جيش الفتح: قتلنا 18 عنصر من حزب الله وهدفنا الحزب ولا نية بدخول لبنان

271

“جيش الفتح” أكد مقتل 18 من عناصر حزب الله بعد تسللهم من جرود نحلة والحزب يضغط لتغطيس الجيش بمعركة القلمون لسد النقص في قدراته البشرية

بيروت – “السياسة”:خرج “حزب الله” عن صمته بشأن المعركة الدائرة في القلمون, وتخلى عن تحفظه في العلاقة مع الجيش اللبناني, إذ طالبه عبر وسائل الإعلام التابعة له بالتدخل المباشر في هذه الحرب, تحت ذريعة استباق تمدد المسلحين “الإرهابيين” إلى جرود عرسال اللبنانية.ووصفت مصادر “حزب الله” امتناع الجيش اللبناني عن المشاركة في هذه المعركة بالتنسيق مع الحزب وجيش بشار الأسد, ب¯”الخطأ الستراتيجي الذي سيكلف لبنان الكثير, خصوصاً مع احتمال اختراق المجموعات التكفيرية الأراضي اللبنانية”.

وعرضت المصادر بعض ملامح الخريطة العسكرية في منطقة القلمون السورية المحاذية لجرود عرسال, كما عرضت حجم التسليح الضخم الذي تمتلكه “جبهة النصرة” وحلفاؤها, لتخلص إلى أن كل المقاتلين الذين سيفرون من جرود القلمون, سيتوجهون إلى عرسال وجرودها مدججين بأسلحة متطورة, ومحاولة اختراق لبنان بهدف الوصول إلى البحر, مروراً بعكار.في المقابل, وضع محلل عسكري مطلع هذه المعلومات في خانة التهويل لجر الجيش اللبناني إلى معركة قاسية تصب في نهاية المطاف بمصلحة النظام السوري.

وقال انه “بالنسبة لخريطة القوى, فإن تموضع الجيش اللبناني حالياً يؤمن له القدرات المناسبة للدفاع عن مواقعه وعن خط الحدود, ولا يورطه في أجندة عسكرية خطيرة تخرجه من تحصيناته وتجعله عرضة للنار. وإذا كان “حزب الله” يخشى أن يفلت المسلحون من قبضته, فليحاول منعهم من الوصول إلى حيث يعتقد أنهم ذاهبون, ولكن حقيقة الأمر أن الحزب يعاني نقصاً في القدرات البشرية وقد اضطر إلى إعلان التعبئة العامة في صفوفه لسد هذا النقص. وإذا واصل تمدده في تلك المنطقة الشاسعة (نحو ألف كيلومتر مربع), فإنه سيعجز عن تغطيتها بالكامل. ولذلك يريد من الجيش اللبناني أن يفتح جبهتين إضافيتين, ضد المسلحين في عرسال وفي رأس بعلبك, لإشغالهم ومنعهم من مؤازرة رفاقهم في القلمون السورية”.

وخلص المحلل إلى أن تورط الجيش اللبناني هو خطأ ستراتيجي, وليس العكس, فعدا عن الخسائر العسكرية المحتملة, فإن تنسيقه مع “حزب الله” وجيش النظام السوري, سيحوله إلى عدو لكل المعارضة السورية وكل من يدعمها عربياً ودولياً, وهذا خطأ سياسي فادح, علماً أن قرار الحكومة اللبنانية واضح لا لبس فيه, وهو أن مهمة الجيش اللبناني دفاعية, تعمل على حماية الحدود من الاختراقات.في سياق متصل, أعلن “جيش الفتح في القلمون” عبر موقعه على “تويتر”, أنه قتل 18 عنصراً من “حزب الله”, بعد تسللهم من جرود نحلة اللبنانية, باتجاه القلمون السوري, وعرف من قتلى الحزب: ذو الفقار حسن سليمان الملقب “أبو زهراء”, وصلاح مهدي الرشعيني من الهرمل, ومحمد حمزة الحاج دياب من شمسطار البقاعية, وحسين محمد جواد موسى من بلدة عيترون الحدودية الجنوبية وحسين قاسم أحمد من بلدة زلايا البقاعية. كما شيّع سابقاً كل من: محمد الحاج حسن من حوش النبي في البقاع, وحمزة عمار من الطيري في الجنوب, وعلي بكري من صديقين قضاء صور, وفضل فقيه من كفركلا الحدودية.من جانبها أشارت قناة “الجزيرة” إلى أن عدد قتلى “حزب الله” في الاشتباكات مع المعارضة السورية بالقلمون, ارتفع إلى أربعة خلال الساعات ال¯24 الماضية, قتلوا في منطقة حدث الجبة. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لقتلى الحزب إلى 13, منذ بدء المعارك في القلمون الاثنين الماضي.وشهدت منطقة الجبة اشتباكات متقطعة, بعد هجوم شنه مقاتلو “جيش الفتح” لاسترجاع عدد من المواقع الجبلية التي خسروها بين بلدتي الجبة وعسال الورد.وذكرت قناة “المنار” الناطقة باسم “حزب الله” أن مسؤول العمليات العسكرية في “النصرة” برأس المعرة “أبو الشويخ” قُتل مع قيادي ميداني آخر, في الاشتباكات بمرتفع الباروح, وأن جيش الأسد و”حزب الله” سيطرا على تلة الباروح, بعد فرار المسلحين منها.

“الفتح” يأسر عناصر من “داعش”… “واعتصموا بالله”: هدفنا “حزب الله” ولا نية بدخول لبنان
محمد نمر/النهار/11 أيار/15

تتسارع التطورات في جرود القلمون، ويبدو أن “حزب الله” نجح في تنفيذ مقولة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بأن “المعركة ستتحدث عن نفسها” في ظل الضغط الاعلامي الذي يمارسه لنقل الصورة من الجرود إلى اللبنانيين عبر وسائل الاعلام. في المقابل يتكتم الفريق الآخر المتمثل بمقاتلي المعارضة عن تفاصيل المعركة، خصوصاً في ظل معلومات عن هجوم شنته عناصر “الفتح” على “داعش” وأسرها نحو 50 شخصاً من عناصره، في وقت اجتاحت فيه الشائعات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية.

إعلام “حزب الله” وبحسب ما نقلته قناة “المنار” تحدث عن سيطرة كاملة على جرد الجبة، وأن الاشتباكات طالت مرتفع الباروح في جرد رأس المعرة، مشيراً إلى مقتل مسؤول العمليات العسكرية في “جبهة النصرة” في رأس المعرة “أبو الشويخ” وقيادي ميداني آخر في الباروح. فيما الحساب الرسمي لـ”جيش الفتح – القلمون” تحدث عن “مقتل 18 عنصراً من حزب الله كانوا يحاولون التسلل من جهة نحلة اللبنانية (مساء الأحد) وأكد وصول المعارك إلى تلة الباروح، أما الشائعات فكثيرة ووصلت إلى الاعلان عن أسر أمير “النصرة” أبو مالك الشامي، وهو ما نفاه أحد المواقع القريبة من “حزب الله”، ونفته أيضاً مصادر سورية معارضة لـ”النهار”، كما نفت “وجود اسم “أبو الشويخ” في صفوف “النصرة”. وعن مكان المعارك أكدت أنها “وصلت إلى تلة الباروح التي لم تشهد سيطرة أي من الطرفين، فيما رأس المعرة البلدة هي أساساً مع “حزب الله” والاشتباكات في جردها، ولا يزال يحتفظ جيش الفتح بنصف جرد الجبة”.

“واعتصموا بالله”

وفي ضوء ذلك، تواصلت “النهار” عبر “سكايب” مع الناطق باسم تجمع “واعتصموا بالله” (أحد مكونات جيش الفتح) زكريا الشامي الذي يرى “تضخيماً إعلامياً” من جهة “حزب الله” في شأن تطورات المعركة وقال: “تكلم الحزب عن سيطرة عناصره على جرد الجبة فيما الحقائق الميدانية تؤكد ان خمسين في المئة من الجرد بيد مقاتلي جيش الفتح وأن الاشتباكات لا تزال مستمرة ويسقط قتلى للحزب يومياً في معاركهم الخاسرة”، معتبراً أن “لا تقدم لعناصر الحزب سوى بالقصف العشوائي بالمدفعية وصواريخ “بركان” و”زلزال” التي لم يستخدمها في حرب تموز ضد اسرائيل”. كما تحدث عن استمرار الاشتباكات والقصف في جرود عسال الورد “لأن هناك عمليات كر وفر واستنزاف لعناصر الحزب قتل على أثرها أحد قيادييه وعدد من مرافقيه”. وكشف عن أن “حزب الله يحشد مقاتليه من كل الجهات،” وهو ما يراه “تخبطاً في ساحات المعركة”.

وقال: “استراتيجيتنا الأولى في القلمون هي تحرير مناطق القلمون وبلداته، لكن استتزاف الحزب وتكبيده أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية والآليات هما ايضاً من أولويات المقاتلين، ومنذ يومين أعلن حزب الله سيطرته على الجبة، فيما الجميع يعلم ان الجبة منذ اشهر بيد النظام وقوات “حزب لله” الذي فقد غالبية خبراته في القتال والدليل يكمن في ارسال قادته مع العناصر الى الصفوف الاولى”.

“لا نية بدخول لبنان”

ويعلق الشامي على الخيار الذي اتخذه الجيش اللبناني في صد أي هجوم من داخل الاراضي اللبناني، قائلاً: “عدونا معروف وهو ميليشيا حزب الله وقوات النظام ونعلم ان هناك بعضاً من ضباط الجيش اللبناني يميلون الى مساندة عناصر الحزب وهم قلّة، لكن ندعو الجيش إلى عدم السير وراء نظرية حزب الله ونحن على يقين بأن الجيش هو لحماية لبنان اما حزب الله فتبيّن انه يدافع عن نظام فاسد لا عن شعب لبناني كما كان يُسلف في احتفالياته السنوية، ونتمنى أن يعي الجيش اللبناني اهمية تحييد المدنيين النازحين في جرود عرسال عن المعارك المسلحة كما ينص القانون الدولي للنزاعات وفتح مجال اسعاف الجرحى الذي يصابون نتيجة قصف قوات النظام للمنطقة”. وشدد على أن “الشعب اللبناني شقيق لنا ولن نغيّر نظرتنا بسبب حزب الله ونظام ساقط أو ميليشيات مستوردة من بعض تجار الدم، فغايتنا واحدة هي القضاء على كل من يريد تدنيس ارضنا ويعتدي علينا وعلى شعبنا”.

وبدأ البعض اللعب على وتر عرسال والحديث عن انسحاب مقاتلين نحو جرودها التي يمتنع “حزب الله” من الاقتراب منها، إلا أن الشامي شدد على أن “معارك المقاتلين محصورة ضمن الاراضي السورية ولا نية لجيش الفتح بالدخول إلى الاراضي اللبنانية، لأن هدفنا القلمون وبلداته و”حزب الله”.

أسر عناصر من “داعش”

ويتكتم الشامي عن تطورات الخلاف مع “داعش”، إلا أن مصادر سورية معارضة تؤكد أن “المشكلة تتفاقم بين الطرفين وأن جيش الفتح أسر أكثر من 50 مقاتلاً من داعش، وقتل آخرين، جراء ما قام به هذا التنظيم من اعتداء على حواجز النصرة”، كما تداول ناشطون عبر “تويتر” صورة لورقة موقعة من أمير “النصرة” أبو مالك التلي وعليها ختم “النصرة”، وهي عبارة عن تصريح “للداعشيين” بالمرور عبر مناطق “النصرة” لمساندتهم لكنهم غدروا به، وهي صورة أعاد تغريدها على “تويتر” أحد مؤسسي “النصرة” في سوريا المعروف باسم أبو ماريا القحطاني، والذي أكد في تغريدات له حصول الاعتداء من “داعش” على “النصرة” وأيضاً أسر 50 عنصراً من تنظيم الدولة ومعهم أميرهم أبو عبد الله العراقي. وكتب القحطاني وهو المسؤول الشرعي العام السابق لـ”النصرة”، ومسؤولها الحالي في درعا: “الدواعش قوم يستحلون الكذب على خصومهم وﻻيصدقهم إلا من مازال في رأسه لوثة من لوثات الدعشنة، فهم أخس فرقة عرفها التاريخ المعاصر. البعض خلافه مع الدواعش ليس خلافاً منهجياً في مسائل الكفر والإيمان بل خلافه معهم في سلوكياتهم وتصرفاتهم وبعض الفرعيات ولذا تجده يتلطف معهم. والبعض لو تودد له قادتها بكلمة طيبة لنسيَ كل ما بدر منهم من انحرافات عقدية ومنهجية ونسي كل ما بدر منهم كونه ﻻيخالفهم بالمنهج، والبعض يختلف مع الدواعش خلافاً في السلوكيات والسياسة الشرعية ولكن تجمعه معهم أخوة الغلو ورابط إخوة المنهج فهو يحمل ما يحل الدواعش من أفكار”.