داود البصري/صرعى الحرس الثوري في بطاح الشام

328

صرعى الحرس الثوري في بطاح الشام
 داود البصري/السياسة
18 تشرين  الأول/14

 مع سقوط الجنرال الحرسي الأحوازي الأصل, والمتنكر لعروبته والغارق في صفويته المدعو جبار دريساوي صريعا بيد أحرار الشام في مدينة حلب السورية, يكون النظام الإيراني قد تورط حتى الثمالة في حروبه العدوانية ضد الأحرار سواء في العراق أوالشام أواليمن, وتكون منظومته الإرهابية العسكرية قد دخلت في حرب استنزاف دموية ومادية مروعة ستنعكس مؤثراتها قريبا جدا في طهران وبما سيؤدي بالضرورة وللحتمية التاريخية لانهيار ذلك النظام العدواني الذي جلب مع مجيئه الشؤم والحروب والقلاقل للمنطقة وشعوبها, وكان مسمارا مسموما في خاصرة الأحرار وخنجرا غادرا في طعن الشعوب الحرة, فخسائر الجيش الإيراني الصفوي “الحرس الثوري” بلغت أرقامها في الشام حدودا مروعة تؤشر على حجم الهزيمة العسكرية والنفسية والأخلاقية لنظام تفرعن وتوحش وأفرز خططا لاحتلال المنطقة وتدمير شعوبها, وتوسع كثيرا في عملياته التخريبية, بعد أن طالت خطوط مواصلاته التخريبية من كابول وحتى بيروت مرورا ببغداد ودمشق ونزولا لجنوب الجزيرة العربية في اليمن, دون تجاهل الخلايا الإيرانية الإرهابية الساكنة في البحرين والكويت خصوصا, لقد قلناها سابقا أن جنرالات الحرس الثوري باتوا وقودا رخيصة لاستمرار آلة الحرب والدمار الإيرانية في الشرق القديم بعد أن توضحت معالم وخطط وأساليب النظام الإيراني التي حققت أهدافها في العراق بعد الهيمنة عليه وإشعال نيران الحروب الطائفية هناك وإدخال الجهد العسكري الإيراني الذي استباح العراق بمعاونة حكومته, وجلها من الأحزاب الطائفية التابعة لإيران كحزب “الدعوة” العميل التاريخي لإيران وجماعة عمار الحكيم التي ولدت من الرحم الإيراني العام 1982 او بقية الجماعات التي تناسلت لاحقا كعصابات العامري والخزعلي والساري وبقية الجمع الطائفي العدواني الطالح !, في معارك العراق تكبد الإيرانيون خسائر كبيرة من الضباط والعناصر, وحتى الطيارين ما يوضح أن العمق العراقي بات ملعبا إيرانيا وأن مساحات التورط قد توسعت لدرجة استنزافية مذهلة للاقتصاد وللجهد العسكري الإيراني.

ثم إن الصرف على النظام السوري وعلى عصابات “حزب الله” اللبناني الذي تورط أكثر في حمامات الدم السورية قد فرض على نظام طهران التزامات متعبة ومرهقة, ومع كل زيادة في التورط الإيراني في الأوحال العراقية والسورية تتصاعد الخسائر العسكرية والاقتصادية مع إصرار أحرار الشام والعراق على تلقين المعتدين الطائفيين دروسا تاريخية في احترام إرادة الشعوب الحرة. وضعية النظام الإيراني بعد انجلاء غبار المعارك في العراق والشام ستكون متشابهة لحد كبير مع وضعية الاتحاد السوفياتي الراحل, بعد غرقه في المستنقع الأفغاني الذي أدى لاستنزافه بالكامل وتحطيم أسس وقواعد الدولة السوفياتية وانهيارها وانهيار العالم الشيوعي معها وانحسار التأثير الروسي على شرقي أوروبا, نفس الحالة سيعانيها النظام الإيراني المحدود الموارد أصلا والذي لايمتلك طاقات صناعية ولا عسكرية بمستوى القدرات السوفياتية السابقة مع كل جنرال حرسي إيراني يسقط في بطاح الشام أوالعراق يدق مسمار في نعش الطموحات التوسعية لنظام الملالي الغارق في أزماته, والحامل لهموم ومتاعب حلفائه من الفاشيين والرجعيين الذين يخوضون معاركهم الخاسرة الأخيرة في الشرق القديم. لقد حدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بكل وضوح طبيعة الوجود الإيراني العسكري في المنطقة, ووصفه بالاحتلال لكل من سورية والعراق, وإذا أراد الإيرانيون النجاة بجلودهم وتجنيب انفسهم مصيرا اسود فما عليهم سوى تقصير خطوطهم والانسحاب من المستنقعات التي تورطوا بها, ولكنهم لن يفعلوا ذلك أبدا, فلا مهرب امامهم من مصير كل المهزومين عبر التاريخ من الطغاة.. إنها سنة الله, ولن تجدوا لسنته تبديلا.