حميد غريافي/بريطانيا: مهمتنا قد تطول لأشهر الغرب تسلم خريطة تواجد “داعش” في سورية

3138

بريطانيا: مهمتنا قد تطول لأشهر الغرب تسلم خريطة تواجد “داعش” في سورية
حميد غريافي/السياسة
19 آب/14

لا تستبعد جهات برلمانية بريطانية ان تتوسع عمليات ضرب قوات “داعش” في شمال العراق لتشمل معظم المناطق السورية التي تتواجد فيها عصابات هذا التنظيم الإرهابي, بدءاً بمواقعه قرب الحدود التركية في الشمال, ومواطئ أقدامها في دير الزور والمحافظات القريبة منها في الشرق, تلبية من الولايات المتحدة ودول شمال الأطلسي لتمنيات المعارضة السورية والدول العربية والاسلامية بضرب “داعش” في سورية على غرار العراق. وكشفت مصادر قريبة من وزارة الدفاع البريطانية, أمس, عن أن “نحو ألف جندي وضابط بريطاني من القوات الخاصة وصلوا إلى الاردن ليكونوا مستعدين ربما لاختراق الحدود البرية إذا لزم الأمر, كما استقر 450 ضابطاً وجندياً آخرين داخل منطقة الحكم الذاتي الكردي في اربيل تساندهم طائرات مروحية مستمرة في انقاذ الهاربين اليزيديين من مناطقهم الى المناطق الكردية وتزويدهم المساعدات الانسانية وحمايتهم”. وأعرب عسكريون كبار ل¯”السياسة” عن اعتقادهم بأن تمتد الغارات ضد “داعش” إلى قواعده داخل الشرق والشمال – الشرقي السوريين لتدمير دفاعاته, واستبعدوا أن يتدخل سلاح الجو السوري او بطاريات صواريخه المتطورة الروسية المضادة للطائرات ضد أسلحة الجو الغربية في اجواء سورية أو التصدي لصواريخ “توما هوك – كروز” المهيأة للمرحلة الثانية من الضربات, لأن ذلك يستجلب على بشار الأسد حرباً شاملة اوروبية – اميركية قد تنهي وجوده المتوقع. وأكد العسكريون البريطانيون ان “الجيش السوري الحر” والاستخبارات التركية والأردنية في سورية, قدمت إلى نظيراتها الغربية (الأميركية والاطلسية) “خريطة تواجد داعش” في كل المحافظات السورية, ولوائح بأنواع الاسلحة المتطورة والفتاكة الموجودة بحوزته, بما فيها صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف من نوعين أوروبي وروسي, وبالآليات والدبابات والمدرعات المنتشرة على امتداد الأرض السورية, قبل أن تدعم هذه الخريطة واللوائح صور اقمار التجسس الغربية والاسرائيلية والتركية”.

في سياق متصل, أكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن دور المملكة المتحدة في العراق يتجاوز المهمة الانسانية وقد يستمر أشهراً عدة.

ونقلت صحيفة “ذي غارديان” الصادرة أمس عن الوزير قوله لطيارين وعناصر في سلاح الجو الملكي البريطاني خلال زيارة تفقدية قام بها السبت الماضي لقاعدة اكروتيري الجوية البريطانية في جنوب قبرص ان “هذه ليست مهمة انسانية فحسب”. واضاف “قد نحتاج في الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة للجوء الى وسائل اخرى للمساعدة في إنقاذ ارواح وحماية أناس. سنحتاج إليكم جميعاً مجدداً والى المراقبة التي يمكنكم توفيرها”. وتابع الوزير البريطاني “نحن ودول أخرى في أوروبا عازمون على مساعدة الحكومة العراقية على محاربة هذا الشكل الجديد والمتطرف جداً من الارهاب الذي يروج له تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)”.

وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية صحة هذه التصريحات, موضحاً أن الوزير أطلقها يوم السبت الماضي, أي قبل نشر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون افتتاحية في صحيفة “صنداي تلغراف”, اول من امس, أشار فيها إلى إمكان قيام بريطانيا بدور عسكري في العراق, ولكن مع تأكيده أن هذا لا يعني “إرسال جيوش للقتال او للاحتلال”. من جهتها, ذكرت صحيفة “ذي تايمز” ان عددا من الجنود البريطانيين ذهبوا الاسبوع الماضي الى اقليم كردستان في شمال العراق حيث مكثوا لفترة قصيرة بهدف التحضير لمهمة محتملة لنشر مروحيات “شينووك” لإنقاذ نازحين من الاقلية اليزيدية فروا من بطش التنظيم المتطرف.

وأضافت الصحيفة ان ست طائرات قتالية من طراز “تورنيدو” وطائرة من دون طيار بدأت التحليق في أجواء الاقليم الكردي بهدف مراقبة تنقلات المقاتلين المتطرفين, مشيرة الى ان المعلومات التي تجمعها هذه الطائرات يمكن ان تستفيد منها القوات العراقية في التخطيط لهجمات ضد التنظيم المتطرف. ورأت “ذي تايمز” في هذه المهمة الاستطلاعية خطوة اضافية لبريطانيا باتجاه أن يكون لها “دور مباشر في المعارك”