السيسي: دعم خارجي وراء تفجير سيناء ومصر تخوض حرب وجود/صابع الاتهام تتجه نحو تركيا وقطر وحماس

472

السيسي: دعم خارجي وراء تفجير سيناء ومصر تخوض حرب وجود/إعلان حال الطوارئ وحظر التجوال في مناطق محددة وإقرار خطة لمواجهة الإرهاب
أصابع الاتهام تتجه نحو تركيا وقطر و”حماس” ودعوات لإقامة منطقة عازلة في الشيخ زويد ورفح

القاهرة – 26/10/14/وكالات: أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, أمس, أن هناك دعماً خارجياً وراء التفجير الإرهابي الذي استهدف جنوداً للجيش في شبه جزيرة سيناء وأوقع عشرات القتلى والجرحى, معتبراً أن بلاده “تخوض حرب وجود”. وقال السيسي, في كلمة متلفزة بعد ساعات من وقوع المجزرة, إنه بصدد اتخاذ إجراءات على الحدود مع قطاع غزة لإنهاء مشكلة الإرهاب من جذورها, مشيراً إلى أن تلك الإجراءات ستكون كثيرة. وأشار إلى أن “هناك دعماً خارجياً جرى تقديمه لتنفيذ تلك العملية”, محذراً من أن تلك الأطراف تريد “كسر إرادة مصر والمصريين وكسر إرادة الجيش باعتباره عمود مصر, وكأنهم يسألون المصريين: هل أنتم تريدون النجاح? تريدون عودة الدولة مرة أخرى, تريدون أن تتحركوا في جميع الجهات وتحققوا نجاحاً? كأنه ليس مطلوباً أن تنجح مصر”. وإذ أكد أن “مصر تخوض حرب وجود, وهناك شهداء سقطوا وهناك شهداء سيسقطون مرة ثانية وثالثة, لأنها قضية حرب كبيرة”, قال السيسي “يجب أن نكون مدركين لأبعاد المؤامرة الكبيرة ضدنا” ويجب أن يكون الشعب والجيش والشرطة يداً واحدة. وبعد أن حذر من محاولات “للتدخل بين الشعب المصري وبين جيش مصر وأجهزة الدولة”, وصف السيسي تلك المحاولات بال¯”الخطر الحقيقي”, مشيراً إلى أن “محصلة العمل في مكافحة الأرهاب ضخمة جداً وهناك مئات من الإرهابين جرت تصفيتهم, والمعركة في سيناء ممتدة ولن تنتهي في أسبوع أو شهر”. ولاحقاً, تقدم السيسي إلى جانب كبار القيادات في الحكومة جنازة عسكرية, أقيمت لشهداء الجيش بعد أن حضر صلاة الجنازة عليهم, ثم قدم العزاء لأسرهم, في حين أعلن الحداد الرسمي لثلاثة أيام على الضحايا.

وفي حين لم يوضح السيسي من هي الجهات الخارجية التي قصدها بالتورط في مجزرة سيناء التي راح ضحيتها نحو 60 جندياً بين قتيل وجريح, وجهت مصادر إعلامية أصابع الاتهام بالتمويل إلى كل من قطر وتركيا وبالتنفيذ أو التورط غير المباشر إلى كتائب “عز الدين القسام” الذراع العسكرية لحركة “حماس” الفلسطينية, على خلفية هدم الجيش المصري الأنفاق بين مصر وقطاع غزة, إضافة إلى العثور على أسلحة قبل أسابيع قليلة تحمل شعار تلك الكتائب بحوزة عناصر تكفيرية تم اعتقالها في سيناء. وبرزت دعوات من خبراء عسكريين لإقامة منطقة عازلة خالية من السكان تشمل مدينتي الشيخ زويد ورفح في شمال سيناء لفترة من الزمن, من خلال إخلاء المنطقة من السكان, ونقلهم إلى مناطق إيواء لحين تمشيط المنطقة وإخلاءها من العناصر الإرهابية. وفي إطار الإجراءات الحازمة, بدأ منذ فجر أمس بعد ساعات من الهجوم, تطبيق قانون الطوارئ في قسم من شمال ووسط شبه جزيرة سيناء. ونص قرار جمهوري أصدره السيسي على إعلان “حالة الطوارئ” في بعض المناطق بمحافظة شمال سيناء “لمدة ثلاثة أشهر إعتباراً من الساعة الخامسة صباح يوم السبت (أمس)”, كما “يحظر التجوال” في هذه المناطق طيلة مدة إعلان حالة الطوارئ “من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة السابعة صباحاً أو لحين إشعار آخر”.

وتتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة إتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفظ الأمن بالمنطقة وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين. وتسري حالة الطوارىء في المنطقة الممتدة من مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة حتى غرب العريش كبرى مدن محافظة شمال سيناء, وتتضمن أيضاً مناطق وسط سيناء. وهي تشمل معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة الذي قررت السلطات المصرية إغلاقه منذ ليل أول من أمس وحتى إشعار آخر. وفيما أعلنت مصادر أمنية أن طائرات “الأباتشي” العسكرية المصرية قصفت مواقع يشتبه أن يكون متشددون من جماعة “أنصار بيت المقدس” يختبئون فيها, قرر الجيش في اجتماع طارىء تشكيل لجنة من كبار قادته لدراسة “الأحداث الإرهابية الأخيرة في سيناء”, كما صادق على خطة لمواجهة الإرهاب. وذكرت رئاسة الجمهورية في بيان, صدر بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يضم كبارة قادة الجيش برئاسة السيسي أنه “تم تكليف لجنة من كبار قادة الجيش لدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة في سيناء واستخلاص الدروس المستفادة”, وذلك بهدف “تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بجميع صوره في سائر أنحاء الجمهورية”. وأكد المجلس “عزمه على استئصال الإرهاب الغاشم من تلك البقعة الغالية (سيناء) من أرض مصر”, مشدداً على أن “تلك الإعمال الإرهابية لن تزيد مصر بشعبها وجيشها إلا إصراراً على اقتلاع جذور الإرهاب”, كما تمت المصادقة على خطة القوات المسلحة لمجابهة الإرهاب في سيناء وعلى الاتجاهات الستراتيجية الأخرى. وتوازياً, عقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئاً برئاسة إبراهيم محلب لبحث ودراسة الموقف الأمني واتخاذ إجراءات قوية وحاسمة لمواجهة الإرهاب خلال الفترة المقبلة. وناقش الاجتماع جميع السبل اللازمة لمواجهة الإرهاب, إضافة إلى إعلان إجراءات لحماية المدنيين في المناطق التي أعلنت حالة الطوارئ فيها بشمال سيناء “تمهيداً لاقتلاع جذور الإرهاب منها”. من جهته, أكد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن المخطط الإرهابي يهدف إلى إرباك المشهد المصري وتعطيل استكمال استحقاقات خريطة الطريق في خطوتها الأخيرة, وهي الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وشدد في تصريحات صحافية على أن الأجهزة الأمنية قادرة على إحباط “المخطط وتأمين مجريات العملية الانتخابية في ربوع الوطن كافة”, مشيراً إلى أنه “تم إنجاز الاستحقاق الأول والثاني في ظروف أمنية قد تكون أصعب وأشد, مما هي عليه في الوقت الراهن”. وجاءت تلك القرارات بعد التفجير الذي وقع باستخدام سيارة مفخخة واستهدف حاجزاً للجيش في شمال سيناء, اول من امس, وأسفر عن مقتل 31 جندياً وإصابة 30 آخرين, ويعد الأسوأ منذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 .

فرض حال الطوارئ في قسم من شمال سيناء والسيسي يتهم جهات “خارجية” بتقديم “الدعم” للهجوم الدامي

نهارنت/25.10.14

اعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت عن وجود “دعم خارجي” للهجوم الانتحاري الدامي الذي استهدف الجيش في سيناء الجمعة موديا بحياة ثلاثين جنديا، وهو الاكثر دموية ضد قوات الامن منذ اعوام عدة. واتخذت مصر اجراءات سريعة بينها فرض حال الطوارئ في قسم من شمال ووسط شبه جزيرة سيناء لثلاثة اشهر وكذلك فرض حظر التجول في المنطقة مع اغلاق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة الى اجل غير مسمى. وقال السيسي اثر اجتماع مع كبار قادة الجيش بثه التلفزيون الرسمي ان “العملية هذه وراءها دعم خارجي. هناك دعم خارجي تم تقديمه لتنفيذ العملية ضد جيش مصر بهذا الشكل”. لكنه لم يذكر تحديدا الجهة التي دعمت الهجوم. لكن المسؤولين المصريين غالبا ما يتهمون الحركات الاسلامية في قطاع غزة بتقديم الدعم للجماعات الجهادية في سيناء والتنسيق معها في شن الهجمات. واوضح السيسي ان الهجوم هدفه “كسر ارادة مصر والمصريين. معمول لكسر ارادة الجيش باعتباره عامود مصر”. واشار الى اجراءات سيتم اتخاذها بخصوص المنطقة الحدودية مع قطاع غزة. قائلا  ان “المنطقة الحدودية بينا وبين القطاع +غزة+ لابد ان يتخذ فيها إجراء لانهاء هذه المشكلة من جذورها”. وتابع “مشكلة رفح والمنطقة الحدودية فيه اجراءات كثيرة ستؤخذ (بشانها) خلال الفترة القادمة”. وتفرض حال الطوارىء في المنطقة الممتدة من مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة حتى غرب العريش، كبرى مدن محافظة شمال سيناء، وتتضمن ايضا مناطق وسط سيناء. وتشمل معبر رفح الحدودي الذي قررت السلطات المصرية الجمعة اغلاقه اعتبارا من السبت حتى اشعار آخر، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ومسؤولون في المعبر. وقال شهود عيان ان حواجز امنية انتشرت في الشارع الرئيسي في الشيخ زويد التي تحولت الى مدينة اشباح بعد ان لزم المواطنين منازلهم، وهو ما يتكرر في مدينة رفح الحدودية ايضا. كما اعلن الحداد الرسمي لثلاثة ايام على الضحايا العسكريين الذين ستنظم لهم جنازة عسكرية رسمية السبت بحضور رئيس الجمهورية كما ذكرت قنوات فضائية مصرية خاصة. من جهة اخرى، افادت مصادر امنية ان مروحيات الاباتشي العسكرية قصفت السبت مواقع يشتبه ان تكون لمتشددين من “انصار بيت المقدس” ، واضافت ان ثمانية مسلحين متشددين قتلوا في القصف الذي رافقه حملة دهم.

وقرر الجيش في اجتماع طارىء السبت تشكيل لجنة من كبار قادته لدراسة “الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء”، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية يؤكد ان ذلك هدفه “تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بكافة صوره في سائر أنحاء الجمهورية”.

يذكر ان قوات الامن تتعرض منذ اكثر من عامين لهجمات عدة في سيناء وهجوم الامس هو الاسوا منذ مقتل 25 شرطيا في اب/اغسطس 2013 بعد نحو شهر من الاطاحة بالرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي.

ولم تعلن اي مؤسسة رسمية مصرية تفاصيل الهجوم بشكل حتى الان. كما لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه. وقالت مصادر امنية ان “انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم حاجزا للجيش في كرم القواديس في منطقة الخروبة قرب مدينة العريش في شمال شبه جزيرة سيناء”

واضافت المصادر ان انفجار السيارة المحملة بكميات ضخمة من مواد شديدة الانفجار في الحاجز اعقبه “انفجار ضخم أدى الى نسف الحاجز بشكل كامل”. وبعد ساعات على الهجوم الاول، قتل ضابط واصيب جندي بالرصاص في هجوم منفصل على حاجز امني في منطقة الطويل جنوب العريش، بحسب ما قالت مصادر امنية.  وقد تم استخدام سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في هجمات ضد قوات الامن المصرية. يذكر ان مديرية امن المنصورة تعرضت في كانون الاول/ديسمبر 2013 لهجوم اسفر عن مقتل 14 شرطيا، كما خلف هجوم على مديرية امن القاهرة في كانون الثاني/يناير ستة قتلى فضلا عن محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد ابراهيم في ايلول/سبتمبر 2013. وقد ازدادت هجمات المتشددين ضد قوات الامن في سيناء مؤخرا بشكل ملحوظ. وهجوم الجمعة هو الثالث في هذه المنطقة المضطربة خلال اسبوع. والاحد الماضي، قتل سبعة جنود واصيب اربعة في هجوم بقنبلة استهدف مدرعة للجيش في مدينة العريش. والشهر الماضي، قتل 17 شرطيا في هجومين كبيرين على الامن في شمال سيناء ايضا. وتبنى تنظيم انصار بيت المقدس ابرز الجماعات الجهادية معظم هذه الهجمات وخصوصا تفجيري مديرية امن المنصورة ومديرية امن القاهرة، اضافة الى قطع رؤوس اشخاص في سيناء اتهمهم التنظيم بالتجسس لاسرائيل والجيش المصري. وتقول الجماعات الجهادية ان هذه الهجمات تشكل ردا على القمع الدامي الذي تمارسه السلطات المضرية ضد انصار مرسي. ونددت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بهجوم الجمعة، واكدت واشنطن ان السلطات الاميركية “تدعم جهود الحكومة المصرية لاحتواء التهديد الارهابي في البلاد”. ويعلن الجيش المصري باستمرار مقتل عدد من “الارهابيين” خلال عمليات دهم لتجمعات مسلحين اسلاميين. لكن ذلك لم يوقف هجمات المتشددين في مختلف مناطق البلاد. وكالة الصحافة الفرنسية