المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 آب/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.august20.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الشُّكُوك، وَلكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَأْتِي عَلَى يَدِهِ! خَيْرٌ لَهُ أَنْ يُطَوَّقَ عُنُقُهُ بِرَحَى الحِمَار، وَيُطْرَحَ في البَحْر، مِنْ أَنْ يُشَكِّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار

فَمَنْ يَعْمَلُ الخَيرَ هُوَ مِنَ الله، ومَنْ يَعْمَلُ الشَّرَّ لَمْ يَرَ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

إن تفلتوا من عدل الأرض فلن يتفلتوا من عدل السماء ولا من نار جهنم ودودها/الياس بجاني

لمن يعنيهم الأمر من الذين لفظياً يزرفون الدموع على الطفل السوري عمران/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الهجوم على وليد فارس مستشار ترامب يكشف خرقا فاضحا

مقابلة (بالنص) من موقع إيلاف مع د. وليد فارس، مستشار دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأخرى(فيديو) من سكاي نيوز يشرح خلالهما سياسة ترامب واستراتجية حملته الإنتخابية

د.وليد فارس مستشار ترامب لـ”إيلاف”: لإعادة فرض العقوبات على طهران ودعا إلى حلف يضم مصر والاردن والخليج لمواجهة التحديات

وجه الله/عقل عويط/النهار

جب جنين تصرخ... المسيحيون يبيعون أراضيهم

أيّها القاتل سوف يطلعون من تحت الركام أقوى/علي الأمين/جنوبية

الوصفة الوحيدة/أحمد الأسعد

مقتل مسلحين من “حزب الله” بينهم قيادي في حلب

مصرع ثلاثة من عناصر حزب الله في حلب/مصدر غربي: نيران صديقة تحصد مقاتلي “حزب الله”

إعلام إيران في لبنان على شفير الإفلاس

مَاْتَتْ العروبةُ فَعَزُوا بِها.. وسَنُواجِه الرحمٰنَ لا مَفَرْ /ميرفت سيوفي – الشرق

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 19/8/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 19 اب 2016

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المستقبل ينتظر مزيداً من تنازلات نصرالله/منير الربيع /المدن

حماة الديار" لبنانية: مليشيات جديدة.. للجيش/مصطفى العويك/المدن

بري دعا الى جلسة مشتركة للجنتي الادارة والدفاع لدرس اقتراحي قانون اللامركزية

اهالي شبعا اعتصموا في بركة النقار واجتازوا الخط الحدودي

جعجع: ألا تكفيكم صورة عمران لتقوموا بالحد الأدنى من التزاماتكم الإنسانية

الاحرار: الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية

الاحرار الشوف: لعدم الموافقة على زيادة عامل الاستثمار في الدبية حفاظا على العيش الواحد

معتصمو الدفاع المدني نقلوا أسرتهم من خيم الاعتصام في مرجعيون الى مسافة قريبة من الحدود

إبراهيم زار مقر قيادة اليونيفيل والتقى بيري وعرضا الاوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية وخروقات العدو للخط الأزرق

سلام بحث وكاغ اوضاع لبنان والمنطقة والتقى وزير الدولة للشؤون الخارجية في الهند

الجيش يستهدف مواقع المسلحين في جرود عرسال ورأس بعلبك بالمدفعية الثقيلة

ماذا قال نديم قطيش لـ"النهار" عن "إخراجه" من "المستقبل"؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الكنيسة المصرية: تعديلات مشروع قانون بناء الكنائس “خطر” على الوحدة الوطنية

طائرات أميركية لحماية القوات الكردية قرب الحسكة

روسيا تقصف مواقع في سوريا بصواريخ كروز من البحر

تعز.. الجيش والمقاومة يسيطران على معسكر المكلكل بالكامل

زيارة غير معلنة لوزير خارجية تركيا إلى إيران

واشنطن توزع طاقمها في المنطقة درءا لخطر التقاء انقرة- موسكو- طهران وبايدن الى تركيا لاستمالــة اردوغان وكيري الــى جدة لتطويق التحـالف

 "غارديان": الطفل عمران... رمز للرعب في سوريا

 "العربي الجديد": هكذا يُسدد الاسد الديون لايران!

ابن سفير للعراق يدهس مراهقاً برتغالياً "عمداً" بالسيارة

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

34 عاماً على إنتخاب بشير الجميّل... التاريخ يدفع للثورة/الان سركيس/جريدة الجمهورية

هل يريد «حزب الله» الغطاءَ السنّي مجاناً/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

كيف الخلاص من الدواعش/محمد علي مقلد /المدن

شكري فكّ «الحصار» الديبلوماسي العربي عن لبنان/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

بلدية القماطية أسقطها حزب الله بالضربة القاضية المسلّحة/سهى جفّال/جنوبية

نصر الله لم يعد «ترند»: حتى جمهورك لم يعد يصفق يا سيد/نسرين مرعب/جنوبية

انتفاضة سامي الجميّل ضدّ المافيات… مطلبية أم سياسية/فايزة دياب/جنوبية

عرض نصرالله: حلب اللبنانية/حسام عيتاني/الحياة

استغلال الموت من إيران إلى لبنان/عمر حرقوص/المستقبل

هزيمة إيران.. في «روسيا» الأسد/بسام النونو/المستقبل

في صناعة القرار/ علي نون/المستقبل

من يخلف «داعش»/ وليد شقير/الحياة

آن الأوان لدفن شبح الخميني/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الدعم سلاحنا في سوريا/عبد الرحمن الراشد/ الشرق الأوسط

سورية صندوق رسائل دولية!/سميرة المسالمة/الحياة

التمدد الاستراتيجي الروسي من همدان إلى حلب وحسابات الداخل/د. خطار أبودياب/العرب

تركيا والأكراد وما يمكن أن يكون/مروان ياسين الدليمي/العرب

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى وزير الزراعة والخازن شهيب : لا مشكلة بيننا وبين الكتائب وحاضرون لكل نقاش مع المعترضين

دريان مكرما في الشبانية : لإيجاد مخارج لحل الازمة وإحداث خرق في الفراغ الرئاسي المشنوق: لن نقبل بسرايا الاحتلال

غولن يتحدث لـ"العربية" في حوار خاص/"سأحاسب كل من يثبت تورطه من الخدمة في محاولة الانقلاب"

نصرالله في حديث عبر المنار:المقاومة ستنتصر في حال حصلت حرب عليها ولبنان يعيش استقرارا لا مثيل له باستثاء تهديد داعش

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الشُّكُوك، وَلكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَأْتِي عَلَى يَدِهِ! خَيْرٌ لَهُ أَنْ يُطَوَّقَ عُنُقُهُ بِرَحَى الحِمَار، وَيُطْرَحَ في البَحْر، مِنْ أَنْ يُشَكِّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار

إنجيل القدّيس لوقا17/من01حتى04/:"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الشُّكُوك، وَلكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَأْتِي عَلَى يَدِهِ! خَيْرٌ لَهُ أَنْ يُطَوَّقَ عُنُقُهُ بِرَحَى الحِمَار، وَيُطْرَحَ في البَحْر، مِنْ أَنْ يُشَكِّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار. إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم: إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَأَنِّبْهُ، وَإِنْ تَابَ فَٱغْفِرْ لَهُ. وإِنْ خِطِئَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ في اليَوْم، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قَائِلاً: أَنَا تَائِب، فٱغْفِرْ لَهُ».

 

فَمَنْ يَعْمَلُ الخَيرَ هُوَ مِنَ الله، ومَنْ يَعْمَلُ الشَّرَّ لَمْ يَرَ الله

رسالة القدّيس يوحنّا الثالثة01/من01حتى15/:"يا إِخوَتِي : مِنَ الشَّيخِ الكَاهِنِ إِلى غايُوسَ الحَبيب، الَّذي أُحِبُّهُ في الحَقّ. أَيُّهَا الحَبيب، أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مُوَفَّقًا في كُلِّ شَيءٍ ومُعَافًى، كَمَا أَنَّ نَفسَكَ مُوفَّقَة. لقَد فَرِحْتُ جِدًّا، لَمَّا قَدِمَ بَعْضُ الإِخْوَة، وشَهِدُوا لِلحَقِّ الَّذي فِيك، بِحَسَبِ مَا أَنْتَ سَالِكٌ في الحَقّ. ولَيْسَ لي فرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ أَسْمَعَ أَنَّ أَوْلادِي سَالِكُونَ في الحَقّ. أَيُّهَا الحَبِيب، إِنَّكَ تَعْمَلُ عَمَلَ المُؤْمِنِ في ما تَصْنَعُهُ لِلإِخْوَة، ولا سِيَّمَا لِلغُرَبَاءِ مِنْهُم. وهُم شَهِدُوا أَمَامَ الكَنِيسَةِ لِمَحَبَّتِكَ. وحَسَنًا تَفْعَلُ إِنْ زَوَّدْتَهُم في سَفَرِهِم كَمَا يَلِيقُ بِالله. فإِنَّهُم مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ المَسِيحِ ٱنْطَلَقُوا، ولَمْ يَأْخُذُوا شَيْئًا مِنْ غَيرِ المُؤْمِنِين. إِذًا فعَلَيْنَا نَحْنُ أَنْ نُرَحِّبَ بِأَمْثَالِ هؤُلاء، لِنَصِيرَ مُعَاوِنِينَ لِلحَقّ. كتَبْتُ رسَالةً إِلى الكَنِيسَة، ولكِنَّ دِيُوتْرِيفُوسَ الَّذي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَهُم لا يَقْبَلُنَا. لِذلِكَ، متَى أَتَيْتُ، سَأُذَكِّرُهُ بِأَعْمَالِهِ الَّتي يَعْمَلُهَا، وهو يُثَرْثِرُ عَلَيْنَا بِأَقْوالٍ خَبِيثَة. ولا يَكْتَفِي بِذلِك، بَلْ يَرفُضُ أَنْ يَقْبَلَ الإِخْوَة، ويَمْنَعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَقْبَلُوهُم، ويَطرُدُهُم مِنَ الكَنِيسَة. أَيُّهَا الحَبِيب، لا تَتَمَثَّلْ بالشَّرِّ بَلْ بِالخَير. فَمَنْ يَعْمَلُ الخَيرَ هُوَ مِنَ الله، ومَنْ يَعْمَلُ الشَّرَّ لَمْ يَرَ الله. أَمَّا دِيمِتْريُوسُ فيَشْهَدُ لَهُ الجَمِيع، ويَشْهَدُ لَهُ الحَقُّ نَفْسُهُ، ونَحْنُ أَيْضًا نَشْهَدُ لَهُ، وأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَنَا حَقّ. كانَ عِنْدِي أَشْيَاءُ كثِيرَةٌ أَكْتُبُ بِهَا إِلَيْك، لكِنِّي لا أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَهَا بِحِبْرٍ وقَلَم، بَلْ أَرجُو أَنْ أَراكَ عَن قَرِيب، فنَتَكَلَّمَ مُشَافَهَةً. أَلسَّلامُ لَكَ! يُسَلِّمُ عَلَيْكَ الأَحِبَّاء. سَلِّمْ على الأَحِبَّاءِ بِأَسْمَائِهِم."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

إن تفلتوا من عدل الأرض فلن يتفلتوا من عدل السماء ولا من نار جهنم ودودها

الياس بجاني/19 آب/16

http://www.annahar.com/article/450615-%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87?fb_action_ids=10154443980727766&fb_action_types=og.comments

الإجرام والوحشية والبربرية هم هم من أي شعب أو دول أتوا أو شريحة اجتماعية أو دين أو اثنية لا فرق. وحشيتهم لها صورة شيطانية واحدة وتجعل منهم مخلوقات غير انسانية لا تحترم لا الإنسان ولا خالقه ولا أي قيم او شرائع. إن ما يرتكب من أعمال دموية ووحشية ضد الإنسان والإنسانية في سوريا وما كان ولا زال يرتكب في لبنان من قبل جماعات نفاق التحرير والمقاومة والممانعة وأوهام الإمبراطوريات وجماعات التكفير وتجار الدين قد تجاوزت كل الحدود وخربت دول كثيرة وشردت وقتلت وأهانة كرامات الملايين وهي سوف تتفاقم أكثر ما لم يتحرك الغرب بجيوشه ويعيد الأمور إلى نصابها بالقوة

 

لمن يعنيهم الأمر من الذين لفظياً يزرفون الدموع على الطفل السوري عمران

الياس بجاني/19 آب/16

يقول كتابنا المقدس: لا يمكن أن تشربون من كأس الشيطان وكأس الرب في نفس الوقت.

باختصار جداً مفيد وناطح ولابط نقول وبراحة ضمير كامل إن لا مصداقية ولا صدق ولا جدية لمن يزرفون الدموع على اطفال سوريا وآخرهم الطفل عمران في حين هم يستقتلون لإيصال زلم وأبواق وأدوات الأسد وحزب الله والملالي الفرس، ميشال عون وسليمان فرنجية وجان عبيد لرئاسة الجمهورية اللبنانية.

يبقى كما أن الشر والخير لا يلتقيان كذلك فأن لا جدوى ولا قيمة من البكاء على أطفال سوريا وفي نفس الوقت التحالف مع الطرواديين ال 08 آذاريين المرتمين بأحضان الأسد وحزب الله والملالي والسكوت على دورهم الإسخريوتي في العداء للبنان الرسالة ودولته ونظامه وأمنه ومؤسساته ودستوره وتعايش أهله ..مواقف لفظية وذمية فيها تناقض قاتل ومكشوف..

احترموا عقول اللبنانيين وتوبوا وأدوا الكفارات قبل ساعة الحساب حيث سيكون البكاء وصريف الأسنان

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الهجوم على وليد فارس مستشار ترامب يكشف خرقا فاضحا

رادار موقع ليبانون ديبايت/2016 - آب – 19/شنت وسائل إعلام ممولة من إيران وأخرى مقربة من جماعة الإخوان المسلمين حملة ضد د.وليد فارس مستشار دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط بعد كلامه عن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله. الحملة التي تضمنت إفتراءات لا صحة لها ولم تستند الى وقائع مؤكدة، شارك فيها ايضا موقع اماراتي يتخذ من دبي مقرا له. الأمر الذي قوبل بإستغراب من مصادر مطلعة خصوصا ان السلطات الإماراتية تعتبر رأس حربة في الصراع الخليجي مع ايران والجماعات المحسوبة عليها وتضع الاخوان المسلمين على لوائح الارهاب.وتساءلت المصادر" عن مدى الخرق الايراني لوسائل إعلام تنطلق من الخليج كـ "غولف نيوز" حيث ظهر جليا أن هذه الوسائل تعتمد سياسة تقوم على إظهار خصومة لإيران ظاهريا، بينما هي في الحقيقة تعمل وفق أجندتها وتوجيهاتها عندما تستدعي الحاجة".

 

مقابلة (بالنص) من موقع إيلاف مع د. وليد فارس، مستشار دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأخرى(فيديو) من سكاي نيوز يشرح خلالهما سياسة ترامب واستراتجية حملته الإنتخابية

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/19/%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%81-%D9%85%D8%B9-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1/

مقابلة (فيديو) من سكاي نيوز مع الدكتور وليد فارس مستشار المرشح دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة وهي باللغة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=HhR5Mwn1C80&feature=youtu.be

شرح مفصل لإستراتجية حملة ترامب الانتخابية وما يواجهها من صعوبات وطرق مواجهتها

د.وليد فارس مستشار ترامب لـ”إيلاف”: لإعادة فرض العقوبات على طهران ودعا إلى حلف يضم مصر والاردن والخليج لمواجهة التحديات

جواد الصايغ/ايلاف/18 آب/16

خاص إيلاف: قال وليد فارس، مستشار دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، “إن المرشح الجمهوري سيعيد فرض العقوبات على طهران حتى يتغير سلوكها لأنه يرى حجم خطر هذا النظام”.

واضاف في مقابلة مع “إيلاف” شملت قضايا الشرق الأوسط، “سيعيد ترامب فرض العقوبات على النظام الإيراني، وربما تتصاعد هذه العقوبات حتى يتغير سلوك النظام في طهران، وهو كان واضحا في خطابه، القضية اكبر من الإتفاق النووي، فالسيد ترامب يرى خطر النظام المتزايد في المنطقة، ضد أمن الولايات المتحدة والشركاء العرب والشرق أوسطيين، وهذا التهديد يتوسع في العراق وسوريا واليمن، أما عن السؤال حول كيفية التعامل مع الإتفاق الذي تم إقراره فهذا سيعتمد على تقنيات قانونية، والنصائح الواردة من الوكالات/المؤسسات (الأمنية)، والتشاور مع الكونغرس وايضا إشراك حلفائنا العرب في المنطقة، ثم سنقرر المسار الذي سنأخذه، ولكن لن يكشف في وقت مبكر عن الخطوات التي سيتخذها. والتي ستشكل مفاجأة لهذه التهديدات”.

تحالفات اقليمية

العقوبات المفروضة على ايران منذ سنوات لم تغير من سياسة طهران حيال حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، فهل تتخذ إدارة ترامب – لو نجح- قرارا بضربها عسكريا، سؤال يجيب عليه فارس قائلا: “المرشح الجمهوري لا يتحدث عن ضربات عسكرية، هذه الخيارات يحتفظ بها للدفاع عن الولايات المتحدة، او ضد اي تهديد يستهدف الأمن القومي لحلفاء اميركا. ترامب سيكون حازما وليس متهورا كادارة الرئيس باراك اوباما، وبالنسبة إلى عدم تأثير العقوبات على السياسة الايرانية فهذا ناجم عن عدم وجود استراتيجية، الإدارة القادمة لديها خطة شاملة مع استراتيجيات متعددة كالتحالفات الإقليمية، والتنسيق الدولي، والتحدث مع الشعب الإيراني أيضا.

دور الاخوان المسلمين

عندما يتحدث ترامب عن ان الاوضاع في ليبيا وسوريا ومصر كانت افضل عام 2009، هل يعني ذلك انه لو كان رئيسا للبلاد حينها، لوقف ضد مطالب المتظاهرين الذين خرجوا لإسقاط الانظمة عام 2011 ، ينفي مستشار ترامب للشرق الأوسط هذا الامر، ويقول،” هو لم يتحدث عن المتظاهرين، وقال انه يحترم المجتمع المدني بقدر احترامه للشعب الأميركي والمجتمعات، والدليل على ذلك توجيهه تحية للشعب المصري لأنه أزال حكم الاخوان وإنتخب السيسي. ترامب قال ببساطة أن المنطقة كانت مستقرة والآن تشهد عدة حروب. وهو يلوم أوباما وكلينتون لقيامهم بإعطاء قوة ودور للإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة لا للمتظاهرين، أما الأوضاع في ليبيا وسوريا فهي كارثية بالنسبة إليه”.

هل تتدخل القوات الأميركية ضد الجماعات المتطرفة؟

ترامب الذي تحدث عن جهود عسكرية ومالية ستبذل لمواجهة الجماعات الإرهابية، هل سيدفع بالجيش الاميركي للتدخل بريا ضد هذه التنظيمات، ام سيكتفي بتدريب جماعات محلية كما يحدث حاليا في سوريا؟ يرد فارس على هذا السؤال بالقول،” قرار تدخل القوات الأميركية ميدانيا يتعلق بحجم التهديدات، وترامب لا يريد حل جميع المشاكل الموجودة بواسطة القوات الأميركية، هو يعطي اولوية لحلف إقليمي، والأخير سيقوم بفحص ومساعدة القوى المحلية في سوريا والعراق. المهم بالنسبة اليه العمل مع الحلفاء الحقيقيين، وليس التسليح او تمكين المتطرفين الإرهابيين”، وفي رده على سؤال حول الدول العربية والإسلامية التي يعتبرها ترامب حليفة لإدارته، قال،” حتى الان تحدث عن مصر والاردن، ودعا الخليج للإنضمام بكل إمكانياته إلى هذا الحلف، والتحالف هذا يشكل جبهة هامة تساعد بشكل كبير على مواجهة التحديات”.

عدم التدخل في مستقبل سوريا

وفي رده على سؤال عن المعايير التي ستعتمدها إدارة ترامب حيال التحالفات مع الدول التي تحارب الإرهاب، خصوصا ان ايران مثلا تقول انها تحارب داعش في العراق وسوريا، يعتبر مستشاره،” ان ترامب سيقوم بالضغط على ايران لوقف دعمها لقوى الإرهاب في المنطقة، وسنتشارك مع الشعوب التي لا تردد شعار “الموت لأميركا”.

بالنسبة إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد وإمكانية وجوده في المرحالة الإنتقالية التي يتم الحديث عنها، يشير فارس،” إلى ان ترامب يرى ان مستقبل الرئيس الأسد في أيدي السوريين، والعملية السياسية، وهو لن يتدخل في مستقبل سوريا مع التأكيد على ضمان تمثيل جميع الفصائل السلمية والمعتدلة. الأولوية الأولى له هي هزيمة داعش، ثم دعم المعتدلين وحل الأزمة من الناحية الاستراتيجية”.

مع المعتدلين ضد التطرف

ماذا عن تركيا التي يقودها حاليا حزب العدالة والتنمية خصوصا ان ترامب يحذر الرأي العام الاميركي من خطر الأخوان والنظام الإيراني؟

سؤال يجيب عليه مستشاره قائلا: “إدارة ترامب ستقف مع المعتدلين ضد المتطرفين في جميع المجالات، وفي الوقت نفسه ستعمل على تأمين المصالح الأمنية القومية للولايات المتحدة. النظام الإيراني والإخوان يدعمان التطرف، وبالتالي يجب ان تكون سياسة الولايات المتحدة معارضة لسياسات النظام والإخوان المسلمين” متابعا” مع تركيا يجب إعادة النظر في جميع المسائل المتعلقة بمصلحة البلدين، علما بأن العديد من التطورات السلبية حدثت خلال سنوات حكم اوباما”.

وفي رده على سؤال حول إمكانية قيام ادارة ترامب بتسليم الداعية فتح الله غولن إلى انقرة تلبية لطلب الحكومة التركية قال فارس،” ستجري ادارة ترامب مراجعة شاملة لهذه القضية، والقرار الذي سيتخذ سيكون مرتكزا على القوانين الأميركية”.

 

وجه الله

عقل عويط/النهار/19 آب 2016

صديقي عمران، لم أشأ أن أمسح وجهكَ بالياسمين الدمشقي، ولا بالزوفى. لم أشأ أن أطرّي الدم بماء النواعير، ولا بشهقات بردى، لئلاّ يشعر القاتل بأنه في مأمن. أنتَ لم تتعرّف، في تلك الوهلة، إلى ذلك الشخص المجهول الذي نقلكَ إلى سيارة الإسعاف. كنتُ أنا هو، رمزياً، وأكاد أقول واقعياً، وكان ينبغي لي أن أترك كلّ شيء على ما هو عليه، لكي يعرف هذا "العالم" القميء أن لا مكان يخبّئ فيه الجريمة. لا أستثني أحداً يا عمران. لا الرئيس الواحد الأحد. لا جماعة التكفير. لا الشبّيحة. لا روسيا. لا إيران. لا "حزب الله". لا تركيا. ولا أيضاً وخصوصاً أميركا. هل يجب أن أسمّي الجميع لكي يهدأ روعكَ قليلاً، وأنتَ ذاهلٌ عما أنتَ فيه؟! هل يجب أن أبكي لكي تدرك أن لا حيلة لي سوى الحبر ممزوجاً بأفكار العيون؟ كان بودّي أن أندمج بهذا الخراب الذي ارتسم على وجهكَ الملطّف بالأسى الطفوليّ. كان بودّي أن أكون بعضاً من جمالكَ المأسويّ لتشعر روحي بشيءٍ من العزاء. لكنْ، من أين لي، يا عمران، أن أعزّي نفسي، أنا الجرحُ اللبناني الذي يرى في ما يعانيه السوريون الأحرار، وما تعانيه سوريا الحرّة الأبيّة، امتداداً للطعنة المشرقية الهائلة التي صراخُها سقفُ السماء، وصمتُها أنينُ الأرض! لو شئتُ أن أغيّر اسمي، في هذه اللحظة بالذات، لجعلْتُه عمران، تيمّناً بوجهكَ الذي بعضُهُ وجهُ قلبي، وبعضُه الآخر وجهُ الله!

 

جب جنين تصرخ... المسيحيون يبيعون أراضيهم

ليبانون فايلز/ الخميس 18 آب 2016

منذ انتهاء الحرب الاهلية في لبنان وبيع الاراضي مستمر في بلدة جب جنين في البقاع الغربي، وخصوصا اراضي المسحيين، فالبلدة فرغت من المسحيين ولا يوجد من يتابع اوضاعهم ولا همومهم وسبب بيعهم أراضيهم. ولكن البيع يحصل بين ابناء البلدة الواحدة او من البلدات المجاورة وخصوصا من كامد اللوز. وهنا يجب التشديد على ان القانون لا يمنع بيع الاراضي بين اهالي وسكان البلد الواحد مهما كانت طائفتهم. موقع "ليبانون فايلز"، إستطلع اهالي البلدة عبر التواصل معهم ومع المخاتير ومع اعضاء في البلدية، وسكان حي مار نقولا وغيره، وفي المحصلة تبين ان المسحيين اصبحوا يشكلون ربع عدد سكان البلدة وهم من الموارنة والكاثوليك والارثوذكس وهم يبيعون أرضهم ويغادرون، وفي الانتخابات البلدية الاخيرة تبين على لوائح الشطب ان العدد المتبقي من المسيحيين في البلدة هو 550 صوتا، وبقية الاصوات من الطوائف الاخرى وخصوصا السنية اكثر من 1500 صوت، والمجلس البلدي مقسم الى 15 عضوا 10 للمسلمين و5 للمسيحيين ورئيس البلدية مسلم سني.

ويقول اهالي البلدة ان المسؤولين السياسيين المسيحيين غائبون عن البلدة ولا يتابعون شؤونها إلا قبل الانتخابات النيابية، كما ان المسؤولين الدينيين لا يتابعون ما يحصل على الارض وهم يعلمون بعمليات بيع اراضي المسيحيين عن طريق الصدفة، وكاهن البلدة لا يحضر اليها الا يوم الاحد لإحياء القداس ويغادرها.

ما يحصل في جب جنين هو هجرة مقنعة للمسيحيين، ولا يوجد رادع، والاحياء المسيحية اصبحت مختلطة. لا مشكلة ابدا في التعايش في البلدة بين المسيحيين والمسلمين ولكن الخصوصية المسيحية التي تتمتع بها جب جنين انتهت وهي على طريق الزوال. الاهالي يقولون ان هناك "عشرة عمر" مع الطائفة السنية، وان بقية الفرقاء في البلدة اصبحوا في غرفة نومهم، ولا احد يجبر المسيحيين على بيع اراضيهم، ولكن هناك اغراءات مالية تحصل.

بعض الاهالي يقول ان هناك مناكفات تحصل في البلدة، وبسبب خلافات حصلت يقوم البعض وهم من الميسورين ببيع اراضيهم لغير طائفة، وخصوصا بعد شكاوى بين الاهل بسبب تشييد بناء، فيقوم ببيع الارض الى طائفة اخرى "نكاية" باقرباء له. وقد قام مؤخرا شخصين ببيع عدد كبير من العقارات بسبب خلافات مع جيرانه. اليوم هناك صفقة تحصل لبيع عقار ضخم يبعد عن كنيسة البلدة عشرة أمتار، والاهالي يصرخون ويطالبون المعنيين الدينيين والسياسيين التدخل لوقف هذه الصفقة، او شراء الارض من قبل احد الأهالي الميسورين. ويقول أحد فعليات البلدة ان هناك عملية شراء منظمة لأملاك المسيحيين في حين لم تحصل منذ سنوات عملية بيع قطعة ارض واحدة من قبل اشخاص من الطائفة السنية لغير طائفتهم.

الاهالي يفتقدون مرجعية يلجأؤون اليها لمساعدتهم، واصبحوا يقولون ان البلدة لم تعد لهم، وهم اصبحوا يفكرون كغيرهم ببيع عقاراتهم والمغادرة الى الساحل، ويضعون الامر في اطار قلة الوعي والمسؤولية. ويقول احد السكان انه منذ عشرات السنوات عمل المسيحيون على بناء 30 منزلا في البلدة، وفي عملية بيع واحدة قام بها احد السياسيين منذ سنتين مع عائلته بنى الفريق الآخر اكثر من 50 شقة في الحي الاساسي الذي يسكنه المسيحيين. ويؤكد مسؤول في البلدة ان هناك عملية بيع تحصل اليوم بقيمة مليون ومئتي الف دولار، كان الشاري يريد دفع المال نقدا، وقد رفض البائع وهو من آل سلوم ان يقبض المبلغ نقدا وطلب منه ان يحرره كشيكات مصرفية والامر يتم اليوم. والاهالي يناشدون وقف هذه العملية وان يقوم احد ابناء البلدة الميسورين بشراء هذه الارض. احد المواطنين من البلدة يحمّل المسيحيين مسؤولية ما يحصل، ويقول: "السماسرة منهم ومن يبيع الارض منهم، ومن يقبض المال منهم، فلماذا الصراخ؟ لا مسؤولية ولا مرجعيات دينية او سياسية، فلنغادر هذه البلدة الى الساحل". وفي وقت لاحق، ورد اتصال الى الموقع من رئيس بلدية جب جنين المحامي عيسى الدسوقي، نفى فيه كل ما أتى في المقال، داعيا الى لقاء لوضع كل الامور في نصابها، وشدد على ان البلدية هي الاشد حرصا على المحافظة على العيش المشترك وهذا العيش الواحد الذي تتميز به جب جنين.

 

أيّها القاتل سوف يطلعون من تحت الركام أقوى

علي الأمين/جنوبية/ 19 أغسطس، 2016/طفلان، واحد لم ينفعه الهرب من سوريا وآخر لم ينقذه البقاء في حلب هذه حكاية الموت الذي يغطي كل الأراضي السورية بفعل الجيوش والميليشيات التي لم تحتمل أن يختار السوريون تغيير نظام مستبد. الأطفال السوريون هم وجه المأساة المعبر ولطخة العار على الذين وقفوا في وجه طموح الحرية وحركة التغيير السلمي. الثورة حق الشعوب والسوريون خرجوا بالملايين مطالبين بالتغيير السلمي لكن الثمن كان باهظاً والجريمة المستمرة شاهد على كل هذا الإجرام المتمادي. الإرهاب ليس حكراً على تنظيم داعش، الإرهاب الأشد هو قتل أكثر من نصف مليون سوري وتهجير أكثر من 10 ملايين من أجل بقاء المستبد. الطفلان أعلاه وشمٌ في وجه العالم الذي يقف حامياً لطائرات الموت التي تغطي سماء سوريا وأرضها. الطفلان أعلاه سيلاحقان المجرم ولن يمر هذا القتل ومحاولة القتل من دون رد. ثمّة شعب حي وإرادة لا تكل من مواجهة القتل، وسوريا لن تموت فليتحضّر القاتل لموعد قريب مع أطفال سوريا الطالعين من تحت الركام ليكتبوا نهاية من ظنّ أنّ الثورة يمكن أن تموت.

 

الوصفة الوحيدة

أحمد الأسعد/الجمعة 19 آب 2016

مصر العائدة إلى الساحة اللبنانية في محاولة مشكورة للإسهام في حلّ أزمة رئاسة الجمهورية، بدت من خلال تصريحات وزير خارجيتها سامح شكري في بيروت، مدركة تماماً مفاتيح الخروج من المأزق. ولكن يا للأسف لم يُظهِر الفرقاء اللبنانيون بعد أي استعداد فعلي لتوفير هذه المفاتيح، والمتمثلة في تنازلات تقابلها ضمانات. وخلافاً لادعاء البعض أن قرار انتخاب رئيس في أيدي الخارج، رمى الوزير المصري الكرة في ملعب الأطراف السياسية اللبنانية. فهذه الأطراف هي التي يمكن أن تجعل موضوع انتخابات الرئاسة أولوية، في حين أن الموقف الدولي والإقليمي يدعم هذا التوافق اللبناني إذا حصل.

وقد رسم الوزير المصري خريطة طريق لهذا الحلّ اللبناني، إذ يتطلب إرادة لبنانية أولاً، تترجم بتلك التنازلات والضمانات التي تشكّل نقطة توازن بين الفرقاء. هذه الوصفة المصرية للحل هي السبيل الوحيد إلى كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها البلد منذ نحو عامين.  غير إن تطبيقها يحتاج إلى الكفّ عن المكابرة، وتفادي الشخصانية في الحكم على فرص الحلول المتاحة، وهي ليست كثيرة، والتعاطي مع الأمر بعقل منفتح هاجسه تجنيب البلد الخيارات الأسوأ. إن لبنان هذه المرة يحتاج إلى تنازلات، والتنازلات المطلوبة ستكون في محلها هذه المرة، لأنها كفيلة إنقاذ البلد، وبوجود الضمانات السياسية، ومعها الضمانات الدستورية، سيكون هامش المجازفة ضيّقاً، ومحدوداً أمام المخاطر التي يواجهها لبنان في حال استمر بلا رئيس للجمهورية.

 

مقتل مسلحين من “حزب الله” بينهم قيادي في حلب

سكاي نيوز عربية/19 آب/16/ذكرت مصادر ميدانية لـ”سكاي نيوز عربية”، الجمعة، أن 3 مسلحين من “حزب الله” بينهم قيادي ونحو 10 من القوات النظامية السورية قتلوا في منطقة الراموسة جنوبي حلب بمعارك مع المعارضة السورية المسلحة. وقالت المصادر إن عناصر القوات الحكومية قتلوا أثناء محاولات تقدم فاشلة مدعومة بغطاء جوي روسي مكثف في جنوب حلب. فيما قتل مسلحو “حزب الله” على جبهة ضاحية الأسد في المدينة بصاروخ حراري. وتمكّنت فصائل المعارضة السوية المسلحة بعد تلك المواجهات من التصدي لمحاولات تقدم قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات إيرانية، على جبهات حلب. وتحاول القوات الحكومية مدعومة بميليشيات إيرانية استعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة في منطقة الراموسة جنوب غربي حلب.

 

مصرع ثلاثة من عناصر حزب الله في حلب/مصدر غربي: نيران صديقة تحصد مقاتلي “حزب الله”

السياسة/20 آب/16/كشف مصدر غربي، أمس، أن خلافات حادة سادت في الأسابيع الأخيرة بين قادة القوى التي تحارب مع النظام السوري، أي إيران وميليشياتها الشيعية و”حزب الله” والقوات الجوية الروسية. ونقلت جريدة “ايلاف” الالكترونية عن مصدر غربي قوله إن الايام الأخيرة شهدت الكثير من الاخطاء في هذا المعسكر، حيث قُتل عدد ليس بالقليل من مقاتلي “حزب الله” والميليشيات الشيعية بنيران صديقة، روسية تارة وسورية تارة أخرى، إضافة إلى الخسائر التي تكبدهم إياها الفصائل المسلحة في حلب. وأوضح أن المعسكر الداعم للنظام السوري، على الرغم من فشله، ما زال مستمراً في ارتكاب الاخطاء نفسها، من قصف القوات الموالية له تارة من الجو وتارة من البر، بسبب غياب التنسيق بين قادة القوات المشاركة في الحرب. وأضاف انه “على سبيل المثال، طلب الايرانيون من الروس قبل أيام تأمين غطاء جوي لمنطقة دخلوها قرب حلب، إلا أن الروس لم يقدموا هذا الغطاء، بل قصفوا مكاناً آخر، ما أدى إلى تورط الميلشيات الايرانية في تلك المنطقة”، مشيراً إلى أن الجيش السوري لا ينسق مع “حزب الله” أو الايرانيين أو الروس، بل ينسحب من دون تبليغ، من مناطق وصل إليها. ولفت إلى أن الجيش السوري لم يحرز أي إنجاز في الاشهر الاخيرة، وأن ثقل المعارك يقع على كاهل “حزب الله” والمقاتلات الجوية الروسية. ويتكبد “حزب الله” خسائر فادحة، ويلقي اللوم على السوريين الذين يتهمون الايرانيين بعدم جلب أي مساعدات أو معدات حربية حديثة إلى سورية، بل أسلحة وعتاد قديم لا يفي بالغرض، بحسب المصدر، الامر الذي يؤدي إلى بلبلة وتذمر بين الاطراف المشاركة في الحرب والمؤيدة للنظام. وأكد المصدر أنه في المعركة الأكبر الدائرة في حلب، تكبد معسكر النظام الانتكاسات الواحدة تلو الأخرى، وازداد التذمر والانتقاد في صفوفه، كاشفاً أنه “جراء هذه الخلافات، توقفت العمليات المشتركة لحزب الله والميليشيات الايرانية الشيعية تماماً في الايام الاخيرة، لأن مقاتلي الحزب باتوا يشعرون بأنهم القوة الوحيدة التي تقاتل فعلياً وتتكبد الخسائر في الارواح والعتاد، وبدأت تظهر على مقاتليه في حلب خيبة أمل واستخفاف بالجيش السوري الذي أخفق في كل مهامه”. لهذه الأسباب ولأخرى، تقرر ارسال مقاتلي الحزب والميليشيات الايرانية إلى القنيطرة الجديدة لصرف الانظار عن خسائر حلب، علماً أن تلك القوات كانت طردت من القنيطرة لعدم اتفاقها وتنسيقها مع قوات النظام هناك. والمتوقع أن تتفاقم الأمور في القنيطرة بين تلك القوى خصوصاً أن الروس يؤمنون الغطاء الجوي فحسب، وينسقون مع اسرائيل ويعملون بشكل منفرد وبتنسيق قليل مع النظام السوري بحسب المصالح الروسية، كما يقول كثيرون في معسكر الأسد.

في سياق متصل، قتل 3 مسلحين من “حزب الله” بينهم قيادي ونحو 10 من قوات النظام في منطقة الراموسة جنوب حلب، خلال معارك مع المعارضة. وقالت مصادر مطلعة إن عناصر القوات الحكومية قتلوا أثناء محاولات تقدم فاشلة مدعومة بغطاء جوي روسي مكثف في جنوب حلب، فيما قتل مسلحو “حزب الله” على جبهة ضاحية الأسد في المدينة بصاروخ حراري. وتمكّنت فصائل المعارضة المسلحة بعد تلك المواجهات من التصدي لمحاولات تقدم قوات النظام المدعومة بميليشيات إيرانية، على جبهات حلب

 

إعلام إيران في لبنان على شفير الإفلاس

السياسة/20 آب/16/بدأ شبح وقف التمويل الايراني لمؤسسات إعلامية، تتخذ من لبنان مقراً رئيسياً لها، يلوح في الأفق، كما يُحكى في أروقة هذه المؤسسات، التي باتت مهددة بالإقفال أكثر من أي وقت مضى، وبات مديروها وموظفوها مهددين بالبطالة، في ظل صعوبة إيجاد وظائف في مؤسسات إعلامية أخرى قريباً، لأن القطاع الاعلامي اللبناني يشهد ارتفاعاً غير مسبوق في نسبة البطالة نظراً إلى عدد الموظفين المصروفين. ونقلت جريدة “ايلاف” الالكترونية، أمس، عن مصادر “خاصة” قولها إن قطاع الاعلام المرئي المدعوم مادياً من إيران هو الخاسر الأكبر مما يجري.

وكانت قناة “العالم” الإيرانية قد تصدرت مشهد إقفال المكاتب وصرف الموظفين، إلا أن معلومات غير مؤكدة أفادت أن مسؤولاً كبيراً التقى العاملين في مكتب “العالم” ببيروت، واتفق معهم على إطلاق سلسلة برامج جديدة، كما تم دفع المبالغ المالية المستحقة للموظفين. وبغض النظر عن صحة المعلومات الأخيرة، فإن تلفزيونات أخرى تستفيد من المال الايراني تعيش اليوم أزمة صامتة سببها تخفيض الدعم المالي بشكل كبير. ولمن يسأل عن السبب “إنها سورية”، بحسب المصادر، التي قالت “لا يخفى على أحد اعتماد إيران سياسة التقشف المالي حتى مع الأحزاب السياسية المنضوية تحت راية 8 آذار، وقد وصل موس التقشف إلى وسائل الاعلام منذ مدة، لكن هذه الاخبار خرجت إلى العلن اليوم بسبب الزلزال الكبير الذي ستحدثه”. وأضافت “تقلصت ميزانية تلفزيون الثبات الذي يشرف عليه الشيخ عبد الناصر جبري، إلى 50 في المئة، ما دفع بإدارته إلى تخفيض رواتب بعض الموظفين، وصرف عدد كبير منهم، لضمان استمرارية البث”. وبحسب المصدر، “منذ نحو أسبوع، اقفلت قناة الاتحاد أبوابها وصرفت موظفيها، واليوم لا يوجد أي شخص في مكتب القناة في منطقة سان تريز، كما أقفلت قناة الاتجاه وصرفت عدداً من العاملين في القسم العربي بفعل تدني الميزانية نحو 60 في المئة، أما قناة آسيا فصرفت عشرات الموظفين العاملين فيها”. أما قناة “الميادين”، والكلام دائماً للمصادر نفسها، فلا مؤشرات حتى اللحظة على وجود تخفيض في ميزانيتها، “وهذا مردود إلى ارتباط ملفها المالي مباشرة بالحرس الثوري في إيران”.

 

مَاْتَتْ العروبةُ فَعَزُوا بِها.. وسَنُواجِه الرحمٰنَ لا مَفَرْ

ميرفت سيوفي – الشرق/19 أغسطس، 2016 /“أي إذلال يشعر به اللبنانيّون، عندما يطل أمين حزب الله حسن نصرالله من وراء «غباشة» الشاشة، ليوزع الرئاسات الثلاث، فينيط الثانية مجدداً بوكيلها في الرئاسة الثانية، ويفرض مرشحاً وحيداً على مسيحيي لبنان، ويُذلّ الطائفة السُنيّة وزعاماتها والرئيس سعد الحريري تحديداً عندما يعتبر نصرالله أنه «منحكي باسم رئيس الحكومة»، مشهد مقزّز تشعر فيه أنّه جالس على كرسيّه ويرمي بعظمة من هنا لهذه الطائفة، و»جلموقة» من هناك لتلك الطائفة، ما شاهدناه إهانة غير مسبوقة بتاريخ الدولة اللبنانيّة

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 19/8/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حلان للأزمة السورية يسيران على خطين متوازيين الأول عسكري بتصعيد روسي بلغ حد استعمال صواريخ الكروز من البحر إلى البر والثاني سياسي تحاول فيه واشنطن فرملة الاندفاع الروسي في سوريا بالغام في اوكرانيا.

وفيما تكثفت الغارات الجوية السورية على الحسكة حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومواقع الاكراد تتواصل هدنة الثماني والاربعين ساعة في حلب لإدخال مساعدات الامم المتحدة الغذائية والطبية. ووسط كل ذلك أنهى وزير الخارجية التركي مع نظيره في طهران التحضيرات لزيارة الرئيس رجب طيب اردوغان غدا.

محليا برزت قضايا عدة منها:

- تحريك رئيس المجلس النيابي اللجان لبحث اقتراحي قانونين يتعلقان باللامركزية الادارية.

- شكوى من الخارجية الى الأمم المتحدة وتفقد المدير العام للأمن العام الخط الازرق في الجنوب في موضوع الاعتداءات الاسرائيلية.

-استمرار المعارضة الكتائبية لخطة النفايات في مطمر برج حمود واطلاع الوزير أكرم شهيب العماد ميشال عون على مفاصل هذه الخطة المدعومة من الخبراء البيئيين.

يبقى موضوع الساعة المتعلق بالأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع، حيث ينتظر أن يصدر وزير الدفاع قرارا بتأجيل تسريح اللواء محمد خير لسنة.

عودة الى سوريا العالم كله ما زال مصدوما بالطفل عمران الذي انتشل من تحت الركام في حلب. وحلب اليوم تشهد هدنة اليومين المهتزة ودخول مساعدات الأمم المتحدة على وقع صواريخ الكروز التي اطلقتها البحرية الروسية.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

معركة تأجيل تسريح القيادات العسكرية صارت شبه محسومة، النتائج الاولية للمعركة اعلنها وزير الدفاع سمير مقبل بكشفه انه سيوقع قرار تأجيل تسريح اللواء خير بين اليوم والغد، وهو قرار يمهد لقرار اخر يتعلق بتأجيل تسريح العماد قهوجي قبل منتصف الشهر المقبل، في هذا الوقت لفتت المواقف التصعيدية التي اطلقها وزير الداخلية نهاد المشنوق ضد حزب الله ورفضه طرح السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة عبر مقايضته رئاسة الجمهورية برئاسة الحكومة.

مقابل معركة التعيينات الامنية شبه المحسومة المعركة البيئية لم تحسم بعد، فالخلاف الكتائبي الاشتراكي على مكب برج حمود مستمر واللافت اليوم زيارة الوزير شهيب للعماد عون في الرابية حيث اعلن ان فشل الحل سيؤدي الى عودة النفايات الى الشوارع.

اقليميا الانعطافة التركية نحو روسيا تتبعها الاسبوع المقبل انعطافة تركية نحو ايران، تتمثل في الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي الى طهران، ما يؤشر الى عملية خلط اوراق اقليمية بالغة الدلالات والنتائج.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

هزات ارتدادية رصدت على مقياس زلزال ضرب السلطة الحاكمة من منطقة الصيفي وأصابها في مقتل. وبعد الكلام المباح عمن استباحوا البلد في السياسة لعقود فتقاسموا مغانمها وتوارثوا كراسيها. فإن خميس الأسرار في بيت الكتائب لم يترك "ستر مغطى" إلا وكشفه حول سرقات مافيا الحكم التي لم توفر حتى أكياس النفايات لتتقاسم حصصها... فتى بحجم نائب حمل وزر جبال ترتفع من مطامر.. ستضاف معالم سود إلى كتب الجغرافيا. ومن يدري قد تدخل المناهج التربوية لتعلم الأجيال المقبلة إنجازات مافيا الحكم. سامي الجميل "علا الصوت" وطالب بإعطاء ما للبلديات من أموال لتقوم كل بلدية بدورها في حل أزمة النفايات.. بدلا من مصادرة هذه الأموال وتوزيعها حصصا يقامر فيها المسؤولون بصحة المواطنين. وجاءه الرد كالصدى في برية.. بقول الوزير أكرم شهيب إن المطامر هي حل موقت لأربعة أعوام. وعلى مواقيت شهيب فإن الموقت يصبح دائما. وخبرته التي تمتد عشرين عاما إلى الوراء في عقد الصفقات والسرقات وهدر المال العام وتحديدا في ملف النفايات مسجلة في سيرته الذاتية. واليوم يطلب تمديدا لسنين أربع "واللي استحوا ماتوا"... أزمة تمسك بيد أزمة في بلد محكوم من زمرة تهرب إلى الأمام. تسابق الوقت لتثبت نفسها في تمديد ثالث... كل كواليس ومواقف الأيام السابقة تؤشر إلى أن أسهم العماد ميشال عون ارتفعت رئاسيا حتى في بيت الوسط.. بحسب ما أوحى الوزير السابق وئام وهاب. لكن قطبة العرقلة المخفية كشفت في عين التينة: وافق سعد ورفض بري فاستعجل عودته من الإجازة الإيطالية ليقول "خفت يكونو عملو رئيس بغيابي". يحاول بري جاهدا أن يبقى الستاتيكو الحاكم قائما ليضمن وجوده على رأس المجلس النيابي. وهو عقد ثلاثية الحوار ورمى عليها أزمة جديدة سماها مجلس الشيوخ. لتنتهي الثلاثية بعدم الاتفاق ولو على بند فكيف على سلة... وكعادته في تدوير الزوايا.. دان التمديد الثاني بمواقف أكبر من التمديد الأول.. وكلاعب الخفة أخذهم زرافات ووحدانا إلى التمديد. وعليه أصبح على الجنرال عون أن يقدم واجب الطمأنينة لبري ببقائه على سدة السلطة التشريعية بعد تأكيد السيد حسن نصرالله الشراكة الأبدية مع الحليف.ساعتئذ يخرج أرنب الحل ويولد قانون انتخاب جديد "بليلة ما فيها ضو قمر"...

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

من البحر المتوسط جدد الروس المعادلة ، الا وسطية في الحرب على الارهاب، ولا هوادة..

فبعد مدارج همدان الايرانية، رسائل ساخنة من المياه الدافئة، بعث بها الاسطول الروسي الذي اصاب بصواريخه المجنحة مواقع لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة..

لم تخطئ الصواريخ اهدافها وان غيرت الجماعات الارهابية اسماءها.. فدمرت مواقع للنصرة في دار عزة بريف حلب الغربي، ومعها كل المحاولات الاقليمية والغربية لسلخ هذا التنظيم من جلدته الارهابية..

رسائل روسية ميدانية سمعت اصداؤها السياسية، وهي المترافقة مع حراك لا زالت تزخمه الزيارات الدبلوماسية، وآخرها تلك الخاطفة لوزير الخارجية التركي لايران..

الى لبنان، حيث لم تغير الحكومة بجلسة الامس الخاطفة شيئا بالمعادلة، الا زيادة بالقناعة ان الوضع بات من سيء الى اسوأ..

لكنها حكومة قررت اجراء اتصالاتها حول الخرق الصهيوني في مزارع شبعا، وقرر شعبها اتخاذ اجراءاته اللازمة .. فتقدم الاهالي مظللين بالعلم اللبناني ومحميين بعيون الجيش والمقاومين الى الحدود مع فلسطين، عابرين الطريق التي شقها الصهاينة في بركة النقار.. مؤكدين ان العدو اعجز من تغيير المعادلات، وان محو عمل جبان كهذا لن يشغلوا به رجال المقاومة، فتكفلوا بالمهمة وهم احد اضلاع المعادلة: جيش وشعب ومقاومة

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

عمران، وقبله أعمار قصيرة، سفكها سفاح العصر بشار الأسد، ومن ورائه الجيوش والميليشيات التي تكالبت على أطفال سوريا، من مشارق الأرض ومغاربها.

عمران، إسم يضاف إلى مآسينا الكثيرة، ووصمة عار جديدة على جبين المجتمع الدولي، الساكت عن الحق، بصفته شيطانا دوليا أخرس.

عمران، الطفل الملفوف بغبار الحقد، وتملأ رأسه دماء عارنا، وتحيط بملامحه الصدمة التي لا تحرك ساكنا في جيوش الحملات الدولية ضد سوريا وأهلها. عمران باق، لكن أعمار الطغاة قصار.

وكما في سوريا، كذلك في لبنان، الطغاة أنفسهم، وجديدهم التلويح بخمسين ألف جندي لهم مهمات داخلية، في ما كان يعرف بسرايا الفتنة التي تدعي المقاومة، وسماها وزير الداخلية نهاد المشنوق بأنها سرايا الاحتلال التي لن تستطيع أخذ توقيع الأهل والمسلمين، وأعلن أنه حان وقت مقاومة هذه السرايا.

المشنوق الذي قال: إننا طلاب تسوية، شرح بأننا لن نظل أبا الصبي، وعلى الآخرين عدم تجاهل اليد الممدودة، لأننا لسنا تيار الاستسلام ولا الانتظار، بل تيار القرار.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

موسى الصدر وجنوب الجنوب صنوان، ولأنهما كذلك اقترنا بشريان واحد اليوم خلال حفل اطلاق تسمية اوتوستراد الامام السيد موسى الصدر على الطريق الدولية من الزهراني الى الناقورة مرورا بصور برعاية من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولأن الانماء يعزز صمود الجنوبيين في ارضهم، كانت سياسة رفع الحرمان التي اطلقها الامام الصدر واكملها الرئيس بري، واليوم تظهر هذا الصمود بأبهى حلله عندما تحدى اهالي شبعا والعرقوب يتقدمهم النائب قاسم هاشم الخروق الاسرائيلية المعادية في مزارع شبعا وحرروا الجزء الذي تم قضمه من قبل الاسرائيليين رافعين العلم اللبناني وشعار الكرامة لا تقاس بالكيلومترات.

وفي سياق متصل طلب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في كتاب ارسله الى بعثة لبنان لدى الامم المتحدة في نيويورك ابلاغ الجهات المعنية في منظمة الامم المتحد ولا سيما مجلس الامن الدولي بما تقوم به حاليا القوات الاسرائيلية في كل من الجزء اللبناني المحتل من بلدة الغجر ومزارع شبعا.

على مدى كيلومترات اخرى استهدف الجيش اللبناني تحركات ومواقع الارهابيين في جرود عرسال ورأس بعلبك بعشرات القذائف من المدفعية الثقيلة على موقعي وادي الخيل وخربة يونين ما ادى الى تدمير الموقعين بشكل كامل وسقوط اصابات مؤكدة في صفوف الارهابيين.

في جديد التعيينات العسكرية المفقودة في مجلس الوزراء يتجه وزير الدفاع الى اصدار قرار داخلي لتمديد ولاية الامين العام لمجلس الدفاع الاعلى اللواء محمد خير لمدة عام اليوم او غدا.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

.. تماما كما يوضح لماذا سجن في بغداد في الثمانينات ... وتماما كما يفسر موقفه من اتهام النائب الراحل سمير عون له، بالتورط في براميل الموت في التسعينات ... بالطريقة نفسها خرج اليوم سمير مقبل ليشرح تعنته في الذهاب نحو آخر ارتكاباته القانونية خلال ساعات ... يقول وزير القصر، أنه هو كوزير لا يصوت ... لكنه نسي أن ينعش عقله المفترض، ليسأل: كيف عين هو ومجلس الوزراء ثلاثة أعضاء في المجلس العسكري، في 28 كانون الثاني الماضي؟ أي تماما كما كان يقضي واجبه القانوني والدستوري أن يفعل أمس، في موضوع أمين عام المجلس الأعلى للدفاع... وكما كان يقضي ضميره المفترض أيضا، أن يفعل قبل سنتين، وقبلهما، في قيادة الجيش وغيرها من مفاصل المؤسسة الوطنية؟! يقول وزير "البارولي بارولي" اليوم، أنه يترك الرأي لمجلس الوزراء ... لكنْ، فات ذهنه البزنسي، أن يسأل نفسه: ومن أتى بأسماء العمداء سمير الحاج وجورج شريم ومحسن فنيش، ليعينوا وفق الأصول والقانون قبل ثمانية أشهر؟ ألم يكن وزيرا يومها؟ أم كان حاضرا غائبا، كما أمضى حياته العامة مسؤولا غير مسؤول؟! ويتنطح أكثر وزير الناطحات، ليعطي اليوم دروسا في انتخاب الرئيس ونصاب المجلس النيابي ... كأن الناس لا تدرك أن الطفيليات هي أكبر المتضررين من انتخاب رئيس رئيس. لأن وجودها ينتفي بوجوده ... وأن دروس النصاب، لا تأتي ممن ينقص النصاب عن صفتهم شدة ... ولا بعد أن يسلب الناس حقهم في الصوت والإرادة والاختيار والقرار ... يظن سمير مقبل أنه سينجو بارتكابه الأخير، تماما كما فعل بارتكاباته السابقة ... مخطئ هو، حتى الخطيئة. والتاريخ والحاضر شاهدان ... شاهدان آخران من كتلة سمير مقبل، كانا في جلسة أمس. لكنهما اختلفا ... أليس شبطين وعبد المطلب حناوي، يتحدثان للأو تي في، عن اختلافهما حيال ارتكاب مقبل أمس.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي "

اقفل الاسبوع على المعطيات والوقائع التالية:

حزب الكتائب على موقفه مكب برج حمود لن يمر والحركة الاعتراضية عليه تتصاعد فيما صاحب الدراسات يؤكد ان ما يتم القيام به يسير في الاتجاه الصحيح لكن يلزمه اربعة واربعون شهرا اي حتى العام 2020. وبين تصعيد الكتائب وارباك الحكومة فان خطة النفايات تبدو مرتبكة، وزير الدفاع على موقفه من مسألة التمديد بعد تعذر التعيينات في المؤسسة العسكرية استهلال التمديد سيكون عبر تأخير تسريح الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع على ان تأتي الخطوة التالية لقائد الجيش في ايلول المقبل.

قبل كل هذه التفاصيل مأساة ونكسة المأساة في تخلي أب وأم عن عاطفة الابوة والامومة وتمثل ذلك في رمي اطفالهم الثلاثة على قارعة الطريق اما النكسة فمن خلال الضرب بعرض الحائط بالعادات والتقاليد اللبنانية في بلدة زوطر الجنوبية من خلال منع الدبكة والغناء والرقص.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 19 اب 2016

النهار

نقاط الخلاف تتكاثر...

لوحظ أن نقاط الخلاف بين حزبين متحالفين باتت أكثر من نقاط الاتفاق.

نائم في الأدراج...

لا يزال اقتراح الوزير بطرس حرب في شأن إلزام النائب حضور جلسات انتخاب رئيس للجمهورية ينام في الأدراج.

التقرير المحجوب...

لم يُنشر مضمون التقرير الذي وُصف بالمهم حول أمن المطار.

حلب في الحسابات...

يُدخل مرشحون للرئاسة يدخلون نتائج معركة حلب في حساب ارتفاع حظوظهم في الرئاسة أو انخفاضها.

السفير

تردد أن قطبا سياسيا وسطيا لبنانيا قال كلاما قاسيا في باريس أمام خبراء لبنانيين وفرنسيين في ما يخص دور هيئة رسمية حيوية في لبنان برغم وجود من يمثله فيها!

عقد اجتماع في احدى عواصم المنطقة بين ممثلي دولة اسلامية بارزة وممثلي تنظيم اسلامي دولي تمحور حول تداعيات الحدث التركي.

يتعرض أحد نواب تيار سياسي بارز لانتقادات من "المعارضين" ومن أحد الوزراء المنافسين بسبب "مونة" النائب الاستثنائية على مواقع إلكترونية تتولى مهاجمة الوزير المذكور وبعض المعارضين.

المسقبل

يقال

إن وزيري "حزب الله" علّقا على موقف وزير الخارجية جبران باسيل الذي هدّد فيه بأن مقاربة مجلس الوزراء للتعيينات العسكرية سيكون لها "أثر على العمل الحكومي"، بالتلميح الى التضامن مع وزيري التيار "الوطني الحرّ" في حال التغيّب عن جلسات الحكومة.

اللواء

يقول مرجع سياسي أن تدخل الفاتيكان مباشرة في الاستحقاق الرئاسي، جاء بناء على تمنٍ من الرئيس الفرنسي الذي زار مؤخراً روما.

تبين أن عدم لقاء رئيس حزب معروف مع مسؤول مصري زار لبنان مؤخراً له علاقة بمهرجان سياحي شارك فيه إعلامي مصري معروف.

تبدّلت لهجة نواب عونيين إزاء الاتجاه الرائج للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي لمدة سنة.

الجمهورية

قامت دولة ذات تأثير معنوي في العالم بجولة إتصالات أخيراً بدولتين كبريَين من أجل حلّ أزمة الرئاسة اللبنانية.

أكد مسؤول روحي أنّ هناك وعوداً كثيرة بانتخاب رئيس قبل نهاية العام لكن لا شيء ملموساً ولفحة التفاؤل قد تنقلب إلى تشاؤم.

يُردِّد رئيس تيار كبير للقريبين منه أن التعيينات الأمنية يجب أن تكون سلة واحدة.

البناء

أعربت أوساط سياسية عن خشيتها من منح مجلس الشيوخ في لبنان حق نقض القوانين التي يقرّها مجلس النواب من دون ضوابط دقيقة جداً وذلك من أجل الحؤول دون تعطيل عمل المجلس النيابي، إذ إنّ تجربة "الفيتو" الذي يمارسه الوزراء في حكومة الرئيس تمام سلام على أيّ قرار نتائجها بادية للعيان، وأبرزها شلّ عمل الحكومة، وبالتالي الإضرار بالمصالح الوطنية، لذا المطلوب ضمانات لعدم تعطيل العمل التشريعي للنواب من قبل "الشيوخ" لمآرب شخصية وفئوية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المستقبل ينتظر مزيداً من تنازلات نصرالله

منير الربيع /المدن/ السبت 20/08/2016

يعيش اللبنانيون على المواعيد المؤجلة. عقارب عديدة تتحكم بأوقات انتظاراتهم. تارة يجري الحديث عن التسوية وفقاً للتقويم الدولي، وطوراً وفقاً للتوقيت الإقليمي، لكن النتيجة غالباً ما تكون واحدة، باستمرار تعليق الآمال، وتأجيل حالات الإنتظار. ليست المرّة الأولى التي يضرب اللبنانيون فيها موعداً لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، ويأتي الموعد ولا يأتي الرئيس. من حيث المضمون، لم تحظ مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة، بالزخم الذي حظيت به مبادرة الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية، لكنها تكاد تكون أكثر جدية وأقرب للواقعية بمعزل عن مدى تحققها.

لدى ترشيح فرنجية تعاطى حزب الله بكثير من البرودة، تأخر ليعلن موقفاً منها، واعتبرت بأنها قتلت في مهدها في ظل موقف النائب ميشال عون. رغم كثرة التكهنات في حينها بأن عملية الانتخاب ستحصل بين يوم وآخر، حتى اصطدمت بالحائط. وصحيح أن مبادرة نصرالله اقتصرت على موقف جرى تمريره في متن خطاب، لكنه مستمد من جولة إتصالات ورهانات إقليمية ودولية، مترافقاً مع أصوات داخل المستقبل تطالب بالبحث في إمكانية انتخاب عون، كما أنها ترتكز على موقفين مستجدين من القوات اللبنانية والنائب وليد جنبلاط. يعتبر البعض أن إستعداد نصرالله للإنفتاح الإيجابي في مسألة رئاسة الحكومة في العهد العتيد، هو تنازل من الحزب لم يكن متاحاً في السابق. وقد يضعه البعض في سياق الحسابات الميدانية في سوريا والتطورات في الإقليم. وهو ما تعتبره أطراف مستقبلية بأنه نوع من عودة الحزب إلى الداخل والإهتمام بالشؤون المحلية وليس الرهان على الميادين الخارجية. وهي لا تفصله عن موقف الحزب من مسائل أخرى محلية كأزمة مياه الليطاني، الانترنت غير الشرعي، والوضع المالي والإقتصادي. ولكن، يتعاطى المستقبل مع المسألة بطريقة مغايرة، بمعنى أن ما دفع نصرالله إلى رفع الفيتو عن الحريري لرئاسة الحكومة، هو التطورات السورية. وعليه فإن هذا الموقف قد يكون قابلاً للتعديل أكثر على صعيد التسوية وتنازل حزب الله. وتعتبر مصادر مستقبلية أن نصرالله يحاول بيع الأطراف الأخرى من كيسهم، ولاسيما في ضوء معادلته السياسية التي وضعها، أي تسمية مرشح الحزب الثابت والنهائي لرئاسة المجلس، والتمسك بترشيح عون للرئاسة، فيما إبداء الإنفتاح على رئاسة الحكومة. وهذا ما ترى فيه مصادر المستقبل أنه محاولة إلتفافية على المسألة الأساسية وهي إنجاز الإستحقاق، خصوصاً أنه ليس من شان حزب الله أن يسمي من يريد للرئاسة الثالثة، أو يضع الشروط لذلك، خصوصاً في وجه من يتمتع بالتمثيل السني الواسع. وإنطلاقاً من هنا، يستبعد المستقبليون إمكانية التوصل إلى أي نتيجة من خلال هذه المبادرة، لأن الصراع في سوريا لم ينته. وبالتالي، لم يسلّم للحزب بما أخذ، وربما في مرحلة لاحقة سيكون مضطراً إلى التنازل أكثر، كذلك بالنسبة إلى اليمن. وعليه تعتبر المصادر أن مبادرة نصرالله مردودة عليه.

في موازاة ذلك، موعد جديد يضرب لإنجاز الإستحقاق، وهو قبل نهاية السنة. وهذا ما يجتمع عليه كل من الرئيس نبيه بري والوزير نهاد المشنوق، وفي وقت ثمة من يريد البحث فقط في إنجاز الرئاسة مع رئاسة الحكومة، يصرّ رئيس المجلس على السلّة الكاملة لتوفير أخذ وردّ في مرحلة لاحقة، كالإتفاق على قانون الانتخاب، والمسألة النفطية، والملف المالي الضاغط، خصوصاً أنه بعد إنتهاء الدورة العادية لمجلس النواب، لن يعود بالإمكان صرف وتغطية الإنفاق المالي ولا حتى الرواتب والأجور، كما أن الحصول على أي قروض مالية لن يكون سهلاً قبل إعادة إنتاج السلطة.

ومن جديد يدخل الفاتيكان على خطّ الأزمة اللبنانية، خصوصاً أن البطريرك بشارة الراعي الموجود هناك، يجري لقاءات وإتصالات مع المعنيين لأجل توفير المناخ الملائم لإنجاز الإستحقاق الرئاسي. وحول هذا الأمر تمحور اللقاء الذي عقد قبل أيام بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والبابا فرنسيس. وتكشف المصادر عن إتصالات يقودها الفاتيكان مع الدول المؤثرة لأجل حل الأزمة اللبنانية. وهذا ما سيجري في اجتماع مجلس الأمن في أيلول المقبل، والذي سيشارك فيه رئيس الحكومة تمام سلام. وتشير المصادر إلى أن الفاتيكان ستحاول البحث في هذا الشأن مع سفير إيران لديها. ولا تسبتعد المصادر عقد لقاءات لشخصيات مارونية في الفاتيكان لحضّ الأفرقاء على إنجاز الإستحقاق.

 

حماة الديار" لبنانية: مليشيات جديدة.. للجيش؟

مصطفى العويك/المدن/ السبت 20/08/2016

"بعد الإلتباسات الكبيرة والمخاوف الجدية والهواجس الأمنية التي ولدتها "سرايا المقاومة"، والتي أسسها حزب الله لتكون فصيلاً مقاوماً من ابناء الطوائف، تطفو على الساحة حركة جديدة "غامضة الأهداف" كما يصفها المتوجسون منها. "حماة الديار"، والمقصود هو تشكيل مجموعات شبابية في كل المناطق اللبنانية ومن كل أطياف المجتمع لتساند الجيش في معركته ضد الإرهاب. فهل يحتاج الجيش اللبناني الذي قدم أفضل النماذج في مواجهة المتطرفين، الى من يسانده ويقف إلى جانبه؟ وما هي طبيعة هذه المساندة، عسكرية، لوجستية؟ ولماذا جوبهت الحركة "حماة الديار" برفض مطلق داخل الأوساط الإسلامية إلى حد وصفها بـ"الحشد الشعبي اللبناني" على غرار الحشد الشعبي في العراق، ووصفها كذلك بـ"سرايا حزب الله المارونية"، نسبة إلى الهوية الطائفية لمؤسسها ورئيسها رالف الشمالي. على صفحة الحركة على فايسبوك مقاطع فيديو مؤيدة للجيش، وبطاقات دعوات لأنشطة برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي، وأناشيد تفيد بأخذ الثأر من الإرهابي، "ناخذ بثأر الارهاب، قوي الصوت وصراخ بوج القناص، وخلي الدني تشتي قواص"، في حماسة جلية لفتح المعارك والمشاركة فيها ربما منفردين أو إلى جانب الجيش، ولرفع مستوى التشجيع والتحفيز يضيف النشيد: "هيدا يلي خلى امك تلبس ثوب حدادك، وهيدا يلي حلل دمك ويتملك ولادك". وإن كان لا اعتراض على مضمون النشيد من قبل متوجسين من أهداف الحركة، لأنه يعبر عن "قناعتنا في محاربة الإرهاب ووقوفنا إلى جانب الجيش اللبناني في معاركه مع التكفيريين"، يسأل مصدر إسلامي لـ"المدن": "لكن لماذا هذه التدريبات؟ تدريب على القتال وحمل السلاح، وفتح المكاتب في مناطق السنة دون غيرهم؟ نحن نعتبر أن حامي الديار هو الجيش اللبناني فقط، ولا يحتاج إلى حماية من أحد". "لا أهداف عسكرية لنا"، يقول رئيس الحركة رالف الشمالي لـ"المدن": "نحن جمعية مرخصة من وزارة الداخلية، وهدفنا دعم الجيش والمؤسسات الأمنية، نريد دولة قانون ومؤسسات لا أكثر".

الرياشي الذي يتحدث بطلاقة عن فكرة حركته وخلفية إطلاقها، أي "استهداف الإرهابيين الجيش وسقوط شهداء له"، لا يمتلك جواباً عن التساؤلات الكبيرة والمضخمة التي اطلقت في بعض المناطق الإسلامية حول ماهية الحركة، "موجودون في جبل لبنان والجنوب والبقاع والشمال، ولدينا أكثر من 4000 آلاف منتسب، 60% منهم من أهل السنة، فكيف تكون الحركة حشداً شعبياً أو تشكيلاً عسكرياً ضد أهل السنة؟ وأنا أقولها صراحة لولا وقوف أهل السنة مع الجيش في معركته ضد إرهابيي مخيم نهر البارد لما استطاع أن يخرج منتصراً وجامعاً خلفه كل اللبنانيين. ونحن نوفر الدعم اللوجستي للجيش وعند الضرورة وعندما يستهدفنا الإرهاب في منازلنا سنحمل السلاح لردعه". ولاء الحركة هو للجيش والوطن، والسعي قائم لزيادة عدد "الوطنيين" كما يسميهم الشمالي من ابناء الحركة التي "تمول ذاتها عبر اشتراكات شهرية من أفرادها"، فلا دعم سياسياً لها ولا علاقة مع أي من الأحزاب اللبنانية. العلاقة محصورة بالجيش الذي نعتبره "خطاً أحمر"، يقول الشمالي. وتفيد مصادر أمنية أن قيادة الجيش "أعطت الغطاء لهذه الجمعية التي تأسست منذ فترة أقل من سنة، وتتألف من ضباط وجنود متقاعدين". الحركة لا تزال في طورها التشكيلي الأول، رغم قيامها بنشاطات عدة منها التخييم والتدريب ونشاطات عامة ورسمية أخرى، لكن ما استفز كثيرين من أهالي الشمال خصوصاً ومن أهالي المناطق السنية الأخرى، ثلاث إشارات: الأولى تمثل باسم الحركة "حماة الديار"، وهي العبارة التي يبدأ بها النشيد الوطني السوري الذي بالفطرة يحدث توجساً وحذراً في نفوس من ذاق من النظام الويل، ويجعله يرفض كل ما هو شبيه له بالاسم أو الشكل أو المضمون.

والثانية ظهور عناصر الحركة وهم يتنقلون بالباصات الخاصة بالجيش اللبناني ودخولهم الثكنات وإقامة تدريبات عسكرية لهم مع إطلاق رصاص داخل الثكنات، وهو ما اعتبره الشمالي بـ"الامر العادي" ويحصل في كل دول العالم، حيث تحصل على "إذن مسبق من قيادة الجيش لفعل ذلك".

أما الإشارة الثالثة التي زادت منسوب الرفض الكلي للحركة أياً تكن أهدافها، تسجيل صوتي عبر الواتسآب يتهدد به المسجل بالوعيد من كل من يرفض الحركة أو "يغبر على صباطها"، في عودة جديدة إلى لغة "الصبابيط"  التي تخطاها الزمن في لبنان، وتبرير الشمالي لذلك بأنه جاء رداً على فيديو لتنظيم "داعش" يهدد الحركة والجيش اللبناني و"هو جاء من أحد الأشخاص وليس رداً رسمياً". "سرايا المقاومة"، "حماة الديار".. وقد تطول لائحة التشكيلات المتعددة الأهداف والخلفيات.. من دون أن ندري إلى أين؟

 

بري دعا الى جلسة مشتركة للجنتي الادارة والدفاع لدرس اقتراحي قانون اللامركزية

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لجنتي الإدارة والعدل والدفاع الوطني والداخلية والبلديات لعقد جلسة مشتركة في تمام الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الثلاثاء 23 الجاري لدرس ما يلي:

1- اقتراح قانون التنظيم الإدارية واللامركزية الإدارية، المقدم من النائب روبير غانم.

2- اقتراح قانون اللامركزية الإدارية والمقدم من النائب سامي الجميل.

إذا لم يكتمل النصاب في الموعد المحدد، تجتمع اللجنتان في الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم نفسه بثلث أعضائها.

 

اهالي شبعا اعتصموا في بركة النقار واجتازوا الخط الحدودي

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - شبعا - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" باسل ابو حمدان، ان اهالي بلدة شبعا وقرى العرقوب بدأوا اعتصاما في محور بركة النقار، رفضا لأعمال الجرف الأسرائيلي، ودعوا قوات اليونفيل الى ردع جيش العدو للتوقف عن اعمال القضم لأراض جديدة من المزارع.

شارك في الأعتصام النائب قاسم هاشم، القاضي الشيخ حسن دلة، رئيس بلدية شبعا محمد صعب، وحشد من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من قرى حاصبيا والعرقوب. وقد اجتاز المعتصمون، يتقدمهم النائب هاشم، الخط الحدودي وصولا الى الطريق العسكرية التي يعمل العدو على شقها في الطرف الشمالي من مواقعه، وتم رفع العلم اللبناني على السياج الشائك، في حين تحاول قوات اليونفيل وعبر اتصالات مكثفة تجريها مع الجانبين اللبناني والأسرائيلي لجم اي تطور، كما تعمل اليونفيل على تسيير دوريات مكثفة على طول الخط الحدودي في المزارع.

 

جعجع: ألا تكفيكم صورة عمران لتقوموا بالحد الأدنى من التزاماتكم الإنسانية

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - نشر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على "تويتر" صورة الطفل عمران دقنيش الناجي من غارة على منزله في حلب وعلق قائلا: "للذين يقاتلون الشعب السوري وللذين لا يدافعون عنه، ألا تكفيكم هذه الصورة لتقوموا بالحد الأدنى من التزاماتكم الإنسانية؟".

كما وضع جعجع صورة للفنان سمير يزبك الموجود في غرفة العناية الفائقة في مستشفى قلب يسوع وأرفقها بالجملة الاتية: "كنت دايما بالبال بالأوقات الحلوة وهلق رح تضل كمان بالبال بالأوقات الصعبة..".

 

الاحرار: الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - رحب المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون "بزيارة وزير خارجية مصر سامح شكري، ونضعها في خانة الاهتمام بالأزمة اللبنانية الناتجة عن عدم انجاز الاستحقاق الرئاسي، وندعوه كما جميع العاملين على جبهة انتخاب الرئيس العتيد الى تصويب بوصلة المبادرات في الاتجاه الصحيح ليكتب لها النجاح، هذا مع الإشارة الى انسداد الأفق كنتيجة لتعنت المعرقلين واحجامهم عن تأمين نصاب جلسات الانتخاب في تكرار مدان لممارساتهم السلبية وإدخال الاستحقاق في خطتهم الرامية الى ترسيخ النفوذ الإيراني على اكبر عدد من الدول العربية، ناهيك بالسياسة المساعدة لحزب الله الساعي الى عرقلة كل حل يلوح في الأفق ويطمح الى تطبيق اتفاق الطائف وإيجاد السبل الى ملء الشغور في سدة الرئاسة، والى السيطرة على باقي الممارسات من منظار دعم دويلته على حساب الدولة اللبنانية". ولاحظ "في إطلالات الامين العام لحزب الله تكرار المقولات على خلفية سياساته المعتمدة بدءا بالإساءة الى الدول العربية الشقيقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية. وتنجلي على هذا المستوى اهدافه التي يعبر عنها حليفه الإقليمي من خلال تبني المبادرة القائمة على الاختيار بين إطلاق يده في ضمان تحقيق اهدافه بتقديم الدعم لولاية الفقيه، وترسيخ هيمنته على الساحة اللبنانية ضاربا عرض الحائط باتفاق الطائف وبإعلان بعبدا. من هنا نطالبه بوضع حد لقتاله في سوريا وفي غيرها من البلدان العربية التي يستهدفها، كما ندعوه الى التزام المبادئ الدستورية اللبنانية وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وعن انشطته على الصعيد الدولي". وجدد الحزب "الدعوة الى تفعيل الحكومة لتخفيف الضرر اللاحق بانتاجيتها خصوصا في ظل غياب رئيس الجمهورية، مع التذكير أن صلاحياته تنتقل طوال فترة الشغور الى مجلس الوزراء مما يرتب مسؤوليته التي ينص عنها الدستور . لذا نهيب بالوزراء تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الأخرى والتفاني لتأمين الصالح العام علما أن الأولوية اليوم هي لانتخاب رئيس الجمهورية الذي من شأنه ـ وهذا مبدأ نؤكده تكرارا ـ حل إشكالية الحكومة بحيث يتم تشكيل حكومة جديدة وصولا الى إجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون جديد عادل وضامن صحة التمثيل. ونعتبر ان كل مقولة عنوانها ضم كل المشاكل ضمن سلة واحدة من شأنها عرقلة الحل ويأتي استكمالا للمشكلات المعقدة التي يتخبط بها الوطن. وننبه أخيرا الى ضيق الوقت الباقي لإيجاد حلول عملية، كأن المطلوب الإبقاء على الوضع القائم للوصول الى تقديم الانتخابات النيابية على انتخاب رئيس وفرض إجرائها وفقا لقانون الستين وهذا ما نرفضه في المطلق".

 

الاحرار الشوف: لعدم الموافقة على زيادة عامل الاستثمار في الدبية حفاظا على العيش الواحد

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - قالت مفوضية الشوف في حزب الوطنيين الاحرار، في بيان اليوم: "مرة جديدة نفاجأ بأن الموضوع الأهم بالنسبة الى مجلس الوزراء هو موضوع زيادة عامل الإستثمار في منطقة الدلهمية وباقي مناطق بلدة الدبية - الشوف. فمنذ ما يزيد على ستة أشهر، يطرح البند المعروف ب"البند رقم 27" على مجلس الوزراء بشكل دوري، ويقضي بزيادة عامل الإستثمار لمنطقة الدلهمية بطلب من المالك الجديد والتحايل على التصنيف الذي تخضع له منطقة الدبية بكاملها منذ العام 1998. ولتبرير هذا التلاعب وتغطيته، طرح التنظيم المدني، ومن دون موافقة بلدية الدبية، مسألة زيادة عامل الإستثمار في سائر مناطق الدبية". وأوضحت "أن التصنيف الذي وضع عام 1998 درسته بشكل مستفيض شركة "خطيب وعلمي" وبعد التشاور مع أهالي الدبية للحفاظ على الطابع الريفي للدبية وللحد من الهجوم العمراني غير المنظم الذي يهدد طابع المنطقة ويغير بنيتها الديموغرافية والإجتماعية والبيئية، ومن غير الصحيح أنه يحق لأي مالك جديد أن يطلب تغيير التصنيف عند شرائه لأي عقار، وإلا لماذا وجود التصنيف في الأساس؟". وأضافت: "حفاظا على العيش الوطني الواحد، ولبقاء أهالي الدبية في أرضهم، نطلب من جميع الوزراء، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والحزبية، رفض هذا المشروع وعدم تعريض المنطقة لموجة تهجير جديدة بسبب أطماع مادية ومخططات مشبوهة".وطلبت المفوضية "من جميع نواب منطقة الشوف وأحزابها كافة الوقوف إلى جانب أهالي الدبية الرافضين لهذا المشروع". وجددت طلبها من جميع الوزراء "عدم امرار هذا المشروع لما ينطوي عليه من أخطار وعواقب". ونوهت بموقف "حركة الأرض" برئاسة السيد طلال الدويهي الرافض لهذا المشروع وبمساعي المحامي الأستاذ شادي سالم البستاني المتابع لهذا الملف".

 

معتصمو الدفاع المدني نقلوا أسرتهم من خيم الاعتصام في مرجعيون الى مسافة قريبة من الحدود

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - مرجعيون - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" رونيت ضاهر أن معتصمي الدفاع المدني نقلوا أسرتهم من خيم الاعتصام الى مسافة قريبة من الحدود قرب العلم اللبناني الذي غرزوه مؤخرا للمبيت في العراء، وتم ذلك وسط إستنفار عسكري إسرائيلي مكثف على طول الطريق الحدودية المحاذية للشريط التقني.

 

إبراهيم زار مقر قيادة اليونيفيل والتقى بيري وعرضا الاوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية وخروقات العدو للخط الأزرق

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - زار مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ظهر اليوم، مقر قيادة قوات الامم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان UNIFIL، على ضوء التعديات المتكررة لجيش العدو الاسرائيلي على الخط الازرق وقيامه مؤخرا بشق طرق في منطقة مزارع شبعا. وكان في إستقباله قائد القوات اللواء مايكل بيري ومجموعة من الضباط، ثم عقد إجتماع بين إبراهيم وبيري جرى خلاله تقييم الاوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية والخروقات الاسرائيلية للخط الأزرق، إضافة الى التعاون القائم بين الأمن العام وقيادة قوات الامم المتحدة في إطار المهام الموكلة إليها تنفيذا للقرارات الدولية لاسيما القرار 1701.

كما كان اللقاء مناسبة قدم خلالها ابراهيم تهنئته لبيري، وتمنى له التوفيق في مهامه الجديدة في لبنان. وفي ختام الاجتماع دون ابراهيم كلمة في السجل الذهبي، وقدم له اللواء بيري درعا تذكارية، ثم أقيمت مأدبة غداء على شرف إبراهيم.

 

سلام بحث وكاغ اوضاع لبنان والمنطقة والتقى وزير الدولة للشؤون الخارجية في الهند

الجمعة 19 آب 2016/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ظهر اليوم في السراي الكبير، المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، وتناول البحث الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. والتقى الرئيس سلام، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الهند أم جي أكبر، وتناول البحث العلاقات الثنائية. وكان الرئيس سلام استقبل قبل ظهر اليوم، وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم يرافقه المدير العام لمؤسسة الحبوب والشمندر حنا العميل.

 

الجيش يستهدف مواقع المسلحين في جرود عرسال ورأس بعلبك بالمدفعية الثقيلة

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - بعلبك - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" وسام درويش أن الجيش يستهدف تحركات ومواقع الجماعات المسلحة في جرود عرسال ورأس بعلبك بقذائف المدفعية الثقيلة.

 

ماذا قال نديم قطيش لـ"النهار" عن "إخراجه" من "المستقبل"؟

المصدر: "النهار" أسرار شبارو/18 آب 2016 | 17:01

نديم قطيش خارج تلفزيون_المستقبل، خبر لم يفاجئ كثيرين بعد سلسلة مواقف اتخذها الجندي الأبرز في ساحة المواجهة الاعلامية ضد "حزب الله"، اعتبرها جمهور تيار "المستقبل" طعنة منه في الظهر، لتنقلب المعركة التي يقودونها معاً ضد المعسكر المضاد، الى معركة بين أبناء الصف الواحد، خسر فيها قطيش بتوقيف برنامجه DNA. تغريدة "يبدو... حريم السلطان" تعليقاً على الانقلاب التركي على أردوغان، كانت السبب الذي تحوّل فيها قطيش من "بطل" ينتظره الجمهور الأزرق الى منشق، وبدلاً من أن يقدم الاعلامي الذي استطاع أن يحصد محبة جمهور واسع أوراقاً تثبت انتماءه لمعسكر التيار وأن تغريدته خارج السرب ليست أكثر من "مزحة غير موفقة " كما قال لـ"النهار"، تبادل وبعض جمهور التيار الاتهامات والشتائم حتى وصل به الحال الى اطلاق تعابير كـ"الاوباش" بحقهم.

الأزمة المالية هي السبب

ليست المرة الأولى التي يستعمل فيها قطيش هذه العبارات، فخلال الإنتخابات البلدية دافع عن زميلته ديانا مقلّد التي أيدت لائحة "بيروت مدينتي" على اللائحة المدعومة من "المستقبل"، فوصف منتقديها بالـ" قريعات"، الأمر مرّ من دون أي ردة فعل على المستوى القيادي، لكن معادوة قطيش الكرّة دفع بالرئيس سعد الحريري الى اتخاذ القرار بتوقيف برنامجه، كما تتداول الكواليس "المستقبلية"، على الرغم من أن قطيش أنكر الأمر، وكما قال: "ردّي على هذه الشائعات هي بعودة بث البرنامج على تلفزيون المستقبل، فسبب توقفه تقني له علاقة بالأزمة المالية، ما دفع بفريق عملي الى التوقف عن العمل رغم استمراره في مساعدتي بتحضير مادتي"، مضيفاً "نعمل على تصحيح الأمور، هذا برنامج حساس ولا يمكن أن أستبدل محرراً بآخر ببساطة".

حجة ضعيفة

لكن مصدر مطلع داخل "المستقبل" على ملف قطيش أكد لـ "النهار" أن "القرار بتجميد عرض البرنامج اتُّخذ حتى إشعار آخر، والاحتمالات مفتوحة على إمكان عودته". واعتبر "أن مجرد تجميد عرض البرنامج، ولو ليوم واحد، يُعدّ ضربة لقطيش، لا تنفع معها كل التبريرات التي يجتهد في سوقها للتخفيف من وطأة الأمر، خصوصاً أن تجميد عرض البرنامج جاء بعد ما حصل من إشكال بين نديم وجمهوره، ولم يأتِ مصادفة أو في سياق الأزمة المالية التي لم توقف اي برنامج حتى اللحظة، فلماذا تأثر برنامج نديم دون غيره، ولم يمُن على مساعديه للاستمرار في عملهم لعرض البرنامج على "المستقبل"، كما يمون عليهم للاستمرار في مساعدته لعرضه على قناة "العربية الحدث". وأشار المصدر "إلى أن ثمة ضجة مفتعلة حول وضع قطيش تحت ستار التشويش على صورة "تيار المستقبل" وتصويره انه لم يعد يحتضن التنوع، وخلاف ذلك من الدعايات التي لا تعكس الواقع. وما كتبه قطيش في اليومين الماضيين من تغريدات عن علاقته بالمستقبل والرئيس الحريري، يُعبّر عن ردة فعل مسؤولة منه لاحتواء ما حصل، وحصر اي معالجة داخل البيت الواحد، لا خارجه".

"ليبروزوا موقفهم"

نديم رفض ربط توقيف برنامجه بتغريدته، قائلاً: " لم تربط المسألة بهذا الأمر فقط بل بأحاديث عن تسوية بين حزب الله وسعد الحريري"، لافتاً إلى أنه "اذا كان الأمر مرتبطاً بمزحتي حول تغريدة تركيا، لماذا انتُظر شهرٌ لاتخاذ هذا الاجراء؟ التغريدة كتبتها في 15 تموز الماضي أثناء رحلتي من أميركا الى دبي، كانت مزحة وليست موقفاً ولا استراتيجية سياسية، وليس لي وزن في كل هذه المعادلة، موقفي لا يغيّر شيئاً، وتركيا ليست بلدي وليست جزءاً من صراع سياسي للبنان علاقة به"، وعن المصادر التي أكدت ذلك، ردّ "عظيم، ليبروزوا موقفهم".

"النائب أحمد فتفت تحدث في الأمس عن هذا الموضوع بوضوح شديد، ونفى نفياً قاطعاً توقيف البرنامج"، بحسب قطيش الذي أكّد بأن "لا علاقتي بتلفزيون المستقبل موضوع نقاش ولا بالرئيس سعد الحريري، كما لم أصف جمهور المستقبل الذي أنتمي اليه بالأوباش فهل أشتم نفسي؟! بل قلت ان بعض الذين تعاطوا معي وتذكروا شيعيتي فجأة هم أوباش وستون أوباش، وفي كل الأحزاب ثمة أناس حسّاد ينتظرون غيرهم كي يقعوا". في "المستقبل" يحفظون لنديم بحسب المصدر أنه "جزء من المواجهة الاعلامية وأنه اعطى في مكان ما ولا أحد يتنكر لتاريخه ومهنيته، وكان ولا يزال جزءاً أساسياً في المواجهة. لكنه استخفّ بجمهور واسع أوصل الأمور الى ردات فعل منددة هرب فيها الى الأمام وكابر على طريقة حسن نصرالله، فوضع نفسه في "بيت الياك" امام الجمهور الذي هو الاساس في بناء شعبيته ونجوميته.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الكنيسة المصرية: تعديلات مشروع قانون بناء الكنائس “خطر” على الوحدة الوطنية

السياسة/20 آب/16/القاهرة – الأناضول: أعلنت الكنيسة المصرية أنها فوجئت بتعديلات وإضافات وصفتها بـ”غير المقبولة” على مشروع قانون بناء الكنائس المنتظر عرضه على البرلمان المصري، محذرة من أن تلك التعديلات “تسبب خطراً على الوحدة الوطنية”. جاء ذلك في بيان نشره بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة المصرية الأرثوذكسية (الرئيسية بالبلاد)، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مساء أول من أمس. وأوضح حليم أن “ممثلي الكنائس المصرية حضروا اجتماعاً هاماً اﻷربعاء (الماضي) ضم ممثلي جهات عدة بالدولة لمناقشة مشروع قانون بناء الكنائس المزمع إصداره، وقد فوجئت الكنيسة بتعديلات غير مقبولة وإضافات غير عملية”. ولم يحدد البيان الجهة التي قامت بالتعديلات ولا ماهيتها، كما رفض مصدر مسؤول بالكنيسة، ذكر تلك الجهة، غير أن مشروع القانون يدرس حالياً في أروقة الحكومة. وأضاف البيان: ان الكنيسة المصرية “تعلن أنها (أي التعديلات والإضافات) ستسبب خطراً على الوحدة الوطنية المصرية بسبب التعقيدات والمعوقات التي تحويها وعدم مراعاة حقوق المواطنة والشعور الوطني لدى المصريين اﻷقباط (المسيحيين)”، من دون أي تفاصيل عن مضمون تلك التعديلات أو الإضافات. واختتم المتحدث باسم الكنيسة بيانه، قائلاً “مازال المشروع قيد المناقشة ويحتاج إلى نية خالصة وحس وطني عال ﻷجل مستقبل مصر وسلامة وحدتها”. ويعد الخلاف على بناء الكنائس أحد أبرز أسباب التوترات بين المسلمين والمسيحيين في مصر. وشهدت محافظة المنيا أخيراً ثلاثة اشتباكات متتالية بين مسلمين ومسيحيين في أكثر من بلدة بسبب خلافات، أحدها يتعلق ببناء كنيسة.

من جهة أخرى، وافقت لجنة مشتركة في مجلس النواب على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 89 لسنة 1960، الخاص بدخول وإقامة الأجانب بأراضي مصر والخروج منها، ويقضي برفع الرسم الخاص بتراخيص الإقامة وبطاقاتها بما لا يقل عن 500 جنيه ولا يزيد عن 3 آلاف جنيه، من 50 جنيها في القانون الحالي. وبحسب صحيفة “العربي الجديد”، أوضحت اللجنة، التي تشكلت من كل من لجنتي الدفاع والأمن القومي، والشؤون التشريعية في البرلمان، أن التعديل يهدف إلى زيادة موارد الدولة، حيث تعتبر الرسوم والغرامات القضائية من أهم مصادرها، كما أن هذه الرسوم لم تُعدل منذ نحو عشر سنوات. وأشارت إلى موافقتها على مقترح مقدم من النائب كمال عامر وآخرين، بتخصيص نسبة 5 في المئة من قيمة رسم تأشيرة الدخول لصالح وزارة الداخلية لمواجهة نفقات ترحيل الأجانب المعسرين. وتضمن التعديل أيضا زيادة الغرامة على المتخلفين عن مغادرة البلاد بعد انتهاء صلاحية إقامتهم بثلاثة أشهر إلى ألف جنيه مع زيادة الغرامة بنسبة 50 في المئة كل 3 أشهر مقابل 10 جنيهات فقط حاليا. وينتظر أن يوافق مجلس النواب المصري على هذا التعديل خلال الجلسة التي سيعقدها غداً الأحد.

 

طائرات أميركية لحماية القوات الكردية قرب الحسكة

الجمعة 16 ذو القعدة 1437هـ - 19 أغسطس 2016م/دبي – قناة العربية/أعلن البنتاغون، الجمعة، أن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة أرسلت مقاتلات لحماية القوات الكردية العاملة مع مستشارين أميركيين في سوريا بينما كانت تستهدفهم طائرات نظام بشار الأسد.

وقال المتحدث الكابتن جيف ديفيس "تم ذلك كإجراء لحماية قوات التحالف" مشيراً إلى غارات جوية الخميس في محيط مدينة الحسكة. وأضاف "أعلناها بوضوح أن الطائرات الاميركية ستدافع عن القوات على الأرض إذا تعرضت لتهديد"، وأكد عدم وقوع إصابات. وكانت وحدات حماية الشعب الكردية السورية أعلنت أن طائرات النظام قصفت المناطق الكردية في الحسكة لليوم الثاني. وذكرت الوحدات إجلاء الآلاف من الحسكة بسبب القصف العنيف، كما أعلنت وحدات الحماية أنها المعركة الأعنف بينهم وبين النظام منذ بدء الثورة السورية. وأشار المتحدث الكردي إلى أن الغارات والاشتباكات أوقعت عشرات القتلى.

وللمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، أقدم النظام_السوري على شن غارات ضد مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في الحسكة. وتصاعد التوتر بين القوات الكردية والنظام يوم الثلاثاء الماضي في أسوأ موجة عنف بين الطرفين من تاريخ اندلاع اشتباكات برية محدودة في القامشلي في نيسان/أبريل الماضي لم تستمر حينها سوى بضعة أيام. وتوعدت وحدات حماية الشعب الكردية السورية من جهتها نظام بشار الأسد برد قاس على تلك الغارات، وأكدت وقوع قتلى في استهداف مواقع الأمن الداخلي للقوات الكردية، كما أكدت اندلاع اشتباكات عنيفة في محيط المدينة تستخدم فيها قوات النظام المدفعية الثقيلة. تأتي هذه التطورات في وقت تعيد الحكومة التركية صياغة علاقتها في المنطقة، خصوصاً مع روسيا وإيران كجزء من استراتيجية أنقرة الجديدة للتعامل مع الاستحقاقت الدولية والإقليمية.".

 

روسيا تقصف مواقع في سوريا بصواريخ كروز من البحر

الجمعة 16 ذو القعدة 1437هـ - 19 أغسطس 2016م/دبي - قناة الحدث، وكالات/قالت وزارة الدفاع الروسية، إن سفنا حربية روسية أطلقت من البحر المتوسط 3 صواريخ كروز على أهداف في سوريا صباح اليوم الجمعة. وأضافت الوزارة أن الصواريخ مرت على مناطق غير مأهولة، واستهدفت جبهة فتح الشام (جَفَش) النصرة سابقا. وأضافت وزارة الدفاع في بيان أن "السفن المزودة بمنصات لإطلاق الصواريخ "زيليني دول" و"سيربوخوف" من أسطول البحر الأسود أطلقت اليوم ثلاث مرات صواريخ كروز ضد أهداف تابعة لجبهة جفش (جبهة فتح الشام، بعد إعلانها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)". وتابعت "تم تدمير مركز قيادة وقاعدة للإرهابيين في دارة عزة (غرب حلب)، فضلا عن مصنع للمتفجرات ومستودع كبير للذخائر في منطقة حلب خلال هذه الهجمات". ويأتي هذا التطور بعدما قصفت روسيا الثلاثاء للمرة الأولى أهدافا في سوريا بواسطة قاذفات انطلقت من قاعدة عسكرية في همدان، شمال غرب إيران. وتشهد حلب المدينة الرئيسية في النزاع السوري حاليا قتالا مريرا بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة. وتقول الأمم المتحدة إن مئات الآلاف المدنيين محاصرون ويعانون من نقص كبير في الغذاء والدواء.

 

تعز.. الجيش والمقاومة يسيطران على معسكر المكلكل بالكامل

الجمعة 16 ذو القعدة 1437هـ - 19 أغسطس 2016م/العربية.نت/أفاد مراسل "العربية" في اليمن بأن الجيش والمقاومة اليمنية سيطرا على معسكر المكلكل في تعز بالكامل. وكان الجيش اليمني مدعوما من المقاومة_الشعبية قد حقق على الأرض وجوا من طيران التحالف ، نجاحات مهمة لاسيما في جبهة تعز ، وسط هروب وانسحاب الانقلابيين على وقع قذائف المدفعية والدبابات، ما يبشر بقرب فك الحصار عن المدينة. وقد ضيّقت القوات الشرعية الخناق على الانقلابيين في عدة نقاط عسكرية لاسيما وسط اليمن ، محققةً نجاحات كبيرة في ساحات المعارك. من جانبها، كشفت مصادر في المقاومة اليمنية لوكالة أسوشيتد برس أن الجيش الوطني والمقاومة على وشك كسر الحصار عن مدينة تعز وتفصلهم فقط كيلومترات قليلة عن تحقيق ذلك، وذلك بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وأكدت المصادر تمكن المقاومة من السيطرة على طريق الخمسين وتقدمها نحو طريق الستين شمالي #المدينة، إضافة إلى انسحاب عناصر_الميليشيات من مواقعهم في شمال غرب تعز، على إثر ضربات المدفعية وقذائف الدبابات التي تشنها لقوات_الحكومية.

 

زيارة غير معلنة لوزير خارجية تركيا إلى إيران

الجمعة 16 ذو القعدة 1437هـ - 19 أغسطس 2016م/طهران – فرانس برس/قام وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الذي تدعم بلاده المعارضة السورية، الخميس، بزيارة إلى إيران لبحث مسائل إقليمية، كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الجمعة. وهذه الزيارة غير المعلنة تأتي بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة في 12 آب/أغسطس الماضي، حيث اجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتعهدت تركيا خلال تلك الزيارة بالتعاون مع إيران في التوصل إلى حل في #سوريا رغم الخلافات بين البلدين حول هذه الأزمة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي، إن وزير الخارجية التركي "قام أمس بزيارة قصيرة إلى طهران، لمتابعة المشاورات بخصوص مسائل إقليمية والعلاقات الثنائية". وأضاف أن البلدين قررا تنظيم "العديد من اللقاءات على مختلف المستويات بين كبار مسؤولي البلدين في مستقبل قريب". وتتحدث وسائل الإعلام الإيرانية عن زيارة محتملة لأردوغان إلى طهران في الأيام المقبلة. وجاءت زيارة ظريف في 12 آب/أغسطس إلى تركيا بعد أيام على زيارة أردوغان إلى روسيا حيث أعاد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العلاقات الثنائية بين البلدين بعد توتر استمر قرابة تسعة أشهر. وتثير زيارة أردوغان إلى روسيا وزيارة وزير خارجيته إلى طهران، تكهنات حول تقارب في الملف السوري بين هذه الدول الثلاث. وطهران وموسكو هما حليفتا النظام السوري في النزاع، فيما تدعم تركيا المعارضة وتطالب برحيل بشار الأسد عن السلطة.

 

واشنطن توزع طاقمها في المنطقة درءا لخطر التقاء انقرة- موسكو- طهران وبايدن الى تركيا لاستمالــة اردوغان وكيري الــى جدة لتطويق التحـالف

المركزية- تستنفر الادارة الاميركية طاقهما الدبلوماسي العامل في اطار السياسة الخارجية لاعادة تموضعها الاستراتيجي في منطقة الشرق الاوسط، في ضوء المتغيرات الهامة والتحولات الطارئة اقليميا لاسيما على الخط الروسي- التركي- الايراني مع الزيارة المعلنة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى طهران الاسبوع المقبل التي تتوج حراكا ايرانيا - تركيا ناشطاً على المستوى الوزاري والدبلوماسي في الاتجاهين في الاسابيع الاخيرة، وتحديدا تلك التي تلت محاولة الانقلاب الفاشلة، اذ تردد ان طهران لعبت دورا في افشالها، وكان الرئيس حسن روحاني من بين اول المتصلين بنظيره التركي، مؤكدا "وقوف طهران إلى جانب أنقرة وتأييد الحكومة المنتخبة من قبل الشعب ، وضرورة توسيع آفاق العلاقات بين البلدين". ويقول مصدر دبلوماسي لـ"المركزية" ان صقري الادارة الاميركية نائب الرئيس الاميركي جون بايدن ووزير الخارجية جون كيري يتوزعان المهام فينطلقان في التوقيت ذاته اي في الرابع والعشرين من الجاري الى المنطقة حيث يتوجه الاول، المعروف بعدائه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد وصفه اياه بالديكتاتور، الى انقرة ، والثاني، المعروف بحكنته وليونة مواقفه، الى جدة في محاولة لدرء الخطر المتأتي من اي تحالف ثلاثي تركي - ايراني - روسي مفترض.

وعلى رغم ان كيري يزور السعودية للقاء وزراء دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا والمبعوث الخاص للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد للتشاور في الأزمة في اليمن، فإن محور محادثاته مع المسؤولين السعوديين ونظرائه الخليجيين، بحسب المصدر نفسه، سيتركز حول الاتفاق المستجد بين تركيا وروسيا واهداف زيارة اردوغان الى طهران الاسبوع المقبل. ويضيف: يأتي الاستنفار الاميركي في الوقت الذي يسعى فيه الاتراك الى فرض تحالفات جديدة منطلقة من مصالح اقتصادية مشتركة مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الايراني حسن روحاني على حساب حليفهم القديم باراك اوباما الذي يسعى في ايامه الاخيرة في السلطة الى تثبيت حكم الديموقراطيين عبر انجاح التحالف ضد "داعش". لذا، سيحاول بايدن من جهة استمالة اردوغان بطروحات جديدة تنهي "المناورة" التركية ، تقضي باعطاء انقرة مكاسب حقيقية على الارض السورية، في موازاة محاولة كيري البحث مع الخليجيين في تكثيف التنسيق لقطع الطريق على اي تحالف تركي - ايراني - روسي وبتنسيق عملاني ميداني على قدر كبير من التطور للقضاء على الارهاب الداعشي وافرازاته، والعنف وموجات التطرف في العالم ، عبر البحث مع السعوديين باعتماد آليات جديدة لتكثيف العمل في هذا الاتجاه، وفي اطار مركز الأمم المتحدة لمكافحة الارهاب الذي تم انشاؤه أخيرا، والممول بصورة شبه كاملة من المملكة العربية السعودية، لجعله قادرا على ان يشكل نقطة اتصال رئيسية لتبادل الأفكار وتنسيق جهود محاربة التطرف. ويوضح المصدر ان عامل الوقت يلعب دورا اساسيا في مجال معرفة اتجاه الرياح التركية، ذلك ان زيارة اردوغان الى ايران اذا تمت قبل وصول بايدن الى تركيا، فستشكل مؤشراً الى عزم تركي على تعزيز التنسيق مع ايران وروسيا لايجاد حلول لازمات المنطقة في غياب القرار الاميركي في ضوء انشغال الادارة بالانتخابات الرئاسية، اما اذا حصلت بعد زيارة بايدن فسيكون للبحث صلة.

 

 "غارديان": الطفل عمران... رمز للرعب في سوريا

المركزية- نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالا بعنوان "صورة طفل مصاب تصبح رمزاً للرعب في سوريا"، اشار إلى ان "عمران الطفل ذي الخمسة اعوام بدا ذاهلا وهو جالس على كرسي عربة الإسعاف برتقالي اللون، وكان يغطي وجهه بيده المغطاة بخليط من الدماء والتراب"، لافتةً إلى ان "قبل ذلك بدقائق انقذ الطفل من ركام منزله، الواقع في المنطقة الشرقية من حلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، ودمّر في غارة للقوات الحكومية السورية". واشارت الصحيفة الى ان "بعد ساعات من إنقاذ عمران وأسرته، سمح الأطباء بخروج عمران من المستشفى، حيث لم تكن إصابته خطيرة، ولم تتعد بعض الكدمات، وشقيقته الكبرى وشقيقه كانا معه في سيارة الإسعاف، ولم يصب والده ايضا بسوء رغم دمار منزلهم بالكامل في القصف". وافادت "غارديان" ان "مثل هذه الحوادث التي تركت عمران ذاهلا خائفاً تكثر في حلب التي تُعاني من القصف والحصار منذ وقت طويل".

 

 "العربي الجديد": هكذا يُسدد الاسد الديون لايران!

المركزية- نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر ان "وفداً إيرانياً برئاسة معاون وزير الاقتصاد والمالية، فرهاد زركر، بحث في دمشق، امس مع رئيس الحكومة السورية عماد خميس، آلية تسديد الديون الإيرانية الممنوحة للنظام السوري عبر ما يسمى خطوط الائتمان البالغة قيمتها 5.4 مليارات دولار".

واكدت المصادر، ان "الطرفين اتفقا على تسديد الديون عبر منح إيران الفوسفات السوري، بعد تأسيس شركة مشتركة لهذا الغرض، تشرف على الاستخراج وتصدر الإنتاج إلى طهران، فضلاً عن تأسيس إيران شركة مشغل خلوي في سوريا، إضافة للشركتين القائمتين"، ولفتت الى ان "الوفد الإيراني طالب خلال اجتماع مع امين عام مجلس الوزراء السوري، محمد العموري، بتفعيل الاتفاقات الموقعة في ايار 2015 لـ"ضمان حقوق إيران واسترداد الديون".

وذكّرت "العربي الجديد" بان "الجانبين السوري والإيراني، وقّعا الشهر الماضي، سبع اتفاقيات خلال اجتماع لجنة تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية، التي رأسها رئيس الوزراء السابق، وائل الحلقي، ورئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية السورية، رستم قاسمي. وتضمنت "الطاقة الكهربائية والنقل والموارد المائية وإقامة الصوامع والمطاحن ومشاريع نفطية ونقلية مشتركة وتوفير المواد الغذائية والمشتقات النفطية وقطع الغيار للمعامل والمنشآت الصناعية، إضافة إلى التعاون في مجال الصحة والزراعة والاتصالات والبحوث العلمية الطبية".

 

ابن سفير للعراق يدهس مراهقاً برتغالياً "عمداً" بالسيارة

الجمعة 16 ذو القعدة 1437هـ - 19 أغسطس 2016م/لندن - كمال قبيسي/العربية نت/تلفزيونات البرتغال وصحفها، مشغولة منذ يومين بسفير العراق في لشبونة، سعد محمد رضا، وابنيه المراهقين الوحيدين، فبسببهما تورط الأربعاء الماضي، بالأسوأ ربما مما حدث له حين كان سفيراً في 2014 بليبيا، واضطر في إبريل ذلك العام إلى مغادرة طرابلس الغرب، فراراً من تهديد خطير. ابنا السفير، هما توأم عمره 17 سنة، يتعلمان الطيران في مدينة Ponte de Sôr الصغيرة بوسط البرتغال، واعتقلتهما شرطتها الأربعاء، لهجوم شرس النوع وشديد، شنّاه على مراهق برتغالي اسمه Cavaco Rúben وعمره 15 سنة، وقرأت "العربية.نت" في مواقع أكثر من وسيلة إعلام برتغالية، أنهم اضطروا لنقله بهليكوبتر إلى مستشفى بلشبونة وهو في غيبوبة، والخطر الصحي داهم عليه، وفق ما يمكن استنتاجه من الوارد إعلامياً عنه للآن.

ورفض مستشفى "سانتا ماريا" مد وكالة Lusa البرتغالية للأنباء، بمزيد من المعلومات "لأن المريض قاصر" طبقاً لما ذكرت بخبر، تضمن أن شهوداً ذكروا أن من نالا منه ركلاً ولكماً ودهساً بالعجلات، جعلاه "غير معروف الوجه" لما لحق به من رضوض وتشويهات، كما وانتفاخات جلدية دامية غيّرت ملامحه، فيما ذكر صديق للمضروب، أوردت شهادته صحيفة Jornal de Notícias المحلية، أن التعرف إليه تم فقط من ساعته، وأن أحد الابنين "مر بسيارته الميرسيدس ودهسه وهو دام على الأرض" وأن السيارة "مسجلة باسم السفارة" وأن الابنين "يتمتعان بحصانة دبلوماسية" لذلك تم إطلاق سراحهما بعد احتجاز لم يدم طويلاً.

مدرسة الطيران تطرد ابن السفير

والشيء الوحيد عما لحق بالفتى المضروب، صدر عن Instituto Nacional de Emergência Médica أو "المعهد الوطني للطوارئ الطبية" عبر بيان ذكر فيه أنه "تعرض لكسور عدة ومتنوعة، وكان غائباً عن الوعي لحظة إسعافه طبياً" فيما صدر عن الشرطة أن خلافاً حدث بينه وبين ابني السفير، قبل الرابعة فجراً "في بار" يقع بجادة "أفنيدا دا ليبردادي" الأشهر بين شوارع وجادات المدينة الصغيرة، إلا أن الهجوم عليه كان في الجادة السياحية خارج البار، وهناك تركه الابنان دامياً على رصيف، عثر عليه فيه عمال جمع النفايات، فاضطروا لسوء حالته إلى نقله بهليكوبتر لإسعافه في لشبونة.

 أما صحيفة Expresso البرتغالية الشهيرة، فأوردت اليوم الجمعة، أن مدرسة G Air Training Centre حيث يتعلم ابنا السفير على الطيران بمدينة "بونتي دي سور" ذكرت في بيان نشرته بموقعها، كما في حسابها "الفيسبوكي" أيضاً، وتجولت "العربية.نت" في الاثنين معاً، أنها بدأت بعملية طرد لابن للسفير سعد محمد رضا، من دون أن تسميه، بسبب إقدامه فجر 17 أغسطس الجاري "على ضرب مراهق برتغالي عمره 15 سنة". إلا أنها لم تذكر شيئاً عن الابن الثاني، المتورط أيضاً بالضرب والدهس الدمويين.

حين فر السفير من خطف كان حاسما في ليبيا

وأطلت محامية في موقع Sapo الإخباري البرتغالي، قائلة إن الحل الوحيد لمعاقبة ابني السفير، هو مطالبة البرتغال رسمياً بمعاقبتهما في العراق نفسه "لأنها عاجزة عن ذلك في أراضيها، بسبب حصانتهما الدبلوماسية" وفق تعبير المحامية Vânia Costa Ramos المتخصصة بالحقوق والعلاقات والنزاعات الدولية، عما يمكن التعامل به مع السفير الذي لم يجب على اتصالات بعض الوسائل الإعلامية التي سعت للاطلاع على رأيه بما فعله ابناه، ووصل صداه إلى وسائل إعلام عالمية الانتشار.

أما موقع محطة TSF الإذاعية، فنقل عن مصدر لم يسمه في الخارجية، قوله إن بإمكانها "القيام بمساع دبلوماسية فقط لحل المشكلة" من دون شرح للتفاصيل. إلا أن "العربية.نت" قرأت بعدد اليوم الجمعة من صحيفة Diario de Noticias نقلاً عن المحامية نفسها، أن هناك إمكانية أخرى "لتحقيق العدالة" هي رفع الحصانة عن الابنين "عبر اعتبار السفير شخصاً غير مرغوب فيه" وفق رأيها بالسفير، المولود في 1950 ببغداد، والعامل منذ 1970 بالخارجية العراقية.

السفير سعد محمد رضا، حامل بكالوريوس بالاقتصاد من الجامعة المستنصرية ببغداد، وكان قائماً بالأعمال في القاهرة، وفق ما تلخص "العربية.نت" من سيرته الواردة بموقع السفارة، وفيها أنه كان سفيراً حتى 2013 لدى بلغاريا، وبعدها لدى ليبيا، إلا أن عمر خدمته فيها، كان قصيراً ولم يدم حتى 2014 سوى 10 أشهر فقط، والسبب ذكرته صحيفة "دنقرة" الليبية، نقلاً ذلك الوقت عن مقربين منه، شرحوا أنهم "تلقوا اتصالاً هاتفياً من مجموعة أنصار الشريعة بمنطقة النوفلية بطرابلس، وأبلغوهم أنهم ينوون خطفه مقابل الإفراج عن سجناء بالعراق" فاضطر السفير إلى المغادرة، فراراً من خطف كان حاسماً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

34 عاماً على إنتخاب بشير الجميّل... التاريخ يدفع للثورة؟

الان سركيس/جريدة الجمهورية/السبت 20 آب 2016

رغم مرور 34 عاماً على إنتخابه في سن الـ 34 يبقى الرئيس الشهيد بشير الجميّل رمزاً عند المسيحيين ومعظم اللبنانيين على حدٍّ سواء، وحلماً ببناء دولة قوية وعادلة لم تتحقّق حتى وقتنا هذا. لم تمرّ الجمهورية اللبنانيّة، أي جمهورية الـ10452 كلم2 كما طاب لبشير أن يناديها، بظروف أغرب من ظروفنا هذه، جمهورية تعيش من كثرة موت الجمهوريات المحيطة بها، جمهورية تُطبّق شعار «أعطنا خبزنا كفاف يومنا»، تغيب عنها الخطط الإستراتيجية للإستمرار وتكتفي بتمرير كلّ يوم بيومه. جمهورية تفتقد الى الموازنة منذ سنوات وتفقد توازنها المالي والسياسي والإداري، جمهورية لا تتجرّأ على إقرار قانون إنتخاب يُنصف جميع أبنائها لأنّ عقلية السيطرة ما زالت متحكّمة. والأهمّ من كلّ هذا، جمهورية مقطوعة الرأس أو بالأحرى يُمنع عنها أن تحيا برأسٍ قويٍّ جبّار يتحدّى ولا يتكسّر، كالصخر صامد من أجل المصلحة اللبنانية التي هي فوق كلّ إعتبار.

23 آب ذكرى إنتخاب بشير، تلك المناسبة التي أعطت أملاً لقسم كبير من اللبنانيين ببناء دولة قوية قادرة ترعى جميع أبنائها. لكن، وبعد 34 عاماً على تلك الذكرى، لن يسارع موظفو الدولة الى إداراتهم فور سماع خبر إنتخاب رئيس مثلما فعلوا عام 1982، لأنّ الإنتخاب يبدو بعيد المنال، ولأنّ عودة الموظفين الى مؤسسات نخرَها الفساد هو الفساد بعينه، والأجدى هَدم تلك المؤسسات وبناؤها مجدّداً. في 23 آب 1982 كانت رائحة البارود تفوح من الشوارع. أمّا اليوم فبات «كيس الزبالة» سيفاً مُصلتاً على رؤوس اللبنانيين وحلَّ مكان القنابل والقذائف.

فشل اللبنانيون في بناء دولة نتيجة الإحتلال السوري، وبقاء السلاح غير الشرعي، وإنغماس بعضهم في الفساد وسرقة المال العام، وهذا أمرٌ يضاهي كلّ الإحتلالات والتصرّفات الميلشياوية. ولأنّ التذكير بالماضي ضروري لنتعلّم من نجاحاته وأخطائه، على حدّ قول النائب نديم الجميّل لـ«الجمهورية»، فإنّ مؤسسة «بشير الجميّل» ستطلق يوم الثلثاء 23 آب الجاري وثائقياً عن بشير في احتفالٍ يُقام في دير الآباء اللعازاريين في الأشرفية عند الثامنة والنصف مساءً، حيث سيُعرض الجزء الأوّل من الوثائقي المؤلّف من خمسة أجزاء، وتوازياً ستُعرض الحلقة الأولى منه على شاشة الـ«أم تي في»، فيما تُعرض ثلاثة أجزاء في كلّ يوم ثلثاء بعد نشرة الأخبار، ليكون عرض الحلقة الأخيرة في 14 أيلول المقبل يوم إستشهاد البشير. منذ ثلاث سنوات، والعملُ جارٍ على تنظيم الارشيف الخاص ببشير الجميّل والمتعلّق بالأفلام والصور والتصريحات والمواقف، وكذلك الأرشيف الخاص به والذي يتناول حقبة مهمّة من تاريخ لبنان المعاصر. وقد تسلّمت جامعة الروح القدس-الكسليك هذا الأرشيف عبر مؤسسة «فينيكس» التابعة للجامعة والتي تُعنى بتنظيم أرشيف عدد من الشخصيات اللبنانية وتاريخ حقبات التاريخ اللبناني. وعمل على هذا الوثائقي الإعلامي جورج غانم الذي أنتج قبل هذا العمل أعمالاً وثائقية عدة، تؤرّخ حياة شخصيات لبنانية مثل الرؤساء بشارة الخوري، كميل شمعون، فؤاد شهاب، الشيخ بيار الجميّل، والزعيم كمال جنبلاط. يتضمّن أرشيف بشير الجميّل مئات الساعات من الفيديو، وآلاف الصور بعضها يُنشر للمرة الأولى، وعدداً لا يُستهان به من المواقف صدَر بعضها في المجموعة الصوتية التي أنتجتها مؤسسة «بشير الجميّل» منذ سنوات، كما أصدرت المؤسسة مجموعة من ستّة مجلدات تحت عنوان «موسوعة بشير الجميّل»، نُشرت فيها مواقفه وتصريحاته وخُطبه منذ العام 1977 وحتى عام 1982.

ومن هذا المنطلق، قرّرت المؤسسة إطلاق وثائقي، يكشف الحقائق التي رافقت حقبة مهمة من تاريخ لبنان، وسيرة حياة بشير منذ ولادته مروراً بالأحداث التي شهدها لبنان بين عامي 1975 و1982. ويؤكّد الجميل في هذا السياق، أنّ «هذا العمل إستغرق جهداً كبيراً وثلاث سنوات من التحضير، ويُعتبر عملاً ضخماً جداً، وهناك أمورٌ غير معروفة عن بشير ستُعرض للمرّة الأولى»، موضحاً «أننا نريد أن نزرع الأمل في نفوس اللبنانيين رغم الظروف الصعبة التي نمرّ بها، ونُضيء على حقبة مهمّة من النضال اللبناني والمقاومة التي قادها بشير ورفاقه، خصوصاً أنّ الأجيال الجديدة لم تعش تلك المرحلة».

ويلفت الجميّل الى أنّ «ما يميّز هذا العمل عن الأعمال السابقة التي روت حياة بشير، أنّه وثائقيٌّ شامل ويتناول حياته منذ الولادة حتّى إستشهاده». بعدما فقد اللبنانيون الأمل بالحاضر، ويخافون من المستقبل، لم يبقَ امامهم سوى مراجعة دفاتر الماضي، لربما يحدثون الثورة والتغيير المرتجى، وإلّا سيبقون يعيشون في مزرعة نخرها الفساد والطائفية والتبعية للخارج... جمهورية فشلت في انتخاب رئيس لها.

 

هل يريد «حزب الله» الغطاءَ السنّي مجاناً؟

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 20 آب 2016

ثمّة مَن يذهب في تفسير كلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عن رئاسة الحكومة، الى اعتباره إشارة تحوّل في مسار القتال في سوريا بعد خمس سنوات من عدم تحقيق الأهداف التي دخل الحزب اليها من أجلها، ودفع ثمناً كبيراً. في الترجمة اللبنانية لهذا الكلام، إصرار على أن يكون الغطاء السنّي مؤمَّناً في أيّ تسوية كبرى، والمعني هنا بالتسوية، إتفاق لمصلحة «حزب الله»، على طريقة «رئاسة الجمهورية لنا ورئاسة المجلس النيابي لنا، ومستعدون لإعطائكم رئاسة الحكومة لكن على شرط أن تكون أيضاً غطاءً لنا». بعد التطورات في حلب، أعطى نصرالله الاشارة الاولى الى استعداده للقبول بالرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، لكن فقط بعد انتخاب العماد ميشال عون، على أن يأتي البحث لاحقاً بتركيبة الحكومة، والبيان الوزاري، وقانون الانتخاب. هذه الإشارة تدلّ ربما على مأزق يعيشه الحزب جراء التطورات الميدانية في سوريا، التي فرضت أمراً واقعاً لم يكن موجوداً قبل فك الحصار عن حلب، كما أنها تدلّ على المأزق الذي وقع فيه الحزب جراء الحرب المذهبية المستعرة. وهذا ما ترجمه على شكل دعوة لوقف القتال مع «داعش» و»النصرة»، وهو ما بدا أنه تراجع عن الأدبيات التي على اساسها خاض الحزب الحرب في سوريا. في المعادلة التي طرحها نصرالله ثمة مفارقات، منها ما يتعلق بالعلاقة السنّية ـ الشيعية على مستوى لبنان والمنطقة، ومنها ما يتعلق بمعادلة التوازن الداخلي. فهذه المعادلة تقوم على محاولة كسب رئيس موالٍ للحزب، وعلى مقاسمة الحريري صلاحياته كرئيس حكومة مقبل، وعلى تكبيله مسبقاً بالمعايير التي أعقبت تشكيل حكومة العام 2009، وهذه في حد ذاتها وصفة لتكرار نتائج ما حصل في العام 2010، لا بل إنها لن تُعد أكثر من محاولة لاستعمال الغطاء السنّي مجاناً لتشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس، وفي الوقت نفسه انتزاع قدرة رئيس الحكومة على أن يكون رئيس حكومة فعلياً، هذا في وقت يستعمل الرئيس المنتخب كورقة دائمة للتعطيل ممسوكة بشكل كامل من الحزب. امام هذا المشهد، هل ثمّة مَن يتساءل في الوسط المسيحي، عن تمهل الحزب في الذهاب الى انتخاب العماد عون على رغم توفر النصاب لجلسة الانتخاب (لو أراد الحزب ذلك)؟ وهل مَن يتساءل عن مغزى ربط انتخاب عون بالموافقة السنّية، وهو يعني أنّ «حزب الله» لا ينظر الى حليفه المسيحي، إلّا وكأنه مجرد طامح رئاسي، لا تكتمل فيه صفة الحق بإقرار الاتفاقات الكبرى، التي لا توقع إلّا مع مَن يمثلون الطائفة السنّية؟ واستطراداً هل ثمّة في الوسط المسيحي مَن لاحظ أنّ توافق أكبر قوّتين مسيحيتين لم يعنِ لـ»حزب الله» الكثير، لا بل إنّ الحزب تجاوز هذا التوافق وتعامل معه كأنه حدث عابر، مشترِطاً موافقة «تيار المستقبل» على ترشيح عون لكي يسير به، بما أوحى وكأنّ حضور اكبر تيارين مسيحيين لا يقدّم ولا يؤخّر في المعادلة الداخلية. أمام هذا الواقع، بات الحريري في موقع مَن استعاد بعضاً من اوراق القوة القادرة على تجنّب تكرار ما حصل في العام 2009، وتجنّب التعرض لنتائجه، فهل سيستعمل الحريري هذه الاوراق، أم سيذهب في تسوية غير متكافئة، لا تتناسب مع واقع الحزب المأزوم في سوريا، الذي يسعى لاستثمار أزمته في لبنان، مستغلاً تشتّت خصومه. يريد «حزب الله» من الرئيس الحريري أن يكون رئيس حكومة فارغ الصلاحيات والقدرة، يريد الشرعية السنّية لانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة التي ستجدّد إعطاء الغطاء للسلاح الذي يقاتل في سوريا، فهل يتكرّر سيناريو 2009؟

العارفون يؤكدون أنّ الحريري تجاوز هذا المأزق، وأنّ الامور بالتالي عادت الى المربع الأول.

 

كيف الخلاص من الدواعش

محمد علي مقلد /المدن/الجمعة 19/08/2016

آخر ما كتبه ياسين الحاج صالح مقالة ممتعة عن "الدواعش الذاتية"(الحياة 19-8-2016)، وآخر ما كتبه  الباحث المتنور في الشأن الديني محمد شحرور مطالباً "برفع الغطاء عن الاسلام الموروث"(19-8-2016http://againsterhab.com/)، وآخر مقالات الفضل شلق عن الدواعش منشور في التاريخ ذاته في جريدة السفير. سبق أن نشرت كتاباً عن "الأصوليات" في تسعينات القرن الماضي، وسال حبر كثير منذ جمال الدين الأفغاني والكواكبي حتى نصر حامد أبو زيد وصادق جلال العظم وسواهما. كأن كل هذا الكلام كان يدور "في مطحنة" أو "بين طرشان"، حتى بدا الاصلاح الديني، بعد قرنين من الزمن، أمراً ميؤوساً منه، أو كأن داعش قدر مولود من "طبائع" الأمة المتخلفة. بيد أن الأمر ليس على هذه الصورة. كل المحاولات البحثية والنقدية مفيدة من غير شك، لكن لم يحن أوان القطاف بعد. أو ربما كان شيء يشبه التفاعل الكيماوي الذي لا بد حاصل، لكنه لا يحصل من غير عامل مساعد(كاتاليزور)، أو ربما صح حلم محمد الماغوط في الصعود إلى السماء على "سلم من الغبار ليعرف أين تذهب آهاتنا وصلواتنا"، وليكتشف أنه "لابد من ان تكون كل الآهات والصلوات وكل التنهيدات والاستغاثات المنطلقه من ملايين الافواه والصدور وعبرآلاف السنين والقرون متجمعة فى مكان ما من السماء... " وما علينا إلا انتظار المطر.

داعش ليست ظاهرة استثنائية ولا هي مرض عضال. إن هي إلا مولود طبيعي من صراع بين قديم وجديد، بين حضارة ناشئة وأخرى على طريق الزوال. داعش "العراق والشام"، مثل سائر الدواعش خارج العراق والشام، ليست سوى كنيسة القرون الوسطى في مواجهة لوثر والبروتستانتية، وفي مواجهة العلوم الوضعية وغاليليه وكوبرنيكوس، وفي مواجهة الدولة الحديثة دولة القانون والمؤسسات. وهي ليست سوى الجانب المستبد داخل كل نظام أو حزب في السلطة أو في المعارضة، موجودة في كل الدول وفي كل الأديان والمذاهب والقوميات، ولهذا تبدو ظاهرة في غاية التعقيد، قد يناصرها أحياناً من يفترض أن يكون خصماً لها وقد يناصبها العداء من هو على شاكلتها.

إن صحت هذه المقارنة، وهي في يقيني صحيحة، فإن غيوم لوثر وحركة الاصلاح الديني واكتشافات العلوم الطبيعية والكيمياء والفيزياء والرياضيات التي استمرت تتلبّد في سماء أوروبا التنوير، حوالي ثلاثة قرون،(من عام 1492 حتى عام 1789) لم تمطر إلا بعامل لعب دوراً حاسماً، وليس كمساعد فحسب، وهو الثورة الفرنسية التي، باسمها وباسم الحضارة الجديدة التي مثّلتها، أقدم نابليون بونابرت على اعتقال البابا ليفاوضه ويعقد معه اتفاقاً، توصّلا بموجبه إلى وضع حد فاصل بين صلاحيات الكنيسة وصلاحيات الدولة. للأولى حق الاشراف على التربية الروحية للبشر، بحماية الثانية، على أن يكون تنظيم شؤون المجتمع السياسية والإدارية والمالية وكل ما يتعلق بالحياة المشتركة بين الأفراد حقاً حصرياً بيد الدولة. فضل لوثر والعلم الوضعي كبير على عملية التحول، لإنهما سارا في اتجاه خط التطور المادي وقدما له دعماً ثقافياً ولاهوتياً وساهما بفعالية بانتصار منهج السببية والعقل العلمي على علوم الغيب، غير أن الانتصارات الموضعية والجزئية ما كان لها أن تتحقق لولا مظلة السياسة وحماية السلطة السياسية. أمراء الشمال الأوروبي واكبوا حركة التحديث الفكري واحتضنوها، ما مكن البروتستانتية من الانتشار في ألمانيا والبلدان السكندينافية والبلدان المنخفضة، بينما منيت بالهزائم في الجنوب حيث تحكم الكنيسة بقبضة استبداد فكري وسياسي من حديد، إلى أن جاء نابليون وتعممت تجربة الثورة الفرنسية على معظم أنحاء أوروبا، فتوحدت ألمانيا وكذلك إيطاليا، ووضعت حدود للدول المستحدثة، ودخلت أوروبا في عصر حضارتها الجديدة بعجرها وبجرها، أي بالحداثة والتطور والوفرة والصناعة وعهد الجمهوريات من جهة، ومن جهة أخرى بالتوسع والتنافس والصراعات القومية التي لم تتوقف إلا بالحربين العالميتين. لوثر والعلم والبرجوازية انتصروا وبنوا الحضارة الرأسمالية على دعائم متينة من بينها "إخراج الكنيسة من بطن السياسة" وإعادة الدين إلى بيوت الدين.

توفرت الشروط ذاتها في تونس البورقيبية أو في عهد الاصلاحات الأخيرة في المغرب، حيث انسحب الدين من الحياة العامة ليعود إلى المساجد، وتحدد دور رجال الدين كموظفين لدى الدولة. لم يكن ذلك حلّاً أمثل بل مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أنه لم يحصل ما يشبهه في أنظمة الاستبداد، لا في علمانيات قومية ويسارية مزعومة، كمصر الناصرية وفيها الأزهر أو عراق النجف التي رزحت هي وسوريا تحت استبداد بعثي، ولا في سواها، حيث تحاصص رجال الدين والسياسيون السلطة وتواطؤوا ضد صلاحيات الدولة، وتوزعوها في ما بينهم على حساب القانون والديمقراطية، مستخدمين في سبيل ذلك كل أساليب التضليل المتاحة، وكل ما وفرته لهم الحضارة الرأسمالية من ذرائع ومبررات للوقوف في وجه أي مظهر من مظاهر التقدم والتطور على الصعيد السياسي، مانعين، في هذه الحالة، كل حركة أصلاح ديني من بلوغ نهاياتها الحميدة.

كأني بكل واحد من رجال الدين المنتظمين في وزارات الأوقاف ودور الافتاء والمجالس الملّيّة، أو غير المنتظمين من الدعاة والأمراء والمرشدين الروحيين وخطباء المساجد والمؤذنين وغاسلي الموتى ومشاهدي هلال الإفطار والأضحى الثقاة، كأني بهم يرددون قول الشاعر: "أنا نبي لا ينقصني إلا اللحية والعكاز والصحراء"، فيحرثون عقول الدهماء بفتاوى وتأويلات تسقط كالحفر والتنزيل في الوعي العامي الذي يصغي إليهم أكثر مما يصغي لكتاباتنا أو لمقالات ياسين الحاج صالح ومحمد شحرور والفضل شلق. داعش آفة ينبغي الخلاص منها، لكن ليس بالقضاء عليها، بلغة السحل والإبادة، ولا بالاكتفاء بتجفيف مصادرها التمويلية فحسب، ولا يمكن أن تكون بدائلها من طينتها الاستبدادية. على أهمية هذه البحوث التي لا بد من متابعة الخوض في غمارها. لن يصلح حال هذه الأمة إلا بتسوية يرضى بها رجال الدين أو يرغمون عليها، فيتخلوا عن أدوار صادروها هي من صلاحيات الدولة وحدها، فلا يكون لهم قضاء مستقل ولا جبايات مالية مستقلة ولا مكبرات صوت. تسوية لن يصنعها إلا سياسيون من طراز جديد، سياسيون يؤمنون بالديمقراطية حقاً ويواجهون الاستبداد، ولا يعترفون بغير التنوع والتعدد والاعتراف بالآخر طريقاً وحيداً لبناء مستقبل الأوطان.

 

شكري فكّ «الحصار» الديبلوماسي العربي عن لبنان

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 20 آب 2016

باستثناء زيارةٍ شِبه سرّية لوزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري لبيروت، لم يزُرها أحدٌ مِن نظرائه العرب منذ زمن سوى وزير خارجية مصر سامح شكري. وهو ما سجّل في الخانة الإيجابية لفكّ الحصار الديبلوماسي العربي عن لبنان. ولذلك ثمّة مَن يدعو إلى التريّث، فلربّما كان زائراً باسمه وباسم حلفائه الخليجيين، وفي هذه الحال النتائج المقدَّرة لن «تُدفَع كاش»؟! يصرّ ديبلوماسي عربي معتدل على التروّي في قراءة النتائج المترتبة على زيارة شكري لبيروت. ولذلك فهو يرفض التشكيك بها وبما يمكن أن تؤول إليه، ويعتبرها وكأنّها لم تكن. لأنّ ذلك يساوي في رأيه التسرّع في الحديث عن إنجازات لم يَرصدها أحد، بما فيها الديبلوماسية المصرية التي تدرك حجم العقبات والعوائق التي حالت دون طرح أيّ مبادرة مصرية في مثلِ الظروف القائمة في لبنان والمنطقة. ويقول الديبلوماسي العتيق إنّ الخارجية المصرية تدرك أكثر مِن نظيراتها العربية حجمَ القدرات المتوافرة في هذا «الزمن العربي الرديء». فقد تفكّكت أنظمة وعروش وخسرَت بعض الدول مناعتَها الداخلية وتمزّقت واضمحلّت حدودها. حتى إنّ أراضي البعض منها باتت مشاعات لجيوش وميليشيات العالم وخبرائها ومستشاريها العسكريين، في مواجهات داخلية جنّدت لها حملات التسلّح التي لو توافرَت إبّان المواجهات العربية - الإسرائيلية لتغيّرَت المعادلات في المنطقة ولم تتحوّل بعض دولها أوراقاً معروضة للتفاوض على طاولات الآخرين. إنّ تعدُّد الحروب البينية التي لفّت العالم العربي عبرت عدداً مِن دوله منذ ثماني سنوات وترَكت تداعيات خطيرة ليس من السهل تجاوزُها على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

عدا تلك التي انكفأت بقدراتها الهائلة إلى الداخل لحماية أنظمتِها، فيما تورّطت أخرى في حروب خارج أراضيها على رغم معرفتها المسبَقة ببداياتها ويقينها بأنّ نهاياتها في علم الغيب. وذلك بمجرّد الفشل في فرض التسويات السياسية واللجوء إلى عسكرة مجتمعاتها وتوريط جيوشها النظامية في حروب داخلية فتفكّكت وتحوّلت ميليشيات تبحث عن حصص قوميّاتها وقبائلها وعشائرها وطوائفها. ومِن دون التوغّل في توصيف ما آلت إليه الحال في الدول العربية والتي كانت موضوع جدلٍ في لقاء شهدَته إحدى المؤسسات الاستشارية في حضور ديبلوماسي عربي وخليجي موسّع، فقد تناولت المناقشات في جانب منها زيارةَ وزير الخارجية المصري، فتوقّفت أمام سلسلة من الملاحظات الدقيقة والتي يمكن الإشارة إليها كالآتي:

- لقد بلغَ سوء العلاقة بين القاهرة وعدد من العواصم المعنية بالملفّ اللبناني والأزمة السورية حجماً لم يشهده من قبل. وتراجعت العلاقات الديبلوماسية في ما بينها إلى الحدود الدنيا وساد توتّر ملحوظ مع بعضها عبّرت عنه حملات إعلامية وديبلوماسية متبادلة، ما قطع الطريق أمام أيّ تسهيلات يمكن ان تحصل عليها أيُّ مبادرة مصرية.

- تردّي العلاقات المصرية مع أطراف لبنانية ومنها ما استجدّ في الأيام القليلة الماضية، كما هي الحال مع النائب وليد جنبلاط، وانقطاع الاتّصالات مع حزب الله في ضوء الملاحقات القضائية لمجموعات الحزب ومعاقبة داعميه وزوّاره، بعد وضعِه على لائحة الإرهاب العربية والدولية، فوُضِعَ المشاركون المصريون في مؤتمراته بين خيارَي الإبعاد طوعاً أو السجن في الداخل واتّهِموا بالخيانة والمسّ بالأمن القومي.

- لا يمكن تجاوُز زلّة اللسان التي وقعَ فيها سفير مصر في بيروت عندما قال من على منصّة وزارة الخارجية إنّ هذه الزيارة تهدف إلى فكّ رموز الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الشغور، وهو ما ترَك انطباعاً مسبَقاً عن الزيارة لا تدّعيه إدارته المركزية.

وفي مقابل هذه الملاحظات وغيرها، يلقي الديبلوماسي العربي مسؤولية كبيرة على بعض اللبنانيين. ويبدأ ممّا أدّت إليه سياسة التوسّع التي قادها «حزب الله» في أكثر من دولة عربية. فبَعد مصر وغزة تدخّلَ الحزب بأذرعِه العسكرية وخبرائه في اليمن والبحرين واكتشِفت له أدوار خطيرة في السعودية والعراق والكويت قبل تدخّلِه الكبير في سوريا في مواجهةٍ باتت بين الشيعة والسنّة لئلّا يقال بين الفرس والعرب.

ولا يعفي الديبلوماسي العربي وزيرَ الخارجية جبران باسيل من المسؤولية في نقلِه مظاهرَ التحالفات الداخلية لتيّاره إلى ساحة الجامعة العربية ومؤتمراتها، فعزّز بسلسلة من أخطائه الحصارَ العربي والخليجي الإقتصادي والديبلوماسي على لبنان وأفقدَه الدعمَ العسكري السعودي والإماراتي بعد المقاطعة الماليّة والسياحية شِبه الشاملة، وصولاً إلى إبعاد لبنانيين من دول الخليج.

ولذلك وصف اللقاء بين باسيل وشكري بـ«الفاتر» وعزّز من برودته ما سمّاه الديبلوماسي استغلالاً من جانب باسيل لمنبر تقاسَمه مع نظيره المصري للحديث عن كلّ ما يزعج مصر في الشكل والمضمون. فكان ردٌّ مختصَر لشكري اكتفى فيه بالعموميات وبالحديث عن زياراته لعددٍ مِن القادة اللبنانيين.

وبناءً على كلّ هذه المعطيات، يصرّ الديبلوماسي في حديثه على وجود نافذة ولو صغيرة على الأمل بما يمكن أن تفعله «أمّ الدنيا» مباشرةً أو بالواسطة.

وفي أسوأ الحالات لا يمكن الاستهانة بأنّه كانت لمصر الجرأة في فكّ الحصار الديبلوماسي العربي عن لبنان، ما يمهّد لمبادرات محتملة ولو ببطء الديبلوماسية السلحفاتية العربية، فمصر لم «تدفع يوماً كاش». ومَن يدري، لربّما فتحت الطريق أمام الديبلوماسية الخليجية وهو ما يقود إلى انتظار ما يمكن أن تأتي به الزيارة في وقتٍ لاحق. فلننتظر؟!

 

بلدية القماطية أسقطها حزب الله بالضربة القاضية المسلّحة!

سهى جفّال/جنوبية/19 آب/16

لم تهدأ حرب ما بعد الإستحقاق البلدي في القماطية محافظة جبل لبنان إلا بعد إستقالة رئيس البلدية بعد جملة تهديدات واعتداءات تعرّض لها وصلت إلى حدّ إلقاء قنبلة يدوية على منزله. وهكذا فانه سوف يحلّ المجلس البلدي لتسقط بذلك صناديق الإقتراع وإرادة الأهالي والديموقراطية دفعة واحدة، بالضربة القاضية المسلّحة. لا تزال تداعيات النزاع البلدي في بلدة القماطية بين الحليفين اللدودين أمل وحزب الله تتفاعل، وكان آخرها مع إستقالة رئيس البلدية سعيد عباس ناصر الدين من رئاسة البلدية رسميا، وقد قبلت الاستقالة من محافظ جبل لبنان المهندس فؤاد فليفل وكذلك من القائمقام عاليه بدر زيدان، مع إحتمال استقالة اعضاء البلدية كافة واجراء انتخابات جديدة. وكانت جرت الانتخابات البلدية على شكل تحالف عائلي من آل ناصرالدين مدعوم من “الحزب التقدمي الاشتراكي” وأمل، بمواجهة تحالف عائلي آخر من آل حمادة مدعوم من حزب الله. وقد شكلت نتيجة هذه المعركة أقسى الضربات لحزب الله في الاستحقاق البلدي حيث هُزم في بلدة يبلغ عدد ناخبيها 2300 ناخب أغلبيتهم الساحقة من الطائفة الشيعية. لكن حزب الله لم يرضَ بالخسارة فقامت الدنيا ولم تقعد في “القماطية”، ومن يوم اعلان النتائج قبل ثلاثة شهور الى الآن تعيش البلدة في حالة من التوتر الدائم، فجرى عدد من حوادث إطلاق نار وحمل للسواطير، وإلقاء قنابل وحرق سيارات، تدخّل الجيش اللبناني للتهدئة فيها مرات عدة، وقد وصل قبل عشرة أيام إلى حد إلقاء قنبلة على منزل رئيس البلدية سعيد ناصر الدين في منتصف الليل دون وقوع اصابات، إلى ان جاء القرار السياسي من قبل قيادتي الحركة والحزب بتغليب الاتفاق السياسي على خيار العائلات، وقضى بإستقالة “الريّس” وحلّ المجلس كرمى لعيون حزب الله. مصدر من داخل البلدة فضل عدم ذكر إسمه أكّد على أن “القرار أتخذ والخطوة المقبلة ستكون تقدّم أعضاء المجلس بالإستقالة على أن يتم انتخاب مجلس توافقي بين الأحزاب والعائلات”. وأشار المصدر أن الإستقالة ستكون شكلية بحيث سيظل مرشحو أمل على حالهم على أن يكون للحزب مقعدين بعد أن كان خارج المجلس”. والمجموع إذا ثلاثة مقاعد لأمل وإثنان للحزب أما السبعة مقاعد الأخرى فستتوزع على العائلات. ولفت المصدر أن “البلدة في حالة هدوء حذر فإلى الآن، لكن لا شيئ ثابت سيما أنه إلى الآن لم يتم ترشيح أي إسم لرئاسة المجلس البلدي”. مؤكدا أن النزاع صُوِّر على انه عائلي بين آل حمادة وآل نصرالدين إلا أنه نزاع حزبي بإمتياز”. وبحسب المصدر “صيغ إتفاق بين أمل وحزب الله أفضى إلى ترجيح كفة التحالف خصوصا أن الرئيس برّي – على حد قوله – لم يكن راضٍ على خرق التحالف في القماطية الذي يعترف بان البلدية فيها يجب ان يرأسها شخص يعينه حزب الله، فحلّ المجلس كبلدات أخرى أعيد فيها انتخاب مجلس ائتلافي جديد قدم فيها الحزب تنازلات لأمل والعكس صحيح”. لكن وإن نفدت “القماطية” هذه المرة من فتيل الفتنة الذي كان على وشك ضرب السلم الأهلي فيها، وإن توصّل العنيون لترشيح إسم جديد لرئاسة البلدية، لكن الأكيد أن صوت العائلات خسر أمام حرب المحاصصة الحزبية فسقط خيار العائلات وسقطت الديموقراطية من أجل حصول حزب الله بالقوة على القرار البلدي للقماطية.!!”

 

نصر الله لم يعد «ترند»: حتى جمهورك لم يعد يصفق يا سيد!

نسرين مرعب/جنوبية/19 آب/16

تعكس مواقع التواصل الاجتماعي جوانباً من شعبية السياسي، لا سيما صاحب الشخصية الجدلية، فتلتمس درجة التفاعل معه من الانعكاس الالكتروني لإطلالاته ولمواقفه ولكل ما يتمحور حوله من وقائع لحظوية. تمكنت الجبهة المجازية والسلطة الخامسة والناشطون المقربون من جواد حسن نصر الله، خلق ما يسمى بالمقاومة الالكترونية، وكان من أهم مهامها الترويج لحزب الله ولقراراته ومهاجمة كل من تخوّل إليه نفسه المساس ب”قداسته” و”ألوهيته”، ومواكبة خطابات السيد بهاشتاغات متتالية تحصد الالاف وتتحول لترند تويتري. مؤخراً، لم تعد هذه الجبهات حاضرة، ولم يعد الهاشتاغ ذات وقع أو تأثير، وأصبحت التغريدات روتينية مملة وكأن من يدونها إنّما يفعل ذلك التزاماً لا اقتناعاً، لم تعد هذه الحملات تستقطب الناشطين، واقتصر التويت والريتويت على هويات محددة غالباَ ما تكون من الجبهات. هذه الحالة من الملل والخيبة، بدأت منذ تحوّل خطاب السيد نصر الله لحالة مكررة ومستنسخة فأصبحت المضامين واحدة (شتم المملكة – تمجيد إيران – عون أو لا أحد)، ولم يعد هنالك من عنصر مفاجأة للجمهور المعني. خطابٌ واحد كسر هذه الرتابة وأعاد التعبئة، ألا وهو خطاب النصر في حلب وأنّ الاستراتيجية من يحددها هو حزب الله.

هذه الكلمات أعادت العصب لجمهور الكتروني أصيب بحالة من التكرار، فعاد إلى جزء من حماسته ليصطدم بحقيقة كسرت الانفعالات بكسر حصار حلب، وعوّلوا على خطاب جديد يقول لهم ما يشتهوه وهو أنّ النصر للمقاومة، وأنّ التكفيريين يتداولون الأكاذيب وأنّ حلب في مرمى الحزب.

غير أنّ هذا الخطاب كان الأكثر خيبة وهزيمة، بل والأكثر هزلية، فسقطت حلب من الأوراق، وسقطت المعارك، ولم يتلفظ السيد بها في تجاهل يُدينه أمام الجمهور الذي احتجب عن التهليل إلاّ خجلاً، ليتفاجئ بأنّ سيد المقاومة ومن كان يتهم داعش والنصرة بأنّهما صناعة سعودية واسرائيلية، قد انقلب على نفسه في تناقض مريب، ليمد لهما يد السلام والحوار… بعد هذا الخطاب دخلت الجبهات في غيبوبة حتى المصفقين المستقلين لم يجدوا ما يعلقوا به، وقال أحدهم في محاولة للملمة أذيال الخيبة “السيد اصلا منتصر بحلب لشو يحكي عن انتصار حققه”.

هذا الواقع الالكتروني لا ينفصل عن واقع شعبي وعن حاضنة بأكملها، وجدت أنّ أولادها قد ذهبوا ضحية في حرب “لم يعد السيد يذكرها”، وأنّ السيد نفسه يريد أن يحاور من كان يقاتلهم ومن أسقطوا الالاف بين قتلى وجرحى، بل لماذا لم يدعهم للحوار منذ البداية وقبل التورط في الحرب السورية؟

هذا القفز فوق الدماء، والتجاهل لهزيمة أوجعت مجتمع حزب الله، وضعت السيد على المحك وها هو اليوم يطلّ علينا بمقابلة لا بخطاب، بعيداً عن حلب وعن القتلى وعن السياسة، سوف يتحدث عن نفسه وعن مقاومته وإنجازاته، سوف يقف على صفحات تاريخية لن تعيد سوريا ولن تعيد القتلى ولن تعيد الثقة.

جمهور الحزب استبق السيد بهاشتاغ “#‏اطرح_سوال_للسيد”، عدد المغردين من الممانعة عدد أصابع اليد وأكثر بقليل، غردوا بخجل، عدد المنتقدين الذين اخترقوا هذا الهاشتاغ “حدث ولا حرج”، سألوا السيد عن الدماء، عن حلب، عن عمران، عن جدوى القتال..

جمهور السيد لم يرد لم يحاججهم، انسحب صامتاً، فقتل الجواب السؤال…. ويبقى السيد هو الخاسر في حرب ليست “لو كنت أعلم” وإنّما “لأجل الخامنئي والأسد”.

 

انتفاضة سامي الجميّل ضدّ المافيات… مطلبية أم سياسية؟

فايزة دياب/جنوبية/19 آب/16

عادت أزمة النفايات الى الواجهة من جديد بعدما صعّد حزب الكتائب حملته بوجه خطة وزير الزراعة أكرم شهيب، والمطالبة بوقف العمل في مكب برج حمود الذي لا يراعي الشروط الصحية والبيئية المطلوبة، وتسرب الغازات السامة والدخان التي ستبقى تصدر عنه حتى لو بعد 20 عاما بحسب تصريح النائب سامي الجميل. بعد أشهر من البدء بالعمل في مكب برج حمود بالتزامن مع تنفيذ خطة النفايات التي توصّل إليها مجلس الوزراء بعد أشهر من غرق الشوارع بالنفايات، وفضح مناقصات الفساد والتحركات في الشارع التي أدّت إلى مواجهات بين نشطاء المجتمع المدني والقوى الأمنية، قرّر طلاب حزب الكتائب تعطيل الاعمال الجارية بالمكب المذكور من خلال الاعتصام المستمر عند مدخل المطمر. وفي هذا السياق تساءل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في مؤتمره الصحفي أمس: «هل المطلوب ان يبقى ملف النفايات بيد الطبقة المافياوية والمستفيدة؟» وأكد الجميل «ان البدائل عن مكبّ برج حمود سهلة وهي موجودة في خطة شهيب وتتعلق بـ”لا مركزية” النفايات». كلام الجميل دفع الوزير أكرم شهيب عرّاب حلّ أزمة النفايات للردّ بحزم فقال «بعدما تناول النائب سامي الجميل بالشخصي وزير الزراعة ورئيس اللجنة الفنية المكلفة متابعة ملف النفايات أكرم شهيب، وذهابه بعيدا في هجومه غير العلني وغير الفني وغير المنطقي على خطة النفايات، نقول “نحترم هذا البيت الكريم والعريق، لكن يقال مثل عنا في الجبل “الله يثبت العقل والدين”». ولفت شهيب «إن وزراء الكتائب كانوا في الجلسة التي أقرت فيها الخطة».

وعن عدم اعتراض الكتائب على خطة شهيب أثناء تواجدهم في الوزارة، أكّد الوزير السابق الكتائبي سليم الصايغ لـ«جنوبية» أنّ «حزب الكتائب اعترض على البند الثاني من خطة النفايات الذي يتعلق بمكب برج حمود في مجلس الوزراء، وقبلنا كي لا تبقى النفايات في الشارع. وانتظرنا عند الوصول الى الشق التنفيذي لكي نسجل رفضنا، وقبل استقالتنا من الحكومة انسحبنا من مجلس الوزراء ومن ثمّ قدمنا استقالتنا، ولم نتلق أي اتصال من أي مسؤول يقول أننا سنحلّ أزمة مكبّ الموت!».

وأكّد الصايغ أنّ حزب الكتائب مستمر في معركته بوجه استمرار العمل بمكبّ برج حمود «فلن نسمح بتعريض حياة أهلنا للخطر، واتخاذ صحة الناس رهينة لخططهم المميتة والخطيرة، وتوريط المنطقة بكارثة بيئية وصحية ستؤذي المواطنين وستخلق حالات سرطان حتى 50 عام» ولفت الصايغ أنّ «الحكومة تخالف القانون، ففي العقد الذي عرض على مجلس الوزراء ذكر أنّه سيتم فرز ومعالجة النفايات، بينما التنفيذ يتم بدون فرز أو معالجة». وطالب الصايغ الحكومة «بتطبيق اللامركزية في ملف النفايات وتحرير البلديات، فالخطة البديلة لبرج حمود تتطلب لتنفيذها بين الثلاثة شهور والستة شهور كحد أقصى».

وردًا على هجوم شييب على الجميل أمس قال الصايغ «كلام الجميل أمس لم يكن موجها ضدّ شهيب ولو حضر الأخير المؤتمر لما خرج بهكذا تصريح غير موزون وعصبي وغير مبرر ومردود لأصحابه، فلو تحركنا من أجل مصالح انتخابية لما كان التحرّك في منطقة نفوذ الطاشناق!».

وفي السياق نفسه صرّح اليوم وزير الكتائب المستقيل آلان حكيم من مكب برج حمود أنّ «حزب الكتائب اعترض على ملف النفايات منذ البداية ووافق فقط على خطة شهيب التي اعلنها في 9 أيلول الماضي».

عودة الاعتراضات على مكب برج حمود أثيرت في مجلس الوزراء أمس، وقدم شهيب ملخصاً لوقائع الأمور، مؤكداً أن هذه الخطة أقرّت بموافقة الكتائب. وقد أعلن رئيس الحكومة تمام سلام أن خطة النفايات هي أفضل الحلول، وما من خيارات أخرى، في حين تركزت مداخلات الوزراء على عدم وجود أمكانية للعودة إلى الوراء، وأن ما من حل يمكن أن يكون صافياً، وأن النفايات تبقى نفايات، وأي إغراق للشوارع بها ليس مقبولاً أبداً بحسب ما ذكرت صحيفة «اللواء». إذَا عادت السجالات وتراشق التهم حول خطة النفايات التي اقرّت بعد طول صراعات ونقاشات، فبين اصرار الكتائب على مواجهة مطمر برج حمود وتأكيد الوزراء على عدم العودة الى الوراء، يبقى السؤال الأهم حول طبيعة السجال الكتائبي الاشتراكي الذي يهدّد بتحويل ملف النفايات من ملف مطلبي الى ملف سياسي بامتياز.

 

عرض نصرالله: حلب اللبنانية

حسام عيتاني/الحياة/19 آب/16

على عكس النقد الذي وُجّه إلى الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله لتجاهله معركة حلب التي وقعت قبل أيام من إلقاء كلمته الأسبوع الماضي حيث حققت المعارضة السورية تقدماً، يجوز القول إن الكلمة كانت التلخيص السياسي لنتائج المعركة كما فهمها الحزب وكما يسعى إلى استثمارها.

ذلك أن العرض الذي قدمه نصرالله بضمان عودة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة إذا انتخبت كتلة «المستقبل» النيابية مرشح الحزب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، يرمي إلى تكريس ما بدأ يظهر من نتائج للحرب السورية على الواقع السياسي اللبناني.

معلوم أن واحداً من العوائق أمام وصول عون إلى المنصب الذي يطمح إليه منذ أكثر من ربع قرن هو الامتناع شبه الكامل لكل نواب «المستقبل» عن مجرد البحث في إمكان انتخابه، ما يحرم عون الأكثرية الساحقة من أصوات السنّة اللبنانيين ويطعن بميثاقية توليه المنصب. والميثاقية تعني هنا توافق التيارات الرئيسة في الطوائف الكبرى – على غرار «المستقبل» في الطائفة السنّية- على الخيارات المحددة لمصير البلاد. وعلى الرغم من حصول عون على تأييد مسيحي كبير بعد تأييد «القوات اللبنانية» لوصوله إلى قصر بعبدا، إلا أن ذلك لا يكفي وفق المعايير اللبنانية ليعتبر الأمر مقضياً.

يريد «حزب الله» إذاً إنهاء الاستعصاء الدستوري والميثاقي القائم منذ عامين ونيف بتظهير تصوره لمستقبل الوضع في سورية وتعميمه على لبنان. الحزب يرى أن المعارضة السورية لبشار الأسد انتهت ولم يبقَ من الفصائل غير تلك المصنفة «إرهابية» وغير المقبولة دولياً. الحل السوري بحسب هذه الرؤية سيكون تسوية بين أصدقاء يكتشفون أهمية التنسيق بين بعضهم. الأصدقاء الجدد هم روسيا وتركيا وإيران، الذين تجمعهم مصالح أمنية واقتصادية ضخمة في منطقة يبتعد عنها العامل الأميركي المنافس. مصير بشار الأسد تفصيل يمكن التوصل إلى تسوية في شأنه عند تبلور الاتفاقات الكبيرة بين هذه القوى.

من جهة ثانية، يعلن استقرار خطوط التماس الجديدة في حلب أن ثمة توازناً لا يجب على أي من الأطراف خرقه. وإذا كان تطويق حلب الشرقية ممنوعاً، فإن إسقاط الجزء الغربي من المدينة في أيدي قوات المعارضة ممنوع أكثر على ما دل فشل محاولتي التقدم صوب معمل الإسمنت وجمعية الزهراء.

على هذه الخلفية جاء عرض نصرالله. فالوضع اللبناني هو نسخة محلية عن ذاك القائم في حلب. لا يستطيع أي من الطرفين المتصارعين حسم الموقف لمصلحته لا بالقوة المسلحة ولا بالاجتياح السياسي. لا بد من أخذ الحيثية التي يمثلها الحريري في الاعتبار ضمن رؤية النصر الاستراتيجي الذي يتحقق في سورية لمصلحة محور «الممانعة»: المعارضة السورية المطالبة بتداول السلطة والحكم الديموقراطي تعرضت إلى تدمير ممنهج وبات الباقون على قيد الحياة من شخصياتها خارج الأرض السورية، والفصائل المسلحة جرى تطويعها ضمن آليات العسكرة المحكومة بالتمويل والتسليح والاتكال على المعابر الآمنة التي تسيطر عليها أطراف خارجية. في لبنان، لا يشكل سعد الحريري إذا جيء به رئيساً للحكومة بعد الرضّات القاسية التي تعرض لها مالياً وسياسياً، خطراً على إمساك «حزب الله» للمفاصل الحاكمة في لبنان على المستويات الأمنية والسياسية والمالية، كما أن هيمنته على جمهوره وتحكمه بمستقبل لبنان ككل سيتعززان. يريد نصرالله أن ينتخب الحريري مهيض الجناح ميشال عون المكبل بتحالفه مع «حزب الله». هذه باختصار صورة لبنان في ظل التسوية السورية المقبلة ما دامت القوى المقابلة في غفلتها.

 

استغلال الموت من إيران إلى لبنان

عمر حرقوص/المستقبل/20 آب/16

تطورات الحرب السورية وعنفها وكذلك تقدم المعارضة في عدد من مناطق حلب، دفعت طهران ومعها حلفاؤها وخصوصا «حزب الله« إلى محاولة تجميل الواقع، وادعاء محاربة تنظيم «داعش« لجلب الدعم الغربي وتجنيد شبان للموت في معمعة الحرب. تقرير فريد من نوعه نشرته محطة «سكاي نيوز« البريطانية من طهران عن ازدياد مقابر قتلى الحرس الثوري الذين سقطوا في سوريا.. التقرير الذي يحاول إبراز دور طهران في محاربة تنظيم «داعش«، أخفى حقائق لها علاقة بدور إيران في حماية المتطرفين وحمايتهم في أماكن سرية من أعضاء «القاعدة« وعائلاتهم وصولا إلى غيرهم من المتطرفين حول العالم. كما أظهر التقرير حملات التحريض الرسمية لإشراك الشبان في الحرب على المعارضة والمدنيين في حلب وإدلب وريف دمشق. فيما يشبه حملات «حزب الله« للوصول إلى عدد أكبر من الشبان حتى لو بأعمار صغيرة للقتال في سوريا. التقرير الصحافي الذي سمحت سلطات طهران بتصويره، ينطلق من الحديث عن قتلى الحرس الثوري في سوريا محاولا أن يعكس للغرب دعم الإيرانيين لحكومتهم لمحاربة تنظيم «داعش« في سوريا والعراق. ولكن التشابه كبير بين المناطق التي يسيطر عليها «حزب الله« في لبنان وإيران، حيث ترتفع الصور فوق المقابر الإيرانية لتظهر أن أعداد قتلى الحرس الثوري تخطوا المئات.

كما يتضح أن دعم نظام الاسد في سوريا باهظ الثمن بشريا واقتصاديا، ومكلفا للإيرانيين وحلفائهم من لبنانيين وعراقيين وحتى أفغانيين، حيث يحاول المتحدثون في التقرير استدرار عطف الغربيين بضرورة دعم طهران في حربها ضد «داعش«.

فالحرب تحتاج إلى المال، والغرب بعد الاتفاق النووي أصبح أكثر جهوزية للاستماع إلى «النصائح« الإيرانية، ومحاولات جذب التمويل الخارجي ومن أبواب عدة بينها إعلان «الحرب على «داعش««. الحملات الإعلامية الداخلية التي يطلقها الحرس الثوري لكسب دعم الغرب لحربه في سوريا هي أيضا جزء من المنابر.

المنبر الديني يتبدل من خطبة دينية إلى خطبة عسكرية يلقيها ضباط الحرس الثوري على جمهور خائف من وصول عناصر تنظيم «داعش« إليه، كما يقول أحد المشاركين في التقرير.. تصوير الفيديو واللقطات، مشغول في التقرير بدقة والهدف إيصال رسالة إلى الغرب عن دور «مقدر« لإيران في المنطقة أي محاربة «داعش« وممارسة دور الشرطي الذي يتمنى الغرب وجوده. من صورة الرجل الذي يجلس طويلا أمام القبر إلى السوق الشعبي والأطفال مع أمهاتهم بين القبور. في التقرير الصحافي تستمر محاولات ضباط «الحرس« لتحريض المصلين ودفعهم للمشاركة في الحرب ضد تنظيم «داعش«، فيما الحقيقة ان الإيرانيين وحلفاءهم لا يسعون الى مواجهة «داعش« بل يحاربون السوريين الذين ثاروا ضد النظام. يظهر التقرير ايضا ان التدخل الايراني في سوريا بحاجة للمزيد من المقاتلين خصوصا بعد نجاح المعارضة السورية المعتدلة في السيطرة على مناطق كبيرة في حلب. في وقت يعلن الجنرال محمد علي فلكي، القيادي في الحرس الثوري وأحد قادة القوات الإيرانية في سوريا، أن «بلاده شكلت «جيش التحرير الشيعي« بقيادة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حيث يقاتل هذا الجيش حاليا على ثلاث جبهات في العراق وسوريا واليمن«، على حد قوله. ويتزامن التقرير مع فتح النظام في طهران إحدى قواعده للجيش الروسي لاستخدامها في حملته لقصف حلب وإدلب اللتين تسيطر عليهما المعارضة وليس «داعش«. على الرغم من أن الدستور الذي كتب مع مجيء الخميني قبل أربعة عقود يحظر إقامة أي قاعدة عسكرية أجنبية في البلاد.

العمل مع الإعلام الغربي وإقناعه بمنطق إيران في مشاركتها بالحروب بدأ به «حزب الله« قبل سنوات طويلة وطوره مع مشاركته في الحرب السورية، كذلك النظام السوري استطاع عبر وزيرته بثينة شعبان فتح الطريق إلى الإعلام الغربي لـ «تطهير« صورته وصورة رئيسه من المجازر التي ارتكبها وغرق في دمائها.

 

هزيمة إيران.. في «روسيا» الأسد

بسام النونو/المستقبل/20 آب/16

لا فرق بين أطفال سوريا الذين يُنتشلون توالياً من تحت أنقاض غارات الممانعة، وبين أترابهم من الأطفال الذين سبقوهم إلى الركام نفسه تحت أنقاض الغارات الإسرائيلية.. كلهم «عمران»، أطفال سوريا وقبلهم أطفال غزة وقانا، وإن تعددت الأسماء يبقى الإجرام واحداً لا ينفك يغتصب الدماء تلو الدماء ولا يستثني طفلاً ولا أهلاً ولا كهلاً ولا يشبع بطشاً ولا نهشاً بلحوم البشر على مر عصور الإرهاب المتمددة من إسرائيل إلى إيران ومحورها المقاوم الممانع. هو الموت العربي العبثي تنازع إيران إسرائيل حصريته في المنطقة، وتؤكد سوريا كل يوم أنه مجاني يسلب مئات آلاف الأرواح من دون أفق ولا ربح ولا خسارة.. الموت للموت ما تقود طهران إليه السوريين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين وكل من يمت لحرسها الثوري بصلة ميليشياوية طمعاً بتعويم عرشها الإمبراطوري التوسعي على بحر من الدماء المتدفقة على امتداد الخارطة العربية.

طهران تعلم أنها لن تنتصر في سوريا مهما تأبطت مخالب الدب الروسي. بالأمس هلّل أتباعها لدخول الروس أرض المعركة السورية قبل أن يعودوا ليدركوا متأخرين أنّ الاستنجاد بموسكو لم يؤتِ أكله بل هو سحب «اللقمة» السورية من فم المرشد إلى فم القيصر. واليوم ها هم يهللون لتمركز القاذفات بعيدة المدى الروسية من طراز «تو-22 إم3» و«سو - 34» في قاعدة همدان الإيرانية للانطلاق منها في رحلات قصف وتدمير جديدة للمناطق السورية، لكنهم سيدركون متأخرين أيضاً أنّها مجرد «تفليسة» ممانعة أخرى تحاول إيران من خلالها إدارة خسائرها في سوريا والحد منها حتى ولو كلفها الأمر التنازل عن بعض من سيادتها العسكرية لروسيا.

فقرار يتغاضى عن المحظور في الدستور كقرار السماح لقاذفات بوتين بالتموضع على الأراضي الإيرانية، لا مغالاة في اعتباره إقراراً غير مباشر من طهران بانهزامها أمام موسكو في سوريا.. هزيمة بدأت مذ أن جلبت الدب الروسي إلى كرمها السوري وسلمته دفة المعركة، حينها ظنت أنها ستستطيع أن تفعل بالقوات الروسية في سوريا كما فعلت بالقوات الأميركية في العراق، تمتطي دباباتها لتمشط بها الأرض وتعبدها قبل أن تعود لتنقض عليها تفجيراً وترويعاً لتطردها خارج الملعب. لكنّ دهاء القيصر كان أكبر وأشد مكراً من مكر المرشد، فما أن استلم الأول دفة الشطرنج السورية حتى حوّل الثاني إلى مجرد بيدق على ساحتها ويكاد اليوم يحوّله إلى مجرد ملحق إيراني عسكري للروس في همدان. قاتلت طهران للانتصار في «سوريا الأسد» فقَتلت وقُتلت واستقتلت لحجز مقعد أمامي على طاولة الكبار حين يحين أوان التفاوض على مستقبل الحكم السوري، واليوم انهزمت في «روسيا الأسد» واستسلمت لها بعدما اقتنعت في قرارة نفسها أنها باتت على المقاعد الخلفية على الطاولة فأعلنت ذلك للأميركيين والعالم بقرار فتح قواعدها العسكرية للقاذافات الروسية.. لعلها بالتموضع خلف الروس يصيبها نصيب من فتات الكبار فتحفظ بعضاً من ماء وجهها الذي هُدر على مذبح قتال الشعب السوري.

 

في صناعة القرار..

 علي نون/المستقبل/20 آب/16

لا تتحكم العواطف والإنسانيات وخبريات الضمائر الحيّة بالمصالح والسياسات إلّا في ما ندر وتبعاً لعوامل مُضافة جلّها يتصل بالهويات والانتماءات، الدينية والعرقية. وتلك بديهة لا تُجادَل في معظم الحالات الدولية، خصوصاً منها تلك المتعلقة بدول عظمى تبني قراراتها وسياساتها تبعاً لمدوّنة مصالح فعلية أو مُفترضة، وتتصرف انطلاقاً من نقاط ارتكاز تعادل حرارتها الصفر المكعب.. باردة وجليدية. ولا مكان فيها، لأي نوع من الانفعال أو التوتر، أو الهيجان. «تقسيم» العمل، إذا صحّ القول، يعني بناء القرار بالمواجهة أو الحرب أو الصدام أو الدخول في نزاع مسلّح أو غير مسلّح، تبعاً لمعطيات مختلفة تماماً عن تلك التي تعتمدها جماعات حقوق الإنسان وتلك المعنية بالمعطى البشري في الإجمال. هذه لها منظمات متخصصة تعمل على الهامش وتتولى «الاهتمام» ورعاية الضحايا وبناء المخيمات والمستشفيات وتسمّيها ميدانية!.

في اللحظة التي ينضج فيها قرار صاحب الشأن والسلطة، تصبح المعطيات ذات الصلة بالأنسنة والمشاعر وحقوق الناس ومفردات الحرية ومشتقاتها، جزءاً من عدّة الشغل. وسلاحاً من الأسلحة المطلوبة في المعركة، أكانت هذه حربية دموية أو سياسية إعلامية. وهذا أداء مألوف ورئيسي في الواقع، عند منظومات الحكم والسلطة في الدول الديموقراطية تحديداً، باعتبارها تأخذ في الاعتبار (كل اعتبار) الرأي العام في بلدانها، أي عموم الناس، الذين هم في بداية المطاف وآخره، أهل السلطة وصنّاع رموزها.

لكن هذه البديهيات تصبح نسبية في ما يخص الشأن الخارجي.. أي يمكن أن تقوم القيامة على حادث فردي يتصل بضرب مواطن على أيدي الشرطة في أميركا، أكثر من غيرها، وتبقى تلك القيامة نائمة في شأن مذابح (بالمعنى الحرفي) وفظاعات وجرائم إبادة تجري خارج حدود الدولة والكيان! وتخص وتتعلق بشعوب وأقوام غريبة! واتخاذ القرار بجعل ذلك الشأن الخارجي، معطى داخلياً، هو صناعة قائمة في ذاتها. وهي ربما الشكل الوحيد في الأنظمة الديموقراطية المأخوذ من الدول المركزية المحكومة بأنظمة موجهة وبأحزاب شمولية تصادر العلم بالمعلوم والمجهول والواقع والغيب وتقرر ما تراه مناسباً في شأنه! وهذه الصناعة قوامها الإعلام، قبل الموقف السياسي! بل يكاد الاعلام أن يكون المعبر المدني الوحيد المؤدي إلى قرار بالصدام أو بالحرب، أي هو السلاح النظري التمهيدي الأهم والأخطر، للمباشرة باستخدام السلاح الفعلي، (ومرة أخرى) أكان ذلك بالمعنى العسكري أو السياسي!

.. كل ذلك هو محاولة لتفسير الاهتمام الغربي والدولي والإعلامي الهائل والاستثنائي بحالة الطفل الحلبي عمران، مع أنه سبق عمران عشرات الألوف من الأطفال الذين حطمت بقايا سلطة الرئيس السابق بشّار الأسد وكل المحور الممانع، حياتهم وأعمارهم في سياق النكبة التي أحاقت وتحيق بعموم السوريين منذ نحو خمس سنوات! يشي هذا الاهتمام (يشي!) بشيء ما يتم التحضير له من قبل الإدارة الأميركية في شأن الوضع السوري(؟) ما يتطلب تحضيراً مسبقاً لتوجيه الرأي العام نحو قضية ظلت في خلفية اهتماماته ومتابعاته على مدى السنوات الخمس الماضية.. أو ربما تكون هذه الإضاءة النبيلة برغم تعليبها! على مآسي المدنيين السوريين الفظيعة والمهولة، ترجمة لرد أميركي وغربي رسمي لكن بأدوات غير رسمية، على التصعيد الروسي الإيراني واحتمالاته المفتوحة على الأسوأ. ملفّ بشّار الأسد جاهز وتام ومكتمل قبل الطفل عمران بكثير، وأكبر من قصة عمران بكثير! وفي اللحظة المناسبة، لحظة نضوج القرار أو تغيير هوية صاحب القرار، سيفتح ذلك الملف على مصراعيه، وسينسى العالم تفاصيل صورة الطفل الحلبي وقبله الطفل الكردي إيلان، أمام الأهوال والفظاعات التي ستظهر! ومنها، لمن يتذكر(؟) قصف الغوطة بالأسلحة الكيماوية وخنق مئات الأطفال والرضّع في ذلك الصيف من العام 2013!

بانتظار ذلك، سيبقى عمران ومئات الألوف من أقرانه وأمثاله، شواهد لا تمحى على العدم الخالص الذي حملته وتحمله إلى هذا العالم بأسره، عوالم الممانعة على اختلاف مراتبها وهوياتها وشعاراتها.

 

من يخلف «داعش»؟

 وليد شقير/الحياة/19 أب/16

ما أن اتجهت القوى الدولية والإقليمية المؤثرة في سورية إلى اعتماد الجدية في تحقيق هدف التخلص من «داعش» ومواجهته، حتى أخذ الارتباك يصيب الجميع ويفرض على هذه القوى خططاً عسكرية وسياسية وعملانية معقدة، ومناورات تبدو في كثير من الأحيان غير مفهومة. إلا أن التفسير الأكثر عقلانية لكل هذا الارتباك والتخبط، إن من قبل الغرب أو روسيا وإيران، هو أن اضطرار الولايات المتحدة الأميركية إلى إظهار مقدار مختلف من الجدية في ضرب «داعش» بسبب ضرباته في أوروبا وأميركا وتحولها إلى عنصر خارجي مؤثر في الحملات الانتخابية الرئاسية الأميركية، أخذ يطرح السؤال الكبير: أي من القوى العسكرية على الأرض في سورية والعراق سيتولى السيطرة على الأراضي التي احتلها «داعش» قبل سنتين بعد دحره منها، ولا سيما في بلاد الشام؟ بات الشغل الشاغل هو عما بعد «داعش» في حال جرى تحرير الموصل في العراق، وفي حال جرى استكمال الخلاص من التنظيم المتوحش في الرقة والجيوب الأخرى التي يحتفظ بها في سورية؟ ويثبت السجال الدائر في العراق بين الأطياف العراقية نفسها، وبين بعضها والجانب الأميركي، الشريك في خطط استعادة الموصل، أن الكثير مما يدور هو حول هوية القوى التي تحل مكان «داعش»: الحشد الشعبي الذي تقوده إيران أو الجيش العراقي بالتعاون مع القوى العسكرية العشائرية والتشكيلات السنية، أم قوات البيشمركة التابعة للقيادة الكردية في السليمانية المتعاونة مع الأميركيين، والتي لها طموحات بالسيطرة على مدن وبلدات تتطلع إلى استعادتها إلى الهوية الكردية. ويبدو أن هذا السجال دفع بالجانب الأميركي إلى الحديث عن تأجيل تحرير الموصل.

الأمر نفسه مطروح في سورية بإلحاح أكثر حدة، لأن الإشكال البعيد المدى لهوية القوى التي ستتولى السيطرة على مناطق «داعشية» يساهم في رسم الخريطة المستقبلية. لا تقبل تركيا أن تقبض قوات سورية الديموقراطية على منبج والتوسع منها تمهيداً لوصل المناطق التي استطاعت هذه الميليشيا أن تحررها بأخرى جديدة تكرس قيام الإقليم الكردي، بحيث يصبح الأمر غير قابل للتفاوض عندما يحين أوان الحل. وإذا كانت إيران تشارك تركيا رفضها هذا، فإنها تتعارض معها في خيار إعطاء دور لفصائل المعارضة السورية الأخرى المتعارف على تسميتها «معتدلة»، في تولي مسؤولية هذه المناطق المحررة من التنظيم التكفيري، لأن هذا يعزز موقعها في المعادلة التي سيرسو عليها الحل المفترض للأزمة السورية حين تدق ساعته، فضلاً عن أنه يشكل رافعة لدور الدول العربية الداعمة لهذه الفصائل على الساحة السورية. في المقابل تشارك موسكو طهران خشيتها من أن تتولى الفصائل السورية المعارضة، لأنها تضعف موقع ورقتها في المعادلة، أي بشار الأسد. لم تنجح الخطط الروسية- الإيرانية في كسب حلب، تمهيداً لتأهيل القوات المدعومة من إيران، تحت لافتة القوات الأسدية، للسيطرة على مناطق «داعشية» لاحقاً. وإذا كان هذا الفشل تحقق بدعم تركي- عربي للفصائل العسكرية «المعتدلة»، فإنه حصل أيضا نتيجة موقف أميركي رافض أي تغيير في الخريطة لمصلحة الأسد، وفق واحدة من الأهداف الثلاثة التي أعلن عنها مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط روبرت مالي، وهي: خفض العنف، هزيمة «داعش» و «النصرة»، والدفع من أجل حل سياسي من دون الأسد.

المحاولات الروسية الأميركية للاتفاق على عمليات مشتركة ضد «داعش» و «النصرة» منذ أكثر من شهرين باءت أيضاً بالفشل، لاختلاف الأهداف: فموسكو تحتفظ بحرية مواصلة ضرب الفصائل العسكرية الأخرى، كما تفعل يومياً، فيما تأمل واشنطن بأن تلعب هذه الفصائل دوراً في التخلص من «داعش» وتحل مكانها. لا تقتصر الإشكالية على ما إذا كان التخلص من «داعش» يلغي دور الغطاء الذي افتعله الجانبان الإيراني والروسي حين كرسا معادلة إما بشار وإما «داعش»، لأن هزيمة الأخير و «القاعدة» والإرهاب، يفقد لافتة الأسد مفعولها وينهي صلاحيتها، بل إن إظهار الجدية في التصدي للتنظيم الإرهابي في الإقليم، كما هو حاصل في ليبيا (سرت) وفي اليمن من قوات التحالف العربي بالتعاون مع الشرعية اليمنية، يأخذ بُعداً إقليمياً لا يقف عند حدود سورية والعراق. وقد يعيد النموذج الذي يكرس الشراكة العربية في مواجهة الإرهاب في غير دولة عربية، تظهير اقتراح السعودية إرسال قوات عربية وإسلامية تتولى محاربة التنظيم المتوحش في سورية والإمساك بالمناطق المحررة من بعده. ألهذا السبب وجد السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير حاجة لدعوة «داعش» و «النصرة»، إلى وقف القتال تمهيدا لمصالحة وتسوية معهما؟

 

Amir Taheri: Iran Needs to Bury Khomeini’s Ghost /أمير طاهري: آن الأوان لدفن شبح الخميني

/Asharq  Al Awsat/August 19/16/الشرق الأوسط/19 آب/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/19/amir-taheriiran-needs-to-bury-khomeinis-ghost-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%af%d9%81%d9%86-%d8%b4/

 

آن الأوان لدفن شبح الخميني

أمير طاهري/الشرق الأوسط/19 آب/16

بعد مرور أكثر من 17 عاًما على وفاة آية الله روح الله الخميني٬ الرجل الذي قاد الملالي إلى السلطة في إيران٬ فإنه لا يزال محور الأحاديث والنقاشات خلال حقبة ما بعد الثورة التي قسمت صفوف الإيرانيين لدرجة دفعت البعض للتحريض على العنف ضد البعض الآخر.

الأسبوع الماضي٬ وصل النقاش حول العقد الذي قضاه الخميني في السلطة إلى مستوى جديد من الاحتدام مع نشر تسجيل سري يضم تعليقات أطلقها أقرب مساعدي الخميني إليه٬ الذي وقع عليه الاختيار ليخلفه٬ الراحل آية الله حسين علي منتظري٬ عام 1988.

وجاء نشر الشريط من جانب أحمد٬ نجل منتظري الباقي على قيد الحياة٬ يرافقه ادعاء بأنه جرى تسجيله في أغسطس (آب) 1988 أثناء اجتماع بين والده ووفد من الملالي جرى إرسالهم لطلب الإذن بتنفيذ الآلاف من عمليات الإعدام السريعة في غضون يومين.

وقد اتسم هذا الاجتماع بخلفية دراماتيكية٬ حيث كان الخميني قد قبل لتوه اتفاق وقف إطلاق نار مع العراق٬ لينهي حرًبا استمرت ثماني سنوات٬ من دون إنجاز هدفه المعلن المتمثل في الذهاب إلى «القدس عبر بغداد».

وكانت الحرب قد حصدت أرواح أكثر من مليون شخص٬ ثلثاهم تقريًبا من الإيرانيين من دون أن يتمكن «جيش الإمام» من التقدم ولو لمسافة بوصة واحدة.

في الواقع٬ عندما أعلن الخميني استسلامه غير المشروط في أغسطس ٬1988 كانت قوات صدام حسين تحتل جزًءا من الأراضي الإيرانية في زاينال ­ كوش – Zaynal Kosh التي استعادتها إيران لاحًقا عندما أسقط الأميركيون الطاغية العراقي.

بمعنى آخر٬ فإن الخميني انتهى إلى الفشل بعد حربه المطولة التي تسببت في دمار خمسة أقاليم إيرانية٬ ووقوع آلاف الإيرانيين٬ غالبيتهم من المراهقين الإيرانيين٬ في الأسر وتداعي اقتصاد البلاد.

ولا بد وأن آية الله قد جفاه النوم ليالي طويلة بحًثا عن سبيل لتغيير الخطاب المتعلق بالحرب بعيًدا عن كونها هزيمة مخزية. وكما كان الحال دوًما٬ تفتق ذهنه عن حله المفضل: قتل أعداد كبيرة من الناس لتشتيت الانتباه بعيًدا عن إخفاقات نظامه المفتقر لأبسط معاني الإنسانية.

وتبًعا لدراسة أجرتها زينب منصوري٬ فإنه على الأقل 10 إيرانيين أو عراقيين ماتوا خلال كل ساعة من حكم الخميني. وقد أشرنا بالفعل إلى الأرواح التي زهقت هباًء على امتداد 8 سنوات من الحرب. إلا أن الخميني لم يكتف بذلك٬ وأقدم على قتل الآلاف في مذبحة مروعة للأكراد في نقده وكذلك تركمان في كنبد. ومن بين من قتلوا آلاف المتظاهرين٬ بينهم الكثير من النساء والأطفال٬ ممن خرجوا إلى الشوارع ليعلنوا رفضهم حكمه الشيطاني.

وبعد أن ألغى فعلًيا حكم القانون من البلاد٬ أنشأ الخميني محاكمه الثورية الإسلامية مع اضطلاع ملا واحد بدور القاضي٬ عادة ما كان من الطلاب الدينيين ولا يتجاوز العشرينات من العمر٬ ومن دون وجود تمثيل قانوني للمتهم٬ ولا شهود ودراسة للأدلة.

وتبًعا لتقديرات صادرة عن منظمة العفو الدولية وجماعات حقوقية أخرى٬ فإن ما يزيد على 100 ألف إيراني جرى إعدامهم خلال فترة حكم الخميني البالغة 10 سنوات. في المقابل نجد أن فترة حكم الشاه الراحل التي امتدت إلى 37 عاًما شهدت إعدام 317 شخًصا فقط٬ تبًعا لتقرير أصدره آية الله الراحل مهدوي كني الذي عمل رئيًسا للوزراء لفترة وجيزة خلال حكم الخميني.

في ظل حكم الخميني٬ شهدت إيران حماًما من الدماء وسيلاً من أعمال العنف لم يسبق لها معايشتهما منذ العصور الوسطى. وفي ظل هذه الخلفية٬ أمر الخميني عام 1988 بسلسلة إعدامات جماعية. وارتبطت غالبية الإعدامات بأفراد جماعة «مجاهدين خلق» التي ساعدت الخميني في الوصول إلى السلطة٬ لكن انفصلت عنه بعد 18 شهًرا.

واللافت أن غالبية من أعدموا كانت قد صدرت بحقهم أحكام بالسجن٬ ولم يكن هناك أي أساس قانوني٬ حتى في إطار نظام الخميني٬ لإعدامهم. (هناك تقارير متضاربة حول أعداد من أعدموا٬ وتتراوح التقديرات بين ألفين و4 آلاف) وفي إطار التسجيل الصوتي المعلن عنه الأسبوع الماضي٬ أبدى منتظري معارضته الشديدة لعمليات الإعدام ونصح بالتريث. وحذر من أن الإعدامات ستجعل الناس يتذكرون الخميني كـ«سفاح»٬ وأنها ستضر بصورة الثورة٬ بل والإسلام نفسه. وللتأكيد على وجهة نظره٬ كتب ولي العهد الفعلي رسالة إلى الخميني يحثه خلالها على إعادة النظر بالأمر.

أما «المرشد الأعلى»٬ الذي كان المتملقون قد رفعوا مرتبته في ذلك الوقت ليصبح «إماًما»٬ فاستجاب للخطاب بإصدار أوامره بتجريد منتظري من جميع مناصبه٬ بما في ذلك خلافة الحكم ووضعه قيد الإقامة الجبرية. ونسي الخميني أنه كثيًرا ما كان يصف منتظري٬ الذي كان أحد تلاميذه قبل ذلك بثلاثة عقود٬» قرة عيني» و«ثمرة حياتي».

بيد أنه ما ينبغي التنويه به هنا أن موقف منتظري في ذلك الوقت لم يكن نابًعا من مشاعر ليبرالية من جانبه.

في الواقع٬ على مدار تسع سنوات٬ صدق منتظري على الآلاف من أحكام الإعدام غير القانونية. إلا أنه بحلول عام ٬1988 كانت علاقته بالخميني قد تدهورت بسبب إصدار الأول أمًرا بإعدام شقيق زوج ابنته هادي هاشمي وإلقاء القبض على مجموعة كبيرة من المقربين منه في أعقاب تكشف فضيحة «إيران غيت» بين عامي 1985 و1987.

وعليه٬ فإن التسجيل الصوتي لا يجعل من منتظري قديًسا٬ وإنما يسلط الضوء على ضرورة أن تعيد النظر في حقبة الخميني على أمل الانطلاق في عملية متعقلة وهادئة لنزع الصبغة الخمينية عن البلاد.

المؤكد أن الخميني لم يقترف هذه الجرائم بمفرده٬ وإنما لا يزال الكثيرون ممن التقوا منتظري خلال هذا الاجتماع الشهير على قيد الحياة وفي مراكز نافذة بالبلاد.

وعلى مدار سنوات كثيرة٬ أطلق المعلقون تكهنات حول ما سيكون غورباتشوف إيران٬ مع طرح الكثيرين اسم الرئيس السابق محمد خاتمي٬ ليحل محله الآن الرئيس الحالي حسن روحاني. إلا أن آخرين تطلعوا باتجاه التجربة الصينية٬ بدلاً عن تجربة الاتحاد السوفياتي٬ في محاولة للبحث عن دينغ شياو بينغ الإيراني٬ في الوقت الذي حاول الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني تقديم نفسه في هذا الدور.

بيد أنه قبل أن يمكن باستطاعة إيران أن يكون لديها غورباتشوف أو دينغ٬ يتحتم عليها أولاً العثور على خروشوف أو شو إن لاي. يذكر أنه أثناء كلمة ألقاها عام 1956 أمام المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي٬ فضح خروشوف جرائم ستالين٬ وسعى لإعادة تأهيل بعض ضحايا الستالينية وقاد الاتحاد السوفياتي نحو نمط من الحكم الاستبدادي يلتزم على الأقل بإطاعة قوانينه. وقد حدث الأمر ذاته في الصين فيما يخص إرث ماو تسي تونغ٬ بدًءا من عام 1971.

ومن دون التخلص من الصبغة الخمينية٬ لن يكون أمام الجمهورية الإسلامية بإيران أدنى فرصة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والقانوني المأمول.

 

الدعم سلاحنا في سوريا

عبد الرحمن الراشد/ الشرق الأوسط/19 آب/16

 فيديو الطفل الحلبي السوري٬ عمران دقنيش٬ الذي خرج من تحت الأنقاض حًيا٬ أيقظنا من جديد. يذكرنا بالجرائم التي ترتكب كل يوم في سوريا من عمليات إبادة حقيقية متعمدة من قبل نظام بشار الأسد٬ وإيران٬ وبمساندة روسيا٬ وميليشيات مثل «حزب الله» اللبناني. عندما نراه ونرى صور المأساة الأخرى كل يوم٬ نتذكر هؤلاء المجرمين في حق الإنسانية٬ ونتذكر واجبنا تجاه ضحاياهم٬ الشعب السوري بعموم مكوناته. صحيح أن المأساة طالت٬ خمس سنوات٬ عمرها هو عمر الطفل عمران الذي انتشل حًيا. خمس سنوات من القتل والتشريد والوعود الكاذبة٬ وعلى الرغم من طول المأساة وازدياد عدد الأنظمة المشاركة في المذبحة٬ فإن أقل ما علينا فعله أن نقوم بتنشيط الدعم لهؤلاء المحتاجين. أن نقف إلى جانبهم بتقديم المساعدات وإيصالها لهم٬ من الأفراد ومن الحكومات والمراكز الإنسانية. من خلال مؤسسات تلتزم بالموضوع الإنساني٬ من الدعم المادي إلى المشاركة الشخصية. نداء الإغاثة هذا٬ وعلى الرغم من الحاجة الملحة٬ فإنه لا يعني أن نسمح بفتح الباب لتجار المآسي ولصوص الحروب من جماعات آيديولوجية إلى مؤسسات وهمية٬ وحتى تلك الحكومات التي تتجرأ على مصادرة أطعمة اللاجئين وبطانياتهم وأدويتهم من باب السلب٬ أو أنها تغض النظر عن منسوبيها من الذين يستغلون اللاجئين في مخيماتهم أو عند عبورهم من الحدود٬ وفرض إتاوات عليهم وعلى المعونات٬ ومصادرة نسبة من المساعدات المخصصة للاجئين السوريين. وهناك ملايين السوريين داخل بلدهم وملايين آخرون لاجئون في أوضاع مزرية في دول الجوار ومحيطها. عمليات الإغاثة هي مصدر الحياة لمعظم الشعب السوري٬ بما فيه الذين بقوا في بيوتهم في مناطق القتال أو حتى خارجها. وهناك منظمات قدمت ولا تزال تعمل في مجال الإغاثة للشعب السوري٬ عربية وأجنبية٬ لها فضل عظيم وستبقى محل التقدير لكنها قليلة مقارنة بحجم الحاجة والمأساة. وهناك جمعيات بكل أسف جاءت للتكسب والتجارة٬ وأخرى لاستغلال حاجة الناس بإجبارهم على أن يكونوا جزًءا من تحويلهم إلى متطرفين كارهين لأهلهم ومجتمعهم٬ وبيادق في أيادي قيادات إرهابية. عمران٬ الطفل الذي رأيناه مصدوًما٬ مغطى وجهه بالدم والتراب٬ واحد من آلاف آخرين لم نَر صورهم٬ ولا نعرف قصصهم. هذه حياة شعب مظلوم يعيش تحت نيران أكثر أنظمة العالم بطًشا٬ وعلى مرأى من القوى الأخرى التي لم تباِل بمصير أمة كاملة يتم اقتلاعها من جذورها٬ بالقتل والتشريد. أعرف أن سنوات طويلة مرت على الحرب٬ وربما تمر سنوات أخرى عليها٬ لكن هذا واجبنا جميًعا أن نقف بجانب هؤلاء٬ على الأقل نشاركهم ولو بالقليل للبقاء أحياء ونخفف من معاناتهم. نحث الحكومات المتعاطفة مع الشعب السوري على أن تمنحهم مزيًدا من الاستثناءات٬ وتقدمهم على غيرهم في فرص العمل لإعالة ذويهم٬ وشراء منتجاتهم٬ وتشجيع الدول الشقيقة والصديقة على منحهم الفرص لحياة كريمة حتى تنجلي الغمة. مساندة الشعب السوري عمل عظيم سيهزم مشروع الإبادة؛ ينقذ الملايين المشردين٬ ويداوي مئات الآلاف من المصابين٬ وصمودهم سيهزم كل القوى التي تكالبت على السوريين والتي ستتكالب على شعوب المنطقة.

 

سورية صندوق رسائل دولية!

سميرة المسالمة/الحياة/19 أب/16

تلتزم الإدارة الأميركية موقف المراقب من الحرب الدائرة في حلب بين فصائل عدة، بينها جبهة «فتح الشام» («النصرة سابقاً»)، وجيش النظام وداعموه مثل ميلشيا «حزب الله» وغيرها، فيما تعلن هذه الإدارة في شكل واضح أنها شريكة وراعية لحرب أخرى تدور في نفس الحيّز الجغرافي تقريباً لكنها بين من تسميه YPG أي «قوات الحماية الشعبية» وتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش). على ذلك، ربما أن ما سرّب عن اجتماع مايكل راتني المبعوث الأميركي إلى سورية مع قيادة «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» (في 10 الشهر الجاري في إسطنبول)، وأثار تكهنات عدة، لم يأت بجديد عما هو معروف من سياسة أميركية تدير ظهرها للحرب الدائرة في سورية منذ قرابة الخمس سنوات، على رغم أنها واحدة من مجموعة دول ما يسمى «أصدقاء الشعب السوري»، أي الدول الداعمة للمعارضة وللثورة ضد نظام الأسد. وقد يمكن القول عن الاجتماع المذكور أن راتني كان صريحاً بما فيه الكفاية وهو يرد على تساؤلات أعضاء من «الائتلاف» عن دور أميركي ملتبس، وعن شبهة تراجع واضح في إدارة ملف الصراع السوري لمصلحة روسيا، وهو الأمر الذي لم يعد خافياً على أحد من السوريين.

في الوقت ذاته بددت صراحة المبعوث الأميركي الغموض الذي يلتبس موقف إدارة أوباما المتعلق بدعمها العسكري المطلق لـ «قوات الحماية الشعبية» أو «قوات سورية الديموقراطية» في حربها ضد «داعش»، علماً أن هذه القوات هي بمثابة الجناح العسكري لـ «حزب الاتحاد الوطني الديموقراطي» (الكردي).

هكذا اتضح أن ثمة رسائل أميركية متعددة مما يجري في حلب، ليس أولها انتزاع الأضواء عما يحدث هناك، سواء ما يتعلق بمعارك تخوضها فصائل عدة ضد قوات النظام، وليس آخرها تجاهل ما يمكن أن تقرأه تركيا من دعم أميركي لقوات تصنفها هي بالإرهابية، نظراً لاعتبارها بمثابة امتداد لـ «حزب العمال الكردستاني» (pkk)، مروراً بما يمكن تسميته الابتسامة الأميركية الصفراء إزاء التقاربات الروسية - التركية - الإيرانية، مع العلم أن معظم المحلّلين يحيلون هذا التقارب الثلاثي إلى الموقف المشترك من المشروع الكردي، بعد المبرّر الاقتصادي الذي يأتي في مرتبة متقدمة جداً، بالنظر إلى متطلبات الاعتمادية المتبادلة بين هذه الدول في كثير من المجالات.

يستنتج من ذلك أن الإدارة الأميركية التي تقف إلى جانب المعارضة السورية («الائتلاف الوطني» و»الهيئة العليا للتفاوض») تقف أيضاً وفي الوقت نفسه، وربما بمستوى أعلى، مع ما تعتبره معظم أوساط المعارضة السورية طرفاً أقرب إلى النظام منه إلى الثورة السورية (أي «قوات سورية الديموقراطية»)، مع فارق شاسع يتعلق بطبيعة الدعم الأميركي لكلا الطرفين الذي يتخذ شكله الإعلامي فقط مع المعارضة بينما يتجسد بتدفق أسلحة فعالة، وبرامج تدريب ومستشارين على أرض الواقع مع ما سماه مبعوثها YPG. بل إن الولايات المتحدة تقدم أيضاً الدعم «الإنساني» للمناطق التي ترزح تحت سيطرة هذه القوات لرفع نسبة تأييد وجودها وتعزيز شرعيتها بين مواطني المحافظات المستهدفة بالتحرير من «داعش».

في هذا السياق لا بد من التأكيد أن أهمية تحرير هذه المدن من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي يتطلب أيضاً مجموعة من العناصر التي تؤمن حماية لسكان هذه المدن، وضمان تعددية مرجعياتهم القومية والدينية، وعدم تحويل هذه الانتصارات المدعومة أميركياً إلى بيئة صالحة لإطلاق أحلام تقسيمية لسورية. وكان تأكيد الإدارة الأميركية للمعارضة بخصوص أن هذا الدعم لا يشمل الدعم السياسي التي تطلبه الـ PYD منهم والمتعلق بالاعتراف بالشكل الذي أقرته للدولة السورية (الفيديرالية)، لأن هذا ينبغي أن يحدده الشعب السوري بالتوافق في ما بينه وليس بإعلان صريح ومريح من طرف واحد.

من جهة أخرى، وعلى الأرض، تحاول الإدارة الأميركية فرض مفهومها عن القوات المعتدلة، والمؤيدة للحل السياسي، وفصلها عن الجماعات الإرهابية، التي تحصرها في «داعش» و»النصرة»، بحيث تشتغل على إقناع روسيا بهذا المفهوم، بغرض عدم استهدافها بالقصف الروسي، كما أنها تحاول إقناع المعارضة بمثل هذا التوجه. ويبدو من كل هذه المطالبات أن الولايات المتحدة تهادن روسيا، مع علمنا أن ذلك ليس من موقف الضعيف، وليس من موقف المتردد ربما، وإنما موقف اللامبالي إزاء ما يجري في سورية، أو من موقف ترك الأطراف تتصارع، حتى تستنزف، وهذا هو الأرجح. أي أن الموقف الأميركي يتحرك مع موسكو من منطلق سياسي براغماتي قوامه تركها لترى حدود قدراتها، وربما لاستدراجها لمزيد من التورط، لإضعاف موقفها، واستنزافها، وكشفها إزاء مجتمعات المنطقة، وتالياً دفعها للتقارب مع الموقف الأميركي، وقوامه التركيز على ما تسميه مواجهة الإرهاب ولا سيما «داعش» و»النصرة»، بالتزامن مع إقامة حكومة انتقالية تضم المعارضة وأطرافاً من النظام، من دون حسم مسبق لمصير الأسد على رغم تصريح راتني أن واشنطن متمسكة بسورية جديدة من دون الأسد.

في الغضون فإن الولايات المتحدة تشتغل على الأرض، كما ذكرنا آنفاً، مع «قوات سورية الديموقراطية»، كميليشيا صاعدة، أو كقوة يمكن أن تنمو أكثر، وتشتغل مستقبلاً وفق ديناميات جديدة، وحدها أو مع أطراف أخرى (ممن تعتبره معارضة معتدلة)، هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية فإن الولايات المتحدة ما زالت تمانع قيام أي تعاون سياسي بينها وبين روسيا، باعتبار أن لهذا التعاون أثمانه السياسية التي لا ترضي الإدارة الأميركية، فضلاً عن أنها تضر بصدقية علاقتها مع المعارضة، وبين هذا وذاك فهي تشتغل على إقناع الروس بتخفيف الطلعات الجوية، وضمنه الكفّ عن استهداف المدنيين، ولا تخفي الولايات المتحدة قناعتها بأن الروس يفعلون كل ما يحلو لهم بحجة استهداف «جبهة النصرة»، وأن هذا يستلزم من المعارضة التعامل مع هذا الأمر، وعدم تجاهله، وبالطبع فإن الأميركيين هنا يقصدون أنه ليس كافياً تغيير «جبهة النصرة» اسمها أو ادعاء انفكاكها عن «القاعدة».

بالمحصلة، فإن أهم رسالة أميركية قوامها أن الولايات المتحدة لم تغير موقفها، وأنها لا تسمح بإنهاء المعارضة، كما لا توفر لها الدعم الكامل لانتصارها، ولا تسمح بتبييض صفحة «النصرة» من حلب، وأن الحرب لم تنته بعد، وأن الحل لن يكون بحسب ما يريد هذا الطرف أو ذاك من السوريين. وبالنتيجة لا يبدو أن الإدارة الأميركية غيرت موقفها بقدر ما أن بعض المعارضة كان يبني على تصريحات أميركية لا رصيد عملياً لها على الساحة السورية.

من جهة ثانية ثمة رسالة روسية مقابلة للرسالة الأميركية تمثلت في التقارب الروسي التركي، وهي الورقة الجديدة التي ستضعها روسيا في ملفها أثناء الجلوس إلى طاولة التفاوض الروسية - الأميركية عندما ستمضي قدماً في الملف السياسي بعد الانتهاء من الاتفاق العسكري لمحاربة الإرهاب، فعلى رغم التعتيم الإعلامي على مجريات اجتماعات «القيصر والسلطان» في موسكو إلا أن مجرد الابتعاد عن الخوض في تفاصيل خلافية أمام الإعلام هو اتفاق ضمني على ضرورة التوصل إلى حلول وسطى، وهو ما يعنيه اليوم استمرار معركة حلب لإعطاء دافع جديد لذهاب المعارضة إلى مفاوضات سياسية بشبه انتصار، ورضوخ النظام لإملاءات روسية لا يمكنه مخالفتها بحكم وصاية روسيا الجوية الكاملة والدائمة في سورية من خلال أبدية وجود قاعدة حميميم. إيران أيضاً لم يطل صمتها على توزع الأدوار على طاولة الغنائم فهرعت إلى تركيا تفرد أوراقها وتقاطع مصالحها مع المصالح التركية والروسية في آن معاً، بخاصة في ما يتعلق بالملف الكردي على الحدود، حتى لو كلفها ذلك تنازلات عما سمته خطاً أحمر (مصير بشار الأسد) في مرحلة لاحقة لما بعد التحضيرية أو ما تسميه المعارضة مرحلة ما قبل الانتقالية. في مقابل ذلك تنازلات بدأت عبر تصريحات متفرقة عن قبول تركي للأسد في تلك المرحلة لكن شرط أن يؤدي ذلك إلى رحيله آخراً.

لا شك أن الساحة السورية صندوق رسائل دولية لكن ما لا يمكن تجاهله أيضاً هو السؤال المحوري: من يملك مفاتيح هذا الصندوق؟ والأهم ما حدود دور السوريين فيه؟

 

التمدد الاستراتيجي الروسي من همدان إلى حلب وحسابات الداخل

 د. خطار أبودياب/العرب/20 آب/16

يستمر القيصر الجديد في اندفاعاته وكأنه في سباق مع التاريخ، ويحاول في الأشهر الأخيرة لولاية باراك أوباما تحقيق إنجاز بالنقاط أو الصدمات.. ميدانه يتمدد من شبه جزيرة القرم في البحر الأسود، إلى سوريا على ساحل شرق البحر الأبيض المتوسط، ولأول مرة في قواميس السياسة الدولية تفتح إيران قواعدها العسكرية لقوات أجنبية وتنطلق منها قاذفات موسكو الاستراتيجية. يأتي ذلك بعد أيام على قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعزل رئيس ديوانه المقرب منه جدا سيرجي إيفانوف. هل هي قفزات نوعية لبوتين لاعب الجودو، أم هي قفزات لاعب شطرنج تطمس حركة هروب إلى الأمام وتتمثل في تصعيد خارجي للتمويه على حقيقة الأوضاع الروسية؟ بينما كان مقررا حسب مقررات فيينا بخصوص الأزمة السورية (في مايو الماضي) أن يكون موعد الأول من أغسطس مفصليا لجهة بدء مرحلة انتقالية نحو الحل السياسي، احتدمت معركة حلب وجوارها، واعتقد الحلف الداعم للنظام السوري أنه اقترب من الحسم عبر إحكام الحصار على شرق حلب، لكن هجوم المعارضة المسلحة في جنوب المدينة أربك الحسابات الروسية والأميركية في فرض تصور للحل على أساس ميزان قوى مختل تماما لصالح النظام. بالرغم من متاعب أنقرة الداخلية والاستدارة التركية وقمة سانت بطرسبورغ بين بوتين وأردوغان، وبالرغم من السعي المحموم للضغط على المملكة العربية السعودية من خلال حرب اليمن، لم تُسلّم أنقرة والرياض بقبول الخسارة في الشمال السوري وتسليمه للمحور الروسي – الإيراني، ووجدت واشنطن نفسها في موقع حرج لأن تفاهماتها مع موسكو أخذت تبدد تحالفاتها الإقليمية وتهدد بتغيير المعادلة الاستراتيجية.

إزاء منعطف معركة حلب وجوارها وإصرار واشنطن على إبقاء معادلة لا تسمح بنصر حاسم للمحور الروسي مما يضيق هامش مناورتها، يتعامل القيصر بوتين مع هذه المعركة وكأنه يريد تكرار ما فعله نابليون بونابرت بعد حصار قوات بروسيا (نواة ألمانيا لاحقا) وروسيا في دانتزيغ (بولندا حاليا) في 1807، لكن ذاك الانتصار لم يدم وبدأت حقبة تراجعات الإمبراطورية الفرنسية منذ 1809.

معركة حلب يريدها المحور الروسي شبيهة بمعركة ميسلون 1920 التي طوت الحلم العربي حينها، لكن الأمور تتجه لتكون حلب 2016 أشبه بسراييفو 1914 عشية الحرب العالمية الأولى. لأول مرة في تاريخ المشرق تدخل الصين الميدان العسكري من خلال تدريب قوات النظام السوري، وهذا تطور رمزي له دلالته ليس فقط بالنسبة إلى تعزيز التحالف الروسي – الصيني حيال سوريا، لكن أيضا لجهة هذا التهافت الدولي. وفي نفس السياق واصلت موسكو استعراض عضلاتها الذي بدأ بقوة منذ صيف 2015، وتكلل منذ 16 أغسطس الجاري باستخدام قاعدة همدان الإيرانية في عمليات قصف داخل سوريا. تبرر الأوساط الروسية ذلك بالرغبة في تقصير المسافة والاقتصاد في مصاريف الوقود، أو لحماية هذه القاذفات من عيون التجسس الذي هو أسهل في تركيا والعراق. لكن الأهم هو تكريس هذا التحالف الاستراتيجي الروسي – الإيراني، وتنازل إيران السيادي لأن أولوية القيادة الإيرانية كسب المعركة الحيوية في سوريا وجر الجانب الروسي لهذه الأولوية المرتبطة بديمومة منظومة الأسد. وهذا يعني أن الكلام عن حلف روسي – إيراني – تركي ليس في محله، ويدلل كذلك على سقوط الرهان “الأوبامي” على ترتيب شراكة مع إيران. على الصعيد الإقليمي تزداد التحديات بالنسبة إلى الرياض التي تواجه معطيات استراتيجية لغير صالحها مع استمرار العزوف الأميركي والوضع الجديد في تركيا والتمدد الروسي في إيران والتصعيد في اليمن.

لكن هذه البانوراما لا تؤشر لاقتراب موعد الحسم كما ترغب “العسكريتاريا” الروسية والإيرانية لأن المحور الآخر يمتلك أيضا أوراقه، ولأن التخبط يبقى سيد الموقف كما لمسنا عند قيام طائرات النظام السوري بقصف مواقع وحدات الحماية الكردية في الحسكة. سنرى إلى أين سيصل استعراض القوة الروسي بعد اجتماع جون كيري وسيرجي لافروف المرتقب في جنيف في 26 أغسطس، لكن مما لا شك فيه أن الشهور القادمة في النزاع السوري ستكون حبلى بالمفاجآت. بيد أن بوتين المحارب المختال على الجبهات الخارجية، هو بوتين صاحب القبضة الحديدية في الهيمنة على الداخل الروسي لأنه لا ينسى كيف انهارت يوما الإمبراطورية السوفيتية مثل قصر من ورق الكرتون أواخر ثمانينات القرن الماضي. قبل أربعة أيام من الإعلان عن استخدام العمق الإيراني، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 أغسطس بعزل رئيس الديوان سيرجي إيفانوف الذي شغل منذ أربع سنوات هذا المنصب الاستراتيجي في الحكم الروسي.

يشكّلُ استغناء القيصر الجديد عن حليفه القديم سيرجي إيفانوف منعطفا يؤكد التحول الكبير في طبيعة النظام، إذ لم يعد بوتين كما كان الأمر في الحقبة السوفيتية الأمين العام للحزب والناطق الرسمي أو الواجهة للتركيبة المعقدة المؤلفة من أجهزة الأمن والمجمع العسكري والمجموعات المتنافسة في الكرملين وقطاع الأعمال والشبكات الموازية، بل تحول بوتين إلى الرقم واحد على كل الأصعدة، وغدا النظام أحاديا وشخصيا.

ليس هناك من مكان للرجال الأقوياء إذن. إيفانوف الذي كان من الحلقة الأولى حول بوتين منذ أيام “الكي جي بي”، والذي كان المساعد الأول له حينما تولى الرئيس الروسي الحالي منصب رئيس جهاز الاستخبارات الروسية في عام 1998، أصبح منذ ثلاثة أيام رقما منسيا ومجرد ممثل للرئيس في شؤون البيئة والنقل. إيفانوف كان قبل ذلك وزيرا للدفاع بين 2001 و2008، وبعد ذلك نائبا لرئيس الوزراء. وفي شهر يوليو الماضي أكمل فلاديمير بوتين بسط قبضته الحديدية عبر تعيين محافظين جدد وقيادات جديدة في الأقاليم والمناطق، وحسب المراقبين تدل هذه التطورات على وجود توتر وانقسامات داخل دوائر الحكم الروسي، تعززت بسبب تداعيات تراجع سعر الروبل والأزمة الاقتصادية الحادة. ترافقت الهزة داخل الكرملين مع عودة اختبار القوة إزاء شبه جزيرة القرم وأوكرانيا، وأعقبها التمدد في الحلف الاستراتيجي نحو إيران. ظن البعض أن الأمر استتب للقيصر الجديد في صعود نجمه العالمي، خاصة بعد مجيء أردوغان إليه وإعادة الوصل معه، لكن إقصاء إيفانوف وعودة التوتر في الملف الأوكراني والتصعيد في سوريا، لا تدلل على أن الأمور محسومة لصالح سيد الكرملين.

 

تركيا والأكراد وما يمكن أن يكون

مروان ياسين الدليمي/العرب/20 آب/16

هناك ازدواجية واضحة من قبل تركيا لا تستطيع إخفاءها في قضية تعاملها مع الأكراد، فهي من جهة ترتبط مع إقليم كردستان العراق بعلاقات اقتصادية وسياسية جيدة، ومن جهة ثانية تتعامل وبقسوة مع تطلعات حزب العمال الكردستاني في إقامة إقليم كردي في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه غالبية كردية، حتى أن تاريخ العلاقة بينهما قد اصطبغ بعنف شديد متبادل استمر لفترة تزيد على ثلاثة عقود، نتيجته كانت تساقط أعداد من القتلى والجرحى من الطرفين، سواء من الجيش التركي أو من حزب العمال الكردستاني، فكلاهما لم يبخل على الآخر بالعنف. ورغم العلاقة الجيدة التي يرتبط بها الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود البرزاني، مع الأتراك إلا أن ذلك لم يمنعه من الإعلان، وبشكل صريح وقوي، بين فترة وأخرى عن تطلعه الثابت والقوي إلى الانفصال عن العراق والسعي الجدي لقيام دولة كردستان. ما يؤكد على أن الأكراد ماضون في سعيهم إلى هذا الهدف / الحلم، طال الزمن أو قصر، أنهم قد هيأوا ما يحتاجونه من بنى تحتية لإقامة الدولة طيلة العقدين الماضيين، أي منذ مطلع تسعينات القرن الماضي عندما غزا العراق دولة الكويت، وفي خضم تلك الأيام، بما شهدته من أحداث وتطورات دراماتيكية على المستويين المحلي والدولي، تم الإعلان عن قيام الإقليم الكردي في شمال العراق على إثر انهيار سلطة البعث في تلك المناطق.

العلاقة الجيدة التي ترتبط بها تركيا مع إقليم كردستان العراق وخاصة مع مسعود البرزاني وحزبه يمكن النظر إليها من زاوية محاولة تركيا استثمار الصراع القائم ما بين حزب عبدالله أوجلان (العمال الكردستاني) وبين الديمقراطي الكردستاني.

هذا الصراع ليس من السهل تجاوزه خاصة وأنه يكتسب أبعادا مختلفة يتقاطع فيها الطرفان، منها ما هو أيديولوجي، ومنها ما يتعلق باختلاف الرؤية الإستراتيجية لشكل إدارة الدولة الكردية التي يسعى الطرفان إلى تحقيقها. من هنا فإن تركيا لا تتوانى عن إدامة هذا الصراع بينهما حتى تتمكن من تحقيق عدة أهداف كلها ستصب في النهاية لفائدتها، هذا من وجهة نظرها على الأقل، في مقدمة هذه الأهداف ألا يصبح إقليم كردستان العراق عمقا إستراتيجيا من الناحية العسكرية لحزب أوجلان، يتيح له التحرك بكل حرية في عمق جغرافي وعر بعد كل عملية عسكرية يستهدف فيها الجيش التركي، وبذلك تتاح لها الفرصة حتى تلاحقه داخل أراضي الإقليم.

إن تركيا، تحت أي ظرف، لن تقيم علاقات مميزة مع أي طرف إقليمي مؤثر في الصراع الدائر على الساحة السورية إذا لم يضمن لها مصالحها المتعلقة برفض إقامة إقليم كردي في شمال سوريا، وهذا بالنسبة إليها خط أحمر لن تسمح بتجاوزه.

من هنا كان لديها استعداد كبير بعد الانقلاب الفاشل لأن تغير من قناعاتها بعدد من القضايا، سواء بعلاقتها مع الغرب أو مع بعض الدول الإقليمية، ولعل المسألة السورية تأتي في مقدمة هذه القضايا، فما يهمها، بالدرجة الأساس، أن تضمن عدم تحقيق المشروع الكردي في شمال سوريا الذي يؤسس له حزب الاتحاد الديمقراطي، بزعامة صالح مسلم الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع حزب أوجلان. في نفس الوقت لم يكن يبدو على تركيا في ظل هذه المتغيرات أنها كانت مندفعة كثيرا في مسألة التفريط بعلاقاتها وتحالفاتها مع أميركا والغرب، حتى بعد اتضاح موقف هذه القوى من الانقلاب العسكري الفاشل الذي كانت تلك القوى أقرب إلى تأييده منها إلى تأييد استمرار حزب العدالة والتنمية في الحكم. إلاّ أن حالة الضعف التي أصابت الدولة التركية في الجانب الأمني والسياسي على إثر تداعيات الانقلاب العسكري الفاشل وضعت أردوغان في موقف لا يحسد عليه، وهذا ما أرغمه على أن يعجل بفتح صفحة جديدة مع روسيا وإيران بعد أن كان يعدهما خصمين لدودين يتنازعان معه النفوذ في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في سوريا.

بنفس الوقت فإن هذه التطورات في الموقف التركي على مستوى العلاقات الخارجية ليس من الصحيح أن تقودنا إلى القبول بفكرة أن الانقلاب العسكري الفاشل هو السبب الرئيس الذي يقف خلفها، على الرغم من أهمية هذا العامل، ومن الممكن جدا أن يكون تأثير هذا العامل حاضرا بقوة في إطار الداخل التركي بصورة أكبر بكثير فيما لو قورنت تداعياته على مستوى سياسة تركيا الخارجية.

من هنا جاءت الانعطافة السريعة في موقف أردوغان تجاه روسيا وإيران في محاولة منه للخروج من حالة الوهن التي أصبح عليها موقف الدولة التركية، خاصة بعد أن وسّع من حملة الاعتقالات بين صفوف الجيش وبقية المؤسسات الحكومية، بذريعة مساندتهم للانقلاب والكيان الموازي الذي يدعمه فتح الله كولن خصمه اللدود، ولكي يقطع الطريق على خصومه في الداخل في أن يباشروا بالضرب تحت الحزام مستغلين حالة الضعف التي وصل إليها النظام السياسي الحاكم بزعامة حزب العدالة والتنمية، بذلك أراد أردوغان أن يضع جميع خصومه في سلة واحدة (حزب العمال وفتح الله كولن وتنظيم داعش) باعتبارهم إرهابيين، حسب زعمه، لكي يسهل عليه ضربهم جميعا بنفس الوقت.

العلاقة الجديدة مع روسيا وإيران لم تتضح ولم تترجم على الأرض حتى الآن، إلا إذا كانت عملية قصف مقرات وحدات حماية الشعب الكردستانية في الحسكة الخميس 18 أغسطس من قبل طيران النظام السوري تأتي ضمن ملامح هذه العلاقة.

لكن ما هو مهم جدا بالنسبة إلى تركيا في موضوع هذه العلاقة أنها لن تسمح أبدا بأن تؤثر على موقفها الرافض لقيام كيان كردي في شمال سوريا مهما باعدها هذا التصلب في الموقف عن الحليف الأميركي، الذي على الضد منها، قدم الكثير من الدعم العسكري لوحدات حماية الشعب الكردستانية، ولقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، لأنها تدرك جيدا أن أي مرونة قد تبديها من جانبها في مسألة التعاطي مع موضوع الإقليم الكردي في شمال سوريا تعني، بالنتيجة، أن باب الحكم الذاتي للأكراد سيفتح في جنوب تركيا على مصراعيه، وبذلك سيكون خطوة مهمة وكبيرة لولادة الإقليم الكردي على أرضها، ولربما الدولة الكردية في أقرب فرصة لاحقة وهذا يعتبر بالنسبة إليها بمثابة كابوس.

ووفق هذا المنظور ستكون المسألة الكردية الدافع القوي الذي سيرغم تركيا على أن تلتقي مع سوريا وإيران الدولتين المعنيتين بالملف الكردي، حتى يتم التنسيق في ما بين البلدان الثلاثة للمرحلة القادمة، خاصة وأن هذه الأطراف الثلاثة التي يتواجد فيها الشعب الكردي يجمعها هدف واحد يتلخص في عدم القبول بقيام دولة كردية رغم تقاطعها في قضايا أخرى كثيرة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى وزير الزراعة والخازن شهيب : لا مشكلة بيننا وبين الكتائب وحاضرون لكل نقاش مع المعترضين

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر في دارته في الرابية وزير الزراعة اكرم شهيب، الذي قال: "اعتبر ان الزيارة عند الجنرال عون منتجة دائما، فقد قمنا بجولة صغيرة في السياسة وكان لنا ثلاثة ملفات بحثناها في العمق".

اضاف: "الملف الأول يخص وزارة الزراعة، لدينا مشاكل كثيرة في التصدير وبالتحديد موسم التفاح.أما الملف الثاني فهو معمل "الموت" في عين دارة الذي يعني كل الناس، أي أهل عين دارة وأهل الجبل، وهم يقفون بوجه إنشاء مجمع صناعي، وهذا المجمع لا نعرف الى أين سيصل، بوجه محمية من جهة ومنابع مائية من جهة ثانية، وجميع الأهالي في عين دارة يقفون ضد هذا المشروع الذي أخذت رخصته المشكوك بها بطريقة ما، عبر وزارة ما، ودون موافقة البلدية، فالمعامل والإنشاءات تحتاج الى رخصة من البلدية. هو من قرر الرسوم ووضعها شخصيا عند كاتب العدل وهذا مخالف للقانون وهناك شكوى من البلدية. موقف التيار واضح وهو الوقوف الى جانب أهالي المنطقة وعين دارة". وتابع: "أما الموضوع الثالث فهو موضوع النفايات التي نشأت مؤخرا أي منع العمل في موقع برج حمود. ولكن هذا هو الحل الموقت الذي ليس هو الحل النهائي فهو الحل الممكن في ظل رفض الخطة وموضوع الترحيل، ولم يكن في إمكانية الحكومة الا هذا الحل بدلا من انتشار النفايات بين المنازل، والحل المقبول لمرحلة معينة. عملية التأخير ستضر بالمتعهد الذي لديه وقت محدد، كان لدينا حديث في هذا الموضوع، المهم ألا تعود النفايات الى الشارع. نحن حاضرون لكل نقاش مع المعترضين او اذا كانت نقابات بيئية فمن الممكن الوصول الى حلها. هناك مطالب محقة والبحث فيها يجب أن يستكمل وتحل المطالب، في كل الحالات سيكون لنا موقف كلجنة في مؤتمر صحفي بعيدا عن التشنجات والمهاترات السياسية، لن ندخل بأي نقاش في هذا الموضوع في السياسة وليس بيننا وبين حزب "الكتائب" اي مشكلة ولا نريد أن نؤخذ الى مشكل".

واكد ان "المشكلة واضحة، اما أن تعود النفايات الى الشوارع واما نستمر في هذا الحل الموقت لأربع سنوات. الجولة بدأت مع الجنرال ونتمنى أن نكمل مع جميع المخلصين".

سئل: هل كانت التعيينات العسكرية مدار بحث؟

أجاب: "هذا الموضوع لم نبحث به، والأمل في الخروج بأقل ضرر ممكن لكي نبقي على ما تبقى من مؤسسات الدولة. وعن موضوع الرئاسة، قال: "مطلبنا الدائم على أن ننتخب رئيسا في أقرب وقت، لن ينتظم عمل المؤسسات دون رأس الهرم، الأمن مستتب ولكن المؤسسات تحتاج الى الرئاسة. هناك ملفات خلافية في البلد إنما طاولة الحوار هي الطريق الأمثل للوصول الى حلول للحريق الكبير الذي يحصل في البلد".

سئل: لماذا لا يطبق القانون والدستور في الملفات الخلافية؟

أجاب: "أعتقد ان ما يحصل على طاولة الحوار هو البحث في هذه الأمور الخلافية، الصبر طويل جدا عند الرئيس سلام الذي يحاول قدر المستطاع الحفاظ على آخر موقع وهو السلطة الإجرائية".

سئل: لماذا لا يكون الحل في اللامركزية في موضوع النفايات التي طرحت في مجلس الوزراء؟

أجاب: "ليس هناك من بلدية قادرة على ان تقوم بالحل بمفردها، إمكانية البلديات ضئيلة، كل البلديات أو معظمها طرحت الملف البيئي قبل الإنتخابات واليوم بعد الإنتخابات لا أحد يعمل على الصعيد البيئي".

الخازن

ثم التقى العماد عون رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي تلا البيان الآتي:

"تشرفت بلقاء دولة الرئيس العماد ميشال عون حيث تداولنا في الاوضاع اللبنانية والاقليمية المتصلة بها على صعيد الحل اللبناني انطلاقا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية".

اضاف: "رأى دولته ان لبنان لا يمكن ان يتعافى ويبرأ من الصراعات العاصفة به اقليميا، ما لم يستشعر مخاطر التطورات الدولية والاقليمية على مصيره، ما دام تاركا امره للمقادير هذه بعيدا عن التفاعل معها في استحقاقاته لانها تبقى رهن يديه. واكد العماد عون ان المنطقين الدستوري والسياسي، والحيثية التمثيلية، تشكل جميعها رصيدا اي مرشح رئاسي لتوازن التمثيل الشريك في السلطة.لذا فالتركيز، الذي يوليه العماد عون لقانون انتخابي جديد يواكب الانتخابات الرئاسية، نابع من اعادة التوازن المفقود في السلطة".

وتابع: "كان الرأي متفقا على ان مبادرة امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخيرة بالانفتاح على الرئيس سعد الحريري تمثل اساسيا للبننة الخيار الرئاسي، وحصره بالتفاهم على ازالة اي لبس او هواجس، فالانتفاح الذي دعا اليه امين عام "حزب الله" يتزامن ايقاعه مع ما يدور في المنطقة من تحركات، وما تؤسس عليه من مؤشرات سياسية لصالح الحل السوري في نطاق الوحدة السورية".

وقال: "ثمن الرئيس عون الدور الكبير الذي يبذله الحبر الاعظم قداسة البابا فرنسيس من اجل الحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة انطلاقا من لبنان، وعلى التعايش والتآخي بين المسيحيين والمسلمين".

سئل الخازن: هل لمستم اهتمام الفاتيكان بلبنان؟

اجاب: "الدوائر الرسمية في الفاتيكان تولي اهتماما بالغا بالاوضاع في لبنان بكل ما للكلمة من معنى، ومن هنا الدفع في موضوع انتخاب لرئيس جديد للجمهورية لما يمثله من اهمية على الصعيد اللبناني والمشرقي وعلى صعيد الوحدة المسيحية - الاسلامية، كما ذكرها البابا يوحنا بولس الثاني في زيارته الى لبنان عندما وصفه بالرسالة وليس بالدولة. فالفاتيكان يتحرك يمينا ويسارا عند كل الدول التي لها تأثير غير مباشر على الوضع اللبناني لكي ننتهي من هذه الازمة التي نعيشها والتي يمكن ان توصلنا، كما ذكر الرئيس نبيه بري منذ يومين، الى مخاطر كبيرة على كل الاصعدة الاقتصادية والانمائية والانسانية وتركيبة الادارة اللبنانية التي باتت اليوم مهتزة".

سئل: هل يدعمون اسما معينا؟

اجاب: "لم نتناول الاسماء معهم، وكل ما يريدونه هو انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا امر متروك للبنانيين مسيحيين ومسلمين للاتفاق عليه واخراج الموضوع من عنق الزجاجة. كفى تأخيرا في هذا الاستحقاق فمن دون رأس لا يمكن بناء دولة".

حركة الناصريين

ثم التقى العماد عون وفدا من حركة الناصريين الديموقراطيين برئاسة امين عام الحركة خالد الرواس الذي اشار الى انه تدوال مع عون "في جملة من المواضيع طالت معظمها الشأن المحلي، الذي لا يزال يشهد مراوحة سلبية في التفاهم حول معظم الملفات التي ينظر اليها اللبنانيون ببالغ الاهمية، بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية، مرورا بضرورة تفعيل مؤسسات الدولية وصولا الى توحيد الرؤى الوطنية حول طبيعة ما يجري في المنطقة والسبل المطلوبة لتحصين لبنان للعبور به الى بر الامان".

وقال: "اكدنا لدولته أن الطريق لهذا العبور يجب ان يبدأ بتطبيق اتفاق الطائف الذي اوقف الحرب الاهلية ووضع اسس لبناء الدولة القابلة للعيش والاستقرار، وذلك من خلال الغاء الطائفية السياسية واقرار قانون انتخابي من خارج القيد الطائفي يخرج لبنان من دائرة الفئوية والمصالح الضيقة الى دائرة المواطنية الحقيقية التي تجمع اللبنانيين تحت سقف المصلحة الوطنية للنهوض بوطنهم وحمايته من كل الاخطار".

اضاف: "عبرنا له عن قناعتنا بأن الحلول السياسية في المنطقة ليست ناضجة بعد وان سلة التفاهمات الدولية حول مصير هذه المنطقة لا تزال ملتبسة في ظل التجاذبات الاقليمية والدولية على المصالح ومواقع النفوذ".

وأعلن "ان قناعتنا تولدت حول دور العماد ميشال عون الرئيس الذي يؤمن بأن طريق الاصلاح والتغيير يخرج لبنان من حالة التقليد الى حالة التجديد، التي من شأنها اعطاء فرصة حقيقية لولادة الجمهورية الثالثة على اسس العدالة والقانون والهوية الواحدة".

ثم التقى العماد ميشال عون المجالس البلدية التابعة لعشقوت والمطلة - الشوف.

 

دريان مكرما في الشبانية : لإيجاد مخارج لحل الازمة وإحداث خرق في الفراغ الرئاسي المشنوق: لن نقبل بسرايا الاحتلال

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الى "إيجاد مخارج جديدة لحل الازمة اللبنانية لإحداث خرق في الفراغ الرئاسي يكون لمصلحة لبنان واللبنانيين، وذلك من خلال حوار جدي وصريح بين كل المكونات السياسية للوصول الى تفاهم على إجراء انتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكدا ان لبنان "أهم من الاشخاص، وبقاء الوطن واستقراره وامنه وسلامته اهم من الاشخاص، ولبنان هو وطن التوازن ووطن المساومات ووطن التوافق والحوار، وكل الازمات الماضية التي مررنا بها كان حلها يأتي عبر الحوار".

كلام المفتي دريان جاء خلال حفل تكريمه بدعوة من رجل الاعمال احمد ناجي فارس في دارته في بلدة الشبانية في الجبل، في حضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وممثل الرئيس سعد الحريري النائب عمار حوري والنائب محمد قباني ومحافظ بيروت القاضي زياد شبيب ورئيس بلدية بيروت جمال عيتاني ورئيس المحاكم الشرعية السنية في لبنان الشيخ محمد عساف والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ورئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية فوزي زيدان ورئيس جمعية رجال الأعمال اللبنانية الهولندية محمد خالد سنو واعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ومخاتير بيروت وشخصيات.

ورأى دريان ان "المبادرات الإنقاذية التي اطلقها الرئيس سعد الحريري لم تكن مبادرات شخصية وانما كانت مبادرات وطنية من اجل الوطن والمواطنين، ونحن ننتظر ايضا سيلا من المبادرات، ولكن ما يحقق النتيجة في النهاية هو التوافق والرئيس التوافقي، وهذا ما ادعو اليه دوما، ففي السابق مررنا في مثل هذه التجربة وخرجنا بنتيجة اننا انتخبنا الرئيس التوافقي طالما يتعذر وصول اي مرشح، علينا ان نبحث اذا عن التوافق في هذا الامر".

أضاف: "تعالوا جميعا نحافظ على ثوابتنا وقيمنا، وتعالوا نعمل من أجل لبنان القوي، فلبنان القوي ضرورة وطنية وحاجة عربية وقومية، ولبنان ليس قويا ابدا بضعفه بل يكون قويا برجالاته وبمؤسساته، هذا هو لبنان الذي نريد. مآزقنا كبيرة والمخارج يجب ان تجترح لحل الازمات، نريد انهاء الشغور الرئاسي حتى تحل كل المشكلات العالقة، هذه هي الاولوية وهذا هو المدخل. ايها السياسيون تابعوا ما يدور حولنا، علينا ان نحمي هذا الوطن، ونحفظ سلمه واستقراره. ما اريد ان اطمئنكم اليه هو أن المؤسسة الاسلامية الوطنية الام دار الفتوى هي بخير وبأيد امينة، فدار الفتوى لها ثوابتها الاسلامية والدينية والوطنية الضاربة في جذور التاريخ، ما قبل شهيدنا المفتي الشيخ حسن خالد وبعده نحن في دار الفتوى حريصون كل الحرص على ثوابتنا ومواقفنا الاسلامية وعلى مواقفنا الوطنية والعربية ولن نحيد عنها ابدا".

وختم: "منطلقاتنا التي نتمسك بها هي الحفاظ على الوحدة الاسلامية الاسلامية، ونحن لن نخطئ ابدا في تحديد البوصلة الصحيحة للحفاظ على الوحدة الاسلامية. وكما قال معالي وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي سعدت بكلمته لأنه يعبر عن وجدان وضمير كل واحد موجود بيننا في هذا اللقاء، ومنذ اليوم الاول لتسلمي هذا المنصب، طرحت شعارا تعالوا لنتصارح كي نتصالح، فأي مصالحة واي وئام في قضية الوحدة الاسلامية يجب ان يكون فيه مصارحة كبيرة وهذا الامر نحن نعول عليه، فالمصارحة الجدية من خلال جلسات الحوار بين تيار المستقبل وما يمثل وبين حزب الله تشنجت الامور كثيرا في فترة من الفترات وأبلغت اكثر من مرة من معاليه انه ما فائدة هذا الحوار! فكنت اشد على يديه واقول الحوار ضرورة لمصلحة اللبنانيين جميعا لأنه يضفي الى حد ما نوعا من الارتياح بين الناس ويحد كثيرا من موجة التوتر المذهبي المقيت الذي نرفضه كمسلمين من اجل ذلك اشدد على ان جلسات الحوار يجب ان تستمر بالرغم من كل التشنجات الموجودة ليكون التصارح فيها عن كل الهواجس وللوصول الى حد ادنى من الحفاظ على اوضاعنا الاسلامية وتجنب الفتنة السنية الشيعية التي نحاول دائما ان نقطع دابرها، واؤكد لكم انه بفضل المخلصين في هذا البلد لن يكون هناك فتنة سنية شيعية ابدا. من هنا اوجه تحية الى الجيش اللبناني وتحية الى القوى الامنية والى وزارة الداخلية بالتحديد، ايها اللبنانيون لدينا وزير للداخلية على قدر مسؤولية الداخلية".

المشنوق

وقال المشنوق: "إن ما يسمونها سرايا المقاومة، وكنا نسميها سرايا الفتنة، باتت سرايا احتلال لم ولن نقبل بها تحت أي ظرف من الظروف". وأضاف :"مهما كان نوع هذا السلاح، طالما أنه مطلوب توقيعنا، فلن نوقع، نحن كأهل وكمجموعة وكمسلمين، بل سنقاوم هذا الاحتلال بكل الطرق والوسائل السلمية والسياسية".

وشدد على "اننا نرفض ان تكون التسوية اسما حركيا لأمرين هما الاستسلام او الانتظار، فنحن لسنا تيار استسلام ولا تيار انتظار بل تيار قرار". وقد استهل المشنوق كلمته بتوجيه تحية الى "سماحة مفتي الاعتدال الوطني، الواقف بحزم في وجه محاولات زج الإسلام في أوصاف بعيدة عن مفاهيمه الصحيحة، المفتي المتمسك بأن الإسلام دين حضارة وأخلاق وعدل وإحسان ورحمة، وليس دين إرهاب وتطرف، المفتي حامل رسالة الاعتدال أينما حل في الخارج، عنوانه الكبير دائما حرص دار الفتوى على تعزيز الوحدة الإسلامية بين السنة والشيعة، والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، في إطار احترام المؤسسات الدستورية وسيادة الدولة". ثم قال: "من المؤكد أن لديكم الكثير من الأسئلة، خصوصا بعدما سمعتم المقابلات وقرأتم المقالات خلال الأيام الأخيرة، تلك التي امتلأت بالافتعالات والاختراعات. وعلى كل حال فإن الدكتور عمار حوري والأخ محمد قباني كانا حاضرين خلال كل الحوارات الحقيقية. وما أستطيع قوله إن 90 في المئة مما حصل لا يشبه ما نشر ولا ما قيل. لكن هذا هو البلد وهذه طبيعته". وأضاف: "لقد مضت سنتان على الفراغ الرئاسي والشلل التام في المجلس النيابي. ويقر كل أركان الحكومة أنها تشبه الفراغ في البلد، من تراكم للأزمات، من الكهرباء إلى النفايات الى آخره. ونحن خلال هذه الفترة، سواء في تيار المستقبل أو في كتلة المستقبل أو في كل أجوائنا السياسية ومعنا أصدقاء، بدأنا في نقاش جدي لأننا على اعتقاد وقناعة أننا بتنا على مفترق طرق ولا يمكننا الاستمرار على النحو الذي فعلناه خلال السنة الماضية. فنحن عمليا قدمنا كل شيء وتصرفنا على أساس أننا أم الصبي وأبوه وخاله وعمه، ولم نترك مجالا لأحد كي يهتم بالصبي غيرنا. فتبين بعد ذلك أن الامور لا تسير على ما يرام، ولا بد من التفكير في بطريقة ثانية. وتبين أن الاهتمام بالوطن لا يقع على عاتقنا وحدنا، ويجب أن يتصرف الآخر مثلنا". وتابع المشنوق: "مددنا اليد أكثر مما يحتمل أوفى الاوفياء بيننا، دفاعا عن كلمة سواء مع شركائنا في الوطن، ولم نلق، صراحة، إلا الإهمال مضمونا، والاهتمام شكلا. لذلك سأسمح لنفسي بقول الآتي: ربما يعتقد البعض أن هذا الكلام خارج السياق لأن البلد كله يتحدث عن تسوية معروضة ومطروحة على الطاولة. الحقيقة أن التسوية المطلوبة لا تتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية ولا بهيبة رئيس الحكومة، لأن من سيتم تسميته هو الرئيس سعد الحريري، الذي يستحق ذلك بأصوات الناس وبدماء الشهداء وليس منة من أحد. كما أن التسوية ليست بهدف إجراء انتخابات نيابية، ولا لنأتي برئيس يستحق الرئاسة، وأنا من هنا أقول إن صوتي منذ اللحظة الأولى ولحين خروجي من المجلس النيابي هو للرئيس نبيه بري، لا يحتاج إلى شهادة من أحد لتأكيد رغبة الذين يصوتون له".

وشدد على "أننا على مفترق طرق خطير وحساس بما يتعلق بخياراتنا كفريق سياسي، في ضوء ما يجري في المنطقة وفي ضوء الحرائق المندلعة والحروب الأهلية المتنقلة التي استدعت بشكل غريب عروض تسويات ومصالحات مع من كانوا قبل أيام مجرد عصابات تكفير ومشاريع إسرائيلية. أليس الأولى أن نتصالح كلبنانيين ونعقد التسويات بيننا بما يحفظ الكيان والنظام وأهل النظام وأهل الوطن؟". وأكد "أننا كنا وما زلنا طلاب تسوية، لكننا نرفض أن تكون التسوية اسما حركيا لأمرين هما الاستسلام أو الانتظار. نحن لسنا تيارا مستسلما ولا تيار انتظار سياسي. نحن تيار قرار، بتمثيلكم وبمحبتكم وبقدرتكم وبقوتكم وبالتأكيد لن نقبل لحظة أن نكون تيار استسلام سياسي ولا تيار انتظار سياسي. وغدا فإن الأيام، والأيام القريبة وليس البعيدة، ستبين صحة كلامي. صحيح أن خياراتنا محدودة، لكن خياراتنا بيدنا ولا يقرر عنا أحد، وعندما نمسكها بيدنا نستطيع التحكم بها على الرغم من كل ما تسمعونه من مشاكل وعلى الرغم من كل ما تشاهدونه من استعراضات قوة". وأضاف المشنوق: "آخر استعراضات القوة ما قرأته في احدى الصحف وهو أن لسرايا المقاومة، وانا اسميها سرايا الفتنة، جيشا من 50 ألفا، وأن لديها مهمات داخلية. هنا أسأل: في وجه من يقف الخمسون ألفا هؤلاء؟ وما هي مهماتهم الداخلية؟ ثم في المقال إن هناك واقعا مطلوب فيه رأس المقاومة وأنصارها في كل لبنان ومن كل الطوائف. فعلا هي مسألة محيرة: كيف يمكن بناء بلد مع جهة تعتبر نفسها مستهدفة من كل الطوائف؟ وكيف يمكن أن تبنوا بلدا كل من فيه يعادونكم ويطلبون رأسكم؟".

وقال: "في الحقيقة بعدما قرأت هذا الكلام أريد القول إن هذه ليست سرايا فتنة بل سرايا احتلال. وهذا الاحتلال لا ولن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف. كل واحد يستعمل ما يريد، لكن نحن كأهل وكمجموعة وكمسلمين كلنا قاومنا الاحتلال الإسرائيلي قبل أن تخرج الأسماء الأخيرة. وأنا من جيل تشكل وعيه على مقاومة إسرائيل. نحن تربينا على عنوان مقاومة اسرائيل ولن نقبل أن يتحول هذا الاحتلال إلى احتلال لبناني، بل سنقاومه بكل الطرق والوسائل السلمية والسياسية، ولن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف وفي كل مكان وليس فقط في الحوار".

وأضاف: "لقد قرأت هذا الكلام مرات عدة ولم أصدقه. وأعتقد أن من قال هذا الكلام ليس سويا. فكيف يكون كل اللبنانيين معادين لك وأنت الوحيد الوطني اللبناني تدافع عن لبنان في وجه التكفيري وإسرائيل. إذا كان كل اللبنانيين معادين لك فلن تستطيع مواجهة أحد، كائنا من كان معك، ومهما كانت وظيفته أو طائفته أو قدرته". وأنهى المشنوق قائلا: "أحببت قول هذا الكلام من هنا لأن هذا المنبر كان على الدوام منبرا بيروتيا وطنيا، وكما تفضل الحاج كمال فهي مناسبة نتذكر خلالها حضور الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، الذي تعلمنا منه الكثير وكان من أوائل المقاومين ضد إسرائيل ".

وباسم صاحب الدعوة اشاد نجله كمال احمد ناجي فارس بمواقف المفتي دريان الوطنية والاسلامية، واكد ان "دار الفتوى ستبقى دار كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين".

 

غولن يتحدث لـ"العربية" في حوار خاص/"سأحاسب كل من يثبت تورطه من الخدمة في محاولة الانقلاب"

الجمعة 16 ذو القعدة 1437هـ - 19 أغسطس 2016م/دبي – العربية.نت

أجرى الزميل طلال الحاج مقابلة خاصة مع فتح الله غولن، مؤسس وقائد حركة حزمت التركية، من مركز العبادة والاعتكاف للجيل الذهبي في مدينة سيلزبيرغ.

في المقابلة، قال غولن إن هناك دولاً - ذكرها بالاسم – عرضت عليه الإقامة فيها سابقاً، معلناً أنه سيحاسب "كل من يثبت تورطه من حركة الخدمة في محاولة الانقلاب"، لكنه أشار إلى أن "بعض القوميين المتشددين يقفون وراء الأحداث"، في البلاد.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

العربية: السيد فتح الله غولن، أهلاً بك على شاشة العربية.

غولن: أهلاً

الخيانة من تدبير الذين في السلطة

العربية: مراراً وتكراراً شجبت علناً المحاولة الانقلابية الفاشلة، إلا أن الاتهامات الموجهة إليك ولاتباع حركتك بالتورط والتنظيم للانقلاب مستمرة ولم تتوقف بعد. فهل لك أن تناشد أتباعك من هذا المنبر بالتعاون مع الحكومة التركية، والتوقف عن القيام بأي محاولات انقلابية شبيهة في المستقبل بحيث نضمن أن تغييرا في تركيا المستقبل لن يتم إلا عبر صناديق الاقتراع؟

غولن: لقد كرر العبد الفقير مرارا ومنذ فترة طويلة أن الديمقراطية باتت مطلبا ملحا من قبل الجميع، ومن ثم يجب ألا يتم تداول السلطة إلا عبر الانتخابات. فمعاناتي الطويلة من الانقلابات جعلتني أقف ضدها دائما. لكنني لا أقف ضد المؤسسة العسكرية كمؤسسة وطنية لها دور مهم في البلاد. لقد حققتْ بلا شك أمورا عظيمة في استقلال الوطن وسلامة أراضيه. وقد يبدو ذلك تناقضا مني حيث أقدّر ما للمؤسسة العسكرية من دور هام، وفي الوقت نفسه أعارض إجراءاتها المناقضة للديمقراطية. وهذا ليس ناتجا عن معاناتي الشخصية فقط، بل لما أستشعره في أعماق نفسي من معاناة الشعب من تلك الانقلابات أيضا. ولذلك وقفت دائماً بكل كياني –ولا زلت- ضد الانقلابات. وقد أعربت عن هذا كله في جميع مواعظي ودروسي وكتاباتي.

لا أظن أن السلطة الحالية ستدعو هذا الفقير أو أحدا من الناشطين في حركة الخدمة إلى مناصرتها للوقوف ضد الانقلاب، على أننا مستعدون لتلبية دعوة أي أحد في أي مكان في العالم للوقوف معه ضد الانقلابات بلا تردد. لكني لا أظن أن يكون لدى السلطة نية لدعوة كهذه. لأننا إذا تأملنا في هذا الانقلاب الدموي المسرحي المصطنع، فسنجد أنه قد خطط له سلفا، ولذلك يريدون استمرار الأمر على هذا النحو واستغلاله أسوأ استغلال.

هناك تعبير عربي مستخدم في التركية يقول: الخائن خائف خائب. ولأن هذه الخيانة من تدبيرهم هم تجدهم يسكتون كل صوت معارض، ويصادرون الصحف والقنوات ويغلقونها، ويعتقلون كل من يخالف روايتهم. ويشردون كل من رأوا فيه نزاهة وصدقا بالنفي والسجن والإبعاد. وقد عبر عن هذا شاعر النشيد الوطني محمد عاكف في إحدى قصائده. لذلك ليس في تركيا اليوم صوت شريف يستطيع أن يعبر عن فكره ومشاعره بصدق وحرية دون أن يتعرض للأذى.

لقد اعتقلوا شخصيات من التيارات القومية والاشتراكية والليبرالية ممن تعاطفوا مع الخدمة ورأوا فيها حركة إيجابية كالكاتب الصحفي شاهين ألباي، وممتاز أير تورك أونه، وعلي بولاج وعلي أونال. أسكتوا كل المعارضين، لا يريدون أن يسمع الناس رواية مختلفة. هم يعرفون أنهم ارتكبوا جرائم فظيعة وأعمالا شنيعة لو علم بها الرأي العام لغطّوا وجوههم من شناعة ما ارتكبوه. لذا ينتهجون سياسة استئصال كل صوت معارض.

يجب القبول بأردوغان كرئيس

العربية: أنت مواطن تركي، وتقول إنك تؤمن بالديمقراطية والعملية الانتخابية، فهل تعتبر رجب طيب #أردوغان رئيسك؟

غولن: الإعجاب بالشخصية شيء، والقبول بها كرئيس منتخب من قبل الشعب شيء آخر. نعم يجب القبول به كرئيس للجمهورية احتراماً لإرادة الشعب الذي انتخبه، لكن هل هذا الشخص مناسب للمنصب الذي يشغله أو لائق به؟ لا يمكن أن يغيب عن تصوري بعض الأمور التي تجعله فاقدا أهليّتَه لهذا المنصب، بدءاً من الشبهات حول مؤهِّله الجامعي وانتهاء بخطاب الكراهية والاستقطاب الذي ينتهجه. لذا فلياقته للمنصب من عدمها شيء، واحترام إرادة الشعب شيء آخر. ومن ثم يمكنني القول إنه رئيس للجمهورية التركية بموجب احترامي للإرادة الشعبية، بغض النظر عن أهليته لهذا الموقع.

اسمحوا لي بهذه الإضافة؛ إن نية القضاء على الخدمة تمتد إلى ما قبل فضائح الفساد بنحو 18 عاما. وقد عبرت عن هذا في مناسبات متعددة. عندما اعتزم أردوغان تأسيس حزب جديد جاء إليّ والتقاني، وأنا بدوري عبرت له عن أفكاري فتحدث معي بإيجابية. لقد كنت حَسَنَ الظن به، لكني صرت ضحية حسن الظن هذا. بعد أن استمع إلى أفكاري وغادر، بلغني أنه قال لمرافقه الذي كان معه في المصعد: "إن أول ما سأقوم به بعد التمكن من السلطة هو تصفية هؤلاء والقضاء عليهم". وهذا يدل على ما ينطوي عليه من حسد وحقد، ثم تطورت هذه المشاعر أكثر لاحقا. انتشرت مدارس الخدمة ومراكزها الثقافية في العالم، وبدأت تؤدي دورا فاعلا في نشر القيم الإنسانية السامية والحوار والتعايش. وأظن أن أردوغان كان يريد توظيف هذه المؤسسات للدعاية الشخصية لنفسه، وللترويج لزعامته للمسلمين وإمارة المؤمنين. كان ينتظر من أبناء الخدمة المنتشرين من خلال المدارس والمراكز الثقافية في 170 بلداً أن يروجوا لهذه الزعامة. كان يريدهم أن يعدوه كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويحترموه على هذا الأساس. وعندما لم تتحقق رغبته تلك، ووجد أن الأمور تسير في حركة الخدمة بشكل مختلف، ووجد أيضا أنه لا يمكنه الاستفادة الشخصية من مواردها، أو من الترويج للصورة التي يرجوها لم يستسغها وحنق عليها. لذلك قلت إن هذه قصة قديمة. ولكونه لم يستسغ فعاليات الخدمة عمد أولاً إلى إغلاق المعاهد التحضيرية للجامعات، ثم شرع في الاستحواذ على المدارس قبل 4 سنوات.

بعد سيناريو #الانقلاب الأخير هذا، وإسكاته لكل صوت معارض تمكن أخيرا من بسط كافة نفوذه، وبادر إلى اتهامنا بأننا كيان موازٍ وتنظيم إرهابي، واعتقل كل من يعترض طريقه. لقد اعتقل آلافاً من الناس في عملية "مطاردة الساحرات" على حد تعبيره. اعتقل كلَّ من شم فيه رائحة معارضة، وبات يرى ضرورة إسكات كل المعارضين. لقد كانت نيته هذه مبيَّتة من قبل، وقد أسفرت الأحداث عن ذلك. كان ينتظر أن يكون أميراً للمؤمنين وزعيماً عالمياً، لأن حاشيته أو بالتعبير القرآني "مَلَأَهُ" كانوا يوهمونه بذلك حتى آمن هو بها. بعد أن صفقوا لكل ما قام به، وحولوه إلى طاغية، بدأ يصدق فعلاً أنه يستحق هذا اللقب.

أضر بالديمقراطية والنظام الجمهوري

العربية: برأيك الشخصي، هل سبب هذا الانقلاب ضرراً كبيراً بمستقبل الديمقراطية في تركيا؟

غولن: أجل، لقد أضر بالديمقراطية، وأضر بالنظام الجمهوري، وأضر بعلاقات #تركيا الخارجية، وأضر بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وبمكانة تركيا في حلف النيتو. كما أساء إلى سمعة تركيا في العالم الإسلامي للأسف.

لم يكن له أي أثر إيجابي في فترة حكمه الأخيرة. لكن لا يزالون يصرون على السير في هذا النهج السلبي الخاطئ، ويظنون أنهم بهذا يمكنهم

تحقيق نتائج مُرضِية. ليس بإمكانهم أن يغيروا الرأي العام العالمي بهذه الأفعال. فقد ولدت هذه السلبيات والأخطاء المتوالية دوائر مفرغة يستحيل أن تتمخض عن نتائج إيجابية.

دُعيت للإقامة في هذه الدول

العربية: الحكومة التركية أصدرت بحقكم مذكرة اعتقال في 4 آب/أغسطس الجاري، وسلموا في 16 من الشهر ذاته طلباً إلى الحكومة الأميركية، لتسليمك إلى السلطات في تركيا، هناك أيضاً وفد برلماني تركي في #الولايات_المتحدة هذا الأسبوع، للاجتماع بمسؤولي وزارة العدل، لحثهم على تسليمك، ومعهم 85 صندوقاً، تحتوي على ما يصفونه بالأدلة على تورطك بالانقلاب الفاشل، فهل أنت على يقين بأن وزارة العدل الأميركية لن تجد أية أدلة في كل هذه الوثائق المقدمة تثبت ضلوعك في الانقلاب وتحتم عليهم تسليمك إلى الحكومة التركية؟

غولن: لا يمكنني أن أقول شيئاً في هذا الصدد. لكن سبق أن أدليت بأقوالي في النيابة العامة بنيوجرسي على خلفية قضايا رفعت ضدي في المحاكم التركية قبل سنين. وكنت شاهداً على مدى احترامهم لقيم العدالة في التعامل معي. لذلك أعتقد بناء على تجرتبي السابقة أنهم لن يفرّطوا في هذه القيم أو يتخذوا قرارات خاطئة استناداً إلى ادعاءات واهية. فالولايات المتحدة لن تجازف بسمعتها لدى الرأي العام العالمي وترتكب خطأ كهذا.

أظن أن العالم يتابع هذه القضية عن كثب. هناك دعوات وجهها لي مؤخراً مسؤولون كبار في مصر وبعض دول أميركا اللاتينية، وسابقا دعاني جيرينوفسكي للسفر إلى روسيا والإقامة فيها. كثير في العالم كله يعلم أن ما وقع في تركيا مؤخرا مصطنع ويبدو غير متماسك.

لا أظن أن أميركا يمكن أن تتخذ قراراً خاطئاً مثل هذا وتواجه به الرأي العام العالمي؛ إلا إذا انخدعوا بمثل هذه الادعاءات. لقد أرسلت تركيا مؤخراً طلباً لاعتقالي، لكن المحكمة هنا رفضت حسبما ذكر لي الإخوة. كما أن هناك عدداً من الملفات المعروضة الآن أمام العدالة للتحقيق فيها. وبحسب ما ذكره لي بعض الأخوة فإن هذه الملفات لا تحتوي على أي دليل معقول ومعتبر قانونياً. لذلك لا أظن أن الولايات المتحدة ستفرط في سمعة عدالتها.

السلطات التركية تقدم فيلات وأموالا لحشد الناس

العربية: إذا كانت حركتك أبداً لا سياسية، بل هي منظمة دينية وخيرية تنشر كلمات المحبة والتفاهم والتسامح، فلما تعتقد أغلبية الشعب التركي، وفقاً لاستطلاعات الرأي، بأنك وأتباعك تقفون خلف الانقلاب الأخير؟

غولن: هذا بسبب كبت كل الأصوات المعارضة، وسجن كل رأي مخالف للرواية الرسمية. فكل وسائل الإعلام الآن ترزح تحت سلطتهم. وكالعادة فهذا ما يحدث في مثل هذه المواقف دائما. لقد انساق الناس وراء الفرعون أمنوفيس كالقطيع وانساقوا وراء هتلر، وكذلك انساقوا وراء صدّام.

فحين تُسكِت كل الأصوات المعارضة تصبح الجماهير فريسة سهلة الخداع والانقياد. ومعظم الشعب التركي -مع أنني أحد أفراده- واقعون تحت تأثير هذه الحالة. فالبعض خاضع جراء التهديدات، والبعض الآخر طامع في منافع مقدَّمة وأخرى موعودة. فقد ذكر لي أحد المقربين أن السلطات تقدم فللاً وقصوراً من أجل إخضاعهم. وأحياناً يعطونهم أموالا لحشد الناس في اللقاءات الجماهيرية. وفي ظل وجود هذه النوعية من الطامعين يسهل التلاعب بأفكار الجماهير وإقناعهم بما يريدون والحطّ من قدر الآخرين وتهميش أدوارهم. وهذا يفسر عزلنا وتهميش أدوارنا. لكن هناك مثلاً شعبياً يقول: حبل الكذب قصير، وسوف يأتي اليوم الذي يردد فيه الظالمون: تالله لقد آثرك الله علينا.

بعض القوميين المتشددين وراء الأحداث

العربية: تعرف المجتمع التركي وحكومته جيداً، وتحظى بمؤيدين وأتباع في الجهاز القضائي والعسكري وفي كل أوجه الحياة في تركيا، لذا أنت أفضل من يجيب على السؤال المتعلق بهوية منظمي الانقلاب الفاشل.

غولن: تصلني أخبار من تركيا لكن من الصعب التحقق منها. لكن يبدو أن بعض القوميين المتطرفين هم من يقفون وراء هذه الأحداث. وكانت السلطة على علم مسبق بها بدليل الموقف الذي سارعت إلى إبدائه ليلة الانقلاب. وهناك حديث حول ضلوع القيادي اليساري المتطرف دوغو برينتشيك في هذه الأحداث. كما يتحدثون عن اعتقال بعض العناصر من هذا التيار. وأقول غير جازم إذا كان هناك متورط في محاولة الانقلاب من المتدينين أو ممن يدّعي تعاطفَه مع الخدمة، فهو ضحية للخديعة والتغرير، دفعه القوميون المتطرفون للواجهة، وشجّعوه على المشاركة في الانقلاب موهمين إياه بأن خروجه من أجل الديمقراطية، وأن كل شيء سيكون جيداً. قد يكون بعض المغفّلين السذّج انخدعوا بهم، لذلك أقول إنْ حدث هذا، فإني لن أسامحهم وسأحاسبهم أمام الله عز وجل.

لا يمكن التسامح نهائياً مع أي انقلاب على الديمقراطية. لم أسوّغ ذلك، ولن أسوّغه ما حييتُ. قد يكون بينهم بضعة أفراد تم خداعهم. في الحقيقة المسألة معقدة. فحين ننظر إلى طبيعة السيناريو، سارعت القيادة الحالية بعد ساعتين من الانقلاب باتهام جهة معينة بهذه الجريمة، وذكروا أن منفذيه من أتباع هذه الجهة، وباشروا باعتقال الآلاف. لذلك فالواضح أنهم هم من دبروا هذا السيناريو من أجل تقوية سلطاتهم. لقد قاموا بما سبقهم به هتلر في ألمانيا ولينين في روسيا. لقد أجازوا لأنفسهم القيام بهذا بمنطق ميكيافيلي من أجل بناء سلطنتهم.

الجيش بات خاضعاً تماماً للسلطة الحاكمة

العربية: كثيرون لا يلومون الرئيس أردوغان إعلان حالة الطوارئ في البلاد، ونرى حالياً اتهامات بشدة تطبيقها، وهناك أيضاً محاولات لاستعادة عقوبة #الإعدام التي ألغيت قبل 12 عاماً، فما رأيك بفرض حالة الطوارئ، واحتمال استعادة عقوبة الإعدام؟

غولن: لا أدري إن كان الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية ستقبل بحكم الإعدام. هذا الحكم كان سارياً حتى فترة حكم المرحوم تورغوت أوزال.

خلال فترة تأسيس الجمهورية تم إعدام نحو عشرة آلاف بعد تصويرهم على أنهم متمردون بدعوى بناء دولة جديدة. وأظن أن الأسلوب ذاته يُستخَدم الآن عبر تهديد المجتمع واضطهاده. ولا أدري هل سيقبل العالم بهذا أم لا؟ لذلك أظن أن حالة الطوارئ تستهدف التغطية على الاعتقالات والانتهاكات التي يرتكبونها وتسويغ كل ذلك. وبعد سقوط هيبة المؤسسة العسكرية وإخضاعها لهم، يعتقلون من الجيش كل من يعترض طريقهم حتى لو كانوا يحملون نفس أفكارهم. لذلك أقول إن المؤسسة العسكرية - والله أعلم- باتت خاضعة تماماً لهم. فالعسكريون يقولون الآن إنهم تحت أمر السلطة الحاكمة.

إن السلطة المدنية تستغل الآن حالة الطوارئ لتصفية حساباتها. إنهم يعتقلون من يشاؤون، ويمارسون في حقهم كافة الانتهاكات، ويمنعونهم من مقابلة ذويهم ويكدسونهم في زنازين ضيقة كالأسماك. فباسم حالة الطوارئ تنتهك السلطة التركية كافة الحقوق الإنسانية.

دعوات لتشكيل هيئة دولية للتحقيق

العربية: كتبت مقال رأي في صحيفة لوموند الفرنسية، طالبت فيه بتشكيل هيئة تحكيم دولية في الانقلاب، ومعلناً مسبقاً قبولك بحكمها، فلم هيئة دولية، هل فقدت الثقة يا ترى في نزاهة القضاء التركي؟

غولن: إن السلطة الحاكمة في تركيا فصّلت جهاز القضاء على مقاسها، فشرّدت كثيراً من القضاة وعزلت البعض الآخر، بل إنهم أسسوا مؤخراً محاكم خاصة مثل محاكم الاستقلال التي أُسست خلال تأسيس الجمهورية التركية. فالذين يمسكون بزمام الأمور اليوم يُملُون على القضاة الذين عيّنوهم الأحكام التي سيصدرونها، فيشيرون عليهم باعتقال هذا أو مصادرة ممتلكات ذاك أو إغلاق شركات مملوكة لأصحابها. وكل هذا يتم بالترغيب تارة، وبممارسة الضغوطات تارة أخرى. في جو كهذا لا يمكن الحديث عن الحقوق والعدالة. فكل هذه القيم يدوسون عليها بأقدامهم الآن. لذلك دعوتُ إلى تشكيل هيئة دولية مهمتها التحقيق في هذا الموضوع والكشفُ عن ملابساته. وعندما دعوت إلى هذا كنت أعلم أن السلطة في تركيا لن تستجيب. وأتوقع أنهم لن يستجيبوا. فهم يخشون من أن تُفضَح ألاعيبُهم، وتظهر تلك الفبركة التي قاموا بها. لذلك أكرر القول: إن كانت لدى السلطة الحالية في تركيا الشجاعة، فليقبلوا بهيئة دولية سواء من الاتحاد الأوروبي أو البرلمان الأوروبي أو النيتو أو من العالم الإسلامي تُحقّق في هذه القضية، وتبين الحقيقة كاملة أمام الجميع. لكن لا أعتقد أن يستجيبوا. لم يستجيبوا لأي دعوة قدمها لهم هذا الفقير من قبل، ولا أظن أنهم سيستجيبون لهذه الدعوة أيضاً.

بوتين سيأخذ من تركيا حاجته ثم يتركها

العربية: القمة الأخيرة بين الرئيس أردوغان والرئيس بوتين، وكذلك زيارة يوم واحد لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى تركيا، فهل هذه تحركات لممارسة الضغوط على الغرب، أم هي تحول جديد في السياسة الخارجية التركية؟

غولن: يظهر من المشهد الراهن أنهم غارقون في دوامة من المشاكل دون أن يجدوا لها حلولاً. فإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وخطاباتُ الود الموجَّهة لها تسير في هذا السياق. ومن قبلُ كانوا يطلقون ألسنهم ضد روسيا، لكن عندما غرقوا في المشاكل صاروا يريدون سحب روسيا إلى جانبهم. بالإضافة إلى وجود مصالح مشتركة بين الطرفين تتعلق بالغاز والبترول ورغبةِ تركيا في تأمين علاقاتها مع دول وسط آسيا. في رأيي إن لجوءهم إلى روسيا نابع من تورطهم في مأزق لا خلاص منه. أعتقد شخصياً أن الرئيس بوتين شخص ذكي. قد تحبونه أو تكرهونه، وقد تقدرون رأيي حوله أو لا، لكني أظن أنه سيأخذ من السلطة في تركيا ما يحتاجه ثم يستغني عنها، وستواجه تركيا مستقبلا مشاكل وعقبات في إقامة علاقات جدية مع روسيا. وهكذا الوضع مع إسرائيل. لأنه من غير المنطقي الثقةُ في شخصٍ وصف إسرائيل بالأمس بأنها لا تعرف شيئا سوى القتل، واليوم يصفها بأنها أقرب دولة صديقة. مستحيل أن ينجح شخص بنى حياتَه على التناقضات والتقلبات المستمرة. الروس يعرفون نقاط ضعفه جيدا. فالرئيس بوتين شخص ذكي، أعيد هذا وأؤكد أنكم سواء أحببتموه أو كرهتموه، إلا أنني لا أظن أن بوتين سيصدقه ويقف إلى جانبه. في الوقت نفسه يدور حديث حول مسائل أخرى في هذه العلاقة من قبيل أشياء تم تحويلُها من تركيا إلى روسيا في فترات سابقة، كذلك هناك حديث عن استثمارات أخرى غير شرعية هناك. لذلك فهمُّهم الآن هو استعادة هذه الاستثمارات. ولكن بوتين ليس شخصا يسهل خداعه والتلاعب به. ما يحدث مجرد سعي بائس من شخص فاشل للتخلص من المشاكل التي غرق فيها.

مشاكل تركيا ستفاقم عزلتها

العربية: الحكومة التركية تصف حركتكم بأنها حركة إرهابية، وتسميها منظمة فتح الله الإرهابية، فماذا يمكنك أن تقول للرئيس أردوغان إذا ما كان حاضراً هنا معنا لإقناعه بالعكس، وبأنكم فقط منظمة خيرية تقدم الخير للناس، وإن تعذر عليك ذلك، فما هو الحل إذاً، فأنت الآن تنتقد الجهاز القضائي والحكومي، وتنتقد #حالة_الطوارئ وتصفها بالتشدد، فإلى أين نحن ذاهبون إذاً، وما هو الحل بالنسبة إلى فتح الله غولن؟

غولن: حتى لو التقيت بأردوغان مباشرة فلا أظن أنه سيستمع إلى رأيي. إنهم يعرفون جيدا أن الخدمة ليست حركة إرهابية. لقد اعتقلوا آلاف الأبرياء وداهموا مئات المؤسسات، حطموا الأبواب والنوافذ، واعتدوا على العاملين فيها، تماما كما كانت تفعل الوحدات الوقائية التابعة لنظام هتلر. لقد رشّوا المياه وأطلقوا الغاز المسيل للدموع على أناس أبرياء لم يواجهوهم ولو بلكمة واحدة. فهؤلاء الناس أصحاب قلوب راقية، منهجهم كما يقول يونس إمره: "لا يدَ لي أوجهها لمن ضربني، ولا لسان لي ضد من سبّني، لا ألطّخ بالانتقام قلبي". فوصمُ مثل هؤلاء بالإرهاب جهل بمعنى الإرهاب أو افتراء متعمَّد على أبرياء. لو حدث فعلا وواجههم هؤلاء ولو بحجر واحد لكنتُ أول من سيقبل اتهامهم بالإرهاب. لكن برغم الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له أبناء الخدمة الذين لا العنفُ ولا الإيذاءُ من شِيَمهم، فهم لم يقابلوا هذا الظلم ولو بأذيّة واحدة. لقد قبلوا بالسجون والمعتقلات وسلّموا أمرهم لله دون أن يردوا على الاعتداء باعتداء مثله. مع أن من حقهم العملَ بالجزء الأول من الآية القرآنية: "وإن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما عوقبتهم به". لكنهم آثروا العمل بالجزء الثاني منها: "ولئن صبرتم لهو خير للصابرين".

الذين يتهمون مثل هؤلاء الناس بالإرهاب هم الإرهابيون حقيقة. وهناك مثل شائع يقول: "ظُنون المرء من خُلُقه". قد يكون هناك أناس من شعوب "السلاف" اخترقوا الأناضول، وأظهروا أنفسهم يهودا مع اليهود أو نصارى مع النصارى، ومسلمين مع المسلمين. هؤلاء يمكن أن يكونوا إرهابيين حقا. أما أبناء الأناضول المسلمون الحقيقيون الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإنسانية في العالم، فلا يمكن أن يكونوا إرهابيين أبدا.

من جانب آخر، نحن نتحدث هنا عن حركة مدنية انطلقت وانتشرت وفتحت مدارس ومراكز ثقافية في بلدان العالم منذ 24 سنة. لقد فعلوا هذا بالتعاون مع أبناء تلك البلدان، وقاموا بهذه الفعاليات بمشاركة أبناء تلك البلدان. أستسمحكم، إنّ أبناء هذه البلدان المختلفة ليسوا بأغبياء. لقد تابعوا في البداية هذه الفعاليات بعين الشك، وجسّوا نبض القائمين عليها مرات عديدة. ولحدّ الآن لم يظهر أن أحدا من أبناء الخدمة شارك أو تورط في أي عمل إرهابي في العالم ولو بنسبة 1 في الألف. لذلك فأصحاب السلطة في تركيا سيخفضون رؤوسهم في المستقبل خجلا مما يدّعونه اليوم.

أما حول المشاكل الراهنة، فستؤدي إلى تفاقم عزلة تركيا عن محيطها، وقد تُفرَض عليها عقوبات بموجب عضويتها في بعض المنظمات الدولية كالاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي وحلف النيتو. ومن الممكن أن تحدث انشقاقات داخل الحزب الحاكم. أما عن المظالم والانتهاكات التي يقومون بها، فأنا على يقين بأنها لن تستمر بإذن الله ورعايته. "إن الله ليُملِي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلِته"، ويقول الله عز وجل: "وكذلك أخذُ ربك إذا أخذ القُرى وهي ظالمة إنّ أخْذَه أليم شديد

 

نصرالله في حديث عبر المنار:المقاومة ستنتصر في حال حصلت حرب عليها ولبنان يعيش استقرارا لا مثيل له باستثاء تهديد داعش

الجمعة 19 آب 2016 /وطنية - اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هذه الليلة عبر حوار خاص على شاشة تلفزيون "المنار" واستهله بالحديث عن حرب تموز و قال " في علم المنطق لن تكون النتيجة اكبر من المقدمات، ولكن عندما نرى ان 3 زائد 3 يساوي 600، هذا يعني ان الفارق اتى من خارج المعادلة وهذا ينطبق على الحدث الذي نحكي عنه، اي ان جيش اسرائيل من اقوى عشرة جيوش في العالم، وهو كيان عسكري من رأسه الى اخمص قدميه، وخلفه الولايات المتحدة الاميركية، وبعض الدول العربية، ولديه دعم مالي وسياسي وعسكري وصواريخ، كل ذلك حصل في حرب تموز، يقابل ذلك مقاومة شعبية لجزء من الشعب اللبناني، ولكن احتراما وتقديرا نقول الشعب. لكن هناك جزءا من هذا الشعب له رأي آخر، ودولة هذا الشعب كان منقسمة في الرأي خصوصا في الحكومة يومها برئاسة فؤاد السنيورة، في حين ان الدول العربية ايضا كانت منقسمة، والشعوب متعاطفة، اما العقل السياسي والامني فكان كله لمصلحة العدو بإستثناء سوريا وايران معنا، لذا اذا اخذنا مجريات الاحداث وحجم النار التي القيت على رؤوسنا وبإعتراف اسرائيل انه يزيد على كل ما القته في الحروب العربية معها، فمن اين اتى هذا النصر"؟ وأجاب "انه من السنن الالهية".

واضاف "ليس من تفسير لما حصل، فقط انه وعد من الله للمجاهدين والمحتسبين والصابرين، هذا نصر الهي ولا تفسير اخر لما يجري".

وردا على سؤال حول خجل هذه الامة من نصرها قال: "هناك امر مؤسف اكثر، عندما خرج الصهاينة عام 2000 بعمل نظيف منا، ولم نضرب عميلا او نتعرض لدور عبادة، ومع ذلك كان هناك ناس غير مسرورين منا، وفي العالم العربي ازاء هزيمة اسرائيل، ايضا هذا ما حصل في حرب تموز 2006، وهناك من راهن عليها وكان يأمل في الليل والنهار ان تهزم المقاومة وتنتصر اسرائيل".

وتابع "عرفنا لاحقا ان في الايام الاخيرة للحرب، اتصلت احدى السفارات الاوروبية بالمسؤول في "حزب الله" نواف الموسوي، وجرى تحديد الموعد، واخبره الاوروبي ان الاسرائيلي يريد ايقاف الحرب، ولكن لم يبق سوى الحكومة اللبنانية. الحرب كان لها ان تنوقف قبل 14 اب، لكنها استمرت بفعل موقف الحكومة اللبنانية المدعوم من الخارج، وكانت حجته انه كيف يمكن ايقاف الحرب ولم يتم نزع سلاح "حزب الله"، والامر ما يزال كما هو".

واوضح "من باب المجاملة وصف الرئيس بري الحكومة بأنها حكومة مقاومة، ولكن هذا النظام الرسمي العربي الذين يرتزقون منه لم تكن اسرائيل بالنسبة اليهم عدوا ولم تكن كرامة الامة العربية تعني لهم شيئا. نحن في العام 2000 لم يتم الاحتفال بالنصر الذي اهديناه للبنانيين والفلسطينيين، ومع ذلك لم يتم الاعتراف بنصرنا رغم اعتراف اسرائيل بهزيمتها".

ولفت الى "ان تداعيات حرب تموز في اسرائيل شهدت عندهم اكبر كم من الحديث عن هزيمتها، ومع ذلك نرى من يرفض ذلك، وفي رأيي للامر خلفيات نفسية".

وقال: "إيماننا بالنصر كان مبنيا على إيماننا بوعد الله للمجاهدين الصابرين، ولدي الآن يقين أن المقاومة اليوم ستنتصر في حال حصلت حرب عليها لأننا نملك قضية حق في معركتنا مع اسرائيل، إضافة لى ثقتنا بالوعد الالهي وبالتحضير لهذه المعركة من صواريخ صنحع سوريا، وبالتجهيز لامكاناتنا، ولم نكن نائمين بين ال2000 و2006 والى اليوم، لذلك نحن في سباق مع الوقت ولم نبخل بما نملك، ونحن مجموعة متماسكة ومطيعة غير متنازعة، وهذه من شروط النصر.

أضاف: "عملنا على تشغيل عقولنا أيضا، لذلك نحن عملنا على تأمين الشروط المطلوبة منا وأبرزها الاخلاص، وهذه الجماعة التي قاتلت في حرب تموز لم تنتظر مديحا من أحد وإنما قاتلت من أجل الله".

وتابع: "ان الله أنزل علينا النصر لأننا قمنا بكل الشروط المطلوبة، وهذا ما نسميه بالتدخل الالهي، لا سيما وان عدونا عاش يومها إرباكا".

وأكد "طالما هذه المقاومة جاهزة ومستعدة ومخلصة ومنسجمة فإن وعد الله بالنصر آت.

وأن أي مسؤول عن إدارة شعب بلد من واجبه القيام بذلك، ونحن لسنا زاهدين"، منتقدا واقع البلد الطائفي وتمسك المسؤولين فيها بالسلطة، ولذلك نحن لم نطالب باستلام السلطة بعد العام 2000 كي لا تحدث مشاكل وخراب للبلد، ولكن في أي مكان يمكننا الدخول فيه فلا نزهد ولكن لا نقاتل من أجل السلطة".

وأوضح "ان المقاومة في لبنان وبسبب التعقيد الطائفي فإن جزءا من الشعب لم يكن معها. "حزب الله" يعمل على ملفات في البلد لكنه يحجم عن تلك التي تؤدي الى الخراب.

وعن انصاف التاريخ للنصر الذي حققته المقاومة أشار الى النقاش حول دور ادهم خنجر على سبيل المثال وكان قد قاتل الفرنسيين، وقال "هناك اتهامات كثيرة لنا وتتهمنا بكل السيئات، ما نتطلع اليه بحق هو ينتظرنا يوم القيامة، حيث لا مال خليجيا ولا دور اميركيا، ما نتطلع اليه هو يوم القيامة، وانا لا انتظر ان ينصفني التاريخ وهذا ليس يأسا، ولكن حقيقة الامر هو ان ينصفنا الله ونكون في رضاه".

وردا على سؤال قال "نرفض تكبير الاحقاد الداخلية، ولم نكن نريد فتح الابواب للكراهية، مع انه للاسف الطرف الآخر يعمل هكذا الاحقاد لا تحمي بلدا".

وعن المشاهد التي ابكته خلال حرب تموز قال "اهم مشهد كان ثبات الناس، وعيهم، طمأنينتهم، استيعابهم للمعركة نفسيا وعاطفيا للالام، وهذا ما لمسناه في تعبيرات الناس، اضافة الى صبرهم، وهذا كان سر قوتنا الاساسية، ومن تجليات التدخل الالهلي كان مشهد عودة الناس يوم 14 آب الى قراهم المدمرة في الجنوب، مع ان الاوضاع لم تكن واضحة بعد بالرغم من قرار وقف اطلاق النار".

اضاف "بدأت مواكب العودة عند الثامنة صباح 14 آب من دون اي تدخل من احد، وهؤلاء الناس هم من اسقط هذه المؤامرة".

واستذكر ما قاله فيلتمان بأنه وضع 500 مليون دولار على الاعلام والسياسة في لبنان لابعاد الناس عن حزب الله". وانتقد وسائل اعلام خليجية وخصوصا السعودية عندما قالت ان ابني لم يستشهد في المعركة ضد اسرائيل، وانما كان يسهر في احد الملاهي، واصفا الامر بالكذب".

واكد "ان الاسرائيلي في اسوأ حال لانه لم يستعد الجانب المعنوي".وكشف "انه زار الجنوب والبقاع بعد حرب تموز، وقال "انا لا اعيش في ملجأ، وهذا ليس سرا لان كل الذين التقيتهم، اجتمعت بهم في جو طبيعي".

واضاف "التقيت عائلتي خلال حرب تموز لحوالى نصف ساعة. ان من اهم عناصر الانتصار في ذاك اليوم ان عائلاتنا كانت اساسا في هذا النصر لصبرها واحتسابها وتدبرها امورهما.

وتطرق الى ما جرى في سوريا وقال انه "بسبب عدم قدرة اسرائيل على ضرب المقاومة وايران، لان سوريا ليست جسرا وانما هي دولة مقاومة وجزء اساسي في معادلة حرب تموز، والصواريخ التي اتتنا في حرب تموز كانت من سوريا ولم تكن من ايران، كان قرارهم بكسر سوريا لعزل المقاومة، فكان ان عملوا على اخذها بالسياسة اولا، ولهذا اتى الملك عبدالله الى سوريا لاخراجها من محور المقاومة، ولكن لم ينجحوا بسبب ارادة سوريا واستقلالية قرارها السياسي، ولذلك عندما فشلوا في السياسة واتت موجة الربيع العربي، اتوا الى سوريا من باب الانتقام منها بسبب موقفها في حرب تموز.

واضاف "كان المطلوب في حرب تموز ضرب المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين وبعدها ايران، وهذا هو مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت عنه كوندوليزا رايس، وعندما فشلوا في اخذ سوريا بالسياسة لجأوا الى الحرب عليها وانشأوا داعش والنصرة وكل هذا الخط التكفيري".

وتابع "اهم سلاح في يد ترامب في مواجهة كلينتون اتهامه لها ولاوباما بأنهما كانا خلف انشاء داعش التي اتيا بها من كل انحاء العالم. نحن ما نزال نقاتل في حرب تموز، وما نقوم به اليوم هو لحماية نصر تموز"،لافتا الى "الاحراج الذي تسبب به ترامب لاوباما في هذه المسألة".

وعن الوضع في لبنان قال انه يعيش استقرارا ليس له مثيل بإستثناء تهديد داعش على الحدود الذي يواجهه الجيش. واعطى مثالا على هذا الاستقرار ما تعيشه منطقة الجنوب وقراه وعلى الحدود، لان معادلة حرب تموز اقرت ذلك.

واكد انه من "اجل مصلحة البلد واهله والنازحين اليه من اجل امنهم واستقرارهم فإننا على استعداد الى الجلوس مع من يناصبنا العداء، ولو كنت شخصيا قادرا على الذهاب شخصيا والجلوس معهم لذهبت".

وعن اصدقاء المقاومة قال "في العالم كان رؤساء وزعماء ومرجعيات ووسائل الاعلام وكتاب ومفكرون وهؤلاء وقفوا معنا والى جانبنا، ولكن اعتذر عن الدخول في الاسماء كي لا يعتب علينا احد".

وعن دور الجيش قال "في حرب تموز تصرف الجيش بعقيدته الوطنية وضمن امكاناته المتاحة وقدم شهداء وتسهيلات للمقاومة، وتعاون معها".

وكشف عن ان هناك في الادارة السياسية هنا وخصوصا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة اصدر امرا الى الجيش بمصادرة السلاح الذاهب الى المقاومة، يومها تدخل بقوة الرئيسان لحود وبري ووصل الامر الى مرحلة التهديد لانه لا يمكن ان نقبل بالوصول الى صدام مع الجيش. ونتيجة التهديد حصل التراجع عن ذاك القرار".

وقال "الذي لم يفعله الاسرائيليون خلال 33 يوما في حرب تموز حاول بعض اعضاء الحكومة القيام به".