الياس بجاني/تأليه السياسي يفسده ويجعل من مؤلهيه قطعان من المواشي وعبيد، وتأليه نصرالله الهرطقي خير مثال

183

تأليه السياسي يفسده ويجعل من مؤلهيه قطعان من المواشي وعبيد، وتأليه نصرالله الهرطقي خير مثال

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2021

من استمع إلى خطاب نصرالله أمس، رأي بأم العين كيف أن هذا المخلوق المرّيض بوهم العظمة، هو منسلخ عن واقع البشر، ومتعالي باستكبار مقزز،  ويعتقد أنه يملك لبنان، وأن اللبنانيين هم عبيد بأمرته، وبأنه الآمر والناهي، يشيطن من يريد، ويرّفع من يريد إلى درجة المواطنية والشهادة.

مخلوق يعلن انتمائه العسكري والمذهبي والإجتماعي والفكري لغير لبنان، ويفاخر بهذا الأمر بوقاحة وفجور، دون أن يكون هناك إمكانية قانونية لمحاسبته ومحاكمته قضائياً،على ما يقترفه من جرائم، وتجييش، وبث فتن، وحروب، واغتيالات، وتهريب وتصنيع ممنوعات، وتبيض الأموال، والإرهاب، وضرب وتعهيرلكل ما كيان ودستور وقوانين وحقوق وحريات.

من هنا فإن أكبر المصائب خطورة وكارثية وتدميراً التي تعاني منها شرائح لا بأس بها من شعبنا اللبناني هي تقديس البعض منها لسياسيين ورجال دين وحكام، والتعامل معهم من موقع الزلم والأتباع والعبيد والأدوات، مما يفسد هؤلاء القادة الزمنيين والروحيين ويملأ ويحشو عقولهم العفنة برزم وموبوءات الأوهام وأحلام اليقظة، وبكل مركبات عقد التعالي والاستكبار والتوحش المرّضية ويسلخهم عن واقع وأحاسيس كل ما هو بشر وبشرية.

بنتيجة هذا التأليه المرّضي، واللا إيماني، والانبطاحي الفاضح والمذل، يتحول القادة هؤلاء إلى مخلوقات نهمة لا تشبع، وبشعة ومفترية، ولا انسانية فكراً، وممارسات، وثقافة، تتفوق بمرات على همجية ودموية ووحشية الحيوانات المفترسة.

في جردة موضوعية على كل السياسيين والقادة من أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية اللبنانية، المحلية منها والوكيلة لقوى ودول خارجية، يتبين لمن لا يزال يتمتع بقواه العقلي، وبحاسة النقد الفاعلة، وبالضمير الحي، وبالقدرة على التفكير السليم، يتبين أن كل هؤلاء، “وكلهم هنا يعني كلهم” هم في مواقعهم الحزبية والنيابية والقيادية والإقطاعية أبديون وسرمديون، ولا يفكرون بتركها لأي سبب من الأسباب، وإن فعلوا فمجبرون بسبب الموت.

يرث أولادهم من الذكور والأناث، أو أحد أفراد عائلاتهم من بعدهم رئاسة شركاتهم المسماة زوراً أحزاباً، وهنا لا استثناءات بالمرة. كما يتبين بجلاء أن غالبية هؤلاء، قد تم تقديسهم وتأليههم وسلخهم عن إنسانيتهم خلافاً لكل القيم والمبادئ والمفاهيم البشرية.  كما وبهرطقة ما بعدها هرطقة يتم تصويرهم كما يُصوّر البررة والقديسون، وتنشد لهم الأغاني والأشعار التبجيلية بمناسبة وغير مناسبة. وأليس هوبرة: “بالروح والدم منفديك”، استفراغ كلامي غبي يلخص هذه الحالة المرضية واللاإيمانية المدمرة؟!

أصبح العالم في القرن الواحد والعشرين، فيما شرائح من مجتمعاتنا تعيش راضية بالهوان، وخانعة للذل والإفقار والحرمان من أبسط مسلتزمات الحياة الكريمة، من أمن وقانون وماء وكهرباء وطرقات وضمان صحي وتعليمي، وفي وسط أكوام القمامة. هذه الشرائح الغنمية ورغم كل تعتيرها تتزلم لقادة وأصحاب شركات أحزاب، وتتعامل معهم وكأنهم آلهة في حين أنهم هم سبب كل معاناتها.

وفي سياق الغباء والجهل فإ ن شرائح أخري لا بأس بها تداهن وتمجد المحتل الإيراني الذي يفترس بلدنا ويصادر حريتنا واستقلالنا وسيادتنا، وتقدس سلاحه الغزواتي ودويلاته دون حراك أو حتى موقف رفض، وتتركه يهجرنا من أرضنا، ويفكك كل مؤسسات دولتنا، ويهدم كياننا، ويلغي رسالتنا، ويدمر بلدنا وكل مقوماته على جماجمنا التي كثر منها فارغة من غير النفاق والتقية والذمية… وما استفرغه نصرالله أمس من بربرية وهمجية وشوارعية وعنتريات وتهديدات وتخوين ونفاق وأكاذيب يبين كم ان بلدنا هو في خطر وجودي.

ولأن من يسكت على علته تقتله، نسأل: كيف يمكن أن نُصوّب ممارسات ومواقف وتحالفات أي سياسي، أو رجل دين في حال كنا رفعناه إلى مستوى الآلهة وقدسناه وأنشدنا له الأغاني، ورسمناه كما نصور القديسين، وارتضينا دور القطعان والزلم والأتباع والأدوات؟!

نعم، إن وطننا لبنان في خطر كياناً، وهوية، ووجوداً، ورسالة. ونعم، من واجبنا أن نقاوم ونرد عنه الوحوش الكاسرة من محليين وغرباء وفي مقدمهم الموهوم والفاجر نصرالله. ولكن لنتمكن من المواجهة علينا أولاً وقبل أي عمل آخر أن نحرر أنفسنا من موبوءات التزلم والتبعية والغنمية، ونتوقف عن التذاكي والتشاطر والتلطي خلف نفاق التقية والذمية. والأهم أن نتوب ونؤدي الكافرات عن خطايا تقديس وتأليه السياسيين ورجال الدين، وننتج من بيننا قيادات متواضعة ومؤمنة وغير نرسيسية، وعندها فقد تبدأ رحلة الألف ميل، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com