجب الصلاة وسماع كلام الله وممارسة سر التوبة، وفي القسم الثاني، نقدم توجيهات الكنيسة لعيش الصيام والقطاعة والأماتات؛ وفي الثالث، نوجه الدعوة للقيام بأعمال المحبة والرحمة". أضاف: "يستمد الصوم الكبير من يوبيل سنة الرحمة نعمة فوق نعمة، لأنه انفتاح القلب وفيه رغبة عميقة للعبور من خلال الباب المقدس إلى رحمة الله، نختبرها في نفوسنا ونلتزم بأن نكون رحماء تجاه الآخرين، كما الله هو رحوم معنا. إن مسيرة الصوم وعبور الباب المقدس يذكراننا بأننا في حالة حج على وجه الأرض، وحالة مسافرين نحو هدف منشود، هو سعادة الحياة التي نجدها في الله وحده، بحسب قول القديس اغسطينوس:"لقد خلقتنا لك يا رب، وسيظل قلبنا قلقا ومضطربا فينا، إلى أن يستقر فيك" (اعترافاتي). وقال: "حتى هذا الاستقرار الكامل، علينا أن نكون عنصر سعادة وارتياح للذين نعيش معهم في البيت والكنيسة، وفي المجتمع والوطن. هذا الواجب يعود بنوع خاص لكل صاحب سلطة ومسؤولية. وكم نرجو ذلك من السلطات السياسية والإدارية تجاه شعبنا الذي يعيش في قهر الفقر والحرمان، ويقع ضحية الاستبداد والمصالح الشخصية والفئوية، ويرتسم أمامه مستقبل قاتم. وفي كل حال، نوجه النداء مجددا إلى الكتل السياسية والنيابية، التي تعطل انتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي المؤسسات الدستورية والعامة، أن يحزموا أمرهم بأسرع ما يمكن، لأن البلاد في طريق الانهيار. فمن حق اللبنانيين أن يعيشوا في دولة تحترم حقوقهم، وتؤمن خيرهم العام، وتتقيد بالدستور والميثاق الوطني والنظام الديمقراطي الذي يعتمده لبنان ويقره في مقدمة الدستور التي تنص على أن "لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية" (ج).

أضاف: "هذا النداء يشمل أيضا حكام الدول، في العالمين العربي والدولي، الذين يفرضون الحرب على فلسطين والعراق وسوريا، بالمال والسلاح ودعم المنظمات الارهابية، من أجل مصالحهم السياسية والاقتصادية والاستراتيجية. فمن حق مواطني هذه الدول أن ينعموا بالسلام والعيش الآمن على أرضهم، التي عليها كتبوا تاريخهم وحضارتهم، وكونوا هويتهم. والمسيحيون هم فيها منذ ألفي سنة، وبثوا ثقافة الاعتدال والانفتاح والعيش البناء مع الآخر المختلف، وأسهموا اسهاما كبيرا في نموها وازدهارها".

وتابع: "لقد شاء الرب يسوع أن يكون ظهوره العلني الأول، في بداية رسالته الخلاصية، في احتفال عرس قانا للدلالة أنه أتى إلى أرضنا ليشارك الناس في أفراحهم، بل ليكون سبب فرحهم الحقيقي وسعادتهم، بفضل السلام الذي يزرعه في قلوبهم. كما أتى ليشارك الناس في آلامهم وحزنهم وجوعهم وفقرهم،وسمى هؤلاء "إخوته الصغار" (متى 25: 41). لم يكن حضور يسوع مقتصرا على وجوده الحسي، فهو سيد العطايا جميعها، وحيث يتواجد تفيض النعم وهبات الله. مريم أمه وحدها تعرف كل مكنونات قلبه، وتعرف أنه قادر على إخراج العروسيَن من مأزق نفاد الخمر، ومن موقع الإحراج تجاه المدعوين. فجاءت تعرض عليه مشكلة نفاد الخمر بدافع منها، لأنها هي ايضا مثله، وقد اتخذت في الأساس حالة "الخادمة" (لو1: 38)، كانت في العرس تعتني بكل ما يسعد العروسين والمدعوين. إنها "الأم الحنون" تواصل سهرها على كل بيت وعلى كل انسان. جميل هذا الحضور! جميل أن نكون في كل مكان وظرف بمثل هذا الحضور".

أضاف: "بفضل تشفع مريم أجرى يسوع آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، من بعد أن ملآ الخدام الأجران الستة بالماء. تعلمنا الآية أولا أن عطية الله أكثر مما ننتظر ونطلب، فلا تقاس بمقياس البشر. فلو وجدت أجران أكثر عددا، لأمر الرب بملئها كلها ماء.

تقدر سعة الأجران الستة ب 720 ليترا، وهي كمية كبيرة جدا، فاقت بالطبع الكمية الأساسية التي هيئتْ لاحتفال العرس. وتعلمنا أيضا أن عطية الله، أيا كان نوعها، هي دائما فائقة الجودة، لأنها صادرة عمن هو الجودة الكاملة في جوهره. وتدعونا الآية لنكون أسخياء في عطائنا، أيا كان نوعه، أكان من ذات يدنا أو من وقتنا أو من مساعدة نسد بها حاجة، حبا بالله وإكراما لجودته". وتابع: "حضور يسوع في العرس مع مريم أمه وتلاميذه، يضفي على الزواج قدسية ومعنى. فتحويل الماء إلى خمر فائق الجودة يرمز إلى أن المسيح أتى ليغير وجه الإنسان والعالم. في سر الزواج يتم تحويل "الاثنين إلى واحد"، على صورة الله الثالوث، واتحاد المسيح بالكنيسة (أفسس5: 32)، جاعلا منهما جماعة حب وحياة (الكنيسة في عالم اليوم، 51). الخمر الفائق الجودة هو الحب المتقد في قلب العروسين، الواحد للآخر. وقد أصبح بحلول الروح القدس عليهما في السر المقدس حبا مقدسا لامتزاجه بالحب الإلهي المسكوب في قلب العروسين بالروح القدس. إنه حب سام جدير بتقديسهما عبر حياتهما الزوجية والعائلية، إذا حافظ كل واحد منهما على حبه للآخر، وجعله خمرة جيدة أبدا في حلو الحياة ومرها". وختم الراعي: "في عرس البشر، في قانا، كان تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، أما في عرس المسيح الخلاصي، فكان تحويل الخمر إلى دم فاد للبشرية جمعاء بفضل حب الله اللامتناهي للبشر الذي تجلى في شخص المسيح. هكذا الخمرة أصبحت رمزا للحب المتفاني، المضحي، المعطاء. في هذا النوع من الحب يجد الإنسان سعادته، سواء في الحياة الزوجية أم في الكهنوت أم في الحياة المكرسة، أم في حياة الفرد الذي يقوم بواجب حالته أو مسؤوليته. وهذا النوع من الحب يعطي نكهة ومعنى للحياة وللعمل ولممارسة الواجب والمسؤولية. فليرتفع من قلب كل زوجين وعائلة نشيد المجد والتسبيح لله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

 

الاجتماع السنوي لهيئة "لقاء مسيحيّي المشرق" ناقش أوضاع المنطقة وآفاق المستقبل

النهار/8 شباط 2016/عقدت الهيئة العمومية لـ"لقاء مسيحيي المشرق" اجتماعها السنوي الخامس، يومي الجمعة والسبت 5 و6 شباط، في مطرانية الكلدان في بعبدا مركز اللقاء، في حضور رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي. وانضم إلى اللقاء حتى الظهر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ورؤساء طوائف من العراق ومصر والاردن ولبنان وبلاد الانتشار. واستهلت الجلسة بكلمة للأمين العام لـ"اللقاء" المطران سمير مظلوم، قال فيها: "اننا نعيش اليوم في منطقتنا ظروفا هي من أصعب الظروف التي مرت علينا منذ تأسيس الكنيسة، وذلك بسبب موجات العنف والإرهاب، والقتل والتهجير، والتطرف الديني والتكفيري الذي يعاني منه المسيحيون وغيرهم من المكونات المشرقية، ولو بنسب متفاوتة". وشدد على أن "الحضور المسيحي في المشرق هو رسالة وشهادة، وبالتالي لا يحق لنا أن نبقى هنا وجل اهتمامنا الاستمرار في البقاء، لأن هذا سيؤدي الى الانعزال والخوف وعقدة الأقليات القاتلة". وذكر بأن هدف "لقاء مسيحيي المشرق" هو "تثبيت الحضور المسيحي الحر والفاعل في المشرق وتعزيزه". ثم قدمت التقارير السنوية من أميني السر والمال، وبعد المناقشة، جرى قبول أعضاء جدد في الهيئة العامة من لبنان ومصر والعراق والاردن وبلاد الانتشار. ويوم السبت تابع اللقاء في جلساته البحث في خطته الاستراتيجية وآفاق المستقبل، واستضاف البطريرك الراعي الذي شارك في الاستماع الى شهادات عن الاوضاع في سوريا والعراق ومصر. كذلك شارك في الاجتماع الوزيران السابقان موريس صحناوي وزياد بارود، اللذان يرافقان عمل اللقاء منذ فترة. وفي ختام اجتماعه وجه اللقاء "رسالة رجاء وتشجيع إلى جميع سكان هذا المشرق ومكوناته، وذلك على رغم ظاهرة العنف والإرهاب التي تجتاحه". كذلك وجه "دعوة ملحة" إلى جميع المسؤولين والقياديين والمرجعيات الدينية في كل دول المنطقة، داعيا إياهم الى "إدانة العنف والتصدي الصريح للارهاب، وإلى المشاركة في بناء ثقافة السلام، والحياة المؤسسة على احترام حقوق الانسان وعلى صون الحرية والعدالة والعيش المشترك بكرامة ومساواة وديموقراطية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ملامح اتفاق سري جديد بين دمشق وموسكو يشمل توسيع الدور الروسي

08/02/16/فتحت زيارة وزير دفاع الأسد فهد جاسم الفريج إلى موسكو، ومحادثات سفيره هناك مع عملاق الغاز والنفط الروسي «غاز بروم» باب التكهنات واسعاً، للشك بأن النظام يخطط لعقد اتفاقيات جديدة، ما بين الاقتصادية والعسكرية، خصوصاً أن ما نشر عن زيارة الفريج ولقائه وزير الدفاع الروسي لم يتعد المعلومات الروتينية التي لا تضيف جديداً. وتوقعت مصادر أن هناك نية لدى نظام الأسد بتعديل اتفاقيته التي أبرمها مع الروس، خصوصاً في الجانب المتعلق بأماكن انتشار القوات الروسية، إذ تذكر الاتفاقية أن النظام يقدم مطار حميميم كمكان للطائرات العسكرية الروسية، ولم يذكر أي أماكن أخرى، كما أن الاتفاقية المعلنة من الطرف الروسي لم تنشر «البروتوكول الملحق بالاتفاقية»، الذي بموجبه يتم تحديد أماكن انتشار القوات الروسية في سورية، مشيرة إلى أن البروتوكول الملحق سيكون «المكان» لإجراء التعديلات التي ستطرأ على أماكن تواجد القوات الروسية. وذكر موقع «العربية نت» الإخباري أن توقعات العسكريين تشير إلى أن التعديل سيشمل تقديم أماكن جديدة لانتشار القوات الروسية، قد تكون قريبة من الحدود السورية – التركية، خصوصاً أن الروس يروجون منذ فترة لقصة «توغل تركي» في الأراضي السورية.من ناحية ثانية، تكتسب محادثات اللواء السابق السفير الحالي للنظام السوري لدى موسكو رياض حداد مع «غاز بروم» درجة كبيرة من الأهمية، لأنه يتمتع بصفته الديبلوماسية الرسمية كسفير فوق العادة بمزايا عدة، منها عقد الاتفاقيات والتباحث بشأن قضايا عسكرية وأمنية مع الروس، من دون الرجوع بالضرورة إلى نظامه في دمشق. وقالت مصادر مطلعة إن آخر محادثات حداد كانت مع رئيس شركة «غاز بروم» الروسية ألكسي ميللر، تناولت إمكانية التعاون بين روسيا والنظام السوري «بعد استقرار الأوضاع في البلاد» وانتهاء الأعمال القتالية، مضيفة إن هناك أنباء عن إمكانية أن تقوم «غاز بروم» بالتنقيب عن النفط في محافظة اللاذقية. وفي الوقت الذي لم يرشح شيء عن ملامح الاتفاق الذي ينتظر «عودة الاستقرار إلى سورية» كي يسري ويتخذ صفة إجرائية، تطرقت محادثات الطرفين أيضاً «إلى الوضع الحالي» لقضايا النفط والغاز في سورية، إلا أن مصادر أشارت إلى أن المحادثات «بانتظار عودة الاستقرار» تعتبر سابقة غامضة في تاريخ عقد الاتفاقيات، متسائلة «ما قيمة التباحث إذا كان الشرط افتراضياً أو متوقعاً؟». يشار إلى أن الاتفاقية العسكرية التي أبرمها النظام السوري مع الروس، تمت من دون الرجوع إلى أي جهة تشريعية في الدولة، خصوصاً أن الدستور السوري الذي وضعه النظام نفسه ينص في مادته الخامسة والسبعين على أن من اختصاصات البرلمان «إقرار المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تتعلق بسلامة الدولة»، ما يعد مخالفة دستورية أخرى تتضمنها اتفاقية الأسد مع الروس.

 

أردوغان يخيِّر واشنطن بين تركيا وأكراد سورية

08/02/16/اسطنبول – أ ف ب: أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، عن غضبه إزاء دعم الولايات المتحدة أكراد سورية، الذين يعتبرهم مقربين من «حزب العمال الكردستاني»، داعياً واشنطن إلى الاختيار بين تركيا و»إرهابيي كوباني». وانتقد الزيارة التي قام بها أخيراً، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد المتطرفين بريت ماكغورك إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تسيطر على مدينة كوباني السورية. وقال «لقد زار كوباني فيما ينعقد مؤتمر جنيف بشأن سورية، وتسلم لوحة من ما يسمى قائد وحدات حماية الشعب»، متسائلاً «كيف يمكننا أن نثق بكم؟، هل أنا شريككم؟ أم إرهابيو كوباني؟».وأشار إلى أن «حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيم إرهابي، حزب الاتحاد الديمقراطي هو نفسه حزب العمال الكردستاني»، مذكراً بأن «العمال الكردستاني» مصنف «إرهابياً» من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وكانت «وحدات حماية الشعب»، الجناح المسلح لـ»حزب الاتحاد الديمقراطي»، شاركت بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في التصدي قبل عام لهجوم تنظيم «داعش» على كوباني، القريبة من الحدود التركية بعد معركة شرسة استمرت أشهراً. ورغم الانتقادات، رفضت أنقرة مد يد العون لـ»وحدات حماية الشعب»، معتبرة أنها الفرع السوري لـ»حزب العمال الكردستاني»، الذي يقود تمرداً منذ العام 1984، على الأراضي التركية. يشار إلى أن حزب «الاتحاد الوطني الديمقراطي»، الحزب الكردي الأبرز في سورية، لم يدع إلى مفاوضات جنيف التي علقت حتى أواخر فبراير الجاري، بسبب رفض تركيا الداعمة للمعارضة السورية والهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن لقاء موسع لأطياف المعارضة السورية السياسية والعسكرية، مشاركته. وأبدت الحكومة التركية مراراً خشيتها من أن يسمح الدعم العسكري الأميركي للأكراد السوريين، الذين يسيطرون على جزء كبير من أقصى الشمال السوري على طول الحدود التركية، بتوسيع نفوذهم غرباً.

 

الإمارات: مستعدون لإرسال قوات برية إلى سورية

08/02/16/أبوظبي – رويترز: أعلنت دولة الإمارات أمس، أنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سورية في إطار التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم «داعش». ورداً على سؤال عما إذا كانت الإمارات مستعدة لإرسال قوات عند الحاجة، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن «هذا هو موقفنا على الدوام»، مضيفاً «نشعر بخيبة أمل من بطء التصدي لداعش الإرهابي». وأوضح «نحن لا نتحدث عن آلاف الجنود، لكننا نتحدث عن قوات على الأرض تقود الطريق، سيقدم هذا الدعم، وأعتقد أن موقفنا يبقى كما هو، وعلينا أن نرى كيف يتقدم ذلك»، مشيراً إلى أن وجود «قيادة أميركية لهذه القوة سيكون شرطاً مسبقاً للإمارات». وكانت السعودية اعلنت الخميس الماضي، أنها مستعدة للمشاركة في أي عمليات برية في سورية إذا قرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم «داعش» البدء في مثل هذه العمليات.

 

افتتاح ممثلية لأكراد سورية في موسكو الأربعاء المقبل

08/02/16/القامشلي – أ ف ب: أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سورية أنها تعتزم فتح ممثلية لها في موسكو، بعد غد الأربعاء، كما في عواصم أخرى في وقت لاحق. وقالت نائبة رئيس هيئة العلاقات الخارجية في «مقاطعة الجزيرة» في الإدارة أمينة أوسي «حاولنا العمل لإعطاء الشرعية للإدارة الذاتية على المستويين الإقليمي والدولي»، مضيفة إن التحضيرات لافتتاح «ممثلية في موسكو بشكل رسمي شارفت على النهاية وسيحصل ذلك في العاشر من الشهر الجاري». وأشارت إلى أن هناك تحضيرات أيضاً لفتح «ممثلية في برلين في أقرب وقت ممكن»، كما «هناك تحضيرات لفتح ممثليات في واشنطن وباريس وجميع الدول صاحبة القرار، وحتى في الدول العربية أيضاً». وقالت إن «الإدارة الذاتية افتتحت العام الماضي ممثلية لها في إقليم كردستان» في العراق، موضحة أن «الممثليات ستمثل المقاطعات الثلاث كوباني وعفرين والجزيرة، وستكون بمثابة نوع من الاعتراف بالإدارة الحالية». وأشارت إلى زيارات قامت بها وفود أجنبية إلى منطقة الإدارة الذاتية، بينها زيارة بريت ماكغورك ممثل الرئيس الأميركي باراك أوباما في التحالف الدولي ضد «داعش» إلى كوباني نهاية الشهر الماضي.

 

المعارضة في ريف حلب الشمالي بين فكي كماشة جيش النظام والمقاتلين الأكراد وتركيا مستعدة لفتح حدودها أمام آلاف السوريين إذا كان ذلك ضرورياً

08/02/16/اونجو بينار (تركيا) – ا ف ب، رويترز: أعربت أنقرة، أمس، عن استعدادها في حال «الضرورة» لفتح حدودها امام آلاف السوريين الذين يعيشون وفق منظمات انسانية أوضاعاً «يائسة»، إثر فرارهم من معارك عنيفة تقدم خلالها جيش النظام بغطاء روسي في ريف حلب الشمالي. ويواصل جيش النظام والمسلحون الموالون له من جهة ومقاتلون أكراد من جهة ثانية التقدم في ريف حلب الشمالي في شمال سورية، على حساب الفصائل الاسلامية والمقاتلة وسط غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، ان بلاده مستعدة لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين، قائلاً «يسد النظام الطريق على قسم من حلب … إذا وصلوا الى ابوابنا وليس لديهم خيار آخر، وإذا كان ذلك ضرورياً، فسنضطر الى السماح لاخواننا بالدخول». ولم يحدد اردوغان متى يمكن فتح الحدود فيما استمر أمس إغلاق معبر اونجوبينار (باب السلامة من الجهة السورية) أمام النازحين. وقال مسؤول تركي، رفض الكشف عن اسمه، ان «الحدود مفتوحة للحالات الطارئة»، مشيرا الى «دخول سبعة جرحى الجمعة (الماضي) إلى تركيا وآخر يوم السبت (اول من امس) لتلقي العلاج». وكان حاكم منطقة الحدود في معبر كيليس سليمان تبيز، أعلن أول من أمس أن تركيا تتولى رعاية نحو ثلاثين ألفاً من اللاجئين الذين تجمعوا حول مدينة اعزاز السورية القريبة خلال اليومن الماضيين. وتحدث عن امكانية وصول 70 الف آخرين الى المنطقة الحدودية. وتحت وطأة المعارك في ريف حلب الشمالي (شمال) اثر هجوم عنيف لجيش النظام الاثنين الماضي، فر الآلاف من بلداتهم وقراهم باتجاه الحدود التركية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فر أكثر من 40 الف مدني من بلدات وقرى استعادتها قوات النظام خلال هجومها في شمال حلب. كما فر آخرون من بلدات واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بسبب القصف الجوي الكثيف. ووصفت رئيسة بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» الى سورية موسكيلدا زنكادا وضع النازحين السوريين الذين تجمع القسم الاكبر منهم في محيطة مدينة اعزاز بـ»اليائسة»، مشيرة إلى عدم توافر أماكن كافية لاقامة النازحين بالاضافة الى نقص في المياه ومشكلات في الصرف الصحي في مناطق عدة. وتحدثت عن قصف تعرضت له ثلاث مستشفيات تدعمها المنظمة في ريف حلب الشمالي. وقال مأمون الخطيب، مدير وكالة «شهبا برس» في حلب، «نصبت نحو 500 خيمة على الجانب السوري … ورغم ذلك فإن اعداد الاسر التي افترشت العراء، إن كان على الطرقات او في البساتين وحتى المساجد أكثر من تلك التي حصلت على خيمة تأويها». ميدانياً، يواصل جيش النظام تقدمه في ريف حلب الشمالي، اذ تدور اشتباكات جنوب قرية كفين التي تفصله عن بلدة تل رفعت، احد اهم معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي، وفق المرصد السوري. وتتواصل الاشتباكات في محيط بلدة بيانون الواقعة على طريق الامدادات الرئيسية بين مدينتي حلب جنوباً واعزاز شمالاً. وتترافق الاشتباكات في ريف حلب الشمالي مع غارات جوية روسية مكثفة، بحسب المرصد. وقال مصدر عسكري تابع للنظام، أمس، ان «العملية العسكرية مستمرة (في ريف حلب الشمالي)»، مؤكداً ان «الهدف الرئيسي لكل الجبهات هو قطع طرق الامداد، والانتقال إلى جبهات أخرى». وأوضح المصدر أن «معارك ريف حلب تتسم بالمساحات الشاسعة، والأرض المنبسطة، والطبيعة الجغرافية غير المعقدة، التي يسهل معها انتقال الجنود والآليات». واستعاد جيش النظام منذ بدء هجومه الاثنين الماضي بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، بينها حردتين ورتيان، وكسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجح في قطع طريق امدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا.

وفي ضوء ذلك، نجحت قوات النظام بتضييق الخناق اكثر على الاحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش نحو 350 الف مدني، وفق المرصد السوري. كما لم يبق امام مقاتلي الفصائل سوى منفذ واحد يتعرض أيضاً لقصف جوي في شمال غرب المدينة باتجاه محافظة ادلب (غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل الاسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتين. ولا يقتصر الامر على جيش النظام والمسلحين الموالين له، إذ سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية خلال الايام الماضية على قريتي الزيارة والخربة وتلال الطامورة، وفق المصدر العسكري، الذي أضاف ان «الفصائل المسلحة أصبحت بين فكي كماشة، الأكراد، والجيش السوري»، وذلك رغم «عدم صدور أي تصريح رسمي عن تنسيق كردي – سوري معلن». إلى ذلك، أفاد المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة تدور ايضا بين الفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة ووحدات حماية الشعب الكردية من جهة ثانية، وسط تقدم للأخيرة، في قرية العقلمية قرب مطار منغ العسكري. وعلى جبهة اخرى، سيطر جيش النظام على المنطقة الفاصلة بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق الجنوبي، وفق الاعلام الرسمي والمرصد السوري. وتسيطر فصائل اسلامية على داريا منذ العام 2012 ويقع الى شمال الغرب منها مطار المزة العسكري. كما أفاد المرصد عن مقتل 20 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بعدما نجح فصيل «جيش الاسلام»، الاهم في الغوطة الشرقية لدمشق، من صد هجوم لها على بلدة تل صوان.

 

وفاة أنيسة مخلوف والدة بشار الأسد أوصلت أسرتها لمواقع القرار

08/02/16/دمشق – وكالات: رحلت أنيسة مخلوف، والدة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لتطوي صفحة بارزة لعبت فيها أدواراً عدة، سواء مع الرئيس السابق حافظ الأسد أو وريثه بشار، وإن كانت كلها ظلت خلف الستار. وتضاربت الأنباء بشأن مكان وفاتها، حيث أشارت وكالة أنباء النظام إلى أنها توفيت في دمشق، في حين ذكرت مصادر مطلعة أنها توفيت في دبي، حيث تقيم مع ابنتها. ورغم أنها كانت تحرص على عدم الظهور الإعلامي، إلا أن تأثيرها على مسار الأحداث في سورية كان معروفاً، وذلك في حقبتي حافظ وبشار، حتى أن الاتحاد الأوروبي أضافها العام 2012، إلى لائحة الشخصيات السورية الخاضعة لعقوبات. وذكرت صحيفة «يو أس أي توداي» الأميركية الصادرة أمس، أن أنيسة مخلوف ظلت هي «السيدة الأولى» الفعلية حتى بعد رحيل زوجها وتولي نجلها بشار السلطة، مضيفة إن البعض أشار إلى أنها نصحت نجلها في بداية الأحداث العام 2011، بالتعامل بقسوة مع المظاهرات وقمعها بشدة. من جهتها، أكدت مصادر أن لمساتها بإدارة السلطة معروفة لمراقبي الشأن السوري منذ ورث ابنها بشار البلاد وكل ما فيها وعليها، أهمها كانت نصحها له بأن يعالج ما يجري في سورية «بالطريقة نفسها التي عالج بها والده ما جرى في العام 1980، من أحداث»، ما أدى إلى مجزرة حماة، التي قضى فيها نحو 20 ألف قتيل. وكانت أنيسة مخلوف بوابة دخول أسرتها إلى الحكم، فقد تولى الكثير من أقاربها مناصب رفيعة في النظام أمنياً وسياسياً، بل إن نجل شقيقها رامي مخلوف، بات أبرز رجل أعمال في البلاد وسيطر على العديد من القطاعات الاقتصادية، ما دفع المعارضين للأسد لاعتباره رمزاً للفساد. ومن بين أقاربها ابن شقيقتها، رئيس الأمن السياسي في مدينة درعا حتى العام 2011، العميد عاطف نجيب، الذي يعتبره البعض أبرز من يتحملون مسؤولية تفاقم الأحداث. يشار إلى أن والدة الأسد قضت عن عمر 86 عاماً وتزوجت حافظ الأسد في العام 1957، ولديها منه خمسة أبناء رحل منهم باسل ومجد، وبقي بشار الذي يتولى الرئاسة حالياً، وماهر، الذي يقود واحدة من أبرز فرق الجيش، إلى جانب الابنة بشرى، التي تعيش في دبي.

 

تقرير يكشف فساداً بمليارات الدولارات خلال حكم المالكي

08/02/16/بغداد – الأناضول: كشف تقرير المدقق الدولي لصندوق تنمية العراق (الحساب الذي تودع فيه كل ايرادات النفط)، امس، عن مخالفات مالية وتعاقدية كبيرة في وزارة الصحة العراقية، تتعلق بمشاريع فاشلة وعقود وهمية وأدوية غير صالحة للاستهلاك بمليارات الدولارات، ابرم أغلبها خلال فترة تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة بين العامين 2006-2014. وجاء في التقرير المطول الذي نشر على موقع الخبراء الماليين، إن “هناك 4 مشاريع بمبلغ 39 ملياراً و339 مليون دينار عراقي (نحو 33 مليون دولار) لعام 2013 كانت نسبة الانجاز فيها صفراً حتى العام 2015، وهناك عقدين وقعا في العام 2011 لبناء مستشفيين تعليميين في محافظتي المثنى وكربلاء بمبلغ 249 مليون دولار كان من المقرر انجازهما في مارس 2015، لكن نسبة انجازها لم تتجاوز سوى 29 في المئة لغاية سبتمبر 2015. واضاف التقرير أن “الوزارة تعاقدت بـ6 مشاريع لانشاء مستشفيات تعليمية في البصرة، وذي قار، وبابل، وكربلاء، وميسان، والنجف، العام 2009 بقيمة 898.5 مليون دولار، ولم تنجز المستشفيات حتى اكتوبر 2015 رغم منح الشركات مدة اضافية بنسبة 100 في المئة”. وكشف التقرير عن “وجود فرق بقيمة أكثر من 1.2 تريليون دينار (نحو مليار دولار) بحسابات الموازنة التشغيلية (الرواتب) لوزارة الصحة منذ العام 2013 لم تجر مطابقته مع وزارة المالية”. من جهتها، كشفت لجنة النزاهة في البرلمان العراقي، امس، عن فتح تحقيق مع وزارة الصحة بشأن المشاريع المنفذة خلال الاعوام الماضية، مؤكدة ان تقرير المدقق الدولي ستتم دراسته من قبل اللجنة.

 

مؤتمر في بيروت يدعو إلى وقف اضطهاد الأحوازيين العرب في إيران

08/02/16/بيروت – الأناضول: نظم “المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات”، أمس في بيروت، مؤتمراً عن “الاضطهاد” الذي تتعرض له الأقلية العربية في منطقة الأحواز في إيران، داعياً لإرسال لجنة تحقيق دولية تستقصي “الأوضاع الإنسانية الصعبة والجرائم التي ترتكب بحق الأحوازيين”. وشدد مدير المركز حسان قطب في كلمته على أن “الشعب العربي في منطقة الأحواز يعيش الظلم والقهر والاستبداد ومصادرة ممتلكاته والتعتيم على وجوده ودوره”، متهماً السلطات الإيرانية بـ”احتلال الأحواز العربية”. ولفت إلى أن “المطلوب اليوم وقف الظلم الواقع على الشعب العربي الأحوازي”، مؤكدا أن “التضامن العربي وحده الكفيل بوأد الفتن وهزيمة المتآمرين من فلسطين الى الأحواز مرورا بكل العواصم العربية التي أعلن أحد قادة الحرس الثوري الإيراني احتلالها والهيمنة عليها”. أما المحامي اللبناني المختص بالقانون الدولي طارق شندب، فلفت الى أن “الشعب العربي الأحوازي يتعرض للاعدامات والاعتقالات التعسفية والتعذيب في السجون، فقط لأنهم عرب وأصحاب حق يحبون صحابة وآل بيت رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، ولا يفرقون بينهم”. وأشاد شندب في كلمته بـ”الأصوات الشقيقة التي تتضامن للمرة الأولى مع قضية الأحواز المحتلة”، منوهاً بـ”سعي نواب في البحرين والكويت لصدور اعتراف رسمي من المنامة والكويت بدولة الأحواز، وأنها دولة محتلة من إيران”. وطالب المؤتمر بـ”إرسال لجنة تحقيق دولية لوضع تقرير موضوعي بشأن الأوضاع الإنسانية الصعبة والجرائم التي ترتكب بحق أهلنا في الأحواز”، مشدداً على “ضرورة السماح للمؤسسات الإغاثية الدولية والمؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان بالتوجه الى الأحواز والقيام بدورها هناك”. ودعا الى “تأمين أوسع تغطية إعلامية محلية وعالمية لحماية شعبنا العربي في الأحواز ومنع نظام طهران من ممارسة المزيد من الظلم بحق العرب وسائر الأقليات”، مؤكداً “أهمية تفعيل التضامن العربي مع شعب الأحواز من أجل تعزيز صموده”.

 

الشباب والنساء في إيران بدأوا يفقدون أملهم بروحاني بسبب عجزه عن تنفيذ وعوده بالإصلاح وتحسين الحريات/الرئيس استنفد رصيده لدى المرشد ولم يترك شيئاً للتحرك في الداخل

08/02/16/طهران – رويترز: بدأ كثير من النساء والشباب في ايران يشعرون أن توقعاتهم من الانتخابات المقبلة كانت أوهاماً، وبدأوا يفقدون الأمل في رئيسهم صاحب النهج البراغماتي وما وعد به من مجتمع يسوده مزيد من الحريات. وستشهد الانتخابات البرلمانية المقررة في 26 الجاري محاولة المرشحين الاصلاحيين الذين يؤيدون الرئيس حسن روحاني، انتزاع الغالبية من المحافظين المتشددين في مجلس الشورى المكون من 290 مقعداً. وستشكل الانتخابات اختباراً للتأييد الشعبي لروحاني نفسه قبل الانتخابات الرئاسية التي تجرى في العام المقبل. ورغم أن الانتخابات قد لا يكون لها تأثير على السياسة الخارجية التي يرسم خطوطها المرشد الأعلى علي خامنئي، لكن انتخاب برلمان إصلاحي قد يعزز نفوذ روحاني في دفع الاصلاحات الاقتصادية لتحقيق انفتاح البلاد أمام الاستثمار الاجنبي والتجارة الخارجية. وكان روحاني فاز في انتخابات الرئاسة العام 2013 بفضل دعم كثير من النساء والشبان الذين شجعتهم تصريحاته عن استحقاق الايرانيين العيش في بلد حر، وتمتعهم بما تتمتع به شعوب أخرى في مختلف أنحاء العالم من حقوق. وقال سيتارة خريج الجامعة في مدينة راشت الشمالية “لن أقع في نفس الخطأ مرتين. قررت عدم الادلاء بصوتي. صوت لروحاني – فهل استطاع تحسين وضعي؟ لا لم يحدث”.

وكان أنصار روحاني يأملون أن يؤدي فوزه في الانتخابات الى تغيير اجتماعي في ايران التي تتمتع فيها النساء بحقوق أقل من الرجال في مجالات منها ما يتعلق بالميراث والطلاق وحضانة الاطفال، كما تفرض عليهن قيود في السفر وارتداء الملابس، وتطبق الشريعة الاسلامية شرطة خاصة مهمتها الحفاظ على الاداب والاخلاقيات. لكن دعاة حقوق الانسان يؤكدون أن ايران لم تأخذ خطوات تذكر في سبيل زيادة الحريات السياسية والثقافية، إذ ركز الرئيس اهتمامه على التوصل للاتفاق النووي مع القوى الكبرى لإنهاء العقوبات الدولية التي عرقلت الاقتصاد. ويبذل روحاني وحلفاؤه المعتدلون جهوداً كبيرة لحشد اثنين من قواعد التأييد الرئيسية لهم هما النساء والشباب. ولم تتحقق وعود الرئيس بتخفيف القيود على الانترنت، إذ لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي مغلقة من الناحية الرسمية وذلك رغم أن لكل من روحاني وخامنئي حساباً على “تويتر”. وكان هذا الامر محل شكوى خاصة من الشباب دون سن الثلاثين الذين يمثلون أكثر من ثلثي سكان ايران البالغ عددهم 78 مليون نسمة. وقال مهندس عمره 27 عاماً رافضاً ذكر اسمه “لن أدلي بصوتي. ما فائدة التصويت؟ آمالي تحطمت”.والصلاحيات التي يمنحها الدستور للرئيس محدودة والسلطة الحقيقية في يدي خامنئي الذي يوجه انتقادات حادة للغرب لاستخدامه النساء كأداة للاعلان عن المنتجات وإشباع “الاحتياجات الجنسية بطرق فوضوية غير شرعية”.

وستشهد انتخابات 26 فبراير الجاري أيضاً تصويت الناخبين لاختيار أعضاء مجلس الخبراء، وهو هيئة دينية يمكن أن تلعب دورا محورياً في تحديد المسار المستقبلي لايران في السياسات الداخلية والخارجية، إذ ستقع عليه مهمة اختيار خليفة لخامنئي البالغ من العمر 76 عاماً. والنساء في ايران يمثلن أكثر من نصف السكان وهن من بين الافضل تعليماً في الشرق الاوسط، ويصل معدل الالمام بالقراءة والكتابة بينهن الى 80 في المئة، كما أنهن يمثلن أكثر من 50 في المئة من خريجي الجامعات. لكن القانون الايراني يتيح للرجل تطليق زوجته بسهولة أكبر بكثير من قدرة المرأة على الحصول على الطلاق، كما أن القانون يمنح الاب حضانة أطفاله فوق سن السابعة تلقائياً. ويتعين على النساء الحصول على اذن من الرجل للسفر للخارج، كما أن شهادتهن أمام القانون تساوي نصف شهادة الرجل.ورغم أن المرأة لا تستطيع ترشيح نفسها لمنصب الرئيس فبوسعها شغل معظم المناصب الحكومية الأخرى ولها حق التصويت وقيادة السيارات.

وقالت مريم (26 عاماً) التي لم تستطع أن تحتفظ بحضانة ابنها ذي الاعوام الثمانية بعد طلاقها في مدينة اصفهان بوسط ايران “ما الذي سيتغير إذا أدليت بصوتي؟ هل يستطيع المرشحون الاصلاحيون منحي حقوقاً مساوية للرجل؟” في المقابل، أكدت فاريبا خميسي (58 عاما) الموظفة الحكومية المتقاعدة من طهران أنها لن تتخلى عن آمالها في مزيد من التحرر رغم عدم وجود دلائل على التغير الاجتماعي. وقالت “بالطبع سأدلي بصوتي في الانتخابات. المشكلات كثيرة مثل الضغوط الاقتصادية والقوانين التي تميز ضد النساء لكن إذا لم ندل بأصواتنا فسيكتسب المحافظون المزيد من السلطات”. ويعتبر بعض الساسة المؤيدين للاصلاح ان روحاني بحصوله على موافقة خامنئي على الاتفاق النووي استنفد رصيده السياسي لدى المرشد الأعلى ولم يترك شيئاً للإصلاحات الداخلية. وقال ديبلوماسي غربي في طهران “ربما يريد روحاني إحداث بعض التغييرات لكنه ليس بأي حال من الاحوال بالشخصية السياسية المعارضة للمؤسسة الدينية”، مضيفاً “أياً كان الفصيل السياسي الذي سيفوز بالغالبية في البرلمان فالسلطة النهائية ستظل في يدي السيد خامنئي”

 

الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل إلى وقف هدم منازل الفلسطينيين

08/02/16/بروكسل – وكالات: ندد الاتحاد الأوروبي بهدم المنازل الممولة من صناديق أوروبية في الضفة الغربية المحتلة، داعياً إسرائيل إلى وقف أي عملية هدم مقبلة. وذكرت الدوائر الديبلوماسية الأوروبية في بيان، ليل أول من أمس، أنه “في الأسابيع الأخيرة، حصل عدد من التطورات في الضفة الغربية تهدد بتقويض قيام دولة فلسطينية مقبلة، وبتباعد أكبر بين مختلف الأطراف”، مضيفة “ندعو السلطات الإسرائيلية إلى العودة عن القرارات المتخذة ووقف أي عملية هدم مقبلة”. واعتبرت أن عمليات الهدم المذكورة “تثير قلقاً كبيراً” لجهة حجمها و”عدد الأشخاص الذين تضرروا جراءها، بينهم أطفال”. ويشير الاتحاد الأوروبي بذلك إلى تطورين، هما السماح نهاية يناير الماضي، ببناء نحو 150 وحدة استيطانية جديدة في الضفة المحتلة، وهي سابقة في عام ونصف عام، ثم هدم عشرين منزلاً في جنوب الخليل بداية فبراير الجاري. على صعيد آخر، استشهد رجل سوداني الجنسية أمس، برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي زعم محاولته طعن جندي إسرائيلي، ليكون هذا الهجوم هو الأول الذي ينفذه أجنبي خلال أعمال العنف المستمرة منذ أربعة أشهر. وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان، أن “مهاجراً سودانياً طعن جندياً في جنوب إسرائيل، قبل أن يقتل بالرصاص”، مضيفة أن المشتبه به نفذ هجومه فيما يبدو تضامناً مع الفلسطينيين. وأوضحت أن “المشتبه به طعن جندياً فألحق به إصابة طفيفة عند محطة للحافلات، ثم لاذ بالفرار فلاحقه جندي اخر وأطلق عليه النار”. وقال رئيس شرطة عسقلان شمعون بورتال إن “السلوك والموقع والاشتباك واستهداف الجندي، كل هذا يرقى إلى هجوم ناتج عن مشاعر قومية”، وهو تعبير يستخدمه الإسرائيليون لوصف الهجمات الفلسطينية. وأضاف إن “الرجل تمتم ببضع عبارات عربية غير واضحة ولم يقل غيرها”، قبل أن يلفظ أنفاسه. من جهة ثانية، حكمت محكمة الصلح في الناصرة شمال اسرائيل، على النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي حنين الزعبي أمس، بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة إهانة شرطيين. ودينت الزعبي، التي تعتبر خصماً لمجمل الطبقة السياسية الإسرائيلية، بتهمة “إهانة موظف عام”. وقالت مصادر قضائية إن عقوبة السجن ستصبح نافذة في حال دينت في جنحة مماثلة العامين المقبلين، كما حكم عليها تسديد غرامة بقيمة 3000 شيكل (750 دولار

 

مسيحيو بغداد يتهمون الحشد الشعبي بالاستيلاء على أملاكهم

الأحد 28 ربيع الثاني 1437هـ - 7 فبراير 2016م/دبي- قناة العربية/اتهم نواب ورجال دين مسيحيون ميليشيات تنتمي إلى الحشد الشعبي بالاستيلاء على أملاك المسيحيين في بغداد بقوة السلاح، بحسب تصريحات أمين عام الحركة الديمقراطية الآشورية النائب يونادَم كَنَّا لصحيفة الحياة . وأضاف أن غالبية عمليات الاستيلاء تجري في مناطق 52 والكرادة والمنصور ومناطق راقية في بغداد، من خلال تزوير الأوراق الثبوتية داخل دوائر التسجيل العقاري، مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى عشرة آلاف دولار. وأشار أيضا إلى أن عمليات الاستيلاء شملت منازل تركها مالكوها المسيحيون أو أجّروها قبل سفرهم، وذلك يجري بسبب ضعف سلطة القانون، كما أن الشكوى لدى مكتب القائد العام للقوات المسلحة لم توقف عمليات الاستيلاء وسرقة الأملاك. كما اتهم المسيحيون الحكومة بالفشل في وقف هذه الاعتداءات وحماية ممتلكاتهم.

 

بان كي مون يطلب من كوريا الشمالية التوقف عن افعالها الاستفزازية

الأحد 07 شباط 2016/وطنية - طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من كوريا الشمالية "التوقف عن افعالها الاستفزازية"، اثر اطلاقها صاروخا بعيد المدى. واعتبر بان في بيان اطلاق الصاروخ الذي قال انه ينتهك قرارات الامم المتحدة، "امرا مؤسفا جدا".

 

إيران: لن نرسل المزيد من قواتنا إلى سوريا

الأحد 28 ربيع الثاني 1437هـ - 7 فبراير 2016م/صالح حميد – العربية.نت/لوح قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، بإرسال المزيد من القوات إلى سوريا، وقال إن "جنود قواتنا البرية يصرون على المشاركة في القتال في سوريا، لكن ليس من السياسة والحكنة أن نرسل المزيد من القوات للقتال المباشر هناك، وإننا مقيدون في إرسال المزيد من المستشارين إلى سوريا".ووفقا لوكالة أنباء "فارس"، قال جعفري على هامش مراسم تشييع الجنرال الإيراني وعناصر آخرين من الحرس قتلوا في سوريا الاسبوع الماضي، محسن قاجاريان، أمس السبت، في طهران، إن "إيران مقيدة في الوقت الحاضر في إرسال المزيد من المستشارين". وربط محللون تصريحات جعفري بازدياد عدد قتلى إيران في سوريا، حيث نشرت وكالات الأنباء الإيرانية أسماء 36 عنصرا من الحرس الثوري الإيراني بينهم حوالي 17 ضابطا قتلوا خلال الأيام الأخيرة في معارك ريف حلب الشمالي، قضوا معظمهم خلال عمليات اقتحام بلدتي نبل والزهراء. وهاجم قائد الحرس منتقدي التدخل الإيراني في سوريا وقال: هناك من ينتقدنا حول التدخل في سوريا ويقول ما علاقتنا بالحرب في سوريا؟ ويرون أنها شأن داخلي، وهذا ينم عن سذاجة كبيرة، وبالطبع فإن الكثير الكثير يعلمون أن الدفاع عن سوريا هو في الواقع دفاع عن المقاومة الإسلامية ويمنع من بلوغ التهديدات إلى أراضينا". وأشار جعفري إلى تصريحات المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، التي دافع خلالها عن التدخل الإيراني العسكري في سوريا، بالقول: "إن قائد الثورة أكد لدى لقائه مع أسر الشهداء المدافعين عن الحرم، أنه لولا هذا الدفاع لبلغت التهديدات الى أراضينا". وكان خامنئي قد أشاد لدى استقباله عوائل قتلى "مدافعي حرم أهل البيت" - وهو مصطلح تطلقه إيران على قواتها المقاتلة في سوريا – بالمقاتلين الذين سقطوا في سوريا، وقال "إنهم ضحوا بأنفسهم هناك لكي لا يصل الأعداء إلى داخل البلد، ولولاهم لاضطررنا لمواجهة الأعداء في كرمنشاه وهمدان وبقية المحافظات الإيرانية". وتشير الإحصائيات الأخيرة لقتلى الحرس الثوري في سوريا، منذ التدخل الجوي الروسي في أكتوبر الماضي وصل إلى أكثر من 250 عنصرا، بينهم جنرالات كبار وضباط من قوات النخبة.

 

أردوغان: سنفتح الحدود للسوريين إذا كان ذلك ضرورياً

الأحد 28 ربيع الثاني 1437هـ - 7 فبراير 2016م/اونجو بينار (تركيا)- فرانس برس/قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، إن بلاده مستعدة لفتح حدودها للاجئين السوريين "إذا كان ذلك ضروريا"، مؤكدا أن أنقرة "تواجه تهديدا" جراء قطع طريق إمداد رئيسي إلى جزء من مدينة حلب. وفر الآلاف من السوريين معظمهم من النساء والأطفال، نحو الحدود التركية منذ الجمعة من حلب هربا من هجوم واسع النطاق تشنه قوات النظام السوري بدعم من الضربات الجوية الروسية. وأضاف أردوغان في الطائرة للصحافيين الذين رافقوه في عودته من السنغال أن "النظام يسد الطريق على قسم من حلب. تركيا تواجه تهديدا". وتابع "إذا وصلوا إلى أبوابنا وليس لديهم خيار آخر، وإذا كان ذلك ضروريا، فسنضطر إلى السماح لإخواننا بالدخول". وقد أعلن حاكم منطقة الحدود في معبر كيليس، سليمان تبيز، السبت، أن تركيا تتولى رعاية حوالي ثلاثين ألفا من اللاجئين الذين تجمعوا حول مدينة اعزاز السورية القريبة خلال اليومن الماضيين. وقال إن 70 ألفا آخرين قد يتوجهون إلى الحدود التركية إذا استمر تقدم قوات النظام السوري في منطقة حلب. وأفاد مراسل لوكالة "فرانس برس" لأن معبر اونجو بينار التركي المقابل لمنفذ باب السلامة السوري لا يزال مغلقا أمام آلاف اللاجئين الذين يتجمعون هناك لليوم الثالث على التوالي. وقال مسؤول تركي لفرانس برس "لكن الحدود تبقى مفتوحة أمام حالات الطوارئ". وأضاف أن "سبعة جرحى نقلوا إلى تركيا الجمعة، وواحد السبت لتلقي العلاج في المستشفيات". وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن أن بلاده ستبقي على "سياسة الحدود المفتوحة" أمام اللاجئين السوريين.

 

أضخم مناورة برية سعودية وإيران ترد بـ «ولاية 94»

خاص جنوبية 7 فبراير، 2016/من رعد السماء، إلى رعد الشمال، كان الربط الالكتروني بين ما يشهده المناخ الجوي لبنانياً من عواصف رعدية وبين المناورة العسكرية (العربية - الإسلامية) التي من المفترض أن تبدأ يوم غد على أرض المملكة بمشاركة 25 دولة. هذا الرعد العربي من المتوقع أن تتجلى مقدراته في 1437/4/29 هـ (8 شباط 2016) في منطقة حفر الباطن، بقيادة سعودية ومشاركة مصرية بدرجة أولى وكذلك بمشاركة أردنية ويمنية وإماراتية وسودانية وبحرينية وغيرها من الدول ليقارب عدد المقاتلين 35 ألف مقاتل مما يجعلها المناورة الأكبر في تاريخ العالم الإسلامي بحسب ما رأى محللون وخبراء. وتأتي هذه المناورة حسبما صرّح الملحق العسكري المصري بالمملكة العميد أركان حرب محمد أبوبكر في إطار العلاقات المتنامية بين المملكة ومصر الذي أكد لجريدة الحياة أنّ المشاركة المصرية في تمرين رعد الشمال هي من الأكبر بين القوات المشاركة التي تمثل عدداً كبيراً من الدول بينها دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن، إضافة إلى مشاركة عدد كبير من الدول بصفة مراقب بدعوة من المملكة. ويرى المتابعون للشأن الإقليمي أن هدف المملكة من هذه المناورة هو إظهار القوة العسكرية السعودية خاصة والعربية الإسلامية عامةً وتحمل رسائل إقليمية هامة: الأولى موجهة للمشروع الإيراني في المنطقة وذلك بهدف تحجيمه عسكرياً بعدما فرضت عليه الرياض حظراً ديبلوماسياً. الثانية موجهة إلى نظام الأسد ومن خلفه من حزب الله و روسيا وإيران، وإلى المعنيين بإيجاد حلول للملف السوري، بأنّه في حال استمرار الوضع الميداني العسكري السوري والقصف الروسي فإن السعودية ومن معها من دول عربية وإسلامية على أتّم الإستعداد للدخول عسكرياً في هذه المنطقة. الثالثة وموجهة إلى أميركا والرئيس الأميركي باراك أوباما وتأتي امتداداً للنص الذي قال به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للرئيس أوباما: “نحن لسنا بحاجة أحد “. إيران لم تقف في موقع المتفرج وإنما تلقفت الرسالة السعودية، فكانت مناورة “الولاية 94” وهي مناورة عسكرية بحرية ضخمة مدتها 5 أيام، وحسب صرح قائد القوات البحرية الإيرانية حبيب الله سياري قوله فإن الهدف من هذه المناورات هو تأمين المنطقة الاستراتيجية بشكلٍ كامل. رعد الشمال مناورة سعودية بمشاركة عربية – اسلامية فيما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن الهدف من المناورات هو استعراض القدرات البحرية في مواجهة التهديدات الأجنبية وتعد هذه المناورات الأولى من نوعها بعد بدء تطبيق الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية. وقال رئيس هيئة الأركان المسلحة للقوات الإيرانية الفريق حسن فيروز آبادي في تصريح من منطقة المناورات: “أنّ هذه المناورات على شكل عمليات حقيقية تواجهها القوات البحرية.” ورأى المتابعون لشأن المنطقة أن كل من “رعد الشمال” و “الولاية 94” هم في الواقع إنّما إشارات خطرة تنذر بجهوزية عسكرية لكل من الطرفين السعودي والإيراني، وتهديداً لإستقرار الشرق الأوسط.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما دام نصرالله لا يريد رئيساً "يكسر أحداً" لماذا لا يُصار إلى رئيس توافقي؟

 اميل خوري/النهار/8 شباط 2016

لا شيء يدل حتى الآن على أن قراراً اتّخذ بانتخاب رئيس للبنان، وأن كل ما يجري هو مضيعة للوقت واستمرار للشغور الرئاسي، فترشيح العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه للرئاسة يرمي الى كسر حلقة تعطيل نصاب جلسة الانتخاب، وقد تبيّن أنه لم يكسرها إذا ما استمر تغيّبهما عن الجلسة إلى أن يضمن أحدهما الفوز لتصبح عملية الاقتراع عملية شكلية. وما إصرار "حزب الله" على ترشيح العماد عون من دون سواه سوى تبرير استمرار الشغور إلى أن يصدر القرار الإيراني ولا أحد يعرف متى يصدر. الواقع لو أن قراراً قد اتخذ بانتخاب رئيس للبنان لكانت قوى 8 آذار، بعدما سمّت قوى 14 آذار مرشّحها الدكتور سمير جعجع، سمّت مرشّحاً منافساً له، ولما كانت جلسة الانتخاب التي اكتمل النصاب فيها ظلّت يتيمة وصوّت فيها نواب 14 آذار لمرشّحها الدكتور جعجع، وصوّتت قوى 8 آذار بأوراق بيض متجنّبة الاقتراع لمرشّحها المفترض العماد عون بحجّة سخيفة وهي انها لا تريد أن يكون مرشّحها مرشّح تصادم مع جعجع بل مرشّح تسوية وتوافق... وعندما يقول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إن إيران لا تتدخّل في الانتخابات الرئاسية، ويريد أن نصدّقه، فإن المسؤولية الكاملة تقع عليه عندما لا ينزل نوابه إلى الجلسة وينتخبون العماد عون، أو يترك للأكثرية النيابية أن تصوّت لمن تشاء. ولماذا لا يترجم، من جهة أخرى، كلامه في خطابه الأخير وهو: "لازم نسعى جميعاً للوصول إلى رئيس يكون عليه أكبر نسبة من التأييد والتواصل لنصل إلى رئيس وما حدا يشعر إنّو كسر حدا"؟... هذا الكلام المنطقي والموضوعي يحتاج إلى ترجمة إما في اجتماع لهيئة الحوار الوطني للبحث في التوصل الى اتفاق على هذا المرشّح بعدما بات الجميع مقتنعاً بأن أي مرشّح من 8 أو 14 آذار هو مرشّح غالب ومغلوب ومرشح كسر أحد... وإمّا النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس وفقاً لما نص عليه الدستور، إذ لم يعد مقبولاً ولا مسموحاً للقادة في لبنان مجرد الكلام أو التكاذب المتبادل، إنمّا مطلوب منهم عقد جلسة لهيئة الحوار الوطني تخصص للبحث في موضوع الانتخابات الرئاسية بعدما اقتنع الجميع بأن لا سبيل لانتخاب رئيس من أيّ من الاصطفافين لأنّه سيكون رئيساً يشعر معه فريق بأنه غالب وفريق آخر بأنه مغلوب، وهذا ما لا يتحمله لبنان خصوصاً في المرحلة الدقيقة الراهنة وفي مرحلة ما يجري حوله. فإذا أقدم السيد نصرالله على ذلك فانه يكون قد أسدى خدمة كبرى للوطن وللمواطن وغفرت له كل خطاياه من جرّاء تقديمه الولاء لإيران ومن جرّاء تدخّله عسكرياً في سوريا لانقاذ النظام فيها. وإذا لم تكن ايران مسؤولة عن استمرار الشغور الرئاسي في لبنان كما يقول، فانه يصبح هو المسؤول عن استمرار هذا الشغور عندما لا يبادر الى ترجمة ما جاء في خطاب الأخير وهو "أن نسعى جميعاً للوصول إلى رئيس تكون عليه نسبة من التأييد والتواصل، رئيس لا أحد يشعر بأنّه كسر أحداً". ومثل هذا الرئيس غير موجود لا في 8 ولا في 14 آذار. والسؤال الذي يطرحه حتى المواطن العادي هو: ماذا ينتظر القادة في لبنان للاتفاق على رئيس تسوية أو توافق بحيث لا يشعر بانتخابه فريق بأنه غالب وفريق بأنه مغلوب ويكون من صنع لبنان؟ هل ينتظرون الخارج، وبعض القادة يدّعي أن لا علاقة لأي خارج وتحديداً إيران في انتخابه وانها انتخابات تعني اللبنانيين وحدهم؟ وما الذي يمنع اكتمال النصاب في جلسة اليوم وانتخاب رئيس للجمهورية ليؤكّدوا أن هذا هو شأنهم وليس شأن أي خارج، ولا تمر الجلسة كما مرّت جلسات سابقة بلا نصاب ولا انتخاب... ليصح القول إن شباط "لبط" الرئاسة و"ستلبطها" شهور أخرى؟!

 

لبنان في ميونيخ: تداعيات الأزمة السورية سلام يتناول الأمن وباسيل اللاجئين

 خليل فليحان/النهار/8 شباط 2016

يشارك لبنان في مؤتمرين تستضيفهما ميونيخ الأسبوع المقبل، يعالجان الأزمة السورية التي أنتجت إرهابا هو الأكثر تطرفا. المؤتمر الأول لوزراء خارجية دول عرب وأجانب برعاية أميركية - روسية الخميس، في محاولة لمعالجة مستقبل سوريا، وهو ينعقد عادة في فيينا. والهدف منه إعطاء محادثات جنيف دفعاً بعدما علٌقت وحدّد موعد جديد لها في 25 من الجاري في أعقاب الخلافات الواسعة التي نشأت بين وفدي النظام والمعارضة، مما دفع ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى رفع الجلسات. يمثل لبنان في المؤتمر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي سيعقد لقاءات جانبية متصلة ليس فقط بالأزمة السورية، بل بتداعياتها السلبية على لبنان. أما الاجتماع الثاني الذي سيلي الأول بعد ساعات، فهو مؤتمر ميونيخ الدولي للامن MSC الذي سيحض ّفيه لبنان على توفير ما تحتاج اليه الأجهزة الأمنية المتخصصة بمكافحة الاٍرهاب (مخابرات الجيش، شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة) من أسلحة وذخائر لصدّ الهجمات المتواصلة لمقاتلي "داعش" على مراكز الجيش المنتشرة في البلدة، وعلى تلالها المؤدية الى الجرود لمنع أي تقدم أو تسلل يهدف الإرهابيون الى تحقيقه.

وسيشدّد الجانب اللبناني على الإسراع في تلبية ما تطلبه الأجهزة الأمنية من مساعدات نظرا الى التصدي الدائم الذي تقوم به على مدار الـ 24 ساعة والى الاداء الرفيع المستوى الذي تؤديه في مهمات دقيقة وتفكيك خلايا لـ"داعش" و"النصرة"، يضاف الى ذلك الدور المساعد والمطلوب من الاتحاد الاوروبي في مراقبة العابرين الى سوريا والعراق أو منهما من متطوعين أوروبيين يتحدرون من جنسيات عربية بمعظمها. ويركّز رئيس الوفد الرسمي رئيس الحكومة تمام سلام على أن قبول لبنان اللجوء السوري لأكثر من مليون و300 الف نسمة هو موقت، وان التقاعس في إيفاء المساعدات لهم يحولهم الى إرهابيين. وسينضم الى سلام الوزير باسيل مع وصوله يوم الخميس الى ميونيخ، والسفير في ألمانيا مصطفى أديب. يفتتح أعمال المؤتمر رئيسه وولغجانغ اشينجر، في عاصمة بافاريا يوم الجمعة، ويستمر ثلاثة أيام، وفي جدول أعماله اجتثاث الاٍرهاب الآتي من سوريا والعراق والذي طال باريس. ويعتبر مؤتمر ميونيخ الدولي أهم مؤتمر غير رسمي يعالج قضايا أمنية تهيمن عليها الأزمة السورية وارهاب "داعش" الذي طالت عملياته الاجرامية أوروبا وضربت باريس مرتين، وجعلتها في حالة طوارئ أمنية، ورفعت مستوى تمثيلها في المؤتمر ليشمل رئيس الوزراء مانيول فالس ووزيري الخارجية لوران فابيوس والدفاع جان إيف لو دريان. وما تعرضت له باريس جعل أكثر من دولة أوروبية تعيش حال استنفار دائم. وأفادت مصادر المؤتمر أن أكثر من 30 دولة وحكومة و60 وزير خارجية ودفاع سيشاركون في جلسات المؤتمر، من بينهم الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو ورئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف الذي رفض تلبية الدعوة التي وجهت اليه. وستتمثل أميركا بوزير خارجيتها جون كيري. وطرأ جديد على استضافة ميونيخ المؤتمرين السابقين، بدعوة الاتحاد الاوروبي الى اجتماع للجنة الرباعية لتحريك مسار التفاوض في عملية السلام الشرق أوسطية المجمدة منذ بدء الأزمة السورية. وتضم اللجنة وزيري خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف ونائب الامين العام للامم المتحدة الياسن والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الاوروبي فديريكا موغريني.

 

أميركا تبحث عن رئيس… ولبنان؟

 علي بردى/النهار/8 شباط 2016

باشر الأميركيون الأسبوع الماضي عملية طويلة لاختيار رئيس جديد. ينقبون عن أفضل من يقود الولايات المتحدة ويخدم مصالحها أربع سنوات بعد انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما في نهاية 2016. لا يبدو أن لهذا الأمر قيمة، إلا من زوايا ضيقة، عند النواب اللبنانيين العاجزين منذ نحو 20 شهراً عن انتخاب خلف للرئيس ميشال سليمان. يقف المرشحون الديموقراطيون والجمهوريون الآن "على خاطر" الناخبين الأميركيين. أعطت استطلاعات الرأي مؤشرات مهمة لما يتطلع اليه الشعب الأميركي. غير أن الإختبار الجدي الأول بدأ في ولاية آيوا. ينص نظامها الخاص على عقد 1681 "كوكاس" انتخابياً، وهو تجمع شعبي يمكن عقده - لكل من الحزبين على حدة - في مدرسة أو كنيسة أو ناد أو اتحاد نقابي أو حتى في أحد المنازل في وقت واحد موحد للتشاور بين العامة في شأن برامج المرشحين. تعكس العملية التي أجراها الحزب الديموقراطي في إحدى كنائس العاصمة دي موين البعد الحقيقي لهذه العملية المتحضرة. تحدث مندوبو المرشحين الديموقراطيين طالبين دعم الناس. وقف كل مندوب عند زاوية محددة تجمع حوله المؤيدون. أما الذين لم يحددوا موقفهم أي مرشح يدعمون فيبقون في الوسط ليطلبوا المزيد من الإقناع، وهكذا دواليك الى أن تنتهي العملية بإحصاء مؤيدي كل من المرشحين. لا أحد يمكنه التكهن بما ستكون عليه نتائج الإنتخابات غداً بولاية نيو هامبشير، وما إذا كانت ستحمل مفاجآت على غرار ما سجل في آيوا الأسبوع الماضي. هناك أظهر الإقتراع أنها أشد وقعاً من الإستطلاع. نافس بيرني ساندرز هيلاري كلينتون بشدة. انتزع تيد كروز الصدارة من دونالد ترامب الذي وجد ماركو روبيو ينافسه بحدة على المركز الثاني. الناخبون كالغربال يسقطون الأقل حظاً. يبدو من المفارقات أن يتحمس اللبنانيون لهذا المرشح أو ذاك في السباق الى البيت الأبيض. أليس حريّاً بهم أن يبحثوا عن رئيس يملأ الفراغ في أرفع منصب في البلاد؟ ليس هنا مكان المقارنة غير المنصفة بين الولايات المتحدة ولبنان. بيد أن الأمر لا يتعلق أيضاً بمقاسات هذا البلد أو ذاك. الأميركيون واللبنانيون يتشاطرون من حيث المبدأ ايماناً عميقاً بقيم الحرية والديموقراطية والتنوع والمبادرة الفردية. يقدر كثيرون أن البلد الصغير يعيش على خطوط الزلازل والبراكين التي تلف محيطه الأقرب، وعمقه الأبعد. اتسع لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين والفلسطينيين وغيرهم ممن يتشردون في الشرق الأوسط. هذا ملجأ من يخنقهم الظلم في منطقة حلّت عليها لعنة الظلام منذ زمن بعيد. ينظر الأميركيون باحترام الى مواطنيهم المتحدرين من لبنان، لأنهم يساهمون بفاعلية في الريادة الأميركية. بكّر اللبنانيون في الخروج من بلدهم الى أربعة أصقاع الأرض. غير أن العالم كله لا يفهم لماذا يتأخرون كل هذه الأشهر عن انتخاب رئيس. هناك تفسير واحد، لبنان مخطوف.إن القادة في لبنان يتحملون أمام الله والوطن والشعب مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي، خصوصاً من يقول منهم أن لا علاقة لخارج به، وخصوصاً أيضاً عندما يثبت العكس ويرى الشعب ممثّليه ينتظرون كلمة الخارج لانتخاب رئيس، هذا الخارج القادرة على أن يقول لهذا المرشّح أو ذاك: "كن رئيساً فيكون"... ثم لا يخجلون من القول إن لبنان هو سيد حر مستقل، وان مجلس النواب هو سيد نفسه

 

حزب الله يخشى أسراه..

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/08 شباط/16

 أما وقد ضغط حزب الله لمنع بثّ مقابلات مع ثلاثة من مقاتليه أسرتهم جبهة النصرة، فمن المفيد استعادة وقائع مشابهة حصلت في السنوات الماضية. ففي العام 2004 مثلاً لم تكن أخلاقيات الصحافة بشأن الأسرى لتردع حزب الله عن إجراء مقابلة عبر إعلامه مع الضابط الإسرائيلي الأسير لديه حينها «الحنان تننباوم» الذي أفرج عنه لاحقًا بصفقة تبادل مع إسرائيل. جهد الحزب آنذاك في إظهار «المعاملة الحسنة» التي اعتمدها مع أسيره التابع لـ«العدو الإسرائيلي». قبل أيام، مارس تنظيم النصرة الأمر نفسه، حين سمح للصحافية اللبنانية كارول معلوف بأن تقابل أسرى حزب الله لديه وتظهرهم في مقابلة بثتها قناة «إم تي في». ففي هذه المقابلة أيضًا برز جهد للقول إن «النصرة» تعامل أسرى الحزب بشكل جيد. في الحالة الأولى بدا لحزب الله مبرر إجراء مقابلة مع أسيره وتبني روايته الدعائية. في الحالة الثانية، أي حالة «النصرة»، ارتبك الحزب وضغط بشراسة لمنع بث الحديث المسجل مع ثلاثة من عناصره الأسرى بحيث تراجعت القناة تحت الترهيب عن بثها كاملة واكتفت بدقائق منها مع اختيار مضمون تم التوافق عليه.. ما بين الحادثتين شهدنا في لبنان وسوريا سيلاً من مقابلات مع مخطوفين وأسرى سواء أكانوا مدنيين أم عسكريين تهافتت وسائل الإعلام على الظفر بسبق لقائهم من دون كثير اهتمام لأخلاقيات تحتمها مثل تلك المقابلات، فلعب إعلاميون وإعلاميات دور المحقق والمرجع الأخلاقي والسياسي. في لبنان جرت مقابلات مع أسرى برضا حزب الله ودعمه، أعني تلك التي تمت في بداية قضية مخطوفي أعزاز اللبنانيين من قبل أحد فصائل المعارضة السورية، فجرى حينها ردّ محلي عبر خطف أتراك وسوريين ولبنانيين وعرب من قبل عائلة «المقداد» المقربة من الحزب والتي بدت حينها ماسكة بزمام الأمن والإعلام وسمحت لصحافيين بمقابلة الأسرى لديها على نحو مهين تمامًا. حينها لم يحرص الحزب أبدًا على منع بث تلك المقابلات، بل على العكس بدا راضيًا عن الخطف أولاً وعن المقابلات وعن التهميش الحاصل لمبادئ القانون والدولة والحقوق..كل الإشكالية المهنية المتعلقة بمقابلة سجناء، لم تدفع حزب الله إلى مناقشة حق الأسير وأمنه وخطيئة استثمار قضيته في الدعاية لأطراف مسلحة أو سياسية. فالمضمون الأخلاقي والمهني لمسألة مقابلة أسرى حرب في الإعلام أمر إشكالي لكن المعيار الأساس فيه هو المصلحة الإنسانية للأسير نفسه ومدى التشويش والارتباك الذي يمكن أن تسببه معلومات قالها في الأسر خصوصًا أن الطرف الخاطف يستخدم تلك المقابلات بهدف الدعاية. فمهما كانت هوية الأسير سواء أكان مقاتلاً أم مدنيًا يبقى التوازن ما بين حرية التعبير وحقوق الأسرى وحمايتهم أمر أساسي. تلك القاعدة العامة، لكن كل الحالات التي وردت أعلاه لم تراعِ ذلك المبدأ وفي حالة حزب الله نفسه فهو أول من انتهكها. اليوم ليست غضبة الحزب بهدف حماية أسراه أو الذود عن حقهم ومصلحتهم، فالمعضلة هي أن تلك المقابلات، مهما تضمنت من معلومات أكانت تحت الضغط أم حقيقية، تفرض أمرًا أساسيًا يتعلق بنقاش علني للثمن الباهظ الذي يجبر الحزب بيئته الحاضنة على تحمله سياسيًا وأمنيًا وأخلاقيًا. فالتعتيم المفروض منذ بدأ الحزب قتاله إلى جانب بشار الأسد في سوريا لا يريد الحزب إماطته، بل هو يسعى لأن تبقى الجنازات التي تتقاطر إلى بلدات لبنانية جنازات صامتة وأن يستمر حظر السؤال ومنع مقابلة أهالي المقاتلين وأن يكتفي هؤلاء بالحزن والندب من دون كثير ضجيج في الإعلام. أخلاقيًا، لا يمكن تجاوز ظروف المقابلة مع أسرى الحزب ولا التسليم بمضمونها، لكن هلع حزب الله وقلقه وضغطه هو فعليًا ما يستحق السؤال والإضاءة..

 

رئيس مجلس النواب اللبناني فريد مكاري للشرق الأوسط: دور إيران «سلبي جدا» وحافزه التراجع الأميركي/هدف {حزب الله} تعديل الدستور/سمير جعجع أنهى قوى 14 آذار بعد أن عجز عن تزعمها

 الشرق الأوسط/08 شباط/16

بيروت: ثائر عباس

حذر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني فريد مكاري من أن حزب الله المدعوم من إيران يريد ما هو أبعد من الرئاسة اللبنانية، ويسعى لتعديل الدستور من أجل المشاركة الفعلية والدائمة في السلطة التنفيذية، معتبرا أن الدور الإيراني في المنطقة «سلبي جدا». ورأى أن تفكك قوى «14آذار» أراح حزب الله في لبنان وجعله أكثر قدرة على القتال في سوريا والعراق واليمن، لأنه لم يعد يجد من يواجهه في لبنان.

واعترف مكاري الذي يعد من الحلفاء المقربين من رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري بأن العلاقة بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية» اهتزت بشدة، متهما رئيسها سمير جعجع بأنه «أنهى قوى (14آذار) بعد أن عجز عن تزعمها».

وانتقد مكاري فرنجية لوصفه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنه «سيد الكل». وقال: «حرّ في اختيار السيّد الذي يريده. أما بالنسبة إليه كمرشح لرئاسة الجمهورية، فالدستور يجب أن يكون سيّد الكلّ».

وفي ما يأتي نص الحوار:

* ماذا تتوقع من جلسة اليوم المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية؟

- لبنان بلد المفاجآت، وإذا لم تحصل أعجوبة، أعتقد أن زمن الصوم الرئاسي سيستمر. لم تكتمل الظروف بعد لحصول الانتخاب. رغم كل التطورات، لم تتغير المعطيات بعد.

* ما أفق الانتخابات الرئاسية، في ظل الاصطفافات الحالية؟

- من يسمع خطاب السيد حسن نصر الله، يكتشف أن العماد ميشال عون نام مسرورا، وفي الوقت نفسه نام الوزير سليمان فرنجية مرتاحا أيضا، لكن في المحصلة فإن الشعب اللبناني بات ليلته من دون رئيس، ونامت الانتخابات الرئاسية إلى أجل غير مسمى.

الترشيحات المتقابلة من قبل الرئيس الحريري ومن الدكتور سمير جعجع، مضافا إليهما الوضع الإقليمي، توحي أن لا انتخابات رئاسية. وأنا لا أقصد بكلامي أن الرئيس الحريري لا يريد رئيسا للجمهورية، بل بالعكس، وكذلك الدكتور جعجع. لكني أعتقد أن حزب الله ليس مستعجلا على هذا الموضوع.

* لماذا؟

- لسببين: الأول أن الظرف الإقليمي لا يسمح بعد، وهم غير مستعدين - مع إيران - لإعطاء ورقة للتحالف الذي يقف في مواجهتهما في المنطقة. أما السبب الثاني فهو أن حزب الله تواق إلى الشراكة في السلطة التنفيذية في لبنان بطريقة ثابتة. فالوضع الحالي مثلا يعطي الطائفة الشيعية حق المشاركة في القرارات الأساسية من خلال تسلمه وزارة المال التي يتوجب توقيع وزيرها على معظم القرارات الحكومية. لكن هذا الوضع ليس ثابتا، فالوزارة تتنقل بين الطوائف اللبنانية في كل حكومة، ولهذا يريدون المشاركة من خلال موقع رسمي يتم استحداثه في السلطة التنفيذية من خلال تعديل للدستور كموقع نائب رئيس الجمهورية أو غيره.

* هل يحتاجون سلة تتضمن إبعاد الرئيس سعد الحريري عن رئاسة الحكومة أيضا؟

- هم حصلوا على موقع رئاسة الجمهورية من خلال حليفيهما المرشحين، فعون حليفهم، وفرنجية واحد منهم. ونزول الحزب إلى البرلمان للمشاركة في الانتخاب يعطي المنصب لأحد حليفيه، وعدم نزولهم إلى مجلس النواب هو رسالة واضحة تفيد أنهم ينظرون إلى الاستحقاق من خلال سلة شاملة بانتظار الفرصة الإقليمية التي تسمح بتعديل الدستور، أنا أعتقد أن أكثر شخص يريدونهم رئيسا للحكومة هو الرئيس الحريري، لكن من ضمن السلة المتكاملة، لتغطية ما يريدون أخذه.

* إذا انطلقنا من هذه النظرية فهذا معناه أن لا رئاسة في المدى المنظور..

- وهل ثمة من يرى غير ذلك. لم يعد هناك موعد محدد لانتخاب رئيس للجمهورية. الأمر لم يعد يحسب بالأيام والشهور.

* ما رأيك بكلام نصر الله الأخير؟

من أكثر ما لفت انتباهي أيضا أن السيد حسن قال إن الحزب لم يستشر حلفاءه وطبعًا لم يستشر أيًّا من اللبنانيين - قبل الذهاب إلى سوريا لأنه كان أخذ القرار بذلك ولم تكن تهمه أية آراء أخرى. باختصار: من قام بـ7 مايو (أيار) 2008 عندما اجتاح حزب الله بيروت ومناطق أخرى يريد أن يقنعنا بأنه لا يضغط على حلفائه ويترك لهم حريتهم. هذا الكلام لا يقنعني خصوصا أنه صادر من حزب اعتدنا أن نراه غير مهتم بآراء اللبنانيين ومواقفهم، وكان ينزل إلى الشارع في كل مرة يريد أن يفرض رأيه علينا.

* ماذا عن موقف الرئيس نبيه بري؟

- الرئيس بري كان واضحًا ومنسجمًا مع نفسه. هو فقط اضطر إلى أن يقول علنًا ما كان الكل يعرفه. ويا ليت حزب الله يقول هو أيضًا علنًا ما يضمره.

* لماذا لم يتم ترشيح فرنجية رسميا من قبل تيار «المستقبل»؟

- ترشيح فرنجية هو ترشيح من ضمن مسعى لإيجاد حل لمسألة الرئاسة. لكن عندما ترى أن حليف فرنجية (حزب الله) لم يتحمس للموضوع، فعندها تدرك أن المسألة غير مفيدة الآن. الرئيس الحريري قد يرشح فرنجية هذا الأسبوع، لكني لا أرى الأمر مفيدا في ظل الواقع القائم.

* كم أثر هذا الترشيح على علاقتكم بحلفائكم؟

- كلام الوزير فرنجية يظهر بشكل واضح أن نحو 15 اجتماعا عقدت بين القوات وتيار المردة بحثا فيها الموضوع، لكن لم تصل الأمور إلى نتيجة. إن عدم قبول القوات بترشيح فرنجية، لا يعني أن الحريري لم يبلغهم بالأمر مسبقا فالرئيس الحريري طرح موضوع ترشيح فرنجية على جعجع في باريس قبل نحو ستة أشهر.

وإذا نظرنا إلى تاريخ العلاقات بين الحريري وجعجع، نجد أنها مرت بمطبات كثيرة لا بد أن نعترف بها. هذه ليست أول مرة يكون هناك اختلاف في مفاصل أساسية. ففي قانون الانتخاب مثلا، سار جعجع بالقانون الأرثوذكسي (الذي يعطي لكل طائفة حق انتخاب نوابها) من دون علم الحريري، في الوقت نفسه كان يبحث مع الحريري في قانون مختلط، وأنا كنت الوسيط بينهما. وقد أعلن جعجع تأييد الأرثوذكسي من دون علم الحريري ولا الوسيط. وإذا أردت أن أعدد التجاوزات من قبل القوات باتجاه تيار «المستقبل»، وقوى «14آذار» فالقائمة طويلة جدا.

* كيف سيؤثر هذا على الوضع داخل «14آذار»؟

- أعتقد أن قوى «14آذار» لم تعد موجودة على أرض الواقع تنظيميا، على الرغم من أن أفكارها ومبادئها لا تزال موجودة. قناعات الناس لا أحد يستطيع أن يغيرها.

* وما هو مستقبل العلاقة بين القوات والمستقبل؟

- هذه العلاقة اهتزت بشكل كبير. لكن في السياسة لا يوجد شيء نهائي، فقد تجمعهما المصالح مستقبلا أو تفرقهما. علاقتي الشخصية مع القوات لا تهمني، لأنني خارج اللعبة الانتخابية. ما يهمني المحافظة على قناعتي السياسية التي هي ذاتها مبادئ 14، رغم التفكك الموجود بين الحلفاء. ولكنّ الأهم أن كل أسس التحالفات السياسية الحالية اهتزت، والثقة اهتزت، وهذا نتيجة مجموعة تراكمات. 14 باقية كمبادئ وروح وضمير شعب، لكنني أعتقد أنها انتهت تنظيميًا، وربما هذا أفضل لكي تستعيد زخمها الشعبي.

* إلى متى الجمود في عمل مجلس النواب؟

- موقفي من ضرورة تنشيط عمل مجلس النواب لم يتغير منذ حصول الفراغ الرئاسي وحتى اليوم. أنا لم أعتبر يوما أن الفراغ الرئاسي قصير المدى، ولم أكن مقتنعا أن مقاطعة مجلس النواب ستوصلنا لانتخاب رئيس للجمهورية. الفريق الآخر ليس مهتما كثيرا بحياة المواطنين ولا يبالي بتفعيل المجلس من عدمه. اليوم من ضمن تفعيل العمل الحكومي، صرت أكثر إصرارا على تفعيل عمل مجلس النواب فتكفينا مصيبة واحدة بعدم وجود رئيس جمهورية، فهل نزيد عليها مصيبة عدم وجود عمل برلماني؟

* إلى أي مدى يستطيع لبنان الصمود في وجه المتغيرات الإقليمية؟

- الوضع الأمني ممتاز، كما أن كل الاجتماعات التي تجري بين الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة تشدد على الاستقرار الأمني في لبنان. أما الوضع المالي اللبناني فالوضع سليم، لكن الوضع الاقتصادي سيئ. وإذا استمرت الحكومة بالدفع الجديد ووجود حرص من الجميع على الدفع بالعمل الحكومي، فالأمور تسير بشكل جيد. لكن إذا سقطت الحكومة فالوضع مرشح للانهيار سياسيا واقتصاديا وماليا. اليوم البنك المركزي وضعه جيد جدا، والبنوك تشهد ربحية لا بأس بها.

الوضع الإقليمي غير واضح المعالم بعد. فلا يزال الطريق طويلا لإيجاد حل للأزمة السورية، رغم القانعة التامة بأن حل الأزمة هو حل سياسي فقط. الوجود الروسي حرك الأمور، لكن كيف ستنتهي الأمور غير واضح بعد.

* ما رأيك بالدور الإيراني في المنطقة؟

- هو تدخل في شؤون لا تخصها. المشكلة أن الإيرانيين وجدوا الساحة خالية أمامهم للعب في غياب الدور الأميركي المتراجع في المنطقة. إيران تتحدى المجموعة العربية ككل، ودورها في المنطقة سلبي جدا وغير بناء.

تراجعنا كقوى «14آذار» أراح حزب الله في حربه السورية، فنحن فقدنا القدرة على المواجهة مع الحزب، ولم نعد قادرين على إزعاجه. لا أحد ينسى أننا خضنا عمليتي انتخاب في مواجهة حزب الله وفزنا بهما بعد الانسحاب السوري من لبنان عام 2005. لكن بعد عام 2009 وغياب سعد الحريري عن الساحة ارتاحوا، فذهبوا إلى سوريا، ومنها إلى العراق واليمن. نحن لم نعد قادرين على الوقوف بوجههم، حتى إعلاميا، لأن وسائلنا الإعلامية لم تعد قادرة على الاستمرار أيضا.

* وماذا عن خروج لبنان على الإجماع العربي؟

- هذا الموضوع أخذ بحثا كبيرا على طاولة الحوار، وقد حاول الوزير باسيل تبرير ما قام به، لكن تبريراته لم تكن مقنعة لقسم كبير من المشاركين في طاولة الحوار. كان الوزير باسيل قادرا على الاعتراض على البيان العربي الذي يسمي حزب الله كمنظمة إرهابية ويصوت على القرار العربي الرافض لمهاجمة السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران. هذا الموقف جعل لبنان في موقف الخارج عن الإجماع العربي، وهو آخر ما نريده كلبنانيين آثرنا دائما الوقوف مع الإجماع العربي. والمشكلة أنه أعاد الكرة في أكثر من مناسبة. موقف الوزير باسيل هو موقف لإرضاء حزب الله في لبنان على حساب العلاقات اللبنانية - العربية من أجل الانتخابات الرئاسية في لبنان، وهذا غير جائز.

* كيف تنظر إلى مصالحة القوات والتيار؟

أي مصالحة بين أي فريقين لبنانيين محببة وتجلب الخير، وفي الوقت نفسه طمأنت الشارع المسيحي إلى حد ما. لكن يا ليت هذه المصالحة حصلت قبل 30 عاما لأنها كانت وفرت كثيرا من الدماء والدمار الذي أصاب لبنان والمسيحيين تحديدا.

* لقد توجت هذه المصالحة بترشيح «القوات» للعماد عون لرئاسة الجمهورية، فلماذا تعترضون على الإجماع المسيحي؟

- هناك استغراب لترشيح القوات للعماد عون، لأن العماد عون لم يقدم أي شيء يثبت أنه يمكن أن يكون رئيسًا وسطيًا أو توافقيًا. فعلى الرغم من هذه المصالحة، لا يزال العماد عون جزءا من تحالف قوى «8آذار» وهو أثبت ذلك من خلال مواقف الوزير جبران باسيل في المؤتمرات العربية والإسلامية.

* ألا توافق على البنود العشرة

- هي ليست أكثر من عموميات مطاطة. فهذه البنود معظمها من مبادئ التيار الوطني التي تؤمن بها قاعدته، ومع ذلك هو يقنع جمهوره بأن تحالفه مع 8آذار لا يتناقض مع هذه المبادئ. أما بالنسبة إلى بند الالتزام باتفاق الطائف، أصلاً التيار الوطني ارتضى الانخراط منذ عام 2005 في منظومة الطائف، مرغما وليس بطلا. ذلك أنه لا يمكنه واقعيًا أن يمارس العمل السياسي إلا عبر دخول هذه المنظومة..

* لقد قلتم دائما إن تيار «المستقبل» يماشي إجماع المسيحيين.. فها هم قد اجتمعوا..

- نعم كان تيار المستقبل يقول نمشي مع كل ما يتفق عليه المسيحيون، ولكن من قال إن المسيحيين هم فقط طرفا تفاهم معراب؟ المسيحيون أيضًا حزب الكتائب والمردة والنواب المستقلون وغير المنتمين إلى أحزاب أو المناصرين لهذه الأحزاب.

* هل يمكن أن تعتبر أن انعطافة جعجع هي بسبب قراءته للأوضاع الإقليمية؟

- هناك بعض الآراء تعتقد ذلك ولكن أنا شخصيًا لست من المقتنعين بهذا الأمر. يعتقد جعجع أنه أصاب عدة عصافير محلية بحجر واحد، لكني لا أوافق القائلين بهذا الرأي. فأهم ما في 18 يناير (كانون الثاني) - موعد إعلان التفاهم مع القوات - ما يعتقد جعجع أنه حققه، فهو يعتقد أنه أولا عطل انتخاب فرنجية، وثانيا أنه بيّن أن وصول عون غير ممكن لأسباب تتعلق بالخصوم والحلفاء على السواء، وثالثا أنه فرّق ما بين مكونات 8 آذار، ورابعا أنه فضح عدم رغبة حزب الله بانتخاب رئيس، وخامسا أنه أصبح شريكًا مضاربًا في مناطق انتخابية عدة أظهرت الانتخابات السابقة ضعف قوته الانتخابية فيها. وسادسا أنه كسب كثيرًا في الرأي العام المسيحي وبرأ ذمته لدى العونيين، وسابعا أنه طرح نفسه وريثًا لجمهور العماد عون، وأنه أصبح ناخبًا رئيسيًا.

لكن في المقابل، فإن جعجع أنهى 14 آذار كتنظيم بعد أن حاول أن يتزعمـه ولم ينجح رغم غياب الرئيس سعد الحريري. لا شك بأنه عمل سياسي ذكي، ولكن المؤسف أنه ضرب الثقة أيضًا داخل فريق 14 آذار، بعد سلسلة ضربات أخرى.

* ماذا عن ترشيحكم لفرنجية؟

- ترشيح فرنجية مستمر، ولكن الرئاسة كلها محبوسة حاليًا. الشغور هو المرشح الحقيقي والفعلي لحزب الله. هو نفى ذلك، لكنه عمليًا أثبته.

* فرنجية وصف نصر الله بأنه «سيد الكل»؟

- الوزير فرنجية حرّ في اختيار السيّد الذي يريده، أما نحن فنفضّل سيادة الدولة. أما بالنسبة إلى الوزير فرنجية وكونه مرشحًا لرئاسة الجمهورية، فالدستور يجب أن يكون سيّد الكلّ بالنسبة إليه.

* هل ستنتهي الأمور بالعودة إلى المرشح الوسطي؟

- الخارج عاد إلى الحديث عن هذا الموضوع، وأنا أعتقد أن هذا هو المخرج المنطقي بسب العراقيل التي توضع أمام انتخاب فرنجية أو عون. عموما عندما لا يعود الاستحقاق الرئاسي عرضة للتعطيل، تصبح الحلول سهلة.

* ماذا عن الانتخابات البلدية؟

- إضافة إلى أهميتها المحلية والتنموية، أعتقد أن الانتخابات البلدية تعيد إطلاق الآلة الديمقراطية في لبنان، وهي قد تشكل حافزًا معنويًا على الأقل لإجراء الانتخابات النيابية، رغم اختلاف طبيعتها عن النيابية، ورغم أن اللوائح فيها غالبًا ما تكون ائتلافات عائلية وحزبية، أعتقد أنها إما أن تكون الترجمة الانتخابية الأولى للتغيرات في المشهد السياسي، أو أنها ستُظهر على العكس أن الواقع الانتخابي لا يزال على حاله رغم المعطيات السياسية الجديدة.

 

سيغريد كاغ المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان لـ"النهار": نخشى اعتياد العالم على لبنان بلا رئيس للجمهورية الاستقرار ليس أمراً مسلّماً به مع وجود نقاط ضعف خطيرة تحت السطح

8 شباط 2016/النهار

عشية جلسة 8 شباط اطلقت سيغريد كاغ المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان عبر "النهار" دعوة متجددة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية متخوفة من التداعيات السلبية الكبيرة على لبنان جراء استمرار الشغور الرئاسي. سنتان تقريبا من دون رئيس !؟ تخشى كاغ ان يعتاد العالم على الفكرة. بين زيارتين اخيريتين قامت بهما لكل من المملكة العربية السعودية وايران وصدور بيان لاعضاء مجموعة الدعم الدولية من بكركي يشدد مجددا على اهمية انتخاب رئيس جديد، ينصب تحرك كاغ على ابعد من المساعدات الانسانية في موضوع اللاجئين السوريين وتداعيات الازمة السورية على لبنان الى هاجس المساعدة في ايجاد حل للمأزق الرئاسي. تقر كاغ من دون اوهام بان لا شيء جديدا في البيان الاخير لاعضاء المجموعة الدولية باستثناء متابعة التشديد على القلق من الشغور الرئاسي والطابع الملح والضروري لتوجه النواب الى البرلمان. تقول "لبينا دعوة البطريرك الماروني وحضر السفير البابوي من موقعه عميدا للسلك الديبلوماسي واهتمام الفاتيكان بالملف الرئاسي وقد اراد البطريرك اطلاعنا على قلقه والاطلاع على وجهات نظرنا وهو سأل عن السبيل للخروج من هذا المأزق. ولا اعتقد ان احدا توهم باننا سندلي ببيان وفجأة سيقول الجميع لنذهب ونتتخب رئيسا. لكن ولانه يقع على عاتقنا التشديد على مدى الاهمية التي يكتسبها هذا الموضوع كانت فرصة لمناقشة ما لدينا حيث اطلعت المجتمعين بايجاز على خلاصة لقاءاتي التي تمحورت على التشديد للجانبين السعودي والايراني على ضرورة عدم حشر لبنان في ظل كل المسائل في المنطقة والتوتر بين البلدين وعلى ضرورة الا يترك لبنان ليكون ضحية بل على العكس ان يكون نموذجا لاجراءات بناء الثقة بين البلدين.اذ من السهل ايجاد حلول فيه اذا توافرت ارادة ومصلحة في ذلك. بالنسبة الى البيان حول الرئاسة،الامر يتعلق باللبنانيين وعليهم ان ينجزوا موضوع الرئاسة.ولا افضلية لدى أعضاء المجموعة لمرشح او لمقاربة على اخرى. منذ البدء كان هناك الحاح على انجاز الموضوع الرئاسي ومعالجة الشغور. ولكن ثمة مثلا يقول بانه "يمكن ان تقود الحصان الى المياه لكن لا يمكن ان ترغمه ان يشرب". اعتقد ان الامر صعب ان نرى تآكل المؤسسات والاقتصاد وندرك الاثار السلبية لازمة اللاجئين فيما يحتاج اللبنانيون الى ان يكونوا موحدين اكثر من اي وقت مضى".

لا تخفي كاغ انها توجه دوما رسالة الى الخارج بان "لا تأخذوا الاستقرار في لبنان امرا مسلما به اذ ان هناك نقاط ضغط تحت السطح مثيرة للقلق وخطيرة.ولا يمكن ان يكون هناك فقط المصرف المركزي والجيش اللبناني والجهود الكبيرة للرئيس تمام سلام. يجب الا يترك لبنان ينزلق اكثر والا سيكون الامر متأخرا لانقاذه. هناك قطع كثيرة تتحرك في المنطقة فيما لبنان لم يجد طريقا صلبة للتقدم. ما يجب الاستثمار فيه، تقول، هو وجود مؤسسات سياسية ولبنان بلد ديموقراطي. ولذلك لا يجب ان يترك المستقبل بهذا الغموض. هذه ليست لعبة او مزحة".

هل شعرت انه يمكن الامم المتحدة ان تلعب دورا مع السعودية وايران في تحييد لبنان وعدم استمرار ربطه بمشاكل المنطقة اقله في الموضوع الرئاسي؟

- "هذه كانت رسالتنا، اي دعم لبنان وتركه ينجز الانتخابات الرئاسية. اذ يجب ان يكون المسار لبنانيا وهذا ما قاله مجلس الامن ومجموعة الدعم واعتقد انه امر جيد ان يكون الامر بيد اللبنانيين ربما للمرة الاولى منذ زمن طويل. لكن المساعدة كحلفاء الافرقاء في لبنان تساعد لاتمام ذلك. اذ صحيح ان ملف الرئاسة معقد بالنسبة الى لبنان لكنه الاسهل على الحل كملف في المنطقة بالاضافة الى انه يسير والعمل على استقرار لبنان في الوقت نفسه فلا يهرع الى لبنان بناء على حال مأسوية يمكن ان تطرأ. والتقدم صعب اذا كان عمل المؤسسات معطلا". ولا تصدق كاغ انه تكاد تمر سنتان على الشغور الرئاسي. وهذه ليست حالا صحية لذلك كان ضروريا ان يكون هناك بيان اخر.

ما طبيعة الاجوبة التي تلقيتها من السعودية وايران وهل كانت ايجابية؟

- تجيب: "زيارتي للسعودية تمت بعد يومين على اعدام الشيخ نمر النمر وكان مهما توافر الوقت للحديث عن لبنان. لدينا شعور ان فكرة ان يكون لبنان هو المجال المحتمل لبناء الثقة بين الجانبين تم تلقفها ايجابا في البلدين لكن هذا لا يعني ان هذا ما سيتم اعتماده فورا لان هناك عوامل اخرى مؤثرة لكن لبنان هو نقطة تركيزنا نحن من اجل حمايته لانه ليس من مصلحة احد ان ينهار الوضع فيه وحمايته مصلحة اقليمية. افسحت الزيارتان المجال للتذكير بان الامر لا يتعلق فقط بالرئاسة ولا تنظروا الى الموضوع وحده بل بارتباطه بقدرة لبنان على اعادة بناء اقتصاده من اجل التعامل مع كل التحديات التي تثقل على لبنان. فهذه التحديات تذهب في خط بياني تصاعدي في حين ان القدرة على مواجهتها تتجه في خط بياني نزولا. وفي ايران اشار البعض الى ان لبنان يشكل نموذجا للمنطقة. وهذا جيد من اجل العمل على عدم فقدان هذا النموذج بل العمل من اجل ان يكون فاعلا".

هل صحيح انك تبلغت من علي اكبر ولايتي دعم ايران للعماد ميشال عون؟

- "المسؤولون الايرانيون مطلعون بدقة على الوضع السياسي اللبناني وربما كانت هناك تعليقات تتصل بترشيح عون اكثر من اي شخص اخر لكن انا لم اكن هناك لتسويق او دعم اي مرشح ولا دور لنا سوى التشديد على اهمية وضرورة انتخاب رئيس جديد ".

هل يمكن الضغط ديبلوماسيا من اجل حلحلة هذا الملف؟

- "هذه ليست مهمتنا كامم متحدة ولا اعتقد ان الضغط الديبلوماسي هو الوسيلة لذلك. هناك حوار دائم بين ممثلي الدول الكبرى ويشعرون ان هذا المسار هو مسار لبناني وعلى اللبنانيين انجازه اذ يتعين عليهم ادراك ان هناك ثمنا يدفع لقاء هذه الفرصة. فهذا وقت مهم للبنان ينبغي عدم تضييعه نتيجة للاثمان التي يمكن ان يدفعها على صعد عدة على غرار ازمة النفايات التي هي في النهاية ازمة الخلل على كل الصعد".

هل تخشون من انهيار كبير في لبنان؟

- "لا اريد ان اوحي وكأننا نملك معلومات محددة في هذا الاطار. لكن ليس صحيا ان يعتاد بلد ديموقراطي على الشغور في موقع الرئاسة الذي هو موقع مهم للطائفة المسيحية كما للبلد ككل. هناك العامل المسيحي المتصل بوثيقة الوفاق الوطني والقرارات المهمة التي لا تتخذ. ثم اذا نظرنا الى نسب الفقر ومخاطر التطرف. الرئيس سلام هو اول من يقول بان الوضع لا يحتمل وكأننا نعمل بيد واحدة والاخرى مقيدة للخلف. فالى الوضع الصعب في المنطقة ومتى وكيف يمكن ان تحل الازمة السورية ويعود اللاجئون تبدو الطريق طويلة امام لبنان ولا خريطة طريق. في كل مرة اتنقل بها في لبنان اشعر بالمخاطر وراء "الكوع" من دون ان يعني ذلك احتمال وجود اعتداء مباشر عليه".

ينظر لبنانيون كثر الى مؤتمر لندن وموضوع اللاجئين على خلفية مخاوف من توطين السوريين. هل هناك خلفية دولية ما لذلك؟

- "هناك مؤتمر مهم في ايار حول استقبال اللاجئين والحلول لذلك. هناك اقرار بان لبنان والاردن وتركيا ايضا، لكن لبنان والاردن خصوصا يقومان بعمل هائل. فاللاجئون يؤثرون على الاستقرار ويزيدون هشاشة الوضع اللبناني وهناك قلق على ديموغرافية لبنان ونظامه السياسي في غياب اي حلول قريبة او متوسطة المدى للحرب في سوريا ما يعني ان عودة اللاجئين ليست قريبة. هناك تطلع الى البحث في التشارك في حمل اعباء اللاجئين وتوزيعهم خارج المنطقة وسط قلق حقيقي في غياب اي افق للمستقبل. فهناك مسار سياسي في سوريا يتم العمل عليه لكن تاريخ لبنان مع التوطين والمخاوف التي يثيرها مفهومة. سنستمرفي العمل لايجاد حلول ونأمل في ان يتواصل الضغط من اجل حل سياسي لان ازمة اللاجئين ليست منفصلة عن الحرب في سوريا. لبنان قدم ورقة مهمة الى مؤتمر لندن ونتعامل مع الواقع حيث لا يجب ان يترك الاطفال في الشوارع من دون تعليم او من دون عمل نظرا الى التبعات الخطيرة لذلك. والمهم ان يستفيد لبنان في الوقت نفسه ولا يتحمل الاعباء فقط.

 

عبثية السجال حول من يقرّر في الموضوع الرئاسي

  وسام سعادة/المستقبل/08 شباط/16

طالما القاعدة المعمول بها في الرئاسيات هي اقتضاء نصاب ثلثي أعضاء المجلس، وفي نفس الوقت عدم اجبار النواب على الحضور لا قبل شغور كرسي الرئاسي ولا بعده بشهر أو شهرين، بسنة أو بسنتين، وطالما أن هذه القاعدة - الدوامة تتواءم مع تأجيل الاستحقاق النيابي نفسه، لعدم الاتفاق على قانون انتخاب من بعد الاتفاق على عدم العودة الى آخر واحد عُمِلَ به، فإنّ هذا البلد لا يحتاج حقيقة إلى هيلمان «حزب الله» ليقفل نظامه السياسي نفسه بنفسه على نفسه، فاذا أضفنا كل متعلقات الظاهرة «حزب الله» على هذا البلاء ظهرت لنا الصورة بشكل أكثر تشاؤمية: دوامة لا آخر لها .

جرى تحريك الملف الرئاسي نهاية العام الأخير. تطورت بسرعة صيغتان لهذا التحريك. المشترك بينهما هو دعم قوة مناوئة للنظام السوري و»حزب الله» مرشحاً موالياً للنظام والحزب. الاختلاف بينهما «عبثي» بعض الشيء، لأنه يقوم على اعتبار هذا المرشح الى النظام السوري أقرب بالدرجة الاولى، ثم الى الحزب بالدرجة الثانية، في مقابل اعتبار ان المرشح الآخر اقرب الى الحزب بالدرجة الاولى، ثم النظام. هناك أيضاً اختلاف في شخصية المرشحين. لكن الاشكالية الحقيقية التي طرحت نفسها هي اذا كان رئيس الجمهورية ينتخبه المسيحيون اولاً ثم يصادق عليه المسلمون أو اذا كان رئيس الجمهورية ينتخبه «الجميع» ما سيطرح مسألة مصدر حيثية الرئاستين الثانية والثالثة، غير المرهونتين بأجل لشخص واحد بخلاف رئاسة الجمهورية . تحريك الملف الرئاسي المزدوج، والذي خلّع ما كان يوصف بالحركة الاستقلالية، قوبل مع ذلك برد من «حزب الله» مفاده ان فرنجية هو من «الخط» لكن عون أسدى خدمات أكثر لـ»الخط» في السنوات الأخيرة، وان الرئاسة بتجييرها الى الثامن من آذار تصبح شأناً داخلياً لهذه الأخيرة، أي للحزب، وهو يرى عدم الاستعجال.

هنا صرنا امام ثلاث مقولات:

مقولة ترى ان المسيحيين اولاً من يختارون مرشح المزاج الاكثري في اوساطهم. وهذا منطق التيار والقوات، ولا حاجة للمكابرة على شعبية هذا المنطق مسيحياً. مقولة ترى ان رئاسة الجمهورية لا يمكن ان تكون وقفاً مسيحياً في نهاية الأمر ولا بد من التوافق الاسلامي المسيحي للاتيان برئيس، شرط ان يكون مسرح التوافق قاعة مجلس النواب وليس التأجيل ثم التأجيل الى حلول السرّ الوفاقي الموعود. هاتان المقولتان تتواجهان منذ شهرين، على الأقل. لكن هناك مقولة أخرى أبسط تقول: المعادلات الدستورية القائمة لا مناعة لها أمام كربجة النظام لنفسه بنفسه، وفي ظل هيمنة «حزب الله» تصبح الكربجة لعبة في يد الحزب يتحكم بها. للآن لم تتموضع المقولتان الاولى والثانية، في هذا التعداد، بالشكل اللازم، في اثر افصاح مقولة الحزب اللا-رئاسية عن نفسها بشكل صريح. بمزيد من الوضوح: هناك سجال بين من يرى ان الرئاسة شأن مسيحي اولاً وبين من يراه شأنا اسلاميا مسيحيا مشتركا، وهذا السجال يؤدي الى دفع الكرة التقريرية باتجاه «حزب الله» فيكتفي الأخير بالقول: صحيح، انا من أقرّر، ولأني أنا من أقرّر، فإني أقرّر بأن لا أقرّر الان. ارتاحوا. الشغور وهمي ما دام هناك قوة من لحم ودم تملؤه!

 

عون والضاهر: من مرحلة «الفجور» إلى مرحلة «التآخي»… قراءة في التصريحات

بتول الحسيني/جنوبية/ 7 فبراير، 2016/بعد انقلاب الجميع على مواقفهم مع تأييد ترشيح الحريري لسليمان فرنجية وتأييد جعجع لترشيح عون...من غير المستغرب أن يعمد النائب خالد الضاهر لتبديل مواقفه ...وهو الذي ظهر في مقابلة اليوم وفي مواقفه الأخيرة مؤيداً لترشح العماد عون. بدأ النائب خالد الضاهر حواره اليوم عبر برنامج على قناة الجديد بعبارة: “انا خالد الضاهر لا زلت انا نفسي خالد الضاهر بقناعاتي الوطنية والعيش المشترك والدولة ورفض السلاح الغير الشرعي وبأهمية استعادة الكيان والمؤسسات قوتها حتى نحمي المواطن ونريحه في كل الميادين.” النائب الضاهر الذي أعلن في سياق إطلالته استعداده لانتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، تحت بند أنّ الفرق بين 8 آذار و14آذار يتلخص بالعماد عون الذي كان 14آذار، ومتسائلاً:”هل يمكن أن أنكر التاريخ” ليضع مصلحة الوطن قبل مصلحته الشخصية.

إقرأ أيضاً: النائب خالد الضاهر: قضيتي ليست مع سماحة بل مع من أرسله للقتل والتفجير كما وأشار النائب أنّ رئيس التيار الوطني ميشال عون هو الأكثر تمثيلاً على الساحة المسيحية اللبنانية ويأتي بعده من ناحية التمثيل القوات فالكتائب فالمردة. ومردفاً أنّ خياره الرئاسي في هذه المرحلة هو عون الذي كان يرفض الوصاية السورية، وكان لديه خيار وطني واجه الوصاية ليس فقط بالسياسة والكلام بل بالحديد وحرب التحرير. ولأن خالد الضاهر “هو نفسه” ولأنه ما زال بقناعاته، وكتعقيباً على تبينه للجنرال ميشال عون مرشحاً مسيحياً قوياً فلسنتعرض معاً مواقف سابقة أعلنها النائب الضاهر فيما يتعلق بعون وبممارساته السياسية بشكل عام وفيما يتعلق بوصوله لبعبدا بشكل خاص. في 19 تموز 2012 صرّح الضاهر لصحيفة الأنباء أنّ “دنوَ سقوط النظام السوري أفقد عون توازنه فراح يحرك الشارع تحت عناوين طائفية ومذهبية قد توصل البلاد إلى أتون من المواجهات فيما لو استمر بهذا النوع من الفجور السياسي لتحقيق المكاسب”. وأكد للصحيفة نفسها حرفياً” لو أرادها عون شارعا مقابل شارع فلتكن ونحن لها، كي نُفهمه أنّ فجوره لن يخيفنا ولن يحملنا على التنازل عن حقوق اهلنا ليس فقط في عكار ولكن في كل لبنان”. وفي العام 2013 كان للنائب خالد الضاهر حديثاً مع الأنباء أيضاً أشار خلاله أنّه “مهما لعب العماد عون دور حصان طروادة في تسويق المشاريع الإيرانية عبر تأمين جزء من الغطاء المسيحي لها لقاء وصوله إلى كرسي الرئاسة، فإنه لن يتمكن من تحقيق هذا الحلم انطلاقا من كون لبنان أكبر من أن يبتلعه “حزب الله”. في 17 آذار 2014 وفي حديث لإذاعة “الفجر” وفيما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية أوضح النائب الضاهر أنّهم يريدون رئيساً سيادياً بامتياز يزيل السلاح غير الشرعي”، وأردف أنّه :”من السخافة أن يظن البعض أنّ مرشح تيار المستقبل هو العماد ميشال عون”. وفي الثاني من آيار 2014، لفت النائب خالد الضاهر في حديث للأنباء أنّ: “أكثر ما يدعو للسخرية، هو محاولة حزب الله استغباء عقول اللبنانيين من خلال اللعب على محورين أساسيين للوصول الى أهدافه، وهما: دعم ترشيح العماد عون “صوريا”، بهدف ايفاء الدين المتوجب عليه للرابية، في وقت يعلم “حزب الله” علم اليقين أنّ حظوظ العماد عون بالرئاسة كحظوظ ابليس بالجنة” وأردف: أنّ “ما زاد في الطين بلة، هو اقتناع العماد عون بأنه قد يستطيع الوصول الى تحقيق حلمه عبر تسويق نفسه لدى الرئيس سعد الحريري مرشحا توافقيا ذا قلب أبيض وبريء”.هذه المواقف التي استعرضناها هي غيض من فيض، فإن كانت المواقف الوطنية هي نفسها لدى كل الأفرقاء السياسية من الشيخ سعد الحريري للقوات للنائب الضاهر، فمن تبدل إذاً؟؟ الشعب اللبناني؟ أم لبنان “الوطن”؟

 

الشيخ مرعب: لهذه الأسباب لا نكفر داعش والنصرة رغم ضلالهما…

نسرين مرعب/جنوبية/7 فبراير، 2016/دائماً ما يتم وضع "داعش" في خانة الإرهاب والتكفير دوناً عن جبهة النصرة، وعلى الرغم من ضلوع التنظيمين في عمليات خطف الجيش اللبناني والعديد من الإختراقات الأمنية والتي تمحورت بشكل خاص في عرسال، إلا أنّ الواقع اللبناني والعربي عموماً ما زال يصنف "داعش" إرهابية تكفيرية في حين يختلف فيما يتعلق بجبهة النصرة. والأمر ذهب أبعد من ذلك على الصعيد الشعبي إذ أصبح يمنع الجمع بين داعش والنصرة في عبارة واحدة، كما ويعتبر الخلط بين التنظيمين نوع من أنواع التشويه للدين الإسلامي.. ليظل الالتباس هنا: هل سألنا نحن علماء الدين الإسلامي كيف يوصّفون كل من داعش والنصرة؟ وإن كانوا يكفّرون أحدهما؟ وما الفرق بينهما دينياً وانسانياً، وما مفهوم “الإرهاب” في ظلّ كل من الممارسات والسلوكيات التي يتبعانها؟ في سياق البحث عن أجوبة لكل هذه الاستفهامات، ولإزالة اللبس عن الفوارق بين تنظيم داعش وجبهة النصرة، كان لموقع “جنوبية” حديثاً مع المفتش العام المساعد للأوقاف الإسلامية في لبنان الشيخ الدكتور حسن مرعب الذي اعتبر أنّ نظرة الإسلام لكل من جبهة النصرة وداعش وكل من هم على شاكلتهم “على أن هؤلاء قد ضلوا الطريق وهم ليسوا على هدى فالإسلام ليس كذلك وإنّما هو دين رحمة، والنبي (ص) أرسله الله عز وجل رحمةً للعالمين فقال في كتابه ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) والعنف لا يبرر العنف ولا الظلم لا يواجه بالظلم والدفاع عن النفس لا يكون بالذبح والتفنن بأنواع القتل والتنكيل والتمثيل بالجثث وتصوير ذلك كله بتقنية سينمائية عالية وطرحها عبر مواقع التواصل ونسمي ذلك نصرة للإسلام ودفاعاً عن المسلمين واقامة دولة الخلافة ولو تعمقنا بهذه الأساليب الوحشية والهمجية واللا انسانية لتيقنا بأنها تهدم الإسلام وتشوهه وتغير معالمه الحقيقية وتسيء اليه والى اهله في الشرق عامة والغرب خاصة فكم ضُيق على الإسلام والمسلمين من خلال هذه الترهات التي يسمونها زورا الجهاد وكم خدموا بذلك اعداء الدين والإنسانية وعلى رأسهم الصهيونية العالمية واعطوهم المادة الدسمة التي يحاربون بها الاسلام ويصفونه بالارهاب والرجعية والتخلف .

 لذا فكل ما ترتكبه داعش ومن هم على شاكلتها هو في مفهوم الإسلام ليس منه في شيء بل هو ما يذكرنا تاريخياً بالخوارج. وأوضح الشيخ حسن أنّ الخوارج هم الذين خرجوا على سيدنا علي بن أبي طالب ويومها استباحوا الدماء وقتّلوا الناس وكفروهم وأخرجوهم من الملة، وأضاف أنّ النبي (ص) حذّر من الخوارج إذ قال “يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية”، وأنّ هناك أحاديث كثيرة وردت عنهم ومنها “نعم القتيل قتيلهم”.وأردف هذا بالنسبة لتوصيف كل من النصرة وداعش ولكن هناك نقطة مهمة جداً أنّنا لا نكفرهم، متسائلاً: لو كفرناهم كما كفروا جمع المسلمين فما الفرق بيننا وبينهم؟

وشدد الشيخ أننا لا نكفرهم وإنمّا نقول هم مسلمون قد ضلّوا الطريق وهم ليسوا على هدى بل هم على ضلال مبين وطريقهم طريق موحشة وموعرة ويوم القيامة سيسألهم الله عزّ وجلّ عن الدماء التي يسفكونها وسفكوها بغير حق وسيحاسبون عليها، فالله عزّ وجلّ يقول عن القتل العمد في كتابه الكريم:{ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما }

أما فيما يتعلق بالفرق بين كل من تنظيمي داعش والنصرة فقد أفادنا الدكتور حسن مرعب أنّ لا فرق بينهما في المعتقد والفكر ،وإنما في الأساليب والأداء فقط فقد يكون أداء النصرة أقل قسوة ووحشية في بعض المواضع من داعش واعقل قليلاً والنصرة لا تصور ما ترتكبه كداعش أو قد يكون اقل تقنية وتركيزا وهذا ما دعا البعض الى التفريق بينهما ولأن النصرة كانت اقرب من داعش الى الفصائل المعارضة والمقاتلة في سوريا في مرحلة من المراحل ولكن في حقيقة الأمر هما ولدا من رحم واحدة التي انجبت القاعدة وهذا الفكر الذي يسمى بالفكر التكفيري، والفكر المتطرف الذي نشأ مع نشوء ما يسمى بجماعة بالتكفير والهجرة (في مصر) وأيضاً في مرحلة حظر مايسمى بحركات الإسلام السياسي كالإخوان المسلمين وغيرهم وهذه المرحلة خرجت منها افكار كثيرة تكفر المجتمع بكامله وتعتقد بأن الإسلام مقتصر على من يؤمن بهذه الأفكار ويناصرها فقط وكان من أبرز ممن كتبوا في تلك المرحلة سيد قطب وغيره ممن بقوا فترة طويلة في السجون ونشأت أفكارهم من خلال ما كانوا عليه داخل السجن ولأنهم شعروا بأن مجتمهم تخلى عنهم ولم يناصرهم ويؤيدهم . واعتبر الشيخ أنّ محور الإشكالية هنا عندما ينظرون إلى الناس أنّهم ليسوا على الحق وأنّهم هم فقط على الحق وبالتالي كل من ليس معهم فهو على باطل وبالتالي فهو مباح الدم ورفضهم لقبول الرأي الآخر بل ومحاولة اسكاته بالقوة فكم سفكوا من دماء علماء في العراق والشام فقط لانهم خالفوهم وفضحوا معتقداتهم الواهية وهم لا يزالون يهددون كل عالم لا يؤيدهم في كل مكان وحتى في لبنان وهم يعتبرون العلماء ألدّ أعدائهم لأنهم يكشفونهم على حقيقتهم ويظهرون للمجتمع ضلالهم وتحريفهم للدين. وباختصار الإشكالية معهم صراع مع الأمة بأكملها وليس فقط مع من يخالفهم لأنّ الأمة ليست على ما هم عليه أبداً بل الأمة تخالفهم فيما يفعلونه. وتابع الشيخ حسن مرعب موضحاً بأنّ أمّة الإسلام دائماً كانت أمّة الرحمة وأمّة الهداية والنور والرشاد والصلاح والعلم، وهي لم تكن يوماً أمّة ظلامية لا تؤمن إلا بالقتل وبالذبح وبسفك الدماء، وشدّد أنّ هذا الأمر هو دخيل على هذه الأمة بهذا النفس الذي نراه وبهذا الشكل الذي نراه. وختم الشيخ لموقع “جنوبية” بأنّ هذه هي نظرة الإسلام إلى هذه التنظيمات سائلاً الله لهم أن يهديهم وأن يردهم إلى صوابهم وإلى رشدهم لكي تتوقف هذه المهزلة ولكي يقف سلسال الدم الذي نراه يومياً ونشاهده من كل الأطراف.

 

هكذا صمد الأردن وانهار لبنان في مواجهة الاستبداد العربي

الدكتور محمد علي مقلد/جنوبية/ 7 فبراير، 2016

انعقد “اللقاء الثقافي” برعاية “صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظّم”، هكذا ورد اسمه في بطاقة الدعوة، وبمشاركة حشد من المثقفين والباحثين والاعلاميين ورجال الأعمال. كان وقع المقارنة عليّ قاسياً جداً، إذ لم تغب عن بالي مناسبة مماثلة في معرض الكتاب العربي في بيروت، منذ شهرين، انتظر فيها المنتدون ولم يوفقوا بحضور أحد فأخلوا القاعة خائبين. كان بين الحاضرين في منتدى الفكر العربي في عمان أساتذة جامعة كثر، وطلاب دراسات عليا ودكتوراه، ووزراء ونقباء، ومدير عام مجلس الوزراء وموظفون كبار في الدولة. ربما لأن الدعوة صادرة عن مؤسسة بناها الأمير حسن، ولأن الندوة أقيمت تحت رعايته. لكن الأكيد أن الحوافز للمشاركة في نشاطات ثقافية تتعدى طقوس التعظيم والولاء، لأن “صاحب السمو” أضاف إلى نسبه العريق تواضعاً وثقافة يعز وجودهما لدى مصادري الألقاب في بلادنا. طلب الأمير من الحاضرين ألا يستغربوا حضوره، وهو القادم من “عالم السلالات الملكية”، بحسب تعبيره، ليشارك في نقاش كتاب يحمل عنوان الجمهورية (كتاب جمهوريتي منشورات سائر المشرق لمؤلفه الدكتور نزار يونس اللبناني) لكن كلمته أثبتت لنا، نحن اللبنانيين المدعوين إلى الندوة، أن السلالات السياسية أعلى كعباً في عالم الثقافة من أولئك الذين تسلقوا عليها في لبنان بأدواة التشبيح والقيم الميليشيوية. كما أكدت كم هي صحيحة ودقيقة تلك العبارة الفرنسية noblesse oblige التي تعني أن صاحب النسب ملزم بالمحافظة على عراقة انتمائه، وبعدم التفريط بالمستوى الذي ترتسم ملامحه في سير الأجداد. حين تستمع إليه، أنت اللبناني المحكوم برجال المحاصصة والمصالح والفساد، يصفعك الفارق بين سياسي تربى في بيت ملكي في الأردن وآخر تخرج من حروب الشوارع اللبنانية أو السجون السورية أو المجاهل القروسطية. الأول تملي عليه عائلته و”بيته” أن يحمي شرفها وتاريخها، بينما يذهب الآخرون كل مذهب في تلويث شرف العائلة والوطن بسلوك مشين وكلام مهين ولغة زقاقية.

المقارنة ليست مفتعلة. بل هي درس أردني لرجال السياسة في لبنان، مثلما هي درس لبناني للشعب الأردني. هذا ما قلناه لهم من غير لبس ولا تورية. العنوان مدعاة لتبرؤ الملكيين من كتاب يتحدث عن الجمهورية، عن “جمهوريتي”. قلنا لهم إن نزار يونس لا يقصد ياء المتكلم، إذ من الممكن أن يقرأ العنوان وتنسب الجمهورية إلى المتكلمين بالجمع(جمهوريتنا) أو يكون المقصود كل الجمهوريات، أي كل الأوطان، بصرف النظر عن طبيعة النظام السياسي، فيكون لبنان مجرد عينة تدرس من خلالها أوضاع كل الأوطان، جمهورياً كان نظامها أم ملكياً أم غير ذلك. دفعنا فضول المقارنة إلى التساؤل، لماذا كان لبنان سبّاقاً إلى الحرب الأهلية، ولماذا سارت على منواله دول وشعوب وأوطان عربية. ألأنها كانت كلها موضوعة أمام خيارين اثنين، إما تأبيد أنظمة الوراثة والاستبداد إما الحروب الأهلية، أم لأسباب أخرى؟ ولماذا ما تزال الأردن ممتنعة عن مثل تلك الحروب؟. لقد علمتنا التجربة اللبنانية، على ما يقول نزار يونس في كتابه، أنه لا هذا الخيار ولا ذاك، بل إصلاح سياسي يفضي إلى قيام دولة القانون والمؤسسات، دولة الديمقراطية والتعدد والتنوع وتنظيم الاختلاف، بدل تنظيم الحروب. هذا ما يقترحه كتابه لحل الأزمة اللبنانية، وهو ما يشكل حلا مناسباً للأزمات المتشابهة والمتناسلة في أوطان الأمتين العربية والاسلامية.

فوجئنا بأن عدد سكان الأردن يبلغ اثني عشر مليوناً، أي نصف عدد سكان سوريا قبل حربها الأهلية، أو ما يوازي عدد النازحين منهم والمهجرين بفعل الحرب، أو ما يوازي ضعف عدد سكان لبنان، وتذكرنا أن لبنان والاردن بلدان متشابهان. فهما، في نظر النظام السوري والعقل القومجي، بلدان مفتعلان، صنعتهما سايكس بيكو. أقل من قرن من الزمان كان كافياً لبناء كيان أردني وصنع تقاليد وعادات وتاريخ مشترك، ما يدفعنا نحن اللبنانيين، الذين يمتد تاريخنا إلى أبعد من تاريخ الكيان الاردني، إلى التساؤل عن الأسباب التي جعلتنا نبدد وحدتنا الوطنية ونستبدلها بالمساكنة والعيش معاً.

بالمقارنة أيضاً يأتيك الجواب بأيسر السبل. حين قرر النظام العربي إلغاء هذين البلدين “المفتعلين”، صمد النظام الأردني ومنع قيام دولة داخل الدولة، بينما تسابق أهل النظام اللبناني على تفكيك دولتهم. اليوم، بعد عاصفة الربيع العربي، قلنا للأردنيين، بلسان كتاب “جمهوريتي”، عليكم بحماية الدولة والدفاع عنها ضد كل مخاطر تفكيكها، وعليكم أن تطالبوا السلطة بتعزيز الديمقراطية وترسيخ مبدأ تداول السلطة، إذ من الممكن أن يسود مبدأ التداول هذا في مختلف أنواع الانظمة، الجمهوري منها والملكي أو الخارج عن هذين التصنيفين، كما هي الحال في أستراليا على سبيل المثال. لبنان والأردن البلدان الوحيدان اللذان وضعتهما تبعات القضية القومية أمام خيارين، أيلول الأسود الأردني أم اتفاق القاهرة اللبناني؟ خياران يختصران المفاضلة بين الدولة و الحرب الأهلية. في كليهما سالت دماء وقدمت تضحيات، لكن الحرب الأهلية هي الأكثر كلفة. هذا ما تبينه يوميات الدراما السورية، ومآسي العراق واليمن وليبيا. الأقل كلفة هو حماية الدولة من التفكك، وتطوير الأنظمة نحو مزيد من الديمقراطية. ذلك أن الدولة التي لا تقوم على احترام التنوع وتنظيم الاختلاف ولا يعيش مواطنوها تحت خيمة الديمقراطية، هي دولة غير مؤهلة لتوحيد الشعب وبناء الوطن. النظام السوري رأى فيهما كيانين “مفتعلين” لأنهما متحدران من زمن سايكس بيكو لا من رحم الخلافة. غير أن تجربة البعثين وما يشبههما أثبتت أن المفتعل الوحيد هو نظام الاستبداد الذي يسير عكس مجرى التاريخ. كل الكرة الأرضية انتقلت من أنظمة الوراثة إلى تداول السلطة، إلا من عاند ومانع من بلدان الأمة العربية. ما أحوج أوطاننا اليوم لربيع من غير دماء.

 

من «ثورة» تجاوزها الواقع إلى حركة التحرر الوطني

وسام سعادة/القدس/07 شباط/16

ثمة قضية وطنية سورية، أو هكذا يفترض أن يكون. ما الذي يعنيه ذلك بالتحديد؟ يعني أن الصراع الأهلي، وما يشبك به من تدخلات أجنبية، قد تخطى، منذ سنوات، قضية حق الشعب السوري في اختيار نظام الحكم الذي يريده، باتجاه اعادة طرح شرط وجود هذا الشعب نفسه، أي حقه في تقرير المصير. القضية السورية هي قضية حق الشعب السوري في تقرير مصيره. يعني ذلك أن مفهوم «الثورة السورية» إذا ما أريد ربطه بقضية حق الشعب السوري في تقرير نظام الحكم الذي يريده صار مفهوماً من الطبيعي أن يتجاوزه الواقع، باتجاه اعادة تنبيت مفهوم «حركة التحرر الوطني». سوريا الراهنة بأمس الحاجة لاعادة التقاط مفهوم حركة التحرر الوطني ولاعادة التقاط مفهوم الوطنية كشيء ينبغي تحقيقه استرداداً بسحبه من براثن الامبريالية، نعم الامبريالية هذا المفهوم الذي يزداد راهنية، رغماً عن سذاجة الليبراليين العرب الذي أعتقدت بأن ثرثرتها الخاوية تؤمن مستلزمات تسريحه. الشعب السوري ليس ممنوع فقط من ايجاد نظام الحكم الذي يريده. هو ممنوع من أن يكون مثل بقية الشعوب الأخرى على كوكب الأرض. ومعظمها لم يختر نظام الحكم الذي يريده، وبعضها يقاسي ما كان يقاسيه الشعب السوري نفسه من ديكتاتورية وطغيان قبل انطلاقة الثورة، لكن الشعب السوري يواجه ما هو أكثر كارثية: ليس الاستبداد بحد ذاته، ولا الطغيان، وانما نظام استطاع تحويل احتضاره إلى شيء حيوي، إلى نظام احتضار دموي مزمن، ويتمكن عند كل منعطف من تأمين الوقود المحلي أو الاقليمي أو الدولي لاستمراره على هذا الشكل التدميري لسوريا المجتمع والكيان. «الثورة السورية» بالمعنى الأول، المتصلة بحق الشعب في اختيار نظام الحكم الذي يريده صارت وراءنا. وهذا ما يدركه النظام باعتماده حجة بلاغية يتيمة لا يردد سواها، ومختصرها أنا ديكتاتوري ومن يعارضني ديكتاتوري لكن اما أعجز مني واما أكثر رجعية. وهذا ما تدركه عواصم القرار عندما تستبعد الحديث الجدي عن انهاء حكم آل الأسد. لكن، الاصرار في المقابل على الموقف الآخر، الموقف الذي لا يزال ينظر إلى القضية السورية كقضية حق اختيار نظام الحكم، هو اصرار تائه زمنياً. النظام لن يرحل إلا بانتقال السوريين من عقلية «الثورة» لاختيار نظام الحكم الذي يريدونه إلى عقلية «حركة التحرير الوطني» التي تعيد الكرة إلى الملعب الاول: ليس الصراع على النظام، على جهاز الدولة، بل الصراع من أجل حصول تأمين انسحاب كافة القوى الأجنبية من سوريا، سواء كانت تتبع مباشرة لدول، أو تتبع لهذه الدول مواربة، أو كانت منظمات متطرفة ودموية عابرة للحدود. بالتوازي، وحده الانتقال من عقلية «الثورة السورية» وشعاراتها التي صار تداولها الآن نوستالجياً أكثر منه راهنياً إلى منظار حركة التحرر الوطني للشعب السوري، بامكانه اعادة تركيب اجماعين وطنيين: واحد يتصل بانسحاب غير السوريين من الصراع السوري، بدلاً من محاولة كل طرف ان «يعزم» رعاته على سوريا لمواجهة رعاة الطرف الآخر، وثان يتصل باعلان «السلام» كهدف سياسي ثوري بامتياز يعني جميع السوريين. السلام زائد انسحاب غير السوريين من سوريا: هذان هدفان يدشنان حركة تحررية وطنية حقيقية. لقد وصلت التمردية المذهبية في سوريا إلى طريق مسدود، فشلت في ان توحد الانسجة الاكثرية من المجتمع السوري بوجه النظام الذي ازداد تفاخراً بطابعه الفئوي الاقلوي. «انوعدت» من الغرب والعرب لكن حلفاء النظام كانوا فاعلين أكثر. والأهم: هذه التمردية المذهبية الأكثروية عاجزة بحكم طبيعتها عن الطرح الجدي والشامل للشعارين الضروريين الآن، انسحاب غير السوريين والسلام، وما يتبعهما طبعاً من عودة اللاجئين. لقد وصلت هذه التمردية المذهبية إلى طريق مسدود، في وقت وصل فيه واقع الاضطهاد الفئوي لأكثرية السوريين، والدعم الخارجي لهذا الاضطهاد إلى حالة قصوى، لا يمكن مواجهتها بنوستالجيا شعارات من قبيل «الله يحيي الجيش الحر» لوحدها. لا يمكن مواجهتها إلا بالتقاط عصب السياسة، وخلق الاحراج الحقيقي للنظام، لكن فقط عند التحديد النظري إلى ان مرحلة «اي نظام نريد» لم تعد هي المطروحة، وانما حق الشعب في تقرير المصير، وشروط ذلك: انسحاب غير السوريين من سوريا، التفاوض على السلام، اي تجميد الواقع الحربي كما هو الآن كبداية، بصيغة وقف اطلاق نار توسع وتحصن شيئاً فشيئاً، والتأسيس على ذلك عودة للاجئين. أما الطرح البديل: معالجة تدخل بتوهم نجاعة تدخل آخر فهو الكارثة الذهنية عينها!

من «ثورة» تجاوزها الواقع إلى حركة التحرر الوطني

ثمة قضية وطنية سورية، أو هكذا يفترض أن يكون. ما الذي يعنيه ذلك بالتحديد؟ يعني أن الصراع الأهلي، وما يشبك به من تدخلات أجنبية، قد تخطى، منذ سنوات، قضية حق…

 

وليد المعلم وصناديقه الخشبية المهترئة

داود البصري/السياسة/08 شباط/16

بعد طول غياب وإنزواء شبه تام عن الساحة السياسية ظننا انه قد رحل للعالم الآخر، أطل علينا رئيس الديبلوماسية الشبيحية السورية الرفيق المناضل وليد المعلم بعد إزدياد حدة الهجمة المافيوزية الروسية- الصفوية- الشبيحية، بتصريحات عنترية تافهة يهدد بها الأطراف العربية والدولية المساندة للشعب السوري بأن نظامه سيرسل كل من يتدخل في الشأن السوري في صناديق خشبية، وهو تهديد أهوج وسخيف ومثير لكل عوامل السخرية، فالجميع يعرف وأولهم المعلم الذي لايتعلم من إنتكاسات نظامه، ان النظام السوري من كثرة المتدخلين الخارجيين في الشأن السوري تحول لمجرد «شرطي مرور» ينظم سير القوات الإيرانية الغازية والعصابات الطائفية المتحالفة معها والقادمة من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان وحتى المرتزقة الروس وجميع فصائل الأنس والجان! المعلم يبدو أنه منتشيا بالإنتصارات الوهمية التي حققها جيشه وتقدمهم في ريف حلب بمساندة الطيران الروسي وجهود الحرس الثوري الإيراني، أما الصناديق الخشبية التي يتحدث عنها فهو يقصد أجمالا توابيت «الباسيج» والحرس الثوري الإيراني التي ملات البر السوري حتى ضاقت عنه، والتي أتبعتها توابيت الطلائع الأولى للجيش الروسي الذين إصطادهم المجاهدون السوريون الأحرار في ريف اللاذقية التي ستتبعها بعون الله قوافل قادمة كبرى من الجثث الروسية المعلبة للدفن في صقيع موسكو!

وليد المعلم يتحدث في الوقت الضائع وهو يعلم علم اليقين ان التقدم التكتيكي الذي يحققه نظامه المفلس لن يدوم، فالحرب كر وفر وأساليب وخطط متغيرة، والنظام الذي كان على شفا هاوية من السقوط والإضمحلال لم تنقذه سوى آلة الحرب الإرهابية الروسية التي قامت بأكبر خرق ستراتيجي في الشرق وبمغامرة كبرى ستكلف الدولة الروسية الكثير من رصيدها ومن مستقبل علاقتها مع العالم العربي! لربما يتصور المعلم واهما أن عزيمة الثوار قد ضعفت ودب اليأس في صفوفهم لكنه سيخطئ هو وأسياده خطأهم القاتل في ترقب نصر وهمي لن يحدث أبدا، فالنظام السوري إلى زوال مهما بدت الظواهر عكس ذلك، وعمق ودرجة التحدي الروسي-الإيراني للثورة وللشعب السوري الحر وللعالم سيخلق إستجابة قوية مضادة ستدمر كل قواعد العدوان وتحيل الأرض السورية الحرة لقطعة من جهنم في مواجهة المعتدين وقاتلي الشعوب من الفاشست الروس والإيرانيين.

لقد ملأت صناديق الحرس الثوري الإيراني الخشبية مقابر إيران لتذكرهم ببشاعة سنوات الحرب العراقية- الإيرانية، وأبطال الشام قد أنزلوا بالجسم العسكري الإيراني والميليشيات المتحالفة معهم هزيمة تاريخية نكراء ستتداولها الأجيال لتحكي قصة صمود شعب وثورة تكالب عليهم العالم أجمع وغض ما يسمى مجلس الامن الدولي عيونه عنهم، وأشترك القريب قبل البعيد في التواطؤ والعمل ضد الثورة السورية. أين جنرالات الحرس الثوري الأسطوريين الذين حاول الإعلام الإيراني تسويقهم بصفة «السوبرمان»، مثل قاسم سليماني الغائب عن الأنظار لشلله أو همداني أو تقوي أو غيرهم من كبار قادة الحرس الذين طحنتهم أيادي السوريين الأحرار؟ وإذا كان الحلف العدواني الروسي-الصفوي- الشبيحي قد تقدم مرحليا وتكتيكيا في مواقع معينة فإنه على المدى الستراتيجي من المستحيل إستمرار النظام مهما بالغ الروس في إستعمال القوة المفرطة ضد شعب أعزل، فساعة الحقيقة آتية وسيسمع دقاتها الجميع، وستتوج برحيل المعتدين وهزيمتهم وسحب جيفهم بالصناديق الخشبية، إن توافرت لهم كما تفعل عصابات الحرس الثوري الإيراني. وليد المعلم لايردد سوى لازمة لغوية بائسة ويائسة وتعبر عن اليأس المطلق، ولن يدوم فرحه وابتهاجه طويلا لكونه ونظامه وحلفاؤه مجتمعين سيرحلون متضامنين لمزبلة التاريخ! الثورة السورية عندما اشتعلت قبل خمسة أعوام لم تأخذ موافقة إقليمية أو دولية من أي طرف، بل كانت استجابة لصرخات ومعاناة شعبية طويلة، وكسر إرادة الثوار وهو هدف المعتدين أمر لن يتحقق، بل إن كل ما سيتحقق فعلا وقولا هو تجرع الأطراف العدوانية لكؤوس سم الهزيمة الزعاف، وعلى وليد المعلم وأشباهه تحضير صندوقه الخشبي شخصيا، فنصر الشعب السوري الحر قد لاحت بشائره رغم التآمر الدولي المريع، والذي سيتهاوى تحت أقدام وقبضات رجال سورية الحرة الذين علموا العالم معنى الكرامة والشجاعة والتضحية، ليخسأ كل معتد أثيم.

 

معنى عودة محمد السادس إلى العيون

خيرالله خيرالله /العرب/08 شباط،16

أن يعود الملك محمّد السادس إلى العيون، عاصمة الصحراء المغربية، التي يزورها للمرّة الثانية في غضون أقلّ من أربعة أشهر، دليل على تلك الإرادة الراسخة التي لا تتزحزح الموجودة لدى القيادة المغربية، وهي إرادة مستمدّة من الشعور السائد لدى المواطن المغربي العادي لا أكثر ولا أقلّ. لا عودة مغربية إلى الخلف من جهة، فيما مشروع الحكم الذاتي الموسّع الذي يشمل كل المحافظات في المملكة أقصى ما يمكن أن تذهب إليه الرباط من جهة أخرى. من يبحث عن حلول خارج هذا المفهوم واهم، ولا شيء آخر غير ذلك. كان العاهل المغربي في العيون في نوفمبر الماضي. جاء إليها للاحتفال بالذكرى الأربعين لـ”المسيرة الخضراء”. كانت تلك المسيرة تعبيرا عن إرادة شعبية في عودة الصحراء إلى المغرب بعد خروج المستعمر منها. في سبعينات القرن الماضي، سعى الملك الحسن الثاني، رحمه الله، بكل ما يستطيع إلى تجاوز كلّ الحساسيات القائمة في وقت لم تكن الجزائر تبدي، أقلّه ظاهرا، اي اهتمام بالصحراء وتتظاهر بأنّها مع الوحدة المغاربية ومع التعاون بين دول المنطقة، وأن كلّ ما يهمّها هو خروج الاستعمار الأسباني من الصحراء.

من هذا المنطلق، كان هناك في البداية تعاون في شأن الصحراء بين المغرب وموريتانيا، أيّام كان فيها رئيس عاقل هو مختار ولد داده الذي رحل عن عالمنا في العام 2003. لم يأت هذا التعاون من فراغ، بل جاء نتيجة قمّة ضمت الحسن الثاني وولد داده وهواري بومدين. انعقدت تلك القمّة في نواديبو في العام 1970، ولم يظهر فيها الجانب الجزائري، أقلّه علنا، أن لديه أي أطماع في الصحراء التي كانت تحت سلطة أسبانيا. تلطّى الجانب الجزائري بكل الشعارات التي تنادي بالحرية من أجل الإيحاء بأنّه موافق على أيّ حل شرط خروج أسبانيا من تلك الأرض المغربية، استنادا إلى كلّ الوثائق التاريخية. لم يدر في خلد المغرب يوما أن هناك مشاريع أخرى للجزائر تقوم على استخدام استعادته الصحراء من أجل خوض حرب استنزاف لاقتصاد المملكة عن طريق “بوليساريو” وأشياء وأدوات من هذا القبيل. امتلك المغرب في كلّ وقت سياسة براغماتية تقوم، أوّل ما تقوم، على تفادي النزاعات في المنطقة وإيجاد صيغ للتعاون بين دولها وشعوبها، وذلك على الرغم من كلّ الظلم الذي لحق به تاريخيا. في أساس هذا الظلم الخوف الفرنسي الدائم من أنّ المملكة المغربية دولة حقيقية لديها شرعية، وأن الملك فيها يستمد شرعيته من الشعب مباشرة ومن العقد القائم بين العرش وهذا الشعب، وذلك من خلال مؤسسة عمرها مئات السنين وليست وليدة انقلاب عسكري كما هو الحال في الجزائر أو في موريتانيا منذ سقوط ولد داده واعتقاله في العام 1978. هناك جانب آخر يفسّر الظلم اللاحق بالمغرب. يتمثّل هذا الجانب في أن المستعمر الفرنسي كان يعتقد، دائما، أن الجزائر ستبقى فرنسية إلى الأبد. لذلك، كان يعمل باستمرار على ضمّ أراض مغربية إليها. كانت هذه الأراضي في معظمها أراضي مغربية لا مجال لأي نقاش في شأن هويتها. مع ذلك، تجاوز المغرب هذه المسألة من أجل المحافظة على نوع من الوحدة السياسية والتفاهم بين دول المغرب العربي، حتّى لو كان ذلك على حسابه.

جاء محمّد السادس ليؤكد السياسة التقليدية للمغرب ويثبّتها. تقوم هذه السياسة على تفادي أي اصطدام مع دول الجوار، ولكن من دون أي تنازل عن الحقوق المغربية.

يستطيع المغرب الانتظار. هناك انصراف إلى الاهتمام بالشؤون الداخلية للمملكة، بما يخدم المواطن. يشمل ذلك تكريس اللا مركزية، أي ما يسمّى الجهوية، وهو ما يشدّد عليه العاهل المغربي منذ فترة طويلة، فضلا عن تطوير مصادر الطاقة البديلة. لذلك، افتتح العاهل المغربي قبل وصوله إلى العيون الحقل الأكبر في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية في ورزازات، في الجنوب المغربي. يمتلك المغرب وسائل كثيرة لتطوير نفسه. لن يتردّد المغرب في الإقدام على ما يحفظ على مصالحه من منطلق أنّ لا مجال لإضاعة الوقت في شأن كلّ ما له علاقة بخدمة المواطن والبلد. لعلّ أهمّ ما في عودة محمّد السادس إلى العيون في غضون أقلّ من أربعة أشهر، أن المغرب لا يتردّد حيث لا مجال لذلك. لا تردّد في تأكيد مغربية الصحراء، ولا تردّد في متابعة عملية استيعاب أهل الصحراء كي يكونوا مواطنين مغاربة لا تفريق بينهم وبين أي مواطن آخر أكان في مكناس أو في طنجة أو تطوان أو وجدة أو الدار البيضاء أو الرباط أو مراكش… أو ورزازات.

هناك اهتمام بكل منطقة ومدينة وبلدة مغربية، خصوصا بالعيون. هذا المفهوم جزء لا يتجزّأ من سياسة تقوم، أوّل ما تقوم، على المتابعة. ليس طبيعيا وضع الحجر الأساس لمشروع معيّن وترك التنفيذ لمشيئة من على عاتقه تنفيذ المشروع. هناك متابعة مستمرّة ودؤوبة تستهدف معرفة التقدّم الذي تحقّق في مجال التنفيذ، مع مراقبة نوعية العمل المنفّذ. تلك أهمّية المغرب في عهد محمّد السادس. لا شيء متروكا للقدر. هناك متابعة يومية لكلّ ما يجري في البلد. هناك خطة طوارئ لمواجهة موجة الجفاف وضعت موضع التنفيذ. استفاد اقتصاد المغرب من هبوط أسعار النفط، لكنّ الظروف لم تساعده هذه السنة لأن الأمطار لم تكن كافية. والمغرب بلد زراعي أوّلا وسقوط الأمطار يُعتبر في غاية الأهمّية بالنسبة إليه.

ليس هناك استعداد مغربي للاستسلام. هناك رغبة واضحة في التعاطي مع الواقع والمشاكل الناجمة عنه، بما في ذلك الجفاف. يحارب المغرب على جبهات عدّة. في كلّ معاركه، هناك خطوط لا يمكن تجاوزها. لا يمكن تجاوز مغربية الصحراء، ولا عودة إلى الخلف في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، ولا تراجع عن الإصلاحات السياسية التي مكّنت المغرب من تجاوز جنون “الربيع العربي” بأقل مقدار من الخسائر. على العكس من ذلك، كان “الربيع العربي” فرصة لتطوير النظام المغربي والخروج بدستور جديد يستجيب لطموحات المواطن العادي وتطلّعاته، خصوصا في مجال اللا مركزية.

لا شيء ينجح مثل النجاح، كما يقول الأميركيون. إلى الآن، هناك قصة نجاح في المغرب. لكن هذه القصة لا يمكن أن تكتمل من دون تعاون على الصعيد الإقليمي أقلّه في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرّف بعيدا عن عقد الماضي وإغلاق الحدود منذ العام 1994 بين بلديْن، هما المغرب والجزائر، يفترض أن لا يكون ما يفرّق بينهما. استطاع المغرب تجاوز الحرب التي تشنّها عليه الجزائر عبر ما يسمّى “بوليساريو”، وهي حرب بالوكالة ليس إلّا. ألم يحن الوقت لفتح صفحة جديدة في العلاقة بين البلدين الأكبر في المغرب العربي بغية إيجاد حلول تتجاوز الإرهاب والدور الذي تقوم به “بوليساريو”، وغير “بوليساريو”، في خدمة هذه الآفة؟ هناك بكل بساطة الوضع في تونس والوضع في ليبيا. ألم يحن الوقت لوقفة شجاعة مع النفس تجعل الجزائر تتخلّص من العقدة المغربية… أم أن العقدة المغربية تتجاوز كل العقد الجزائرية ولا مجال للخلاص منها؟

 

«داعش» والضربة القاضية

 غسان شربل/الحياة/08 شباط/16

إعلان السعودية ودولة الإمارات استعدادهما لإرسال قوات برية في اطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة «داعش» في سورية يشكل رسالة غير عادية. رسالة تؤكد حجم التغيير الذي طرأ على سياستي البلدين. وأسلوبهما في التعامل مع التحديات المتصاعدة في الإقليم. إنه ليس مجرد شعور بخطر التنظيم. إنه أيضاً ثمرة شعور بأن الحرب على «داعش» تحولت معركة إقليمية ودولية قد تتمخض نتائجها عن رسم ملامح التوازنات المقبلة في المنطقة. المسألة لا تتعلق فقط بالحرب على «داعش». إنها تتناول أيضاً محاولة توظيف هذه الحرب لإحداث انقلابات وإجراء جراحات داخل الخرائط الهرمة والتلاعب بتوازنات تاريخية بين المذاهب والدول والقوميات. هذه ليست مبارزة بين فلاديمير بوتين وأبو بكر البغدادي. وليست أيضاً مبارزة بين الجنرال قاسم سليماني و»أمراء» تنظيم «داعش». إنها أوسع من ذلك. إنها أكبر وأخطر. «داعش» تنظيم رهيب. أشد خطورة وبكثير من سلفه تنظيم «القاعدة». تفوّق البغدادي على الزرقاوي. تفوّق إيضاً على أيمن الظواهري وأسامة بن لادن. غزوة العراق وسورية أشدّ هولاً من «غزوتَي نيويورك وواشنطن».

«داعش» يشكل خطراً وجودياً على العراق. وسورية. ولبنان. والأردن. واليمن. وليبيا. إنه شديد الخطورة أيضاً على السعودية ودول الخليج. إنه قنبلة مسمومة مشعّة تهدّد كل دولة في العالم الإسلامي. تهدّد استقرار هذ الدول. وعلاقات السنّة والشيعة. ومصير الأقليات. وتهدّد علاقات العالم الإسلامي بالدول الغربية والعالم.

طبيعة «داعش» لا تترك أي فرصة لاحتوائه. أو التعايش معه. أو إبرام هدنة. قاموسه لا يفسح المجال لأي رهان على ترويضه. خياره واضح وقاطع. أكون القاتل أو أكون القتيل. أقطع رأسكم أو تقطعون رأسي. لا مكان لأنصاف الحلول. ولا خيار أمام العالم غير الدفاع عن استقراره وسلامته وقيمه. لهذا اتخذ العالم قرار القضاء على التنظيم لكنه اتخذه بأشكال متباينة وانطلاقاً من حسابات مختلفة. بقطع الرؤوس. والتفجيرات الانتحارية. والتصفيات. والسبي. حاول التنظيم إرعاب خصومه. احتل الموقع الأول في لائحة الأخطار. وعلى رغم ما تقدم يمكن القول إن المسألة هي أبعد من مبارزة مع «داعش» وأوسع.

المعركة أكبر من إرغام «داعش» على الانسحاب من قرية أو مدينة أو محافظة. المعركة تتناول مستقبل سورية. ومستقبل العراق. ولبنان. وليبيا. وأنحاء أخرى. إنها تمسّّ مستقبل العلاقات بين السنّة والشيعة على مستوى الأقليم. ومستقبل التوازنات بين إيران والعرب. والتوازنات بين المكونات الأربعة الكبرى للشرق الأوسط الرهيب وهي العرب والفرس والأتراك والأكراد.

لم يكن بوتين يحلم بهدية من هذا النوع. أعطاه «داعش» وتراخي باراك أوباما فرصة شرعنة تدخّله العسكري في سورية. فرصة كسر العمود الفقري للمعارضة السورية تحت لافتة استهداف التنظيم الإرهابي. إيران هي الأخرى تتوّج اتفاقها النووي بتقديم نفسها دولة منخرطة في محاربة الإرهاب في سورية والعراق، وكأن «داعش» هو الخطر الوحيد. ربما تستطيع روسيا وإيران توجيه ضربة قاتلة إلى المعارضة السورية المعتدلة، لكنهما لا تستطيعان بالتأكيد توجيه ضربة قاضية إلى «داعش».ثمة سؤال أساسي وحاسم. من هو الأقدر على تفكيك «داعش» وإنهائه؟ يصعب الاعتقاد بأن روسيا هي هذا الطرف مهما بالغت طائراتها في توفير الغطاء لتغييرات ميدانية في الحرب السورية. يصعب الاعتقاد أيضاً بأن إيران هي الطرف المناسب للاضطلاع بمثل هذه المهمّة. تجذّر الحضور الإيراني في قرارّي بغداد ودمشق كان بين الأسباب التي أدّت إلى ظهور «داعش» واستفحال أخطاره وزيادة جاذبيته لدى من اعتبروا أنفسهم مقهورين ومظلومين بفعل تغيير هويّات دول أو مناطق. كون المناطق التي تُستهدف سنيّة ينذر أيضاً بتحوّل الحرب عقاباً قاسياً لهذه المناطق والمكوّن الغالب فيها. إن تحوّل الحرب على «داعش» نكبة للسنّة في مناطق انتشاره، يعطي التنظيم فرصة الادعاء أنه يواجه «حرباً صليبية روسية» أو «حرباً شيعية فارسية» وهو ما يؤسس لولادة تنظيم أشد هولاً لاحقاً. لا مبالغة في القول إن الضربة القاضية على «داعش» يجب أن تأتي من البيئة التي صادر قرارها. أي من البيئة السنيّة. إنها الأقدر على حرمانه من ملاذاته وتفكيك قاموسه وجاذبيته وآلته العسكرية. فالحرب الشاملة على التنظيم لا تدور فقط على الجبهات. يجب أن تدور أيضاً في كل مدينة وقرية وفي المدارس والجامعات والمساجد. إن اضطلاع العالم السنّي بدور أساسي في محاربة «داعش» هو المفتاحُ الحقيقيّ لإلحاق هزيمةٍ دائمةٍ بالتنظيم وفكره وجذوره. في هذا السياق يمكن فهم الإعلان السعودي والإماراتي. وفي السياق نفسه يمكن السؤال عن أدوار دول معنيّة مثل مصر وتركيا والأردن ودول أخرى بعيدة طرق «داعش» أبوابها أو يستعدّ.

 

هل يستسلم أردوغان وشركاؤه لرفع أيديهم عن سورية؟

 جورج سمعان/الحياة/08 شباط/16

لم يكن أحد يتوقع أن ينطلق «جنيف 3». انتهى المؤتمر قبل أن يبدأ فعلياً. لا تسوية سياسية في الأفق. روسيا انخرطت في استراتيجية النظام: الحسم العسكري. حكمت سلفاً على مآل المفاوضات، سواء انعقدت في موعدها الجديد أم لم تنعقد. فإذا واصلت قواتها التقدم في جبهتي الشمال والجنوب، لن يكون أمام المعارضة إذا قررت المشاركة سوى القبول بشروط جديدة: عليها إعادة النظر في وفدها. سيخرج ممثلو الفصائل المقاتلة ليكون «الائتلاف الوطني» عارياً من ذراعه العسكرية بلا أي قوة على الأرض. وينضم أولئك الذين أصرت موسكو على مشاركتهم: الاتحاد الديموقراطي الكردي، و«الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير»، و«مجلس سورية الديموقراطي». ولن يعدم الروس إيجاد بعض الوجوه من تلك التي شاركت في مؤتمر الرياض. عندها لا يبقى شيء من «الائتلاف». ولن يكون مفر من التوقيع على ما يرسمه وزير الخارجية سيرغي لافروف. ولا أمل بفاعلية أو جدية أو صدق نظيره الأميركي جون كيري الذي يبدو من تصريحاته الأخيرة كأنه مصاب بالإحباط. فهو لا يملك ما يحد من عنف التدخل الروسي.

وجبهة «الأصدقاء» ليست أفضل حالاً. لن يكون بمقدور تركيا مثلاً، وهي لاعب أساسي، أن تفرض شروطها برفض مشاركة الكرد وزعيمهم صالح مسلم. ستكون هي أمام تحد كبير. سيكون عليها، إذا نجحت عمليات النظام وحلفائه في إقفال الحدود كاملة، البحث عن وسيلة لتأكيد حضورها الفاعل في جنيف. ومواصلة تأثيرها في الميدان العسكري. سيقتسم الكرد والنظام مهمة الإمساك بطول الحدود وعرضها: شرق الفرات وغربه. كانت أنقرة ترفض عبور وحدات «قوات حماية الشعب» إلى غرب النهر وربط إقليمي الجزيرة وعين العرب شرقاً بعفرين غرب النهر شمال عاصمة الشمال السوري. أما الآن فالكرد لم يعودوا بحاجة إلى عبور الضفة الغربية. قوات النظام ستوفر عليهم هذه المهمة. وإذا انعدمت أمام الرئيس رجب طيب أردوغان الخيارات ولم يعد يملك ما يقي حلب مصير الحصار المؤلم، سيتلقى ضربة سياسية قاسية. لن يبقى له أي رصيد. ستتبدد أحلامه السلطانية. فهل يعيد التاريخ نفسه؟ كان القيصر الروسي أحد أبرز الذين عملوا على تقويض السلطنة العثمانية أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. القيصر فلاديمير بوتين يكرر التجربة نفسها.

بالطبع لن تسقط حلب غداً لكنها عنوان لحرب طويلة. ألم «يبشر» مؤتمر المانحين في لندن السوريين بخطط مساعدات تمتد حتى 2020؟ ألم يطلب من دول الجوار السوري فتح مجالات العمل أمام اللاجئين إليها؟ إنها ترجمة لسياسة تتعامى عن الحل الحقيقي وهو وقف الحرب وإعادة النازحين إلى بلدهم، فلا يشكلون معضلة تكاد تهز أركان الاتحاد الأوروبي وتزعزع استقرار بلدان اللجوء. ألم يلحظ المبعوث الدولي في وثيقته لتنفيذ خريطة التسوية المنصوص عليها في القرار الدولي الأخير 2254 أن مواعيدها متفائلة ولا يرى انتخابات برلمانية أو رئاسية قبل مطلع 2018 في أحسن الأحوال؟ بعد هذا هل هناك من لا يزال يعتقد بأن الأزمة ستجد حلاً سياسياً قريباً؟ طويلة طويلة ولا حل سياسياً في الأفق القريب.

واضح تماماً أن روسيا لا تريد شركاء لها في سورية. بعد استكمال سيطرتها على الحدود مع تركيا ستسعى إلى دفع الفصائل المقاتلة شرقاً نحو مواجهة محتومة مع «داعش» الذي لم تضعه في بنك أهدافها منذ بداية تدخلها. ونحو مزيد من التناحر في ما بينها بعد طي صفحة «جيش الفتح»، وفي ضوء العداء المتصاعد بين «أحرار الشام» و»جبهة النصرة». وكانت سكتت طويلاً عن جبهة الجنوب حيث السيطرة لقوات «الجيش الحر» الذي أشرف الأردن والبنتاغون على تدريب آلاف من عناصره. لكن هذه الجبهة باتت اليوم تحت ضغط مماثل لما يحدث في الشمال. كانت روسيا مطمئنة إلى فاعلية القوى الخارجية التي تتحكم بمصير هذه الجبهة. كان همها أولاً إعادة الروح إلى القوات النظامية في العاصمة، وتوفير الأمان والحماية لمنطقة الساحل. ولكن يبدو اليوم انه لم يعد هناك معنى لما تردد طويلاً عن تفاهم سياسي في محافظات الجنوب، خصوصاً درعا وريفها، يشمل الأردن وإسرائيل. والسؤال هل ما يحدث في هذه المنطقة لا يزال يندرج في إطار هذا التفاهم الذي حال دون تقدم «الجيش الحر» نحو مواقع النظام في درعا المدينة ومنها نحو جنوب العاصمة؟ همّ عمان وجهدها منذ اليوم الأول لاندلاع النزاع انصبا على حماية الجبهة الداخلية وإبعاد فصائل الإسلام السياسي عن الحدود الشمالية. في حين كان هم الدولة العبرية ولا يزال أن تتواصل الحرب بإنهاك الجيش السوري وإشغال خصومها من إيران إلى «حزب الله» عنها وعن حدودها في جنوب لبنان والجولان. وكانت أول من أرسى قواعد التفاهم مع الروس! وبإقفال جبهة الجنوب تسد موسكو باباً رئيسياً أمام احتمال وصول أي مساعدات من أطراف عربية إلى المعارضة، كما كانت الحال في بداية الأزمة.

كان واضحاً منذ التدخل العسكري الروسي وحتى عشية الإعداد للمفاوضات، حرص موسكو على تقديم نفسها، أو هذا ما توافقت عليه مع الولايات المتحدة، أنها «الراعي» الأساس، بل الأول والأخير لأي تسوية سياسية. أعطت نفسها حق تحديد «لائحة الإرهاب». وحق اختيار وفد المعارضة إلى جنيف. وفرضت أجندتها التي رسمتها في لقاءي فيينا وترجمتها في قرار مجلس الأمن. لكنها في المقابل حافظت على دينامية عملياتها العسكرية. بل رفعت وتيرة غاراتها الجوية. وعندما بدا لها أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لاستسلام المعارضة، كان لها تعليق بدء المفاوضات لثلاثة أسابيع، ما دام الطرف الأميركي سلم لها منذ البداية إمرة القيادة. ولا تنفع اليوم مناشدات الوزير كيري إياها وقف الحرب. الكرملين يعرف أن إدارة الرئيس باراك أوباما لن تحرك ساكناً، ولا تنوي تعديل سياستها المتواصلة منذ اندلاع الأزمة السورية. ولا تريد الانخراط العسكري. ويعرف أن حلف شمال الأطلسي لا يملك أكثر من تكرار معزوفته أن الغارات الروسية تقوض الحل السياسي، وإدانة انتهاك المجال الجوي لتركيا العضو الفاعل في «الناتو». لذلك ترى أنقرة إلى نفسها وحيدة في مواجهة موسكو التي تصر على استفزازها ومحاولة جرها إلى مواجهة معها ومع إيران أيضاً. أو إضعافها في ظل الظروف الإقليمية والدولية المعقدة، لإلزامها بكف يدها نهائياً عن التدخل والتأثير في الملف السوري. وليس عليها سوى فتح أبوابها أمام موجات جديدة من النازحين من جحيم الحرب.

الخيارات تضيق أمام تركيا وشريكاتها الداعمة للمعارضة. خيارها الوحيد التنسيق مع هؤلاء الشركاء ومد الفصائل المقاتلة بأسلحة نوعية تعيد بعض التوازن على الأرض. ودفع هذه الفصائل إلى توحيد صفوفها. ذلك أن التشكيلات المختلفة لهذه الفصائل تقدم في الشمال السوري تسهيلات لقوات النظام وحلفائه الروس والإيرانيين وميليشياتهم. فهي تقاتل القوات النظامية وتتقاتل في التنافس على توسيع نطاق سيطرتها. وهذه من نقاط ضعفها الأساسية. ففي حين تخلي فصائل «الجيش الحر» وقوى إسلامية أخرى مواقعها تحت وطأة الغارات الروسية تتقدم «جبهة النصرة» وغيرها لملء مواقع المنسحبين. وإذا كان على تركيا فعلاً ترجمة حرصها على أمنها القومي لن يكون أمامها سوى التدخل في عمليات نوعية لحماية تركمانها على الأقل للحفاظ على الحد الأدنى من صدقيتها. فهل تغامر وتجر الولايات المتحدة و«الناتو» إلى تحرك سياسي جدي يلوح لموسكو بمواقف مختلفة؟ إن إبداء السعودية استعدادها لإرسال قوات برية إلى سورية لمحاربة «داعش» بعد تدريبات لقواتها في الشمال مؤشر إلى رغبة الرياض في امتحان جدية التحالف الدولي في حربه على التنظيم الإرهابي. وحجز موقع بانتظار ما قد يحمل المستقبل من تغييرات. وهي تدرك أن خسارة بلاد الشام لا تعوض حتى وإن ربحت اليمن. ويبقى أن يترجم الرئيس أوباما ترحيبه بالاستعداد السعودي، وأن يثبت التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب جديته.

أياً كان مصير «جنيف 3»، لن يتحقق لروسيا إعادة سورية إلى حضن النظام. جل ما يمكنها هو توسيع خريطة «سورية المفيدة». ستفيد من الأجواء التي تحيط بالمفاوضات التي أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا فشلها. ستسعى إلى إخراج الفصائل من الشمال السوري، لتدفعها إلى مواجهة بعضها بعضاً أو قتال «داعش». وقد لا يتحقق لها ذلك، إذا وجدت هذه الفصائل نفسها أمام خيار هزيمة محققة على أيدي قوات النظام وحلفائه. قد تختار مهادنة التنظيم الإرهابي. بل إن سياسة موسكو قد تدفع مزيداً من اليائسين بعد تخلي المجتمع الدولي عنهم إلى أحضان «دولة الخلافة». فهي تعرف بلا شك أن السوريين يشكلون الغالبية من عناصر «النصرة». وقد التحقوا بها بعدما تخلى عنهم «الأصدقاء». وما يزيد يأس اليائسين والناقمين على الولايات المتحدة أن «وحدات حماية الشعب» التي تلقى دعم واشنطن وموسكو، تتهمها منظمات دولية بتطهير مناطق إدارتها الذاتية من العرب. وهو سبب آخر يشجعهم على خيار تفادوه طويلاً... وهو ما يعقد مواجهة التنظيم الإرهابي. كما أن رهان الكرملين على ضم وحدات منشقة عن القوات النظامية لقتال «دولة الخلافة» يبدو أملاً بعيد المنال ما لم يحدث تغيير فعلي على مستوى الحكم في دمشق. خلاصة القول إن غياب التسوية السياسية لا يسهل الحرب على «الدولة» في سورية بقدر ما يعزز صفوفها... مثلما لا يسهل على روسيا إخضاع جموع السوريين مهما ملأت طائراتها فضاء المنطقة.

 

الحلقة المفقودة في «جنيف ـ 3»

خيرالله خيرالله/المستقبل/08 شباط/16

يمكن ان يكون هناك من معنى للقاء جنيف المخصص للازمة السورية في حال الاتفاق بين القوى المؤثرة، في مقدّمها الولايات المتحدة وروسيا، على انّ المرحلة الانتقالية تستهدف نقل السلطة، اي خروج بشّار الاسد ونظامه من دمشق. ولكن ما العمل عندما تكون هناك سياسة روسية ذات اهداف واضحة، فيما الادارة الاميركية تدعم هذه السياسة القائمة على التخلّص من الشعب السوري؟ كلّ ما عدا ذلك، اي كلّ ما يبتعد عن المرحلة الانتقالية تمهيدا للانتهاء من النظام، اضاعة للوقت ليس الّا وتجاهل لواقع يتمثّل في انّ النظام السوري سقط ولا وجود لحلول سياسية يمكن ان تعيد الحياة اليه باي شكل من الاشكال.

من يعود قليلا الى خلف، يكتشف انّ ليس في الامكان التفاوض مع النظام السوري او الدخول في نقاش من ايّ نوع معه. هذا النظام لا يمكن التعاطي معه بعقلانية لسبب في غاية البساطة. في اساس هذا السبب انّه لا يؤمن بتقديم اي تنازل من ايّ نوع. عندما يكون قويّا، حتّى لو كان مصدر قوّته كا هي الحال الآن، هو الخارج، يؤمن بانّ اي تنازل هو علامة ضعف. وعندما يكون ضعيفا، لا يقدم على ايّ خطوة ذات طابع ايجابي نظرا الى الحاجة المستمرّة لظهوره في مظهر القويّ. في مثل هذه الايّام قبل اربعة وثلاثين عاما، ارتكب النظام السوري مجزرة حماة التي راح ضحيّتها الآلاف. تذرّع بجرائم الاخوان المسلمين، وكان بعضها جرائم حقيقية، ليقضي على مدينة ويدمّر احياء كاملة فيها. اراد ان تكون حماة امثولة لكلّ سوري يتجرّأ على رفع رأسه. من لم يتعّظ من مجزرة حماة، اتعّظ من مجزرة سجن تدمر لاحقا بعد تعرّض حافظ الاسد لمحاولة اغتيال نجا منها باعجوبة. كان الانتقام بالاغارة على نزلاء السجن وقتل معظمهم بطريقة وحشية.

مع مرور الوقت وتقبّل العالم لمجزرة حماة، باعتبارها حدثا عارضا وعابرا في آن، تابع النظام السوري مسيرته التي كان بدأها منذ اللحظة الاولى لوصول حافظ الاسد الى السلطة وخوض حرب تشرين في 1973 تمهيدا لدخول لبنان رسميا في العام 1976. دخلت قوات النظام السوري واجهزته لبنان بغطاء عربي واميركي وإسرائيلي من اجل وضع اليد على منظمة التحرير الفلسطينية من جهة ووضع الاسس لحلف الاقلّيات بدءا باضعاف الوجود المسيحي في الوطن الصغير من جهة اخرى. لم تنج مدينة او قرية لبنانية من ظلم النظام السوري الذي استهدف اوّل ما استهدف القرى المسيحية الحدودية مثل القاع والعيشية، ثم زحله والاشرفية في بيروت، كما لم يوفّر يوما طرابلس السنّية التي ركّز بشكل مستمرّ على اخضاعها.

كلّما عاد المرء الى الخلف، يكتشف ان النظام السوري لم يفاوض يوما من اجل تحقيق هدف معيّن. يفاوض من اجل كسب الوقت فقط. لم يرغب يوما في استعادة الجولان. لذلك كانت مفاوضاته من اجل تكريس حال اللاحرب واللاسلم مع إسرائيل، وهي حال تصبّ في مصلحة النظام وفي مصلحة إسرائيل في الوقت ذاته. في المرّتين اللتين استسلم فيهما النظام السوري، لم يحصل ايّ تفاوض معه. في مطلع العام 1999، طرد الزعيم الكردي التركي عبدالله اوجلان من اراضيه عندما هدّدت انقره دمشق بدخول الجيش التركي من حلب وخروجه من الجولان. قبل ذلك كان النظام السوري ينكر ان يكون اوجلان في دمشق او في الاراضي اللبنانية الواقعة كلّها، وقتذاك، تحت السيطرة السورية. لم تنفع مع النظام كلّ الادلة التي قدمها الجانب التركي، بما في ذلك عنوان الشقة التي يقيم فيها عبدالله اوجلان في العاصمة السورية وارقام هواتفه واسماء الاشخاص الذين تحدّث اليهم او اتصلوا به!

في المرّة الثانية، سحب النظام السوري جيشه من لبنان بعدما نزل المواطنون الى الشارع احتجاجا على مشاركته او تغطيته جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط ـ فبراير 2005. لم يكن من شكّ لدى المواطن العادي في لبنان ان النظام السوري وراء الجريمة. بدأت تظهر الوقائع بالنسبة الى هويّة الطرف المنفّذ لاحقا. لم يتفاوض اللبنانيون مع النظام السوري. كانوا صوتا واحدا يطالبونه بالانسحاب. لم يكن لدى بشّار الاسد من خيار آخر غير الرحيل بعدما حاول تغطية الجريمة بسلسلة من التفجيرات في مناطق مسيحية بهدف اثارة النعرة الطائفية، على غرار ما كان يحصل منذ منتصف سبيعينات القرن الماضي. من هذا المنطلق، واستنادا الى تجارب الماضي القريب، ليس واردا تحقيق شيء في جنيف. تحوّل مبعوث الامين العام للامم المتحدة ستافان دي ميستورا الى مجرّد مدير للازمة. لا يعود عجز دي ميستورا الى انّه لا يعرف شيئا عن سوريا والسوريين والنظام السوري فحسب، بل تكمن مشكلته الكبرى ايضا في انّ روسيا وإيران لا تريدان حلّا في سوريا. انّهما تعرفان ان النظام السوري يرفض الاعتراف بانه انتهى منذ فترة طويلة، لكنّه على استعداد لتوفير الغطاء لعملية ابادة الشعب السوري وتهجيره من ارضه.

لا حرب روسية او إيرانية على «داعش». هناك حرب على الشعب السوري والمعارضة المعتدلة بغطاء اميركي. وهناك محاولة لتحسين مواقع النظام كي تقبل المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية او شيء من هذا القبيل من دون اخذ في الاعتبار لأبسط الحقائق على الارض. ابسط الحقائق ان الاكثرية الساحقة من الشعب السوري ترفض النظام، تماما مثل اهل حماة الذين لم ييأسوا من انّ العدالة ستتحقّق يوما وان لا بدّ من ان تتحقّق مهما طال الزمن واستمرّ الظلم.

انعقد جنيف ـ 3 الذي يمكن تسميته لقاء او اجتماعا او مفاوضات غير مباشرة. لن تتحقّق اي نتائج. تكمن الايجابية الوحيدة في ان المعارضة لم تقاطع. على العكس من ذلك كرّرت مطلبها القاضي بتنظيم عملية رحيل النظام. الاكيد ان الاستسلام الاميركي للروسي لن يساعد في تحقيق اي تقدم، ولكن هل يمكن للوضع القائم الاستمرار الى ما لا نهاية؟ ثمّة حلقة ناقصة في جنيف. تتمثّل هذه الحلقة في غياب الرغبة الاميركية ـ الروسية في انهاء الازمة السورية. كل ما يمكن قوله عن لقاء جنيف المقرّر له ان يستمرّ ستة اشهر انّه يستهدف الانتهاء من سوريا لا اكثر. كيف ذلك؟

يعتبر دي ميستورا اصلا رجل علاقات عامة لا علاقة له بالسياسية والشرق الاوسط وتعقيداته. يستطيع استخدام خبراته في هذا الحقل من اجل ادارة ازمة لا افق لها سوى الوصول الى تفتيت للبلد، اكثر مما هو مفتّت. الضمانة الوحيدة لبلوغ المطلوب من جنيف ـ 3 متابعة الحرب على الشعب السوري كي يشعر النظام انّه قادر على الانتصار على شعبه!

 

الإسلاموفوبيا: من المسؤول؟

محمد السمّاك/المستقبل/08 شباط/16

تنفيذاً لقرار اتخذته القمة الإسلامية التي عُقدت في ماليزيا قبل أكثر من عقد من الزمن، تقرر تشكيل لجنة من العلماء المسلمين سُميت لجنة الحكماء. كانت مهمة اللجنة وضع أسس لخطاب إسلامي جديد للتحاور مع مجتمعات العالم المختلفة. وقد جاء تشكيل اللجنة إعراباً عن القلق الإسلامي من جراء تصاعد مشاعر الكراهية ضد المسلمين بعد حادثة 11 أيلول/ سبتمبر 2001 وما تبعها من أحداث إرهابية ومن ردود فعل عدائية. تمّ اختيار أعضاء اللجنة من عدة دول إسلامية. وعقدت اللجنة اجتماعها الأول في مدينة إسلام آباد. في ذلك الوقت كانت باكستان برئاسة الجنرال بارويز مشرف. وكنتُ واحداً من أعضاء تلك اللجنة التي أنجزت عملها في ثلاثة أيام. ولكن منذ ذلك الوقت لم تُدعَ اللجنة إلى اجتماع ثانٍ.. ولم يُنفَذ شيء مما اقترحته. ومع تصاعد الأعمال الإرهابية التي تُرتكب باسم الإسلام، ارتفعت وتيرة الكراهية ضد المسلمين في العالم، حتى أن دولاً أوروبية اشترطت لقبول حصتها من المهجرين السوريين ألا يكون بينهم مسلم واحد. ثم كانت تصريحات مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في الولايات المتحدة دونالد ترامب بعدم السماح للمسلمين بدخول الأراضي الأميركية. كان من الطبيعي أن ترتفع صرخات الإدانة والاستنكار في العالمين العربي والإسلامي ضد هذه المواقف العنصرية البغيضة. ولكن السؤال الكبير هو ماذا فعل المسلمون أنفسهم؟ وبالتحديد ماذا فعلت منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الثقافية والدينية الإسلامية الأخرى لمقاومة ظاهرة الإسلاموفوبيا؟ وأين هو الخطاب الإسلامي الحضاري المنفتح على الأديان والثقافات العالمية الاخرى؟

الذي تقرر في اجتماع إسلام آباد تضمن برنامجاً للتواصل مع المرجعيات الدينية الكبرى في العالم الفاتيكان مجلس الكنائس العالمي في جنيف- مجلس الكنائس الوطني الأميركي في نيويورك، ومجلس كنائس الشرق الأوسط في بيروت وسواها. كما تضمن برنامجاً آخر للتواصل مع الجامعات الكبرى في العالم وخاصة مع الكليات المتخصصة بالدراسات الشرقية. وتضمن كذلك برنامجاً للتواصل مع مراكز الأبحاث والدراسات ومع الأحزاب السياسية في أوروبا والولايات المتحدة بشكل خاص. وتضمن البرنامج كذلك إعداد دراسات تشرح نظريات الإسلام وباللغات المعتمدة في الأمم المتحدة بشأن قضايا إنسانية واجتماعية ودينية، ونشرها في المجلات الفكرية وفي أمهات الصحف الكبرى في العالم. ولكن مع الأسف الشديد لم يحدث شيء من ذلك. الذي حدث كان انفجار بركان جديد من براكين التطرف بلباس إسلامي، أطلق سيلاً من الحمم المحرقة والمدمرة استهدفت المدن والعواصم ذاتها التي كانت تنتظر أن يطل عليها المسلمون باللغة الجديدة الموعودة.. لغة السماحة والوسطية والحوار. وفي لقاء مغلق نظمه الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي عُقد في إسطنبول، كان جدول الأعمال يتضمن مادة وحيدة، وهي: كيف نواجه الإسلاموفوبيا؟ وفي هذا اللقاء أيضاً وضعت خطة عمل انطلاقاً من مقررات لقاء إسلام أباد. ولكن شيئاً عملياً لم يحدث أيضاً.

مع ذلك، فإن من الإنصاف الإشارة إلى مبادرتين عمليتين والإشادة بهما؛ مبادرة قطر بتنظيم مؤتمرات سنوية حوارية بين الأديان وتقديم جائزة سنوية تشجيعاً لأفضل عمل يمد جسوراً من التفاهم والتعارف بين الناس، والمبادرة التي قام بها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله بإنشاء مؤسسة دولية للحوار بين الأديان والثقافات بالشراكة مع كل من إسبانيا والنمسا والفاتيكان، ومقرّها فيينا. ليس صحيحاً أن العالم يخاف الإسلام. الصحيح أن العالم لا يفهم الإسلام. وهذه مسؤولية المسلمين في الدرجة الأولى. وكلما تباطأ المسلمون في أداء واجبهم في تصحيح الصور النمطية السلبية عن الإسلام، يتحول الخوف إلى رهاب.. والرهاب إلى كراهية.. والكراهية إلى اضطهاد. وهذا ما حصل مع اليهود من قبل.. فهل نتعلم قبل فوات الأوان؟