باسل محمد/ نظام طهران يسعى لاستغلال داعش في تفجير حرب سنية – سنية

324

 نظام طهران يسعى لاستغلال “داعش” في تفجير حرب سنية – سنية
قيادي مقرب من علاوي لـ “السياسة” : لا مصلحة لإيران في انتصار التحالف الدولي على الإرهاب

بغداد – باسل محمد:02/11/14/ أكد قيادي بارز في ائتلاف “الوطنية” برئاسة نائب الرئيس العراقي إياد علاوي ل¯”السياسة” أن هناك الكثير من المؤشرات والمعلومات والمعطيات التي تبرهن أن النظام الإيراني غير معني لا من قريب ولا من بعيد بالقضاء على تنظيم “داعش” سواء في العراق أو سورية. وأوضح أن “داعش” يمثل خطراً على إيران اذا هدد بقاء نظام بشار الأسد في دمشق أو اقترب من المراقد الشيعية في المدن العراقية المختلفة, غير ان التنظيم في الحسابات السياسية والستراتيجية لطهران هو وسيلة فعالة لإضعاف السنة في العراق وسورية, بدليل أن السنة في سورية باتوا مخيرين بين التنظيم وبين نظام الأسد, وفي العراق (خاصة في المدن المحتلة من “داعش”) باتوا مخيرين بين البقاء تحت قبضة تنظيم ظلامي متخلف وإرهابي وبين العودة إلى عهد حكم طائفي في بغداد, لكن تشكيل حكومة جديدة برئاسة حيدر العبادي ربما سيقوض هذا الشعور بالإحباط لدى السنة العراقيين لفترة معينة من الوقت, إلى أن تتضح المزيد من المعطيات بشأن جدية هذه الحكومة في التوصل إلى مصالحة وطنية شاملة وخطوات نوعية في تحقيق الشراكة في الحكم. واعتبر القيادي في ائتلاف علاوي أنه من السذاجة أن يصدق أحد في المنطقة أو في العالم أن إيران يمكنها أن تلعب دوراً متقدماً في مواجهة “داعش” وأن تساعد التحالف الدولي على تحقيق انتصار ساحق على التنظيم, وهو ما يفسر وجود شكوك قوية في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بشأن جدية الدور الإيراني في محاربة “داعش” في العراق وسورية. وبحسب القيادي, نقلت قيادات عراقية في التحالف الشيعي عن مسؤولين إيرانيين قولهم إنهم يتمنون هزيمة التحالف الدولي أمام “داعش”, وهذا أمر طبيعي لأن طهران لا تستطيع أن تتحمل النتائج السياسية لانتصار التحالف الدولي على التنظيم, لأنه قد يؤدي إلى إنهاء حقبة حليفها الأسد والشروع في إصلاح واسع للعملية السياسية العراقية, تشمل إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية, وربما تصل النتائج الى إبرام اتفاق أمني ستراتيجي بين الغرب وبغداد. وأكد القيادي أن النظام الايراني يدعم الخطوات التي يراها مناسبة لمصالحه في مواجهة “داعش”, وهو ما يفسر تحركه الفوري عندما اقترب الإرهابيون من العاصمة بغداد, لأن ذلك كان من شأنه أن يؤدي لانهيار الحكومة الحليفة له آنذاك, أي حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. واتهم النظام الايراني بأنه يضغط على العبادي لمنع تسليح العشائر السنية في مواجهة “داعش”, بدليل أن الحكومة العراقية تجاهلت كل التحذيرات بشأن نية التنظيم إعدام المئات من عشيرة البونمر السنية بين مدينتي هيت وحديثة, ثم حدثت المجرزة بحق أبناء هذه العشيرة, “وكأن المطلوب هو ترك السنة يواجهون مصيرهم أمام “داعش”, من دون دعم ومساعدة عسكرية, وكأن هيت ليست بلدة عراقية حالها حال محافظة ديالى التي هبت إليها كل قطاعات الجيش لفك الحصار عن بلدة آمرلي القريبة من محافظة كركوك, شمال العراق, قبل نحو شهرين”.

ولم يستبعد القيادي أن يكون الهدف البعيد للنظام الإيراني من بقاء “داعش” قوياً, اندلاع حرب سنية – سنية طاحنة لا يكون بعدها للسنة لا في العراق ولا في سورية أي ثقل أو وزن, وهو طريق آخر جديد لتنفيذ المشروع الطائفي الاقليمي لطهران, خاصة أن الأحداث الجارية في اليمن والدعم الايراني بالسلاح والأموال لجماعة الحوثيين تعكس حقيقة صعوبة تغيير القيادة الايرانية سياساتها. وبحسب القيادي, فإن “داعش” لا يمكنه أن يدخل مدناً ذات غالبية شيعية لأنه لا يستطيع البقاء يوم واحد من دون حاضنة جغرافية واجتماعية له, وتدرك ايران هذه الحقيقة لكنها تتجاهلها وتمارس التخويف السياسي على القادة العراقيين الشيعة من أن التنظيم قادم الى كربلاء والنجف ويريد هدم المراقد المقدسة, وهو أسلوب ابتزاز سياسي واضح. ووفق رؤية القيادي المقرب من علاوي, توجد جهات في النظام الإيراني تعتقد أن هزيمة التحالف الدولي أمام “داعش” سيجعل شيعة العراق أكثر إذعاناً وتبعية لنظام ولاية الفقيه في طهران, كما أن ايران ستحاول ملء الفراغ العسكري والأمني والسياسي ليس في العراق و سورية بل في المنطقة برمتها, إذا تبين أن الحرب الدولية غير فعالة أو انها جاءت بنتائج كارثية, كما حصل بعد الاحتلال الاميركي للعراق العام 2003.