علي الحسيني/حزب الله يُعاني من نقص في العناصر

293

حزب الله يُعاني من نقص في العناصر
علي الحسيني
04 تشرين الاول ٢٠١٤
موقع 14 آذار

خفّ منسوب عدد قتلى “حزب الله” في سوريا بشكل واضح خلال الفترة الاخيرة وهذا يعود الى طبيعة المعارك التي يخوضها الحزب هناك والتي باتت تقتصر في معظمها فقط على الدفاع عن النقاط والمراكز التي تقع تحت سيطرته وهذا ما تثبته الوقائع الميدانية والتي لم تسجل منذ فترة طويلة اي من عمليات الاقتحام او الاحتلال لمناطق تقع تحت سيطرة الثوار.
ولكن، فأن تراجع عدد القتلى في صفوف الحزب لا يعني بالضرورة انه توقف نهائيا فهناك قتلى يسقطون بين الحين والاخر وهو ما يخلق على الدوام نوع من الارباك لدى القيادة والتي تقف عاجزة عن القيام بأي خطوة ميدانية من شأنها ان توقف النزف الحاصل في صفوف عناصرها أو ان تبعدها عن المسائلة من قبل جمهورها الذي لم يعد تأتيه اخبار الانتصارات من وراء الحدود خصوصا بعدما حُدد النظام السوري المهام الموكلة للوسائل الاعلامية التابعة للحزب وعدم التصريح لها بمتابعة تفاصيل ما يجري على الارض.
يقر مقاتلون من “حزب الله” كانوا عادوا مؤخرا من سوريا بأن الحزب بات يعاني من نقص شديد في العناصر البشرية المتمرسة في القتال وان هذا الامر بات ينعكس بشكل سلبي على الاداء الميداني بشكل خاص وعلى معنويات مقاتليه بشكل عام اذ لم تعد هناك خطط عسكرية تقتضي احتلال بقع جغرافية والتي استعاض عنها بعمليات القصف المدفعي واستعمال طائرات من دون طيّار بالإضافة الى عمليات الرصد للمجموعات المسلحة وتفخيخ الاماكن التي تتواجد فيها. ويعترف هؤلاء المقاتلون ان الحزب لجأ الى هذه الخيارات بعدما تأكد له أنه لن يكون بإستطاعته الانتصار على الجماعات المسلحة نظرا للاعداد البشرية الهائلة التي يتفوّق بها هؤلاء وبعدما ارتفعت خسائره في الارواح الى ما يُقارب الألف وخمسائة قتيل واكثر من خمسة الاف جريح معظم اصابتهم خطرة.
وبحسب المقاتلون انفسهم ان عددهم في سوريا لا يتجاوز الخمسة الاف عنصر وهذا اقصى ما تستطيع قيادتهم تأمينه للجبهة السورية وان الفراغ البشري الذي يُخلّفه سقوط “الشهداء” يُستدرك إما بعناصر وكوادر متمرسة تكون موزعة في سوريا وإمّا بعناصر اخرى من لبنان لكنها لا تمتلك الخبرة القتالية ذاتها واغلبيتهم يكونون دون العشرين عاما او اكثر بقليل وهذا يعني ان خبراتهم القتالية شبه معدومة ولذلك يتم توزيعهم على نقاط الحراسة وغالبا ما يكونون فريسة سهلة بيد المسلحين تماما كما حصل منذ فترة قصيرة مع مجموعة من “الشباب” في احدى النقاط في القلمون”.
وعن الاسباب التي ادت الى هذا النقص في العديد البشري يقول بعض المطلعون على مراحل الحزب انه في العام 2007 تكبد “حزب الله” خسائر بشرية كبيرة يمكن ان تكون وصلت الى حدود الالفين قتيل واكثر من اربعة الاف جريح معظمهم من قواته الخاصة وقد استنفر الحزب جهدا كبيرا من اجل تضميد جراحه والتعويض عن خسائره فكان المال العامل الاول والابرز الذي تمكن من خلاله الدخول الى كل بيت وعائلة ومن دون اغفال ان العام نفسه شهد اكبر عملية استقطاب شبابي شهدها الحزب إما بدافع مذهبي وإما بفعل ايمان بعمل المقاومة ضد اسرائيل.
ويتابع المطلعون شرحهم بأن عدد كبير من عناصر الحزب قد تخطى السن الذي يسمح بإنضمامه الى “القوات الخاصة” وهؤلاء يُرسلون اما الى الفروع الامنية او الى وحدات التدريب وبعضهم الاخر يوزّع على عدد من نقاط الحراسة مثل السفارة الايرانية او احدى المراكز التابعة لها او داخل المربعات الامنية. اما من هم دون هذا السن وتحديدا من جيل “الشباب” فقد عمد الحزب في الفترة الاخيرة الى تطبيق مجموعة من القواعد للحفاظ على حياتهم قدر الامكان وذلك من خلال سحب معظمهم من المناطق التي تشهد مواجهات قاتلة مستفيدا من دروس سابقة كانت كلّفتها في الارواح كبيرة وبالغة.
وما يؤكد الشروحات هذه دعوة قيادة الحزب خلال الاسابيع الماضية جميع شعبها سواء في الجنوب والبقاع او الضاحية الجنوبية الى عدم السماح للعناصر الشبابية التي اتمت دورة “48 يوما” بالذهاب الى سوريا مع العلم ان الحزب كان يُخضع عناصر التعبئة خلال الفترة التي مضت الى دورات في احدى قرى البقاع الشمالي لا تتعدى الواحدة منها العشرة ايام قبل ان يوزّعوا على مراكزهم في الداخل السوري. كما يُنقل عن بعض العناصر العائدين من سوريا انه في بعض الاحيان يتم التغاضي عن فتح جبهات مع عناصر مسلحة اثناء مرورها بالقرب من نقاط تابعة لـ”حزب الله” نظرا للتفاوت الواضح في الاعداد البشرية لمصلحة “التكفيريين”.
المصدر : خاص موقع 14 آذار