معركة القلمون… «قضم تدريجي» و«العين» على الزبداني ومخاوف من ارتدادات سياسية وأمنية على الداخل اللبناني

252

 معركة القلمون… «قضم تدريجي» و«العين» على الزبداني ومخاوف من ارتدادات سياسية وأمنية على الداخل اللبناني
بيروت – «الراي/09 أيار/15

تصاعدت في بيروت المخاوف من تداعيات الواقع الميداني في القلمون السوري على الوضع السياسي والأمني في البلاد،لا سيما في ظل مضي «حزب الله» في استعداداته لمعركة القلمون كأنها واقعة في أي لحظة واستمرار «مقدماتها» من خلال مواجهات على تخوم منطقة الزبداني أفضت الى سيطرة الحزب ومعه الجيش السوري النظامي على تلال استراتيجية في عسال الورد والجبة (جرود القلمون) تنذر برسم وقائع عسكرية جديدة لها ارتدادات في أكثر من اتجاه.

ومع التقارير عن اشتباكات امس في محاولة من مجموعات «جيش الفتح» وقف تقدُّم «حزب الله» واسترداد ما تم السيطرة عليه في الساعات الأخيرة في جرود القلمون، تعاظم القلق في لبنان جراء مجموعة تطورات اعتُبرت اشارات سلبية إزاء «مناعة» الوضع اللبناني، وبينها سقوط عدد من الصواريخ ليل الخميس – الجمعة بين بلدتي يونين ونحلة في البقاع الشمالي، وغرب بعلبك وفي داخل المدينة مصدرها مواقع للمعارضة السورية، اضافة الى تطورات عسكرية جرى الحديث عن حصولها للمرة الاولى في البقعة المتاخمة لمنطقة المصنع الحدودية وتقاطع البقاع الاوسط والبقاع الغربي.

واذ تردّد ان الجيش السوري صدّ محاولات تسلل لمجموعات مسلحة هناك فان ترددات الامر في الجانب اللبناني زادت الخشية من ان تكون هناك احتمالات لتوسيع جبهات القتال عند الحدود الشرقية الامر الذي يضع البلاد أمام واقع جديد محفوف بالأخطار الامنية والميدانية،لا سيما في ظل عودة الكلام عن مخاوف من تجدُّد موجة التفجيرات في مناطق مؤيدة لـ «حزب الله» ردّاً على ما يجري في القلمون.

وكانت الساعات الماضية شهدت ما يشبه «معركة تلال» في القلمون وسط تقارير عن ان الجيش السوري و«حزب الله» تمكّنا من بسط سيطرتهما على كامل جرود عسال الورد بمساحة 45 كيلومتراً مربعاً وذلك بعدما شنا هجوماً على المسلحين في جرود هذه المنطقة و«قبضوا» على تلال ونقاط كانت مقارا للمسلحين بينها مرتفع القرنة المؤلف من ثلاث تلال والذي يشرف على وادي الدار ووادي الصهريج.

وقالت أوساط معنية لـ «الراي» ان قوات «جبهة النصرة» كانت بادرت الى الهجوم في القلمون فاستغلّ «حزب الله» ومعه الجيش السوري الفرصة لضرب المسلحين الذين سقط منهم ما بين 45 و50 قتيلاً، ونجح في السيطرة على قرنة النحلة وتقدّم في اتجاه الجرود بين عسال الورد والطفيل غير المأهولة لمساحة 40 كيلومتراً (تطلّ على عسال الورد والطفيل).

وأشارت هذه الاوساط لـ «الراي» الى ان معركة القلمون لم تبدأ بعد ومن غير المتوقع ان تكون شبيهة بمعركة القصير، بل ستقتصر على عمليات قضم واسعة لتلال ومواقع استراتيجية تؤخذ بالتدرج، لافتة الى ان «حزب الله» يدرك ان ثمة قراراً دولياً بعدم المساس باستقرار لبنان وعدم إدخاله في خضم المعارك الحاصلة في العراق وسورية، ما يعني بالنسبة الى الحزب ان لا غطاء على المجموعات المسلحة، ومن هنا تقدّم مع الجيش السوري لملء الفراغ في جرود القلمون، وأخْذ التماس مع المجموعات المسلحة ما يعني ان تصبح «وجهاً لوجه مع عدوك» على النحو الذي يحول دون تمكينها من شنّ هجمات على مواقع الحزب والجيش السوري.

واختصرت 3 مواقف التطورات الميدانية التي سُجلت في الساعات الماضية وهي:

* اعلان جبهة «النصرة» عبر «تويتر» ان «جيش الفتح القلمون تمكن من ايقاع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف حزب الله والجيش السوري واستنزافهم في جرود عسال الورد»، لافتة الى انه «بعد تسلل حزب الله من جهة لبنان قام المجاهدون بالانسحاب تكتيكياً من جرود عسال الورد لصد التسلل واستنزافه»، ومعتبرة «ان حزب الله يستخدم الاراضي اللبنانية ليتسلل من خلف المقاتلين فنحذر اللبنانيين من ان الحزب يريد جرهم الى حرب خططت لها ايران».

* نفي «حزب الله» التقارير عن سقوط 40 من عناصره في مواجهات القلمون مؤكداً سقوط «ثلاثة من المجاهدين نالوا شرف الشهادة وقد تم ابلاغ عائلاتهم الشريفة بذلك».

* اعلان مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن «ان قوات النظام وحزب الله تمكنت من السيطرة على تلال عدة مشرفة على عسال الورد بعد قصف مكثف استخدمت فيه صواريخ بركان الايرانية وصواريخ ارض – ارض متوسطة المدى»، لافتاً الى أن المعارك «مستمرة منذ الاربعاء بقيادة حزب الله ومشاركة قوات من الجيش السوري،لا سيما منها لواء الحرس الجمهوري»، ومشيراً الى ان التقدم «ليس استراتيجياً والمعارك ليست بالحجم الذي يصوره الاعلام».

وتحدث خبراء عن أهداف استراتيجية غير معلنة لما يجري في القلمون ويبدو محوره الحقيقي السيطرة على الزبداني التي باتت جزءاً لا يتجزأ من العمليات في القلمون.

وبحسب هؤلاء الخبراء فإن السيطرة على تلة قرنة النحلة وتلال اخرى وجرود عسال الورد ووصله بجرود بريتال من شأنه تحقيق مجموعة اهداف، منها فصل جرود عرسال اللبنانية عن منطقة الزبداني السورية وسرغايا ومضايا، والأهم ان «حزب الله» يكون بذلك طوّق الزبداني من الجهة اللبنانية وعزلها بشكل تام عن مناطق سيطرة المسلحين في القلمون الغربي ما يعني قطع طرق الامداد الوحيدة عنهم تمهيداً لاستهداف المنطقة التي يعني سقوطها ان منطقة القلمون تغدو بحكم الساقطة عسكرياً.