قيادي كردي عراقي للسياسة: نظام دمشق وراء تقوية المتطرفين الأسد وحلفاؤه يسعون لجر المنطقة إلى حرب استنزاف

319

 قيادي كردي عراقي لـ “السياسة”: نظام دمشق وراء تقوية المتطرفين الأسد وحلفاؤه يسعون لجر المنطقة إلى حرب استنزاف

بغداد – باسل محمد/السياسة/23 تشرين الأول/14

كشف قيادي بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة رئيس اقليم كردستان في شمال العراق مسعود بارزاني لـ”السياسة” أن الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي تعارض أي تدخل لقوات البشمركة الكردية في المعارك الدائرة في مدينة عين العرب – كوباني في مواجهة مسلحي تنظيم “داعش”. وقال القيادي الكردي العراقي ان موقف الحكومة في بغداد غير مفهوم لأن الحرب ضد “داعش” وفق سياسات دول التحالف الدولي ومرجعية قرارات مجلس الأمن الدولي تتيح ملاحقة هذا التنظيم عبر العراق وسورية, كما ان هزيمة التنظيم في سورية تسهم في هزيمته في العراق. واضاف ان الحسابات السياسية للبعض داخل العراق وخارجه لا تنسجم مع المبادئ الأساسية للقضاء على التنظيم, وخاصة النظام السوري الذي يريد أن يسيطر “داعش” على كوباني ليصبح في مواجهة القوات التركية, كما أن بعض الأطراف العراقية يعتبر أن تقدم التنظيم في كوباني والمناطق الكردية السورية ينهي حلم بارزاني بإقامة دولة كردية كبيرة, تضم ما يسمى منطقة غرب كردستان الواقعة شمال سورية.

وشدد القيادي الكردي على ذرورة أن يقطع أكراد سورية كل صلاتهم مع نظام الأسد إذا كانوا يرغبون بتفاهمات مع المجتمع الدولي والحصول على دعمه في التصدي لتنظيم “داعش” كما حصل أكراد العراق على هذا الدعم, كما أنه على الجماعات السياسية الكردية أن تتجنب أن تكون جزءاً من صراع المحاور بين النظامين السوري والايراني من جهة والحكومة التركية من جهة ثانية, لأن نظام الأسد حاول في السابق وما زال يحاول استغلال أكراد سورية في مواجهة أنقرة, وهذا لا يصب في مصلحة الأكراد في المنطقة. واعتبر القيادي أن الشكوك لازالت مطروحة بقوة بأن النظام السوري وحلفاءه ساعدوا المتطرفين على بناء قوة عسكرية كبيرة لأن قواته كانت تنسحب من مواقعها تاركة مخازن كبيرة للأسلحة, وهو ماحصل أيضاً في الموصل شمال العراق, ولذلك هناك فرضية بأن هنا مخططاً لتقوية “داعش” كي يتمكن من القضاء على الثورة السورية, ومن ثم يتم استدراج الغرب للقضاء عليه على اعتبار أنه تنظيم إرهابي. ولفت الى أن بعض المعطيات والمعلومات تؤكد أن النظام السوري وحلفائه يسعون لجر الغرب والمنطقة الى حرب استنزاف طويلة ضد “داعش” تفضي الى هدفين ستراتيجيين هما: الأول القبول بهذا النظام والتعاون معه والاعتراف به, والثاني يتعلق بإثارة حرب وصراع طويل بين الغرب والعالم الإسلامي السني.

وأكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي أن 60 في المئة من قيادات “داعش” التي قاتلت خلال الاحتلال الاميركي للعراق من العام 2003 وحتى 2011 بعلم ودعم نظام الأسد الذي كان يسمح لها بالتنقل عبر سورية, هي نفسها التي يجري محاربتها في العراق وسورية في الوقت الحاضر وهذا أمر مريب للغاية.