واشنطن تغلق إذاعة عربية معارضة لطهران

264

واشنطن تغلق إذاعة عربية معارضة لطهران
صالح حميد – العربية.نت/21 شباط/15

اتخذت شبكة الإعلام الأميركية “بي بي جي” قراراً يقضي بإغلاق إذاعة “العراق الحر” الممولة من قبل الكونغرس الأميركي، وذلك بضغط من اللوبي الإيراني في أميركا، بسبب معارضتها لسياسات طهران التوسعية في المنطقة العربية.

وأكدت مصادر مقربة من الإذاعة، لـ”العربية.نت” أن قرار شبكة الإعلام الأميركية يقضي بدمج “إذاعة العراق الحر” بإذاعة “سوا” التي لها أجندة مختلفة خاصة بها.

وتغطي إذاعة “العراق الحر” مختلف النشاطات العراقية والعربية والإقليمية وخاصة فيما يتعلق بالأقليات الدينية والعرقية في الشرق الأوسط والشعوب والأقليات غير الفارسية المضطهدة بإيران، كما اشتهرت بتغطية نشاطات الكونغرس الأميركي، فضلاً عن نشاطات الجالية العراقية وبعض الجاليات العربية في الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق ذكر موقع “الوطن العربي” أن “قرار إسكات صوت (العراق الحر) جاء” بضغوط من قبل لوبيات إيران وجماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد زيارة وفد إخواني رفيع المستوى لواشنطن ومحادثاته مع المسؤولين في الإدارة الأميركية”.

وبحسب الموقع فإن “شبكة الإعلام الأميركية امتنعت من إشراك الإذاعة العراقية التي تبث ساعات طويلة يومياً وتشرك مستمعيها في بغداد ومدن أخرى في إطار صوت أوروبا الحرة من براغ، في الميزانية الإذاعية الإضافية لمكافحة تنظيم “داعش” عشية قرار وقف برامجها ونشاطها ومحطات إرسالها في العراق”.

وأكد التقرير أن محاولات اللوبيات الفارسية والإخوانية للتأثير على ذوي الشأن في الإدارة الأميركية وشبكة “بي بي جي” لإسكات إذاعة “العراق الحر” لم تفلح في الماضي، وذلك بسبب تدخل منظمات الجالية العراقية والمجتمع المدني لدعم وإسناد أقليات الشرق الأوسط والمدافعة عن حقوق الإنسان للشعوب غير الفارسية المضطهدة، مثل الشعب العربي الأهوازي في إيران، ومن خلال ممثليهم في الكونغرس وخاصة المنظمات الأميركية ذات الأصول العراقية في ميشغن وولايات أخرى”.

وبحسب التقرير فإن “التدخل السريع والمجدد لهذه المنظمات الأميركية من خلال إعلام ممثليهم في الكونغرس قد يرجئ قرار إسكات الإذاعة ويحول دون التجاوب مع اللوبيات الفارسية والإخوانية”.

وفي هذا السياق أكد الدكتور كريم عبديان بني سعيد رئيس منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، والذي يحضر كضيف لبرامج إذاعة العرق الحر باستمرار لتغطية انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأهوازيين وسائر الشعوب غير الفارسية في إيران، أكد في تصريحات لـ”العربية.نت” على “دور اللوبي الإيراني في محاولة إغلاق هذه الإذاعة منذ سنتين”. وقال: “إن لوبيات إيرانية عديدة تنشط تحت غطاء المنظمات المدنية ومؤسسات حقوق الإنسان وبذريعة مناهضة الحرب تخدم مصالح النظام الإيراني من خلال نفوذها في المؤسسات الأميركية وإحدى هذه الأنشطة تجلت في الضغط باتجاه إغلاق إذاعة العراق الحر”. وبحسب بني سعيد فإن “أخطر هذه اللوبيات منظمة NIAC وهي اختصار للمجلس القومي للإيرانيين في أميركا(بالفارسية: شوراى ملى إيرانيان امريكا) حيث يعمل هذا اللوبي على تلميع صورة النظام الإيراني وضرب قضايا الشعوب غير الفارسية في إيران، وبالأخص قضية الشعب العربي الأهوازي”. وأكد بني سعيد الذي يمثل مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية وهو تحالف يضم 18 تنظيماً سياسياً من القوميات الإيرانية أن “لوبي المجلس القومي للإيرانيين في أميركا يقوم بإرسال تقارير ورسائل للجهات النافذة في واشنطن لتشويه نضال حركات الشعوب والأقليات والمعارضة الإيرانية، ويعمل على التعتيم الإعلامي وإغلاق المنافذ عليهم للحيلولة دون طرح قضاياهم في المحافل الدبلوماسية والإعلام الأميركي”.