حميد غريافي/جهاز أمني: حزب الله ينسحب كلما اشتبك الجيش مع الخاطفين في عرسال

302

جهاز أمني: “حزب الله” ينسحب كلما اشتبك الجيش مع الخاطفين في عرسال
الوساطة القطرية لم تصل بعد إلى مرحلة التفاوض الفعلي وما زالت في إطار جس النبض

كتب حميد غريافي/السياسة/23 تشرين الأول/14

 كشفت أوساط روحية مسيحية لبنانية في باريس عن وجود استياء لدى قيادة الجيش اللبناني من عدم مشاركة عناصر “حزب الله” المنتشرين في جرود عرسال وبريتال بالبقاع قرب الحدود مع سورية, في تعقب أماكن اختباء مجموعات “داعش” و”النصرة” التي تأسر عدداً من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ أسابيع, مشيرة إلى استغرب الجيش من نأي الحزب بميليشياته عن محاولات إنقاذ العسكريين المخطوفين, في حين يدعو ليل نهار إلى عدم التفاوض والمقايضة لإطلاق سراحهم. وحضت الأوساط العماد ميشال عون, الذي وصفته ب¯”منفذ أوامر حزب الله في شتى المجالات الداخلية اللبنانية”, على التدخل لدى حسن نصرالله لحمل عناصره ال¯600 المنتشرين فوق عرسال وحولها, على مشاركة قوات الجيش في تعقب المسلحين والاشتباك معهم لإنقاذ الأسرى الرهائن بالقوة, سيما أن ميليشيات الحزب تشارك جيش النظام السوري القمعي في مقاتلة هؤلاء المسلحين في مرتفعات وقرى في القلمون يومياً, ولكن من دون الاقتراب من أماكن مقاتلي “النصرة” و”داعش” الذين اعتدوا على لبنان بسبب ضلوع “حزب الله” في الحرب ضدهم.

ونقلت الأوساط ل¯”السياسة” عن أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية تأكيده ان الحزب “فاوض النصرة وداعش والجيش السوري الحر أكثر من مرة في أنحاء مختلفة من سورية, لإطلاق سراح عدد من أسراه في أيدي هؤلاء, وان بعض تلك المفاوضات نجح فيما فشل البعض الآخر, في حين يرفض حسن نصرالله تفاوض الجيش اللبناني مع خاطفي جنوده في عرسال, أملاً منه في أن يقضي مقتل بعض المسلحين بمدافع الجيش أو بصواريخ “حزب الله” على هؤلاء المخطوفين, كي يجعل قيادة الجيش في الواجهة على الحدود مع سورية ويزجها في مواجهة من يصفهم بالتكفيريين والارهابيين”. وقالت الأوساط ان “كل ما جرى حتى الآن بين القطريين وجبهة النصرة لم يكن تفاوضاً بالمعنى الحقيقي وإنما جس نبض قام به مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم, بطلب من مسؤول الأمن في الحزب وفيق صفا, رفعاً لعتب أهالي المخطوفين الذين بينهم عناصر شيعية”, كاشفة أن الوسيط القطري أبلغ رئيس الحكومة تمام سلام وقوى “14 آذار” أنه “ذهب الى المفاوضات خاوي الوفاض من دون ان يكون لديه أي شيء يبادل به المخطوفين”. وأكد الجهاز الأمني اللبناني ان مقاتلين من “حزب الله” في مرتفعات عرسال وحولها “يتحصنون على بعد ميلين فقط من مكان احتجاز العسكريين, انسحبوا من مواقعهم الى الخلف, كلما كان الجيش يشتبك بالمدافع والصواريخ مع الخاطفين, ما يؤكد لعبة نصر الله في جر الجيش وحيداً إلى المعركة مع المسلحين لزج المؤسسة العسكرية بكاملها في تمسيح أوساخ انغماسه الكلي في الحرب على أحرار سورية”.

وفي السياق نفسه, أكد أحد مسؤولي المعارضة السورية في عمان ل¯”السياسة” ان مسؤولين من “حزب الله” ومن بعض انصارهم في عمان والقاهرة وأنقرة, يحاولون عقد لقاءات مع قيادات سورية معارضة من الائتلاف وغير الائتلاف, كان آخرها الجمعة الفائت في العاصمة الأردنية, من أجل “التفاهم على علاقات مستقبلية” بعد صمت المدافع في سورية سلباً أو إيجاباً, ولوضع خريطة طريق مع ميليشيات الحزب وجماعات الاستخبارات السورية في بيروت تحدد خطوط تلك العلاقات “لصالح البلدين”, إلا أن أياً من قادة المعارضة لم يوافق حتى على التحدث بالهاتف مع قيادات “حزب الله” التي كانت تحاول الاتصال بهم في فنادقهم بالخارج.