ايلي الحاج/جعجع يقرأ في قضايا المنطقة: لا أفق والحق على أوباما لبنان في مأمن فالجيش قوي… وأصرّ على الحوار مع عون

304

جعجع يقرأ في قضايا المنطقة: لا أفق والحق على أوباما لبنان في مأمن فالجيش قوي… وأصرّ على الحوار مع عون
ايلي الحاج/النهار
4 آذار 2015

يحيي الدكتور سمير جعجع أحياناً تقليداً عرفته السياسة اللبنانية عندما كان الزعماء يفتحون أبوابهم للصحافيين، يحادثونهم ويتبادلون معهم وجهات نظر ومناقشات يتخللها خبز وملح وما يشبه الصداقة. في مقر حزب “القوات اللبنانية” المزنر بالشجر والغيم التقى رئيس الحزب امس مجموعة صحافيين واعلاميين وقدم اليهم قراءته لأوضاع المنطقة ولبنان، قراءة مطمئنة خصوصاً الى قدرة الجيش اللبناني على حماية الحدود، مقلقة من جهة الاندفاعة الايرانية للسيطرة وتوسيع النفوذ في العالم العربي، في مقابل تضعضع الجبهة العربية وعجز لا يوصف في الادارة الاميركية عن اتخاذ قرارات ايجابية وصحيحة.

استهل جعجع بوصف الوضع الاقليمي بأنه “صعب جداً”. لا يتوقع الرجل الهادئ فوق العادة انفراجات بل مزيداً من التصعيد. يلفت الى أن إيران اقتنصت المبادرة وسبقت الجميع. سياستها هجومية ثوروية وانقلابية ومن يعترضونها بطيئو الحركة، و”بين الأزعر والآدمي، يتقدم الأزعر”. عالمياً لا يرى قيادات مهمة في مستوى المرحلة وتحدياتها لأوروبا التي تواجه صعوبات كبيرة. واميركا حدث ولا حرج. ما نراه نحن أخطاء استراتيجية وتكتيكية ترتكبها إدارة أوباما هو عقيدة أوباما وطريقته في العمل. وفي اعتقاد الرئيس الاميركي أنه يحقق نجاحات، وأن على شعوب المنطقة أن تمر بمخاضها وتخرج منه بمفردها من دون تدخلات خارجية.

الأكثر إثارة للأسف أن الأمور تكتمل هناك على هذا المنوال. فالحشد الشعبي والجيش في العراق في غالبيتهما الساحقة من الشيعة، كيف سيتقبل السنّة غير المؤيدين للتنظيم المتطرف أن تحرر مدنهم الكبرى، تكريت والموصل وسواهما، قوات يعرفون أنها معادية لهم؟ بُحّت أصوات السنّة هناك منذ سقوط نظام صدام حسين لتنظيم أبناء العشائر في “حرس وطني”، وحتى اليوم لا حياة لمن تنادي. هؤلاء لكانوا قادرين على مواجهة “داعش”… يعني وضع العراق الى أسوأ للأسف الشديد، حتى من دون تنظيم “الدولة الاسلامية”.

وأعطى مثلاً عن سلوك ادارة أوباما في سوريا: “تعلن انها ستدرب 5 آلاف مقاتل من المعارضة على مدى ثلاث سنين، علماً بأن مجموع القوى المسلحة المقاتلة في سوريا يبلغ 300 الف. و”ايام الحرب كنا في “القوات” ندرب المقاتل اسبوعين يصير بعدهما جاهزا للقتال. في الجيش اللبناني يتدرب العنصر ستة اشهر وفي احوال الطوارىء يكتفي بثلاثة اشهر. فوق ذلك يقولون في واشنطن ان هؤلاء المقاتلين مخصصون لقتال “داعش” وليس نظام الاسد. كل ما يريده اوباما هو تمرير ولايته والقول انه نظريا درّب المعارضة السورية.

يا للأسف، ما يحصل في سوريا، وما سيحصل كارثة انسانية. كارثة كارثة… لا يمكن تصور وضع أسوا. ولا أفق على المدى المنظور”.

واكد جعجع ان “لا خطر على لبنان. الجيش مرتاح الى وضعه وبات في موقع القوي قبالة المسلحين الذين باغتوه في عرسال مرة لن تتكرر. مراكزه اصبحت متصلة بعضها ببعض وخلفيتها مؤمنة بقوى احتياط كبيرة جاهزة للتدخل. الجيش نال “كارت بلانش” من كل اللبنانيين ويتلقى شحنات اسلحة وذخائر متلاحقة. وسيتلقى صواريخ لطائرات يملكها، وهناك تفكير وسعي الى استئجار ما بين 6 و12 طائرة حربية من دول خليجية، وهو لا يحتاج الى أكثر، ريثما ينتهي تصنيع الاسلحة التي تلزمه في اوروبا”.

ولاحظ ان القوى الامنية اثبتت قدرتها على كشف المتطرفين والمرتكبين، خلافا لعجزها عن كشف اي جريمة اغتيال لقادة قوى 14 آذار وشخصياتها. علما ان الاخطار الامنية قائمة دوما حتى في باريس.

في السياسة اللبنانية وصف جعجع موضوع رئاسة الجمهورية بانه “مأساة ويبعث على الحزن. اكثر من اي وقت مضى لا تريد ايران انتخاب رئيس للبنان، الا اذا انتخبنا رئيساً محسوبا عليها. انا شخصيا لا ارى اي مخرج حاليا. في السابق طهران هي التي اقترحت تدخل الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو وبعدما قام باتصالاته الواسعة ابلغوه بان “حزب الله” التزم تأييد الجنرال ميشال عون وهم لا يستطيعون فعل شيء”.

واكد رئيس “القوات” انه مصرّ على استمرار الحوار مع عون مهما حصل، منوهاً بأهمية ازالة العدائية بفعل هذا الحوار. ودعا الى الهدوء في هذه المرحلة مع التمسك بالثوابت: “الوقت ليس للثورة فيما كل شيء حولنا يتغير”، مبدياً اطمئنانه الى وضع قوى 14 آذار.