الأب سيمون عساف: قرأتها فأدمعت عيناي واستحيت من إلهي إقرأها فهي قصيرة ولكنها مؤثرة جداً/نداء الانسان

104

نداء الانسان
الأب سيمون عساف/04 نيسان

قرأتها فأدمعت عيناي واستحيت من إلهي: إقرأها فهي قصيرة ولكنها مؤثرة جداً
الأب سيمون عساف/05 نيسان
قال سبحانه وتعالى: يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك، وغشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم وجعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام، وجعلت لك متكأ عن يمينك ومتكأ عن يسارك فأما الذي عن يمينك فالكبد.
وأما الذي عن يسارك فالطحال.
وعلمتك القيام والقعود في بطن أمك.
فهل يقدر على ذلك غيري؟
فلما أن تمّت مدتك وكملت خلقتك، أوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك فأخرجك على ريشة من جناحه، ليس لك سن تقطع، ولا يد تبطش، ولا قدم تسعى.
فبعثت لك عرقين رقيقين في صدر أمك يجريان لبناً خالصاً حاراً في الشتاء وبارداً في الصيف وألقيت محبتك في قلب أبويك ، فلا يشبعان حتى تشبع ولا يرقدان حتى ترقد.
فلما قوي ظهرك واشتد عضدك بارزتني بالمعاصي في خلواتك، ولم تستحي مني، ومع هذا: إن (دعوتني أجبتك) وإن (سألتني أعطيتك) وإن (تبت إليّ قبلتك).
وإنها مَنْ أجمل وأروع ما قرأت عجباً لك يا ابن آدم عندما تولد يؤذن في أذنك من غير صلاة، وعندما تموت يصلى عليك من غير أذان.
عجباً لك يا ابن آدم عندما تولد لا تعلم من الذي أخرجك من بطن أمك، وعندما تموت لا تعلم من الذي أدخلك إلى قبرك.
عجباً لك يا ابن آدم عندما ولدت تغسل وتنظف وعندما تموت تغسل وتنظف.
عجباً لك يا ابن آدم عندما تولد لا تعلم من فرح واستبشر بك.
وعندما تموت لا تعلم من بكى وحزن عليك.
عجباً لك يا ابن آدم في بطن أمك كنت في مكان ضيق ومظلم وعندما تموت تكون في مكان ضيق ومظلم.
عجباً لك يا ابن آدم عندما ولدت تغطى بالقماش ليستروك.
وعندما تموت تكفن بالقماش أيضاً ليستروك.
عجباً لك يا ابن آدم عندما ولدت وكبرت يسألك الناس عن شهاداتك وخبراتك.
وعندما تموت تسألك الملائكة عن عملك الصالح فماذا أعددت لآخرتك؟
أنا متأكد أنه من المستحـيل أن يقرأها أحد وما يرسلها لأحبائه.. أرسلها وتخيل في هذه الساعة كم شخص يقرأ الكتب السماوية بسببك فلا تحرم نفسك من الأجر

نداء الانسان
الأب سيمون عساف/04 نيسان
وباءٌ فاتكٌ قاتِلْ أتانا خِلْسَةً خاتِلْ
وبينَ الجَوِّ والبَرِّ شُتولَ الإفتِرا شاتِلْ
“بِكُورونا” ابتَلى العالَمْ عَديدا جُرمُهُ آلَمْ
يَصيدُ الناسَ يرمِيها فما هَادَى وما سالَمْ
برغم الذُعرِ والأشباحْ لنا فعلاً بِسرٍ باحْ
أعادَ الصُلحَ والإلْفَهْ وهذي زينةُ الأرباحْ
علينا باسطٌ ويلَهْ مخيفٌ جارفٌ سيلَهْ
ولكنْ فَعْلَةً أدَّى أعادَ البيتَ والعيلَهْ
أحاط الكونَ بالكتمانْ أعادَ الناسَ للإِيمانْ
اذاقَ الكُلَّ ما مَعنى دموعِ الحزنِ والحِرمانْ
أَعادَ الضُلَّ للرُشْدِ فما من جمْعِ او حشَدِ
هوتْ أوهامُ دُنيانا وظلَّ اللهُ لِلْنَشدِ
أَيا إِنسانُ يا طائشْ فَمَا أَنت الملا حائشْ
ولا الأمولُ تُقصي الجَلبْ ولا اللذاَّتُ تُروي القلبْ
فهل تدري لِمَنْ عائشْ؟!
كِلانا للسما جِئنا وما بالموتِ فوجِئنا
تُرى للأرضِ لِمْ نسعى وما في الضيقِ والوسعهْ
عصا الترحالِ أَرجأنا
مِنَ الخُلاَّصِ يُحصينا أَنرضى الربُّ يُقصينا
علينا بالوفا للوعدْ فلن نلقى الهَنَا والسعدْ
وتبلونا معاصينا
إلهي نسألُ الرحمَهْ غدَتْ آمالُنا فحمَهْ
عيونُ الحبِّ لا تَنضبْ فغُضَّ الطَرْفَ لا تغضَبْ
وأَسْدِ الحالَ بالُّلحْمَهْ
هُوَ الإنسانُ بالكُفرانْ كأَوْبِ النحلِ في القفرانْ
رجَتكَ المُهجةُ الحُرَّه فمنه التوبةُ الحَرَّى
ومنك الرِفْقُ والغفرانْ