طارق السيد /ما هي الرسالة التي بعثها “حزب الله” الى النصرة؟

437

ما هي الرسالة التي بعثها “حزب الله” الى النصرة؟

٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٤/طارق السيد / موقع 14 آذار

يبدو ان ملف العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى كل من تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” لن يصل الى خواتيمه المرجوة لا اليوم ولا غذا. فهذا الملف العالق منذ ما يزيد عن ثلاثة اشهر تتحكم جهات داخلية لبنانية وخارجية بكافة مفاصله وتفاصيله. لكن اللاعب الاكبر فيه هو “حزب الله” والنظام السوري الذين يرفضان اي تعاون جدي يسمح بطي هذا الملف على غرار ما حصل في ملف مخطوفي “أعزاز”.

تؤكد معلومات موثوقة أن ملف المختطفين اللبنانيين في جرود عرسال اصبح بحوزة ابو مروان الرجل الذي ينوب عن ابو بكر البغدادي في عمليات اعطاء اوامر تتعلق بالاعدامات وليس بيد محتجزيهم في الجرود. وان اي من الجهات الخاطفة سوف لن تُقدم في الوقت الحالي على تصفية الجنود اللبنانيين لأنهم يمثلون ورقة ضغط قوية في وجه الدولة اللبنانية ومن خلال هذه الورقة يمكنهم تحقيق مجموعة من مطالبهم التي بدأت بتأمين الواد الغذائية لهم ولن تنتهي برفع عقوبات الاعدام عن مجموعة من السجناء في سجن رومية.

تقول المعلومات التي تصل من القلمون بشكل متقطع أن تنظيمي “داعش” و”النصرة” يخشون على حياة الاسرى اللبنايين اكثر من خشيتهم على انفسهم وهم سيماطلون بهذا الملف الى ان يُعمل باقتراحهم الذي تقدموا به منذ فترة وجيزة الى “حزب الله” عبر وسطاء خارجيين والرامي الى منحهم بلدة في القلمون تأويهم وعائلاتهم خلال فصل الشتاء الذي بدأ فعلا يؤثر على صحة بعض عناصرهم وعنصران من المجموعة اللبنانية المختطفة. كما ان التنظيمين نفسهما يدركان جيدا ان تسليم العناصر حاليا ولو مقابل اي ثمن سوف يُقابله خطوة عسكرية لبنانية سورية للقضاء عليهم في الجرود خصوصا وان “حزب الله” اصبح يملك معلومات موثقة وبالغة الاهمية عن المكان الذي يتواجدون فيه وعن اعداد العناصر لدى كل تنظيم اضافة الى نوعية السلاح الذي يمتلكونه.

لكن السؤال الابرز هو ماذا عن نظرة “حزب الله” الى ما يجري في القلمون وتحديدا في موضوع الرهائن؟.

تكشف المعلومات أن “حزب الله” يأخذ كل وقته في هذا الموضوع علما ان لديه اسيرين وقعا في وقت سابق لدى “النصرة” و”الجيش السوري الحر” لكن هناك اتفاق ضمني بينه وبين الجهات الخاطفة يقضي بعدم تصفية اي منهم بإنتظار اجراء مفاوضات بينهم خصوصا وأن الحزب ايضا لديه عدد غير صغير من الاسرى ينتمون الى الحر والنصرة وملف هؤلاء غير مرتبط نهائيا بملف الجنود اللبنانيين.

مصادر في المعارضة السورية تكشف أن “حزب الله” والنظام السوري لديهم العديد من الخطط العسكرية ويضعون مجموعة من الدراسات تهيئة لاقتحام اماكن المسلحين في جرود عرسال ولو ادى الامر الى ذبح العسكريين اللبنانيين المختطفين فالحزب والنظام يريدان انهاء هذا الملف بأي طريقة حتى لا يمثل ورقة ضغط داخل بيئة الحزب.

وهنا يكشف مصدر رفيع المستوى في “النصرة” ان رسالة وحيدة وصلتهم من مسؤول عسكري في “حزب الله” في القلمونعندما جرى التفاوض بين النصرة والحزب على اطلاق سراح الجنود مقابل منحهم بلدة في القلمون وقد اختارت النصرة يومها بلدة “يبرود”، مضمون الرسالة أن حياة العسكريين اللبنايين ليست أغلى من حياة “الشهداء” الذين سقطوا للحزب منذ بدء الحرب في سوريا، وأفعلوا بهم ما يحلو لكم.