كندا ستشارك في الضربات الجوية ضد تنظيم داعش في العراق

249

كندا ستشارك في الضربات الجوية ضد تنظيم «داعش» في العراق
أوتاوا – برلين: «الشرق الأوسط»/05 أكتوبر 2014

تنوي كندا المشاركة في التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش في العراق بعدما قدم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أول من أمس مذكرة للحصول على دعم البرلمان لإرسال مقاتلات إلى العراق لستة أشهر.

من جهتها أعلنت ألمانيا أيضا عزمها توسيع نطاق دورها العسكري في شمال العراق.

وفي حال أعطى النواب الكنديين الضوء الأخضر لهذه المشاركة، كما هو متوقع، ستكون هذه أول مشاركة عسكرية لكندا في الخارج منذ الحملة الجوية على ليبيا في 2011. وقال هاربر إنه يطلب من مجلس العموم الكندي الذي يشكل فيه حزبه المحافظ أغلبية كبيرة فيه، التصويت على مهمة «لمكافحة الإرهاب» لمدة 6 أشهر.

وأضاف أمام مجلس العموم أنه سيتم إرسال مقاتلات وطائرات للتزويد بالوقود في الجو إلى المنطقة للمشاركة في ضرب أهداف داخل حدود العراق. وذكر مكتب رئيس الوزراء الكندي أن 600 من عناصر القوات الجوية وأفراد طواقم أخرى سيتوجهون إلى الشرق الأوسط. وقال هاربر في خطابه إن الطائرات الكندية يمكن أن تستهدف ناشطين داخل سوريا، لكنه شدد أن هذا لن يحصل إلا «بدعم واضح من حكومة هذا البلد»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

كما طلب رئيس الوزراء الكندي من البرلمان الموافقة على نشر عدد لا يتجاوز الـ69 مستشارا عسكريا لتقديم المشورة للقوات الأمنية التي تقاتل تنظيم داعش في الجزء الشمالي من العراق. وقال هاربر إنه لن تكون هناك «مهمة للقتال البري».

من جهته أوضح مكتب رئيس الوزراء الكندي أن المهمة الكندية ستقتصر على نشر 6 مقاتلات إف – 16 وطائرة تموين في الجو وطائرتي استطلاع وطائرة لنقل الجنود.

وفي دفاعه عن اقتراحه، صرح أن «تهديد (داعش) حقيقي وجدي وموجه بشكل واضح في جزء منه إلى بلدنا». وأضاف أن «هذا التهديد الإرهابي يمكن أن يتفاقم إذا ترك».

واتهم تنظيم داعش بالقيام «بحملة فظائه لا يمكن وصفها ضد أكثر الناس براءة». وقال «لقد عذب أطفالا وقطع رؤوسهم واغتصب وباع نساء وارتكب مجازر بحق أقليات وأسر أبرياء كانت جريمتهم الوحيدة أنهم يفكرون بشكل مختلف عنه». لكن هاربر أقر بأن على التحالف الدولي ألا يتوقع الكثير من هذه الحملة الجوية. وقال «لنكن واضحين ولنقل إن هذا التدخل لن يسمح بالقضاء على هذه المنظمة الإرهابية». وتابع «ننوي إضعاف قدرات الدولة الإسلامية بشكل كبير، وخصوصا قدرتها على التحرك عسكريا على نطاق واسع أو إقامة قواعد في مناطق مفتوحة».

ويأتي ذلك بينما بث تنظيم داعش المتطرف أول من أمس شريط فيديو يظهر فيه أحد عناصره وهو يقطع رأس رهينة غربي رابع، مؤكدا أن إعدامه هو رد على الغارات الجوية البريطانية ضد مواقعه في العراق. وقد هدد بإعدام رهينة أميركي آخر.

ويفترض أن يصادق مجلس العموم الكندي رسميا الاثنين على هذه المذكرة في تصويت شكلي لأن حزب هاربر يتمتع بغالبية كبيرة في البرلمان (165 نائبا من أصل 308). وتحظى هذه الحملة بدعم 64 في المائة من الكنديين فيما يرفضها 36 في المائة وفقا لاستطلاع للرأي نشرته صحيفة «غلوب آند ميل» الجمعة. وهذا التأييد الواسع لم يؤد مع ذلك إلى تغيير رأي حزبي المعارضة الرئيسين في المجلس: الأحرار والديمقراطيون الجدد اللذين أكدا أثناء كلمة هاربر أنهما سيعترضان على هذه المذكرة الاثنين. وقال توم مالكير زعيم حزب الديمقراطية الجديدة إن «دحر التمرد في العراق هدف تحاول الولايات المتحدة تحقيقيه من دون جدوى منذ الغزو الخاطئ في 2003». وأضاف أن «رئيس الوزراء يؤكد أن المهمة في العراق لن تغرق في مستنقع»، متسائلا «لكن أليس هذا بالتحديد ما يواجهه حلفاؤنا الأميركيون في العراق في السنوات العشر الأخيرة؟». وتابع زعيم الحزب المعارض «هل ستغرق كندا لعقد في حرب تجنبتها بحكمة قبل عقد؟».

وإضافة إلى تدخلها العسكري قدمت كندا بالفعل 28 مليون دولار كندي من المساعدات الإنسانية للمدنيين المنكوبين في المناطق التي سيطر عليها مقاتلو «داعش» في العراق وسوريا.

من جهته، قال جاستن ترودو زعيم حزب الأحرار المعارض الذي يتصدر استطلاعات الرأي في الانتخابات التشريعية المقررة خلال سنة، إن «حزب الأحرار لا ولن يدعم مذكرة رئيس الوزراء هذه للذهاب إلى الحرب في العراق». وساهمت كندا بـ15 مليون دولار لتزويد الجيش العراقي والمقاتلين الأكراد بالمعدات العسكرية الدفاعية.

من جهتها أعلنت الحكومة الألمانية عزمها توسيع نطاق دورها العسكري في شمال العراق بصورة واضحة. واستنادا إلى إخطار قدمته وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين لرؤساء اللجنة البرلمانية لشؤون الدفاع اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية فإن الحكومة الألمانية تدرس اتخاذ عدة خطوات في هذا الشأن من بينها إنشاء مركز عسكري تابع للجيش الألماني للتدريب في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق والمشاركة في تدريب القوات المسلحة التي تقاتل تنظيم داعش بقيادة الحكومة العراقية وإرسال ضباط إضافيين إلى مراكز القيادة. من جانبها أكدت وزارة الدفاع الألمانية أمس صحة هذه الأنباء.

يذكر أن الولايات المتحدة ناشدت حلفاءها في الحرب على تنظيم الدولة تعزيز مشاركاتهم. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد تشاورت الأربعاء الماضي حول هذا الأمر مع وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير ووزيرة الدفاع فون دير لاين وذلك على هامش جلسة مجلس الوزراء.

ويمد الجيش الألماني قوات البيشمركة الكردية بالأسلحة كما يقوم جنود ألمان بتدريب أفراد البيشمركة ميدانيا على طريقة استخدام هذه الأسلحة، وقد أرسلت ألمانيا لهذا الغرض 13 جنديا إلى أربيل منهم ستة مظليين.

وتدرس ألمانيا تقديم تدريب كامل لمقاتلين أكراد ومسيحيين وأيزيديين في شمال العراق.

ومن المنتظر أن تنشئ ألمانيا لهذا الغرض مركزا واحدا من بين ما يتراوح بين 8 إلى 12 مركزا عسكريا للتدريب يجري الإعداد لإنشائها في شمال العراق. وستشارك ألمانيا في مركز آخر للتدريب سيقام في منطقة أخرى في العراق وربما في دولة أخرى في تدريب القوات المسلحة العراقية التي تعاني سوء التنظيم..