العراق يستنكر تصريحات علي يونسي//1200من الحرس الثوري وحزب الله يشاركون في معركة تكريت

334

 1200 من “الحرس الثوري” و”حزب الله” يشاركون في معركة تكريت
القوات العراقية المدعومة بالميليشيات دخلت الجزء الشمالي من المدينة

بغداد – من باسل محمد والوكالات:السياسة 12 آذار/15

دخلت القوات العراقية والميليشيات الموالية لها, أمس, الجزء الشمالي من مدينة تكريت, في اليوم العاشر لبدء هجوم واسع لاستعادة المدينة ومحيطها من تنظيم “داعش”.

وقال ضابط برتبة لواء في الجيش “نحن الآن نقوم بمهام قتالية لتطهير حي القادسية”, وهو أحد أكبر أحياء تكريت, و”تمكنا من استعادة السيطرة على مستشفى تكريت العسكري القريب من مركز المدينة, لكننا نخوض معارك في غاية الدقة لأننا لا نواجه مقاتلين على الارض بل عمليات قنص وأرض ملغومة… فتحركنا بطيء”.

بدورها, أكدت مصادر عسكرية أخرى, ومحافظ صلاح الدين رائد الجبوري, دخول الجزء الشمالي من المدينة والسيطرة على المستشفى العسكري.

وفي محاولة لإعاقة تقدم القوات العراقية, فجر مسلحو “داعش” أول من أمس جسراً فوق نهر دجلة يؤدي إلى المدخل الشرقي لمدينة تكريت, ما أدى إلى انهيار كامل لأحد أجزائه.

وكان نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وعناصر فصائل شيعية مسلحة وأبناء عشائر سنية, بدأوا في الثاني من مارس الجاري, هجوماً واسعاً لاستعادة تكريت ومحيطها من “داعش”, وسط مخاوف من ارتكاب الميليشيات الشيعية مجازر ضد السكان السنة بعد تحرير مناطقهم.

ووسط تنامي المخاوف من الدور الإيراني, كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ل¯”السياسة” أن قوتين عسكريتين متخصصتان بحرب المدن من “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني تشاركان في عملية اقتحام تكريت, مركز محافظة صلاح الدين, في شمال العراق.

وأوضح أن هاتين القوتين تضم نحو 1200 مقاتل كانوا متمركزين في معسكرات أعدت خصيصاً في جنوب العراق للتحضير لمعركة تكريت, وتحديداً في محافظتي الناصرية وميسان, وكان قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني هو المشرف المباشر على العملية برمتها, بما فيها تدريب قوات خاصة تم فرزها من الميليشيات الشيعية العراقية, من “منظمة بدر” و”كتائب حزب الله العراقي” و”عصائب أهل الحق”.

وأضاف ان هذه التدريبات بدأت منذ شهر نوفبر من العام الماضي وتركزت على كيفية القتال داخل الأحياء وفق خرائط ومجسمات لمدينة تكريت, ما يؤكد أن الدور العسكري الإيراني سابق للمعركة وليس وليد متطلباتها الميدانية, كاشفاً أن سليماني شكل غرفة عمليات ضمت عسكريين من “حزب الله” اللبناني و”بدر” و”العصائب” و”حزب الله العراقي” منذ ذلك الوقت لتكون جاهزة عندما تبدأ معركة تكريت.

وبحسب معلومات القيادي الصدري, فإن الولايات المتحدة عندما كشفت أمر المعسكرات التي يجري فيها تدريب المقاتلين الشيعة في جنوب العراق, عمد رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى امتصاص غضبها بموافقته على تدفق المزيد من العسكريين الأميركيين والغربيين الى العراق لتدريب القوات العراقية.

وأشار إلى أن التدريبات في معسكرات الجنوب جرت تحت إشراف وحدات متخصصة من “الحرس الثوري”, استقدمها سليماني, يصل عددها إلى أكثر من 800 عسكري, إضافة إلى المستشارين الايرانيين الذين كانوا يعملون في بغداد وسامراء, وتقدر أعدادهم بنحو 150.

واشار القيادي الشيعي الى أن لقاء رئيس الوزراء السابق نوري المالكي مع الأمين العام ل¯”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله في بيروت في نهاية نوفمبر من العام الماضي, كان حاسماً بشأن التحضيرات الجارية في معسكرات الجنوب العراقي, واتفق الرجلان على إرسال المزيد من المقاتلين من الحزب تجاوز عددهم ال¯300 مقاتل, بعدما كان العدد ما بين 50 و60, وذلك بهدف دعم خطة التدريب لعناصر المليشيات الشيعية العراقية.

وبحسب القيادي, فإن العبادي لم يكن راضياً على مهمة المالكي في لبنان واتفاقه مع نصرالله بدعم إيراني لكنه أُبعد تماماً عن ملف قوات “الحشد” الشيعية وكيفية تدريبها وتسليحها, رغم أنه القائد العام للقوات المسلحة في العراق بموجب الدستور.

وكان العبادي ومعه المرجعيات الدينية الشيعية في النجف موافقين على دور لإيران و”حزب الله” اللبناني في تدريب قوات “الحشد” استعداداً لمعركة تكريت, لكنهم يرفضون بشدة أي دور عسكري إيراني قتالي, لذلك تم إخفاء أمر معسكرات التدريب عن رئيس الوزراء.

وأكد القيادي أن بعض المواقف السياسية التي برزت داخل التحالف الشيعي الذي يقود حكومة العبادي, ومنها مواقف “التيار الصدري”, أظهر مخاوف من أن يتحول الانتصار العسكري في تكريت إلى انتصار ايراني لا عراقي, لأن العملية تم الإعداد لها إيرانياً, والإيرانيون هم من يشرفون على معسكرات الجنوب, كما أن العسكريين الإيرانيين وعناصر “حزب الله” اللبناني هم من سيقاتلون على الأرض سيما في قتال الشوارع.

وكشف القيادي أن معركة تكريت ليست مجرد عملية عسكرية بالنسبة لإيران أو عملية انتقام من مدينة هي مسقط رأس صدام حسين الذي قاد الحرب العراقية على إيران في ثمانينات القرن الماضي, كما يتصور البعض, لأن القادة الإيرانيين يفكرون أبعد من ذلك, خاصة لجهة تهيئة الظروف والمعطيات لدور قتالي بري لقوات “الحشد” الشيعية في إطار قوة عسكرية اقليمية للتدخل في سورية وقيادة الحرب البرية ضد “داعش” هناك.

العراق يستنكر تصريحات نائب روحاني ويرفض التدخل في شؤونه والمساس بسيادته
بغداد – الاناضول ¯ رويترز: استنكرت وزارة الخارجية العراقية تصريحات علي يونسي, مستشار الرئيس الايراني حسن روحاني التي قال فيها ان الامبراطورية الايرانية عادت وعاصمتها بغداد.

وذكرت وزارة الخارجية العراقية في بيان, انها تعرب عن استغرابها للتصريحات المنسوبة الى يونسي والتي قال فيها ان “ايران اصبحت اليوم امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا, وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي”.

واضافت انها تعبر عن “استنكارها لهذه التصريحات اللامسؤولة كما تؤكد ان العراق دولة ذات سيادة يحكمها ابناؤها وتقيم علاقات ايجابية مع دول الجوار كلها ومن ضمنها ايران”.

وشددت وزارة الخارجية على ان “العراق لن يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية او المساس بسيادته الوطنية”.

الى ذلك, قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري انه لا يدري ما قصده وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل من تصريحه قبل ايام بان ايران تستولي على العراق, مشددا على ان ما يحدث من تقدم ميداني في تكريت انما هو بايدي العراقيين.

واضاف الجعفري في مقابلة صحافية ردا على سؤال بشان تصريح الامير سعود الفيصل “لا ادري بالضبط ماذا كان يقصد به وما الذي وصله من معلومات, ولكن اؤكد ان ما حصل في تكريت وفي اي منطقة نتاج عراقي وطني مسلح, ليس سرا عليكم ان تساعدنا اي دولة من دول العالم”.

ومع ذلك شدد الجعفري الموجود في القاهرة لحضور اجتماعات وزراء الخارجية العرب على “ان العلاقة مع السعودية دخلت في منحى ستراتيجي.. علاقة ايجابية, حتى تعاوننا على تحديد مبنى للسفارة السعودية في بغداد وجاء وفد من الخارجية السعودية واستقبلناه”.

واعتبر ان الهجوم لاستعادة مدينة تكريت من مقاتلي تنظيم “داعش” خطوة مهمة على طريق استعادة الموصل التي استولى عليها التنظيم المتشدد في الصيف الماضي.

وعلق الجعفري على سير العمليات قائلا ان “الجولة التالية ان شاء الله ستكون باذن الله تعالى معركة المصير في الموصل”.

وقال “قبل ان يتشكل الحشد الدولي (الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة داعش) كانت ايران قد ساعدت (العراق) كانت تنهار المحافظات, الموصل والانبار وصلاح الدين, اعني امنيا, ولم ترسل قطعا عسكرية نحن لا نقبل, وبالنسبة للاستشارات ما العيب في ذلك”. لكن الجعفري ابدى رفضا قاطعا لوجود اي قواعد عسكرية اجنبية “تحتل وتستقر” في العراق. واكد على ان الاسناد الايراني مقبول في العراق, لكن بحدود وشروط منها عدم التدخل في سيادة العراق. وقال “لقد تاخر الحشد الدولي والتحالف الدولي, وعندما تاخر ومع سقوط الموصل هل كان علينا ان ننتظر? ايران ساندت العراق ولكن لم تبعث جيوشا للعراق ولم تتدخل في سيادته”. وشدد الجعفري على ان اقدام العراق على اسناد مهمة امنية لدولة اخرى انما يتم على اساس “عدم تحول عملية الاسناد الى عملية استلاب وفرض سيادة, ونحن لا نتهاون في سيادة العراق”. وقال “نحن نريد علاقات مع السعودية ومع ايران وندري ان هناك فتورا في العلاقات السعودية – الايرانية, ولكن لا يعني انفتاحنا على السعودية ان تفتر علاقاتنا مع الدول الاخرى, وهذا لا يعني ان العراق تفرس وصار فارسيا” نسبة الى الامبراطورية الفارسية التي قامت في ايران قبل قرون.