قادة “الخليجي” يعقدون قمتهم في الدوحة غداً في ظل ضغوط أمنية ونفطية متصاعدة العلاقات مع العالم العربي سيما مصر في صدارة الاهتمامات

287

 قادة “الخليجي” يعقدون قمتهم في الدوحة غداً في ظل ضغوط أمنية ونفطية متصاعدة العلاقات مع العالم العربي سيما مصر في صدارة الاهتمامات
دبي – أ ف ب: يعقد مجلس التعاون الخليجي قمته السنوية غداً في الدوحة بعد توصله إلى اتفاق مصالحة أنقذه من التفكك وذلك في ظل ضغط الحرب المستمرة على المتطرفين والمخاوف من تداعيات أزمة أسعار الخام على اقتصادات دول المجموعة. والمجموعة التي أصبحت مركز النفوذ الاقتصادي والسياسي الابرز في العالم العربي بعد ضمور القوى التقليدية, تحاول أن تحافظ على دور سياسي منسق بالحد الأدنى في المنطقة, وأن تحمي في الوقت نفسه حصتها الوازنة من سوق النفط العالمي حيث تمثل اكثر من ثلثي الصادرات في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”.

وأكد محللون ومصادر متطابقة أن موضوعي الأمن والعلاقات الخليجية مع العالم العربي سيما مع مصر, سيكونان في صلب القمة, خصوصا أن الملف المصري كان في أساس الخلاف الخليجي الحاد في مطلع العام الحالي.

وقال المحلل السياسي المخضرم عبد الوهاب بدرخان إن “المصالحة أتت لتفادي تشقق مجلس التعاون” وللسماح بانعقاد القمة السنوية في موعدها ومكانها, أي في الدوحة. وبحسب بدرخان, فإن “الحرب على داعش هي السبب الرئيسي الآخر للمصالحة, ف¯”الجميع في التحالف الدولي ضد داعش والجميع يتحسس وجود خطر قد يتحول الى مخاطر داخلية في كل بلد”.

وأكد المحلل أن “الضغط الأمني هو العنوان الحقيقي لهذه القمة سواء كونها تنعقد في ظل مشاركة دول الخليج في الحرب أو قلقها إزاء أمنها الداخلي وضرورة تنسيق التعاون الأمني”. وإذ أشار بدرخان إلى وجود “توافقات خليجية” في عدد من المواضيع السياسية, سيما الملف السوري الذي “لم يعد موضوع خلاف سعودي قطري”, أكد أن “المصالحة تحتاج الى اختبار”. وقال إن طريقة التعامل مع الخلافات قد تصبح أقل حدة لكن “الخلافات ما زالت موجودة بشأن موضوع التعامل مع مصر والنظرة الى الدور الايراني”.

ففي موضوع مصر وجماعة “الاخوان” تبقى الامارات متمسكة بمقاربة متشددة طويلة المدى ضد ما يسمى ب¯”الاسلام السياسي” الذي تعتبره المنبع الحقيقي للتطرف, فيما تبدو قطر متمسكة بحسب بدرخان بخيار احتواء التيار الاسلامي. وتعد سلطنة عمان العضو الاقرب بين دول المجلس الست الى ايران, كما انها الدولة الوحيدة التي اعلنت رسميا رفضها انتقال مجلس التعاون الى مرحلة الاتحاد. ولعبت السلطنة دورا بارزا في تسهيل المحادثات النووية بين غريمة الخليجيين ايران وحليفتهم التقليدية الولايات المتحدة. وقال مصدر خليجي لوكالة الصحافة الفرنسية, إن قمة الدوحة ستقر “قيادة عسكرية مشتركة” بين دول مجلس التعاون يكون من مهامها تنسيق الحرب على المتطرفين مع الولايات المتحدة التي تقود هذه الحرب والدول الاخرى المشاركة.

وعلى الصعيد الاقتصادي, يخوض التكتل الخليجي حرباً شرسة للحفاظ على حصته من السوق النفطي, وهي الحصة التي تعطي دول المجلس الاربع الاعضاء في “اوبك” بزعامة السعودية تأثيرا عالميا. ودفعت السعودية والإمارات والكويت وقطر باتجاه إبقاء مستويات الإنتاج على حالها في “اوبك” بالرغم من تراجع الاسعار للضغط على منتجي النفط الصخري واخراجهم من المعادلة, خصوصا في الولايات المتحدة, والحفاظ على حصتها ونفوذها في سوق الطاقة العالمي. وقال الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي إن “المحافظة على حصص السوق أصبحت أهم من المحافظة على السعر على الأقل في المرحلة القريبة”.