سمير فرنجية لـ «المستقبل»: فلتكن «14 آذار» تياراً عابراً للطوائف

192

سمير فرنجية لـ «المستقبل»: فلتكن «14 آذار» تياراً عابراً للطوائف
علي رباح/المستقبل/11 آذار/15

أيام قليلة تفصل عن الذكرى العاشرة لانتفاضة الشعب اللبناني في الرابع عشر من آذار 2005. انتفاضة، شارك فيها مئات الآلاف من اللبنانيين الذين كسروا حواجز النظام الامني السوري- اللبناني آنذاك ، في مشهد تاريخي جامع، أعاد الى الذاكرة، حقبة ما قبل عام 1958، حيث كانت الحياة السياسية محكومة بكتل سياسية عابرة للطوائف. ساحات الحرية في وسط بيروت جمعت هذه الطوائف والمذاهب، وطوى اللبنانيون، بفعل دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، صفحة الحرب، وتشاركوا معاً في التظاهر تحت عنوان واحد واساسي، وهو خروج الجيش السوري من لبنان.

النائب السابق والقيادي في قوى 14 آذار سمير فرنجية، يستذكر في حديثه بمناسبة الذكرى العاشرة لـ«ثورة الأرز«، مشهد «ساحات الحرية التي ضاقت باللبنانيين، الذين شاركوا بالانتفاضة بصفتهم الفردية وليس بصفتهم الجماعية. فالطوائف اللبنانية لم تقرر المشاركة في التظاهر، انما أخذ القرار افراد لبنانيون. هذا الامر البالغ الاهمية لم يحدث في تاريخ لبنان. هي ثقافة العيش مع الآخر المختلف، التي تتعارض مع سياسة التعايش بين الجماعات الطائفية. هو العيش المشترك من فرد الى فرد. هذه الثقافة الجديدة، التي نشأت في تلك اللحظة، كانت انجازاً للرئيس الشهيد رفيق الحريري«.

لكن فرنجية يرى أن «قوى الرابع عشر من آذار لم تنجح في ترجمة هذه اللحظة التاريخية في السياسة. لا بل دخلت في حسابات مكلفة، مثل «الحلف الرباعي« وتغييب المكوّن الشيعي في 14 آذار، وهو الذي لعب دوراً اساسياً في التحضير لهذه المرحلة، واعطت هذه القوى «حزب الله مونوبول تمثيل الطائفة الشيعية«.

وبعد جولات من النقاشات والمراجعات النقدية لأدائها السياسي في المرحلة الماضية، يؤكد فرنجية «ضرورة تجديد حركة 14 آذار كتيار سياسي عابر للطوائف، بهدف حماية لبنان من أخطار الحرب التي تتهدّده. ففيما تعيش المنطقة لحظات من العنف الاستثنائي، اذا لم نتحرّك بشكل عاجل، سيطال هذا العنف لبنان عاجلاً ام آجلاً. مهمّتنا الاساسية اليوم هي حماية السلم الاهلي، وطيّ صفحة نصف قرن من الحروب المتواصلة. وهذه المهمة تحتاج الى أداة، وعلى 14 آذار أن تعمل لتحديث عملها، والحداثة هذه تقتضي أن تشارك في 14 آذار قوى ليست بالضرورة محسوبة على طوائف او احزاب«.

ويستدرك قائلاً:» هذا لا يعني إلغاء الاحزاب، انما تطوير حركتها بالتدريج، فيصار الى خلق تيار واحد عابر للطوائف، يحمل همّ البلد ككل. يجب أن نخرج من منطق تمثيل حقوق الطوائف. أتذكرون «القانون الارثوذكسي«، ماذا يعني حقوق المسيحيين؟ وكأن هناك حقوقاً للمسيحيين وأخرى للمسلمين. يجب ان نخرج من هذه الثقافة. هذا ما تطرقنا اليه في خلوة البيال الاسبوع الماضي، وهذا ما سنعمل عليه في المجلس الوطني لقوى 14 آذار«.

ويختم فرنجية حديثه مؤكداً أن «مهمة المسيحيين الرئيسة اليوم يجب ان تكون مساعدة المسلمين على تجنّب الحرب الاهلية، لأن اي حرب تعني نهاية لبنان والمسيحيين. علينا جميعاً العمل لتجديد تجربة العيش المشترك، وأن نخوض معركة الحفاظ على لبنان كل من موقعه«.