محمد سلام/نفاوض ونقايض، أم نقامر ونغامر

387

نفاوض ونقايض، أم نقامر ونغامر

محمد سلام، السبت 6 كانون الأول 2014

هل سنستعيد الأسرى يوماً؟

نستعيدهم إذا فاوضنا وقايضنا لا إذا قامرنا وغامرنا. نستعيدهم إذا أوقفنا يوماً قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن سقط معه وقبله وبعده. نستعيدهم إذا حاكمنا الموقوف ميشال سماحة وغير المبلّغ علي مملوك. نستعيدهم إذا أوقفنا وحاكمنا وأعدمنا من فجّر مسجدي التقوى والسلام.وهل سنوقف ونحاكم ونعاقب؟ كلا. لماذا؟ لأننا كنا، وما زلنا، والأرجح سنبقى شركاء في حكومات مع المتهمين بتغطية القتلة، ولأن القاعدة الذهبية الواقعية تقول: كل من يشارك حزب الممانعة في أي أمر، يخسر هو ويربح حزب الممانعة.

لن نوقف القتلة، ولن نستعيد الأسرى، والأرجح لن نستعيد البلد، لأننا شركاء الممانعة في السلطة، وكل من يشارك الممانعة يخسر هو وتربح الممانعة:

شاركناهم في “التحالف الرباعي” السيء الصيت في أول إنتخابات بعد القتل، فربحوا هم ميشال عون وخسرته 14 آذار. شاركناهم في أول حكومة بعد إنتخابات العام 2005، ودافعت عنهم حكومة فؤاد السنيورة في حرب العام 2006 التي إفتعلوها مع إسرائيل، وبعدما أمّنت لهم القرار 1701 لإنقاذهم، إنتصروا هم وحولوا حكومة السنيورة إلى عميلة “للعدو الإسرائيلي” بعدما كانت “حكومة المقاومة”. شاركناهم في أول حكومة بعد إنتخابات العام 2005 فإستقالوا منها لعرقلة تكوين المحكمة الدولية، وإحتلوا ساحة رياض الصلح ثم غزوا بيروت الغربية كلها في أيار العام 2008 وربحوا الثلث المعطل في الدوحة وخسر السياديون السيادة. شاركناهم “التوافق” على الرئيس ميشال سليمان على خلفية تحييده الجيش في غزوة أيار العام 2008، فربحوا هم “إعلان بعبدا” الذي طبق على أفراد راغبين في “الجهاد” مع الشعب السوري ولم يطبق على حزب إيران الراغب في “الجهاد” مع الأسد. وبعدما ربحوا هم مفاعيل التطبيق الأعور لإعلان بعبدا، أعلنوا رفضهم لنصه الذي كانوا قد وافقوا عليه، وأعلن الإستقلاليون تمسكهم به، على إعوجاجه وعوره.

شاركناهم خرافة “النأي بالنفس” عن الوضع السوري، فربحوا نأينا وربحوا إنغماسهم في سفك دماء السوريين ونصرة الأسد.

وعندما بدأ الشعب السوري يلاحقهم إلى لبنان، شاركناهم في تسخير قوانا الرسمية للدفاع عن مؤخرة مقاتليهم  فربحوا هم بدماء أبنائنا العسكريين  وخسرنا نحن من دماء جيشنا وأبنائنا.

والآن يريدوننا أن نخسر الأسرى … كي يربحوا هم.فهل سنستعيد أبناءنا الأسرى … وننتصر؟

أهالي الأسرى قالوا كلمتهم: “الأهالي حريصون على عدم الإنجرار إلى فتنة طائفية، ويحمّلون دماء الشهيد البزال لكل معارض ولكل من ساجل على شاشات التلفزة وأطلق مواقف ضد المقايضة، والمحافظة على هيبة الدولة، لأن هذه المواقف أدت إلى قتل البزال، وليتحملوا المسؤولية أمام الله والتاريخ.”من أطلق مواقف ضد المقايضة تحت عنوان هيبة الدولة؟

الذين نشاركهم في الحكومة، وفي خلية الأزمة، والذين نغطي “جهادهم” ضد الشعب السوري في سوريا، والذين نفذوا كل الإعتداءات على الشعب اللبناني.

فهل سنستعيد يوماً أبناءنا الأسرى؟ممكن، عندما نفاوض ونقايض، لا عندما نقامر ونغامر.

(صفحة كلام سلام)