الإمارات: سياسة إيران العدوانية تهدد علاقاتها مع الدول العربية والخليجية

473

الإمارات: سياسة إيران العدوانية تهدد علاقاتها مع الدول العربية والخليجية

 شككت بعزم العبادي على طي صفحة المالكي الطائفية والاقصائية في العراق

أبوظبي – وام: /السياسة/حذر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور بن محمد قرقاش من أن “النزعة التوسعية المستمرة للنفوذ الايراني في العالم العربي تشكل تهديداً للعلاقات الخليجية – الإيرانية وللعلاقات العربية – الايرانية بوجه عام”, واصفاً السياسة الخارجية لإيران بأنها “طائفية”. جاء ذلك في كلمة ألقاها, أمس, في افتتاح الدورة الأولى من ملتقى أبوظبي للحوار الستراتيجي الذي يستضيفه مركز الإمارات للسياسات, ونشرت نصها وكالة الأنباء الإماراتية. وشدد قرقاش على أهمية “أن يكون أي اتفاق مستقبلي مع إيران حول ملفها النووي اتفاقاً محكماً وخالياً من نقاط الضعف”, محذراً من أن “الإخفاق في التوصل إلى اتفاق متماسك يمنع الانتشار النووي, يمكن أن تكون له عواقب خطيرة ليس فقط في منطقتنا بل في مناطق أبعد بكثير وذلك من خلال تقويض نظام عدم الانتشار”. وأعرب عن اتفاقه “تماماً” مع التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل التي “ميز فيها ما بين إيران الدولة والمجتمع من جهة, وإيران كسياسة خارجية توسعية وعدوانية”. وحذر من أن “النزعة التوسعية المستمرة للنفوذ الايراني في العالم العربي تشكل تهديدا للعلاقات الخليجية الإيرانية وللعلاقات العربية الايرانية بوجه عام”, لافتاً إلى تدخل إيران في “البحرين وسورية والعراق ولبنان واليمن الذي انضم إلى القائمة على نحو دراماتيكي في الآونة الأخيرة”. وأضاف ان “هذه السياسة الخارجية طائفية بطبيعتها تجعل التوتر في المنطقة أكثر استفحالاً, وإن علاقة عربية-إيرانية تعاونية ومريحة ستعتمد كثيرا على مبدأ عدم التدخل واحترام الكيانات الوطنية وسيادة السياسات الوطنية”.

ووجه قرقاش انتقادات لتصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأخيرة بشأن استغرابه من اعتذار نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لدول خليجية عن اتهامه لها بدعم الإرهاب. وقال “من المؤسف أن تعليقه (العبادي) أدى إلى تقويض رغبة كثير من بلدان الخليج في طي صفحة الماضي بعد حكومة نوري المالكي الطائفية والإقصائية. وبالنظر إلى أهمية وأولوية إيجاد حكومة وطنية عادلة ومنصفة, فإن تصريحات رئيس الوزراء أدت إلى خلق شكوك خطيرة في مشروع جديد هو في الأصل صعب”. واعتبر الوزير الإماراتي أن التهديدات التي تواجهها الدول العربية هي “الحرب الطائفية في كل من العراق وسورية التي أشعلها الحكم القمعي”, و”الصعود السريع لتنظيم داعش الذي يذكيه المقاتلون الأجانب من كل أنحاء العالم”, و”عنف الميليشيات واخفاق الدولة في ليبيا”, و”الهجمات على سيادة اليمن من المتمردين الحوثيين الذين يتلقون تمويلا أجنبيا”, و”العنف في غزة في الآونة الأخيرة واستمرار احتلال اسرائيل لفلسطين”. وذكر بأن الإمارات حذرت مراراً وتكرارا من التهديد المتنامي الذي يشكله اللاعبون المتطرفون والأيديولوجيات المتطرفة على الاقليم. وقال “رغم أن بعض حلفائنا كانوا يعتقدون أننا كنا مذعورين أكثر من اللازم, فإن صعود “داعش” يؤكد ضخامة التهديد, فبدلا من تحولهم إلى معتدلين من خلال التفاعل ينجذب من يسمون “الاسلاميون المعتدلون” إلى صفوف المجموعات الراديكالية. إن هذا يؤكد المغالطة التي تنشأ عند محاولة التمييز بين الشكل “المعتدل” والشكل “الراديكالي” للتطرف”. وأضاف “إننا على يقين تام بأن الكثير من هذه الحركات التي توصف بأنها “معتدلة” في بعض المعاجم توفر البيئة المناسبة لتحول أكبر نحو التطرف ولنشوء جماعات مثل “القاعدة” و”داعش”, ولذلك فإن مواجهة التهديد الذي تشكله الجماعات يتطلب ستراتيجية شاملة ذات رؤية واضحة”. وفي الشأن المصري, أكد قرقاش أن “أي ستراتيجية مصممة بغرض تحقيق السلام والاستقرار والاعتدال في العالم العربي تتطلب تحقيق نجاح في مصر”, مضيفاً انه “بعد سنوات من انعدام الاستقرار ها هي مصر تعود أخيرا إلى الأمن والتنمية وهي في طريقها إلى تبوؤ مكانها الضروري والتاريخي في مركز العالم العربي, ولهذا الأمر أهمية محورية بالنسبة للمنطقة بأسرها, فتمتع مصر بالاستقرار والاعتدال يشكل حجر الزاوية في الاستقرار الاقليمي كما يشكل حاجزاً أمام انتشار التطرف”. وشدد على أنه “إذا بقي اقتصاد مصر هشاً, فمن المهم أن يقدم المجتمع الدولي كل وسائل الدعم الممكنة إلى الحكومة المصرية للحيلولة دون انزلاق البلد إلى الفوضى.