ريفي لحزب الله: انسحبوا الآنَ من سوريا واعتذروا الى اللبنانيين والى السوريينَ الأحرار

382

ريفي لـ “حزب الله”: انسحبوا الآنَ من سوريا واعتذروا الى اللبنانيين والى السوريينَ الأحرار

١١ تشرين الاول ٢٠١٤/ وكالات

ألقى وزير العدل اللواء أشرف ريفي كلمة في الإحتفال الذي أقامه حزب الوطنيين الأحرار في ذكرى اغتيال الشهيد داني شمعون وعائلته في المعهد الأنطوني في الحدث، فقال: “شهداؤنا الأبرار داني، انغريد، طارق وجوليان، عائلات الشهداء المحترمين، الرئيس دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرير، ايها الحضور الكريم”. أضاف: “أيها الاصدقاء في حزب الوطنيين الاحرار، أيها الأبطال في ثورة الاستقلال، يا أهل الشهداء ومحبيهم، لا أزال أذكر الشهيد داني، منذ كنت ضابطاً يافعاً في قوى الأمن الداخلي، يومها كنت ألتقيه باستمرار، يومها عرفته رجلاً شجاعاً دائم الابتسام، صريح الموقف والرأي، لقد آمن شهيدنا البطل بقضية واستبسل من أجلها، الى أن استُشهد على منوال وسيرة الابطال الكبار”.

وتابع: “لم يسجّل له يوماً أن هرب من استحقاق، ولم يسجّل له يوما ان استسلم لخطر، لقد حمل قضيةً آمن بها واستُشهد من أجلها. لقد اغتيل شهيدنا على يد من حاولوا اغتيال لبنان وفشلوا، ومن يحاولون اليوم اغتيال سوريا وسيفشلون. لا يسعني وأنا أتكلم عن شهادة داني شمعون إلا أن أحيي كل شهيد سقط على ارض لبنان دفاعاً عن هذا الوطن الغالي. لقد كان شهيدنا الكبير نمراً شجاعاً اغتيل ظلماً هو وزوجته وطفلاه، لقد سقط شهيدنا الكبير في سياق محاولة النظام السوري وحلفائه السيطرة على لبنان الحبيب. لقد كان شهيدنا عن حق من أوائل شهداء ثورة الاستقلال، هذه الثورة التي فجّرها الشعب اللبناني في 14 آذار 2005 اثر إقدام المجرمين على اغتيال شهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري”.

وأردف ريفي: “أيها الاصدقاء، أيها الحضور الكريم، يعيش وطننا لبنان وتعيش المنطقة، وخصوصا سوريا، محنة كبرى جراء ما أورثتنا اياه أنظمة الاستبداد وعلى رأسها النظام السوري وحلفائه. هذا النظام المجرم الذي لم يكتفي بما فعله في لبنان، بل أمعن تخريبا وقتلاً في سوريا، فسالت دماء الأبرياء، لا بل قد فاضت وكثُرت الآلام وعمّ الخراب”.

وأكد أن “هذا النظام وحلفاءه الاقليميين يتحملون جزءاً كبيراً من مسؤوليات ما تشهده المنطقة من فوضى وقتل وخراب. لقد أمعن هذا المحور في التخريب وفي هز استقرار بعض دول المنطقة من خلال تهديد الكيانات واللعب على وتر التناقضات المذهبية. لقد اسّس هذا المحور في بعض الدول الميليشيات واستباح الحدود وشكّل خطرا كبيرا على وجود هذه الدول وهو لا يزال مستمراً بهذا المنحى”.

واسترسل: “من هنا، من لبنان وفي ذكرى اغتيال البطل داني شمعون وعائلاته، نقول له: علّمنا التاريخ أن كل من يتآمر على لبنان يسقط، ويبقى لبنان بأهله مسلمين ومسيحيين رمزاً للوطن الرسالة. أما أنظمة الاستبداد فإلى الجحيم مهما طال الزمن وهو لن يطول. أيها الاصدقاء، في مرحلة قد تكون الاصعب في حياتنا الوطنية، لا بد لنا من أن نكون جميعاً على وضوح في الرؤية لكي نتجاوز الأزمات”.

ورأى أن “النظام السوري قد ساهم عندما مارس السلطة بالحديد والنار، وعندما واجه ثورة شعب مسالم بالسلاح، لقد ساهم هذا النظام باستيلاد حالات متطرفة ارهابية بدأت تنمو وتكبر على وقع البطش والممارسات اللاإنسانية في ظل صمت دولي مريب. نأمل اليوم أن يكون التحرك الدولي فعل إنقاذ حقيقي لسوريا وأهلها من شر نظام قاتل ومن إرهاب أعمى تمارسه داعش وأخواتها، وهي الوجه الآخر لإرهاب النظام وحلفائه”.

أضاف: “نعم ايها السادة، نحن نواجه ارهابين هما وجهان لعملة واحدة، هذا ما قلناه سابقا وهذا ما اكرره اليوم، وعلى هذه الصورة ارى الامور. في هذه المواجهة لا خيار لنا الا ان نكون معا يدا واحدة مسلمين ومسيحيين، هكذا كنا في ثورة الاستقلال، هكذا كنا في 14 اذار 2005 وهكذا يجب ان نكون في كل لحظة من حياتنا المشتركة التي تجمع بين مكونات هذا الوطن قيماً وطنية وانسانية نعتز بها ونفخر”.

وشدد على أن “مواجهة ارهاب الاستبداد والارهاب الناتج عنه هي مسؤولية الاعتدال من كافة الشرائح الوطنية، نعم هي مسؤولية الاعتدال من كافة الشرائح الوطنية. دائما كان المعتدلون الاكثرية وهم المنتصرون، ودائما منتصرون في نهاية المطاف”.

وتابع: “هذان الارهابان لا يعترفان بالحدود الوطنية ولا بالثوابت الكيانية ولا بالقيم الحقيقية للاديان ولا بحقوق الانسان، فهما ارهابان عابران للحدود، فلنواجههما معا لأن انتصار اي منهما يعني القضاء على مستقبلنا وعلى مستقبل اولادنا، ويعني ايضا دخول هذه المنطقة في ظلام دامس وفي ظلامية قاتمة”، لافتاً الى أن “عصور الزمان كانت على مر التاريخ ملأى بالعنف والقهر والدم والاستعباد والدمار”.

وأردف: “ايها الاصدقاء، ايها الحضور الكريم، لطالما حذرنا حزب الله من مغبة التورط في القتال الى جانب النظام السوري، لقد ضربوا عرض الحائط بكل هذه التحذيرات حتى وصلنا الى ما حذرنا منه والى ما نحن فيه اليوم”.

وأشار الى أنه “على الرغم من أنّ قرارَهم ليس بيدِهم، فهم يتحمّلون مسؤوليةً كبيرةً في استيرادِ الأزمةِ من سوريا إلى لبنان”، مضيفاً: “لقد دَعَونا دائماً الى الإنسحابِ من سوريا، ونكرّر القول: انسحبوا الآنَ من سوريا، واعتذروا الى اللبنانيين، والى السوريينَ الأحرار، ولندعْ جيشَنا البطلَ يحمي وحدَه، حدودنَا من أيّ اعتداءٍ أو إرهاب”.

وزاد: “لا أحدَ إلا الجيوشُ الشرعيةُ الوطنيةُ تحمي الأوطان. لا أحدَ إلا الجيشُ اللبنانيُّ الشرعيُّ يحمي حدودَ الوطن، ويضمن سلامةَ لبنانَ واللبنانيين. إنّه من دواعي الأسف، أنْ تدّعي دويلةٌ حمايةَ الدولة. إنه من المفارقة، أن تدّعي دويلةٌ الدفاعَ عن حدودِ الدولة وسيادتهِا”، مؤكداً أن “هذه مَهَمّةٌ وطنيةٌ، ولا يمكن أن تنجح فيها إلاّ المؤسساتُ الوطنيةُ الشرعيّة”.

وشدد ريفي على أن “أيَّ وجودٍ عسكريٍ غيرِ شرعيّ، على أرضِ لبنان، هو انتهاكٌ لسيادةِ هذا الوطن، ومن ينتهكْ السيادة، ويستبِح حدودَ الوطن، لا يمكنْه إدعاءَ حقّ حمايته، هؤلاءِ ينطبق عليهم المثلُ القائل “حاميها حراميها””.

أضاف: “أمامَ هذه المخاطر التي نتعرض لها، نؤكّد الاستمرارَ بالدفاع عن الدولةِ وعن المؤسسات، في وجهِ كلِّ من يحاول استباحتَها. نحن مع الجيشِ اللبناني وحدَه، ومع المؤسساتِ الشرعية، لتكون حامياً وحيداً للحدود، وضامناً وحيداً لأمنِ الوطن، نحن مع تطبيق القرار 1701 وكلِّ القرارات الدولية، بما يساعدُ الجيشَ اللبناني في حمايةِ هذا البلد”.

وتابع: “نحن مع المؤسساتِ العسكريةِ والأمنيةِ الشرعية، وليسقط كلُّ سلاحٍ غيرِ شرعي، ولتسقط دعواتُ الأمن الذاتي، ولتصمتِ الأبواقُ المجنونةُ التي تبشّر بالحربِ الأهليةِ. نحن شعبٌ واحدٌ، مسلمين ومسيحيين، متضامنين، متكاتفين، ندافع عن لبنانَ المتنوع، عن لبنانَ الواحد، السيدِّ الحرِّ المستقل، بقواه الشرعية”.

وختم ريفي: “في ذكرى اغتيالِكَ أيها الشهيدُ البطل، في ذكرى اغتيالِكِ أيتها السيدة إنغريد، في ذكرى اغتيالِكُما أيها الشهيدان الملاكان طارق وجوليان، أنحني إجلالاً أمام أرواحِكم، وأؤكد أنّ شهادتَكم هي أمانةٌ في أعناقنِا، كما كلُّ شهادة الأحرار في هذا الوطن. سنبقى على العهدِ حتى تحريرِ هذا الوطن، سنبقى على العهدِ حتى تحقيقِ العدالة. عشتم، عاش الأحرارُ في هذا الوطن، عاش لبنانُ سيداً حراً مستقلاً”.