الأمين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي: حزب الله خائف من انهيار الأسد//حزب الله” يعاقب عناصره… ويجند أطفالاً بـ 500 دولاراً

525

الأمين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي: حزب الله خائف من انهيار الأسد
علي الحسيني/المستقبل/12 أيار/15

بنوع من الأسى والأسف يستذكر الأمين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي حين كانت سياسة الحزب إبان تأسيسه تقوم على استنهاض كل الأمة العربية لتحرير فلسطين» قبل أن تتحول إيران إلى «استثمار القتال ضد العدو الصهيوني في ساحات أخرى ليس لها علاقة بفلسطين.

وشدد في حديث لـ”المستقبل” على أنّ الأعراس الإيرانية بنجاح المفاوضات النووية لا تلغي الحقيقة الكامنة في كون طهران أذلّت شعبها من خلال الرضوخ والتسليم بموقعها العاجز بين الأمم. وبينما وصف التدخل الإيراني في اليمن بأنه حلقة من الصراع الممتد من العراق إلى سوريا وحتى لبنان، لفت الطفيلي إلى أنّ الحملة المركّزة التي يشنها “حزب الله” على المملكة العربية السعودية تأتي لما للمملكة من دور أساسي مؤثّر على الطرف الآخر من حلبة الصراع. أما إصرار الحزب على خوض معارك القلمون فوضعه الطفيلي في إطار خوف قيادة “حزب الله” من انهيار نظام بشار الأسد في دمشق فأرادت بالتالي أن تحصّن موقعها في القلمون لقربه من قرى البقاع الشيعية، إلا أنه حذر في المقابل من نتائج عكسية وكارثة حقيقية على هذا الصعيد، جازماً بأنّ تحصين هذه القرى لا يكون بالدخول إلى القلمون بل بالخروج من سوريا وإصلاح ما أفسده التدخل فيها.

وتحدث في مقابلة أجرتها معه “المستقبل” من منزله في بلدة دورس البقاعية عن ظاهرة تجنيد الحزب للمراهقين الذين يسقطون في القتال الدائر في سوريا، فقال: عادة يسهُل خداع المراهقين واستثارة حماستهم من خلال صورة ملوّنة على جدار أو بمأتم جميل أو بإطلاق نار في جنازة، لافتاً الانتباه إلى أنه من عادة قادة الحروب إن أعوزتهم الحاجة أن يقوموا بتجنيد هؤلاء.

وأشار الطفيلي في معرض تطرقه للمعارك الجارية على جبهة القلمون إلى أنّ السيطرة على هذه الجبهة لا تفيد في حسم المعركة مع النظام السوري ولذلك تصبّ المعارضة جهدها على محورين أساسيين، الأول محور درعا – دمشق حيث يمكن للمعارضة السورية أن تحسم المعركة على السلطة إن هي أخرجت النظام من العاصمة، والثاني محور الساحل السوري حيث الحاضنة الحقيقية للمعركة على مستقبل سوريا ووحدتها، وأردف قائلاً للتدليل على عدم أهمية جبهة القلمون في ضمان بقاء النظام السوري: «كانت السلطة قد احتلتها سابقاً من دون أن تكون فيها معارضة، واليوم بحسب علمي يوجد فيها بعض المسلحين المحليين وبعض من خرجوا من بلدة القصير. وعن السقوط المتتالي لأبرز قيادات النظام الأمنية، أجاب الطفيلي: من طبيعة الأنظمة الأمنية أن تشهد علاجات لأزماتها عن طريق التصفيات الجسدية، وسوريا اليوم في وضع صعب بعد انهيار الجبهات الرئيسية للنظام ومن الطبيعي أن نشهد سقوط قيادات أمنية فيها.
وإذ أكد أنّ الصراع في سوريا أخذ شكلاً مذهبياً بحيث تُستثار فيه الجموع بشعارات مذهبية تصب في نهاية المطاف بخدمة المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة، نبّه الطفيلي إلى أنّ المسلمين عموماً باتوا في دائرة الخطر، داعياً إياهم إلى الابتعاد عن مشارب الأهواء والتيقن من كل ما يحيط بهم من أفكار وأعراف حتى لا تبعدهم جامحة عن الصواب والحق كما وقع لأصحاب البدع ومذاهب الضلال في التاريخ.

ورداً على سؤال، شدد الطفيلي على أنّ الصراع في المنطقة هو صراع نفوذ ومصالح، وباستخدام الشعارات والرايات المذهبية يسهُل على المتصارعين تحريض الغوغاء وسوقها إلى حتفها على مذابح مصالح الحكام، لافتاً إلى أنه خلال حكم الإمام الخميني لم يكن توجّه إيران ملحوظاً نحو إقامة مشروع فارسي لتغيير وجه المنطقة العربية لكن بعد رحيله ظهرت إمارات جديدة على السياسة الإيرانية أخذت ألواناً مذهبية وقومية في أكثر من مكان.

وعن المسؤولية التي يتحملها رجال الدين الشيعة من غير المؤيدين للسياسة الإيرانية ولسياسة “حزب الله” الحالية إزاء نبذ الفتنة السنية الشيعية، أجاب: لا يمكن تحميل المعارضين من العلماء وغير العلماء من الشيعة والسنة والدروز الدماء التي سقطت وتسقط في هذه الفتنة، إنما هم مشكورون على شجاعتهم وجهدهم في محاربة الفتنة وأهلها في ظل الفجور المذهبي والمالي والإعلامي المستحكم بالساحة والذي أغلق منافذ معرفة الحقيقة والعمل بها.
وعن تفسيره للهجمة الإيرانية المركّزة على الدور السعودي في المنطقة وزجّ “حزب الله” بها، أوضح الطفيلي أنّ كل فريق في هذا الصراع يحاول أن يلعب كل أوراقه، وبالنسبة إلى إيران فإنّ “حزب الله” لاعب أساسي ومهم نسبةً لموقعه ولمكانته السابقة في مقاومة العدو الصهيوني. وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تكون الحملة على المملكة العربية السعودية مُركّزة لما لها من دور أساسي على الطرف الآخر من حلبة الصراع.

وفي ما يتعلق بقراءته نتائج المفاوضات في الملف النووي الإيراني، رأى الطفيلي أنّ ما خلصت إليه هذه المفاوضات إنما يجسّد قبول وتسليم المفاوض الإيراني بموقعه العاجز الضعيف بين الأمم والشعوب، فهو رضخ وسلّم بعدم حقه بامتلاك سلاح يدافع فيه عن شعبه، كما سلّم بحق الأعداء بتفتيش بلاده وصولاً حتى سرير نومه كما فعلوا بالرئيس العراقي السابق صدام حسين حيث قُيّد شعبه من بعده بقيود الضعفاءـ وختم بالقول: هذا فعل مشين لا يحق لأي حاكم أن يُقدم عليه مهما كان ضعيفاً وعاجزاً، فإذا كان لا يستطيع أن ينفع قومه على الأقل لا يذلّهم ويُقيّدهم، أما الحديث عن مفاوضات ناجحة وإقامة أعراس النجاح في الشوارع فهذا لا يبدل في الحقيقة شيئاً.

“حزب الله” يعاقب عناصره… ويجند أطفالاً بـ 500 دولاراً
orient news/12 أيار/15

فقط من يقطن في الجنوب والبقاع اللبناني، أو من زارهما، يمكن أن يشعر سريعاً بأن تشييع المقاتلين العائدين من سوريا بات طقساً شبه يومي. حتى أيام مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لم تكن الجنازات بهذه الكثافة، كان “المنظّرون” حينها يتحدثون عن ضمان المواثيق الدولية حق مقاومة الاحتلال بالوسائل كافة، ولم يكن التبرير بحاجة إلى كثير من الحجج لوضوح الواقع ووجود الاحتلال. أما الان ومع إنغماس حزب الله في قتل الشعب السوري، اصبحت تمرّ أخبار تشييع قتلاه في الجبهات السورية مرور الكرام، ينعي الحزب وفاتهم أثناء تأديتهم واجبهم الجهادي، تعلن بعض الأسماء والبعض الآخر يبقى طي الكتمان. حتى الآن لا عدد رسمي للذين سقطوا في سوريا من صفوف الحزب. لا شك أن الاخير نجح في إخفاء عدد قتلاه، ولكن كيف؟

قتلى “عشاق” حزب الله في سوريا .. قرب السيدة زينب
بحسب مصادر موثوق بها فان الحزب عمد الى الزام مقاتليه كتابة وصية تتضمن “طقوس الاستشهاد” عبر التوصية بالدفن قرب مقام السيدة زينب في دمشق وعدم تواجد سوى الدائرة الضيقة من الاقارب اثناء التشييع كما تتضمن الوصية طلباً من الحزب بدفع مبلغ خمسين الف دولار للعائلة فتتحول الوصية وكأنها “فاتورة” شراء او “عقد” تجاري بين البائع والشاري برعاية الاهية.
وتحدث المصدر عن اعداد كبيرة من القتلى تم دفنهم جوار مقام السيدة زينب بتكتم شديد وبحضور عدد قليل من الاهل والاقارب، حيث يروي المصدر ان المقاتلين الاحياء الذين ذهبوا الى مقام السيدة زينب للدفاع عنها من هجمات “التكفيريين”، اصبحوا نواطير قبور يحرسون الموتى ويحضرون “طقوس الشهادة” لمقاتلين جدد قضوا على احدى الجبهات التي تبدء بالقلمون وتمر بمختلف المناطق السورية وصولاً الى العراق والبحرين واليمن.
“حزب الله” يعاقب عناصر رفضت القتال بسوريا!

في تطور لافت، لا تشهده صفوف حزب الله في العادة، أكدت المصادر جملة من القرارات التنظيمية القاضية بتجميد تفرغ وتوقيف دفع المخصصات المالية بحق عدد من كوادر وعناصر حزب الله من منطقة الجنوب لمن رفض إجرآت التكليف الشرعي الصادر عن الحزب والقاضي بالقتال في سوريا.

وتشير تقارير عن لجوء الحزب إلى فتح باب الانتساب أمام (600) عنصر جديد تحت عنوان “التعاقد” في منطقة البقاع وحدها، إلا أن المفاجأة كانت عدم استجابة أكثر من 150 عنصراً جديداً، رغم أن منطقة البقاع تعد الخزان البشري للحزب. فيما شكل الحزب لجنة تحقيق للوقوف على أسباب تمرد وامتناع المؤيدين وأفراد التعبئة عن الانضمام إلى تشكيلات الحزب القتالية، رغم البدلات المالية العالية التي يدفعها الحزب للمقاتلين والتي تتراوح بين 800 و1200 دولار للمقاتل.

وبحسب هذا الواقع، فإنّ حزب الله بات يتجّه ليكون أكثر رديكالية من السابق، حيث عمد من خلال هذه القرارات لإبعاد العناصر التي قد تكون مازالت تحافظ على مناقبيتها كعناصر مقاومة ومن من مازال يحمل المبادىء والشعارات التي ينادي بها الحزب علناً. كما يعتبر هذا مؤشر إضافي لمدى إصرار قيادة حزب الله على قرارها الذهاب بعيداً وحتى النهاية في خيارها القتال مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى درجة لم يعد يقبل حتى الإعتراض داخل صفوفه على هذا التوجه.
المصدر :orient news