عمـاد مـوسـى/وائل أبو فاعور: نجمٌ مطابق للمواصفات

686

وائل أبو فاعور: نجمٌ مطابق للمواصفات 
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن
26.11.14

“نجّم” الرفيق وائل بقوة في الأسابيع الأخيرة وسطع نجمه في الإعلام اللبناني بفروعه المرئية والمسموعة والمقروءة، باتجاهاته الفضائحية والرصينة. حقق وائل نجاحاً مدوياً لم يسبقه إليه أسلافه في وزارة الصحة ولا أقرانه وزراء الحزب التقدمي الإشتراكي.

ويُطلَق فعلُ “نجّم” بالعامية على المنطلقين صاروخياً في مجال التمثيل والغناء والرقص والإعلام مع أن معنى الفعل الآنف الذكر يُنسَبُ إلى “من راقب النجومَ يحسُبُ أَوقاتَها وسيرَها أو من ادّعى معرفة الغيب”، ولنا في سيدة الإلهام ليلى عبد اللطيف أنموذجُ صارخٌ على الإستقراء الشمولي. معالي وزير الصحة هو اليوم إذاً نجمٌ لا يقل نجومية عن إليسا ونادين نسيب نجيم والست ليلى وما كانه وائل كفوري (ميشال سابقاً) وما سيصبح عليه فتى الشاشة الأغرّ جو معلوف نصير المظاليم سيف الحق.

للنجومية مفاتيح وتأتي في المقدمة طلاقة اللسان، وفي هذا الميدان لا يقل الرفيق وائل براعة عن الرفيق غازي الذي يكبره بثمانية عشر عاماً، فهو يتحدث بسرعة 537 كلمة في الدقيقة وبالفصحى من دون الوقوع في فخ الأخطاء اللغوية، إلى هذا فإن أناقة الرفيق غازي المفرطة ومظاهر النعمة والتمايز أحياناً عن البك لا تصبّ في مصلحته، وهذا يقودنا إلى المفتاح الثاني، فإبن خلوات حاصبيا لا يضع ربطة عنق ويكتفي بالـ”كوستوم” المتواضع: بزة كحلية مع قميص أبيض وحذاء أسود، ما يقرّبه من صورة المناضل الحزبي العفيف، ويجعله مقبولاً من الفئات الشعبية، سواء نزل إلى ساحة اعتصام لإقناع محتجين بفتح شريان حيوي أقفلوه بالأجساد والدواليب، أو تبنى قضية إجتماعية ودافع عنها بشراسة.

ومن مفاتيح نجومية الرفيق وائل قامته القصيرة وأنفه الأطول من معدلات الأنوف المتعارف عليها. وهو بذلك كسر الصورة النمطية لمعبود الجماهير.

ومن مفاتيح نجومية وزير الصحة غير المطابقة لمعايير الوسامة أن اسمه ارتبط بمعارك ناجحة وإصلاحية يخوضها باسم دولة عاجزة نخرها الفساد حتى نخاعها الشوكي.

فعندما يتحدث الرفيق وائل عن أن “شوكة الدولة لن تنكسر” خصوصاً بعد موقعة محلة صبرا التي نجح فيها مفتشو وزارة الصحة بأخذ عينات “مقززة” على الرغم من تهديدهم بالسواطير، فإن ذلك يبعث الأمل مجدداً بأن الدولة التي لا يقبل وائل أن تنكسر شوكتها قد تتمكن في هذه الألفية من ضبط الحدود وتطبيق باقي بنود الطائف وتستكمل حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وقد تنجح حتى في تحرير موقع قوسايا. قولوا ألله.

ومن مفاتيح أسرار نجومية الرفيق وائل، أنه يلعب واحداً من أدوار البطولة على مسرح الجمهورية اللبنانية، هذا المسرح العبثي التهكمي التجريبي غير المعروف كوعه من بوعه. “نجّم” وائل في الأسابيع الأخيرة ولعب دور المحارب الشجاع قاهر السلمونيلا وأخواتها، بطل الأمن الغذائي، نصير الجمال الطبيعي سيدتي. ويسانده في الكواليس نجم الدراما اللبنانية وليد بك. إنه نجم مطابق للمواصفات الشعبية. عنيتُ وائلاً وليس أبا تيمور.