حوار حول معاني الإنتقال من انتفاضة الإستقلال إلى انتفاضة السلام/سمير فرنجية لـ «اللـواء»: حركتنا لمواجهة الصراع الطائفي والمذهبي

440

حوار حول معاني الإنتقال من انتفاضة الإستقلال إلى انتفاضة السلام/سمير فرنجية لـ «اللـواء»: حركتنا لمواجهة الصراع الطائفي والمذهبي
الاثنين,9 شباط 2015 الموافق 20 ربيع الآخر 1436هـ

النائب السابق سمير فرنجية
الحوار مع المفكر أولاً والسياسي ثانياً، والعضو السابق في الأمانة العامة لقوى 14 آذار ثالثاً النائب السابق سمير فرنجية، دائماً يأخذ منحى «خاص»، كونه المشغول باستمرار في قضايا الحرية والسيادة والسلام في بلده لبنان، والباحث وبإلحاح دائم عن وسائل الضغط على أهل الحل والعقد والقوى المستقلة من أجل بلورة رؤية واضحة لمشروع عربي يدفع عن ساحة الوطن العربي الكبير التدخلات الخارجية، التي تهب عليه بصورة مشاريع «غزو»، فهو يرى ان حالة الوهن المسيطرة على الوطن العربي سببها كون العرب ليس لديهم «مشروع» وليس لديهم قضية، فالعمل من أجل قضية واضحة، اما الحرية، والسيادة، والتنمية، والبحث عن آفاق المستقبل الأفضل هو الجوهر، وما تبقى فهي تفاصيل من متطلبات المشهد القائم.
«اللواء» التقت «المشاكس» دائماً من أجل قضايا الوطن (الصغير والكبير)، حيث كان في السابق يرى السبيل إلى تحقيقها تأسيس «المؤتمر الدائم للحوار» عام 1993، ومن ثم «لقاء قرنة شهوان»، وبعدها في الأفكار التي تأسست عليها حركة 14 آذار عام 2005، واليوم بعدما باتت 14 آذار من غير «رؤية» اندفع بعض من يشبهه من المستقلين من جميع الانتماءات الطائفية والمذهبية والسياسية لتأسيس «الموتمر الدائم للسلام في لبنان»، وذلك بعدما باتت «السلطة» هي محور الصراع بين الأحزاب، وفي مقدمها أحزاب 14 آذار التي لم تستجب عام 2012 لدعوات التطوير، أو حتى العودة لروح وأسس أفكار 14 آذار 2005.
ومما قاله في هذا الحوار «المميز»، «ان حركتنا ليست حزباً، وهي ليست انقلاباً على 14 آذار، فمنذ عام 2012 طرحنا انه يجب ان تنتقل 14 آذار من مرحلة انتفاضة الاستقلال إلى مرحلة انتفاضة السلام».
«وأعلنا هذا الإطار اليوم تكريماً للراحل السيّد هاني فحص فهو أوّل من أطلق فكرة مشروع السلام قبل رحيله»، و«ان النّاس هي التي أطلقت حركة 14 آذار وضحت من أجلها وليس الأحزاب، وقد اقترحنا سابقاً إنشاء «مجلس وطني» لإستيعاب جميع المستقلين لكن أحزاب 14 آذار لم تستجب»، «وحركتنا اليوم ليست محكومة بمواقف 14 آذار، وهي انتفاضة للسلام في مواجهة الصراع الطائفي والمذهبي».
وقال:«منطق السلاح وصل إلى نهايته وحزب الله الذي يضحي بشبابه يُدرك أن نظام الأسد لن يعود كما كان سابقاً ودعمه عسكرياً واقتصادياً لتأخير سقوطه فقط».
وقال: نحن حملنا أحزاب 14 آذار على ظهرنا وليس العكس، وعندما كنا نواجه الجيش السوري كان حزب الكتائب في دمشق، وجعجع في السجن، والمستقبل لم يكن قد تكوّن»، و«حوار جعجع – عون خارج الزمن وحوار المستقبل – حزب الله له رؤية ومفيد».
وقال: «المشروع الإيراني في نهايته، وإيران لا تستطيع السيطرة على العرب ويجب اجراء تسوية بينها وبين العرب»، و«المسيحيون يتصارعون على السلطة وليس لديهم قضية، ولذلك الغرب لم يعد مهتماً بشأنهم».
الحوار مع النائب السابق (على فكرة هو نسي انه كان نائباً سابقاً وعضواً في البرلمان…) سمير فرنجية كان هاماً جداً ولامس الكثير من عناوين جوهر قضايا لبنان والعرب، وجاءت وقائع الحوار على الشكل التالي:

حوار: د. عامر مشموشي وحسن شلحة
النّاس هي التي صنعت 14 آذار وليس الأحزاب واقترحت مجلساً وطنياً فلم يحصل تجاوب
14 آذار أصبحت بلا رؤية

{ أعلنتم عن إنشاء «المؤتمر الدائم للسلام في لبنان»، ما هي الدوافع، وهل هذا انقلاب على قوى 14 آذار؟
– حركتنا ليست انقلاباً على 14 آذار، هي محاولة للعودة إلى الأسس التي قامت عليها 14 آذار عبر رؤيتها التي حرّكت الشارع اللبناني كدعوتها لاستقلال لبنان وخروج الجيش السوري. فالجماهير اندفعت ونزلت إلى الساحات وهذا شكل مفاجأة لنا جميعاً ومن ثم عادت وبرزت الصراعات السياسية التقليدية وطغت على 14 آذار، والأخطاء كلنا نتحمل مسؤوليتها.
الآن وصلنا إلى وضع يُشكّل خطورة على الجميع، ففي 14 كانون أوّل 2012 طرحنا فكرة انه يجب أن ننتقل من انتفاضة الاستقلال إلى انتفاضة السلام، ولكن للأسف لم نعمل في هذا الاتجاه، فكرسنا وقتنا لقانون الانتخاب، والارثوذكسي، ونسينا الأساس، فأصبحت حركة 14 آذار بلا رؤية.
{ لماذ أعلنتم عن حركتكم قبل أسبوعين من الذكرى العاشرة لانطلاقة حركة 14 آذار؟
– منذ مُـدّة ونحن نتباحث بالأمر، وأول من أطلق الفكرة هو الراحل السيّد هاني فحص، حيث كنا نتواصل معه قبل وفاته، ففي عام 1993 اسسنا المؤتمر الدائم للحوار، وفي عام 2005 رأينا تجميده، فخلال عشر سنوات من «الهريان» والتراجع بدأ البحث بإعادة تحريك المؤتمر الدائم للحوار، وفي ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة السيد هاني فحص اعلنا، وفاء له، إعادة احياء مؤتمر الحوار.
فالمؤتمر ليس حزباً بل هو اطار لاطلاق المبادرات، ولتصويب المسار، فالفراغ القائم يتطلب احياء مؤتمر للسلام في لبنان، وهو ليس ضد 14 آذار، ونهدف إلى دفع 14آذار للعودة إلى الأسس التي قامت من أجلها.
{ ولكن أنت أحد أعضاء الأمانة العامة لقوى 14 آذار، وهي موكل لها التخطيط.. ألا تتحمل مسؤولية هذا التراجع؟
– حاولنا طرح رؤية جديدة، كما ذكرت في 2012، فحركة 14 آذار صنعها النّاس وليس الأحزاب، ومن ثم اقترحنا إنشاء مجلس وطني لاستيعاب العديد من الشخصيات والفاعليات، من إيجاد إطار تفاعل، وقتها لا الأحزاب تلغي هذه القوى، وكذلك لا يتم إلغاء دور الأحزاب، فلم يحصل اي تجاوب، فباتت 14 آذار من غير رؤية.
{ إذا بماذا تحدد الدوافع لإقامة المؤتمر؟
– بلدنا إذا بقي المسار السياسي على ما هو عليه فهو يتجه نحو حرب أهلية، ومآخذي على 14 آذار انها لا تعمل لإعادة الاعتبار للصيغة اللبنانية والسلام، فالصيغة اللبنانية صيغة نموذجية للمنطقة، فهذا ليس مطروحاً على طاولة 14 آذار.
انتفاضة المستقلين
في 14 آذار
{ وكأنك تقول أن 14 آذار خيّبت آمال جماهيرها؟
– للحقيقة أن ظروف عمل 14 آذار كانت صعبة جداً ما بين 2005 – 2009 حيث تعرّضت قياداتها للاغتيالات، ولكن منذ 2009 حصل جمود و14 آذار بعد الانتخابات لم يعد لديها قضية، وبعدها حاولنا ان نقول لقوى 14 آذار يجب وضع رؤية جديدة لمستقبل البلد، ويجب ان تشركوا النّاس.
كما أن حركة 14 آذار لا تختزل بحركة 3 أو 4 أحزاب، فأين هو الإطار لاستيعاب المستقلين؟ فنحن صنعنا أوّل انتفاضة في الوطن العربي، ولكن لم نجددها برؤية جديدة.
وأعتقد أن ما نقوم به اليوم ليس محكوماً بموقف 14 آذار، ويمكن تسميتها بانتفاضة المستقلين، ولكنها انتفاضة سلام، فنحن لا نستطيع أن نعيش في أجواء الصراع الطائفي والمذهبي في البلد فهذا يُشكّل خطراً علينا جميعاً.
{ يبدو أن إعلان مؤتمر السلام موجه ضد الحوارات الجارية بين القوى السياسية؟
– أرى أن الحوار بين المستقبل وحزب الله إيجابي، كون الطرفين أصبحا على صلة تواصل بينهما، وهذا مطلوب وضروري للبلد، ونسبياً خفّف من التوتر الداخلي، وآمل من هذا الحوار أن يتوسع، فنحن هدفنا إقامة حوار مع جميع قوى الاعتدال في جميع الطوائف، ونشكل مع هذا الاعتدال شبكة أمان لمستقبل البلد واللبنانيين، وهذا الحوار يجب أن يشمل المواطنين والمثقفين والشخصيات، اما الأحزاب السياسية فمحكومة باعتباراتها، فاللبنانيون يرغبون ان يعيشوا بسلام.
كما أرى انه من أبشع الصور في لبنان أن نرى الشخصيات كل منها يرتد إلى مربعه الطائفي والمذهبي، خلافاً لحركة التواصل التي كانت قائمة لسنوات بعد 2005، والآن علينا ان نشجع بقوة مبادرات المجتمع المدني، خاصة وأن المرحلة خطيرة حيث عوامل الفتنة السنية – الشيعية كثيرة وقوية.
{ هل تتواصلون مع المستقلين الشيعة؟
– طبعاً نتواصل مع عدد كبير منهم، ومن أخطاء 14 آذار انها ضحت بالمستقلين الشيعة خاصة في الاتفاق الرباعي عام 2005.
فالأولوية عندنا الآن ليس تقوية الدولة بل حماية البلد بالاستقرار، ويجب أن تتكتل كافة الفاعليات المستقلة لتتحرك فيما لو حصل أي عمل يؤدي إلى الفتنة.
ومما يؤسف له أن الحوار بين ميشال عون وسمير جعجع لم يذهب إلى احياء واستعادة دور المسيحيين في لبنان ليكونوا صلة وصل وتآلف بين اللبنانيين، فالمسيحيون ليسوا جزءاً من الصراع القائم بين المسلمين في المنطقة، وما يقوله بعض المسيحيين اننا غير معنيين بهذا الصراع كلام ليس في محله، فإذا حدثت الحرب في لبنان فإنها ستطيح بالمسيحيين أيضاً، وشاهدنا ما حصل في سوريا والعراق.
لا أمل لإنتصار
حزب الله في سوريا
{ كنتم في السابق ترون أن سلاح حزب الله هو العائق امام الاستقرار واليوم كيف تواجهون ذلك وأنتم نخبة؟
– في السابق عندما كان الجيش السوري موجوداً كنا نتكلم ونطالب، ومن ثم خرج الجيش السوري من غير مواجهته بالسلاح، فمنطق السلاح وصل الى نهايته، فحزب الله يقاتل في سوريا وليس عنده أمل بالانتصار، فهو يضحي بماله وشبابه وسلاحه ويدرك في ذات الوقت انه لن يستطيع إعادة بشار الأسد إلى ما كان عليه قبل انتفاضة الشعب السوري، ففي سوريا هناك حرب طاحنة يخوضها الحزب لتأخير سقوط بشار الاسد، فالحزب في مأزق وليس مرتاحاً، وبما اننا اصبحنا في نهاية مرحلة علينا ان نضع اسسها، وهذه المرحلة غير محكومة بما حصل في المرحلة السابقة، فيجب أن نحضر رؤية للبنان المستقبل.
{ للتوضيح حركتكم من داخل 14 آذار أم على هامش 14 آذار؟
– نحن حملنا الأحزاب على «ضهرنا» وليس العكس، وعندما كنا نواجه الجيش السوري كان حزب الكتائب في سوريا، وتيار المستقبل لم يكن موجوداً، والقوات زعيمهم بالسجن. نحن حركة لسنا ضد لا 14 ولا 8 آذار، ولكنها دعوة الأحزاب لخطورة الوضع.
صراع المسيحيين على السلطة
{ هل ترى أن هذه الأحزاب تتصارع إلى المواقع والسلطة، ولذلك تمّ إجهاض ثورة الأرز؟
– مع الأسف حركة 14 آذار بروحها حركة جديدة تمّ التعاطي معها من الأحزاب بعقلية قديمة، صراعات على السلطة والمراكز، وهذا ظهر بعد شهرين من خروج الجيش السوري.
وأرى مستقبل البلد يكون عبر عودة 14 آذار إلى أسس ما انطلقت من أجله عام 2005.
{ هل تلتقون مع وليد جنبلاط، فهو اتخذ ذات النهج قبلكم؟
– أشجع وليد جنبلاط على دوره في إبقاء الصلة قائمة بين القوى الحزبية، ولكن نحن نرغب أن نذهب إلى أبعد من ذلك، فالآن جميع النّاس في لبنان وغيره محبطة، وعلينا أن نؤكد على نموذج العيش المشترك اللبناني الغني، ففي أوروبا الآن يبحثون عن صيغة العيش المشترك بعدما دبت في بعض بلدانهم الحروب، ففي العالم كله لبنان البلد الوحيد فيه المسيحي يدخل إلى الجامع والمسلم يدخل إلى الكنيسة، وكذلك المدارس، وعلاقة السنّة والشيعة في لبنان حالة مميزة عن غيرهم في بلاد أخرى.
{ عندما أعلنتم حركتكم الجديدة ماذا كانت ردّة فعل أحزاب 14 آذار؟
– لم نتواصل معهم بشأن الحركة هذه، فبعد عقد مؤتمرنا في نهاية الشهر الجاري، أكيد سنحاور الأحزاب، سنعمل «مؤتمر دائم لسلام لبنان»، وحركتنا هي وصل من أجل السلام.
الحوار المسيحي خارج الزمن
{ ماذا عن الحوار بين ميشال عون وسمير جعجع؟
– الهدف واضح من الحوار بين المستقبل وحزب الله، ولكن الحوار بين عون وجعجع لا اعرف الهدف منه، قيل أن الهدف هو رئاسة الجمهورية، ولكن هذا الموضوع لا يبحث فقط بين المسيحيين، وبين مرشحين. انا هدفي أن يكون المقصد من أي حوار هو العمل على منع الصدام السني – الشيعي، ولذلك أرى الحوار بين عون وجعجع هو حوار خارج الزمن، لأن القرار النهائي في موضوع رئاسة الجمهورية لا يمكن ان يبت بين هذين الشخصين فقط، لذلك كنت آمل من اجتماع الطرفين بعد 30 عاماً من الصراع أن يبحث في قضيتين:
الأولى: تحديد دور المسيحيين في منع الصدام السني – الشيعي.
الثانية: إجراء مراجعة تاريخية لتجربتكما من أجل طي هذه الصفحة أي الصراع المسيحي – المسيحي، فمعركتنا جميعاً هي من أجل السلام في البلد.
{ لكن الطرفين أعلنا أيضاً انه من ضمن الحوار بينهما التفاهم على تعزيز دور المسيحيين في الدولة؟
– هذا الكلام لا يقنعني، يتعزز دور المسيحيين عندما نبني الدولة المدنية، واعطاء الدور للكفاءات، ومنع الزبائنية الطائفية، وأتمنى علی ميشال عون وسمير جعجع إعادة قراءة بيان المجمع البطريركي الماروني الذي يتكلم عن دولة مدنية، إلى حدود الفصل بين الدين والدولة، وعندما بحثوا في القانون الأرثوذكسي ألم يكن ذلك دليل تخلف واعادتنا إلى نظام الملل؟ جيد أنهم تخلوا عنه، الحوار المسيحي – المسيحي ليس له علاقة بقضايا الساعة وفي مقدمه العنف الذي يجتاح المنطقة وكيف يمكن حماية لبنان.
نهاية المشروع الإيراني
{ وسط هذه الأجواء الحوارية ماذا قرأت في إعلان السيّد حسن نصر الله عدم اعترافه من اليوم بقواعد الاشتباك؟
– علينا أن لا نستهين بالتواصل بين المستقبل وحزب الله وإن كان في حده الأدنى، فنحن الآن نشهد نهاية مرحلة في المنطقة، فالمشروع الإيراني الذي انطلق انطلاقة كبيرة مع احتلال أميركا للعراق عام 2003 نشهد اليوم مع الأزمة السورية بدايات نهايته، فكل شيء يعتمد في هذا المشروع على سوريا، واليوم النظام السوري أين هو؟ النظام انتهى ولن يعود، والإيراني يبحث فقط لتخفيف خسائره في سوريا.
وإذا أصرّ حزب الله على الاستمرار في القتال إلى جانب النظام السوري فليفعل، وما يهمني هو أن تتلاقى الأشخاص والقوى التي تشبه بعضها والرافضة للعنف، لتشكيل شبكة أمان للبلد.
{ ما رأيك مما أعلنه وليد جنبلاط من أن الربيع العربي يتجزأ اليوم (بتحطم) بين الروم، والعجم واليهود؟
– قبل الربيع العربي كان هناك مشروعان، إسرائيل التي أعلنت عن مشروع لشرق أوسط ديمقراطي، ورد عليها الرئيس أحمدي نجاد بشرق أوسط إسلامي، فأين هما المشروعين بعد الربيع العربي؟
فهناك معركة سلام قادمة مع إسرائيل، وهي معركة الدولتين والغرب يُشجّع عليها، فالغرب لن يستطيع أن يرى فقط «داعش» ودولة إسلامية ومن ثم يتغاضى عن تهويد القدس وفلسطين.
وإيران لا تستطيع أن تهيمن على العرب ويجب حصول تسوية تاريخية بينها وبين العرب.
{ إيران سترفض التسوية لأنها منتصرة والعرب مهزومون؟
– انتهى انتصارها، فهي لا تستطيع أن تدفع مرتبات الموظفين عندها، وحليفها الأساسي بشار الأسد منهار، وما قامت به في اليمن مع الحوثيين ما هو الا للتعويض عن بعض ما خسرته في سوريا، فالمشروع الإيراني يعيش حالة انهيار. ولا ننسى أنه في إيران رأي عام معارض للتوسع خارج إيران، ورغم ان النظام قمع وبقسوة ربيع إيران وهو انطلق قبل الربيع العربي.
أوراق إيرانية
{ ماذا يعني طلب الخامنئي من الشباب الإيراني الذهاب الی لبنان وسوريا للقتال؟
– هذا الكلام في لحظة تفاوض إيران مع الغرب، والحكم في إيران يريد الإمساك بورقة جديدة مثل اليمن، والجولان، وكذلك لبنان وعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية وإيران تبحث دائماً عن أوراق لتمسكها وتضغط بها على أميركا والغرب أثناء المفاوضات.
ولكن نحن العرب لا يوجد لدينا مشروع، ففي آذار 2007 ظهر «إعلان الرياض»، وقال بمفهوم جديد للعروبة، وللسلام في المنطقة، وبعدها حصل لقاء بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدّ الله والبابا، ونظم لقاء هام لحوار الأديان في الأندلس، ومن ثم فجأة كل هذه العناوين المهمة لم يتم متابعتها.
فاليوم من الهام جداً ومطلوب بلورة رؤية عربية لتكوين مشروع عربي، وفقاً لما يحصل في المنطقة، وأن يكف العرب عن التلقي والإكتفاء بردود الفعل.
وما نقوم به الآن هو العودة لإفكارنا في 14 آذار 2005.
{ هل ستفتحون خطوطاً مع حزب الله؟
– هدفنا فتح خطوط مع كل قوى الاعتدال، ومن يرضى أن يحاورنا أهلا وسهلاً به، ونحن لسنا قوى سياسية، فالفتوى السياسية الآن تتحاور مع بعضها، علينا تهيئة المناخ المناسب للحوار وصولاً للسلام في لبنان.
أين دور بكركي؟
{ هل أنت خائف على موقع رئاسة الجمهورية؟ وعلى الوضع المسيحي؟
– أبداً، عاجلاً أم آجلاً سيتم انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن في ظل الاحتلال السوري كان هناك حركة في الشارع المسيحي من مؤتمر الحوار، إلى لقاء قرنة شهوان، والآن رجعنا إلى أجواء 1988 من ينتخب رئيساً للجمهورية، أي هناك تراجع كبير محوره الصراع على السلطة، وهنا بكركي تتحمل مسؤولية، عليها أن تعود وتفتح الأفق، عبر تعميم النصوص التي كتبتها الكنيسة سابقاً وقتها سيكون تحقق انجاز كبير.
والبطريرك هزّ العصا على انتخابات الرئاسة، المطلوب العودة لروحية دور الكنيسة قبل عام 2000، فهنا مسؤولية مسيحية تجاه البلد كلّه.
والغرب لا يتحمل مسؤولية ما نحن فيه، فنحن لا يوجد لدينا مشروع فهم يرون اننا مختلفون إلى من ننتخب رئيساً للجمهورية، ولذلك اهتمامهم بالمسيحيين في لبنان تراجع كثيراً.
{ هل أوقفت مشاركتك في اجتماعات الأمانة العامة لقوی 14 آذار؟ وما معنى مشاركة فارس سعيد في لقائكم لمؤتمر حوار للسلام؟
– وجود فارس سعيد في الأمانة العامة يكفي، وهو يمثلني، كما أن مشاركة فارس سعيد معنا في المؤتمر لنقل هذه الأفكار إلى داخل 14 آذار.

حوار
المستقبل – حزب الله إيجابي..
وحوار عون – جعجع خارج الزمن
المشروع الإيراني يشهد الآن نهايته.. وأشجع جنبلاط على البقاء صلة بين الأحزاب
لا يمكن لإيران السيطرة على العرب ويجب إجراء تسوية تاريخية بينهما