خليل فليحان/لبنان يطالب تركيا بـ 18 ناووساً ويلوّح باللجوء إلى محكمة لاهاي

328

لبنان يطالب تركيا بـ 18 ناووساً ويلوّح باللجوء إلى محكمة لاهاي
خليل فليحان/النهار
27 شباط 2015

طلب لبنان من تركيا استرداد 18 ناووسا فينيقيا معروضاً في متحف اسطنبول. وأتى الجواب الرسمي بأن السلطنة العثمانية كانت نقلت هذه النواويس عام 1868 من صيدا، ويومئذ تم نقلها من ولاية الى ولاية داخل السلطنة، وبالتالي فالنواويس تركية ولم تعد لبنانية. وكانت وزارة الخارجية والمغتربين وجهت الطلب الى السفارة التركية في لبنان في كتاب ارتكز على حق الاسترداد وفقا للقانون الدولي للارث الوطني. ويعود هذا الطلب الى نحو سنتين، بعدما تسلمت الوزارة من لبناني زار متحف اسطنبول والتقط الصور للنواويس، تقريرا مفصلا وصل الى قصر بسترس الذي احال الجواب التركي على وزير الثقافة ريمون عريجي، فطلب الاخير من الخارجية ارسال مذكرة جديدة الى الاتراك تؤكد ان النواويس هي من التراث الوطني، ووفقا لمنظمة الاونيسكو لا يمكن اي دولة ان تصادرها او تسرقها او تدعي انها غنمتها خلال حرب لانها تعتبر من التراث الوطني. تحركت الوزارة مجدداً وأعدت مذكرة خطية تجدد طلب الاسترداد واستعداد المسؤولين لإرسال وفد لتسلم تلك النواويس ونقلها الى بيروت على نفقة الوزارة، وقد سلم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سفير تركيا اينان اوزيلديسز الاسبوع الماضي المذكرة قبل ان يغادر في جولته الاغترابية التي بدأت في كوبا وتشمل بعض دول اميركا اللاتينية. وعلمت “النهار” من مصدر ديبلوماسي ان الخطوط الرئيسية للمذكرة تضمنت ضرورة اعادة النواويس الـ18 الى لبنان وفقا للمنظمة الدولية لـ”اليونيسكو” ولما نصت عليه الاتفاقات ذات الصلة بالآثار الدولية، لذا يجب اعادتها الى الاراضي التي خرجت منها ولو بعد مرور 147 عاما على نقلها الى اسطنبول، لانها تعتبر من “الارث التاريخي للبنان وتاليا لا يمكن اعتبار الـ18 ناووساً من ولاية تابعة للامبراطورية العثمانية التي سقطت وصيدا ليست حاليا ولاية تابعة لتركيا”. وأفاد، ردا على سؤال عن ردّ الفعل في حال امتناع انقرة عن اعادة تلك النواويس النفيسة، أنّ لبنان سيتحفظ وسيلجأ الى المراجع الدولية لاستردادها، وسيقدم شكوى الى محكمة لاهاي الدولية. ومما جاء في المذكرة التي وجهت الى السفارة في النقاش، ان وزارة الخارجية والمغتربين تستغرب وتستنكر رفض السلطات التركية اعادة النواويس، ايا كانت الحجة المعطاة، وان عدم التجاوب يشكل سابقة في العلاقات اللبنانية – التركية.

واشار الى انه سبق لانقرة ان استعادت رأس تمثال هرقل من متحف بوسطن في الولايات المتحدة الاميركية، وكان قد نقل من احدى الجزر التركية، والذريعة التي ساقتها لدى السلطات الاميركية انه من الارث الوطني التركي. كما استعادت تركيا بالذريعة نفسها هدايا اثرية من المانيا كان قد اهداها السلطان الى قيصر المانيا. ولفت الى ان لبنان استطاع ايضا استعادة كنز “سوزو” من المجر بعدما نقله احد البلغاريين، وعثر مع الكنز على عملة رومانية مسروقة كانت معروضة للبيع. نجحت مفاوضات السلطات اللبنانية مع السلطات المجرية لاعادته الى بيروت، فانتدبت الخارجية السفير بسام النعماني الى بودابست حيث تسلم الكنز بموجب مهمة رسمية. وتجدر الاشارة الى ان هناك استنفارا رسميا لاعادة كل الآثار القديمة التي سرقت في فترات مختلفة.