اميل خوري/مَن يُصدّق أن إيران تريد انتخاب رئيس والثنائي عون – نصرالله يُخالف إرادتها؟

186

مَن يُصدّق أن إيران تريد انتخاب رئيس والثنائي عون – نصرالله يُخالف إرادتها؟

اميل خوري/النهار

09 كانون الأول 2014

تساءل وزير سابق: من يصدّق أن في استطاعة “حزب الله” والعماد ميشال عون وحدهما رفض دعوة المجتمع الدولي والمجتمع العربي، ولا سيما ايران، الى انتخاب رئيس للجمهوريّة قبل أي أمر آخر، ورفض مطالبة غالبية اللبنانيّين وقادتهم بذلك ايضا. وهو يعتقد ان الدول المعنية بوضع لبنان عندما تقول إنها لا تتدخل في موضوع يخص اللبنانيين وقادتهم، فمعنى ذلك انها لا تريد حلا لموضوع الانتخابات الرئاسية، أقله في الوقت الحاضر، وقد تكون تريد ربط هذا الموضوع بمواضيع أخرى تتصل بمصالحها الحيوية في المنطقة، وإلا لكانت قررت التدخل لدى “حزب الله” وطلبت منه انتخاب رئيس للجمهوريّة لأن الاستمرار في تعطيل الانتخاب يعرّض لبنان لمخاطر جسيمة لا تعود تنفع معها أية حلول. واذا كان الموضوع يحتاج الى تفاهم سعودي – ايراني فينبغي أن يتم ذلك سريعاً بين من يريد الخير للبنان.

وذكّر الوزير اياه بزمن الحرب الداخلية التي دمرت لبنان. اذ ان الدول التي كانت تقف وراء تلك الحرب كانت تقول للمسؤولين اللبنانيّين عندما يستنجدون بها: “عليكم ان تتفقوا، وإلا فإننا لا نستطيع ان نفعل شيئاً لكم”.

وعندما زار الرئيس الياس سركيس فرنسا وقابل الرئيس الفرنسي وطلب منه العمل على وقف الحرب في لبنان، اجابه: “اذهب الى واشنطن”. فهل يقال اليوم لمن يهمه انتخاب رئيس للجمهوريّة “اذهب الى ايران” لأنها هي التي تستطيع ان تقول كلمتها الحاسمة لـ”حزب الله” و”حزب الله” يقولها حاسمة ايضا للعماد عون؟

إن الرئيس نبيه بري يسعى جاهدا مع النائب وليد جنبلاط لاطلاق حوار يبدأ بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” وينتهي في حال نجاحه بحوار شامل يهيئ الاجواء لانتخاب رئيس للجمهوريّة، أو يواكب التطورات في المنطقة ولا سيما في سوريا، بحيث يكون لبنان جاهزا لتلقي الحلول التي تخرجه من ازماته، بدءا بأزمة الانتخابات الرئاسية، كما نجح مؤتمر الدوحة في إخراجه منها.

وذكّر الوزير السابق نفسه بموقف الولايات المتحدة الاميركية ابان الحرب في لبنان عندما كانت تكرر تأكيد حرصها على استقلال لبنان وسيادته ووحدة اراضيه فيما القوات الاسرائيلية تحتل جزءا من الجنوب ولبنان يخضع لوصاية سورية. وعندما كان مسؤولون لبنانيون يطلبون انسحاب القوات السورية تنفيذا لاتفاق الطائف، كان مسؤولون اميركيون يجيبون ان الوضع الامني في لبنان لا يزال في حاجة الى وجود هذه القوات، وأن ممارسة ضغوط على الرئيس الاسد لسحبها يخشى ان تؤدي الى اهتزاز نظامه وحلول “الاخوان المسلمين” مكانه.

والسؤال المطروح هو: هل تكون روسيا اصدق من اميركا في انقاذ لبنان من الاخطار التي تهدده ولا سيما من تنظيم “داعش”، وحماية أمنه واستقراره نظرا الى قربها من سوريا وايران؟

لقد أعلنت روسيا انها تؤيد “إعلان بعبدا” وتتمنى ان يطبق على كل دول المنطقة، فهل تقرن القول بالفعل وتطلب من ايران ان يسحب “حزب الله” مقاتليه من سوريا فيكون هذا بداية تثبيت الامن والاستقرار في لبنان ووقف هجمات الارهابيين على حدوده وداخل حدوده، أو أقله الحد منها للحؤول دون زعزعة الاستقرار وتحميل لبنان ما يفوق طاقته والجيش ما يفوق قدرته، لأن مكافحة الارهاب احتاجت الى قيام تحالف دولي لم يتمكن حتى الآن من دحره ووقف امتداده على رغم القصف الجوي؟ وعلى الدول الصديقة التي يهمها أمر لبنان أن تعمل بسرعة على وقف الحرب في سوريا وإيجاد حل عادل ومتوازن لها بحيث يصير في إمكان اللاجئين السوريين العودة إلى منازلهم وإن مهدمة، لأن وجودهم على ارضهم يظل افضل بكثير من وجودهم على ارض غيرهم، ينتظرون المساعدات غير الكافية والتي تجعلهم لا يعيشون بكرامة فيتحول بعضهم اداة عنف وارتكاب جرائم. فعوض ان يتحمل المجتمع الدولي اعباء تقديم المساعدات للاجئين السوريين الى أجل غير معروف، فإن الاسراع في حل الازمة السورية أو إقامة مناطق آمنة داخل سوريا هو الذي يريح اللاجئين السوريين ويريح لبنان من عبء استضافتهم والدول المانحة من عبء المساعدات، وإلا فإن استمرار الأزمة السورية واستمرار تدفق اللاجئين هما أشبه بذاك الذي بنى مستشفى عند كوع خطر تقع فيه الحوادث، عوض توسيع الكوع لتفادي وقوعها.