المخرج يوسف ي. الخوري: جميل السفّاح… حَئّـك قرش ونص عَ سعر دولار 10 آلاف ليرة

814

جميل السفّاح… “حَئّـك قرش ونص عَ سعر دولار 10 آلاف ليرة”…
بقلم المخرج يوسف ي. الخوري

29 حزيران/2020

جميل السيّد أنت لست بسيّد، أنت سفّاح تفتِكُ بأهلِك تنفيذًا لمشيئة أسيادك.

مَن أنتَ لتعيّر المتظاهرين في جلّ الديب أمس، بأنّ ثمن الواحد منهم “تشريجة كارت تلفون”؟!!

أنتَ من حُثالة القَوْم تُمعن في تحقير مَنْ هُم أرفع منك شأنًا، فقط لتتجاوز عقدة شعورك بأنّك أقلّ مستوى منهم!

أيحتاجُ “تشريجة كارت تلفون”، لينزل إلى الشارع، هذا الطالب الجامعي الذي أفلست جامعته وضاع مستقبله؟!

أيحتاجُ “تشريجة كارت تلفون”، ليعبّر عن غضبه، إبنُ الأكابر الذي سرقت البنوك شقاء عمر أهله، فباتوا عاجزين عن تسديد قسط مدرسته؟!

أيحتاجُ “تشريجة كارت تلفون”، ليقطع الطريق بالدواليب المشتعلة، مَن لم يعد يملك مأوى يحضنه، وهو ينام جائعًا في العراء؟!

أيحتاجُ “تشريجة كارت تلفون”، ليثور غاضبًا، مَن انتُهِكت سيادة وطنه، وسُلِب قراره من عملاء الأنظمة الديكتاتورية أمثالك؟!

أيحتاجُ “تشريجة كارت تلفون”، ليزلزل الأرض تحت أقدامكم، إبنُ الخير والكرم الذي فرغ برّاد بيته، ولم يعد يَصْلُح، هذا البرّاد، إلا نعشًا ليُنقل به إلى مثواه الأخير؟!

أيحتاجُ “تشريجة كارت تلفون”، ليدمّر المعبد على رؤوسكم، هذا المواطن الذي يعيش في مذلّة بسبب “إستراتيجيّات” الحزب الإلهي وسيّده، اللذين تدافع عنهما، وهما يُريدان، في الأحلام، تحرير القدس والدفاع عن سوريا، بينما لبنان ينهار؟!

لا يا سفّاح النظام الأمني اللبناني-السوري! لا ثمّ لا! مَن تظاهروا في جلّ الديب أمس هم أشرف منك ومن أسيادك ولا يُقدّرون بثمن!

إيّاك والإعتقاد أنّنا نسينا أفعالك يا عميل عنجر.

إيّاك والإعتقاد أنّنا نسينا أنّ غازي كنعان منع إقالتك من منصبك قائلًا إنّك “عينه وأذنه في لبنان”.

إيّاك والإعتقاد أنّ تاريخ 7 آب هو مجرّد ذكرى في عملنا النضالي، واحفظ جيّدًا أنّه سيأتي يوم ونجعل فيه 7 آب عيدًا وطنيًّا.

إيّاك والإعتقاد أنّنا أهملنا مرافقتك ميشال سماحة حين كان ينقل المتفجرات من سوريا للعبث بحياة اللبنانيين.

إيّاك والإعتقاد أنّ الثوّار أغفلوا أخيرًا هدرك لدمائهم علنًا.

إيّاك والإعتقاد أنّ وظيفة نائب محصّن في البرلمان سوف تمحي من تاريخك الأسود “سِفاحك” يا سفّاح!

صفة سفّاح من دون نعت، قد تُعطي شخصك المنحطّ شيئًا من الرهبة، لكن لا، إذ أنتَ لست فقط سفّاحًا، بل سفّاحًا كذّابًا ومُدّعيًا ومُثيرًا للفتن.

مَن راقب لغة جسدك بالأمس، يُدرك تمام الإدراك أنّك كذّاب، فلم تتوقّف عن ملامسة “كراڨاتتك” ورقبتك وأنت تتكلّم؛ لم تتوقّف عن ملامسة أنفك من اليمين إلى الوسط؛ وطيلة الوقت تشيح بنظرك إلى اليمين.

وأكثر من ذلك، فإنّ حركات يديك تدلّ بوضوح على ارتباكك.

إن كنت لا تعرف ماذا تعني هذه، اسأل أيَ عارف في لغة الجسد، فيُفيدك بأنّك كذّاب. حتى في الأمور التي لم يمرّ عليها أكثر من أسابيع وأشهر، وشاهدها العالم أجمع عبر وسائل الإعلام، كنت تكذب!

أردتَ أن تعِظ الثوار في الأخلاق، فقلت: “لماذا لا يكونون حضاريّين كالأمريكان والفرنسيّين في تظاهراتهم”، في تضليلٍ منك للإيحاء بأنّ هؤلاء يقفون على عارضة الطريق، ولا يقطعونها، للتعبير عن مطالبهم!

في الحقيقة، ينطبق عليك مثل جديد خطر هذه اللحظة على بالي، ألا وهو: “كذِب السفّاحون ولو صدَقوا”.

في أيّ زمن تعيش يا هذا؟!! أتعتقد أنّك وحدك من يملك كومبيوتر أو تلفون أو تلفزيون؟

كيف تعتقد نفسك أعلى من باقي القوم، يا صاحب العقد العنصريّة والطبقيّة، وتَسقط هكذا سقطة بهكذا كذبة؟!!

كيف ضبطتَ حساباتك لتعتقد أنّنا لم نشاهد أعمال الشغب الأميركي في قضية “جورج فلويد”، والشغب الفرنسي في حركة “الصداري الصفر”؟!!…

أيّها السفّاح الكذّاب،
لو كانت ثورتنا للبكاء والاستجداء، لما تأخّرنا في التقدّم بإخبار بحقّك أمام القضاء، غير أنّ ثورتنا هي لتكنيس وطرد المتآمرين والفاسدين، ولا بدّ وأن نلتقيك في الطريق ونشرّع صدورنا أمام سلاحك الذي أجزت لنفسك ولأشباهك استعماله ضدنا، وسوف نرى إن كان الرصاص سيخرج من فوّهته.

سأقطع هذه الرسالة عند هذا الحدّ، إذ بتُّ أشعر أنّ تدجيلك يا أبو “قرش ونص”، لهو أمر صغير أمام أنْ أضيّع وقتي الآن في الردّ عليك…
في اليوم السادس والخمسين بعد المائتين لانبعاث الفينيق.