النص الكامل لخطاب السيد نصرالله ليوم السبت

339

 نصرالله: اذا كانت الدولة تتسامح باحتلال أرضها من الإرهاب فإن الشعب اللبناني لن يتسامح
الأحد 17 أيار 2015

وطنية – أطل الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، عند الثامنة والنصف من مساء اليوم عبر قناة “المنار”، متناولا آخر المستجدات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.

واستهل كلمته ب”إشارة إلى موضوع شخصي”، رد فيها على شائعات عن وضعه الصحي، بالقول: “كل مدة تأتي بعض الجهات الإعلامية أو مواقع التواصل أو المواقع الالكترونية تتحدث ساعة عن وفاة، ساعة عن جلطة قلبية، ساعة جلطة دماغية، ساعة سرطان. أنا أود أن أؤكد على الجميع أن لا يصغوا إلى هذه الأمور، هي ليس لها أي أساس من الصحة. هذا جزء من حرب الشائعات والحرب النفسية، ومحاولة الإزعاج والإيذاء النفسي ليس أكثر ولا أقل لكل من يستمع، وأؤكد أنه أولا الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى. لكن في ما يتعلق بالوضع الصحي حقيقة أنا لا أعاني من أي مشكلة صحية على الإطلاق، لا شيء على الإطلاق، حتى أنا بحمد الله عز وجل ـ يعني على طريقة “وأما بنعمة ربك فحدث” ـ لا أشرب أي دواء من الأدوية، لا أحتاج أن أشرب دواء. فلذلك هذا الموضوع الصحي “خلينا نخلص منه”. أما إذا واحد يتوفى، يقتل، يستشهد، هذه أمور بيد الله تعالى، وعندما تحصل لا تخفى. يعني يقولون لك إن فلان مات، فلان توفي، أو كذا، ويخبئون خبر وفاته، هذا بالعالم لا يحصل، نعم ممكن يصير في بعض الأماكن، لكن عندنا لا يحصل. أحببت أن أشير لهذا الموضوع في البداية حتى نخلص منه”.

وتابع في هذا المجال: “كذلك في ما أثير في بعض المواقع الالكترونية أنهم تحدثوا عن موضوع الليموناضة، نعم هذه ليموناضة، لا علاقة لها بالوضع الصحي، هذه تساعد، إذا كان أحد مثلي يريد أن يتكلم مدة ساعة، تساعد أن يكون الفم في حالة رطوبة و”ما ينشف”، وأنا أنصح بعض الذين يخطبون، ويمكن أن يحتاجوا كل كلمتين أن يشربوا ماء، أن يستفيدوا من الليموناضة “كمان هذا يساعد” بشكل عام”.

وتحدث عن المناسبات في هذه الفترة: “لدينا ذكريات للتبريك، ذكرى المبعث النبوي الشريف وعظمة هذا اليوم وذكرى الإسراء والمعراج. لدينا ذكريات للتعزية والمواساة، استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام. ولدينا ذكريات للعبرة والاتعاظ والاستفادة في هذا الزمن الصعب، ذكرى النكبة، نكبة فلسطين ونكبة الأمة في 15 أيار 1948، يعني 67 سنة على النكبة. وهناك اتفاق 17 أيار في لبنان مع العدو الصهيوني عام 1983، والذي أسقطه الشعب اللبناني بدماء شهدائه ومقاوميه”.

وتوسع في الحديث عن النكبة قائلا: “النكبة التي يحيي الشعب الفلسطيني ومعه كثيرون في هذه الأمة ذكراها ال67، هي نتيجة الهزيمة التي لحقت بالأمة. يعني هذه حقيقة. شعوب المنطقة في مواجهة المشروع الصهيوني- البريطاني وقتها، تم احتلال الأراضي 1948 وتمت إقامة الكيان الصهيوني الغاصب وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين وتأسس وضع عدواني جديد وخطير في المنطقة اسمه اسرائيل، توسع لاحقا في 1967 ومارس حروبه وعدوانه ومجازره على شعوب المنطقة ودولها وحكوماتها وجيوشها في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والأردن، وكان لشعبي فلسطين ولبنان النصيب الأكبر من العدوان المتواصل والذي ما زال متواصلا، ويعبر عن نفسه بحروب متعددة كما حصل مؤخرا في حرب تموز أو في حروب غزة”.

أضاف: “اليوم في الذكرى 67 للنكبة نحتاج إلى أخذ العبرة. يجب أن ندرس ونشرح للأجيال الحاضرة عن تلك المرحلة. أولا يجب أن نبحث وندرس حقيقة لماذا حصل ما حصل في 1948 ثم نشرح هذا للأجيال الحاضرة عن تلك المرحلة، عن أخطائها التي ما زالت أجيالنا المعاصرة تتحمل نتائجها. يعني يجب أن نتكلم عن المسؤوليات في ذلك الوقت ومدى تحمل الناس المسؤولية، سواء كان هؤلاء الناس حكومات عربية، ملوكا ورؤساء وأمراء عرب أو كانوا قوى سياسية أو كانوا نخبا أو كانوا شعوبا. نريد أن نتكلم عن مستوى فهم وإدراك ذلك الجيل للمخاطر والتهديدات، ونريد أن نتحدث عن إضاعة الفرص، عن القصور والتقصير وعن الحسابات الخاطئة، ونريد أن نتحدث عن المصالح الخاصة والفئوية وعن المصالح القطرية على حساب مصالح الأمة، عن ضياع الأولويات، عن الخيانات والصفقات من أجل حفظ عروش ومواقع، أو إقامة عروش ومواقع. وأيضا في جانب آخر يجب أن نستحضر كل المواقف الشجاعة والعظيمة والعزيزة لقيادات ولنخب ولشخصيات ولمقاومين في تلك المرحلة، وحركات ومجموعات مقاومة تعبر عن مظلوميتها وعن خذلان الكثيرين لها وعن غربتها في أمتها وعن الشهداء الذين قاتلوا حتى آخر طلقة رصاص وآخر قطرة دم.

هذا يجب أن يحضر أيضا. يعني المشهدين، رغم أن المشهد الأول هو الأكبر والأخطر والذي أدى إلى النكبة، وعن النتيجة الكارثية التي كانت ضياع فلسطين ومقدسات الأمة في فلسطين وتشتت شعبها وما لحق بنا جميعا من دول وحكومات وشعوب المنطقة منذ ذلك الحين. هذا يجب أن نقوم به طبعا، ليس الآن، لكن هذا نداء ودعوة يجب أن نقوم به كلنا، كل من يعتبر أنه يحمل شيئا من المسؤولية تجاه ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها”.

واستطرد بالقول: “اليوم نحتاج إلى هذه المراجعة، لأننا أيضا أمام نكبة جديدة أكبر وأخطر هي نكبة المشروع التكفيري. الأول الذي أتى بهذه النكبة إلى المنطقة، المشروع البريطاني الصهيوني، الآن المشروع الأميركي التكفيري الصهيوني والذي تستخدمه أميركا لإضعاف الأمة وتمزيقها وإحكام السيطرة عليها وعلى مقدراتها. اليوم نواجه المشاكل القديمة نفسها، فهم الخطر والتهديد، وتحمل المسؤولية، تضييع الفرص، الحسابات الخاطئة، المصالح الفئوية الطائفية المذهبية، تقديم المصالح القطرية على مصالح الأمة. هذا كله الآن، التاريخ يعيد نفسه ولكن بعناوين وأشكال جديدة، ولكن بالمضمون نفسه. لكن يبقى الأمل في الوعي والقدرة والمقاومة على مواجهة هذه التحديات والأخطار”.

ورأى أن “النكبة الجديدة هي أخطر وأكبر بكثير من النكبة التي نحتفل حزنا بذكراها ال67. نكبة 1948 أضاعت فلسطين، لكن بقي الشعب الفلسطيني، بقيت المقدسات تحت الاحتلال، قام شيء اسمه القضية الفلسطينية، لكن النكبة الجديدة التي يصنعها التكفيريون في هذه الامة ستضيع القضية الفلسطينية وستضيع المقدسات، والأخطر من ذلك ستضيع دولا وشعوبا بكاملها، من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن وإلى البحرين وإلى مصر وإلى ليبيا وإلى باكستان وإلى أفغانستان، على امتداد العالم العربي والإسلامي حيث يوجد للتكفيريين راية أو قادة أو مقاتلون أو بيئة أو مدد فكري أو ثقافي أو عسكري أو مالي أو إعلامي. هذه النكبة ستحل في الأمة وستحل في هذا البلد، وستطال أيضا كل داعميها وصانعيها والذين يقفون خلفها في أي مكان كانوا.

لذلك، بالاستفادة من محنة وتجربة وعبرة النكبة في ال 1948، أنا أدعو الجميع إلى أخذ العبرة وإلى الاستفادة من دروس التاريخ القريب الذي نعاني منه نحن، وعانى منه آباؤنا وأجدادنا ونعاني منه نحن وأبناؤنا وسيعاني أحفادنا، أن نتحمل جميعا المسؤولية في مواجهة هذا المشروع الأميركي التكفيري الذي يريد أن يصنع نكبة أعظم، تطيح بالدول وبالشعوب وبالجيوش وبالمقدسات أيضا، ولا تبقي شيئا.

المشهد الذي كنا دائما نتحدث عنه وتحدثنا عنه قبل ستة أشهر وسنة وسنتين وثلاثة، والآن نواجهه في العديد من البلدان، الدمار والخراب والقتل والذبح والتفتت والتمزق، هذا هو الذي ينتظر الأمة إذا سكتت عن المشروع التكفيري وتهاونت كما فعلت في مواجهة المشروع الصهيوني”.

ثم تطرق إلى موضوع القلمون، بادئا من الوقائع بالقول: “منذ أيام هناك مواجهات متواصلة في منطقة القلمون، بين طرفين: الطرف الأول الجيش العربي السوري ومعه قوات شعبية سورية من دفاع وطني ومن لجان شعبية ومن متطوعين وعدد كبير من أبناء البلدات والمدن القلمونية، والذين قدموا شهداء في هذه المعركة، وأيضا رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، هذا فريق، والفريق الآخر هو الجماعات المسلحة في تلك المنطقة وفي طليعتها جبهتا النصرة وداعش في الجهة المقابلة من الميدان، جرود القلمون في سوريا وجزء كبير من السلسلة الشرقية في لبنان. كل الميدان هو عبارة عن مجموعة من التلال والجبال العالية، وقد شاهدتم المشاهد على التلفزيونات والصورة واضحة، والتي يصل بعضها ـ عندما نقول تلال هي ليست تلال بل جبال عالية وشامخة ـ إلى الفين وخمسماية وثمانين متر فوق سطح البحر، مثل تلة موسى، وبالحقيقة قمة موسى أو جبل موسى وكذلك الجبال الأخرى المحيطة التي كلها منطقة جبال وتلال متواصلة، والباقي أيضا يقارب في العلو على إمتداد مئات من الكيلومترات المربعة من الجبال والوديان والتضاريس الصعبة والقاسية.

هذا الميدان، أي هذه الجبال والتلال والوديان بهذه المساحة الواسعة، كان يحتوي على مجموعة كبيرة من المواقع العسكرية، خصوصا في المرتفعات المشرفة، سواء المشرفة على البلدات القلمونية في سوريا أو على البلدات اللبنانية في منطقة بعلبك وبعلبك الهرمل، أو على المعابر والمواقع العسكرية”.

أضاف: “عدد من المعسكرات، من معسكرات التدريب ومجموعة كبيرة من المغاور الطبيعية والأماكن لتجميع المسلحين ومراكز للسلاح وللذخيرة، وعدة مصانع لتفخيخ السيارات المسروقة، وشاهدنا أيضا على شاشات التلفزيون عددا من هذه السيارات المفخخة، وعدد من غرف عمليات قيادية والأهم أن هذه المنطقة كانت تشمل وتضمن المعابر لنقل السلاح والمسلحين من عرسال إلى جرود القلمون وصولا إلى منطقة الزبداني ومختلف مناطق الريف الدمشقي. في هذا الميدان أيضا ـ نكمل في الوقائع ـ في هذا الميدان حصل عدد كبير من المواجهات العنيفة في جميع مراحل المواجهة، كانت تؤدي إلى هزيمة المسلحين وإنسحابهم. المعارك كانت تحصل من تلة إلى تلة ومن واد إلى واد، ولننصف حتى عدونا وخصمنا، ليس صحيحا الذي يتكلم عنه في الإعلام أنهم انسحبوا أو هربوا أو “فلوا” أو تركوا، كلا، في كل الأماكن التي كانوا يملكون قدرة القتال فيها قاتلوا، وعندما أدركوا ولحقت بهم الهزائم ووقعت بهم خسائر بشرية ومادية، نعم كانوا ينهزمون وينسحبون أمام الضربات العسكرية”.

تابع: “في النتائج حتى الآن: أنا لا أتكلم عن مرحلة إنتهت ومرحلة بدأت، كلا نحن ما زلنا في قلب المعركة. النتائج حتى الآن: أنا أريد أن أتحدث عن النتائج المباشرة الميدانية، وبالتالي لا أريد أن أتحدث عن النتائج الأخرى، التي هي أكبر وأوسع، يعني مثلا إنعكاس معركة القلمون والانتصار في القلمون على مجمل الصراع في سوريا، أو على مجمل الصراع في المنطقة، أو كيف يتابع العدو الإسرائيلي مجريات هذه المعركة، وبالتالي انعكاس هذه المعركة على المواجهة مع العدو الإسرائيلي، هذا النوع من الأبحاث الآن كبير وإستراتيجي، أنا لا أريد أن أتعرض لها لضيق الوقت، ولكن أريد أن أتحدث عن النتائج المباشرة:

ـ إلحاق هزيمة مدوية بالجماعات المسلحة وخروجها من كافة مناطق الاشتباك، من كل مناطق الاشتباك هم إنهزموا وخرجوا.

ـ استعادة ما يقارب 300 كيلومتر مربع من الأراضي السورية واللبنانية من سيطرة المسلحين. طبعا المساحة الأكبر من الأراضي هي سورية.

ـ تدمير كامل الوجود المسلح في هذه المساحة، من معسكرات ومراكز عسكرية ومصانع لتفخيخ السيارات، وبالتالي القيام بتفجير السيارات المفخخة حتى لا يغامر إخواننا بتفكيكها، واليوم رأيتم، عندما تكون هناك سيارة عليها لوحة لبنانية موضوع فيها 500 كلغ من المواد المتفجرة، يعني أن هذه السيارة كانت ستذهب إما إلى داخل سوريا او باتجاه داخل لبنان، وإن كانت اللوحة اللبنانية مؤشرا أن لبنان هو المستهدف فيها، تم تفجيرها اليوم.

ـ خسائر بشرية ومادية في صفوف الجماعات المسلحة، لا أريد أن أتحدث عن أرقام.

ـ وصل الجرود ببعضها البعض، سواء ضمن المسار السوري أو ضمن المسار اللبناني ووصل الجرود من داخل سوريا إلى الحدود اللبنانية، يعني جرود عسال الورد – الجبة – رأس المعرة. الآن القتال في جرود فليطة. تم وصلها بجرود بريتال- بعلبك – نحلة- يونين، وبالتالي هذه المنطقة كلها صارت متصلة ببعضها البعض، وتطهير هذه الجرود بالكامل من الجماعات المسلحة.

ـ فصل منطقة الزبداني بالكامل عن بقية منطقة المسلحين في القلمون وجرود عرسال، وقطع المعابر بإتجاه الريف الدمشقي. طبعا بالمناسبة، اكبر ممول وممون وعملية تهريب تحصل للجماعات المسلحة حتى في الريف الدمشقي وفي الزبداني وفي أماكن أخرى كلها من لبنان، من لبنان على عرسال ـ مع كل الإجراءات التي عملها الجيش اللبناني ـ يدخل السلاح وتدخل الذخيرة والذخائر والأموال والمؤن إلى عرسال ومنها إلى مخيمات اللاجئين في عرسال ومنها إلى جرود عرسال ومنها إلى جرود القلمون، ومنها إلى كل هذه المناطق. هذا الآن قطع، قطع بإتجاه الزبداني وجزء كبير من الريف الدمشقي.

ـ تحقيق نسبة أعلى من الأمان، يعني أنا لا أريد أن أبالغ، كلا لأكن محتاطا، أنا أقول: تحقيق نسبة أعلى من الأمان للبلدات القلمونية السورية من هجمات المسلحين. كل البلدات التي على امتداد هذه الجرود وخلفها، وكذلك طريق دمشق – حمص.

ـ تحقيق نسبة أفضل وأعلى من الأمان لعدد من البلدات اللبنانية المحاذية للجرود المستعادة، أنا لا أتحدث هنا عن أمان كامل لأنه طالما أن المسلحين موجودون في الجرود اللبنانية، هم الآن صاروا موجودين فقط في جرود عرسال من الجرود اللبنانية، يعني جرود يونين- نحلة -بعلبك- بريتال وصولا إلى الطفيل هم أصبحوا خارجها بالكامل. طالما أن الجماعات المسلحة موجودة في جرود عرسال وموجودة في الجزء المتبقي وهو أقل وأصغر من جرود القلمون السورية فلا نستطيع أن نتحدث عن أمان كامل.

ـ تحقيق أو الحصول على موقعية جغرافية أفضل بكثير من خلال التواجد في القمم العالية في أعلى القمم وفي أعلى التلال، وبالتالي قدرة سيطرة عالية بعد الإمساك بجبال كطلعة موسى وصدر البستان وجبل الباروح وقرنة عبد الحق، وهذا يمكن الجيش العربي السوري ويمكن أيضا رجال المقاومة من أن يكون لديهم إشراف وسيطرة بالرؤية والنار على مساحات واسعة أمامهم مما يضيق ويحد من حركة المسلحين.

وأردف: “وأيضا النتائج. عدد الشهداء، نحن عادة بالعمليات بالحروب لا نتكلم عن أعداد الشهداء، لكن اسمحوا لي أن أستثني الآن معركة القلمون، لأنه من أول يوم، يعني أول يوم ببدء المعركة، بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية الداعمة للجماعات المسلحة ـ وليست المتعاطفة فقط ـ تكلمت عن 40 شهيدا، ونحن أصدرنا بيانا، طبعا بعد يومين وثلاثة كان أصبح عدد شهدائنا ثلاثة شهداء. بعد ذلك صار الأربعين يزيدون عليهم كل يوم، يوم 18 ويوم 15 ويوم 30 ويوم 38، يعني أوصلوهم للـ 150 شهيدا، إذا نريد أن نحسبهم على عشرة أيام. أما الحقيقة فهي أن عدد شهداء حزب الله في المعركة حتى الآن 13 شهيدا فقط لا غير، وأيضا رغم أنه بالنسبة لنا الشهيد غالي وكثيرا، يعني الموضوع، لا نتكلم هنا كثير أو قليل، لكن نكشف أكاذيب، أكاذيب مقصودة، يعني هذا الجالس هو الذي يخترع من عنده 40 و 38 و60، هو عنده معلومات؟! ليس لديه معلومات. ومن الجيش العربي السوري والقوات الشعبية المساندة له أيضا من إخواننا السوريين وصل عدد الشهداء إلى 7. هذا عدد الشهداء”.

وتابع: “نحن إذا حتى هذه اللحظة أمام انتصار ميداني كبير جدا، وأمام إنجاز عسكري مهم وعظيم جدا، ويمكن للخبراء العسكريين أن يشرحوا، يعني هذه ليست من مسؤوليتي أن أقوم بهذا الموضوع، لأنني أنا لا أعتبر نفسي خبيرا، أنا أتعلم من الشباب، أن يشرحوا أهمية وعظمة هذا الإنجاز من الناحية العسكرية والفنية والتقنية، خصوصا القتال في الجبال، نوع القوات التي يحتاجها، حجم القوات التي يحتاجها، خصوصا إذا تكلمنا عن ميدان قتال بطول 30 كلم وبعرض 10 كلم”.

وتوجه “بالتحية إلى أرواح الشهداء العظام الذين فدوا لبنان وسوريا والأمة والذين يقاتلون ويواجهون هذه النكبة الجديدة التي تنتظرها الأمة”، وإلى “عائلاتهم الشريفة التي أبارك لها بشهادة أبنائهم في معركة الحق الذي لا ريب فيه، وأيضا أعزيهم وأواسيهم بفراق الأحبة”. كما حيا “كل الجرحى الذين ثبتوا وقاتلوا ونزفت دماؤهم على تلك الأرض الطاهرة واختلطت الدماء اللبنانية والدماء السورية في مواجهة التكفير دفاعا عن الأمة كل الأمة، والدعاء لهم بالعافية. التحية إلى كل القادة والضباط والجنود والمقاتلين والمجاهدين الذين صنعوا هذه الملحمة وبذلوا جهودا جبارة وصبروا على كل الصعاب. إننا ننحني أمام بطولاتهم وبسالتهم وأمام تضحياتهم ووفائهم، وطالما أنه لدينا هكذا رجال لن تلحق بهذه الأمة نكبة جديدة. التحية أيضا إلى شعبنا وأهلنا الذين واكبوا ودعموا وأيدوا وخصوصا إلى العائلات الشريفة التي دفعت بفلذات أكبادها إلى هذه المعركة لتصنع إنتصارا جديدا للبنان ولسوريا ولفلسطين وللأمة”.

ثم تحدث عن “بعض ما أحاط بهذه المعركة. ليس فقط لنقف عنده بل لنبني عليه، لنبني عليه في ما هو آت، في ما بقي، في ما نحن مقبلون عليه في آتي الأيام:

1- عايش اللبنانيون قبل بدء معركة القلمون، عايشوا حجم وشاهدوا حجم التهويل والتهديد والوعيد والتنديد الذي سبق المعركة، ولا أريد أن أعيد ماذا قالوا، ماذا تكلموا، ماذا هددوا، ماذا توعدوا، وتكلموا من هنا إلى باكستان. وقلنا في ذلك اليوم هذا لن ينال من تصميمنا، يجب أن يبنى على هذا الأمر ما يلي، عندما يكون لدينا هدف محق ونسعى لتحقيق هذا الهدف، التهويل والوعيد والتنديد لن يقدم ولن يؤخر، بل يزيدنا قناعة بصوابية ما نقوم به لنقوم به، هذا انتهوا منه، يعني هذا: لا يعذب أحد نفسه فيه، أيضا للأيام الآتية والمرحلة القادمة. لا تخطئوا لا في الفهم ولا في التقدير. إذا كنتم مقتنعين وترون أن هذا حق ومصلحة شعبنا وبلدنا وأمتنا ومصلحة المعركة التي نختلف على خوضها ولكن نحن نؤمن بها، لن يحول بيننا وبين ما نقوم به شيء على الإطلاق.

2- حصلت محاولات سفيهة، اسمحوا لي أن استعمل هذا التعبير، للإيقاع بين أو محاولة للإيقاع بين المقاومة في لبنان والجيش اللبناني، والقول إن حزب الله وقيادة حزب الله وكوادر حزب الله وجمهور حزب الله يشنون حملة على الجيش ويخونون الجيش ويتهمون الجيش. هذا كله كلام فارغ لا أساس له من الصحة، هذا على كل حال أمانيهم. نحن لم نكن على الإطلاق نريد توريط الجيش في هذه المعركة، نحن حريصون على كل ضابط وجندي وقطرة دم في هذا الجيش اللبناني الوطني لأنه ضمانة البلد، لا نريد إحراجه على الإطلاق، دائما نعبر عن تقديرنا واحترامنا لقيادته وضباطه وجنوده وشهدائه وأسراه وجرحاه وهذا لن يتبدل أو يتغير. وهؤلاء المفتنون “يجلسوا على جنب”.

3- وهي النقطة الأهم والتي تدخلني على الجزء الأخير من بحث القلمون، هي الدفاع المستميت (عن الإرهابين). إذا لاحظتم، عندما بدأت، وقبل أن تبدأ هذه المعركة، يوجد قوى سياسية في لبنان، لا أريد أن أسمي، لا أريد أن أقول حتى قوى 14 آذار، لأنه يوجد ناس من قوى 14 آذار كانوا صامتين، فلنقل قوى سياسية ووسائل إعلام تابعة لها، وأيضا وسائل إعلام عربية، هؤلاء الذين أسميهم أنا فضائيات عاصفة الحزم، كانوا في حالة دفاع مستميت عن الجماعات المسلحة في جرود عرسال وجرود القلمون، وكانوا هم يخوضون معركتها، يعني هذه الجماعات تقاتل في الميدان، ومن يخوض معركتها الإعلامية والسياسية والنفسية والتحريضية هم هؤلاء”.

أضاف “عندما بدأت المعركة، وقبل أن تبدأ، مثلا “عملوا جو كبير”، غير التهويل الذي تكلمنا عنه في الأول، أنه مثلا لن يجرؤ حزب الله على الدخول إلى هذه المعركة. حسنا، إذا دخل، تنتظره كارثة وهزيمة نكراء، وخسائر فادحة، وجرود القلمون ستكون مقبرة للمقاومين. تكلموا “قد ما بدكم” عن بطولات المسلحين وتحصيناتهم وإمكاناتهم ومدح جليل. عندما بدأت المعركة قالوا لك أين بدأت؟ ما هو كل هذا الكلام من أجل أن لا تبدأ، بدأت. لما بدأت المعركة، تحدثوا بسرعة من أول يوم عن 40 شهيدا لحزب الله، تضخيم أعداد الشهداء. لما المعركة بدأت تستمر وتعمل إنجازات سريعة من الأيام الأولى، بدأ توهين الإنجازات إلى حد إنكارها. الآن أمام جولات الإعلاميين وكاميرات التلفزيون، بالنهاية ليس فقط الإعلام الحربي يوزع صورا، طلعت وفود إعلامية إلى فوق وشاهدت الجبال والتلال والسيارات المفخخة والخيم والمغاير والسلاح إلى آخره”.

وتابع “الآن نعم ليس هناك شيء مهم، القلمون أصلا غير مهمة معركتها، وصلوا آخر شيء، قولوا من الأول إن القلمون غير مهمة، أريحوا أعصابكم و”لا تهزوا بدنكم” من الأول إلى الآن. على كل، هذا كله كان يعبر عن موقف هذه القوى السياسية الحقيقي، لكن الأهم هو التعاطف مع هذه الجماعات المسلحة بكل أشكال التعاطف، وهذا يحتاج إلى وقفة. مثلا هم ماذا يسمونهم؟ ثوارا، مثلا بعض وسائل الإعلام التابعة لهذه القوى، يقولون معارك بين الجيش السوري وحزب الله من جهة، والثوار من جهة أخرى. من هم هؤلاء الثوار؟ أنا لا أريد أن أناقش المصطلح، أنا أريد أن أناقش خلفية المصطلح وأريد أن أخاطب اللبنانيين، الشعب اللبناني كله، أريد أن أخاطب خصوصا قيادة وضباط وعناصر وجنود الجيش اللبناني وعائلات شهداء الجيش اللبناني، ليس لأحرض أبدا، بل لأوصف، وجرحى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وكل العائلات اللبنانية التي خطف أولادها وقتلوا وذبحوا لنعمل هذا التوصيف”.

وسأل “هل هؤلاء ثوار؟ هل الجماعات المسلحة التي هاجمت عرسال واحتلت مراكز الجيش اللبناني وصادرت آليات وأسلحة الجيش اللبناني وقتلت ضباط وجنود الجيش اللبناني وخطفت جنودا من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، هل هؤلاء ثوار أم إرهابيون قتلة مجرمون؟ نحتاج إلى جواب. هل هؤلاء الذين يقصفون ويعتدون على مواقع الجيش اللبناني ثوار أم إرهابيون؟ هل الذين كل يوم أو في أيام كثيرة ينزلون على عرسال ويخطفون من أهل عرسال، ويردونهم جثثا وبعضهم مقطوعي الرأس، هل هؤلاء ثوار أم إرهابيون وقتلة؟ هل الذين اعتدوا على أبناء العائلات في منطقة بعلبك ـ الهرمل، الآن لا أريد أن أدخل في الأسماء، بيت جعفر وبيت أمهز حيث قتلوهم بالجرود فوق، ومن أهل بريتال أيضا خطفوهم، وحتى الآن يوجد أناس مجهولو المصير، هؤلاء ثوار أم إرهابيون قتلة؟ هل الذين وضعوا صواريخ وقصفوا، قصفوا على مراكز الجيش، قصفوا على القرى في بعلبك ـ الهرمل، على اللبوة ورأس بعلبك والقاع والنبي عثمان وإيعات وبعلبك والنبي شيت وبريتال وطليا وسرعين الفوقا والسهل، هؤلاء ثوار أيتها القوى السياسية وإعلامها أم إرهابيون وقتلة؟.

وأكد “الذين أرسلوا السيارات المفخخة إلى الهرمل، وقتلوا الناس، وإلى حواجز الجيش اللبناني على طريق الهرمل وأيضا في النبي عثمان والضاحية الجنوبية وبئر حسن، والذي تم كشفه من السيارات، لا يقل عن الذي تم تفجيره، هؤلاء إرهابيون أم ثوار؟ الجماعات المسلحة التي تحتل ما بين 250 الى 300 كلم مربع من جرود عرسال اللبنانية، أيها السياديون، هم ثوار أم إرهابيون؟ يحتلون بقوة السلاح، ممنوع جندي لبناني يطلع إلى فوق، ممنوع مواطن لبناني يطلع إلى فوق، ممنوع فلاح لبناني يطلع إلى فوق، وإلا يتم اعتقاله وخطفه وذبحه أو يأخذون عليه فدية، صح أو خطأ؟”.

وقال: “إذا لم تكن هذه هي الوقائع فما هي الوقائع؟ هل هؤلاء ثوار أم إرهابيون وقتلة؟ أنا أريد أن أسأل هذه القوى السياسية عن المرجعية الفكرية أو الثقافية أو الدينية أو الحقوقية الخاصة بها في تصنيف هذه الجماعات. إذا كانت المرجعية الخاصة بكم هي المملكة العربية السعودية، وخادم الحرمين الشريفين وهيئة كبار العلماء في السعودية، فهم أصدروا لائحة بالعالم في الحد الادنى أن داعش والنصرة منظمات إرهابية، إذا كانت هذه مرجعيتكم الدينية والسياسية. إذا كانت مرجعيتكم المجتمع الدولي الذي تتحدثون دائما عنه، فهؤلاء مصنفون على لوائح الارهاب. اذا كانت مرجعيتكم القضاء اللبناني، فهؤلاء يعتقلون بتهم الانتماء إلى منظمات إرهابية، هذا القضاء الذي تتكلمون إنكم تريدون أن تحصنوه وتدافعوا عنه”.

وكرر السؤال “ما هي مرجعيتكم أنتم؟ كيف يصدر عنكم أن هؤلاء ثوار وتتمنون لهم النصر وتقدمون لهم الدعم السياسي والإعلامي والمعنوي والنفسي؟ بل أكثر من ذلك ونتحدث فيه فيما بعد”، معتبرا أن “هذه مشكلة حقيقية. والآن، إذا كنا نريد أن نذهب إلى الذي سيأتي ومنه ندخل إلى الذي سيأتي لاحقا، قطع الطريق على الفتنة بالمستقبل”.

وقال: دعوني أقول شيئا واضحا، جاء في سياق كلامي، ولكن أريد أن أحدده وأعيد تحديده، هؤلاء المسلحون من حق اللبنانيين، ومن حق البقاعيين كل البقاعيين من كل الطوائف والمذاهب كل البلدات البقاعية خصوصا، من حق أهل قرى بعلبك ـ الهرمل الشرفاء، والكل شرفاء إن شاء الله، أن يتطلعوا إلى اليوم الذي لا يكون فيه بجرودهم، لا في جرود بريتال ولا بعلبك ولا نحلة ولا يونين ولا جرود عرسال ولا مشاريع القاع أن يكون هناك إرهابي واحد، وأن لا يعيشوا في جوار لا نصرة ولا قاعدة ولا إرهابيين ولا قاطعي رؤوس، وهذا حقهم وهذا اليوم يتطلعون له وهذا اليوم سيأتي، متى وكيف؟ هذا سنظل نخبئه”.

واكد “هذا اليوم سيأتي. داخل الأراضي السورية هذا قرار سوري. داخل الأراضي اللبنانية، اذا كانت الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية تتسامح باحتلال أرض لبنانية، احتلال من جماعات إرهابية وباعتداء جماعات إرهابية على جيشها وعلى شعبها وعلى سكانها، فإن الشعب اللبناني لن يتسامح، وإن أهل البقاع لن يتسامحوا وإن أهل بعلبك ـ الهرمل لن يتسامحوا. أهل بعلبك ـ الهرمل الذين ذهبوا إلى الجنوب وقاتلوا الاحتلال الاسرائيلي، الذي سنحتفل بذكرى انتصارنا التاريخي عليه بعد أيام في 25 ايار، ذهبوا إلى الجنوب وقاتلوا، قدموا أعدادا كبيرة من الشهداء هناك، لن يقبلوا باحتلال جرودهم وفي جبالهم وعلى بوابات مدنهم وقراهم، وإذا كانت الدولة لا تريد أن تتحمل مسؤوليتها، فهذا الشعب وهؤلاء الشرفاء سيتحملون المسؤولية، ولن تمنعهم خطوط حمراء من تحقيق هذا الهدف”.

ولفت “لذلك أريد أن أكون واضحا كثيرا، أنا ادعوـ الفرصة ما زالت متاحةـ أن تتحمل الدولة المسؤولية وأن يتحمل أيضا أصدقاء هؤلاء الثوار المسؤولية، طالما هم أصدقاؤكم وأصحابكم وحبايبكم، جيد مونوا عليهم. فالجنود اللبنانيون الذين كل يوم يتم التلاعب بأعصاب أهاليهم، كل يوم، هذه جريمة قتل على مدار الساعة، هؤلاء أنتم تقومون بدعمهم وبحمايتهم وتدافعون عنهم، اطلبوا منهم هذا الطلب. بكل الأحوال نحنـ لأكون دقيقا سأقرأهم أفضلـ منذ البداية قلنا نحن ذاهبون إلى معركة قطعا، هذه المعركة بدأت، ولكننا لن نتحدث عن زمانها، ولا سقفها الزمني ولا عن حدودها المكانية ولا مراحلها، قلنا هي ستتحدث عن نفسها، وقد تحدثت”.

وأكد “الآن نحن في معركة مفتوحة أساسا في الزمان والمكان والمراحل، ومن حقنا ومن حق أهلنا في البقاع خصوصا بعلبكـ الهرمل، أن نتطلع إلى ذلك اليوم، الذي لا يتواجد فيه جماعات إرهابية، لا في جرودنا ولا على حدودنا ولا على بوابات قرانا ومدننا، هذا هدف مشروع، اعملي له أيتها الدولة اللبنانية، وإلا فالشعب اللبناني دائما كان صاحب المبادرة طوال التاريخ. وهذا الشعب الذي ألحق الهزيمة بالغزاة الصهاينة، مع كل جبروتهم، هو قادر بعون الله عز وجل على إلحاق الهزيمة بهذه الجماعات الإرهابية التكفيرية، مهما كان دعمها، وأيا يكن من يقف وراءها في هذا العالم”.

وتعليقا على المؤتمر الصحفي الذي عقده العماد ميشال عون أمس، حول في موضوع الرئاسة، قال: “أريد أن أعلق أن العماد عون يحاول أن يقدم مخارج لمأزق السلطة والحكم حاليا في لبنان”، داعيا القوى السياسية إلى “دراسة هذه المخارج بشكل جدي”، موضحا “الذي فهمته أنه يوجد وفود من التكتل ستلتقي مع الكتل النيابية وتتناقش، جيد أنا أدعو إلى مناقشة جادة لهذه المخارج ودراستها وعدم إدارة الظهر بدون سبب، على أساس أن هذا مجرد كلام. كلا ليس مجرد كلام، يجب أن تؤخذ هذه الأمور بجدية كبيرة، لأن الأمور الداخلية على المستوى السياسي، ومأزق السطة وصل إلى حد حساس وخطير جدا.

فإما أن تناقش هذه المخارج، أو تقبل كلها، أو يقبل بعضها، والذي لديه مخارج أخرى فليتفضل. البلد لا يتحمل الانتظار، كلنا في لبنان نقول إن المفتاح هو انتخاب الرئيس، لأن هذا يحل لنا مشكلة التشريع بالمجلس النيابي، رغم أن موقفنا هو أن المجلس يحق له أن يمارس هذه السلطة، وهذا يحل لنا مشكلة الحكومة الـ24 وزيرا والرئيس التي يحكى عنها، وهذا يعيد ويدفع عجلة البلد إلى الأمام في الاستحقاقات الأمنية والاقتصادية والمعيشية القائمة”.

وإذا رأى “أننا نحن متفقون على أن هذا هو المدخل، إذا جلس كل في بيته لن يحصل انتخاب للرئيس، وإذا كل شخص ألقى المسؤولية على الآخر، فنحن نسجل نقاطا على بعضنا، ولكن النتيجة أنه لا يوجد رئيس. انتظار الخارج بلا جدوى، يعني لا يوصل إلى رئيس. حصل رهان في الفترة السابقة على الحوار بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، أنه إذا كان بامكانهم أن يصلوا إلى مكان، بموضوع الرئاسة يبدو أنهم لم يصلوا إلى مكان. أيضا حصل رهان على حوار القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لا أعرف إذا وصلوا إلى مكان بالموضوع الرئاسي، حصل الرهان على حوار حزب الله وتيار المستقبل في الموضوع الرئاسي، نحن قلنا إنه ليس لدينا مانع أن نناقش هذا الموضوع”.

وأشار “كنا واضحين منذ اليوم الأول أن هذا الموضوع، لا يناقش معنا، بل يناقش مع العماد عون، كان هناك رهان على اجتماعات الأقطاب الموارنة الأربعة في بكركي، لكن لم يصلوا إلى نتيجة، إذا هؤلاء انتهوا، ولكن الآن نعود ونقول حوارا، ولكن من مع من، لن يوصل إلى مكان، الاقطاب الأربعة يعودون ويجتمعون في بكركي، إذا اجتمعوا فهذا جيد، ولكن لن يصلوا إلى أي مكان. إذا كل الذي جاوبنا عنه انتهينا منه. يجب أن نفتش عن مخرج، بالعالم حتى عندما يصلوا إلى أزمة ليس لديها حل دستوري يقومون بالبحث عن حلول، يوجد فكرة من وحي الأفكارالتي طرحها العماد ميشال عون، لكن أنا افضل أن نناقش داخليا بها، وأيضا طالما أن الكتل النيابية ستتلاقى مع بعضها سأؤجل الحديث عنها ، لكنا أنا أدعو إلى أخذ ما قاله الجنرال عون بجدية عالية، بعيدا عن بعد التحليلات السخيفة، يعني مثل تحليلات معركة القلمون قبل ان تبدأ”.

وطلب من المعنيين “خذوا الأمور بجدية عالية، الأمور على درجة عالية من الحساسية والأهمية، ناقشوا المخارج، اطرحوا مخارج، فلنبحث عن مخرج لمأزق السلطة، ولا ندفش بعضنا، ليس لأحد مصلحة، نحن متهمون أو أحد متهم بالفراغ الرئاسي، أبدا، ليس لأحد مصلحة بالفراغ الرئاسي في لبنان، المصلحة الوطنية العليا والكبرى، هو أن ينتخب رئيس، أن تمشي عجلة السلطة ونخرج من كل هذه المأزق والطرق المسدودة، ولكن نحن بحاجة إلى مبادرات وإلى معالجات”.

وإذ حيا “شعب البحرين الذي يواصل وللسنة الخامسة تظاهراته، وحراكه السلمي بكل وعي وعزم ويواجه القمع وعذابات السجون، آلاف المسجونين”، رأى أن “أوضاع السجون في البحرين مؤلمة جدا، وليس لأنها مخالفة لأبسط حقوق الإنسان، فهناك أمور مفجعة تجري في السجون البحرينية، في ظل صمت وسكوت عالمي. أقول لشعبنا المجاهد والمناضل والشريف في البحرين: رهان السلطة كان دائما على الوقت، هم يراهنون ويريدون أن تحبطوا وأن تتعبوا وأن تيأسوا، لذلك يعتقلون علماءكم وقادتكم ورموزكم ويزجون بهم في السجون، ويقمعون حركاتكم ويوصدون أبواب الحوار لكي تتراجعوا وتيأسوا وتحبطوا، مثل أي ثورة شعبية، ما تطلبونه لا يمكن أن ينال لا بالتمني وفي الوقت القصير، وخصوصا في ظل تخاذل الدول والعالم عن نصرتكم”.

واعتبر أن “الخيار الوحيد المتاح للشعب البحريني هو أن تواصلوا سيركم في المسار الصحيح الذي اخترتموه وبدأتموه وسلكتموه، نضالكم المشرف يحتاج إلى هذه التضحيات وإلى هذا النفس الطويل الذي تملكونه وتعرفون به، يجب أن يكون لديكم كل الثقة بأنكم الأقوياء بالرغم من تجبر هذه السلطة، التي تذهب إلى كامب ديفيد لتطلب من الشيطان الأكبر دعمها وحمايتها خوفا من شعبها، كما هو حال الآخرين. إذا الأفق يبقى مفتوحا والحراك مستمر، الوفاء للعلماء، للقادة، للرموز، لكل أولئك الذين يعانون في السجون، للشهداء، للجرحى. أنتم أهل الوفاء، وما تفعلونه في كل يوم، هذا التواصل الدائم في الحراك هو الذي في نهاية المطاف سيؤدي إلى النتيجة وتحقيق آمال الشهداء والجرحى والسجناء والعائلات الشريفة التي تحملت حتى الآن”.

وعن الأوضاع في اليمن، قال: “في اليوم الثاني والخمسين لبدء العدوان السعودي الأميركي على اليمن، يجب أن نجدد إدانتنا لهذا العدوان السعودي الأميركي على اليمن وشعبه وجيشه وكل ما فيه، في ظل الصمت العالمي المستمر، وفي ظل كل هذه التطورات القاسية التي تحصل. في اليوم 52 سنقول ما قلناه في اليوم 40 وقبله ومن أول يوم، هذا العدوان لن يحقق اهدافه، في اليوم 52 نقول فشل في تحقيق أهدافه، آخر مرة في اليوم 40، قلت فشل في تحقيق أي من أهدافه، فلتدلوني عن هدف واحد فقط، طبعا سيقومون بشتمنا، يا اخي أنت فلتأت بالبيان الصحفي أو بيان التحالف السعودي، وضع الأهداف واخرج وقل للعالم كله، إن هذا واحد من الأهداف المعلنة لعاصفة الحزم وقد تحقق”.

أضاف “الذي حصل حتى الان في اليمن، هو فشل على فشل، بل اكثر من الفشل، والذي يتحقق أن الذي يحصل في اليمن حتى الآن، هو عكس الاهداف. يعني إذا كان الهدف هو إخضاع اليمنيين، اليوم هناك تمرد يمني وإصرار يمني على الاستقلال وعلى العزة وعلى السيادة وعلى الكرامة وعلى رفض الهيمنة. إذا كان المطلوب هو تفكيك الجيش اليمني، الجيش اليمني يزداد تماسكا. إذا كان المطلوب كسر أو إضعاف أنصار الله فأنصار الله تزداد قوة وحضورا وثباتا. إذا كان المقصود العنوان المدعى هو هيمنة إيران ونفوذ إيران، لقد قدمتم أنتم إيران كأهم صديق وأعز صديق للشعب اليمني من خلال مواقفها ومن خلال أدائها ومن خلال سلوكها، وقدمتم أنفسكم أبشع الأعداء لهذا الشعب. إذا كان التهديد وكل هذا الذي تكلمنا فيه، اليوم الذي يحصل هو عكس الأهداف، يعني لم يفشلوا فقط في تحقيق الاهداف، بل الذي يحققه عدوانهم هو عكس الأهداف، التي كانوا يبحثون عنها”.

وأكد أن “المشهد الحقيقي الآخر الذي لا يجوز إغفاله، نعم يوجد شيء حققوه: الدمار، القتل، أعداد كبيرة، هذه إحصاءات رسمية، منظمات دولية، وليس إحصاء القوى اليمنية التي تقاتل العدوان، أعداد كبيرة من الأطفال وأعداد كبيرة من المدنيين ومن الشهداء والجرحى، الدمار الهائل. وهناك شيء عجيب اسمحوا لي أن أسألهم في هذه الدقائق المتبقية، يعني مثلا أنت تفهم أن يقوم جيش أو سلاح جو بأي شيء، ولكن أن يهاجم أضرحة؟ مثلا مساجد، هذا ليس بجديد عليهم، إسرائيل قصفت مساجدـ اسمحوا لي للأسف الشديد أريد أن اقارن مع إسرائيل ـ ولكن اضرحة؟ مثل ضريح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، يطلع بطائرات 14 غارة ليدمر قبرا، وعليه بعض الأعمدة وقبة، لماذا؟ فليقم خبراء عسكريون وسياسيون مفكرون ليشرحوا لنا ما تفسير هذا، وفي رأس الجبل، لا يمكن أن يتسع لمحمولة ولا ذخيرة، لا يوجد شيء فوق، لماذا؟ تصل بعده إلى تدمير مسجد تاريخي وضريح ومقام أكبر أئمة الزيدية في اليمن، الإمام يحيى بن الحسين من ذرية الإمام الحسن المجتبى؟ لماذا؟ السيد حسين، نقول هذا أسس الشباب المؤمن وأنصار الله وصنع لكم مشكلة! ماشي الحال. لكن إمام من أئمة المسلمين أو طائفة عزيزة من طوائف المسلمين، وقبل أكثر من ألف سنة توفاه الله سبحانه وتعالى. لماذا تعمدون إلى قصفه؟ القلاع، الآثار الحضارية في اليمن، لماذا تعمدون إلى قصفها؟”.

واشار “أنا لدي تفسير واضح، هذا عقلهم، هذا فكرهم، هذه ثقافتهم، هذا الفقه الصحراوي البدوي الخاص بهم، الذي لا يمت إلى محمد بن عبد الله بصلة، الذي بعث رحمة للعالمين في مثل هذه الأيام. لأنهم في السعودية فعلوا الأمر ذاته وقد تحدثنا عن هذا سابقا. هذه هي المرجعية الفكرية لداعش، الذي تصنعه داعش في العراق وفي سوريا وغيرها، هذه مرجعيته الفكرية، لكن هناك أناس يرسلون سيارات مفخخة أو في المعاول وهناك أناس من خلال سلاح الجو. ألا يحتاج هذا الأمر إلى توقف عنده؟ تقوم بقتل شعب، وتقدم لذلك مبررات، لكن ما هي مشكلتك مع الميتين؟ ما هي مشكلتك مع الشهداء؟ ما هي مشكلتك مع القلاع والآثار الحضارية والتاريخية؟ أي أحد يجد تفسيرا غير الذي قلته فليقدمه لنا”.

واعتبر أن “الأخطر في هذه الحرب، في هذا العدوان السعودي الأميركي على اليمن، وفي هذه المباشرة السعودية في العدوان، هل تعلمون ما هو أخطر شيء؟ أنهم لم يتركوا محرمات، لم يتركوا خطوطا حمرا في العدوان، لم يدعوا شيئا يناقش لاحقا، أو يقال لأحد بعدهم: لماذا فعلت هذا؟ هنا، أنا آسف جدا. أنا واحد من الشعب اللبناني الذي عاش كل هذه المعاناة مع العدو الإسرائيلي، وهذا الشعب الذي خاض حروبا مع العدو الإسرائيلي وهذه فلسطين وهذه شعوب المنطقة. هذا العدو الحاقد المتوحش، مرتكب المجازر، الذي بقر بطون النساء وارتكب المجازر في مثل هذه الأيام في دير ياسين وغيرها في فلسطين المحتلة، لكن لم يقصف لا أضرحة ولا مقامات، لا مقام السيد عباس انتقم منه في حرب تموز، ولا ضريح الشيخ أحمد ياسين ولا ضريح الشهيد فتحي الشقاقي، لم يضرب أضرحة، لم يقصف مقامات دينية، مع أنه “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا” لماذا أنتم فعلتم ما فعلتم وهو لم يفعل ذلك؟ طيب، مستشفيات، أنا قمت بدراسة وإحصاء ومراجعة، هناك حالات قليلة أو نادرة قام بها هذا العدو الصهيوني المتوحش بقصف مستشفيات، لكن عدوا المستشفيات التي قصفت في اليمن حتى الآن بفعل العدوان السعودي؟”.

ولفت “الفكرة التي أريد قولها، السابقة الخطيرة التي يقوم بها العدوان السعودي في حربه على اليمن أنه لم يبق لا لجيش أميركي ولا لجيش إسرائيلي ولا لجيش يغزو ويعتدي ولا لجماعات إرهابية لم يبق حرمة لشيء، لا لأحياء، ولا لأموات، ولا لبشر ولا لحجر ولا لمقاتلين ولا مدنيين ولا لماض ولا لحاضر ولا لكرامة، وإلى ماذا يؤسس هذا على مستوى المنطقة ككل؟ لذلك أمام هذا النموذج الخطير جدا، نعود ونردد ما كنا نقول منذ اليوم الأول: مسؤولية الأمة أن تقف في وجه هذا العدوان الذي يؤسس لأبشع أشكال العدوان، ويبرر لكل الذين يغزون في المستقبل، أو يشنون حروبا في المستقبل على شعوبنا وعل دول منطقتنا وعلى أمتنا كل ما يمكن أن يلجأوا إليه. أسأل الله سبحانه وتعالى النصر والعون والصبر والثبات لهذا الشعب اليمني العزيز، لهذا الشعب البحريني العزيز، لكل هذه الشعوب، العراقية والسورية وعلى امتداد عالمنا العربي والإسلامي، التي تعاني من هذا الخطر التاريخي، الذي باعتقادي يوما بعد يوم يثبت أنه لم يسبق له مثيل حتى الآن”.

وختم “حتى لا تتكرر النكبة، ونواجه نكبة أكبر يجب أن نتحمل المسؤولية، نحن كجزء من اللبنانيين، كجزء من الأمة، مصرون على تحمل هذه المسؤولية، مهما بلغت التضحيات، وسنستطيع مع كل الشرفاء في أمتنا، مع كل المقاومين، مع كل الجيوش التي تحمل الوعي التاريخي وتتحمل مسؤولية، مع كل القادة أن نصل بأمتنا إلى بر الأمان، وأن نخفف من المصيبة التي ستأتي بها هذه النكبة، وأن نمنع أن تحقق النكبة الجديدة أو المشروع الجديد أهدافه، على أن نمنع أن يحقق المشروع الجديد أيا من أهدافه على مستوى الأمة، حتى لو تطلب ذلك حجما كبيرا من التضحيات. نحن نريد أن نعيش بكرامة، أن نحيا بعزة، وهذا ما يتطلب التضحية مهما غلت هذه التضحيات”.