ميرڤت سيوفي/نهاية الهلال الشيعي

282

نهاية الهلال الشيعي
ميرڤت سيوفي/الشرق/09 أيار/15

إنه المشهد الأخير لأحلام إمبراطورية «فارس الكسرويّة» التي تتهاوى بسرعة مذهلة على أرض العرب، وهذه المرّة ليس في القلمون السوريّة، بل على أرض «صعدة» ونهاية الحوثيين «نموذج حزب الله اللبناني»، عادت واستوقفتني بالأمس تلك «المقدمة» التي خطّها رئيس مجلس النواب نبيه بري لكتاب الزميل راجح الخوري «إرهاب ضدّ الإرهاب»، فبلاغة بري التي أخرجت لنا يوماً قوله «لا وجود للهلال الشيعي إلا في إطار القمر السُنّي»، وإقرأوا هذه السطور التي خطّها الرئيس نبيه بري: «في النهاية يبقى أنّ الفصل الذي لم يكتب بعد هو عن المعركة الثالثة التي بدأت، وفي أهدافها تصفية التاريخ لأجل جغرافيا كونيّة تُشبه مشاهدها الشرق الأوسط الأميركي الكبير حيث النار في كلّ مكان، من جهتنا [يقول بري]،  نحن مطمئنون إلى أن صورتنا في مشهد هذه المعركة المقبلة هي: «يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم وآل إبراهيم» على مساحة الشرق الأوسط الإسلامي الكبير»…

»الشرق الأوسط الإسلامي الكبير»، أليس هذا هو الإسم «التقوي» لـ»الهلال الشيعي»، أليس هذا هو المشروع الإيراني للمنطقة الذي ينهار اليوم في اليمن والعراق وسوريا؟! أليْس هو المخطط الذي اعترف به اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني تحت عنوان «توسّع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة»، أليْس هذا ما أمضينا سنوات عشر نقول لحزب الله إنه ينفذ ومن معه ومن يُغطّي سياسته في الداخل اللبناني بأنهم يُنفّذون أجندة إيرانية المصالح، ولطالما ادّعوا أنّ الحديث عن «الهلال الشيعي» وهم وكذب؟!

منذ اندلاع الحرب الأولى بين الجيش اليمني والحوثيين في منطقة مران صيف العام 2004، كانت إيران الحاضر الأكبر في المشهد الذي تكرر ست مرات في غضون ست سنوات، فيما أعلن عبدالملك الحوثي أثناء التحضير للحرب السادسة: إن «هذه هي حربنا الأخيرة»، حتى انتهى المشهد إلى ما هو عليه اليوم، المشهد نفسه تكرر عبر التاريخ الإسلامي مع تمرّد شيعي «خارج على الدولة» ـ لكأنّ هذا هو الدور الوحيد للشيعة المقيّد لهم لعبه عبر التاريخ ـ يُجرّد معه الخليفة حملات متتالية حتى القضاء على التمرّد نهائياً…

في 12 تشرين الأول من العام 2009  حذّرنا مراراً من خطورة العبّ اليمني لإيران على المملكة العربيّة السعودية، وقبل أن يكشف قائد الحرس الثوري الإيراني مخطط «التوسّع الشيعي» في المنطقة، وعليه نحيل القارئ إلى المقالة التي حملت عنوان «المشروع الإيراني» الذي حذرنا فيه من هذا المشروع فكتبنا: «وحتّى نفهم خطورة ما يحدث، علينا الدخول إلى خطورة «المشروع الإيراني» المعلن عبر الفضائيات، مستعينين بلسان أصحابه والمنظّرين له، وبالتأكيد ما قرأناه صادم إلا أن شواهد التاريخ تتيح لنا أن نفهم المحاولات الفارسية المتكررة، ففي مناظرة تلفزيونيّة انعقدت منذ عام على فضائية «المستقلة» التي تبثّ من لندن، أعلن المرجع الشيعي «علي الكوراني العاملي ـ أستاذ الحوزة العلمية ـ قمّ» بأن الحوثيين سيكونون الطوق الذي تسعى إيران من خلاله إلى الامتداد والسيطرة على كل المنطقة  العربية»..

وجاء في تصريح المرجع الكوراني «المتلفز» والموجود على مواقع الكترونية متعددة «سُنيّة» و»شيعيّة» بـ»الصوت والصورة» وصف كامل ودقيق للمشروع الإيراني، يقول المرجع علي الكوراني: «إن الحوزة الشيعية في «قم» و»النجف»، تسعى للسيطرة على كل منطقة «الحجاز»، والشام، واليمن، والعراق، وأنّ هدف المرجعية هو «رئاسة العالم الإسلامي كله»، وأنّ تمدّد الشيعة ليس له حدود»، وأنهم يسعون إلى التمدد على كل الآفاق»، أليس هذا ما قاله أمس بالحرف قائد الحرس الثوري الإيراني؟!