د. وليد فارس/غزوة ٧ ايار بعد ١٢ سنة

192

غزوة ٧ ايار بعد ١٢ سنة
د. وليد فارس/08 أيار/2020

بعض ما نعلمه عن “غزوة ٧ ايار” ٢٠٠٨ لحزب الله لبيروت الغربية وبعض مناطق الجبل.

خطط الحزب لهكذا عملية منذ حزيران ٢٠٠٥ الا انه وقْتها بعد اضعاف حكومة ثورة الارز عبر اغتيالات صيف وخريف ذاك العام.

وبعد حرب افتعلها مع اسرائيل في صيف ٢٠٠٦، و فوضى بيروت عام ٢٠٠٧.

وقْت عملية اسقاط الحكومة اللبنانية بعد تغيير الاكثرية في الكونغرس في خريف ٢٠٠٦ وتسّلم المعارضة ضد بوش في شتاء ٢٠٠٨.

وتأكده من عدم ردة فعل امريكية سريعة لعملية عسكرية لحزب الله.

فشل وتأخر تحالف ١٤ اذار في انتخاب رئيس جديد بالنصف زائد واحد، وهذا كان ما تنتظره ادارة بوش ليكون لها شريكا على الارض.

هجم حزب الله في ٧ ايار وهدفه ضربة خاطفة تجبر الحكومة على الاستسلام والذهاب الى الدوحة.

هاجس الحزب، حسب التقييم الاستخباراتي الدولي، ان تطول المواجهة، وتتوسع الى جبل لبنان، طرابلس، الشمال وجزء من البقاع، حتى ولو سيطر الحزب على جزء من العاصمة.

فلو استمرت المواجهة لثلاثة اسابيع اضافية، لوجد الحزب نفسه في مستنقع رهيب واحتمال ضربة غربية.

حزب الله كان قادرا ان يغزو بيروت ولكنه لم يكن قادرا ان يحتل ويهضم لبنان بلقمة واحدة.

ولم يكن بامكانه ان يضمن حياد عسكر الجيش اكثر من ثلاثة اسابيع وهو موزع في جبهات على كل المناطق.

المطلوب كان ثلاثة اسابيع.

لكن السياسيين “ركّت ارجلهم” باسبوع واحد تحت ضغط نفسي كبير وبروباغندا الحزب التي اقنعتهم انه اذا لم يتحرك الخارج باربعة ايام فهو لن يتحرك.

لعبها حزب الله “سولد” بعملية صاعقة ولكن فيها مخاطرة هائلة.

ونجحت عمليته النفسية-السياسية بانهيار عصب قيادة ١٤ آذار باربعة ايام، فربِح بانهيار اخصامه.

الوضع في الجبل كان خاسراَ، الوضع في بيروت كان ركيكا اذ ان الخطوط اللوجستية للحزب مع الضاحية والجنوب كانت مهددة، وكان يخشى اندلاع المقاومة الشعبية في سائر المناطق.

ما انقذ الميليشيا الايرانية في لبنان بتقدير من درس تلك المواجهة هو قّلة استراتيجية اخصامها، وهكذا اسّتمر الحزب لاثني عشر سنة اخرى من عمر لبنان.