عمـاد مـوسـى/بين المجزرة والاغتصاب

264

بين المجزرة والاغتصاب
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/05 تشرين الثاني/14

سترتكب الغالبية النيابية ـ الظرفية ـ يوم الأربعاء “مجزرة” تحت سقف البرلمان. وإن لم تسِل الدماء أنهاراً فقد نشهد أقلّه عملية “اغتصاب” موصوفة. الفاعلون معروفون. صغيرهم في الثانية والثلاثين وكبيرهم في الثانية والثمانين. أي في أرذل العمر وأجمله. سيرتكبون الجريمة في وضح النهار. بشّر وزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل اللبنانيين بالمجزرة. وتولى اللواء المتقاعد جميل السيّد زف خبر الإغتصاب الوشيك إلى اللبنانيين واللبنانيات المفتونين بديمقراطية العراق وسورية والخليج العربي والجمهورية الإسلامية.

بشرفكما ألا تكفينا الأخبار الواردة من “الأنبار” عن مجازر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بحق أفراد عشيرة “بو النمر” وأخبار اغتصابات الأيزيديات، سبايا التخلف المنتشر في الهلال الخصيب؟ ألا توجد منزلة بين المنزلتين أو دونهما هولاً؟ “انتهاك” الدستور مثلاً بدلاً من “الاغتصاب” و”المهزلة” بدلاً من “المجزرة”؟ عن جد لا يستأهل تمديد نواب الأمة لأنفسهم مرة ثانية، بث الرعب في نفوس المواطنين العزّل. “إننا مقبلون على مجزرة جديدة بحق الديموقراطية في لبنان والتي اسمها التمديد للمجلس النيابي” قال مستنهض الهمم المسيحية في إحدى جولاته. تفريغ الموقع المسيحي الأول في الجمهورية اللبنانية، بسبب جموح العم ميشال وجوعه السلطوي، في الـ 1988 والـ 2007 وفي الـ2014 مسألة دستورية لا جدال فيها. بعد المجزرة لطّف أشرس الوزراء في تاريخ لبنان الحديث تعابيره واصفاً التمديد بأنه “أكبر اعتداء ممكن ان يقوم به وكيل عن الموكل”. العبارة القانونية المذكورة طلع فيها وزير العدل السابق الدمث شكيب قرطباوي وتبناها صهر “التيار”. شكيب طلع. جبران طلع فوقو “التمديد عمل غير قانوني ولا دستوري ولا ميثاقي ولا أخلاقي”. تُرى هل أسمَع الجنرال عون هذا الكلام للسيد حسن نصرُالله ؟ لا. وهل سمع بري الكلام نفسه من فم الجنرال على طاولة الغداء في زيارته الأخيرة لعين التينة؟ لا. طبعاً لا.

في شي للتلفزيون والعراضات وشي للمجالس المغلقة. أما أن يصف اللواء الركن المتقاعد جميل السيد، التمديد للمجلس الحالي، بأنه “جريمة” وعملية اغتصاب واضحة للسلطة، فذلك يدعو إلى التأمل ملياً في تمديدين سلسين لا تشوب دستوريتهما شائبة: التمديد لرئيس الجمهورية الياس الهراوي في العام 1995 في عهد المتصرّف غازي كنعان والتمديد لخلفه القائد التاريخي إميل لحوّد في العام 2004 في عهد المتصرّف رستم غزالة. وفي العهدين كان السيد سيف الجمهورية ومن صنّاع سياستها…وأمنها. ألم يسأل سيادة اللواء نفسه: ما الجريمة التي اقترفها اللبنانيون كي يتحملوا ألمعية الرئيس لحود رئيساً لثلاثة أعوام Bonus بعد إتمامه الستة بنجاح منقطع النظير؟ اللواء السيد ذكي كفاية كي لا تبهره شخصية لحود الاستثنائية ولا شخصية سلفه أبي جورج. وماذا يقول سعادة المرشّح عن أحد المقاعد (الشيعية) في دائرة بعلبك ـ الهرمل اليوم في الاغتصابين الآنفي الذكر؟ للتاريخ قل شيئاً. أنا لا أتكل على رواية جبران للتاريخ. البارحة عمل أول قربانة!