داود البصري/جرائم النظام السوري وصمت العالم المخزي

333

جرائم النظام السوري وصمت العالم المخزي
داود البصري
السياسة
16 تشرين الثاني/14
ليس معقولا هذا الذي يحدث بكل صفاقةو توحش وإرهابية فظة من جرائم قتل بريرية شاملة يندى لها جبين الإنسانية, فما زال النظام السوري وبرابرته يقترفونها بكل صلافة وببرودة دم قاتلة أمام عيون العالم أجمع, مما جعل شرعة حقوق الإنسان التي يلوح بها الغرب دائما في وجه من يشاء مجرد خرقة بالية لاقيمة لها. فقد تجاوز نظام دمشق بإرهابه المرعب كل الحدود, وأضحى طرفا دوليا غض العالم المنافق, للأسف, البصر عن جرائمه ليكون شريكا في قتل السوريين بالجملة والمفرق, في مفارقة نادرة من نوادر السياسة والإرهاب أيضا. فبعد ما يقارب الأربعة أعوام عجاف قاسيات ودمويات من الثورة والفوضى والدماء والأشلاء اختلطت كل الأوراق بشكل مرعب وتغيرت معالم الصورة الميدانية, وبات نظام القمع والقتل والإرهاب السوري شريكا وطرفا فيما يسمى بالحرب على الإرهاب الدولي (والنظام السوري أحد كبار صانعيه والمتورطين فيه ) بل وبصفاقة واستهتار عز نظيرهما مارس النظام إرهاب شعبه تحت بصر وأسماع الدول الكواسر, وبشكل عدواني فظ, لا مثيل له, يشاركه في جرائمه جمهرة من العصابات الطائفية المعروفة القادمة من لبنان والعراق, وبلاد الأفغان طبعا, ولا ننسى أو نتناسى مافيا العصابات والقتل الروسية, حتى تشظى الوطن السوري الجميل, وتشرد الشعب السوري الذي تحولت ملايين منه لمتسولين يجوبون دول العالم شرقا وغربا, بحثا عن لقمة الخبز, فيما آلة النظام الحربية العدوانية المهانة ما زالت تزرع الموت وتحصد الرقاب, وتوزع عطاياها الإرهابية على جماهير الشعب في المدن السورية الحرة والمنتفضة, مع الارتفاع المهول في أعداد القتلى من الأطفال والنساء والاستعمال المفرط والعدواني لسلاح الجو السوري في ضرب الآمنين وتدمير المدمر أصلاً, كل هذا والعالم الحر يتفرج على المأساة, ولا يضع حدودا ولو وهمية لمساحات قتل النظام الذي يبدو أنه يمتلك, للأسف, رخصة دولية لقتل السوريين. لقد تحدث الرئيس الأميركي أوباما بحديث يمكن أن يفسر بأنه تهديد فعلي للنظام السوري من خلال ربطه بين نهاية “داعش” ونهاية النظام ولكننا على مدى السنوات الأربع الماضيات سمعنا عن تعهدات دولية كثيرة, ومن أطراف فاعلة, بنزع الشرعية عن النظام المجرم, ولكن ميدانيا لم يتحقق شيء البتة على المستوى الواقعي, وحيث تقلصت مساحات وجود النظام ميدانيا دون أن تتقلص أياديه العدوانية, ولا آلته الحربية المهانة. بل إن حلفاء النظام الإقليميين ما زالوا يتباهون بحمايتهم للنظام ويتحدون العالم بدعمه, فالأمم المتحدة صامتة, والجامعة العربية تعاني من سكتة دماغية بعد أن أصبح الملف السوري نسيا منسيا في أدراجها العتيقة وغير الصالحة للاستهلاك. وقضية فرض منطقة حظر للطيران التي طالب بها الرئيس التركي أردوغان لم تزل خجولة تحبو. ومع ذلك فالنظام في جاهزية تامة لقتل السوريين والتفنن في إيقاع الأذى بأكبر عدد ممكن, وإثارة النزاعات الطائفية والعنصرية بين أبناء الشعب السوري الواحد الموحد. كما يحصل في جبل العرب أو في حلب وغيرها من المناطق السورية الساخنة. النظام اليوم بات يعتمد خطة منهجية لتدمير سورية بالكامل, خوفا من معركة دمشق المقبلة والتي أخرتها بكل تأكيد المعارك الدولية القائمة في الشمال السوري, وقيام التحالف, للأسف, بتدمير المعارضة السورية لصالح النظام فيما تترك الميليشيات الطائفية العراقية واللبنانية تمارس راحتها بالقتل والإرهاب في مفارقة مثيرة للتأمل والعجب. فالإرهابي تحول لبطل والأحرار تحولوا لإرهابيين في مشهد فوضوي دولي قل نظيره. لقد أعلنها أحرار سورية منذ البداية بشعارهم الخالد (مالنا غيرك ياالله) وسينصر الله من ينصره مهما تآمرت الدنيا وصمت العالم عن جرائم نظام إرهابي تجاوز كل الحدود والسدود, نتمنى أن تكون تصريحات أوباما الأخيرة حول ضرورة التخلص من النظام السوري كضمان للقضاء على التطرف, حقيقية وتترجم ميدانيا وليس كمخدر مرحلي أو للاستهلاك الخارجي فقط. أنظمة الإرهاب هي الحاضنة الأولى للتطرف والدمار.
* كاتب عراقي