الكولونيل شربل بركات: الدورة السنوية للفلاح اللبناني وشرح لبعض المفردات التي لم تعد متداولة وقد ذكرت في موضوع الدورة السنوية للفلاح

466

leb farmer2

الدورة السنوية للفلاح
الكولونيل شربل بركات/10 كانون الثاني/17
كان انتهاء الشتاء أوانا لبدء العمل في الحقل ويكون الفلاح قد جهّز عدة العمل وخاصة السكه والنير للفلاحة وهو يبدأ باستغلال الأيام الناشفة في شباط لمخالفة الشقاق في أملاكه والبدء بتقطيش الدوالي وتشحيل الأشجار، ويكمل أحيانا زراعة الشعير اللقسي والبصل وهو يعود محملا ببعض الحطب والتقاطيش لدعم النار، وقليلا من “الغرف” للخرفان أو الجداء التي في البيت. وفي هذا الشهر لا يسمح الطقس بالعادة بأيام كثيرة للعمل في الخارج. وأحيانا يرفع الفلاح سلسالاً تهدم من الشتاء أو يكمل آخر في حال زادت الأيام الصالحة للعمل. ولكن ما أن يدخل آذار، بالعادة، حتى تصبح البلدة كخلية النحل، ففي “آذار طلّع بقرك عالدار”، وفيه يبدأ الكسار، وفيه لا يعود اللحم والحليب والسمن وحتى الزيت يدخل الموائد، فقد دخل الصيام والقطاعة عن كل ما هو حيواني، ويصبح الأكل من الأعشاب (السليقة)، في الغالب، ومن الحبوب، ويجمع البيض حتى العيد الكبير، ويصنع من الحليب الزبد والسمن والجبن واللبنة، وكلها الى ما بعد العيد. وفي هذه الاشهر يشبع الفدان من الحفافي، ويعود الحمار محملاً بالأعشاب المحشوشة للعشاء. وفي هذه الأيام يفلح الفلاح منذ الفجر، وعندما يتعب الفدان يوقفه ويغدّيه بينما ينكوش هو حول النصب ويحش الربعان، وبعد أن يفطر هو ويرتاح الفدان يعاود العمل، فعليه، بعد أن يكمل كسار الملك، أن يحضّر الأرض التي تركها للصيافي فيكسرها. وفي نيسان حيث “الشتوي بتسوى السكة والفدان” يجب أن ينتهي من تكريب الأرض للصيافي ويزرع الحمص والصحاري والدخان، ويتني الملكيات قبل أن يبدأ الزهر (الزيتون). وفي أيار يبدأ التفريك، ثم الحليشة؛ القطاني أولا فالفول والشعير. أما حزيران فهو شهر حصاد القمح والتغمير والرجيدي وقلع البصل والتوم. ويصبح تموز شهر البيادر والغلال، وفيه يفلح من استطاع “ملكياته” مرة رابعة، وتبدأ بعض الثمار بالنضوج، وتقطف النساء الزعتر. ثم يأتي آب حيث تدخل الغلال الى البيت فيمتليء بها، ويبدأ موسم التين والعنب والفواكه الأخرى. وبعد أن يشبع الفلاح في هذا الشهر من خيرات الأرض، يقشقش حقوله ويصلح سناسله ويجمع بعض الحطب ثم يقطف السمّاق. وفي هذا الشهر تجري عادة الأعراس والأعياد المهمة فالخير يفيض بالبيت. ويأتي أيلول شهر التحضير للشتاء، فيحضّر الزبيب ويصطح التين، ثم يحضّر الدبس والنبيذ والعرق، ويسلق القمح للبرغل، بينما تجهّز النساء المربيات والكشك وتدق الزعتر والسماق. وفي تشارين يجهّز البيت بالحطب للشتاء، بشكل مكثف، وتشق الأرض بعد أول الري، ويزرع التوم والفول وأنواع الحبوب المختلفة وخاصة القمح، ويحوّش الزيتون ويدخل الزيت الى الخوابي، ويمتليء الدرف باللبن التشريني للبنة المكبوسة بالزيت، ويوزّع الزبل على الأشجار وخاصة الزيتون، ويكمل الفلاح أواخر زرعه من القمح في نشفة الميلاد، وبعدها يدخل الشتاء القارص ويفارق خلاله الفلاح حقله مرغماً في أوان المطر الشديد والثلوج، وتقبع حتى الحيوانات في البيت الى أن يبدأ شباط يبعث بعض دفئه فهو “كيف ما شبط ولبط ريحة الصيف فيه “.
من محاضرة بعنوان “عين إبل بين الماضي والحاضر ألقيتها في قاعة الكنيسة سنة 1999.

leb famer1

شرح لبعض المفردات التي لم تعد متداولة وقد ذكرت في موضوع الدورة السنوية للفلاح
الكولونيل/شربل بركات/10 كانون الثاني/17
– السكة: هي القطعة المعدنية المروسة التي تشق الأرض أثناء الفلاحة والكلمة لا تزال مستعملة منذ الفنيقيين حيث قال الاله “أيل” للربة “عناة”: “سك دود ارص” اي ازرعي الحب بالأرض ومنها التعبير المجازي لنشر الحب (بالضمة) في الأرض كافة وليس فقط عملية زرع الحب (بالفتحة) التي نعنيها هنا.
– النير: هو الآلة التي يربط بواسطتها زوجي البقر ويعلق بها “العود” الذي يحمل السكة ويوجهها لقلب الأرض بالطريقة المناسبة.
– الشقاق: هو نتيجة شق الأرض في تشرين والتي تتم بابعاد أتلام التربة عن بعضها للسماح بحفظ أكبر كمية ممكنة من الماء المجمع من المطر لكي تشربها الأرض. أما عملية مخالفة الشقاق فهي فلاحة الأرض بعكس الأتلام الموجودة لكي تسوى التربة فلا يعود هناك أتلام ظاهرة لتقليص عملية تبخر الماء بواسطة الشمس وهي تتم عادة في آذار لأن المطر يصبح قليلا بينما تبدأ الشمس بنشر دفئها فتزيد التبخر.
– تقطيش الدوالي: هي عملية قطع الأغصان من الدوالي لتوجيهها من جهة وتحديد كمية الحملان من جهة أخرى.
– تشحيل الأشجار: هي نفس عملية التقطيش من حيث الهدف ولكن هنا بالنسبة للشجر فهي تحتاج لدقة أكبر حيث الأغصان والنمو يختلفان عن الدوالي.
– اللقسي: أي المتأخر
– التقاطيش: هي الأغصان الصغيرة التي تجمع بعد عملية التقطيش.
– الغرف: أغصان من السنديان أو غيره من الأشجار التي تبقى عليها أوراق خضراء طيلة السنة وتتغزى عليها الخراف والجداء بالاضافة لحليب الأم
– سلسال: حائط من الحجارة
– الكسار: عملية مخالفة الفلاحة
– السليقة: الأعشاب البرية التي يمكن أكلها وهي تجمع من الحقول خاصة في الربيع ومنها العريفة والخبيزة والعلت (الهندبة) وغيرها.
– الفدان: زوج البقر الذي يستعمل للفلاحة ويسمى الثور المدرب على الفلاحة عمّال لتمييزه عن البقرة التي لا تعرف الفلاحة وتستعمل فقط للحليب وهي تسمى بطّالة.
– المحشوشة: التي تنزع من الأرض بدون تمييز وتجمع عادة لاطعامها للحيوانات.
– ينكوش: يستعمل المنكوش لتفتيت التربة حيث لا يمكن للفدان أن يمر.
– الربعان: جمع ربعة وهي المنطقة المنحدرة من الأرض التي لا يمكن فلاحتها وهي بالعادة غير مزروعة بالشجر.
– الملك (بالكسرة): وهي الأرض المزروعة أشجار مثمرة بالعادة لتمييزها عن بقية الارض التي تفلح والتي تسمى “سليخ” أو “صليخ”.
– الصيافي: الزراعات الصيفية التي لا تحتاج للماء وتكتفي بالرطوبة من التربة المفلوحة.
– تكريب: وهي عملية اعادة الفلاحة لكي تنعم التربة فتصبح مغلقة بشكل شبه تام عن تأثير الشمس لمنع التبخر.
– الصحاري: جمع صحرا وهي الخضار التي تنبت معتمدة ري الأرض والندى ولا تعتمد على الري بالماء ومنها البندورة البعليية والفقوس (المقتي) والكوسى وغيرها من الخضار التي تنبت وتعطي موسما بدون الحاجة إلى الري.
– يتني: أي يقوم بالفلاحة مرة ثانية.
– التفريك: عملية قطع الزائد من الأوراق خاصة في دوالي العنب وبعض الحلاقيم للتخفيف عن الدالي وترك العناقيد تكبر بدون منافسة وهنا تستعمل الأوراق لورق العنب المحشي وأكل التبولة ويكبس بعضه ليحفظ لمدة أطول.
– الحليشة: هي عملية جمع نباتات الحبوب مثل العدس والباقية والكرسنة والحلبة والشعير وغيرها وهي تتم باليدي ولا يستعمل فيهاآلاة الحصاد المعروفة.
– القطاني: هي أنواع الحبوب التي ذكرت سابقا ما عدا القمح.
– التغمير: عملية جمع القمح أو الأنواع الأخرى من النبات المحصود ضمن أغمار مقدمة لجمعها مرة أخرى ضمن بنادك.
– الرجيدي أو الرجيدة: وهي عملية نقل بنادك الحصاد إلى البيادر على ظهور الجمال والبعض يسمي كل عملية نقل على الجمال رجيدة ولكن العملية الأساسية تبقى رجيدة القش (القمح أو الشعير والقطاني).
– يقشقش: يجمع القش أي كل الأعشاب الناشفة التي تكون قد يبست بالصيف وأصبحت تشكل مادة للحريق.
– يصطح: أي يفرش شرائح التين على مصطاح من الوزال عادة لأن أوراقه مبرومة ومتوازية ولا يعلق فيها التين وبنفس الوقت لا يعلق اي نوع من الاتربة بالتين المجفف لأنه مرتفع عن الآرض.
– الدرف: هو وعا من جلد الماعز عادة، ينزع عن الجدي المذبوح بدون أن يقطع إلا من جهة واحدة ويستعمل بعد خياطته من الأسفل كوعاء لحفظ اللبن ويمكن إضافة اللبن عدة مراة من جهة الرقبة التي تغلق كل مرة وتدهن بالملح وبعد التوقف عن زيادة اللبن يغلق الدرف ويترك لينشف ومن ثم يفتح وتدور اللبنة ككرات تكبس بالزيت وتحفظ لمدة طويلة.
– نشفة الميلاد: عادة هناك ضمن دورة الطقس عندنا قترة ما قبل عيد الميلاد ينقطع فيها المطر مدة اسبوعين تقريبا تكون كافية لكي تنشف الأرض ويمكن اعادة فلاحتها.
– شبط ولبط: تقال لشهر شباط لأن طقسه متقلب فهو أحيانا دافئ وأحيانا كثير البرودة والمعنى بأنه مهما مرت خلاله من عواصف أو طقس عاطل فانه يحمل اياما دافئة.