الياس بجاني/تعليق على مقالة لجبيب شلوق في جريدة النهار تناول البطريرك الراعي

660

تعليق على مقال حبيب شلوق الذي في أسفل/مقال تعموي في محتواه وتشويهه للحقائق
الياس بجاني/09 شباط/
مقال يوضع في خانة التملق والتزلف لا أكثر ولا أقل. مع احترامنا للكاتب ابن الوادي التي نحب. مقاله بعيد عن الواقع والموضوعية ويجافي كل حقائق ممارسات سيدنا الراعي المكشوفة والمعلومة من القاصي والداني والتي هو نفسه يعبر عنها بغرقه في مفاهم وثقافة المؤامرة الكونية التي كانت ولا تزال اداة القمع والإذلال لحكام الدول العربية لشعوبهم. للكاتب بمحبة نقول إن سيدنا لا يشبهنا نحن الموارنة البشيريين في ممارساته الإدارية وفي مواقفه السياسية وتحالفاته كما أنه غريب ومغرب عن ثوابت صرحنا التاريخية. نسأل لماذا يحتفل سيدنا بعيد شفيعنا خارج لبنان؟ والجواب هو لأن الاحتفال لم يتزامن مع احدى زيارته لوطن الأرز. الحقيقة مرة ولكنها الحقيقة ونحن نشهد للحق حتى يحررنا ونقطة على السطر.
من واجبنا أن نشهد للحقيقة وأن لا نترك أي إعلامي يشوه وجهها الناصع ببياضه.
سيدنا الراعي لا يخدم كنيستنا كما نحن نرى الأمور، بل على العكس يضرها ويضرنا منذ الإسبوع الأول له كبطريرك. هذا رأينا وبصوت عال.

هل كان الراعي على حقّ في السفر رغم نصيحة الطبيب؟
حبيب شلوق/النهار
09 شباط 2015

http://newspaper.annahar.com/article/212548-هل-كان-الراعي-على-حق-في-السفر-رغم-نصيحة-الطبيب

“لأن عدم الإختيار انتحار” كان لا بد من تحرك وتصعيد في الموقف. فالشعار هو للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أما التحرك والتصعيد فهما قراره.

ذاك هو البطريرك الراعي.

نصيحة الطبيب الذي أجرى له جراحة في الرأس كانت ألا يسافر طوال شهر، ولكن القرار كان قراره.

حزم الراعي حقائبه وسافر إلى الفاتيكان لسبب علني هو أن ثمة اجتماعات سينودسية وكاردينالية ستعقد وأن الهدف “محض كنسي”. ولكن ما حصل كان أبعد من ذلك. فلقاء البطريرك الماروني مع الحبر الأعظم كلما سافر إلى الفاتيكان أمر طبيعي لأن لهذا البطريرك “حيثية” منذ البطريرك نصرالله صفير الذي كان مركز ثقل إن لم نقل “مفتاحاً انتخابياً” في القرارات الفاتيكانية عندما يكون القرار حساساً.

وفي رأي عارفي البطريرك الراعي منذ نحو من ثلاثين عاماً عندما كان رئيس القسم العربي في إذاعة الفاتيكان، أن الرجل يرسم طريقه ويمشي. ومن هنا هو يدرك أنه وصل إلى نقطة اللا عودة أي أنه يريد رئيساً “لأن عدم الإختيار انتحارّ”.

صحيح أن الراعي يريد رئيساً ولكنه لا يريد رئيساً بأبخس ثمن. ومقدمو نسخ عن سيَر حياتهم و”حسبهم والنسب” في بكركي أكثر من أن يُحصوا، لكن آلة إتلاف الأوراق و”هرمها” جاهزة. والبطريرك سواء كان المرء من مؤيديه أو من منتقديه، يعرف ما يريد. فالرجل أخذ قراره ومفاده أنه يريد انتخاب رئيس ولو كان… من حواضر البيت.

ورئيس من حواضر البيت كلمة تقال بالنسبة إلى عارفي البطريرك الراعي، ولكن ليس هذا هو المطلوب عندما يصبح البحث جدياً. فهذا النوع من البطاركة لا يقبل برئيس أقل من مواصفات فؤاد شهاب الذي بدأ ورشة بناء دولة قوية وبصماته لا تزال قائمة، أو ريمون اده الذي وضع بقوانينه واقتراحات قوانينه مشروع دولة قوية. إنه يريد رئيساً لديه مشاريع لإصلاح النظام وخصوصاً لجهة إقامة الدولة المدنية. يريد رئيساً “يحدّث الدولة ويترأس هيئة حوار وطني شامل، تضم مفكرين ومثقفين وفاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية يتقدمها رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، فاعليات لها تجربتها وعلاقاتها وخصوصاً الدولية، تعرف مخاطبة الخارج والتفاعل مع الداخل، فاعليات يستمع إليها العالم ويستسيغها الداخل”. رئيساً يدير ولا يدار ورئيساً يعرف أن يكون قائداً وحاكماً وحَكَماً.

والبطريرك وفق عارفيه يريد رئيساً يستطيع محاورة العالم وتكون له كلمة مسموعة واتصالات بعواصم القرار بدءاً من واشنطن إلى نيويورك وباريس وموسكو، وبالدول المؤثرة كالمملكة العربية السعودية وإيران. رئيساً يكون رمزاً وطنياً، حاملاً مشروع سلام وطنياً، رئيساً مسيحياً ولكن لجميع اللبنانيين،له مواصفات رجل دولة،يؤمن بأولوية الثقافة، رجل تخطيط وإنماء، رجلاً يستطيع الإستعانة بلوبي يتناغم مع فكره ويسوّقه في دول القرار، رجلاً لا يفكر في التجديد منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية!

جاهل من يعتقد أن البطريرك الراعي – وفق عارفيه – يعارض وصول العماد ميشال عون أو الدكتور سمير جعجع إلى الرئاسة، فهو يريد رئيساً قوياً له قاعدته وحيثيته وكلمته، ولكن هو جاهل أيضاً من يعتقد أن البطريرك لن يبذل كل جهده لاتفاق الإثنين على أحدهما رئيساً، حتى إذا كان ذلك بعيد المنال كان خيار آخر يقضي باتفاق الإثنين على ثالث، يريده الراعي ليس من حواضر البيت، يريده قائداً سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً أو رجل قرار أو ذا حيثية ووجود يتحرك في عواصم القرارلاستعادة دور لبنان.

كل هذه الأفكار حملها البطريرك الراعي إلى الحبر الأعظم البابا فرنسيس في ظرف إقليمي يعيشه البابا ويتفاعل معه ويعرف أهمية انتخاب رئيس مسيحي في شرق يعاني فيه مسيحيوه حمل صليبهم، لعل البطريرك يلتمس تحركاً بابوياً لرفع المطبات التي تعترض انتخاب رئيس، والتدخل حيث يلزم لتوافق المسيحيين ما دام أطراف لبنانيون آخرون يرون المشكلة في الإنتخاب هي عدم اتفاق المسيحيين على رئيس.

على الأرجح كان البطريرك الراعي على حق عندما أغفل نصيحة طبيبه الجراح الذي أجرى له الجراحة في الرأس بعدم السفر، وسافر إلى الفاتيكان، إذ ربما كان الدواء الأخير لانتخاب رئيس للجمهورية هو الكي، ومن أجدر من البابا فرنسيس بذلك؟

صحيح أن عدم انتخاب رئيس للجمهورية هو انتحار مسيحي، ولكن صحيح أيضاً أن عدم انتخاب الرئيس هو انتحار لبناني شامل، لأن الرئيس اللبناني المسيحي هو قوة للبنان أبي الديموقراطية الوحيدة في هذا الشرق.