استشهاد الدركي علي البزال يُطفئ بارقة أمل أهالي العسكريين

483

استشهاد الدركي علي البزال يُطفئ بارقة أمل أهالي العسكريين
السبت 6 كانون الأول 2014
المستقبل/هيام طوق وخالد موسى

سقط خبر إعدام الدركي المخطوف علي البزال، الذي أعلنته «جبهة النصرة» على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عبر بيان حمل الرقم 20، تحت عنوان: «من سيدفع الثمن«، كالصاعقة على قلوب الأهالي في ساحة رياض الصلح، ولا سيما والدته زينب البزال وزوجته رنا فليطي وشقيقته اللواتي سقطن أرضاً فور سماعهن الخبر، وغادرن الى قرية البزالية البقاعية بعدما كنّ رفضن في السابق مغادرة الساحة. لم تصدق شقيقته زهراء الخبر «علي لم يمت، لم يزل حياً»، أما الأم فتوجهت الى الأهالي بالقول: «فلتنتظروا أبناءكم».

الغضب العارم انسحب أيضاً على معظم أهالي العسكريين المخطوفين الذين «فقدوا الأمل الذي كانوا يعولون عليه في الأيام الماضية»، بحسب ما قاله رئيس لجنة الأهالي حسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد يوسف لـ»المستقبل»، لافتاً الى أن «هذا ما كنا نخشاه في الأيام الماضية حدث الآن، وحذرنا منه مراراً وتكراراً».

وأشار يوسف الى أن «اليوم علي البزال دفع الثمن، فلا ندري من سيدفع الثمن غداً أو بعده»، مشدداً على أنه «بعد ما حصل لم يعد هناك كلام لدى الأهالي يقولونه، وكنا نحاول تهدئة الأمور وتوجيه الأهالي في كيفية التصرف، ولكن على ما يبدو أثبتنا أننا نعرف التصرف أكثر من حكومتنا».

ورأى أن «لا ندري من سيدفع ثمن تداعيات مقتل الشهيد علي البزال التي كنا نحذر منها قبل أربعة أشهر من اليوم»، لافتاً الى أن «حرام كل نقطة دم غالية سقطت من علي البزال وممكن تسقط من جسد عسكري آخر من أبنائنا، فليتحملوا المسؤولية».

الغضب الساطع، وصل الى مسقط رأس العسكري الشهيد علي البزال، حيث قطع أهالي بلدة البزالية طريق عام البزالية اللبوة، وترافق ذلك مع ظهور مسلح كثيف في أنحاء البلدة، خصوصاً بالقرب من منزل عائلة الشهيد. كما قام الأهالي بقطع طريق اللبوة – عرسال، مهددين بـ»تصعيد إضافي رداً على عملية قتل العسكري البزال بينها شل الحركة في منطقة البقاع الشمالي كافة اليوم».

ونفذت وحدات من الجيش اللبناني انتشاراً كثيفاً في مختلف المناطق البقاعية تحسباً لأي تطورات أمنية قد تشهدها المنطقة.

ونهاراً كان لا يزال شبح الخوف من تهديد الخاطفين لحياة العسكريين لا يزال يسيطر على عقولهم وقلوبهم لأنه وكما يعتبرون «لا يمكن ان نقول فول حتى يصير بالمكيول»، اذ انهم تلقوا أكثر من مرة تطمينات بالجملة خلال الأشهر الخمسة الماضية، لكنهم كانوا يتفاجأون بتهديد أحد العسكريين حتى وصل بهم الامر الى فقدان الثقة بالجهات المفاوضة أكانت لبنانية أو خارجية.

الشيخ عباس زغيب الذي زار خيمة الأهالي أمس مع وفد طالب الحكومة أن لا يكون في هذه القضية أي تجاذب سياسي لأنها قضية وطنية، كما أتمنى على المعنيين ألا يصرحوا للإعلام وأن يلتزموا السرية لأن جانب القوة لا يجوز التحدث به علناً«.

أما فادي مزاحم عم العسكري المخطوف لامع مزاحم، فقال: «بدأنا نلمس التعاطي الجدي مع ملف أبنائنا كما أن ما يريحنا أكثر هو إبعاد شبح الإعدام عن أبنائنا«، متمنياً «ألا تعرقل أنانية بعض المسؤولين المؤشرات الجيدة في ملف العسكريين«.

وقال حسين جابر عم العسكري المخطوف ميمون جابر وخال العسكري المخطوف ناهي أبو قلفوني: «لا شيء جديداً لدينا منذ أسبوع أو أكثر، ولم نسمع ما يطمئننا حتى الآن كما أنني لا أرى أي مبرر لهذا التفاؤل الذي يشعر به البعض»، لافتاً الى أن «أي تهديد نتلقاه من جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية لا يمكن إلا أن نأخذه على محمل الجد لأننا فقدنا الثقة بدولتنا«.

ولفت حسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد يوسف الى أن «أوراق الضغط لدى الدولة لا تعنينا، وكل ما يهمنا إطلاق سراح أبنائنا«. وأشار الى أن «هناك بعض الجهات تحاول بث رسائل مبطنة للأهالي، وتقنعهم بإزالة الخيم لكن نحن كأهالي اتخذنا قراراً منذ البداية أننا لن نغادر خيمنا قبل الإفراج عن أبنائنا، وإذا قمعونا سنلجأ الى القانون الذي يحفظ حق المواطن في التعبير عن رأيه«. وشدد على أنه «إذا لمسنا أن بعض الأطراف السياسية تماطل وتتاجر بقضية العسكريين، نحن أصبحت لدينا قنوات مع الحكومة التركية لنطالبها بشكل مباشر بالتدخل لفك أسر أبنائنا«.