نتانياهو يحاصر أوباما … والكونغرس يصفّق

262

نتانياهو يحاصر أوباما … والكونغرس يصفّق
واشنطن – جويس كرم /الحياة/04 آذار/15

في خطاب ناري استحوذ على ٢٥ جولة تصفيق من أعضاء الكونغرس، شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حملة مفصلة على القيادة الإيرانية من مبنى «كابيتول هيل» في واشنطن، معتبراً أن الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه بين إدارة الرئيس باراك أوباما وإيران هو «اتفاق سيئ جداً، ونحن أفضل حالاً من دونه، لأنه لن يمنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك سلاح ذري». واعتبر مراقبون أن خطة نتانياهو تهدف إلى محاصرة الرئيس الأميركي ومنعه من التحرك بحرية في المفاوضات النووية مع إيران. وسارع الرئيس باراك اوباما إلى الرد على نتانياهو وقال انه لم يشاهد الخطاب لكنه قرأ النص ولم يَر فيه جديداً لان رئيس الحكومة الاسرائيلية لم يقدم اي بدائل مجدية لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي. وقال نتانياهو في خطابه الحماسي، وهو الثالث له أمام الكونغرس، وتساوى بذلك مع الزعيم البريطاني السابق وينستون تشرشل، إن «النظام الإيراني يشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل، لكن أيضاً للسلام في العالم بأسره»، مطالباً بأن تنفذ إيران ثلاثة شروط قبل رفع أي عقوبات عنها، أولها «وقف التوسع في الشرق الأوسط، إنهاء دعم الإرهاب وإنهاء التهديدات لمحو إسرائيل». وقال إن «إيران تسيطر اليوم على أربع عواصم شرق أوسطية هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت». واعتبر نتانياهو الذي صفق له أعضاء الكونغرس بحرارة على رغم مقاطعة ٥٥ نائباً ديموقراطياً وحضور المتبقين الى جانب قيادات عسكرية أميركية، أن الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه بين الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى سيترك إيران مع برنامج نووي «واسع النطاق» ولن يمنعها من امتلاك القنبلة الذرية. وقال إنه من الخطأ اعتبار أن «البديل هو الحرب، لأن البديل هو اتفاق أفضل يجعلنا قابلين للحياة بجانب إيران في المنطقة». واعتبر نتانياهو تحديد عمر الاتفاق بعشر سنوات، كما اقترح أوباما، ضمن البنود الضعيفة فيه، وأن عدم تفكيك هيكلية البرنامج النووي الإيراني إلى جانب التغاضي عن تصرفات إيران الاقليمية، سيؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة. ونسب أعمالاً إرهابية في المنطقة لإيران «من تفجير المارينز في بيروت إلى محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن».
وحذر نتانياهو من الوقوع في فخ المصالحة مع إيران كونها تحارب «داعش»، واعتبر أن «المنافسة بينهما هي على عرش قيادة التنظيمات الإسلامية المسلحة في المنطقة» معتبراً أن «عدو عدوي هو عدوي في هذه الحالة». وحول الجدل الكبير الذي أثاره خطابه أمام الكونغرس بسبب عدم إبلاغ الرئاسة الأميركية به مسبقاً، شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي على أن كلمته ليست سياسية، ووجّه في مستهل كلمته تحية للرئيس أوباما. وقال: «أعلم أن خطابي أثار الكثير من الجدل. وأنا آسف بشدة لأن البعض يعتبرون حضوري إلى هنا أمراً سياسياً». وأضاف: «لم تكن تلك نيتي. أريد أن أشكركم، ديموقراطيين وجمهوريين، لدعمكم المشترك لإسرائيل سنة بعد سنة وعقداً بعد عقد». وتابع: «نحن نثمن الجهود التي بذلها الرئيس أوباما من أجل إسرائيل».
وقاطعت إدارة أوباما الخطاب مع وجود وزير الخارجية في سويسرا لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني قبل ٢٤ الشهر الجاري، وهروب نائب الرئيس جوزيف بايدن إلى أميركا اللاتينية، فيما كان الرئيس الأميركي يجري اتصالات بقيادات أوروبية في الوقت الذي كان يتحدث فيه نتانياهو. ويأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يشجع خطابه نواب الكونغرس في التصويت على تشريع يجبر الإدارة على نيل تفويض من النواب قبل توقيع أي اتفاق مع إيران أو نسف هذه الاتفاق بالكامل. وأكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية يرافق كيري في مونترو، أن الولايات المتحدة ستواصل «التصدي بحزم لأي محاولة من إيران لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وإن تم التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي». وأضاف أن واشنطن تعمل بشكل وثيق مع الدول الخليجية للمساعدة في بناء أمنها وقدراتها للدفاع عن مصالحها، مشيراً إلى أن «الدول الخليجية تراقب المفاوضات بدقة بالغة، ولديها سبب مشروع لتفهم بشكل أفضل ما الذي نحاول تحقيقه». إلا أنه أكد: «لن يغير ذلك أياً من الجوانب الأخرى من مقاربتنا نحو ايران».

نتانياهو: الصفقة مع إيران سيئة جداً وستؤدي لسباق تسلح نووي
أوباما دعا طهران إلى وقف أنشطتها الذرية عشر سنوات وظريف رفض المطالب “غير المنطقية”
(ا ف ب) واشنطن, طهران – وكالات: أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو, أمام الكونغرس الأميركي, أمس, أن الاتفاق الذي يجري بحثه بين طهران والقوى الكبرى لن يمنع الجمهورية الاسلامية من امتلاك سلاح ذري. وقال نتانياهو, الذي صفق له أعضاء الكونغرس بحرارة, إن “النظام الايراني يشكل تهديدا كبيراً لاسرائيل لكن أيضا للسلام في العالم بأسره”, مطالبا بأن تتوقف ايران عن تهديد اسرائيل. واعتبر نتانياهو في الخطاب, الذي قاطعه نحو 50 عضوا ديمقراطيا, أن الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه بين الجمهورية الاسلامية والقوى الكبرى سيترك إيران مع برنامج نووي “واسع النطاق” ولن يمنعها من امتلاك القنبلة الذرية, كما سيؤدي الى سباق على الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. ووصف الاتفاق بأنه “سيء جدا”, مضيفاً “نحن أفضل بدونه, والبديل ليس الحرب, بل صفقة جيدة لا تعطي إيران القدرة على امتلاك سلاح نووي”, ومؤكداً أنه “إذا اضطرت اسرائيل للوقوف وحدها فستقف وحدها”. وبشأن الجدل الذي اثاره خطابه أمام الكونغرس لعدم ابلاغ الرئاسة الاميركية به مسبقا, شدد نتانياهو على أن كلمته ليست سياسية. من جهته, دعا أوباما ايران إلى أن تلزم نفسها بتجميد لأنشطتها النووية يمكن التحقق منه لعشر سنوات على الأقل, من اجل التوصل إلى اتفاق معها. وشدد أوباما في مقابلة مع وكالة “رويترز”, بثتها ليل أول من أمس, على أهمية هدف آخر تريد الولايات المتحدة تضمينه في الاتفاق هو ضمان أنه في حال أخلت ايران بالاتفاق فهي ستكون بحاجة لفترة عام على الأقل لصنع سلاح نووي. وعن التوترات بين اسرائيل والولايات المتحدة بسبب البرنامج النووي الايراني, اعترف أوباما بوجود “خلاف كبير” بين البلدين, لكنه أكد أن الامر ليس مسألة خلاف “شخصي” بينه وبين نتانياهو, داعياً في الوقت نفسه الى احترام “العملية” السياسية المعمول بها في الولايات المتحدة. وأكد أن نتانياهو أخطأ في تكهناته بشأن الاتفاق المرحلي الذي توصل إليه المجتمع الدولي وايران في نهاية 2013 وتم بموجبه تجميد جزء من الانشطة النووية الايرانية مقابل رفع جزء من العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وأوضح أوباما أن “نتانياهو أدلى بمزاعم شتى: قال ان هذا سيكون اتفاقا مروعا, انه سيمكن ايران من الحصول على 50 مليار دولار, ان ايران لن تحترم الاتفاق. ولكن أياً من هذا لم يتحقق”, مضيفاً “في الواقع, خلال هذه الفترة, رأينا ان البرنامج الايراني لم يتقدم, لا بل إنه في نواح عدة تراجع في عناصر منه”. وبشأن فرص التوصل الى اتفاق نهائي مع ايران قبل مهلة 30 يونيو المقبل, أشار أوباما إلى وجود شكوك بشأن ما اذا كانت ايران ستوافق على مطالب لتفتيش صارم وعلى المستويات المنخفضة لقدرات تخصيب اليورانيوم التي سيتعين عليها الالتزام بها, “لكن إذا وافقوا على ذلك فإنه سيكون أكثر تأثيرا في السيطرة على برنامجهم النووي من أي عمل عسكري قد نتخذه ومن أي عمل عسكري قد تتخذه اسرائيل وسيكون أكثر فاعلية بكثير من العقوبات”. وفي أول رد إيراني على طلب أوباما تجميد الأنشطة النووية الايرانية لعشر سنوات, قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف, أمس, إن “موقف أوباما جرى التعبير عنه بعبارات غير مقبولة وتنم عن تهديد, لن تقبل إيران المطالب المبالغ فيها وغير المنطقية”. ونقلت وكالة “فارس” هذه التصريحات عن ظريف الذي استأنف أمس محادثاته مع نظيره الأميركي جون كيري في مونترو بسويسرا. وكانت جولة المحادثات الجديدة بين كيري وظريف بدأت أول من أمس على أن تستمر حتى اليوم الاربعاء, في موازاة اجتماعات المفاوضين والخبراء الذين سيواصلون أعمالهم حتى نهاية الأسبوع الجاري. وسيتوجه كيري بعد ذلك الى السعودية للقاء خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

واشنطن ترجح استمرار التوتر بين أوباما ونتانياهو حتى 2016
باريس – أ ف ب: حذر المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية انتوني بلينكن أمس, بأن التوتر بين واشنطن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قد يستمر حتى نهاية ولاية الرئيس باراك اوباما في 2016, مشيرا الى أنه يقتصر على “خلاف تكتيكي”. وقال بلينكن خلال زيارة الى فرنسا انه منذ وصوله الى البيت الابيض “قضى وقتا في (اتصالاته) مع رئيس الوزراء نتانياهو أكثر من اي زعيم آخر في العالم”. وأضاف مخففا من شأن الخلاف بين الزعيمين في مقابلة أجرتها معه اذاعة “اوروبا 1″ الفرنسية “هناك لحظات توافق مهمة ثم هناك لحظات من الخلاف التكتيكي”. وأشار إلى أن “هذا في السياق الطبيعي للامور واتصور ان المسألة ستستمر للسنتين الاخيرتين من ادارة اوباما”. وسئل عن وقع الخطاب الذي ألقاه نتانياهو أمام الكونغرس الأميركي ومحاولاته لنسف الاتفاق حول الملف النووي الإيراني والذي يبدو اشبه بتحد للبيت الابيض فقال بلينكن ان “هذا لا يغير شيئا بالنسبة لامن اسرائيل”. وشدد على انه في هذا المجال “لم نشهد يوما علاقة وثيقة (بين البلدين) كما هي عليه خلال السنوات الست الاخيرة”, مؤكدا ان “التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل لن يتغير”.

 ربية.