الياس بجاني/خالد الضاهر ليس العدو ولا هو الاحتلال الإيراني

1006

خالد الضاهر ليس العدو ولا هو الاحتلال الإيراني
الياس بجاني/09 شباط/15
خالد الضاهر بالتأكيد لم يكن موفقاً في ما أراد قوله والتعبير عنه وهو قد وضح الأمر واعتذر مؤكداً احترامه للجميع. نحن نرى أن الحملة المسعورة التي تناولت كلامه لا تعبر عن المفاهيم والقيم المسيحية التي هي محبة وتسامح وتواضع وقبول للآخر. للغيارى الذين ارادوا صلب الضاهر وهم مرتمين في أحضان الأسد والنظام الملالوي نقول إن خالد الضاهر ليس العدو وليس هو الاحتلال الإيراني وليس هو من يقتل الشعب السوري ويمنع انتخاب رئيس للجمهورية ويعطل كل المؤسسات في لبنان ويسرق اراضي المسيحيين ويقيم الدويلات. علينا أن لا نضيع البوصلة وهي دائماً يجب أن تركز على الاحتلال الإيراني وعلى ممارسات هذا الاحتلال ونقطة ع السطر.
المسيحية محبة والمحبة هي الله والمحبة مغفرة وتسامح وتواضع. المسيحة ليس فيها حقد وكراهية وانتقام. المسيحية عقل وتعقل وقبول الآخر. خالد الضاهر وضح كلامه وانتهى الأمر لمن فعلاً هو مسيحي إيماناً وممارسة وفكراً. صوبوا البوصلة باتجاه الاحتلال الإيراني وحزب الله الإرهابي.

 

خالد ضاهر: تم اجتزاء كلمتي والخوف على المسيحيين ليس مني بل ممن يصادر قرارهم ويتاجر بهم ويمنع انتخاب الرئيس
الإثنين 09 شباط 2015 الساعة 18:31
وطنية – عقد عضو “كتلة المستقبل” النائب خالد ضاهر، مؤتمرا صحفيا في منزله في طرابلس، استهله قائلا: “بعد أن صرحت أمام كلمة الجلالة في ساحة النور بطرابلس، واعترضت مع المعترضين على إزالة الكلمة والمجسم، واعترضت على إزالة راية لا إله إلا الله، وتم اجتزاء كلامي، ولم تنشره بعض وسائل الإعلام كاملا، أوضح:
أولا: أنا رجل مؤمن بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ومن رسله الذين نؤمن بهم السيد المسيح عليه السلام، ووالدته السيدة البتول السيدة مريم العذراء، التي لها سورة مباركة في القرآن الكريم، فيها كل الاحترام لهذه السيدة المؤمنة الطيبة، والحمد لله لقد تربيت في بيت أهلي على الإيمان، وعلى احترام كل الأديان واحترام كل اللبنانيين من كل الطوائف، ومن كل الفئات. ولي تاريخ خاص عندما كنت مسؤولا عن رابطة الطلاب المسلمين في الجامعة اللبنانية، وكان يومها النائب الحالي زميلي إسطفان الدويهي، كان مسؤولا عن طلاب زغرتا الزاوية والمردة المسيحيين، وكان هناك مناسبة اجتمع فيها أكثر من ثلاثين فصيلا طلابيا، شيوعي، إشتراكي، بعثي، مستقلين، وجماعة إسلامية والناصريين بأنواعهم. وكان هناك كلمة، والكل يريد أن تكون له هذه الكلمة، وكان من المتعذر ان يتحدث الجميع، وقلت نحن كرابطة طلاب مسلمين يمثلنا، ويحكي بإسمنا إسطفان الدويهي”.
أضاف: “أسوق هذا الكلام، ردا على الحاقدين، والذين تناولوني بكتاباتهم، ويريدون أن يحملوني مسؤولية كل ما يجري بالبلد من مس بسلطة الدولة، وافتعال أجواء التوتير لسلب الإرادة الوطنية، وإضعاف المسيحيين قبل المسلمين. وهذا ما حصل منذ أكثر من 25 عاما، فكيف اليوم، وأنا لي تاريخ طويل في السياسة؟ فأنا نائب منذ العام 1996 وكلماتي وخطاباتي تؤكد العيش المشترك، والتوازن الوطني، ومحبة اللبنانيين، والتمسك بالدستور اللبناني والقوانين الدولية، واحترام الأديان، ولم أسئ اي يوم من الأيام إلى أي طائفة، لا إلى المسلمين، ولا إلى المسيحيين، ولا إلى الدروز، ولا إلى الشيعة، ولا إلى العلويين، ولا لأي طائفة”.
أضاف “إنما في السياسة، قد أنتقد مسؤولا، رئيسا، وزيرا أيا كان، مسلما، أم مسيحيا. وهذا من حقي، وهذا هو النظام الديمقراطي، ومن حقي أن أنتقد رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ورئيس المجلس النيابي، والأحزاب، وقائد الجيش، والضباط. وهذا من حقي الطبيعي، وإلا نحن لسنا في نظام حر. وإذا كنا في نظام ديكتاتوري، ونظام يمنع الحريات والكلام فليقولوا لنا؟ وبالتالي أنا ملتزم بهذا الأمر وحريص عليه”.
وتابع “أنا أمتلك الجرأة الأدبية، والكل يعرفني، أني مستعد للاعتذار، ليس فقط من مرجعيات دينية، لا إسلامية، ولا مسيحية، بل إني أعتذر من أي شخص، مهما كان وزنه ودوره، إذا أخطأت بحقه”، موضحا “لقد تم اجتزاء كلمتي التي كنت بدأتها، بأننا في بلد ينص دستوره في المادة التاسعة على أن الدولة اللبنانية تؤدي فروض الإجلال لله تعالى، إذا الدولة اللبنانية بكل طوائفها، وكلمة الله هي للمسلمين والمسيحيين، ولكل المؤمنين، وفي كل الديانات، ولا أحد يعترض على كلمة الله، وشعار لا إله إلا الله”.
وأردف “كما أني لا أعترض، ولم أطلب لا إزالة الصلبان، وعلى طرقاتنا منها الكثير، ولا على إزالة تمثال يسوع الملك. وكما قلت نحن نحترم السيد المسيح، كما نحترم النبي محمد، وهو نبي ايضا، وعليهما السلام، ولا تمثال والدته الكريمة ايضا، السيدة العذراء. فأنا لا أطالب بهذا الموضوع، إنما ذكرت الموضوع في إطار السؤال لماذا تستهدفون مدينة، وتريدون إشعال المشاعر الطائفية والمذهبية، وإهانة كرامات الناس بإزالة كلمة هي كلمة الله، وأريد أن أقول هنا بالمناسبة، وللانصاف أن الرئيس عمر كرامي رحمه الله، سئل في يوم من الأيام هل تريد أن تزال كلمة الله، وأن يوضع مكانها تمثال والدكم المرحوم، رجل الاستقلال دولة الرئيس عبد الحميد كرامي؟ فأجاب: “لا أحد أكبر من الله”، وهناك كلمة شهيرة عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول فيها “لا أحد أكبر من بلده”، إذا نحن كنا ننتظر من بعض الفاعليات ومن بعض الأصوات، التي تزايد في حب المسيحيين الآن، ان يتضامنوا معنا، لأن إزالة رمز للمسلمين سيعني ذلك أنه يستساغ أن يزال رمز للمسيحيين، وعندما كنت أتكلم عن هذا الموضوع، كنت أعني انكم إذا كنتم تريدون البدء بإزالة الرموز الدينية، معنى ذلك أنكم ستزيلون الرموز الدينية الإسلامية والمسيحية، وهذا لا نرضى به”.
وقال: “أنا شخصيا أحب أن أتعامل مع المسلم الصادق المؤمن، الذي يحب كل الناس ويحترم غيره، وأنا أحب أن أتعامل مع المسيحي، الذي يحترم نفسه، ويحترم إيمانه ويكون صليبه ظاهرا، لا يخفيه، وأن يكون صليبه كبيرا لكي نراه، وله كل الحب منا. وهذا هو تفكير خالد ضاهر، ولا أقصد الإساءة لأي طائفة، ولا إلى رموز المسيحيين، وموقفي السياسي معلن. فأنا أحذر من الفراغ في موقع الرئاسة المسيحية، التي لها دور في حماية المسيحيين وحماية اللبنانيين، وأنا أحذر دائما وأحمل المسؤولية، التي تسيء إلى اللبنانيين من خلال إضعاف الدور المسيحي. أنا أريد دورا مسيحيا فاعلا للمسيحيين في هذا البلد، مع إخوانهم المسلمين، لحماية البلد ولبناء البلد ومستقبله”.
أضاف “لذلك نحن في قوى 14 آذار، وقد سمعت أحد الوزراء يدعو إلى عدم إبقائي في قوى 14 آذار، لأني قلت ذاك الكلام المجتزأ، وأنه بدل أن يستفهم ويعرف الحقائق، يريد أن يزايد، والبعض يريد أن يعمل بطلا أمام كلمة. أنا كنت أدافع فيها أمام كل اللبنانيين، هي كلمة الله، التي تهم كل اللبنانيين المسلمين، كما المسيحيين، ولا أقصد بها أني اريد ان ازيل شعارات المسيحيين، أو رموزهم، فهذا الكلام غير صحيح”، معتبرا أن “هذا الأمر الملتبس، لا يتبناه الوزير، فأنا اتصلت به ليلا، ولم يكن عالسمع، وفي الصباح هاتفني، وأوضح لي أنه لم يطلب إزالة كلمة الله، ولا شعارات لا إله إلا الله على الإطلاق، إنما كان لديه اقتراح عرضه قبل اسابيع مع عدد من المشايخ، لجهة الإبقاء على كلمة الله، ووضع آية كريمة، تقول: “فادخلوها بسلام آمنين”.
وإذ سأل “إذا من الذي أخذ القرار؟”، تابع “الكل يتهرب من ذلك، المحافظ يقول ليس انا. ووزير الداخلية يقول لست أنا. والضابط المسؤول يقول كذلك. فمن هو المسؤول عن هذا القرار؟ لذلك كأنهم يريدون أن يصرفوا الأنظار عن فشل الخطة الأمنية، وعن عدم قدرة الدولة على إزالة الصور والرموز السياسية، من الضاحية، ومن الجنوب، وكأنها دويلة خاصة، ويريدون تغطية فشلهم في تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع، فيحاولون إجراء “روتوش” للتغطية عن هذا الواقع، وعن فشلهم”.
وأكد “أنا لبناني، وطني، مسلم وعربي، وأحب بلدي، وكل أبناء بلدي، وأتمنى أن تبسط الدولة سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، بمؤسساتها من جيش وقوى أمن، وأن تزال كل عوامل التفرقة بين اللبنانيين، مع احترام الأديان، وهذا مكرس في الدستور، وكل طائفة لها إيمانها، ولها رموزها، ولها عقائدها. وانا أحترم الجميع، وهذا ليس منة مني، ولا أتفضل به على أحد، فهذا الأمر موجود في إيماني، وفي كتاب الله تعالى، وفي القرآن الكريم، وفي سنة الرسول، وفي نهجنا السياسي الذي نلتزم به، ونحن بصراحة من جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي أحب بناء البلد على اسس العدالة والتوازن والتعاون والاحترام، وليس كما يمارس علينا اليوم من قهر وإذلال واعتقالات”.
وقال: “فيا أيها الإخوان، هل تريدون تغطية الأخطاء، التي ترتكب بحق طرابلس، باعتقال مئات الشبان، من أهالي طرابلس على الشبهة واتهامهم بالإرهاب؟، هذا عيب، وأنا أحمل كل المسؤولين السياسيين والدينيين هذا العبث بأمنا، فهؤلاء الذين يعتقلونهم على الشبهة، لديهم عائلات، وكل ذلك يجري تحت مسمى الإرهاب”، معتبرا أن “هناك استهداف واضح وظلامي، فعشرون معركة تمت إدارتها، وجرت في طرابلس بهدف إضعافنا، ولتسليط الضوء على منطقتنا في طرابلس والشمال، في محاولة لإضعاف دورنا وإظهارنا أننا إرهابيون، ويتضح بعد ذلك، أننا مظلومون، وأننا نقدم التضحيات في الجيش اللبناني، وأن قياداتنا السياسية والدينية والشعبية، كلها تؤيد الدولة، وتريد بسط سلطة الدولة، ولا تريد الإساءة للدولة”.
وتابع إن “الآخرين يتجاوزون الدولة والدستورن ويتجاوزون القانون ويسيئون إلى أهل البلد، وميليشياتهم تذهب إلى سوريا وتقتل الشعب السوري، وتستجلب لنا الإرهابيين والتفجيرات والمشاكل، وهؤلاء يريدون ان يزايدوا علينا في الوطنية ومحبة لبنان. فتفضلوا وسلموا سلاحكم في الداخل للجيش اللبناني والقوى الشرعية والأمنية، وتفضلوا اسحبوا ميليشياتكم وسلاحكم الغادر، الذي يزرع الفتنة والشقاق بين اللبنانيين، وبين الشيعة والسنة، ويزيد الاحتقان بين الجميع”.
أضاف “أنا أعلنت موقفي السياسي بشكل واضح. فالحوار كان يجب أن يبنى على أسس ثابتة تؤدي إلى احترام الدولة، واحترام الشعب اللبناني. ولكن ما حصل حتى الآن من نتائج كلها “طبخة بحص”، ولم تؤد إلا إلى إعلان العنتريات، ومصادرة قرار الدولة في السلم وفي الحرب”، سائلا “فأين هي الدولة؟ إنهم يقومون بأعمال إرهابية في لبنان وخارج لبنان، فليتق الله هؤلاء”.
ووجه كلامه إلى “السياسيين الذين يغارون على المسيحيين وخائفون عليهم”، قائلا: “إن الخوف ليس مني، لأني أنا أحترم كل الرموز. الخوف من الذي يصادر قراركم، ويمانع انتخاب رئيس للجمهورية، والذي يتاجر بالمسيحيين من بعض المسيحيين تحت شعار “أنا أو لا أحد”. فهل هذا هو محب للمسيحيين؟ أم نحن الذين نحب المسيحيين والمسلمين وكل اللبنانيين على قواعد الوطنية والتوازن والاحترام؟، مضيفا “أقسم بالله، لو أني أسأت لأي طرف، طائفة أو مذهب أو رمز ديني، والله لأعتذرن أمام الجميع، ولكن والله لم أقصد، ولم أسئ إلى أي رمز، إنما كان كلامي في سياق أنكم تريدون خطة أمنية وإزالة الصور والرموز السياسية، وأنا مع ذلك، بأن تشمل الخطة صور كل القادة والسياسيين، وأن الشعب يريد عملا، ولا يريد فقط مجرد حكي وكلام، فالشعب لا يأكل ولا يشرب من الصور”.
وقال: “أنا أريد أن تطبق الخطة الأمنية على كل المناطق، من قبل دولة واحدة، وسلطة واحدة، ومؤسسات واحدة، تزيل صور الجميع، وتحترم الدين، وتحترم الرموز الإسلامية والمسيحية، وأمام الملأ، أعلن أني أحترم كل الرموز الدينية، وأشرت أني أحب التعامل مع المسيحي، الذي يحمل صليبه، ولا يستحي به، ويفاخر بمسيحيته، ويحافظ على إيمانه. وهذا هو لبنان النموذج الحضاري المميز، ولا أقصد الإساءة إلى أحد. فليكفوا عن صنع البطولات الوهمية، وقد مضى علي بعض الوقت، وأنا ساكت، إلا أن رسالتي قد أبلغتها على مستوى الحوار، وعلى مستوى المؤسسات في البلد، وعلى مستوى الإساءات إلى أهل السنة والظلمات بسجن المئات”.
وختم “هناك 500 شخص معتقل، وهناك عشرات الاستنابات القضائية بحق اشخاص آخرين صادرة عن المحكمة العسكرية بتهمة الإرهاب”، معتبرا أن “هذا أمر معيب”، طالبا أن “يكون هناك توازن. ولنمنع الإرهاب والإجرام”، مؤكدا “نحن نريد توازنا وطنيا. ويجب أن تحترموا السنة والمسيحيين والشيعة والدروز. أما أن يسيىء إلينا البعض ويحاول حشرنا في الزاوية، فذلك مرفوض تماما. فالمتهم هو الذي يعطل رئاسة الجمهورية، والمتهم هو من يملك الميليشيا والأسلحة، ويسيء إلى كل اللبنانيين، ويضرب الديمقراطية، ويعطل الانتخابات، ويهدد بتغيير وجه البلد. فليس نحن من يقوم بذلك، فنحن نحترم الكل”.