الياس بجاني/ضمانات من عون، غريب وعجيب أمر من يغرق في أوهامها

443

ضمانات من عون، غريب وعجيب أمر من يغرق في أوهامها
الياس بجاني/03 آذار/15

أي لبناني عاقل مؤمن بلبنان الشهداء والهوية والكيان والسيادة والاستقلال ومتابع للشأن السياسي اللبناني ولتاريخ السياسيين اللبنانيين، لا نعتقد أنه يجهل واقع وحيثيات العماد عون السياسية المتعلقة برئاسة الجمهورية، وبحلمه هذا الذي من أجله الرجل ودون تردد مستعد أن يعمل أي شيء، والانتقال من قاطع إلى آخر، والتنقل بين كل ما في وعلى الأرض من جهات وجبهات وتحالفات إن كان هذا التنقل والتموضع يؤمن له فرص الوصول إلى قصر بعبدا.

بمراجعة واقعية لملف تقلبات العماد السياسية الموثقة منذ بدايات الثمانيتات والتي توجت بورقة التفاهم مع حزب الله، ومن ثم بالتكامل الوجودي والكياني معه مؤخراً، وما سبقها وترافق معها من صلح مع النظام السوري وطلبه من اللبنانيين الاعتذار لهذا النظام بعد أن قال فيه ما لم يقله مالك في الخمرة. بمراجعة واقعية يدرك المتابع العاقل وبما لا يقبل الشك أن “لا بقوة عند الرجل”، في السياسة والشأنين الوطني والعام وقائمة الذين تخلى عنهم دون أن يرمش له جفن في الشدائد وهم من أقرب المقربين إليه كثر كان آخرهم رفيق دربه اللواء عصام أبوجمرة وقبله كثر وبالتأكيد بعدهما سوف تتوالي ممارسات “عدم البقوة” ودائماً على خلفية الأنا. “أنا” العماد عون هي التي تحرك كل ممارساته السياسية كما تحالفاته والخصام والعداء و”الأنا” هذه عطلت قيام حزبه وهي التي دفعته ليقول “بدلة الحزب ضيقة عليّ” .

من هنا مغرب وغريب عن تركيبة شخصية عون السيكولوجية هو ذاك السياسي الذي يتوهم أن بإمكانه الحصول على ضمانات مضمونة وقابلة للصرف وغير آنية من عون مهما كانت كبيرة أو صغيرة.

باختصار لا نعتقد أن الدكتور جعجع هو سياسي غريب ومغرب عن كل هذه الحقائق، وبالتالي شخصياً لا نرى أي أفق للحوار الجاري بين الرجلين بالواسطة وهو عملياً انتهى قبل أن يبدأ وغداً لناظره قريب.

 

عون يشترط تأييداً “قوّاتياً” لترشيحه واستغراب وأسئلة عن حلفه مع “حزب الله”
ايلي الحاج/النهار/3 آذار 2015

أكد كلام للنائب آلان عون شرطاً، لن يتحقق لقاء من دون استجابته بين النائب الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع، مثبتاً ما كان ذهب إليه سياسيون من تحالف “انتفاضة الاستقلال” ما برحوا يرددون أن المحادثات بين قيادتي “التيار العوني” وحزب “القوات” لن توصل إلى مكان في موضوع رئاسة الجمهورية رغم كل التسريبات والأجواء الصحافية المناقضة.

ولفتت شخصية نيابية مرموقة في حلقة ضيقة، على هامش لقاء سياسي أمس، إلى علامات نفاد صبر في الرابية بدأت تظهر في رسائل موجهة عبر وسائل متنوعة يوماً بعد يوم، منوهاً بالنائب آلان عون وصراحته وقربه من مركز القرار في “التيار”، ليس لأنه خاله فحسب بل لدينامية وشفافية وميزات يتحلى بها نائب بعبدا الشاب. وتوقفت الشخصية الـ14 آذارية ملياً عند قول آلان عون في “اللواء” إن اجتماع الزعيمين يرتبط بموقف “القوات” في موضوع رئاسة الجمهورية بعدما أنجز المحاوران عن الجانبين (النائب ابرهيم كنعان والسيد ملحم الرياشي) وضع ما سُمي بـ”إعلان النوايا” من أجل طي صفحة خلافات الماضي الأليم بين “التيار” و”القوات”. بمعنى أن زيارة الدكتور جعجع للجنرال عون مرهونة بموافقة رئيس “القوات” على تأييد ترشيح الجنرال عون لرئاسة الجمهورية.

وذكّر بعض المشاركين في الحلقة بأن المعلومات عن الحوار بين الجانبين كانت تفيد بانطلاقته من دون شروط مسبقة فما الذي تغيّر؟ فأجابت الشخصية النيابية بأن هذه النقطة هي لب الموضوع على ما يبدو، متسائلاً “هل يعتقد القيّمون على القرار في “التيار العوني” حقاً أن الدكتور جعجع يتعاطى السياسة والعمل الوطني على أساس أنه رئيس جمعية خيرية؟ وأي جمهورية يريدون ترئيس الجنرال عون عليها؟ جمهورية “حزب الله”؟ ومن كل عقلهم أن “الحكيم” يمكن أن يقبل؟”.

وقيل للشخصية، المطلعة مسبقاً ودوماً على الأجواء في معراب، إن النائب آلان عون تحدث عن ضمانات يمكن أن يقدمها “التيار” إلى “القوات” لتبديد هواجسها، من أجل الانتقال إلى جلسة محصورة بالبحث في رئاسة الجمهورية، واصفاً هذه الآلية بأنها “خريطة الطريق للمرحلة الثانية من الحوار”، فكان تعليقها: “ولكن أين هم من سياسة الدكتور جعجع ومبادئه كي يعرضوا عليه مثل هذا الموضوع غير الوارد بتاتاً عنده، خصوصاً أن الجنرال عون وتياره لم يغيرا في تموضعهما السياسي والوطني؟”.

وقال أيضاً باستغراب تام: “لم تشترط “القوات” على عون أن يفك تحالفه “التكاملي والوجودي” كما يسميه مع “حزب الله”. ومحاولة النائب آلان عون الترويج لشروط، خلافاً للمسار الذي كان انطلق مع النائب كنعان، سيفرض في المقابل اشتراط أن يعلن الجنرال عون على الملأ فك تحالفه مع “حزب الله” والمحور الإيراني – الأسدي في سوريا كبادرة حسن نية على الأقل. لأن هذا الحلف مسيء جداً للبنان وشعبه بمسيحييه ومسلميه وكل مكوناته ولتاريخ المسيحيين و”العونيين” من ضمنهم وتضحيات الآباء والأجداد وكل ما قام عليه من قيم وتضحيات وشهادات منذ مئات السنين. وماذا سيخبر الجنرال عون لو سئل موقفه من سلاح “حزب الله” والذي أصبح عابراً للحدود والدول في حال لا سمح الله صار رئيساً للجمهورية؟ هل سيقول “إنه سلاح شرعي وضروري وموقت وخارج البحث”؟ حسناً هو حرّ ولكن ما دام هذا هو الوضع بأي عين يطلب عون تأييد “الحكيم”؟!