موقع جنوبية/إحباط عملية تهريب الحشيشة بحرياً: ممنوع اللعب خارج نفوذ حزب الله

158

إحباط عملية تهريب الحشيشة بحرياً: ممنوع اللعب خارج نفوذ حزب الله!
موقع جنوبية/12 نيسان/2020

«تجار الموت» هكذا أسمت قوى الأمن الداخلي تجار المخدرات بعد إحباطها العملية الأكبر لتهريب السم الأبيض في تاريخ لبنان!
أعلنت قوى الأمن الداخلي عن إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات في تاريخ لبنان يوم أمس ليفتح الخبر الباب على قصة طويلة من تجارة المخدرات تبدأ من الحدود السورية البرية ولا تنتهي في الحدود البحرية للبنان. عام 2013 امتدّت سيطرة حزب الله في سوريا لتشمل مدينة استراتيجية على الحدود مع لبنان وهي “القصير” وشكلت المدينة بمعركتها الشهيرة مثار جدل كبير حول اختيار الحزب لها بالتحديد لشن حملة إعلامية واسعة من قبل إعلامه لتظهر السيطرة على المدينة كانتصار شديد البأس. إلا أن استعادة السيطرة على القصير من قبل الحزب فعلياً ونظام الأسد شكلياً منع أهالي المدينة بقسم كبير منهم من العودة إلى ديارهم وأجبرهم على البقاء في الجانب اللبناني من الحدود وتحديداً في عرسال، في حين نشطت بالمدينة وعلى مساحة 100 كم2 من الأراضي الخضراء زراعة الحشيش.

القصير مركز عمالة وطريق تهريب
الحزب وجد في القصير نقطة استراتيجية بعيدة عن عيون السلطات اللبنانية من ناحية، وقريبة من الحدود ليشكل عبورها عبر الطرقات الجبلية إلى لبنان أمراً ليس بالعسير، وتابع الحزب بعدها التمدد في ابتلاع الشريط الحدودي باتجاه العاصمة دمشق حتى بلغ الزبداني. حيث حول أجزاء من الأراضي الزراعية في قرى “المصرية والحوز وربلة وعرجون والنزارية وجوسية والموح”، الى أراض لزراعة الحشيش.

وبات بشرف على الزراعة مسؤولان أمنيان في الحزب يعرفان في المنطقة بالحاج “نور”، وآخر يدعى “عماد”. ويعمل ضمن المساحات المزروعة بالحشيش أبناء القرى الذين لم يغادروها، إضافة الى أبناء القرى المجاورة من الجانب السوري واللبناني، ويتلقون أجوراً يومية متفاوتة ،أعلاها يصل إلى 20 دولار أميركي يومياً. وتمنع ميليشيا حزب الله العاملين ضمن هذه المساحات من اصطحاب هواتفهم المحمولة معهم اثناء تواجدهم في هذه الأراضي. ويتعرض للتحقيق كل من يخالف التعليمات.

بلغت نسبة المدمنين في عمر الشباب 60% من نسبة متعاطي المخدرات في سوريا

النظام السوري في الخلفية
وفي عام 2018 ضبطت القوات الأمنية السورية أكثر من 300 مهرب وتاجر للمخدرات في البلاد، وسط انتشار شبه علني للمواد المخدرة لا سيما لدى أوساط الشباب حيث بلغت نسبة المدمنين في عمر الشباب 60% من نسبة متعاطي المخدرات، ورغم الحديث أكثر من مرة عبر وسائل إعلام النظام عن دخول إدارة مكافحة المخدرات إلى القصير وضبطها عمليات زراعة وتهريب للمخدرات، إلا أن مصادر محلية نفت هذه الأنباء في كل مرة إذ لا تجرؤ أي جهة أمنية سورية على الدخول الى هذه المناطق تجنباً لوقوع مشاكل مع الحزب، الذي يحكم قبضته على هذه المناطق بشكل كبير جداً.

ورغم التوسع على الحدود إلا أن الحزب لم يتمكن من زراعة الحشيش ضمن مناطق القلمون وريف دمشق، ولعل أبرز الصعوبات تمثلت بطبيعة الأراضي ونوعية التربة، إضافة إلى أن المدنيين مصّرون على البقاء في أراضيهم ومزارعهم الخاصة رغم التعقيدات الأمنية ومحاولات الحزب المتكررة لإبعادهم عنها، من خلال تعمد افتعال الحرائق فيها بشكل متكرر كما حصل في سهل الزبداني الصيف الفائت، وعدم تسليم خرائط الألغام التي زرعها الحزب في تلك المناطق خلال المعارك التي خاضها ضد مقاتلي المعارضة.

مسميات لافتة للحبوب المخدرة مثل: ” “آه يا حنان”، “جوكر”، “مزاج الشام”، “زهرة الربيع”، “Kiki do you love me”.

فلتان أمني علني
ونشرت تقارير صحفية عديدة تفشي بيع المخدرات والتجارة بها في منطقة الجنوب السوري بعدما أطلق النظام يد عناصر حزب الله لتباع المواد المخدرة بشكل عشوائي وتتنقل بين أوساط عديدة مع تعداد هائل في حالات الخطف والقتل مراهقين بدا عليهم آثار التعاطي بوضوح. في حين يستخدم “حزب الله” نقاطه العسكرية لتسهيل عملية إنتاج الحشيش ومن ثم بيعه، وعادة ما تمر الصفقات الكبرى باتجاه المحافظات الأخرى والحدود الدولية، تحديداً مع “الأردن”، عبر تلك النقاط. ويشرف قادة الحزب بأنفسهم على نقل الكميات الكبيرة، لتجنب ايقافها من قبل إدارة مكافحة المخدرات والحواجز العسكرية المتعاونة معها.

“سانا” اتهمت بدورها القوات التركية بالعمل على ترويج المخدرات في مناطق شرق الفرات حيث قالت أن عملاء لتركيا سهلوا في مدينة رأس العين الحدودية عملية إدخال المواد المخدرة من الأراضي التركية وتوزيعها عن طريق مجموعات صغيرة تستغل نفوذها، وإن التعاطي لهذه المواد كان محصوراً بينهم قبل أن يبدؤوا خلال الفترة الأخيرة بترويجها ونشرها بين الشباب وخاصة الحبوب مثل “الكبتاغون” وبعض الأدوية مثل “الترامادول” التي يمنع بيعها في الصيدليات إلا بموجب وصفات طبية.

وفي خريف عام 2019 رفع النظام الغطاء جزئياً عن حزب الله في قضية “الحشيش” بعدما أعلن عن عدة إجراءات في إدارة مكافحة المخدرات، عقب اعتقال رئيسها السابق رائد خازم وعدد من الضباط والعناصر، على خلفية اتهامهم بالاتجار بالمخدرات وتلقي الرشاوى. وتم تعيين العميد مصطفى جمعة رئيساً جديداً للإدارة.

يشرف قادة الحزب بأنفسهم على نقل الكميات الكبيرة، لتجنب ايقافها من قبل إدارة مكافحة المخدرات والحواجز العسكرية المتعاونة معها.

أكبر عملية تهريب في تاريخ لبنان
أمس الجمعة عاد ملف الحشيش للظهور إلى العلن بعدما ضبطت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان 25 طنًا من “حشيشة الكيف” كانت متوجهة إلى مرفأ بيروت لتهريبها إلى إفريقيا، وهو ما يعد أضخم عملية تهريب مخدرات في تاريخ لبنان. ونشرت قوى الأمن الداخلي، تسجيلاً مصوراً يُظهر كمية المواد المضبوطة في العملية التي نفذها “مكتب مكافحة المخدرات المركزي في وحدة الشرطة القضائية” بعد تعقب ومتابعة استمرت شهراً. وجاء في بيان للمديرية نشرته أمس أن المخدرات المصادرة كانت معدة للتهريب بطريقة احترافية، وموضوعة في قافلة من ثماني شاحنات مملوءة بآلاف أكياس النايلون المموهة بأتربة زراعية، حيث أن المخدرات كانت ستهرب إلى دولة إفريقية (دون ذكر اسمها)، وأنها كانت معدة للتجارة والترويج والبيع والتهريب إلى الخارج. كما لا يزال التحقيق جارياً بإشراف قضاة مختصين لتوقيف الضالعين في عملية التهريب، وفقًا لبيان قوى الأمن الداخلي.

 ويظهر التسجيل الذي نشرته حسابات قوى الأمن، تسمية أنواع الحشيش بمسميات لافتة مثل: ” “آه يا حنان”، “جوكر”، “مزاج الشام”، “زهرة الربيع”، “Kiki do you love me”. ويأتي التسجيل بعد أسابيع على إصدار قرار تشريع الحشيشة لأغراض طبية في لبنان، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول قدرة السلطات اللبنانية في ضبط عملية زراعة وإنتاج وبيع الحشيش، وسط هيمنة حزب الله على المعابر الحدودية غير الشرعية وتمكنه من التجول على الشريط الحدودي في سوريا ليزرع ويبيع ويصدر الحشيشة كيفما يشاء.