علي الحسيني/أن يُغني حزب الله من الرابية

261

أن يُغني “حزب الله” من الرابية
علي الحسيني/موقع 14 آذار

١١ شباط ٢٠١٥

“رح نبقى هون مهما العالم قالوا ما منترك عون ولا منرضى بدالو”. مطلع اغنية ثورية خُصصت للنائب ميشال عون ذات يوم كتحية له على اعلان مواجهته المشروع السوري الذ كان يقوده الرئيس السوري حافظ الأسد في العام 1988 الرامي الى اخضاع ما تبقّى من مناطق لبنانية كانت لاتزال خارجة عن سيطرته ولتنتهي بعدها القصة على عكس ما تشتهيه الاغنية رغم تهديدات عون التي وصلت يومها الى حد اعلانه “تكسير رأس النظام السوري”.

من الميدان الى السفارة الفرنسية ومنها الى فرنسا. هكذا كانت وجهة عون بعد ساعات قليلة على تحليق الطيران السوري فوق قصر بعبدا الذي سمىّ يومها بقصر الشعب، تاركاً ورائه جنود وضباط ظلوا يقاتلون حتى الإستشهاد منهم من نال الشهادة ومنهم من وقع في الأسر ومنهم من بقى مجهول المكان والزمان لغاية اليوم وليعود بعد سنين طوال الى لبنان معلنا عن استعداده طي صفحة الماضي مع الناظم السوري وفتح علاقات جديدة تكللت بزيارة الى سوريا تحت مسمى الحج الى “براغ” من دون ان يتطرق لا من قريب ولا بعيد الى موضع الأسرى التي ما تزال قضيتهم عالقة بين تأكيد أهاليهم على أنهم احياء في سجون مقابل إنكار الاخير وجودهم لديه.

الاسبوع الماضي وقف نائب رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي على باب منزل عون في الرابية منشدا مطلع الأغنية المذكورة كإعلان صريح وواضح من الحزب بعدم تخليه عن صاحب المنزل كمرشح أساسي لرئاسة الجمهورية مستعيدا من جهة ذكريات وجراح مؤلمة ما زالت ندوبها معلمة في ذاكرة الامهات والاولاد والاصرار من جهة اخرى الإبقاء على حالة المراوحة والفراغ الرئاسي وهذا ما يصبو اليه النظامين الإيراني والسوري الى أن يقتنع عون نفسه بأن حظوظه في الوصول الى كرسي الرئاسة شبه معدومة وأن التعطيل الذي يمارسه تحت ستار الديمقراطية كفيل بإلحاق الضرر بالمسيحيين بالدرجة الاولى.

قد يسأل البعض ما إذا كان مطلع الأغنية التي انشدها قماطي من الرابية جاء ضمن سياق التصريح ام انه كان مخطط له مسبقاً خصوصا وأن احد اصحاب “النوايا السيئة” كان المح بأن عون نفسه تفاجئ بحفظ قماطي للأغنية لغاية اليوم علما أنه هو شخصيا قد يكون نسيها بعد مرور كل تلك السنوات.

والدة احد الجنود الاسرى الموجودون لدى الناظم السوري تقول انها تندم على الايام التي كانت تترك فيها كل شيء فقط للذهاب الى قصر بعبدا والوقوف الى جانب عون. “ذهبت اليه عدة مرّات من اجل العمل على اطلاق سراح ابني من السجون السورية، لكنه في كل مرّة كان يعدني خيراً ولغاية اليوم لم ارى خيرا”. ورغم الالم الذي يسكنها تطلق جملة على سبيل المزاح فتقول “يا ريت غنينا يومها لحزب الله عالقليلة كان قدر يجيب ولادنا من سوريا”.

وحول ما قصده قماطي من خلال الاغنية تقول شخصية عسكرية سابقة تمارس العمل السياسي اليوم كانت ذات يوم مقرّبة جدا من عون: هذه الاغنية عبّرت في تلك المرحلة عن تأييد وتكاتف جزء كبير من المسيحيين والمسلمين مع عون قبل ان نكتشف أن الأغنية كانت أكبر منه، وسيأتي يوم سيقول فيه حزب الله للجنرال أنه لم يعد الشخصية التي تُلبي احتياجاتهم وعندها سيتأكد الجنرال ان ما انشده حزب الله من الرابية لم يكن سوى مُسكّن أوهام”. ويختم المصدر حديثه: اعتقد ان صاحبة الاغنية قد تكون ندمت اليوم على تخصيص عون بهذه الاغنية”.