أحمد الأسعد/الشرق الأوسط الجديد…الإيراني

283

“الشرق الأوسط الجديد”…الإيراني
أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني
12 آذار/15

حتى لو حاول الإيرانيون التخفيف من وقع تصريحاتهم الأخيرة عن طموحاتهم الإمبراطورية، فإن هذه التصريحات ليست زلة لسان ولا خطأ في التعبير، بل هي، إذا عطفت على تصريحات سابقة مماثلة، وعلى سلوك سياسي وعسكري عملي، تؤكد المؤكد:  النظام الإيراني يبتلع العالم العربي، قضمة بعد قضمة، من لبنان إلى اليمن، مروراً بسوريا والعراق والبحرين، والحبل على الجرّار.

وإذا كان “الشرق الأوسط الجديد” مشروعاً أميركياً، فإن التخبط الأميركي في المنطقة أمام المدّ الإيراني، واستماتة الرئيس باراك أوباما للإتفاق مع النظام الإيراني، يفتح الباب أمام هذا النظام لكي يركّب شرق أوسط جديداً، بنسخة إيرانية.

في كل بقعة توتر في المنطقة، يد للنظام الإيراني. في كل مشاكل المنطقة، لها حصة. وكما حجارة الدومينو، ينهار العالم العربي الهشّ أمام النهم الإيراني الزاحف.

وإذا كان الإيرانيون يتخذون اليوم من مواجهة الإرهاب التكفيري ستاراً لتدخلهم في شؤون الدول العربية، فإن الواقع أن سياستهم التوسعية والعدوانية هذه هي التي تؤدي إلى قيام المزيد من التطرف المقابل في المنطقة العربية.

وفي لبنان، بات واضحاً أن بعض الجهات السياسية ارتضت التضحية بالجمهورية في سبيل “الإمبراطورية”. ثمة من ينفذ الأجندة الإيرانية من باب التبعية المطلقة، وثمة من يفعل أملاً في أن يجني الثمار، ولكن في كل الأحوال، النتيجة واحدة: وضع لبنان بالكامل في السلة الإيرانية، وجعله جزءاً من “الإتحاد الإيراني” الذي تحدث عنه أحد مسؤولي نظام طهران أخيراً. على بعض اللبنانيين أن يقرروا اليوم قبل الغد سحب لبنان من بين براثن النظام الإيراني، عليهم أن يستفيقوا قبل فوات الأوان من وهم مهادنة هذا النظام.