الياس الزغبي/الانسداد الحكومي ومأزق الشيعوية

92

الانسداد الحكومي ومأزق “الشيعوية”
الياس الزغبي/23 تشرين الثاني/2020

أمّا مخطّط “حزب اللّه” للسيطرة على لبنان تحت مقولة قوة العدد والسلاح لجرّه نحو صيغة “الجمهورية الإسلامية في لبنان”… فسيبقى مجرّد حلم تشريني. ومَنْ يعِشْ يَرَ.

******
لم يعُد سرّاً أن تشكيل الحكومة بات شديد الوضوح، وأمام أحد خيارين، وثالث مستحيل:
– الأول هو تشكيلها على أساس فريق عمل من شخصيات مستقلّة فعلاً وذات خبرة مشهودة في الداخل والخارج.
وهذا احتمال بعيد المنال طالما أن “حزب اللّه” يُصرّ على الدخول علناً في الحكومة كردّ على ال”فيتو” الأميركي.
– والثاني هو انتظار تعديل موازين القوى مع استلام الإدارة الأميركية الجديدة.
الاحتمال الثالث الافتراضي وغير المتوقّع، بل المستحيل، هو تسليم الرئيس المكلّف سعد الحريري بشروط “حزب اللّه” وعون، وأبرزها قبوله بتسميتهما الوزراء، كتعويض معنوي عن العقوبات وال”فيتو”.
وهو احتمال صعب المنال في المنطق السياسي والتداخلات الإقليمية والدولية، لأنه يعني انهيار كل الأسس التي أرساها الحريري لتشكيل حكومته، وسقوط المبادرة الفرنسية بشكلها ومضمونها.
وليس بين يديّ الرئيس المكلّف سوى وسيلة الصمود والممانعة، مهما اشتدت الضغوط السياسية ولعبة استثمار، بل ابتزاز مسألة التدقيق المالي الجنائي.
أمام هذه الاحتمالات والاستحالات، تقع على عاتق من تبقّى من القوى السياسية السيادية الحزبية والمستقلّة المعارضة مسؤولية التنسيق والتشبيك مع أنقياء الثورة اللبنانية، ومع الرموز الرائدة في الكنيسة، خصوصاً البطريرك الراعي والمطران عودة، كي تواجه المحاولة الأخيرة والخطيرة التي تقوم بها “الشيعوية السياسية العسكرية” بغطاء من “العهد” وتيّاره، وبدعم كبير من طهران وأذرعها، لتغيير طبيعة لبنان وموقعه، تحت ستار استغلال المتغيرات في المنطقة ومواجهتها، وأبرزها حركة السلام.
وليس خافياً أن هذه “الشيعوية” بمرجعيتها الإيرانية لم تعد في عصرها الذهبي، وما على السياديين سوى خلق دينامية سياسية واجتماعية لمواكبة مرحلة انحطاطها، فتقطع عليها آخر محاولاتها للانتعاش.
وبين أيدي هؤلاء أوراق قوة تتراوح بين وحدة لبنان على أساس مدني علماني في ظلّ الحياد الإيجابي، وخيار الفيدرالية ضمن الوحدة.
أمّا مخطّط “حزب اللّه” للسيطرة على لبنان تحت مقولة قوة العدد والسلاح لجرّه نحو صيغة “الجمهورية الإسلامية في لبنان”… فسيبقى مجرّد حلم تشريني.
ومَنْ يعِشْ يَرَ.