العلامة علي الأمين/دولة العراق والشام

216

دولة العراق والشام
العلامة علي الأمين

لَقَدْ عِشْنَا مَعَاً في الشَّرْقِ دَهْرَاً
وَلَنْ نَرْضَى بِغَيْر الْحُبِّ دِينَا

وَأَمْسَى في خِلَافَتِهِ عَلَيْنَا
أَبُو بَكْرٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَا

وَنَادَى فِي الْعِرَاقِ بِكُمْ فَهُبُّوا
لِبَيْعَتِهِ سِرَاعاً طَائِعِينَا

وَإِنْ أَنْتُمْ رَفَضْتُمْ مَا أُمِرْتُمْ
بِهِ صِرْتُمْ رَوَافِضَ مُشْرِكِينَا

إِذَا شِئْنَا قَتَلْنَاكُمْ جميعاً
فَلَسْتُمْ إِنْ رَفَضْتُمْ مُسْلِمِينَا

فَيَا عَجَبَاً لَكَ الشُّورَى شِعَارٌ
وَتَطلُبُ بَيْعَةً بِالسَّيْفِ فِينَا !

وَأَهْلُ الرَّأْيِ لَمْ يُدْلُوا بِرَأْيٍ
وَغَابُوا عَنْ عُيُونِ النَّاظِرِينَا

وَيَا عَجَبَاً لِمَنْ يَرْضَى بِوَالٍ
بَغَى في الْأَرْضِ يَهْوَى الْمُفْسِدِينَا

قَتَلْتَ الْأَبْرِيَاءَ بِغَيْرِ جُرْمٍ
وَرَوَّعْتَ الشُّيُوخَ الطَّاعِنِينَا

وَقَدْ أَحْدَثْتَ في الإسلامِ بِدْعَاً
بِأَنْ أَكْرَهْتَ قَوْمَاً آمِنِينَا

سَبَيْتَ لَهُمْ نِسَاءً وَالْأُسَارَى
بِهِمْ أَغْضَبْتَ كُلَّ الْعَالَمِينَا

قَطعْتَ رُؤوسَهُمْ لَمْ تَرْعَ عَهْدَاً
وَلَا وَعْدَاً وَمَا كُنْتَ الْأَمِينَا

جَرَائِمُ مَا سَمِعْنَا عَنْ مَثِيلٍ
لَهَا إِلَّا بِعَصْرِ الْغَابِرِينَا

بِهَا شَوَّهْتَ دِينَ اللهِ عَمْدَاً
وَقَدْ خَالَفْتَ قُرْآنَاً مُبِينَا

فَلَا إِكْرَاهَ فِي الْقُرْآنِ نَهْيٌ
وَتَأْتِينَا بِثَوْبِ الْوَاعِظِينَا !

وَشَرْعُ اللهِ يَأْمُرُنَا بِحِفْظِ
الْأَسِيرِ وَأَنْ نُكَرِّمَهُ يَقِينَا

لَقَدْ عِشْنَا مَعَاً في الشَّرْقِ دَهْرَاً
وَلَنْ نَرْضَى بِغَيْر الْحُبِّ دِينَا