عبدو شامي/حزب الإرهاب يُشهر إفلاسه

358

حزب الإرهاب يُشهر إفلاسه

عبدو شامي

15 تشرين الأول/14

مع ارتفاع منسوب الخوف والقلق في صفوف شعبه بسبب انتقال المعارك الى داخل قراه، ومع تزايد عدد قتلاه في سوريا، وبعد عملية “أم الفضائح” في بريتال التي كشفت المستور ولم تترك للسر ولا للستر غطاءً… يبدو أن “حزب الإرهاب المنظم” وصل الى ذروة الإحراج مع بيئته الحاضنة وبدأ يتخبّط في ردود فعله الى درجة أشهَرَ معها إفلاسه الأخلاقي باختلاقه الأكاذيب على لسان جمهور 14آذار لرفع معنويات شعبه وإيهامهم أنه اتخذ القرار الصائب بتوغله وولوغه في الدماء السورية.

“بطل” مقالتنا اليوم هو النائب “نواف الموسوي” الذي خاطب جمهوره في 13/10/2014 قائلا: “من الواجب علينا أن نفرّق بين مشاعر القاعدة الشعبية لفريق 14آذار وبين الطبقة السياسية التي لا تزال تشن حملة شعواء على حزب الله ولا تزال تكابر وتصر على خطاب عدائي ضده، في حين أن الأكثرية الغالبة من القاعدة الشعبية لهذا الفريق تشعر في قرارة نفسها أنها مدينة لحزب الله بشهدائه ومجاهديه في الأمن الذي تتمتع به في هذه المرحلة لأنه تمكّن من وضع حدّ لانتشار المجموعات التكفيرية وأقام سدًا يحول بينها وبين الوصول الى العاصمة اللبنانية أو غيرها من المدن والقرى اللبنانية”. فماذا أراد “الموسوي” إفهام شعبه بهذا الافتراء؟

باختصار، لقد وجه النائب عن الحزب الإرهابي التكفيري رسالة تعنيف وتهديد مبطن الى كل مَن بدأت تحدّثه نفسه (من جمهوره) بالتذمّر والتأفّف أو الاعتراض ورفع الصوت على الويلات التي تسبّب بها الحزب لشعبه، والى كل من بدأ منهم يقتنع بصوابية منطق 14آذار في مطالبة الحزب بالانسحاب من سوريا وتحميله مسؤولية التبعات التي أخذت تضرب لبنان منذ إعلانه الحرب على الشعب السوري؛ أراد “الموسوي” حقيقة أن يقول: لا تنخدعوا بخطابات قادة 14آذار فجمهورهم مُمتنّ لنا على تدخلنا في سوريا ويرى لنا فضلا عليه في منع وصول “التكفيريين” الى لبنان، وبالتالي إذا كان هذا الجمهور الذي يختلف معنا اختلافًا جذريًا في نظرتنا الى لبنان يؤيّد تدخلنا في سوريا وهو راضٍ عنه فكيف يحق لكم مجرّد التفكير في التذمّر والاعتراض؟ ألا تخجلون أن يكون ذاك الجمهور أكثر وفاء وتقديرًا للحزب منكم؟!

عن أي “مجاهدين” و”شهداء” يتحدّث؟ وأين الأمن الذي يدعي وجوده في هذه المرحلة وقد استدرج المعارك من الداخل السوري الى الداخل اللبناني ولن تكون آخرها بريتال؟ وأي عقل يصدّق أن يكون جمهور 14آذار مَدينًا للحزب وإرهابييه؟ وهل يُتصوَّر من حزب أفلَس من المنطق والحُجة فلجأ الى الكذب والافتراء أن يكون دائنًا؟!

جمهور “ثورة الأرز” يَلعنكم كلما تذكّر قافلة شهداء ثورته الذين صفيّتموهم بدم بارد الواحد تلو الآخر. يلعنكم عند كل جلسة للمحكمة الدولية ينكشف فيها مخفيًا جديدًا من خبث إرهابكم في تنفيذ جريمة العصر. يلعنكم صبيحة كل يوم تشرق فيه الشمس على قصر بعبدا الشاغر من رئيس للجمهورية. يلعنكم كلما طيّر إرهابكم موسمًا سياحيا أو تجاريًا كان من شأنه أن ينعش الاقتصاد المسروق من تهريب إرهابكم في المطار والمرفأ. يلعنكم كلما جرى التشديد عليه في المطارات الدولية ومعاملته معاملة المشتبه فيهم لمجرّد أنه يحمل جواز سفر بلد تحتلّونه وتمارسون فيه إرهابكم وتصدّرونه الى الخارج. يلعنكم كلما أحرق شاب قلب والدَيه بإعلانه قرار الجهرة لأن “بلدنا ما بقا ينعاش في والى خراب”. يلعنكم كلما أطلّت الفتنة السنية-الشيعية برأسها على خلفية استفزازكم وتحريضكم ومشروعكم الطائفي. يلعنكم كلما وَجَد جرثومة الفئوية والمذهبية تتسلّل الى صفوف الجيش اللبناني. يلعنكم مع خبر انشقاق كل جندي. يلعنكم في ذكرى تموز2006 ونهر البارد2007 وأيار2008 وعائشة بكار2009 وبرج أبي حيدر2010 وعبرا2013 وعرسال2014. يلعنكم عند انقطاع التيار الكهربائي وكان 24/24 في بيروت قبل حربكم على لبنان في تموز2006. يلعنكم عند كل صورة استفزازية ترفعونها في مناطق لا تمثلّكم مُستقوين بغلبة سلاحكم. يلعنكم مع كل دواء فاسد هرّبته كوادركم. يلعنكم مع كل حالة ادمان وصلتها الحبوب المخدرة من مصانعكم. يلعنكم كلما حُرِم في صالات السينما من مشاهدة فيلم منعته الرقابة لمقاربته شأنكم أو شأن دولتكم إيران. يلعنكم كلما هرَع الى المدرسة لإرجاع ابنائه عند كل تفجير نفذتموه في لبنان أو تسبَّب به “واجبكم الإرهابي” في سوريا. يلعنكم كلما مرّ بطفل سوري يتسوّل في الشارع، وكلما طرقت بابه عائلة سورية مشرّدة. يلعنكم عند كل مخيم بائس يغص باللاجئين الفارين من إرهابكم وإرهاب أسدكم في سوريا. يلعنكم مع كل شهيد يسقط في سوريا.

لم نكن نرغب في جرح مشاعر “الموسوي” لكن بما أنه تكلّم عن “ما تشعر به القاعدة الشعبية لـ 14آّذار في قرارة نفسها” فكذب وافترى ونسب إليها ما ليس من مشاعرها، وجدتُ نفسي معنيًا كأحد أبناء “ثورة الأرز” الحقيقية في إيضاح حقيقة مشاعر هذا الجمهور النخبوي أو على الأقل الغالبية التي أنتمي إليها.
عبدو شامي