(عمـاد مـوسـى/ضاع شادي (المولوي

333

ضاع شادي “المولوي”

 عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

تشرين الأول/14

قبل ظهر الاثنين أوردت المؤسسة اللبنانية للإرسال خبر “انتهاء العملية العسكرية في طرابلس بانسحاب المسلحين واختفاء المظاهر المسلحة والجيش يتابع انتشاره في باب التبانة”. حسناً. شادي (المولوي) وين؟ هل انسحب من مواقعه في باب التبانة مع مجاهديه “الذين لا يتعدون العشرين” كما ذكر في تسجيل الإستغاثة والتسليم بمشيئة الله؟ هل تبخّر شادي؟ هل لفظ أنفاسه الأخيرة؟ كيف ضاع شادي المُصاب في سوق الخضار؟ وفي المناسبة أسامة أيضاً (منصور) وين؟ هل استُجيب لنداء العسكريين المخطوفين لدى إرهابيي “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية في سورية والعراق”، والمهددين بالتصفية الجسدية كل يوم وكل ساعة، وأُفسح في المجال لشادي ومسلحيه أن “يخلوا” مواقعهم في باب التبانة والإنسحاب من “شي شباك”؟ قيادة الجيش نفت وجود أي تسوية مع المجموعات الإرهابية في طرابلس، فيما ألمح الرئيس تمام سلام إلى ترتيبات وإجراءات تتخلل المواجهات العسكرية. مهما يكن. وين شادي؟ رفعت عيد وأبوه علي، أينهما؟ من هرّبهما؟ قبل “العيدين” أين يمضي الفنان المعتزل فضل شاكر أيامه الحلوة؟ والشيخ أحمد الأسير ماذا يفعل؟ وقبل “الفنان” و”الشيخ” ماذا عن سر اختفاء قائد مجموعة فتح الإسلام شاكر العبسي العام 2007؟ وفي جانب آخر ـ غير متصل ـ كيف يتبخر مطلوبون في اغتيالات ومحاولات اغتيال على الأراضي اللبنانية؟ وكيف يتوارى شيخ كالشيخ خالد حبلص مطلق “الثورة السنّية” إمام مسجد هارون في بحنين؟ أعرِف واربح.

هل يضعون جميعهم “طاقية الإخفاء” عندما تطبق عليهم كماشة العسكر ويهربون كالأشباح ثم يظهرون من جديد؟ قاتَل شادي المولوي ـ المتشرّب من فكر القاعدة “النيّر” ـ من أجل أمة الإسلام، وهو مدرك أن مستقبله الجنة لا العمل السياسي أو البلدي. لم ينذر شادي نفسه للنشاط البيئي أو للحراك المدني. شادي يُقاتل كي يُقتل. هذا قدره وتلك مشيئة الله. لم يتشرف بالتعرّف إلى الفيلسوف البلغاري تزفيتان تودوروف صاحب العبارة المشهورة “القتل هو القتل سواء جرى باسم الديموقراطية أو جرى باسم الله. البديل من القتل هو الحوار ولا شيء غيره”.

المثال الأعلى لشادي هو أبو مالك التلّي راصد التلال وسيد الفيافي. “يوم من الأيام ولعت الدني”. ركض شادي ولم يتفرّج. القتال والقتل مسألة وجدانية. قضية والتزام وجهاد ومسايفة المشركين والكفرة والتكفيريين يا قاتل يا مقتول. شادي وأبو مالك “بيتهما الخطرُ” ولا يعرفان بالضبط متى ينالان نعمة الشهادة. “قريبة إن شاء الله” أمنية مشتهاة. مطلع السنة ودّع شادي محبيه والـfans بتغريدة ساذجة

“أودعكم بدمعات العيوني أودعكم وأنتم لي شجوني أودعكم وفي قلبي لهيب تجود به من الشوق شجوني” ركاكة لا يُعلى عليها. ولهيب مستعر أبداً. أينه رقيق القلب دفّاق المشاعر بعد موقعة باب التبانة؟ ضاع شادي. فهل سيظهر مجدداً في واحدة من ساحات الجهاد في سورية أو العراق أو أفغانستان أو اليمن؟ الرجاء ممن يعرف عنه شيئاً الاتصال بالبوليس. بأقرب مخفر.